أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في الموسوعة الكبيرة للعلامة المجلسي الثاني وهنا لا بأس أن أشير إلى انني إنما وقفت على هذا الكتاب لما ذكرته للأعزة مراراً أن هذا الكتاب هو المصدر الأساسي الآن بأيدي العلماء والخطباء وأهل المنبر والكتاب والمتكلمين كلهم إذا يراجعون يراجعون كتاب البحار للعلامة المجلسي ومن هنا لابد أن نتعرف على هذا المصدر الأساس في معارف مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، إلى هنا انتهينا من بعض العناوين، العنوان الأوّل الذي انتهينا منه البحار في كلمات بعض علماءنا الأعلام العنوان الثاني خصائص ومميزات كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي واشرنا إلى بعض أهم تلك الخصائص.
العنوان الثالث: من الأبحاث التي عادةً الآن تطرح ويتكلم فيها هل أن صاحب البحار العلامة المجلسي كان معتقداً بصحة جميع الروايات التي أوردها في كتابه البحار أو لم يكن معتقداً بذلك؟ نحن عندما نرجع إلى كتاب الكافي يصرح في مقدمة الكافي انه لم أودع فيه إلّا الآثار الصحيحة عندما نرجع إلى الصدوق في مقدمة كتابه من لا يحضره الفقيه يقول لم أورد فيه إلّا ما اعتقده حجة بيني وبين ربي وهكذا أعلام آخرين الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق في كتبه الأخرى يصرحون وهذه عادتاً كانت موجودة يعني انه كان من ديدن الأعلام من أهل السنة من علماء الشيعة في مقدمة كتابه يقول انه معتقد بجميع ما يقول أو لا مثلاً عندما أنت ترجع إلى مسند احمد تجده يقول بلي كل ما أقوله هنا صحيح عندما ترجع إلى البخاري إلى مسلم إلى صحيح ابن حبان يصرحون في مقدمتهم أنهم يقبلون كل ما يقولون الآن أنت لا توافقهم حقك أنت محقق عالم تستطيع أن ترفض وهناك من صرّح بالعكس قال أنا عندما انقل في كتابي هذه الأخبار والآثار فأنا لست متعهداً بصحتها وسقمها فعلى المحقق بعد ذلك أن يتعرف على صحتها وسقمها وهذا ما يصرح به الطبري المؤرخ والمفسر في أوّل تاريخه ولكن مع الأسف الشديد من لا يعرف هذه القضايا يتصوّر انه كلما جاء في تاريخ الطبري يمكن الاستناد إليه مع انه هو في المقدمة ذكر أنا لا أتعهد ما انقله في كتابي ولذا أخيراً وجدتم موسوعة تكلمة عن صحيح تاريخ الطبري أما عندما تأتي إلى السنن تجد لا يصرحون بذلك، قد نوافقهم وقد نختلف معهم، السؤال المطروح هو أن العلامة المجلسي في كتابه البحار هل كان معتقداً بأن كلما أورده حتى المتعارضات لأنه انتم في أصول الكافي توجد متعارضات ولكن هو يعتقد بصحتها لابد من الجمع عندما أقول معتقد بصحتها هذا ما معناه إذن ماذا يفعل بالمتعارضات، نفس الكلام يقال للكافي يقال لمن لا يحضره الفقيه لأنه توجد متعارضات ولكنه اعتقد في صحتها.
المتداول كما قلت على الألسنة قالوا بأنه لا لم يكن العلامة المجلسي بصدد تصحيح كل ما أورده من النصوص الروائية والأحداث التاريخية والوقائع التاريخية والروايات في القصص وغيرها لم يكن متعهداً ومتبيناً صحتها بشواهد كثيرة، الشاهد الأوّل استندوا إلى عنوان الكتاب قالوا عندما قال بحار من الواضح كما يقال أن البحار فيه الحجر يوجد فيه الصدف أو يوجد فيه لؤلؤ والمرجان يوجد فيه الحجر والمدر أصلا عنوان البحار اسمٌ على مسمى.
الشاهد الثاني: هو أننا نجد هناك روايات كثيرة في البحار نقطع بأنه موضوعة ولا شك عندنا انه هي ليست صادرة عن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام مضافاً إلى بعض الشواهد والقرائن من هذا القبيل من هنا ذهب جملة من الأعلام منهم العلامة الشعراني في مقدمة الجزء 53 هناك قال ولو كان غرضه الاكتفاء بنقل السمين وترك الغث لفعل لكن لم يفعل لم يكن همه أن يذكر ما هو الصحيح عنده فقط بل نقل الغث والسمين لاغراض ولعل منها قصر الوقت وضيق الفرصة باعتبار ما كان عنده وقت أن يميز الغث من السمين أو فتح باب الاجتهاد لمن يأتي من بعده ودفع توهم من يظن أن المحدثين يتركون ما يخالف غرضهم (حتى لا يتهم العلامة المجلسي يعبر عنه ماذا؟ هل أن العلامة المجلسي أخباري أو ليس باخباري لأنه الآن توجد محاولات أن يثبتون انه ليس باخباري هو اصولي هذا إنشاء الله بعد ذلك سيأتي) ويباين مذهبهم عمداً حسماً لاحتجاج الخصم به، كما ترك بعضهم من غيرنا نقل حديث الغدير فجمع رحمه الله كل شيء وجده، وترك البحث فيها لمن بعده.
إذن منهج صاحب البحار هو ليس متبنياً ومتعهداً الصحة، وإنما كان هدفه جمع اكبر عدد ممكن من الروايات، حتى يترك التحقيق لمن يأتي بعده.
هذا مورد وكذلك ما قاله السيد الإمام قدس الله نفسه في كشف أسرار تعلمون بأنه هذا الكتاب مترجم انه ظاهراً ولكن أنا انقل من المتن الفارسي للكتاب هناك صفحة 319 هذه عبارته يقول: بحار الأنوار چيست؟ كتاب بحار الأنوار كتأليف عالم بزرگوار ومحدث عاليقدر محمد باقر مجلسي إلى أن يقول: صاحب اين كتاب چون ديد كتابهاى بسياري از أحاديث است كه بواسطه كوچكي و گذشتن زمانها، يقول لما وجد أن كثير من الكتب الموجودة صغيرة وتروح من الوسط فحاول أن يجمع كل هذا التراث قال: اين كتابها را بدون آنكه التزام به صحت همه آنها داشته باشد در يك مجموعه باسم بحار الأنوار فراهم گرديده است، إذن هو ملتزم بصحتها أو غير ملتزم بصحتها؟ يقول أبداً يصرح السيد الإمام قدس الله نفسه انه من غير أن يلتزم بصحتها إنما جمعها حتى لا يضيع هذا التراث والتحقيق لمن بعده إلى أن يقول وعلى هذا الأساس أين كتاب فراهم كرد پس نتوان هر خبري كه در بحار است برخي دينداران كشيده كه آنرا خلاف عقل يا حس است چنانكه نتوانند بي جهت، يقول على هذا الأساس ليس من حق كل واحد يأخذ بحار الأنوار ويجيب منه رواية إلي خلاف العقل وخلاف الحس يقول جابه صاحب البحار وصاحب البحار ما متبني صحة هذه الروايات ومو من حق واحد انه يستند إلى صاحب البحار وعلى هذا الأساس هذا الكتاب ليس كتاباً عملياً للعمل به والاعتقاد به يقول لأنه لما لم يتعهد صاحبه بصحة كل ما ورد فيه بعد يمكن العمل بما ورد فيه أو لا يمكن؟ لا يمكن لأنها ليست رسالة عملية ، يمكن الاعتقاد بما فيه أو لا يمكن؟ لا يمكن لأنه لم يورد فيه كل ما صح عنده وإنما فيه الغث والسمين.
المورد الثالث: ما ذكره في كتاب علامه مجلسي وفهم حديث لعبد الهادي فقهي زاده هذه رسالة دكتوراه من الكتب الجيدة والكتاب يقع في 800 صفحة هناك في صفحة 287 في الحاشية يقول اعتبار روايات بحار الأنوار از نظر علامه مجلسي، هل أن كل روايات بحار الأنوار معتبرة أو غير معتبرة؟ ينقل هناك من كتابٍ اسمه يادنامه مجلسي الجزء الثاني صفحة 79 من سيد جعفر شهيدي والسيد جعفر شهيدي الايرانيون يعرفونه بأنه الرجل من المحققين الكبار وهو أيضاً من فضلاء الحوزة وبعد ذلك ذهب إلى الجامعة، يقول: غرض مجلسي از گرداوردن بحار، يقول لم يتبنى هو انه الأحاديث درستي يا نادرستي آنها يعني لم يكن بهذا الصدد وعلى هذا الأساس آنها را بحار ناميده إذن يستند إلى عنوان البحار لإثبات انه هذا الكتاب فيه الغث والسمين، دريا چنانكه در و گوهر را در خود دارد از حذف نيز تهي نيست وكذلك فيه الحجر وفيه المدر إذن على هذا الأساس هذه كلمات الأعلام طبعاً هذه استناد إلى قرينة البحار غير صحيحة لأنه العلامة المجلسي قدس الله نفسه ما يقول البحار يقول بحار الأنوار لو كان العنوان بحار هذا الكلام قد يصدق ولكنه اسم الكتاب ما هو؟ كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار هم أنوار هم درر، كيف يكون فيه حجر ومدر لهذا أنا عبرت عنها شواهد و قرائن.
السؤال: هل هذا الكلام صحيح أو ليس بصحيح؟ هل أن العلامة المجلسي تبنى صحة جميع ما أورده أم لم يتبنى؟ في اعتقادي أن العلامة المجلسي في موارد وشواهد وقرائن كثيرة تبين بشكلٍ واضحٍ وصريح انه تبنى كلما نقله في البحار من الروايات المرتبطة بالعقائد المرتبطة بالفقه الأصغر المرتبطة بالتاريخ المرتبطة بالقصص المرتبطة بالأخلاق وكل ما نقله فهو تبنى صحته إلّا ما أخرجه الدليل إلّا ما قال قال هذا لا اقبله وهذه الدعوى أن هذا الكتاب كتاب ترك التحقيق لمن بعده نعم يستطيع لمن بعده أن يحقق ولكن ليس معناه أن هو لم يتنبى بل هو لا فقط هو تبنى بل تلامذته الذين كانوا يعملون تحت يده صرحوا له بذلك ولم يقل لهم لا الأمر كذلك.
القرينة الأولى في المجلد الأوّل في صفحة 25-26-48 في مقدمة المؤلف انظروا ماذا يقول عن كتابه هو قدس الله نفسه هذا إلي أنا مراراً أقول عندما تريد أن تقرأ كتاب أوّلاً أقرأ المقدمة انظر ما هو منهجهم ماذا يقول عن كتابه ولهذا إذا ترجعون إلى شرح الحلقات عندنا يعني شرح الحلقة الثالثة أنا في المقدمة كتبت هذا الكتاب على مستوى السطوح العالية وليس بالضرورة اتبنى كل ما في الكتاب عندما تقرؤون الكتاب عندي في فقه البيع أيضاً أقول ذلك أمّا عندما في المكاسب المحرمة لا أقول ذلك إلي يقرأ المقدمة يفهم جيداً أنا اتبنى فيما الكتاب أو لا أتبنى، قال فيا معشر إخوان الدين المدعين لولاء أئمة المؤمنين اقبلوا نحو مئدبتي هذه مسرعين وخذوها بأيدي الإذعان واليقين فتمسكوا بها واثقين، تقول سيدنا يوجد فيها روايات متعارضة أقول نعم هو جمع بينها وهذا يكشف انه عندما ذكر الروايات المتعارضة حتى الغريبة وأولها هذا يكشف أن الرواية ما هي عنده صادرة أو غير صادرة؟ إذا ليست صادرة يسقطه عن الاعتبار ولكن عندما يأولها ويعدي لها وجوها هذا معناه انه يعتقد بصحة صدورها، يقول: فتمسك بها واثقين أن كنتم فيما تدعون صادقين ولا تكونوا من الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ويترشح من فحاوي كلامهم مطاوي جنوبهم يتجنبون، أنا كلامي مع هذا المنهج العلامة المجلسي علم من أعلام الطائفة ومازال وسيبقى ما عندنا شك ولكن أنا خلافي مع هذا المنهج يعني إمّا أن تأخذ كل الكتاب واثقين متيقنين وإمّا أنت يقولون بأفواههم ما ليس بقلوبهم ولا من الذين اشربوا في قلوبهم حب البدع والأهواء بجهلهم وظلالهم يعني إمّا أن تقبل كل الذي أقوله هنا وإمّا أنت تكون من أهل البدع والجهل والظلال هذا المنطق بيني وبين الله نعم لو يقول أئمة الحق لنا لا إشكال نضعه تاج على رؤوسنا لأنه إمام معصوم يقول أنت أهل البدع وأهل الجلال القرآن يقول أو رسول الله يقول أقول خلص ما بيه أمّا أنت في النتيجة عالم ولا تدعي العصمة لنفسك قول هذا رأيي ومن خالفني فهو لا أوافقه أمّا يصير ما ليس في قلوبهم وتدعون والمدعين وفي قلوبهم حب البدع والأهواء والجهل والظلال وزيفوا ما روجته الملل الحقة بما زخرفته منكروا الشرايع بمموهات أحوالهم، بعد ذلك الأوصاف الذي ذكرهما يطبقهما على الفلاسفة ويطبقها على الحكماء وعلى الصوفية هذه عناوين إلي الآن أخذناها إذن بينك وبين الله الذي يقول شخص على كتابه هذا الكلام يقول فيه غث وسمين يمكن هذا الكلام؟ إذا يكون غث وسمين، ثم قال: فيا بشرى لكم ثم بشرى لكم إخواني بكتاب جامعة المقاصد طريفة الفرائد (طريفة الفرائد لعله يشير إلى كتابه لأنه هو عنده الطرائف الفريدة في شرح صحيفة السجادية) لم تأتي الدهور بمثله حسناً وبهاءا وانجم طالع من افق الغيوب لم يرى الناظرون يدانيه ويراها، هنا يمدح نفسه والفارق بين أن الأئمة يمدحون نفسهم حقٌ لا ريب فيه أمّا إذا أنت مدحت نفسك قلت هذا وهذا اعتقادي قد يصيب وقد يخطأ هذا الفرق ليس ان هؤلاء لهم الحق وأنت ليس لك الحق لا بضاعتكم هذه تريدون أن تعرفوه إلى الناس، قال: وصديق شفيق لم يعهد في الأزمان السالفة شبهه صدقاً ووفاءا يعني كل من جاء سبقني يوجد أو لا، كفاك عماك يا منكر علو أفنانه (يعني بمجرد أنا قلت هذا غير صحيح، وهذا غير صحيح أكون أنا أعمى لماذا نحن اختلفنا في وجهة نظر) وسمو أغصانه حسداً وعناداً عمها وحسبك ريبك يا من لم يعترف برفعة شأنه وحلاوة بيانه جهلاً وظلالاً وبلهاً، وهذه مع الأسف الشديد واحدة من علائمها تجدون في بعض الدوائر العلمية بمجرد أنت تختلف معه في الرأي العلمي يبدأ التسقيط والفتاوى والكلمات وكلها معنونة بعنوان الدين وخطر على الدين كأنه الدين انزل فقط عند فلان بيني وبين الله ايضاً هذا المنطق إذا كان يمشي هذا المنطق فرعون كان وهو انه قال لابد أن أقف أمام موسى لماذا؟ لأنه يريد يبدل دينكم، أنت كما حرقه على الدين الآخرين هم عندهم من قال أنت حرقتك على الدين أكثر مني؟ ومن حقي أقول أنا حرقتي أكثر من الآخرين على الدين؟ أنت بينك وبين الله عندك مسؤوليتك وتعمل، وأنا هم عندي مسؤوليتي واعمل، أنت اذكر حجتك بالدين على اليقين في القرآن قل هاتوا برهانكم صادقين، أنا ايضاً اذكر حجتي والجو جو علمي أخلاقي ديني إنساني مؤدب إلى آخره، قال: ولاشتماله على أنواع العلوم والحكم والأسرار واغنائه عن جميع كتب الأخبار سميته بكتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيني وبين الله إذن العلامة المجلسي قدس الله نفسه متبني صحة ما يقول أو غير متبنٍ؟ بمجرد هذه ما احتاج أي شاهد آخر، هذا تصريحه بقلمه المبارك والشريف في مقدمة بحار الأنوار.
في صفحة 26 في أوّل الفصل الثاني في عنوان الفصل يقول: في بيان الوثوق على الكتب المذكورة واختلافها في ذلك إذن هو يعتقد أن كل ما ينقل من هذه الكتب موثوقة أو غير موثوقة؟ كيف يكون الكتاب موثوق والرواية ماذا؟ إلّا إذا صرّح قال هذه الرواية نقلتها من فلان كتاب ولكنه لا أثق بالكتاب نعم من حقه أو لا أثق بالرواية أما الأصل ما هو؟ الوثوق، صفحة 48 من المجلد الأوّل في أوائل الفصل الأوّل يقول لأن لا يترك في كتابنا (يعني بحار الأنوار) شيء من فوائد الأصول فيسقط بذلك عن درجة كمال القبول فإذا كان في الكتاب الغث والسمين لابد كله يقبل أو لا يقبل؟ لابد يقبل بعضه ويرفض بعضه ولكن هو يقول أنا ما ذكرت شيء يؤدي إلى نقض أن لا يقبل منه شيء أبداً كل شيء لابد فيه كمال الأبواب هذا تصريحه أمّا تصريح تلامذته في المجلد 110 هناك بعد ذلك سنبين إلى مجلد الخامس عشر حرره العلامة المجلسي يعني أخرجه بعنوان كتاب وطبع في زمانه أمّا من المجلد السادس عشر إلى مجلد 25 حرره تلميذه الوفي المعتقد بمباني العلامة المجلسي وهو المعروف الميرزا عبد الله ابن عيسى التبريزي الاصفهاني المشهور بالأفندي صاحب كتاب رياض العلماء هناك في المجلد 110 صفحة 165 في خاتمة رقم واحد فيها مطالب عديدة لبعض اذكياء تلامذتنا تناسب هذا المقام وبه نختم الكلام في صفحة 179 الافندي يقول: ومن خصائص كتاب بحار الأنوار انه تزداد شهرته واعتباره وهو كذلك في زمانه قدس الله نفسه كما حصل لذلك لكتاب الغدير بيني وبين الله في زمان العلامة هذا الكتاب اخذ شهرة عالية، قال: ويظهر قدره وعظمته إذا قام الإمام من آل محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بعدما ينظر فيه، يعتقد يقول عندما ينظر فيه الإمام الحجة يقول ويحكم بصحته من أوّل إلى الآخر! من الإمام من يطلع يقول احكم بصحته من الآن يخبر من الإمام يخرج يحكم بصحته من الأوّل إلى الآخر، السيد الخوئي يقول إلى الآن نحن لسنا قادرين إلى الآن أن نحكم أصول الكافي فروع الكافي من الأوّل إلى الآخر فما بالك ببحار الأنوار سنقرأ بعض الشواهد حتى لا نوجد صدمة في عقل الأعزة، قال: ويحكم بصحته من الأوّل إلى الآخر، يقول هذا الكتاب ليس فقط نفعه إلى الدنيا بل تنفع مضامينها في عالم البرزخ وعقبات الآخرة، يقول: وفي أجنان الجنان ووسطها وخير بقاعها أيضاً لمن يلتذ، في ضمن اللذات الجسمانية فيها بالملاذ الروحانية بحول الله وقوته والحق بيني وبين الله لا يتبادر إلى ذهن احد أنا أخالف لا كثير من هذه المعارف التي هي معارف التوحيد معارف الإمامة معارف النبوة هذني كلها بيني وبين الله سوف تظهر ثمارها الدنيا مزرعة الآخرة والعلم هنا بذر المشاهدة هناك فبقدر أنت ما تستطيع أن تبذر هنا وتعلم هنا تتمنى هناك وتشتهي لهم فيها ما يشاؤون ولدينا مزيد، هل تستطيع أن تشتهيه العالم الاوحدي؟ لا قدرة على الاشتهاء والإرادة ما عندك مثال: بينك وبين الله الآن إنسان يعرف الدنيا ويعرف إمكانات الدنيا وملاذ الدنيا تقول له اشتهي علينا قل ما تريد احققه وتعال إلى طفل وتقول له اشتهي ما تريد الطفل ماذا يشتهي على أبيه؟ دراجة أو كره، أمّا الإنسان العالم ماذا يشتهي؟ واقعاً يشتهي ما لا يمكن أن يخطر على بال عموم الناس، الدنيا مرزعة الآخرة وأنت 37 سنة بالطهارة والنجاسة صاير عندك ملكات ماذا يشتهي هناك؟ نعم ثوابه تحصل لا إشكال ولكنه محتوى العلم له هناك مصداق أو ليس له مصداق أصلاً في الجنة طهارة ونجاسة ماكو في الجنة باب النكاح ماكو في الجنة باب المعاملات ماكو لأنه هذه كلها مرتبطة بنشأة الدنيا لأنها دار التكليف أمّا الدار الذي اليوم عمل ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل بعد لا معنى للفقه الأصغر لا دور له نعم هذا ليس بمعنى انه لا ثواب نعم الذي عملت به الله يعطيك ثواب هناك ولكن إعطاء الثواب شيء وتجسم محتوى العلم شيء آخر، التوحيد هناك يتجسم، يتجسد معارف الإمامة هناك تظهر ويعلمون أن الله هو الحق المبين، أمّا هناك ويعلمون أن الله يوم تبلى السرائر حقائق الأشياء بواطن الأشياء سوف تظهر هناك ولذا أنا لا أريد أقول لا نقرأ الفقه والأصول من قال هذا ولكنه نقرأ الفقه والأصول بقدر الحاجة فيها النشأة ليس أكثر من هذا أمّا التوحيد ولهذا تجدون أن الأئمة سلام الله عليهم أوّل الدين معرفته هذا المورد الثاني.
الشواهد الموجودة في الكتاب كثيرة جداً ولكن كلها شواهد بالمدلول الالتزام لا بالمدلول المطابقي يعني عندما ينقل الرواية في آخرها يقول هذه الرواية لا اقبلها هذه الرواية سندها ضعيف هذه الرواية مضمونها تصحيف هذه الرواية مضمونها سقيم هذه الرواية كذا كذا يعني ماذا هذه المعنى؟ يعني انه ما لم أعلق لأن هذا كتاب علمي، وليس جمعيه رواية وإنشاء الله سيأتي البعض يتصوّر أن كتاب البحار كتاب روائي ، هو ليس كتاب روائي فقط بل كتاب روائي وآراء العلامة المجلسي وهنا أنا لا اقل ذكرت حدود 20 مورد إلي يصرح فيها بعد أن ينقل الرواية يقول هذه الرواية سندها أنا لا اقبلها يعني الروايات الأخرى اقبل سندها، هذه الرواية حسنة وليست بصحيحة يعني باقي الروايات عندي صحيحة وإلّا هذا واقعاً يصير إقراء بالجهل وإلّا الروايات الأخرى عنده صحيحة وفقط هذه الرواية منها يقول ضعيفة ولهذا اذكر لكم بعض الشواهد ومنها: ما ذكره في المجلد الثامن من البحار صفحة 297 في كتاب العدل والمعاد باب النار الرواية واردة في انه الكافر هل ينتفع بعمله في الآخرة؟ يقول: قال عن أبي حسن الموسى قال: كان في بني إسرائيل رجلٌ مؤمن وكان له جارٌ كافر فكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروفة في الدنيا فلما أن مات الكافر بنى الله بيتاً في النار من طين فكان يقيه حرها وكفى بنا حاسبه هذا عمل صالح هذا أن الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم ، وكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من غيرها وقيل له هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان ابن فلان من الرفق وتوليه من المعروف بالدنيا، بيان العلامة المجلسي: هذا خبر الحسن الذي لا يقصر عن الصحيح، إذن الروايات الأخرى ما يعلق يعني يعتقد وإلّا ما اله معنى إذا كانت روايات باطلة سقيمة وهو لا يعلق عليها لأنه يعلق حتى انه يميز بين الحسن وبين الصحيح يدل على أن بعض أهل النار من الكفار يرفع عنهم العذاب لبعض أعمالهم الحسنة ولهذا في نفس المجلد الثامن في صفحة 363 يقول: وأمّا غير الشيعة الإمامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئاً من ضروريات دين الإسلام فهما فرقتان: الفرقة الأولى المتعصبون المعاندون والفرقة ثانية المستضعفون يقول هذه الثانية ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة (عصر الغيبة) أو كان في موضع لم يأتي إليه خبر الحجة فهم المرجون لأمر الله فيرجى لهم النجاة من النار، إذن هو المورد الأوّل والموارد الأخرى يأتي.
والحمد لله رب العالمين
30 ربيع الثاني 1435