نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (184)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    تكلمنا في الأبحاث السابقة عن بعض ملامح ومعالم وخصائص الفكر الإخباري، إنما أبين هذه الخصائص حتى نتعّرف على عيش في عصر المنهج الإخباري أو أننا تجاوزنا هذه المرحلة وهذه الفكرة من خلال هذه الأبحاث أريد أن أصل إلى هذه النتيجة وهو انه الآن المتعارف عندنا انه بحمد الله تعالى المنهج الإخباري دخل في علم التاريخ وعلم المتاحف يعني انه الآن له اثر على عقولنا أو ليس له اثر علينا لا بحمد الله البهبهاني وجاء خلصنا من المنهج الإخباري واقعاً نريد أن نتعرف على هذه القضية هل أن الأمر كذلك أو إلى الآن نحن نعيش العصر الإخباري ولكن بالصبغة الأصولية بعنوان آخر أي منهما؟ ذكرنا بعض ملامح ومعالم وخصائص الفكر الإخباري قلنا من أهم خصائص هذا الفكر هو محورية حديث الأئمة فقط وليس إلّا، لا القرآن حجة ولا الحديث الوارد عن رسول الله من غير طرق الأئمة حجة ولا منتجات العقل حجة وإنما الحجة فقط الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت وهذا المعنى بشكل واضح وصريح أشير إليها انظروا إلى هذه الروايات يقول: من المسائل أصلية كانت أو فرعية كانت من الصادقين في بيان انحصار مدرك ما ليس من ضروريات الدين من المسائل الشرعية أصلية كانت أو فرعية في السماع عن الصادقين أصول وفروع فقط السماع ممن؟ عن الصادقين أئمة أهل البيت لا يوجد طريق آخر لا الكتاب ولا السنة النبوية من غير الأئمة ولذا هذا في صفحة 254 في صفحة 59 أيضاً هذه عبارته يقول: فيلزم من ذلك انحصار الدليل ومن المعلوم أن حال الكتاب والحديث النبوي لا يعلم إلّا من جهتهم فتعين الانحصار في أحاديثهم، لا عقل لا قرآن لا سنة نبوية فضلاً عن العلوم الطبيعية وغيرها وهذا تقدم مراراً وتكراراً هذه من أهم المعالم ولذا أنت ما يحتاج الشخص تسأله أنت أخباري أو اصولي، انظر ماذا منهجه إذا كان منهجه أبعاد القرآن منهجه أبعاد التراث النبوي وان كان من غير طريق الأئمة أبعاد الاستدلالات العقلية فما هو؟ أخباري، هسا خلي يكتب 50 قطعة على صدره أنا اصولي ثم ماذا. أنت الآن في حوزات العلمية عندما تستدل بآية من القرآن تقول هذا البحث مخالف للقرآن يقول رواية موجودة في ذيلها مو هالشكل يقول! الآن اذهب إلى الحوزات اسأله هذه الفتوى إلي يقوله الأعلام هذه مخالفة للقرآن ماذا يجيبك يشرح الآية لو يقول توجد رواية على خلافها يقول لا الروايات الموجودة في ذيلها على خلاف هذا إلي أنت تقوله، إذن المنهج هو مدارية القرآن لو محورية السنة؟ محورية السنة من الملامح، الحوزة ببابك ترجع لترى أن المنهج فيها منهج الاخباريين أو منهج الفلاسفة والحكماء والمتكلمين والآخرين إلى اصوليين ولذا عجيبة ماذا هو مضمون حديث الثقلين؟ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما، سؤال: المحدث الاسترابادي ينقل الرواية، تقول له الرواية قالت شنو؟ بهما، أنت اشلون جعلت القرآن جانباً؟ يقول الدليل الثاني الحديث المتواتر، حديث الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا ومعنى الحديث الإنسان الذي بيني وبين الله يضطر انه حتى ظهور الروايات الواردة يحرفها لظهورها لأجل تثبيت معناه يقول: ومعنى الحديث كما يستفاد من الأخبار المتواترة انه يجب التمسك بكلامهم، عجيب مو هذا قال أن تمسكتم بهما؟ يقول حين إذن يتحقق التمسك بمجموع الأمرين فتمسك بهم فقط تمسكت ماذا؟ فالأصل يصير ماذا؟ القرآن لو أهل البيت؟ وفي الدرس الفقه يتبين أن حديث أهل بيت ما هو؟ مشاكله كتب الرجالية كتب الحديثية كتب إلى آخره، من أهم الملامح الأخرى وهي من أهم خصائص هذه المدرسة وهو الاعتقاد بأنه منتها إليه العالم الإخباري هو الحق الذي لا يمكن المناقشة فيه كلما انتهت إليه فهو حق.

    هذه الأصل موجود عند كل الأديان وكل المذاهب وكل الاتجاهات يعني المسيحية الآن تعتقد الحق الذي يوجد في قباله حق أو لا؟ لا يوجد، اليهودية ماذا تعتقد؟ هكذا، السنة ماذا يعتقدون؟ الاشاعرة ماذا يعتقدون؟ هكذا، المعتزلة ماذا يعتقدون، هكذا، الشيعة ماذا يعتقدون؟ بينك وبين الله أنت تعتقد بأنه 98 بالمئة على حق و2 بالمئة… تقول أصلا لا يوجد احتمال بأن الآخر على حق، ولكن هذه وليدة قضية أخرى، هذه قضية أنّك تملك الحق بيدك وغيرك لا يملك الحق، وليد قضية الانغلاق على الآخر، يعني أنت تحتاج الآخر أو لا تحتاج الآخر؟ لأنه الحق موجود عندك، فلا تحتاج الآخر، ومن هنا حاولت النظرية الإخبارية أو الإتجاه الإخباري أن يغلق الباب أمام أيّ تراث آخر، لا ينفتح عليه، سواء كان ذلك الآخر غير إسلامي، يعني افترض هذا التراث الذي الآن يوجد أو في زمان صدر الإسلام افترضوا التراث اليوناني، التراث الهندي، التراث الفارسي إلى آخره، الفلسفات التي دخلت إلى العالم الإسلامي، أو في زماننا الآن الغرب، توجد نظريات أو لا توجد؟ توجد نظريات في الفلسفة، توجد نظريات في علم الاجتماع، في السياسية، في الإدارة، في الاقتصاد، في المال، هو يرى نفسه مستغنٍ عنها جميعاً؛ لأن الحق موجود عنده فقط، لا فقط لا ينفتح على تراث غير المسلمين، بل لا ينفتح على تراث المسلمين أيضاً، يقبل بتراث أهل السنة؟ لا أقل يطالع تراث أهل السنة؟ أو يقول كلها كفر، والحاد، وارتداد، وضلال؟ أيضاً لا ينفتح عليه، إذن الدائرة الإنسانية سوف يغلقها الانفتاح على التراث الإنساني. الدائرة الثانية هو يغلقها الانفتاح على التراث إسلامي غير الشيعي. الدائرة الثالثة: وهو انه حتى ينغلق على التراث الشيعي الذي لا يتفق معه أيضاً، يصفه بأنه ضلال، إذن كاملاً بعبارة الحداثويون المحدثين يحاول أن يوجد قطيعةً مع الفكر الآخر، أي آخر كان، آخر غير إسلامي، آخر إسلامي ليس من مذهبه، آخر إسلامي ومن مذهبه أيضاً، يقول ضلال، هذا الذي الآن تجدونه في التكفيريين، هؤلاء التكفيريين يقتلون السنة أو لا يقتلون السنة؟ يقتلون الشيعة ويقتلون السنة، ولعلهم يقتلون السنة أكثر، هذه أمامكم سوريا وغير سوريا، لأن النظرية قائمة على أنّ الحق بيده، والآخرون جميعاً خارج الحق، نفس هذا الاتجاه يؤمن به النظرية الإخبارية، وهو أنه لا حق إلّا عند علماء الاخباريين، وما خرج عن ذلك فهو باطل، تقول لي سيدنا هل يمكن تذكر لنا بعض الشواهد. تقول يحكم على الآخر الغير إسلامي بكافر وضال ومرتد، فهذا صريح القرآن، وأن يحكم على المسلمين غير الشيعة بأنهم هؤلاء ضلال أيضاً افترض رواية، اذكر كلام لعالم متأخر ومعاصر لنا وارجع إلى الوراء، حتى نرى ماذا يقولون، ارجع إلى كلام العلامة التستري، كما تتذكرون وقلت في درس الفقه، أنّه هواه أخباري المنهج والهوى والاعتقاد، انظروا عندما جاء واختلف مع الشيخ الطوسي، الشيخ الطوسي بيني وبين الله شيعي لو سني؟ شيخ الطائفة على رأس علماء مدرسة أهل البيت، في الفقه وفي الرجال، وفي التفسير وفي الأصول، وفي الكلام إلى آخره، واحدة من أهمّ أعمدة الفكر الإمامي في أبعاد متعددة هو شيخ الطائفة، انظروا إلى المنهج الأخباري عندما اختلف معه ماذا قال فيه، تعالوا معنا على المجلد الثاني من قاموس الرجال في صفحة 403 تحت عنوان نقد مؤلفات الشيخ الطوسي يقول: وإنما الكلام الذي نقله وقرره كان كلام العامة، إذن مباشرتاً بمجرد أن اختلف معه الطوسي صار من العامة، افترض قرأ النظرية ووجدها منسجمة مع مباني مدرسة أهل البيت، قل له النظرية باطلة ولا نوافق عليها، لماذا مباشرتاً يبدأ الاتهام في العقيدة؟ وأنه عامي ومتأثر بالعامة، هذا المنطق خطير، وهو أنّه بمجرد أن اختلف معك، هذا الذي أنت الآن تجده بمجرد أن السني يختلف معنا ماذا يقول؟ يقول كفار، أنت لا تقبل التوسل بالنبي والأئمة بل تراه بدعة، هذا وجهة نظرك، وأنا في وجهة نظري ليس بدعة ولا شرك، يقول كافر أنت ومشرك ويجب قتلك، في صفحة 404 يقول: واكب على فن المخالفين الذي ليس له مستند، سوى ما عرفت، ولا أثر له في فقهنا المأخوذ عنهم، مع أنّ الإمامية لم يصنفوا فيه إلّا بعد زمن الغيبة اغتراراً بقول من الشيخ من آراء العامة، غره الشيخ الذي كان متأثر بمن؟ نحن في شهر رمضان قلنا جملتين على الفضائية بأن الشيخ بعض آراءه مأخوذة من السنة قامت الدنيا ولم تقعد، إذن تبين أنهم لم يطالعوا، هذا أمامكم يتهم أوله وآخره وأوسطه، يتهم الشيخ أنّه متأثر بالعامة، تعالوا معنا إلى صفحة 406 يقول: كما أن تأليف مبسوطه وخلافه صارا سبباً لدخول فقه العامة في فقهنا، وبالجملة هذا في الفقه، أمّا بالحديث وبالجملة تأليفاته واختلاف مسلكه فيها أدت إلى خلط الروايات السليمة والسقيمة وخلط فقه الخاصة بالعامة، إذن الذي حرف مسيرة الفقهاء في الإمامية الشيخ الطوسي، في صفحة 411 يقول: إلّا أنّه صار سبباً لفتح باب طرح الآثار والعمل بضروب الاعتبار، وقد صرح ابن إدريس الحلي في مواضع من كتابه بأن كثيراً من فروع الكتابين مأخوذة من آراء العامة، وإن كان الحلي نفسه أيضاً كثيراً يعمل بها غفلة، إذن تبين الحلي أيضاً من العامة، إذن منشأ اتهام الآخر بأنّه من العامة ما هو؟ اختلاف الرأي؛ لأنه هو معتقد إنما عنده هو الحق المبين، هو الصراط المستقيم، هو ميزان الأعمال، وهو ميزان الآراء، هذا مورد. من بدأ هذا المسلك بشكل رسمي وأسس له ونظّر له هو الذي قام به المحدث الاسترابادي في الفوائد المدنية، تطالعون هذا الكتاب لترون هل سلم من قلمه الشريف احدٌ من علماء الإمامية إلّا من هم على شاكلته، لا يوجد عالمٌ من علماء الإمامية طبعاً من غير الذين هو يعتقد بهم إلّا وطعنهم، إلّا وجرحهم، إلّا واتهمهم، إلّا وان اسقطهم عن الاعتبار، تقول لي سيدنا لماذا تتهم المحدث الاسترابادي؟ أقول الآن أقرأ عبارات لمحدث آخر على شاكلة الاسترابادي، يعني معتقد بنظرية الاخباريين، ومع ذلك لم يتحمل الاسترابادي، المحدث البحراني في الحدائق يذكر اسمه ويقول وغفر الله له، وتعرفون في الاصطلاح الحوزوي عندما تقول وغفر الله له، يكون بدلاً من شتمه.

    المحدث البحراني في الجزء الأوّل من الحدائق الناظرة صفحة 169-170 يقول: فإنا نرى أن كل من المجتهدين والاخباريين يختلفون في آحاد المسائل (هذا طبيعي أصلا سنة الحياة هي الاختلاف ولذلك خلقهم الله سبحانه وتعالى، واحدة من الأمور التي جعلها سنة هي الاختلاف) بل ربما خالف أحدهم نفسه مع أنّه لا يوجب تشنيعاً ولا قدحا، وقد ذهب رئيس الاخباريين الصدوق إلى مذاهب غريبة لم يوافقه عليها مجتهد ولا أخباري عجيب احنه في شهر رمضان قلنا بيني وبين الله هذا شيخ الصدوق من آراء الشاذة جايب قامت الدنيا هذا انتهاك والله وبالله همه الاخبارييون يقولون هذا بامور لم يقلها لا مجتهد ولا أخباري يعني شاذ في المذهب لو مو شاذ؟ شاذ، مع انه لم يقدح ذلك في علمه وفضله، طبعاً الشيخ المفيد قال هذا لا يكون إلّا من إنسان لا علم له (عباراته جداً شديدة على الشيخ الصدوق) ولم يرتفع سيط هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساف (التعسف في استعمال الحق، أنت عندك حق أن تناقش ولكن ما عندك حق أن تتعسف) إلّا من زمن صاحب الفوائد المدنية سامح الله تعالى وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من علماء الاطياب وانتم تعلمون التعصب لا يكون إلّا عن عمل بصيرة، الإنسان لا يكون متعصبا إلّا عميت بصيرته لا تعمل أبصار ولكن تعمل القلوب التي في الصدور، إذا لا تعمل بصيرة لا يكون متعصباً يكون منصفاً يكون معتدلاً يكون بمنطق القرآن تعالوا إلى كلمة سواء أصلا نفس القرآن رسول الله يقول لأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء يعني يوجد حق عند أهل الكتاب أو لا يوجد؟ إذا لا يوجد حق كيف تعالوا إلى مجتمع كله باطل وكله هنانه حق، رسول الله لا يدعي لنفسه كل الحق عندي وإلّا ما معنى تعالوا إلى كلمة سواء هذا إنشاء الله تعالى في بحث الكوثر إذا وفقنا سنشرحه مفصلاً هناك وفيها روايات عجيبة من آداب المناظرة والمحاورة والبحث العلمي إذا وجدت حقاً عند خصمك أن تقر له بالحق وروايات موجودة، تقول لي سيدنا روايات مو أنت ما تقبلها؟ أقول لا اقبلها وأنا موفق على النص القرآني.

    يقول: فإنه جرّد لسان التشنيع على الأصحاب وأسهب في ذلك أي اسهاب وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من العلماء الاطياب وهو وان أصاب صواب في جملة من المسائل التي ذكرها إلّا أنها لا تخرج عما ذكرناه من سائر الاختلافات إلّا أن يقول فإنهم رضوان الله عليهم وكان الانسب بمثله (بمثل المحدث الاسترابادي) حملهم على محامل السداد والرشاد إلّا من يجد ما يدفعهم به عن كلامهم الفساد كان مقتضى أن يقول بيني وبين الله هؤلاء نظرهم أدى إليه ليسوا مغرضين، يا منهج يتهمه؟ المنهج الحق لو المنهج الإخباري التي مبني على تعسف والجهل أي منهما؟ بيانية هنا وكلمة هناك ومواقع هناك واغلاق البرنامج كأنه القضية بمجرد أن أغلق البرنامج انتهى كل شيء هذا أن دل فإنما يدل على عجز الذين فعلوا ذلك سواء كانوا من النجف أو من قم وإلّا لو كانوا أهل علم لاستطاعوا أن يقارعوا الحجة بالحجة وهذا دل على جهلهم وعجزهم وإفلاسهم علمياً.

    قال: ثم وإنهم رضوان الله عليهم لم يألوا جهداً في أقامة الدين وإحياء سنة سيد المرسلين كما أنت عندك غيره على الدين هو هم عنده ماذا؟ من قال غيره على الدين فقط مختصة بك حتى تقول الدين فقط أنا أحافظ عليه إلى أن يقول ما كان ينبغي له لا الذم والنسبة إلى تخريب الدين مباشرتاً مخالفك ماذا تقول له يريد يخرب الدين خطر على الدين نفس المنطق لا الذم والنسبة إلى تخريب الدين كما اجترأ به قلمه، جرأة على الله، جرأة على الدين، جرأة على الأخلاق، من هنا تجدون كل سهامهم توجهت بعد الشيخ الطوسي على العلامة الحلي، والعلامة الحلي أنت تقرأ الفوائد المدنية من أوله إلى آخره، تجد ما أبقى فقط ما أخرجه من الدين وإلّا ضال، عامة وتخريب هذا كله فقط ما حكم بكفره وارتداده وهذا هو الذي يقوله البحراني ، ولهذا تجد إنصاف هذا الرجل ودين هذا الرجل (المحدث البحراني) يقول: فإنهم رضوان الله عليهم لم يألوا جهداً في إقامة الدين، وإحياء سنة سيد المرسلين، ولاسيما آية الله العلامة الذي قد أكثر من الطعن عليه والملامة، المحدث الاسترابادي فإنه بما الزم به علماء الخصوم والمخالفين من الحجج القاطعة والبراهين حتى آمن بسببه الجم الغفير ودخل في هذا الدين الكبير والصغير والشريف والحقير وصنف من الكتب المشتملة على غوامض التحقيقات ودقائق التدقيقات حتى أن من تأخر عنه لم يلتقط إلّا من درر نثاره ولم يغترف إلّا من ذاخر بحاره قد صار له من اليد العليا عليه وعلى غيره من علماء الفرقة الناجية ما يستحق به الثناء الجميل ومزيد التعظيم والتبجيل وإلّا أنت لو تحسب الفضل عليك يا محدث الاسترابادي والعلامة ما يقوله المحدث الاسترابادي في حق العلامة الحلي في كتابه لؤلؤة البحراني، بيني وبين الله يقول لو لم أكن له إلّا ذاك الموقف الذي كان لكفاه إلى يوم الدين ولكنه المحدث الاسترابادي بمجرد أن اختلف معه ماذا فعل؟ يقول ما بقي طعن إلّا وطعن به على العلامة من هنا بعد استمرت هذه المأساة في كتب كل ما جاء بعد المحدث الاسترابادي منهم: الكركي في هداية الأبرار إلّا طريق الأئمة الأطهار سأبين لكم هذا الكركي هو الذي استجلب العلماء من جبل عامل في الدولة الصفوية وشكل لجنة لتأييد ماذا؟ وتوجيه وتغطية أعمال الدولة الصفوية هذا بحثه سيأتي.

    يقول: خلطوا المعقول بالمنقول (هذا كله على الأصوليين) على اختلاطهم بالعامة ثم لما وصلت النوبة على شيخنا العلامة الحلي وكان واسع العلم ذكي الطبع محباً للتصنيف في أنواع العلوم، وانتهت إليه رئاسة المذهب، وزالت التقية، فأكثر البحث مع العامة، واشتغل بمطالعة كتبهم، فأعجبه ذلك الطريق وألف الكتب في الفروع والأصول على ذلك النمط فصار من العامة، بدأت الحملة والآن نفسها موجودة، فبمجرد أن تنقل رأي أو رأيين أو ثلاث آراء علمية منطقية مستدلة يقول صار له سنين يشتغل في كلمات العامة فتأثر بهم، مع انه لا يستطيع أن يرد، إذا كنتم قادرين ردوا إن كنتم أهل العلم.

    إذن في جملة واحدة أقولها: إنّ من أهم ملامح ومعالم وخصائص الفكر الإخباري هو الانغلاق على نفسه، وان من يختلف معه فهو متهم في دينه وعقيدته، من هنا يطرح هذا التساؤول، وهو ما هي أهم النتائج المترتبة على الانغلاق وعدم الانفتاح على الفكر الآخر؛ لأنه بعد الآن المنهج الإخباري صار ينفتح على الفكر الآخر أو يراها تهمة؟ يراها تهمة، مو فكر السنة حتى فكر المخالف له من الشيعة، من هنا أصيب الفكر الإخباري بالنتائج التالية: الأوّل: أنّ الفكر الإخباري أصيب بالاجترار والتكرار وعدم القدرة على الإبداع والتجديد. النتيجة الثانية: حاول أن يضيّق دائرة الفكر في المسائل، يعني كل مسألة تريد تبحثها يقول لا، هذه من الضروريات، لا يمكن لأحد ماذا؟ يعني دائرة الممتنع التفكير فيه توسعت، وضاقت دائرة ما يمكن التفكير فيه، الآن انتم تجدون في حوزاتنا العلمية كثير من مسائل الإمامة، كثير من مسائل التوحيد، كثير من مسائل النبوة، إذا تطرح في الحوزات العلمية الذي يطرحها يخاف على نفسه من كل شيء، لأنه يتهم مباشرة، الآن بينك وبين الله في زمن الشيخ الصدوق كان يطرحون بأنّ النبي يسهو أو لا يسهو؟ هل يجرأ أحد الآن في حوزة قم أن يطرح ويتبني رأي أن رسول الله نام عن صلاة الصبح، يجرأ أو لا يجرأ؟ فإذن ضاقت المسائل التي يمكن ماذا؟ واتسعت دائرة الضرورات، والدوائر الحمر وإلى آخره.

    النقطة الثالثة: أن الفكر إذا أصيب بالاجترار وبالتكرار ولم تعد لهه القدرة على التجديد سوف يفقد جاذبيته للناس، بعد الناس ينجذبون إليه أو يرونه فكراً بائداً متخلفاً؟ فلا طريق لهم إلّا أن يتوسلوا بالخرافات والشعائر والاساطير والرؤى والنوم و…، لجذب الناس والإتيان بهم إلى الشارع، والشارع الآن بباك ، انظر إلى العراق وانظر إلى المناطق الأخرى الآن بدؤوا توجها إلى شعائر كلها مجموعة من الخرافات والأساطير والبدع التي ما انزل الله بها لماذا؟ لان أصحابها فقدوا القدرة على جذب الناس فكرياً وعقدياً ذهبوا إلى الأساطير إلى الشعائر هذه من أهم نتائج المنهج الانغلاقي، المنهج الإخباري.

    إذا اتضحت هذه لنرى أن أسس هذا المنهج الانغلاقي أين وضع؟ ستجدون انه وضع في عهد الصفوية.

    والحمد لله رب العالمين.

    24 ربيع الأول 1435

    • تاريخ النشر : 2014/01/26
    • مرات التنزيل : 1288

  • جديد المرئيات