نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (425)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قبل البدء في تتمة أبحاثنا السابقة ما دمنا نعيش أيام الفاطمية بودي أن أشير إلى أمرين الأمر الأوّل يتعلق بالإمام أمير المؤمنين والأمر الثاني يتعلق بسيدة نساء العالمين الزهراء البتول عليها أفضل الصلاة والسلام، أمّا الأمر الأوّل طبعاً عندما أشير إلى هذين الأمرين بودي أن نأخذ العبرة منهما وإلّا ليس قصدي أن أقف عند هاتين المسألتين إلّا بقدر ما يكون منشئاً لأخذ الدرس والعبرة من مثل هذه المسائل.

    الأمر الأوّل: يشير إليه الحاكم النيسابوري في كتابه فضائل فاطمة الزهراء طبعاً يكون في علمكم أن الكتب التي كتبت عند كبار علماء أهل السنة في فضائل سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة واقعاً كثيرة جداً واحدة منها الكتب القيم المعروف بفضائل فاطمة الزهراء للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى 405 في مقدمة هذا الكتاب يشير إلى قضية الإنسان يقف أمامها متحيراً يقول بأنه ومما حملنا ثم أن زماننا قد خلفنا في رعاة يتقرب الناس إليهم ببغض آل الرسول، أساساً الذين يحكمون الأمة الإسلامية أن يتقرب إليهم الناس ببغض آل محمدٍ صلى الله عليه وآله ثم يشير إلى حادثتين حتى تعرفون الأعلام ماذا يفعل وخصوصاً في مثل زماننا: يقول ومما حملني على تحرير هذه الرسالة أن حضرت مجلساً حضره أعيان الفقهاء والقضاة والأمناء يعني بتعبيرنا حضرنا كبار علماء المسلمين يعني مراجع المسلمين وجرى بحضرتهم ذكر أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام فانتدب له عين من أعيان الفقهاء فقال كان علي لا يحفظ القرآن ابن القرآن لا يحفظ القرآن هذه هي الثقافة التي استطاعت بني أمية أن يوصل الأمة الإسلامية إليها وهو انه باني الإسلام بجهاده ودمه يكون مورداً للطعن في الأمة الإسلامية بين علماء المسلمين، أنا ما أريد أن أقف عند هذه القضية طويلاً ولكنه فقط أشير إلى مصدر أو ثلاث بإمكانكم تراجعون هذه المصادر حتى تعرفون من هو عليٌ في مصادرهم لا في مصادرنا في الروايات المعتبرة والصحيحة عند القوم الرواية الأولى لابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله المتوفى 463 بتحقيق أبي الأشبال الزبيري طبع ابن جوزي الجزء الأوّل صفحة 383 رقم الرواية 725 يقول عن سعيد ابن المسيب قال: ما كان احدٌ من الناس يقول سلوني غير علي ابن أبي طالب ثم يقول هو في رواية 726 إلي هي رواية إسنادها صحيح يقول عن أبي الطفيل قال شهدت علياً عليه السلام وهو يخطب ويقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيءٍ يكون إلى يوم القيامة إلّا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلّا وأنا اعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل هذا أمير المؤمنين ولكن الثقافة العامة أوصلت الأمة الإسلامية إلى أنهم يشكون يقولون لا انه يعرف القرآن أو لا يعرف القرآن يحفظه أو لا يحفظه هذا دور الأعلام حتى تعرفون بأنه ماذا يفعل الأعلام طبعاً في ذلك الزمان فما بالك في زمان العولمة وزمان الاتصالات وزمان الاينترنت إلي بيني وبين الله تستطيع الأعلام والاجهزة الإعلامية أن تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً طبعاً نص هذه الرواية أيضاً واردة في كتابناً يعني من الروايات المجمعة عليها بين الشيعة والسنة، الرواية واردة في الامالي الصدوق المجلس 55 الحديث الأوّل قال: سلوني أن تفقدوني فالوذي فلق الحب وبرء النسمه لو سألتموني عن أية آية في ليلٍ أنزلت أو في نهار أنزلت مكيها ومدنيها وسفريها وحضريها ناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهيها وتأويلها وتنزيلها إلّا أخبرتكم وهذا هو منطق حديث الثقلين المتواتر الذي لا إشكال فيه بأنه وإنهم لا يفترقا حتى يردى علي الحوض.

    الأمر الثاني: أيضاً في هذا الكتاب يقول ثم جرى في المجلسي ذكر بنات النبي صلى الله عليه وآله زينب ورقية وام كلثوم فقال بعضهم إلى آخره ثم قال بعضم أن رسول الله قال خير بناتي زينب يقول هذا صار مدعات لأن اكتب هذا الكتاب وهو فضائل فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها أنا واقعاً لا أريد أن أقف عندما ورد في هذا الكتاب والكتاب قيم وفيه تحقيق لعلي رضا ابن عبد الله ابن علي رضا هذا من اشد المخالفين لروايات الواردة في الكتاب يعني حققوا الكتاب ولكن ما استطاع إلى تضعيف الروايات سبيلا ضعف الروايات وهو من تلامذة العلامة الألباني لأنه أنا من وجدت هذا الاسم بيني وبين الله في وقتها شككت أن يكون اسم مستعار لأنه علي رضا عادتاً هذه الأسماء أشبه بالأسماء الفارسية منها بالأسماء المركبة علي رضا ومن هذا القبيل فبعد ذلك طلبت من الأعزة انه اعرفوا أن هذا الاسم واقعي أو انه غير واقعي لا جابولي تاريخ حياته وهو أيضاً بعث إلى البعض لا أن هذه اسمي اسمي الواقعي لأنه أنا على الكوثر ذكرت لعله هذا الاسم اسم مستعار وبعد ذلك اتضح لا هو من تلامذة علامة الألباني طبعاً من الذين يتشددون جداً في تضعيف الروايات الواردة.

    الرواية أهميتها من أن تأتي بأن الرواية واردة عن عائشة يعني الناقل للرواية هي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وبطبيعة الحال تكون اقرب للنبي من غيرها الرواية عن أم المؤمنين عائشة أن قالت ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وآله وكانت إذا دخلت عليه رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها وقبل يدها وأجلسها في مجلسه إذن في هذا النص ما يتجاوز سطر ونصف تجدون أمور خمسة، الأمر الأوّل: وكانت إذا دخلت عليه يعني ليست قضية في واقعه وإنما قضية مستمرة يعني كلما دخلت عليه سؤال: كلما دخلت عليه وكانت عمره 17 سنة؟ لا بيني وبين الله يوجد عموم أزماني سواء كان عمرها خمسة سنوات سواء كان عمرها ثلاث سنوات سواء كان عمرها عشرة سنوات سواء كان عمرها 17-18 سنة ما يفرق وكانت إذا دخلت عليه هذا الأمر الأوّل وانه هذا الفعل لم يكن فعل لمرة واحدة وإنما كان لمرات كلما دخلت عليه.

    الأمر الثاني: قام إليها، هناك فرق في اللغة بأن يقول قائل قام لها وقام إليها، قام لها كما انك جنابك يدخل احد تحترمه تقوم من مقامك ثم تجلس أما قام إليها يعني هو تقدم إليها لا أنه فقط جاء إليها.

    الأمر الثالث: اخذ بيدها، انتم تعرفون الإنسان إذا يريد أن يقدم حفاوى عاليه لشخص لا أنه يتقدم فقط إليه يأخذه بيده ليجلسه إلى يمينه إلى يساره ونحو ذلك.

    الأمر الرابع: وقبل يدها.

    وخامساً: وأجلسها في مجلسه يعني هو تنحى جانباً وأجلسها أينما كان يجلس، بينكم وبين الله لو دخلتم إلى مرجع من مراجع الأمة ووجدتم انه عندما دخل شخص أن المرجع قام من مقامه وتقدم إليه واخذ بيده ثم قبل يده ثم أجلسه في مجلسه ماذا تفهمون من هذه الحالة؟ طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار انه رسول الله صلى الله عليه وآله يعني ما ينطق وما يفعل وما يقر إلّا عن أمر الهي لأنه هذا اعتقاد المسلمين جميعاً ولا يوجد خلاف في رسول الله صلى الله عليه وآله، كثير اكو حديث في هذه المقاطع الخمسة التي أشارت إليها هذه الرواية.

    سؤال: ما هو سند الرواية؟ سند الرواية يقول في صفحة 36 من هذا الكتاب هذا حديثٌ صحيح الإسناد على شرط الشيخين صاحبي الصحيح فإن رواته كلهم ثقات واللطيف انه في الحاشية عندما يأتي المحقق وهو علي رضا ابن عبد الله ابن علي رضا يقول حديثٌ صحيح لأنه لا يستطيع أن يفعل لهذه الرواية شيئاً من حيث السند لا مجال في بحث السند هذه الرواية.

    يوجد كتاب اسمه الأدب المفرد هذا الكتاب لصاحب الصحيح للخباري الأدب المفرد من الكتب الحديثية المهمة للبخاري، في هذا الكتاب العلامة الألباني أيضاً على طريقته كتب عليه صحيح الأدب المفرد ويليه ضعيف الأدب المفرد يعني قسم روايات الكتاب إلى صحيح وإلى ضعيف، في الصحيح رقم الرواية 947 على 729 ضمن تسلسل معين عن عائشة أم المؤمنين قالت ما رأيت أحداً من الناس كان أشبه بالنبي كلاماً ولا حديثاً ولا جلسة من فاطمة قالت وكان النبي إذا رأها قد أقبلت رحب بها ثم قام إليها فقبلها ثم اخذ بيدها ثم فجاء بها حتى يجلسها في مكانه في مجلسه من الواضح اكو تقديم وتأخير ونقل بالمعنى بعد ذلك سيأتي إذن العلامة اللباني يجعل الرواية في صحيح الأدب المفرد وكذلك هو عنده كتابٌ وهو المعروف بكتاب مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي هناك هذه الرواية في الجزء الثالث من مشكاة المصابيح رقم الرواية 4689 ينقل الرواية يقول إسناده جيدٌ إلى هنا لا يوجد بحث في سند الرواية ولكن انظروا عندما لم يستطيعوا أن يتلاعبوا بسند الرواية ماذا فعلوا في مضمون الرواية، الأمر الأوّل وهو مناقشة العلامة الألباني لمضمون الرواية، مضمون الرواية العلامة الألباني يقول ثم قام إليها فقبلها، ثم قام إليها ثم قبلها ثم اخذ بيدها إذن التقبيل يكون لفاطمة لا ليد فاطمة، ثم عنده حاشية مفصلة العلامة الألباني هنا في صفحة 256 يقول بأنه هذه مما اختص بها الحاكم النيسابوري والحاكم النيسابوري فيه ما فيه وإلى غير ذلك فيحاول بكل ما أوتي من قوة أن يسقط اعتبار الرواية (طبعاً هذا المقطع من الرواية) أن التقبيل لم يكن لليد وإنما كانت التقبيل لأي شيء؟ كان لنفس فاطمة هذا أوّلاً وثانياً: يقول توجد قرينة في ذيل الرواية انه وكانت إذا أتاها النبي رحبت به ثم قامت إليه فأخذت بيده فقبلته يقول هذا فقبلته الضمير ما يعد إلى يد لأنه إذا كانت ليد كان لابد الرواية تقول فقبلتها يعني يد رسول الله وعندما قالت فقبلته يعني قبلت رسول الله إذن بقرينة الذيل نقول فقبلها يعني قبل فاطمة هذا هو التلاعب الأوّل الذي لعبوا بالرواية وهو انه لا اقل لا يقبلوا أن كان يقبلوا يدها.

    الجواب: أوّلاً أن الحاكم النيسابوري لم يكن مختصاً بنقل هذه الرواية لو كان فقط الحاكم النيسابوري انه قد تتهمونه بأنه بالتشيع ونحو ذلك فلو كان فقط مختصاً بالحاكم النيسابوري كان الحق معكم ولكن الرواية أيضاً واردة بسند صحيح أيضاً في المعجم الأوسط للطبراني بتحقيق محمد حسن إسماعيل الشافعي المجلد الثالث صفحة 132 قال إذا دخلت عليه وهو قام إليها وقبل يدها وأجلسها في مجلسه رقم الرواية 4089.

    الأمر الثاني: كون الضمير في الفاطمة يرجع إلى رسول الله هذا لا يلازم في أن رسول الله لا يرجع إلى الفاطمة أبداً ماكو ملازمة لعله هي كانت تقبله وهو كان يقبل يداها أي ملازمة؟ إذا كان في الثاني يرجع إلى رسول الله لابد أن الضمير في الأوّل هم يرجع إلى فاطمة لا ملازمة لغوية بل مقتضى القاعدة عندما يقول قام إليها واخذ بيدها وقبلها يعني قبل اليد لأنه آخر الضمائر لا انه قبل فاطمة هذا هو التحريف الأوّل الذي وقع في هذه الرواية التحريف الثاني الذي وقع في هذه الرواية إلي هو التحريف الأهم وهذا هو ديدن البخاري ولذا تأكدوا من متون الروايات في صحيح البخاري، الرواية في البخاري واردة في المجلد الثالث صفحة 137 يعني رقم الرواية 3623 كتاب المناقب الرواية عن عائشة وبنفس السند الرواية السابقة قالت اقبل فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي فقال النبي صلى الله عليه وآله مرحباً بابنتي هذه كل الرواية لخصها في كلمة واحدة مرحباً بابنتي ثم نقل مضمون الرواية ثم أجلسها ما يقول بأن رسول الله فعل ذلك ثم أجلسها عن يمينه وعن شماله ولهذا هذه الروايات أنا الذي اجعلها أوّلاً تلاعب بالرواية وثانياً نقل بالمعنى وهذه هي خطورة النقل بالمعنى رحب بها ثم اجلس بها عن يمينه وعن شماله ثم اسر إليها حديثاً هذا الحديث المشهور وهو انه سرها بشيء فبكت ثم سرها بشيء آخر فضحكت ثم ينقل الرواية كأنه بعد أي شيء آخر ما موجود والعجيب هو ينقل الرواية في أدب المفرد التي نقلناها ولكن عندما يأتي إلى صحيحه ينقل تلك الرواية في أدب المفرد أو لا ينقلها؟ لا ينقلها وحتى تعرف لماذا أن صحيح البخاري يكون هو المرجع الأوّل عند المسلمين لهذه النكات وهو انه استطاع واقعاً بلباقة وفنية عالية أن الروايات أوّلاً نقلها حتى بكرى لا يشكل عليه أن لم ينقل الروايات في الفضائل يقول هذه كتاب المناقب نقل كل فضائل الزهراء وأمير المؤمنين والأئمة ولكن ماذا فعل لها؟ حرفها ونقلها بالمعنى وإلى نحو ذلك.

    التحريف الثالث في الرواية فهو ما ورد في صحيح مسلم (حتى تعرفون لماذا أن البخاري وصحيح مسلم يصير اصح كتابين بعد كتاب الله لهذه النكات وأمثال هذه النكات) المجلد الرابع صفحة 254 رقم الرواية 2450 الرواية عن عائشة حدثته أن رسول الله دعى فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت أصلا كل المقطع الأوّل من الرواية كلها محذوفة في صحيح مسلم أنا لا اعلم إذا كانت الرواية صحيحة السند عندكم وصحيحة إعلائية بدليل إنكم جئتم بها في صحيح البخاري وجئتم بها في صحيح مسلم لماذا قطعتم بعض المضامين وبعضتم بعض المضامين إلي تنسجم مع هواكم نقلتموها والتي تنافي مبانيكم إمّا حذفتموها وإمّا تلاعبتهم بمضمونها ونقلتم بالمعنى. فقالت عائشة فقلت ما هذا الذي سارك به رسول الله فبكيتي ثم ساركي فضحكتي قالت سارني فأخبرني بموتي فبكيت ثم سارني فأخبرني إني أوّل من يتبعه من أهله فضحكت إذن هذا إنما ذكرته لعدة اعتبارات، الاعتبار الأوّل أن تعرفوا لا اقل مقام الزهراء البتول في حديث رسول الله المجمع عليه لا يوجد خلاف في هذه الحديث التي ذكرته هذا أوّلاً وثانياً المنهج الذي يتبع الأعلام الأموي إلي أنا اعتبر هذه الكتب عموماً إنما أنشأة في ضمن الجو الأموي الذي كان حاكماً في ذلك الزمان.

    فيما يتذكر الأعزة قلنا خارطة بحث الإمامة في الفكر الشيعي يعني فهرس والهيكل العام لبحث الإمامة وموقع الإمامة في الفكر الشيعي أين موقع الإمامة؟ انتم تعلمون أن الإمامة في الفكر أو فكر أهل السنة مشخص عندهم الآن سؤالنا هذا وهو ما هو موقع الإمامة بالمعنى الشيعي للإمامة في الفكر الشيعي في منظومة المعارف التي جاءت عندنا عن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام قلنا لابد من البحث في مرحلتين، المرحلة الأولى وهي هل أن الإمامة أصل من أصول الدين كالنبوة أم لا، المسالة الثانية: هل أن الإمامة (إذا لم تكن أصل من أصول الدين) هل هي ضرورية من الضروريات الدينية كالصلاة مثلاً أم لا؟ إذن في مسألتين الأولى أنها أصل وميزنا فيما سبق مفصلاً بين الأصل وبين الضروري قلنا فروق كبيرة موجودة بين أن يكون الأصل من أصول الدين وبين أن يكون الشيء ضروري من ضروريات الدينية وان كان في كلمات علماءنا أو في كلمات علماء المسلمين لم يميزوا بين الأصل وبين الضروري ولكن لابد من التمييز قلنا في المرحلة الأولى توجد اتجاهات ثلاثة أو نظريات ثلاث.

    النظرية الأولى: أنها إمّا أصلٌ وإمّا ضروري حدوثاً وبقاءً.

    النظرية الثانية: وهي لعله المشهور بين علماء الإمامية أنها إمّا أصل أو ضروري حدوثاً لا بقاءً النظرية الثالثة أن الإمامة لا هي أصل من أصول الدين ولا ضروري من الضروريات الدينية لا حدوثاً ولا بقاءً.

    وتكلمنا مفصلاً عن هذه النظريات الثلاث والاتجاهات الثلاث وبيناها بشكل واضح وصريح وبينا أيضاً رأينا في المسألة، فلا نحتاج إلى الإعادة.

    المرحلة الثانية: في المرحلة الثانية قلنا إذا لم تكن الإمامة بالمعنى الشيعي في النحو الذي ذكرنا وهو أنّها منصوصة أنّها معصومة أنهم أثنا عشر أنّ الثاني عشر منهم حيّ، هذه الأمور التي ذكرنا، عددوا مسائل الإمامة في الفكر الشيعي… أنّها إن لم تكن أصلاً ولا ضروري من الضروريات الدينية إذن ما هو موقعها؟ قلنا هنا ننتقل إلى المرحلة الثانية وهو أنه قد يقال أنها أصلٌ من أصول المذهب وعلى الأقل إن لم تكن أصلاً من أصول المذهب فهي ضروري من ضروريات المذهب. وبينا ما هي النتيجة المترتبة؟ قلنا النتيجة المترتبة إذا ثبت أنها أصلٌ وإذا ثبت أنها ضروريٌّ فإنكارها يؤدي إلى الخروج عن المذهب كما أنه الأصل أو أصل الدين أو أصول الدين أو ضروري الدين إنكارها يؤدي إلى الخروج من الدين كذلك أصل المذهب أو ضروري المذهب إنكاره يؤدي إلى الخروج من المذهب.

    بينا في هذه المسألة قلنا أنه لا فائدة ولا ثمرة من البحث في أن الإمامة أصلٌ أو ضروريٌ في المذهب؛ لأن هذا الاصطلاح حديثٌ لم يرد في كلمات علمائنا السابقين بل لم يرد في كلمات الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام فلماذا نبحث عنه أن الإمامة أصلٌ أو لا؟ (في المذهب) أن الإمامة ضرورية أو لا؟ فلهذا البحث في مثل هذه المسألة لا ثمرة فيه لا علمية ولا عملية مترتبة على ذلك إذن ما هو المطلوب بحثه في الإمامة في الفكر الشيعي؟ لابد من البحث الأمور التالية:

    الأمر الأول: أن المسائل الدينية (في المعرفة) تنقسم إلى أمور عقائدية يعني المطلوب فيها عقد القلب عليها الإيمان بها كالإيمان بالتوحيد كالإيمان بوجود الله والنبي صلى الله عليه وآله {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} المطلوب إيمان، هل أن الإمامة يطلب فيها الإيمان أو من المسائل العملية التي لا يطلب فيها الأيمان، هل هي من قبيل النبوة والتوحيد أو من قبيل الصلاة والصوم الحجّ؟ هذا هو الأمر الأول المهم الذي لابد أن يبحث عنه وهو البحث أن الإمامة في الفكر الشيعية من الأمور العقائدية أو من الأمور العملية أي منهما هذا الذي نحن نصطلح عليه الولاية، الولاىة من الأمور العقائدية أو من الأمور العملية؟ ما هو المطلوب فيها العقيدة أو الاتباع والعمل؟ أنت الآن عندما نأتي إلى التوحيد نجد أن المطلوب فيها العقيدة وعندما نأتي إلى الصلاة نجد فيها المطلوب هو العمل. ولهذا الإنسان إذا اعتقد بوجود الصلاة ولكنه لم يصلِ هذه العقيدة لها قيمة أم لا؟ لا قيمة لها لماذا؟ لأن المطلوب من الصلاة هو العمل وليس العقيدة. نعم، المقدمة للعمل هو الاعتقاد ولكنه بعنوان المقدمة لا بعنوان المقصود والهدف، أما بخلاف التوحيد فإنه يجب عليك الاعتقاد بالتوحيد، الآن ترتب عليه العمل فطوبى لك وإذا لم يترتب فيوم القيامة لا تحشر منكراً ملحداً مشركاً، تحشر موحداً. إذا آمنت برسول الله تحشر يوم القيامة ماذا مسلماً، أما إذا لم تؤمن حتى لو عملت بكل ما قاله رسول الله ولكنه لم تؤمن بأن هذا رسولٌ من قبل الله، فعملك لا قيمة له، لماذا؟ لأن المطلوب فيه الاعتقاد بأنه نبي مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى، إذن الأمر الأول البحث أن الإمامة من الأمور العقائدية أو من الأمور العملية.

    الأمر الثاني: أنه إذا ثبت أنها من الأمور العقائدية فهل هي من الأمور العقائدية الأساسية الأولية أو من الأمور العقائدية الفرعية الثانوية أي منهما، تقريبه أين من قبيل العبادات أنت عندما تأتي إلى العبادات تجد عندك صلاة، صوم، حجّ، زكاة. ولكن أصلها جميعاً الصلاة. الصلاة عمود إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها. فهل للإمامة موقعها في الأمور العقائدية من هذا القبيل إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها أو لا من الأمور الثانوية؟

    الأمر الثالث: إذا ثبت أنها من الأركان، من القواعد، من المقومات، من الأمور الأساسية في العقيدة، ما هو الحد الأدنى في الإمامة في الاعتقاد بها؟

    الأمر الرابع: ما هي الآثار المترتبة على عدم الإيمان بها، بعد أن اتضح في الأمر الثالث الحد الأدنى، فلو أن شخصاً لم يقبل هذا، هل يدخل الجنة ينجو يوم القيامة أو لا؟ هل يترتب عليه أثر في الدنيا أو لا؟

    هذه هي الأمور الأربعة الأساسية التي لابد أن نقف عندها أجمالاً، وإلا تفصيلاً يأخذ وقتاً طويلاً.

    والحمد لله رب العالمين.

    7 جمادى الثاني 1435

    • تاريخ النشر : 2014/04/08
    • مرات التنزيل : 1405

  • جديد المرئيات