نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (438)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هاتين المسألتين قبل أن ننتقل إلى المسألة الثالثة، وهما هل أن الإمامة بالمعنى الشيعي لها، وإلا الإمامة بمعنى الولاية والحب والمودّة والنصرة، هذه لم يقع فيها الخلاف، من ضروريات الدين بإجماع علماء المسلمين، باعتبار أن أصلها قرآني: (قل لا أسألكم عليه إلا المودة بالقربى)، إنما الكلام في الإمامة بالمعنى المصطلح لها في مدرسة أهل البيت، يعني الاعتقاد بمسألة النص، بالاعتقاد بمسألة الخلافة السياسية، الاعتقاد بعصمتهم، الاعتقاد بأنهم إثنا عشر، وهكذا هذه المسائل التي أشرنا إليها فيما سبق.

    قلنا بالمسألة الأولى أنّها هل هي من المسائل العقائديّة التي يجب الاعتقاد بها، أم أنها من المسائل الفرعية؟

    المسألة الثانية أنها بعد أن ثبت أنّها من العقائديّة، هل هي من دعائم الإيمان، من أصول الإيمان، أم أنها ليست كذلك؟ فيما يتعلق بهاتين المسألتين وقفنا عند مجموعة من طوائف الروايات في هذا المجال، وانتهينا من هذه الطوائف الثلاث، إلى أنه خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الروايات التي تكلمت عن الولاية، أساساً لا يُحرَز أنه لا تتكلم عن الإمامة بالمعنى المصطلح الشيعي لها، على أفضل التقادير هذه الروايات إن دلت على الإمامة الشيعية وأنها أمر عقدي، وأنها من دعائم الإيمان، فإن دلت فإن قلنا لا تدل انتهينا، أما لو تنزلنا وقلنا أنها دلت، فدلالتها على ذلك بالنص الخفي، لا بالنص الجلي، ما معنى بالنص الخفي لا بالمعنى الجلي؟ السيد المرتضى بيّن في كتابه الشافي، قال النص الجلي يعني أنّ من يسمع ومن يرى يضطر للقبول، لا مجال لأن يقول بأنه هذا قد يدل كذا، قد يدل كذا، اقرب ما يكون إلى البداهة إلى الوضوح، هذه عبارته في الشافي المجلد الثاني قرأناها فيما سبق، قال: أما النص بالقول دون الفعل فينقسم إلى قسمين الأول علم سامعوه من الرسول مراده منه باضطرار كيف انه عندما ترى شيئاً تنطبع الصورة هذا أمر اختياري أو بالاضطرار؟ بالاضطرار، يقول أن النص الجلي هو ذلك الذي من سمعه من رسول الله فهو مضطر أن يقبل منه هذا المعنى وإن كنا الآن نعلم ثبوته والمراد منه استدلالاً لا في زمن صدور النص كان جلياً نعم قد يكون لأسباب معينة بعد ذلك يكون من النص الخفي ما هو النص الخفي والآخر لا نقطع على أن سامعيه علموا النص بالإمامة منه اضطراراً لا نعلم أنه عندما قال رسول الله هذا المعنى فهم القوم والصحابه منه ذلك بالاضطرار أو لم يفهموا، مو علمنا العدم نشك أنه الصحابة واقعاً فهموا من هذا النص هذا المعنى الذي نقوله أو لم نفهم منه هذا المعنى؟

    لا أعلم واضح هذا بين الجلي والخفي، الجلي ما علم سامعوه مراده منه باضطرار ولفظه الصريح بالإمامة والخلافة، وما يسميه أصحابنا النص الجلي كقوله (ع) سلموا على علي بإمرة المسلمين، وهذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، النص الخفي قال ولا يمتنع عندنا أن يكونوا علموه استدلالاً من حيث اعتبار دلالة اللفظ لعلهم فهموا ولكن فهموه استدلالاً لا فعموه اضطراراً فأما نحن فلا نعلم ثبوته والمراد به إلا استدلالاً، أما نحن فلا إشكال نفهمه ما هو استدلالاً، مثل كقوله (صلى الله عليه وآله) أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، إذاً هذا النص أنا وأنت قد نستدل عليه بالإمامة بالمعنى الشيعي ولكن هذا النص هو من النص الجلي أو من النص الخفي؟ من النص الخفي، وإذا صار من النص الخفي فيكون أمراً نظرياً، وإذا صار أمراً نظرياً فيمكن أن يكون من الأصول أو لا يمكن؟ لا، أصلاً اختلاف العلماء ليس بالأمور الاضطرارية والضرورية، وإنما في الأمور النظرية، هل يختلف أحد المسلمين أن الله واحد، لأن مسألة أن الله واحد، هذه مسألة نظرية أو ضرورية في الإسلام، نعم اختلفوا في حقيقة الوحدة ما هي، هذه مسألة نظرية، لم يختلف أحد أن خاتم الأنبياء نبي ولكن اختلفوا أن معنى النبوة، هل هو معصوم كاملاً قبلها بعدها في الحياة العامة الخاصية إلى آخره أو لا؟ هذه كلها من النظرية.

    سؤال هذه الطوائف الثلاث مرة يقول قائل لا دلالة فيها أنت جنابك تقول أهل الفضل أهل تحقيق أهل علم واقعاً يقول مجموعة هذه القرائن توصلني قطعاً ويقيناً إلى أن الإمامة هي أمر إيماني بل هي من دعائم الإيمان ولكن وصلت إلى ذلك هذا بعنوان النص الخفي أو النص الجلي؟ من الواضح أنه لا ينطبق عليه النص الجلي وإنما هو من النص الخفي، فإذا صار من النص الخفي بعد ماذا يصير نظرية أو ضرورية؟ وإذا صارت من الضروريات بعد تستطيع تجعلها في أصول الإيمان أو لا يمكن؟ نعم بالنسبة لك كشخص نعم اعتقد بها، ولكن لا تستطيع أن تقول التشيع معناه هذا الذي أنا فهمته شخص آخر يقول لا، وهذا المعنى كاملاً فهمناه من كلمات الشيخ المطهري قال أن التشيع له مراتب ثلاثة المرتبة الأولى الإمامة الدينية المرتبة الثانية الإمامة السياسية المرتبة الثالثة الإمامة الوجودية وقال هذه مراتب التشيع يعني جميعاً شيعة هؤلاء لا الأعلى يستطيع أن يقول للأدنى لست بشيعي ولا الأدنى يستطيع أن يقول للأعلى أنت غلو وخارج عن التشيع، فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، ولهذا وجدت أن الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة المجلد الخامس هذه عبارته، يقول: ويرد عليهما صاحب الحدائق استدل على أن الولاية من ضروريات الدين بدليلين الدليل الأول الروايات الدليل الثاني الإجماع، وعلى هذا الأساس قال من لم يؤمن بالإمامة فهو خارج عن الدين، الآن عبارة الشيخ الأنصاري في رد صاحب الحدائق يقول ويرد عليهما إمكان منع أن الوِلاية من ضروريات الدين مطلقاً إذ لا يستفاد ذلك من تلك الأخبار التي أشار إليها من قبيل بني الإسلام على خمس، ولا يلزم في أهميتها في نظر الشارح صيرورتها ضرورية فربما يتحقق في الأهم التي هي الإمامة من دواعي الاستتار وموانع الانتشار ما لا يتحقق في غيره واقعاً ابتلي المقتضي كان موجود ولكن الموانع كانت أقوى بكثير فمنعت أن يكون ضرورياً، يقول نعم، لا نضايق من كونها عند بعض الضروريات، أنت تقول أنا بالنسبة لي ثبتت أنها ضرورية، لكن الكلام أنه قال لا نضايق كونها عند بعض من الضروريات، كمن ثبت عنده ذلك بالتواتر أو بالشياع، يقول أنا ما استطيع أن أقبل أن كل علماء الإمامية وأساطيل الإمامية، أنا بالنسبة إليه من هذا الإجماع في مدرسة أهل البيت يحصل لي القطع واليقين بيني وبين الله طوبى لك، يقول ولا ينبغي الإشكال في كفره ولعله المراد بدافع النص يقول نعم من ثبت عنده ذلك بالتواتر وأنكر فلا ينبغي الإشكال في كفره يعني أنت إذا ثبت عندك على القطع واليقين أن الإمامة من أصول الدين ومع ذلك أنكرت أنت مؤمن أو كافر؟ كافر.

    إلى هنا هل استطعنا أن نثبت الإمامة وأنها أمر إيماني بل من أصول الاعتقاد هل استطعنا أن نثبت ذلك بنص واضح جلي أو لم نستطع؟ لم نستطع، يبقى عندنا طريق آخر أو يمكن أن يقال طريق آخر هذا الطريق يبتني على طائفتين من الروايات الطائفة الأولى من الروايات هي الروايات التي قالت أنه يجب الإقرار بكل ما جاء به النبي من عند الله سبحانه وتعالى طبعاً هذا الأصل أولاً يقام عليه الدليل العقلي القائم على إثبات النبوة لأنه أنت عندما تقول هذا نبي يعني لا يقول شيئاً من عنده كل ما يقوله يقوله من قبل الله سبحانه وتعالى، الرواية ما ورد في أصول الكافي كتاب الإيمان والكفر باب دعائم الإسلام الرواية السادسة التي قلنا أنها صحيحة السندين قال فقال أخبرني بدعائم الإسلام فقال شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان بأن محمد صلى الله عليه وآله رسول الله والإقرار بما جاء به والإقرار يعني الأمر الإيماني يقر في قبله أن يعتقد بذلك.

    الرواية الثانية وهي صحيحة بحسب السند يقول قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أوقفني على حدود الإيمان فقال شهادة أن لا إله إلا الله وأنه صلى الله عليه وآله رسول الله والإقرار بما جاء به من عند الله، الرواية التاسعة من هذا الباب قال حدثني عما بنيت عليه دعائم الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله والإقرار بما جاء به، الرواية العاشرة قال شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله والإقرار بما جاء به الرواية الرواية الثالثة عشر أعزّائي أيضاً كذلك بعضها صحيحة وبعضها ضعيفة لا يؤثر، قال وتقر بما جاء من عند الله أيضاً فيه لفظ الإقرار، أيضاً الرواية الجزء الثالث صفحة (99) الرواية الثالثة كتاب الإيمان والكفر باب في أن الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلها هناك الرواية الثالثة قال شهادة أن لا إله إلا الله والإقرار بما جاء من عند الله، والرواية الواردة في أصول الكافي الجزء الأول صفحة (445) كتاب الحجة باب معرفة الإمام والرد إليه قال ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبواباً أربعة لا يصلح أولها إلا إلى آخرها ضل أصحاب الثلاثة وتاهو تيهاً بعيداً إن الله تبارك وتعالى لا يقبل إلا العمل الصالح ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود فمن وفا لله عز وجل بشرطه إلى أن يقول إنما فمن أتقى فيما أمره لقي الله مؤمناً بما جاء به صلى الله عليه وآله هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وضنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى وصل طاعة ولي أمره بطاعة، فمن ترك طاعة ولاية الأمر لم يطع الله ولا رسوله وهو الإقرار بما أنزل الله، الطائفة الثانية الروايات التي عندما ذكر ما يجب الإقرار به ذكرت الولاية، فبالجمع بين هاتين الطائفتين أولاً أن الولاية مما يجب الإقرار به فهو أمر إيماني وأن هذا الأمر الإيماني من فروع الإيمان أو من أصول الإيمان؟ من أصول الإيمان بأي دليل بالطائفة الثانية وهي أن الولاية من دعائم الإسلام أن الولاية مفتاحهن أنها أساسي الإسلام.

    والحمد لله رب العالمين.

    4 رجب الأصب 1435

    • تاريخ النشر : 2014/05/04
    • مرات التنزيل : 1351

  • جديد المرئيات