نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (401)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في التحقيق الذي قدمه السيد البروجردي قدس الله نفسه في مسألة تحديد الطبقات وتمييز الطبقات ونظام الطبقات في الواقع أولئك الذين ينتهجون المنهج السندي في قبول الرواية بالنسبة إليهم نظام الطبقات ومعرفة هذا النظام مهم جداً ومن خير من عمل في هذا المجال هو السيد البروجردي قدس الله نفسه ولذا حاول في الدرس السابق أن أقف عند بعض مفردات هذه القضية التي أسس لها وكذلك بعض الأمور والفوائد والنتائج المترتبة على نظرية نظام الطبقات ومرادنا من الطبقات هنا ليست الطبقات الاجتماعية وإنما الطبقات في علم الرجال لان الطبقة والطبقية أيضاً لها مفاهيم أخرى سواء في الوضع الاجتماعي أو في الوضع الحوزوي مما يؤسف له أيضاً نظام الطبقات موجودٌ في الحوزات العلمية ولكن تحت عناوين براقة لا تشير إلى ذلك وهو نظام الشأنية، نظام الشأنية هو نظام الطبقات ولكنه باسلوب آخر هذا شأنه أن يجلس في بيت بمائة مليون وذاك شأنه يجلس في بيت في عشرة ملايين هسا هذه الشأنيات من أوجدها من أسس لها الله العالم المهم هذه مسألة الطبقات مع الأسف الشديد أيضاً موجودة في حوزاتنا العلمية ولذا الآن عندما يأتون يقولون في باب الخمس وفي غير باب الخمس تجدون انه مسألة الطبقية أيضاً مطروحة بأسوأ معانيها في حوزاتنا العلمية ولكنه تحت عنوان نظرية الشأنية، الآن حديثنا في الطبقات في علم الرجال لا الطبقات الاجتماعية ولا الطبقية أو الطبقات في الحوزات العلمية.

    فيما يتعلق بالنظام الطبقات في علم الرجال هناك بحث قدمنا له فيما سبق وقلنا بأنه نظام الطبقة بحسب الاستقراء يقول السيد البروجردي انه تقريباً بين كل استاذ وتلميذه أو بين كل شيخ وتلميذه لابد أن تكون الفاصلة في الأعم الأغلب في ثلاثين عام في المولد وفي الوفاة هسا قد يزيد أو ينقص خمسة سنوات أو عشرة سنوات وهذا في الأعم الأغلب وإلّا ليست ضابة عامة كالرياضيات في المنهج الرجالي التي كتبها اخونا السيد محمد رضا الحسيني الجلالي والذي طبع في مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية هناك خلاصة هذه الطبقات التي ورد تفصيلها في حيات سيد البروجردي كما قلنا خلاصة الطبقات هنا في المنهج الرجالي في صفحة 96 إلى صفحة 79 قال: ويبتدأ بصحابة النبي فصاحبته الآخذون منه كلهم من الطبقة الأولى هسا لماذا يقول ذلك؟ باعتبار أن ابن حجر العسقلاني وغيره جعل الصحابة أيضاً على طبقات وجعل التابعين أيضاً على طبقات فجعل الصحابة والتابعين أكثر من طبقتين، نظرية أهل السنة ونظرية الطبقات هذه مسألة الطبقات كانت مطروحة بشكل دقيق ومفصل في كلمات أهل السنة ولكنه لم يقع عليها عمل جيد في كلمات الرجال من علماء الشيعة. ثم يقول التابعون ثم إلى أن نأتي إلى الطبقة الأخيرة التي هي على هذا الحساب يكون الكليني وابن أبي عقيل من الطبقة التاسعة والصدوق وابن الجنيد من العاشرة والمفيد من الحادي عشرة وشيخنا أبو جعفر الطوسي من الثانية عشرة إذن نحن عندما نبدأ من حياة النبي إلى أن ننتهي إلى حياة الشيخ الطوسي عندنا 12 طبقة معدلاً وهذه ما أشار إليها السيد البروجردي بشكل تفصيلي كما قلنا في حياة سيد الطائفة إلي هو الشيخ محمود درياب النجفي من صفحة 252 إلى صفحة 270 البحث هناك ومن الكتب الفارسية أيضاً موجودة وهو تحت عنوان مكتب اجتهادي آية الله بروجردي دكتور زهرا إخوان صراف هناك أيضاً يوجد بحث جيد في صفحة 287 باللغة الفارسية وإجمال هذا البحث أشار إليه أيضاً السيد البروجردي قدس الله نفسه في البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر إلي هي تقريرات السيد البروجردي بقلم الشيخ المنتظري هناك في صفحة 26-27 يقول الطبقة الأولى، الطبقة الثانية، الطبقة الثالثة إلى الطبقة الثانية عشرة.

    بعد ذلك نبين أهمية ذلك الأبحاث لا يتبادر إلى ذهنكم هسا عرفنا الطبقات أو لم نعرف الطبقات ما هي النتيجة؟ لا نتائج خطيرة جداً في علم الأسانيد سيترتب على ذلك لا في علم الأسانيد بل في الجرح والتعديل بل في موارد أخرى سأشير إليها إجمالاً في آخر البحث، السيد البروجردي قدس الله نفسه حاول تطبيق ذلك على ما بعد الشيخ الطوسي يعني ابتدءاً من ابن شيخ الطوسي أيضاً طبق نفس نظام الطبقات الذي طبقه على أصحاب النبي وصحابة الأئمة طبقه على العلماء الذين جاؤوا ما بعد الشيخ الطوسي إلى زمانه هو فهو يعتقد بأنه من زمان الشيخ الطوسي إلى زمانه هو باعتبار انه هو الذي حقق الطبقات توجد 24 طبقة وهذا المعنى يمكن أن ترجعوا إليها في كتاب حياته لدرياب صفحة 273 إلى صفحة 277 ويذكر العلماء كاملاً يقول ثالثة عشر طبقة الشيخ أبي علي والمفيد عبد الجبار الرازي والرابعة طبقة الراونديين وعماد الدين الطبري واضبارهم والخامس عشرة طبقة شاذان ابن جبرئيل والسابع عشرة طبقة المحقق ابني طاووس ويحيى ابن سعيد وإلى أن يصل والسادس والثلاثون طبقة شيوخنا إلي هو صاحب الكفاية ومن بعد صاحب الكفاية.

    ما هي أهمية معرفة نظام الطبقات في الرجال ما هي أهم الفوائد والنتائج المترتبة على ذلك؟ النتيجة الأولى: هو من خلال نظام الطبقات سوف نتعرف على عدد الوسائط الموجودة يعني الآن عندما الصحابي ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله توجد بينه وبين رسول الله واسطة أو لا توجد؟ لا توجد واسطة لأنه ينقل مباشرتاً عن رسول الله أمّا عندما نأتي إلى التابع الذي هو في الطبقة الثانية إذن بينه وبين رسول الله يوجد واسطة فإذا ثبت تابعي ونقل عن رسول الله بلا واسطة فالرواية تكون منقطعة مرسلة وهكذا إذا جئنا إلى الطبقة الثالثة ونقل عن رسول الله بواسطة واحدة إذن الرواية مرسلة لان الطبقة الثالثة إنما تنقل عن رسول الله من خلال واسطتين إلّا إذا ثبت انه كان طويل العمر ذاك بحث آخر وهذه استثناءات وإذا جئنا إلى الطبقة الرابعة ونقل عن رسول الله إذن لابد أن ينقل بكم واسطة؟ بثلاث وسائط والخامس بأربع وسائط والسادسة وهكذا إلى آخره، إذن أوّل نتيجة تترتب على ذلك هو معرفة عدد الوسائط الموجودة بين الراوي الأوّل إلي هو أوّل السنة وبين المروي عنه ولذا السيد البروجردي قدس الله نفسه في صفحة 252 هذه عبارته يقول: هذه بعد لا فرق بين علماء أهل السنة أو علماء الشيعة يعني الطوسي إذا نقل رواية عن رسول الله لابد الوسائط ماذا تكون؟ مو اقل من 11-12 واسطة فإذا وجدنا أن الوسائط 6-7 إذن يوجد سقط في الرواية ولهذا عبارته يقول: والشيخ أو الخطيب البغدادي المتوفى 463 من الهجرة إلي تقريباً مع الشيخ من الجمهور حديثاً مسنداً عن رسول الله وفرضنا أن الرواة المتوسطين بينهما (يعني بين الشيخ البغدادي وبين رسول الله) قد عمر العمل المتعارف أوّلاً واخذوا الحديث في السن المتعارف أخذه في كان سنده مشتمل على اثني عشر رجلاً غالباً أو دائماً فإذا قلت الوسائط عن ذاك الرواية ماذا تكون؟ فالرواية تكون مرسلة، منقطعة، هسا ما هي النتيجة الخطيرة المترتبة عليه؟ قاعدة في علم الرجال كلما كانت الوسائط أقل كلما كانت الرواية أقوى واصح سندا الآن الكلام في السند، يعني إذا تعارضت عندنا روايتان وكل رجاله ثقاة ولكن واحدة وسائطها ثلاثة وواحة وسائطها سبعة الرواية التي وسائطها سبعة أو عشرة هذه نتيجة جداً خطيرة ولهذا همه يعبرون إنما كل قل عدد الوسائط يسمون الرواية عالية هذه تعبير عالية إشارة إلى قلة الوسائط وكلما كان العكس كذلك باعتبار انه كل رواي احنه لا نعلم نقل بالدقة عن الراوي السابق أو فهمه نقلها أو تصرف فيها أو قطعها فهنا بحسب حسابات الاحتمالات كلما ازدادت الوسائط كلما ضعف السند هذه واحدة من أهم النتائج المترتبة على نظرية معرفة الوسائط.

    الاتجاه الثاني: هي معرفة أن السند متصل أو غير متصل، ذيك كانت في قوة سنده وضعفه فائدة الأولى هنا لا مو في القوة والضعف وإنما في الاتصال والانقطاع فإذا كان شخصٌ في الطبقة الثالثة ونقل رواية عن رسول الله أو شخصٌ في الطبقة السابعة ونقل رواية عن شخصٌ في الطبقة الخامسة بلا واسطة إذن الرواية مرسلة حتى كان ثقة اعلائي ثم ماذا ثقة اعلائي لأنه هو لم يعاصره إلّا إذا ثبت العكس يعني كان طويل العمر كان كذا أو المروي عنه طال عمره أكثر من اللازم حتى أدركه من بعده بطبقتين هذا ممكن ولكنه هذه ماذا؟ ولذا بعد ذلك في تبصرة من التبصرات الذي نشير في نظام الطبقات نقول أن كل طبقة فيها كبار وفيها صغار مرادنا من الكبار يعني طويل العمر صغار يعني متوسط العمر، سيأتي بعد ذلك حتى تعرفون علم السند ليس بهذه البساطة إلي مع الأسف الشديد الآن في الحوزة العلمية صاير كومپيوتري علم السند هكذا يضرب قال الشيخ ثقة الرواية صحيحة السند لا مو هالشكل واقعاً أن هذه التكنولوجية من جهة مفيدة ومن جهة أهواي أضرت الوضع العلمي للطلبة ولهذا جملة من الأعلام كان يدعون أساساً مع وجود التكنولوجية الحديثة أصلا اجتهاد شنو معناه واحد أي شي يسوي يعرف على شنو الاجتهاد لا عزيز هذه مفردات يشير إليها وإلّا تحقيق الأمر ما مرتبطة بالتكنولوجية.

    القضية الثانية: هي انه معرفة أن السند مرسل أو غير مرسل وهذا ما أشار إليه أيضاً السيد البروجردي في البدر الزاهر صفحة 27 قال: وعليك بالدقة في أسانيد الروايات المروية عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام حتى تطلع على طبقات الرواة وبذلك تقدر على تمييز الأسانيد المرسلة تميزها أن هذه الرواية مرسلة أو غير مرسلة، في حياة السيد الطائفة صفحة 270 بشكل مفصل أشار إلى القضية ومن هنا طبق قدس الله نفسه هذه القضية في فقهه يعني أنت في موارد متعددة الرواية معروف بين العلماء أنها مرسلة يقول لا هي مسندة ويطبق عليها نظام الطبقات أو بالعكس الرواية هي معروفة أنها رواية مسندة صحيحة السند هو يقول ما هي؟ يقول لا مرسلة هذه اكو فيها سقط في السند من الموارد أنا مورد اذكر وهو ما ورد في كتاب زبدة المقال إلي هي مرتبطة بتقريرات بحث الخمس في صفحة 28 يقول: ما رواه الصدوق عن احمد ابن محمد ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عما يجب فيه الخمس من الكنز فقال: ما رواه المفيد في المقنعة مرسلاً عنه عن الإمام الرضا عن مقدار الخمس فقال كذا وكذا يقول في آخر المطاف: والذي يقوى في النفس عدم كونهما روايتين بل هذه المرسلة هي تلك المسندة التي نقلها الشيخ الصدوق نفس التطبيق نظام الطبقات.

    الفائدة الثالثة: هي من الفوائد الأساسية في هذا المجال هو تمييز الشيوخ عن التلاميذ، من كان شيخاً لمن ومن كان تلميذاً لمن، نحن من خلال علم الطبقات نستطيع أن نقول ألف هو في طبقة الشيوخ باء وباء هو في طبقة تلامذة ألف، من خلال معرفة السن ولهذا مراراً ذكرنا معرفة تاريخ الرواة ضروريٌ جداً في مسألة أسانيد نعم إلّا اذا كان مرجعك مرجع أخباري لأن الكتب الأربعة قطعية الصدور بلي بعد ما عندك لا تبحث لا سندا ولا رجالاً ولا جرحاً ولا تعديلاً ولا طبقاتاً ولا إلى أي شيء آخر إذن معرفة تمييز الشيوخ عن التلاميذ والتلاميذ عن الشيوخ ما هي أهمية هذه القضية؟ ما هي الأهمية التي رتبها سيد البروجردي على هذه القضية؟ سيد محمد رضا الجلالي في المنهج الرجالي في صفحة 99 من كتابه يقول: وهذا هو أهم فوائد الطبقات حيث يعرف بها مشايخ الراوي الذين يروي عنهم مباشرتاً وكذلك الرواة عنه بالمباشرة سؤال: ما هي ثمرة هذه القضية أن نتعرف هذا شيخ وهذا راوٍ عنه؟ يقول: وهذا في الحقيقة وجهٌ واحد من مكونات نشاط الراوي العلمي يعني نستطيع أن نتعرف من خلاله هذه شخصيته العلمية عند من تربت هل تربى عند عالمٍ لو عند إنسان غير عالم؟ الآن تجدون في الحوزة العلمية يقولون فلان درس عند فلان محقق عشرة سنوات، وهذا كافٍ له، أمّا إذا نفس هذه العشر سنوات درسها عند شخص غير محقق تجدون لا قيمة لها، إذن معرفة الأساتذة وشيوخ الراوي ومعرفة أنّه عند من أخذ هذه العلوم لها تأثير كبير في معرفة شخصية الراوي العلمية، طبعاً تعلمون في أبحاث سابقة نحن أشرنا بأنه هناك قضايا كثيرة لابد من التعرف عليها، انه كان الراوي عربياً لو كان الراوي اعجمياً أي منهما؟ مع الأسف هذه في كتب الرجال عموماً يلتفت إلى هذه النكات أو لا يلتفت؟ لأن الراوي العربي يقيناً عندما ينقل الرواية ولو بالمعنى يلتفت إلى نكات لا يلتفت إليها الراوي الأعجمي ولهذا نفس السيد البروجردي يؤكد على هذه في موارد متعددة يقول لان العربية الفقيه اضبط من العامي العجمي وكذا إلى آخره، يقول كمعرفة مذهبة لأنه من خلاله نستطيع أن نتعرف على مذهب الشخص كيف؟ إذا وجدنا عموم أساتذته وشيوخه من السنة ونادراً ما يحضر عند الشيعة بيني وبين الله ماذا نستكشف من هذا؟ أو بالعكس يحاول أن يحضر عند علماء أو شيوخ الشيعة ويبتعد عن مشايخ أهل السنة هذه قضية ولذا تجدون بأنه أساساً السيد البروجردي يؤكد على هذه القضية في موارد متعددة ومنها في كتابه نهاية التقرير في مباحث الصلاة لسيد البروجردي تقريرات الشيخ فاضل اللنكراني الجزء الثالث صفحة 232 يقول: انه يمكن استكشاف وثاقة الراوي من تلاميذه الذين اخذوا الحديث عنه فإذا كان الآخذ مثل الشيخ أو المفيد أو الصدوق أو غيرهم من الأعلام خصوصاً مع كثرة الرواية عنه لا يبقى ارتياب في وثاقة الشيخ أصلا يقول: وإلّا هؤلاء أصروا أن يتتلمذوا عند شخصٍ طبعاً لم يرد فيه انه سني لا نعلم عنه شيئاً أصر هؤلاء الأعلام أن يتتلمذوا عند شيخٍ ويكثر الرواية عنه لا اقل كانوا قد أحرزوا وثاقته وإلّا كيف يكثرون الرواية عنه وهم لا يعرفونه وهم موجود بالنسبة إليهم هذه القضايا لابد أن يلتفت إليها جيداً. إلى هنا بنحو الإجمال اتضح لنا ما هو نظام الطبقات وما هي الآثار والنتائج المترتبة على نظام الطبقات.

    هل يوجد في كتب المتقدمين من علماء الإمامية من عرض لمسألة نظام الطبقات أو للطبقات أو لا؟ من الكتب التي وصلت إلينا والتي عرضت للطبقات كتابان، الكتاب الأوّل: هو للشيخ الطوسي، الكتاب الثاني: هو المعروف بطبقات البرقي أو رجال البرقي، أكثر من هذا موجود لعله هنا وهناك وفي الضمن يشار إلّا أن المهم هذان الكتابان، الكتاب الأوّل: هو كتاب المعروف برجال الطوسي، رجال الشيخ الطوسي تحقيق جواد القيومي الاصفهاني مؤسسة نشر الإسلامي هذا الرجل حاول الشيخ قدس الله نفسها حاول أن يشير إلى أصحاب النبي أصحاب الإمام أمير المؤمنين أصحاب الإمام الحسين وهكذا إلى آخر إمام من أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام طبعاً السيد البروجردي عنده ملاحظة على النظام الطبقات التي أشار إليها شيخ الطائفة يقول: البعض تصورَ وهو المشهور لعله انه عندما صنف الشيخ رجلاً أو احد أو راوي من رواة النبي فجعله في طبقة مع انه ليس الأمر كذلك يمكن أن يكون شخصٌ واحد ولكنه راوٍ عن النبي وعن الإمام وعن… إذن رجال الطوسي لا يمكن اعتماده لمعرفة طبقات الرواة، وهذا المعنى أشار إليه بشكل واضح وصريح في صفحة 269 من كتابه، أو المقدمة الثانية التي أشرنا إليها هناك يقول: ومن هنا يظهر أنّ بناء أمر الطبقات على أبواب كتاب الشيخ في الرجال، وهذا موجود هنا كما يتراءا عند كثير من المتأخرين، حيث تراهم يكتفون في بيان طبقة كل رجلٍ بأنه مذكور في باب كذا من رجال الشيخ، يعني مذكور في أصحاب الإمام الصادق، فيجعلوه في الطبقة الخامسة مثلاً، مذكور في أصحاب الإمام الرضا فيجعلوه في الطبقة الثامنة مثلاً، يقول لا ليس الأمر كذلك، هذا التقسيم تقسيم خاطئ، لا علاقة له بأمره كونه وإلّا كثير عندنا من الصحابة ومن صحابة اثنين وثلاثة من الأئمة أفضل الصلاة والسلام عليهم، يقول: ومن هنا يظهر أن أمر بناء الطبقات على أبواب كتاب الشيخ في الرجال غير صحيح، لا تميزوا الطبقات على أساس أنه ذكر في الطبقة كذا وذكر في الطبقة كذا، هذا إنشاء الله بحثه سيأتي في الرواية التي عندنا، وهي أنّه يوجد سقط في الرواية التي نقلها الشيخ الطوسي أو لا يوجد سقط، الرواية المرتبطة هي حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرامٌ إلى يوم القيامة، لنرى أنّ الرواية مرسلة أو غير مرسلة، هذا بحثه سيأتي، لما ذكرناه من شمول من لم يروي عنهم إلى غيره، إذن هذا الكتاب الأوّل، الكتاب الثاني وهو من الكتب المهمة جداً، وهو كتاب رجال البرقي، هذا الكتاب من الكتب المعروفة والمشهورة بأنّه أحد الأصول الرجالية الخمسة، كتاب رجال البرقي يعد أحد الأصول الرجالية الخمسة، والتي عرضنا نحن لهذه الأصول الأربعة سابقاً، ووقفنا عندها مفصلاً، هذا الكتاب الخامس من هذه الأصول المعروفة، بقى فقط كتاب ابن الغضائري أيضاً نتعرض له، هذا الكتاب أريد أقف عليه إجمالاً، أوّلاً خصائص هذا الكتاب كتاب رجال البرقي، الخصوصية الأولى: ترتيب الطبقات على أساس الصحبة للنبي والأئمة كما فعل الشيخ الطوسي، يعني الشيخ الطوسي اقتفى اثر رجال البرقي.

    الخصوصية الثانية: أنّ الترتيب في كل طبقة للذي هو أطول عمراً، يعني إذا جئنا إلى أصحاب الإمام الصادق، وكان في أصحابه يوجد من عاصر السجاد والباقر والصادق فيجعله أوّلاً، ثم إذا جئنا إلى شخصاً عاصر الباقر والصادق يجعله ثانياً، ثم إذا اختص بالإمام الصادق يجعله ثالثاً، هذه من مختصات رجال البرقي.

    ثالثاً: أن هذا الكتاب لا يتوفر على أي توثيق أو جرح، من هنا وقع كلام بعد ذلك سنشير إليه، في هذا الكتاب الذي ورد فيه المئات بحسب طبقاتهم لا يقول ثقة أو ليس بثقة، إلّا موارد ثلاثة، المورد الأوّل: في صفحة 358 في أصحاب أبي الحسن الثالث قال إبراهيم ابن إسحاق ابن ازور شيخ لا بأس به.

    المورد الثاني: في صفحة 154 في تلامذة الإمام الصادق أو في الرواة عن  الصادق، عبيد الله ابن علي الحلبي عم يحيى ابن عمران الحلبي كوفي ثقة.

    المورد الثالث: في صفحة 240 أيضاً في تلامذة الإمام الصادق، الفضل البقباق أبو العباس الكوفي له كتاب ثقة. هذه خلاصة خصائص هذا الكتاب، إنما المشكلة كل المشكلة في مؤلف هذا الكتاب، اختلفت كلمات المحققين في مؤلف هذا الكتاب، فمنهم من قال هو محمد بن خالد البرقي، ومنهم من قال هو احمد بن محمد بن خالد البرقي، الذي تكلمنا عنه مفصلاً، ومنهم من قال هو ابنه عبد الله بن احمد بن محمد بن خالد البرقي، ومنهم من قال لا ابن عبد الله احمد بن عبد الله بن احمد بن محمد الخالد البرقي، سؤال: هؤلاء كلهم ثقات؟ لا، المشكلة ليسوا جميعاً يمكن ومن هنا لابد من إحراز مؤلف الكتاب من هو حتى نثق بهذا الترتيب الذي ذكره هنا.

    والحمد لله رب العالمين.

    23 ربيع الأول 1435

    • تاريخ النشر : 2014/01/26
    • مرات التنزيل : 2072

  • جديد المرئيات