أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في المقدمة في هذا اليوم تمر علينا ذكرى شهادة الشهيد محمد باقر الصدر قدس الله نفسه سيدنا الأستاذ السيد محمد باقر الصدر وبمناسبة هذه الذكرى وبمناسبة الفاطمية التي نعيشها والتي اعتقد بأنه في الواقع أن هذه الذكرى المباركة وهي ذكرى الفاطمية كان ينبغي لنا أن لا نؤكد فقط على ما جرى من ظلامة على سيدة نساء العالمين وهذا مما لا ريب فيه بإجماعٍ قطعي من المسلمين انه هناك ظلامة وقعة على سيدة نساء العالمين وكان المفروض بدل التأكيد فقط ليس حديثي أن لا ينبغي أن لا نذكر لا ينبغي أن نذكر لأنه أنا اعتقد بأن أهم سنداً لعدم مشروعية الخلافة بعد رسول الله هي ظلامة فاطمة الزهراء والواقع مع الأسف الشديد أن هذا البعد مغيب في منابرنا في مجالسنا في أدبياتنا في ثقافتنا نحن استطعنا أن نسلب الشريعة عن خلافة يزيد من خلال وقع على امام الحسين في كربلاء ولكنه لم نستطع مع الأسف الشديد أن نوجد ثقافة في الأمة ولذا تجدون الآن يريد أن يدافع عن يزيد يقع في شذوذ ويقع في زاوية حرجة كيف يمكن أن يدافع عن يزيد وعظمة الزهراء سلام الله عليها فوق عظمة الإمام الحسين في مخالفتها لسلطة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولذا من المعتقدين بأننا لابد أن نبرز هذه الجهة من مواقف سيدة نساء العالمين، يعني بعبارة واضحة أقولها أن مواقف الزهراء وإن ما جرى على سيدة نساء العالمين وان الظلامات التي وقعت عليها خير سندٍ من جهة لعدم مشروعية الخلافة بعد رسول الله وخير سندٍ قطعي لمشروعية خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام هاتان حيثيتان لابد أن نقف عندهما جيداً في مواقف سيدة نساء العالمين ولكن نحن ماذا فعلنا؟ ذهبنا فقط إلى بيان البعد الذي وقع على الزهراء من ظلامة أمّا لماذا فعلت ذلك؟ ما هي مواقفها؟ ما هي الخطة العلوية لأنه الإمام في ذلك الزمان امام أمير المؤمنين إذن كل ما قامت به الزهراء فقد قامت به تحت هذه المظلة الشرعية وهي مظلة الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام وكلما قامت به سواءً فيما يتعلق من عدم البيعة وسواءً فيما يتعلق بمطالبتها بفدك وسواءً ما يتعلق بحديثها وخطبتها في المسجد النبوي وسواءً ما يتعلق بباقي مواقفها جميعاً كلها كانت بتخطيط علويٍ محكمٍ لبيان عدم المشروعية السلطة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما وقع في السقيفة كان شذوذاً كان خروجاً عن الكتاب وعن وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الذي مع الأسف الشديد الآن أنا بودي أن الأعزة الذي يستمعون، الذي في هذه الأبحاث واقعاً فليؤكدوا على هذه الحيثية من مواقف سيدة نساء العالمين، هذه المواقف الذي استطعنا أن نوصلها بشكل صحيح إلى الأمة كانت لهم مواقف ايجابية إزاء هذه الأمور ومواقف سلبية إزاء السلطة الحاكمة كما وقع في قضية الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام كيف أننا استطعنا من خلال ما وقع على الإمام الحسين في كربلاء أن نعري شرعية سلطة بني أمية، كنا نستطيع من خلال ما وقع من ظلامات على سيدة نساء العالمين أن نعري وان نسلب الشريعة من الخلفاء الذين حكموا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكنه مع الأسف الشديد إلى الآن في ثقافتنا فقط ثقافة الظلامة وثقافة نعم هذا مطلوب ولكن لم يكن هذا هو الهدف كانت هذه هي الوسيلة المثلى التي من خلالها استطاعت فاطمة الزهراء البتول سلام الله عليها أن تعري بهذه المواقف عدم شرعية السلطة، بناءاً على هذا الآن لا استطيع أن ادخل إذا دخلت احتاج ثلاثة أو أربعة أيام حتى افصل مفردة مفردة أن الزهراء سلام الله عليه كيف أنها في هذه الأيام القليلة التي لم تتجاوز شهر أو شهرين أو ثلاث استطاعت أن تضع الحجر الأساس لعدم شرعية سلطة الخلفاء بعد رسول الله، ولو كنا قادرين على أن نستثمر هذه المواقف لكنا أوصلنا إلى الأمة هذه مواقف، بنت رسول الله التي قال عنها ما قلناه بالأمس، وجدتم أن التصريحات التي جاءت من رسول الله كانت كلها مقدمات لتهيئة الأمة انه إذا قالت فاطمة وإذا وقفت موقفاً فاطمة لابد أن ترى الأمة أن هذا هو الموقف الشرعي وان هذا هو الموقف الديني، لم يكن هذا جزافاً من رسول الله صلى الله عليه وآله أن يصرح يوماً بعد آخر تصريح بعد تصريح ليبين مقامات فاطمة الزهراء، لماذا كل هذا التأكيد؟ كل هذا التأكيد لأنه هناك مسؤولية هناك دور لابد أن تقوم بها فاطمة سيدة نساء العالمين هذا الدور لو استطعنا نحن أن نستثمره جيداً أن نوضحه إلى الأمة ونخرجه إلى البعد العاطفي والبعد الظلامة والبعد البكائي فقط لا أقول نحذف هذه لا مطلوب هذه لأنها هي التي تربط الأمة بمثل هذه المواقف العاطفة لها دور أساسي في ربط الأمة بالمواقف ولكننا فقط وقفنا عند هذه الظلامات ولم نتجاوزها إلى غيرها، انتم تعلمون جيداً في السقيفة انحرفت المسيرة التي خطط لها رسول الله صلى الله عليه وآله لماذا انحرفت له بحث آخر قلت للأعزة عندي كتاب الإجراءات النبوية لحفظ الرسالة والخلافة من الانحراف والانقلاب ارجوا الله قريباً يخرج ولكن رسول الله حاول بكل ما أوتي أن يحفظ الرسالة والخلافة من الانحراف والانقلاب ولكن وقع الانحراف والانقلاب في السقيفة إذن أمير المؤمنين سلام الله عليه وقع أو كان أمامه أمرٌ قد وقع يعني بويع لأبي بكر بويع لخليفة الأوّل واخذوا بيعة كرهاً طوعاً بأي طريق اخذوا البيعة الآن أمر واقع صار في النتيجة صار أبو بكر الخليفة بعد رسول الله من الذي ينبغي أن يتخذه أمير المؤمنين؟ أمير المؤمنين كان أمامه خيارات ثلاثة بنحو الإجمال أقولها، الخيار الأوّل: أن يقوم بعمل مسلحٍ وثورة كما قام الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام.
الخيار الثاني: أن يسكت في البيت وهذا الذي نحن نقوله انعزل والذي هو خطأ استراتيجي في فهم موقف أمير المؤمنين، طبعاً الخيار الأوّل لا يمكن في ذلك الزمان لعدة أسباب كثيرة جداً لا يمكن أن يقوم الإمام أمير المؤمنين بالموقف الأوّل والخيار الأوّل يعني أن يختار المخالفة المسلحة يعني بعبارة أخرى كان ينتج هذا الموقف أو لا ينتج؟ لا ينتج، الخيار الثاني من المنطقي جداً أن نرفظه وهو انه جلس في البيت وصار سلبياً اعتزل عن الناس هذا الخيار هم لا يمكن لأحد أن يقبل أن أمير المؤمنين الوصي وصي رسول الله المسؤول الأوّل على حفظ الرسالة وعلى حفظ الخلافة وعلى حفظ الدين والقرآن أن يكون سلبياً ويجلس في بيته هذا لا يمكن أن يكون من أئمة الهدى عليهم أفضل الصلاة والسلام إذن لم يبقى له إلى الخيار الثالث وهو أن يقوم بعمل سلمي بحسب اصطلاحنا المتعارف وبعمل سياسي يعرف سلطة القائمة ويكشف عن عدم شرعيتها يعني كيف يستطيع أن يسلب الشريعة عما وقع في السقيفة هناك كان عنده طريقان، الطريق الأوّل: أن يكون هو في الواجهة يعني هو يبدأ المخالفة السلمية والمعارضة السلمية هذا أيضاً كان فيه مخاطر كثيرة جداً أمير المؤمنين والخطة العلوية اقتضت أن يختار الطريق الثاني وهو أن يجعل سيدة نساء العالمين في الواجهة وتتكلم فاطمة أو ويتكلم عليٌ بلسان فاطمة وهذه هي الخطة التي استعملها إمام أمير المؤمنين وهي انه خطة لتعرية السلطة من الشرعية ولكن بشكل مباشر أو غير مباشر؟ غير مباشر لماذا اختار فاطمة؟ لسببين أساسيين، السبب الأوّل: ما تملكه فاطمة من ارث ومن كلمات في حقها من قبل رسول الله وهذا الذي قلت أن رسول الله هيئ فاطمة لهذا الدور الكبير ولهذا قال بضعة مني من آذاها وقد آذاني من اغضبها فقد اغضبني فاطمة سيدة نساء العالمين فاطمة سيدة نساء أهل الجنة فاطمة وكأنه لا يوجد إلّا فاطمة نعم لأنه هناك دور لابد أن تقوم به فاطمة سيدة نساء العالمين هذا الإرث الكبير الذي تحمله من رسول الله هذا الإرث جعلها إذا أخذت موقفاً لابد أن يحسب الصحابة كل حسابٍ لأنه المتكلم ليس شخصية عادية في الإسلام هذا الأوّل.
الأمر الثاني: أنها بنت رسول الله البنت الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وآله هي كوثر رسول الله أنا أعطيناك الكوثر ومن المسلم أن مصداق الكوثر هنا سيدة نساء العالمين لأن السياق السورة كلها مرتبطة بماذا؟ أن شانئك هو الأبتر ولكنه على الطريقة الأموية أيضاً احتملوا في الكوثر عشرين احتمال حتى يضيعوا القضية وإلّا أصل السورة شان نزولها مرتبط بالنسل وبالأولاد.
الأمر الثالث أو الذي جعل يختار أمير المؤمنين الواجهة الفاطمية لتعرية السلطة وهو انه بلغت ما بلغت فاطمة في المعارضة سوف لن تتحول المعارضة إلى حربٍ مسلحة إمرأة تعارض السلطة تسلبها الشرعية ولكن تتحول إلى معركة أو لا تتحول؟ بخلاف ما هو يكون في الواجهة قد تتحول إلى معركة مسلحة وأمير المؤمنين لم يكن بصدد خيار في المعركة المسلحة لماذا كل هذا؟ أمير المؤمنين سلام الله عليه جعل فاطمة في الواجهة حتى يحرك أوّلاً يبين عدم شرعية السلطة الحاكمة وحتى من خلالها لعله تجتمع الأمة فتعترض على السقيفة وتعترض على البيعة، فإذا وجدت الأرضية والجو العام والمعارضة العامة، يتزعم أمير المؤمنين هذه المعارضة لقلب السلطة، فهو كان ينتظر الفرصة، ان تجتمع الأرضية المناسبة أن الناس يقولون نعم نعم الحق مع فاطمة، هذه التي الآن في مجتمعاتنا نسميه الرأي العام، يعني أن الأمة، أن الناس يقولون نعم الشرعية لم تكن مع هؤلاء في السقيفة، وإنما الشرعية لعلي، فإذا وجدت الأرضية يدخل أمير المؤمنين على الخط فيتزعم الحركة لإسقاط السلطة غير الشرعية، هذه كانت الخطة العلوية.
طبعاً هذا التحليل الذي أشرت إليه بنحو الإجمال أشار إليه سيدنا الشهيد قدس الله نفسه في فدك في التاريخ، هناك أشار تحت عنوان يقول المعارضة الفاطمية ودورها في الثورة يعني في الثورة وإسقاط السلطة غير الشرعية التي وجدت بعد رسول الله يقول: في ذلك يقول يذكر 5-6 خطوات للزهراء إلى أن يصل إلى صفحة 96 يقول: الحركة الفاطمية فشلت بمعنى ونجحت بمعنى آخر، فشلت بمعنى يعني لم تؤتي أوكلها بمعنى يعني استطاعت أن تسقط السلطة أم لم تستطع أن تسقط السلطة؟ لا ما استطاعت، الآن ما هي الأسباب له حديث آخر، أيضاً لابد أن نعرف ما هي السياسية التي استعملها أبوبكر للوقوف أمام هذه الخطة العلوية لإسقاط السلطة، ولبيان عدم مشروعيتها، ولكن ما الذي نجحت فيه؟ الذي نجحت فيه فاطمة في هذا الأمر، يقول في صفحة 96: فإنها استطاعت أن تحصل على الفوز المؤكد في حساب العقيدة والدين، استطاعت أن تثبت هذا الموقف، أي موقف؟ موقف أنها بايعت السلطة أم لم تبايع؟ لم تبايع، ولهذا يقول: إنّها كانت تعتقد أنّ النتيجة التي حصلت عليها هي الفوز المؤكد في حساب العقيدة والدين، ولهذا في عبارة أخرى يقول: ونجحت معارضة الزهراء لأنها جهّزت الحق بقوة قاهرة، وأضافت إلى طاقته على الخلود في ميدان النضال المذهبي طاقة جديدة، ولكن مع الأسف الشديد استثمرنا هذه الفرصة أو لم نستثمرها؟ لا لم نستطع أن نستثمر، وقد سجلت هذا النجاح في حركتها كلها وفي محاورتها، هذا الموقف ما هو؟ هذا الموقف الذي أشارت إليه الروايات بشكل واضح وصريح، أنا أشير فقط إلى المصادر، هذا كتاب الذرية الطاهرة هذا كتاب مسند الإمام احمد في المجلد 26 بتحقيق شعيب الأرنؤوط رقم الرواية 16123، يقول شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين قال: إنها فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها، وينصبني ما انصبها، على شرط الشيخين شعيب الأرنؤوط يقول، طبعاً على الطريقة البخاري ومسلم عندما نقلوا الرواية نقولها بمضمون آخر، يعني نقلوها بالمعنى فحولوا مضمونها، مسند احمد في كتاب الذرية الطاهرة النبوية من أهم الكتب صغير جداً ولكن مهم جداً لأنه من كبار الحفاظ وهو من الحافظ الدولابي ومن أهم المحدثين عنده كتاب اسمه الذرية الطاهرة النبوية الحافظ الدولابي صاحب الكنى المتوفى 310 من الهجرة ينقل الرواية أيضاً بهذا يقول يا فاطمة أن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ثم تعالوا معنى إلى المعجم الكبير للطبراني الجزء الأوّل صفحة 91 والرواية حديث صحيح الإسناد، طبعاً الذي يريد يأخذ هذا الكتاب يأخذه بتحقيق حمد السلفي الذي كل الروايات خرجها صحيحة أو ضعيفة، يقول الرواية صحيحة السند هناك يقول أن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك وكذلك في المستدرك للحاكم النيسابوري المجلد الرابع صفحة 137 رقم الرواية 4783 هذا المعنى ثابت قطعي أن الله يغضب لضغب فاطمة هنا عندنا رواية معتبرة وصحيحة السند في البحار ونظيرها موجودة أيضاً في بعض كتب أهل السنة الرواية موجودة في البحار المجلد 43 صفحة 170 تاريخ سيدة النساء باب من وقع إليها الرواية يقول وكان الرجلان من أصحاب النبي (يعني ابوبكر وعمر) سأل أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها فسألها أمير المؤمنين فلما دخلا عليها قالا لها كيف انتي يا بنت رسول الله قالت بخير بحمد الله ثم قالت لهما ما سمعتما النبي يقول فاطمة بضعت مني فمن اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد إذا الله؟ قالا بلا قالت فوالله لقد اذيتماني، قد تقول لي سيدنا هذه الرواية موجودة في البحار الجواب: نفس هذه الرواية وبتفصيل أهم واردة في كتاب الإمامة والسياسية لابن القتيبة ولكن هذا الكتاب اكو حديث كثير بأن هذا الكتاب لابن قتيبت أم لغير ابن قتيبت إنشاء الله في وقت مناسب سأثبت لكم أن هذا الكتاب لابن قتيبة خلافاً لما يحاول الاتجاه الأموي والسلفي والوهابي أن يقول هذا الكتاب ليس لابن قتيبة لأنه الكتاب إذا ثبت لابن قتيبة متوفى في 276 من الهجرة جدو مهم يعني في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث هناك الرواية بشكل واضح وصريح في صفحة 17 الرواية هذه تقول ارايتكما أن حدثتكما حديثاً عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به قالا نعم فقالت نشدتكم الله الم تسمعا رسول الله يقول رضى فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن ارضى فاطمة فقد ارضاني ومن اسخط فاطمة فقد اسخطني طبعاً هذا ثابت قالا نعم سمعنا من رسول الله قالت فإني اشهد الله وملائكته إنكم اسخطتماني وما ارضيتماني ولان لقيت النبي لاشكونكما، الرواية بعد ذلك طويلة فقال أبوبكر أنا عائذ بالله بدأ يبكي إلى آخره، الآن ليس محل كلامي هذا المضمون إذن ثابتٌ بأي شكل من الإشكال ولذا البخاري عندما يأتي إلى هذا على الطريقة ماذا يفعل للرواية؟ يتلاعب بمضمونها وينقلها بشكل آخر يقول فأبى ابوبكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً (يعني فدك) فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته هذا هو فهمه من الرواية ينقله لنا بالمعنى هذا ليس نص حديث رسول الله ولهذا يقول فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك إذا أنت صادق وامين كان ينبغي أن تنقل نص الرواية لماذا تنقل مضمون الرواية هذا يكشف انه كان واقف أن مضمون الرواية يسقط شرعية السلطة بعد رسول الله أو لا يسقط؟ يسقط، يقول فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها ابابكر وصلى عليها إذن واضح الرواية نفس المضمون السابق، استاذنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر بعد أن ينقل هذا المضمون من الروايات لا يعقل فقد يضع أربعة آيات من غير أن يعقل ويضع فهم السائل هو حرٌ أن يفهم يقول: فلا يجوز أن يكون خليفة لله ولرسوله، الآية الأولى وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا ازواجه من بعده أبدا أن ذلكم كان عند الله عظيما إذن من آذى رسول الله فقد قام بإثم عظيم هذه الآية الأولى، الآية الثانية: والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم، الآية الثالثة: يا أيها الذين آمنوا لا تتولو قوماً غضب الله عليهم يعني من آذى فاطمة فقد آذى رسول الله ومن اذى رسول الله فقد اذى الله من غضبت عليه فاطمة فقد غضبت عليه رسول الله ومن غضب عليه رسول الله فقد غضب عليه الله فإذا غضب الله عليه يحق له أن يتولى أمور المؤمنين أو لا يحق له أن يتولى؟ لماذا لا يحق له أن يتولى أمور المؤمنين؟ قال ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى رحمة الله تعالى عليك والآن يأتي بعض العوام والجهلة والمغرضين لا تعلم من أين هم يتهمون محمد باقر الصدر بأنه كان التقاطياً كان كذا كان كذا، كلام ناشئ عن جهل وعن غرض وعن بغض سابق لأحد أئمة الدين وهو السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد باقر الصدر يكون التقاطياً؟ السيد محمد باقر الصدر يكون مشككاً في شرعية خلافة أمير المؤمنين ويقبل خلافة الذين غصبوا الخلافة؟ هذا الذي يعبر يقول أن السقيفة (سقيفة بني ساعدة) كانت في لحظة هوس وشذوذ لحظة جنون في الأمة، كان يقول بأن اللحظة التي عدلوا فيها عن علي إلى أبي بكر كانت لحظة هوس وشذوذ، وأنهم بذلك أخطوا حظهم وخالفوا كتاب ربهم وردوا ووردوا غير شربهم، وعنده عبارة أخرى يعبر عن السقيفة هو الوحل الذي وقعت فيه الأمة تعلمون الإنسان إذا وقع في الوحل يخرج منه ببساطة أو لا يخرج؟ يقول الذي وضعت قاعدته الأولى في السقيفة ما هي السقيفة؟ الوحل الذي تلطخ به وحل تلطخ به جبين الأمة إلى يوم القيامة.
كان بحثنا هنا وهو أنه ما هو موقع الإمامة في الفكر الشيعي والفكر السني بعد أن أتضح، المشهور بين علماء أهل السنة أن الإمامة هي مسألة من المسائل الفرعية يعني مسألة من المسائل الفقهية كيف يقسمون المسائل الدينية إلى أصول الدين وإلى فروع الدين فالإمامة عند علماء أهل السنة تعد من الفروع يعني من المسائل الفقهية العملية هذا اصطلاحي من قال ذلك جملة من أعلام أهل السنة أشار إلى هذه منهم الغزالي في الاقتصادي في الاعتقاد عنده أساسي من كتبه مهمة الاقتصاد في الاعتقاد خلاصة فتاواه العقائديّة هنا في صفحة 290 يقول اعلم أن النظر في الإمامة ليس من المهمات وليس أيضاً من فن المعقولات بل من الفقهيات هذا المورد الأول في شرح المواقف للإجي في المجلد الثامن صفحة 344 قال ليست الإمامة من أصول الديانات والعقائد خلافاً للشيعة بل هي عندنا من الفروع وليست من الأصول هذا المورد الثاني، المورد الثالث ما ورد في شرح المقاصد للتفتزاني المجلد الخامس صفحة 232 لا نزاع في أن مباحث الإمامة بعلم الفروع أليق المرتبطة بعلم الأصول هذا ما يقوله علماء أهل السنة في مقابلهم الفكر الشيعي ماذا يعتقد أن المسألة مرتبطة بالفقه أو مرتبطة بالكلام؟ الجواب: يقولون أنها من أصول الدين وأصول الدين تبحث في علم الفقه لو في علم الكلام من هنا تجدون واقعاً الاختلاف الشديد بين علماء أهل السنة وعلماء الشيعة في أن الإمامة هل هي مسألة فقهية يبحث عنها في علم الفقه أو أنها مسألة كلامية يبحث عنها في علم الكلام أي منهم وأنتم تعلمون فارق كبير بين أن تكون المسألة فقهية أو أن تكون المسألة كلامية بين أن تكون المسألة من فروع الدين وبين أن تكون المسألة من أصول الدين من الذين صرحوا بذلك الشيخ آصف محسني في صراط الحق المجلد الثالث صفحة 173 قال في أن الإمامة من أصول الدين كالنبوة أنها من أصول الدين وممن صرح أيضاً بذلك الشيخ السبحاني في الإلهيات المجلد الثاني صفحة 511 قال هل الإمامة من الأصول أم الفروع فعد أن يشير إلى أن القوم يقولون أنها من الفروع يقول وأما الشيعة فالاعتقاد بالإمامة عندهم أصل من أصول الدين إذاً مسألة فقهية أو مسألة كلامية من هنا وقع البحث بينهم وهذا إن شاء الله سيأتي يوم السبت، ما هي المسألة الكلامية وبين المسألة الفقهية يعني لماذا نجعل مسألة في علم الفقه ونجعل مسألة في علم الكلام؟
والحمد لله رب العالمين.
8 جمادى الثاني 1435