أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اشرنا بالأمس أنّ أهم نظريات الحكمة المتعالية، إنّما هي مأخوذة وتوجد جذورها وأصولها في كلمات الشيخ ابن عربي، يعني في العرفان النظري، وأنا اعتقد أن من أهم خصائص صدر المتألهين أنّه فتح أفقه الفلسفي على المعارف العرفانية، يعني لو لم ينفتح ابن عربي على مباني العرفاء، لما استطاع أنْ يبني منظومته الفلسفية المعروفة الآن في أوساطنا بالحكمة المتعالية، ولهذا قلت بالأمس بأنه لابد من الوقوف على دورة أو دورتين في العرفان النظري عند أستاذ متخصصٍ متمكنٍ من هذا العلم؛ لأنه مدّعوا هذا العلم كُثر في الحوزات العلمية، ولكنهم في الأعم الأغلب ليسوا من المتخصصين، والمتخصص نادر وقليل جداً في العلوم العرفانية، وبتعبير العلامة المطهري أنه لا اعتقد أن في كل زمانٍ من يستطيع أن يقف على مباني الفتوحات والفصوص يتجاوزون عدد أصابع اليد، وهو كذلك؛ لأنه علمٌ يحتاج إلى جهد مضاعف وكبير جداً للوقوف على مبانيه، طبعاً لكي نقف على مباني العرفان النظري نحتاج إلى التفسير، نحتاج إلى الكلام، نحتاج إلى الفقه، نحتاج إلى الأصول كلها نحتاج إليه.
ولهذا قلنا أن هذه النظرية التي بها استطاعنا لا اقل أن نقرب إلى ذهن الأعزة مفهوم وتفسير قاعدة ونظرية الأمر بين الأمرين إنما هي في معرفة النفس، النفس في وحدته كل القوى، وفعلها في فعله قد انطوى، وبيّنا بأن هذه النظرية اُخذت من الفتوحات واشرنا إليها.
مثالٌ آخر من المسائل الأساسية في علم الله تعالى هي مسألة أن الله يعلم الأشياء قبل الإيجاد أو لا يعلم؟ هذه المسألة تُعدّ من أهم المسائل العويصة والعميقة في العلم الربوبي، عندي كتاب في مجلدين العلم الإلهي حقيقته، أقسامه، آثاره، المجلد الأوّل منه كامل الآن، ولكن المجلد الثاني بعده لم يكمل، وهو شرح الأسفار الجزء السادس في العلم الإلهي؛ لأنه الجزء السادس من الأسفار ثلثه كاملاً من 450 صفحة، ثلثه مرتبط بالعلم الإلهي لأنه كل المراتب العلم كل المعارف التوحيدية الأخرى متوقفة على مرتبة العلم التي كتبها الشيخ عبد الله الأسعد.
من الأهم المسائل هذه المسألة طبعاً استعرضناه في تسعة فصول التوحيد الجزء الأوّل جواد علي كسار، وهناك اشرنا إليها ولكنه من أهم مسائلها علم الله بالأشياء قبل الإيجاد، يعني قبل أن يخلق الله الخلق أساساً كان ولم يكن معه شيء، هل كان يعلم الأشياء تفصيلاً أو لا يعلم؟ يعني يعلم الآن نحن في هذه الساعة عندنا درس وهؤلاء يعلم قبل الإيجاد أو لا يعلم؟
عدّة نظريات في هذا المجال من أهم النظريات في هذا المجال القاعدة التي أسست لها الحكمة المتعالية المعروفة ببسيط الحقيقة كل الأشياء أو تمام الأشياء، هذه القاعدة التي يعبر عنها الشيخ مصباح يزدي في تعليقته المصباح الفصل الحادي عشر، رقم التعليقة 431، يقول لتوضيح ما اختاره من العلم الإجمالي في عين الكشف التفصيلي، مما يُعدّ أروع منتوج للتفكير الفلسفي، وأبدع منسوج للعقل البشري، الحق والإنصاف عندما تقرأ هذه النظرية التي إجمالها جاء في الجزء الأوّل من التوحيد عندي، وتفصيلها إنشاء الله في العلم الإلهي، أو في دروسي شرح الأسفار، هناك واقعاً بتعبيره يقول: وان كان حقيقته المقصود ارفع مما يُحلق إليه طائر الذهن الإنساني، واقعاً كذلك، ولهذا أئمة أهل البيت سلام الله عليهم كاملاً وضعوا يدهم على هذه القضية في علم الحق سبحانه وتعالى رقم الحاشية 431.
هذه النظرية منسوبة في الكلمات لصدر المتألهين؛ لأنه هو يدّعي هذا المعنى، يقول هذه النظرية أنا أسستها وبنيت عليها في الجزء الثالث من الأسفار، صفحة 40، يقول: إشارة إلى أنّ كل بسيط الحقيقة يجب أن يكون جميع الأشياء بالفعل، وهذا مطلب شريف لم أجد في وجه الأرض من له علمٌ بذلك، من حقّه بيني وبين الله أن يقول (واما بنعمة ربك فحدث) إذا استطاع أن يحل هذه المسألة العويصة في العلم الإلهي، لم أجد على وجه الأرض من له علمٌ بذلك، يقول: إذا الموجود صار بسيطاً من كل جهة، يعني لا يوجد فيه تركيب، فهو كل الموجودات، يعني ما من موجودٍ إلّا وهو موجودٌ هناك، فإذا علم ذاته، فقد علم بكل الموجودات، هذه النظرية، إذن الله يعلم الأشياء قبل الإيجاد أو لا يعلم الأشياء قبل الإيجاد؟ يقول: نعم، لأن الله يعلم ذاته، فإذا علم ذاته علم جميع الأشياء، هذه فتوى يعني ما تحت النظرية.
سؤال: قال: لم أجد في وجه الأرض من له علم بذلك، القيصري في شرح الفصوص، لنرى هل توجد هذه النظرية أو لا؟ في الفصل الأوّل من الفصول الاثني عشر وهي مقدمة الفصوص، يقول: وهو أي الحق تعالى يدرك حقائق الأشياء بما يدرك حقيقة ذاته، يعني إذا أدرك ذاته أدرك جميع الأشياء، هذه هي النظرية، نعم ما عبر عنها بسيط الحقيقة، فإدراكه لذاته إدراكه لكل شيء، لا أنه إدراكه لذاته شيء، وإدراكه للأشياء شيءٌ آخر، لا، نفس إدراكه لذاته هو إدراكه لكل شيء، وهو يدرك حقائق الأشياء بما يدرك حقيقة ذاته؛ لهذا في درس 22 من شرح الفصوص ذكرنا إشارة إلى قاعدة بسيط الحقيقة كل الأشياء، هو ماذا يقول ملاصدرا؟ لم أجد على وجه الأرض من له علم …، حمل على الصحة بيني وبين الله لأنه الإنسان قد يقرأ مطلب قبل 20 سنة في كتاب وبعد ذلك يتذكر ويتصور هذا الإبداع لنفسه، وهو في الواقع أخذه قبل عشرين سنة من عالم أو استاذ ولكن لا يتذكر، طبعاً هذا ليس معناه انه لم يضف على المسألة شيئاً، لا، أبداً، أضاف وحقق ونقّح واستدل وبرهن ولكن الجذر موجود أين؟ ولهذا تجدون الحكيم السبزواري رحمة الله تعالى عليه في حواشيه على الأسفار، الجزء السادس، يشير إلى هذه القضية بنحو الإجمال، في صفحة 111 يقول: نعم تحقيق هذه المسألة وتفصيلها وسد ثغورها بأتمّ وجه هذا هو حق المصنف، أمّا أصل المسألة لمن؟ حق العرفاء، ولهذا في الحاشية رقم 2 يقول: كتبهم مملوءة وفي كتبهم (العرفاء) مملوءة ومشحونة بهذه الأمور.
إذن إذا أردتم أن تعرفوا الأسفار جيداً لابد أن تقرؤوا دورة العرفان النظري، وإلّا لا تستطيعوا أن تتعرفوا على جذور المباني الفلسفية، خصوصاً في المعاد، لا تمر صفحة أو صفحتين إلّا وقال المحقق المكاشف من غير أن يذكر اسمه ابن عربي أبداً هناك عبارات وصفحات منقولة من الفتوحات والفصوص هذه المعارف.
بينكم وبين الله الآن لو أردت أن تذهب إلى بلد لمدة ستة أشهر، ألا تسأل بأنه ذاك البلد الجو حار أو بارد؟ ماذا احتاج أتي معي؟ أو ماذا يحتاج ماذا ينفع؟ تسأل أو لا تسأل؟ بينك وبين الله يريدون أن يأخذوك إلى دار وهي الدار الأبدية ألا تتعرف على خصائصها؟ ماذا هي؟ ماذا ينفع؟ ماذا لا ينفع؟ أنا أتاجر، ماذا اتاجر لتكون أرباحي مضاعفة؟ ماذا أتاجر لكي لا أخسر هناك؟بينكم وبين الله كم من أعماركم وضعتموه على مسألة المعاد ومعرفة المعاد؟ هذه هي الحياة الأخرى التي ستذهبون إليها، وهي الأبدية ما الذي ينفع كم مرة ينفع؟ ما الذي يربحك وما الذي يخسرك؟ اقرؤوا دورة معاد وموجودة عندي الآن 232 درس الآن في الأسفار الجزء التاسع اقرؤوه حتى تعرفون أين ذاهبون انتم، (وان الدار الآخرة لهي الحيوان) هذه زخرف، الحياة هناك، هذه دار الغرور، هذه لهو ولعب، والدار الحقيقة هناك، وبتعبيرهم المعروف في النتيجة هذه تنتهي وذاك تنتهي، شب سمور گذشت لب تنور هم گذشت، يعني ليالي السمر والمرح انتهى.
نظرية الأمر بين الأمرين هذه ملاصدرا المجلد السادس صفحة 375 قال فهذا حاصل الكلام في تقرير هذا المذهب (هذا المذهب الذي اشرنا إليه الذي عبر عنه بأنه وذهب طائفة أخرى وهم الراسخون في العلم وهم أهل الله خاصة) ومعرفة النفس وقواها اشد معينٍ على فهم هذا المطلب فإن فعل الحواس والقوى الحيوانية والطبيعية كلها فعل النفس كما هو التحقيق، وهذه التي قرأناها من النصوص ابن عربي من الفتوحات كما هو التحقيق مع أنها فعل تلك القوى (مع أن هذه أفعال النفس هي أفعال القوى مع أنها أفعال القوى هي أفعال النفس) لا بمعنى الشركة فاعلين بفعل واحد (لا انه نص النفس نص حتى يلزم الشرك، إذن نحن عندما نقول أمر بين أمرين لا يعني نحن مع الله شركاء نصف له ونصف لنا، فلهذا إذا تتذكرون في واحدة من أصول الثلاثة قلنا أن لا يلزم من التفسير الشرك ولهذا يقول لا بمعنى الشركة بين الفاعلين في فعل واحد كما يوجد في أفعال الفاعلين الصناعيين إذ قد يقع الشرك بين اثنين منهم في فعل واحد كالخياطة مثلاً) ولا شبهة في أن هذا المذهب الرابع عظيم الجدوى شديد المنزلة لو تيسر الوصول إليه لأحد ينا الغبة الكبرى والشرف الاتم وبه يندفع جميع الشبه الواردة على خلق الأعمال (يعني هذه مشكلة المعتزلة ومشكلة الأشاعرة) ما ورد الإمام الموحدين عليٍ لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين سؤال: لماذا من عرف هذه النظرية الأمر بين الأمرين سوف ينال الغبة الكبرى؟ الجواب: إذا أنتم لم تعرفوا ولم تفهموا جيداً نظرية الأمرين بين الأمرين هناك العشرات بل المئات من المسائل القرآنية المعرفية العقائديّة غير قابلة للحل في القرآن الكريم مقابلة للحل أبداً، من المتوفي في القرآن الكريم؟ القرآن يقول الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي تم تمت في منامها إذن في النوم هم عندما الإنسان ينام الله سبحانه وتعالى يتوفاه الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها إذن هنا الآية تثبت من المتوفي في كل شيء؟ (فلهذا من الأخطاء الشائعة عندما يمت احد يقولون من المتوفي هذا خطأ المتوفي هو الله الصحيح من المتوفى بالمفعول لا باسم الفاعل لأن المتوفي من هو؟ هو الله، الله يتوفى الأنفس)
سؤال: من المتوفي؟ هو الله، إذن ماذا نفعل في قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي يتوكل بكم إذن دور ملك الموت ما هو؟ الله يتوفى أو ملك الموت يتوفى؟ في آية أخرى توفته رسلنا وهم لا يفرقون سؤال: هو ملك الموت يتوفى أو الرسل يتوفون؟ الله والملك الموت والرسل يتوفون ولكن بنحو الأمر بين الأمرين يعني التوفي منسوب إليه حقيقتاً ولكن هذا ينفي الواسطة أو إلّا ينفي الواسطة؟ لا، لا ينفي الواسطة ومنسوبٌ إلى ملك الموت حقيقتاً على نحو الأمر بين الأمرين وإلّا إذا لم تفعلوا ذلك تبقون إذن ماذا تفسير الآية؟ ولهذا ذهبوا إلى الفاعل البعيد والفاعل القريب وفي تفاسير الآيات تجد بأنه قالوا الله فاعل بعيد وملك الموت فاعل قريب يعني التوفي ينسب إليه حقيقتاً أو مجازاً؟
إذن عندما يقول الله يتوفى الأنفس بالحقيقة أو بالمجاز؟ يكون بالمجاز مع انه هذا خلاف نص الآية المباركة ولهذا حاروا، المعتزلة قالوا هذا دليل هذا، الأشاعرة اخذوا يتوفى الأنفس قالوا بيني وبين الله هذوله كل عمل ما عندهم يعني يأخذون آية ويتركون آية أخرى، مورد آخر في التدبير من المدبر لهذا العالم؟ في أوّل سورة الحمد تقرأ الحمد لله رب العالمين في آية أخرى يدبر الأمر من السماء إلى الله فمن المدبر الله أو غيره؟ يدبر الأمر إذن ماذا تفعلون في قوله تعالى فالمدبرات أمرا؟ في النتيجة الله يدبر أو الملائكة يدبرون؟ الجواب: أيضاً الأمر بين الأمرين الله هو المدبر والمدبرات هي المدبرة ولكن بنحو الأمر بين الأمرين أمّا إذا لم نقل ذلك لابد على مبنى السيد الخوئي مثلاً الله يدبر على نحو التدبير البعيد والفاعل البعيد والملائكة تدبر على نحو التدبير القريب يعني نسبة التدبير إلى الله حقيقي أو مجازي؟ مجازي يعني نسبته إلى هو له أو ما هو غير له؟ نعم الله خلق الملائكة والملائكة يدبرون هذه نفس النظرية المنسوبة إلى المشايين مع انه المشايين ما يقولون هذا، الله خلق العقل الأوّل واقدره أن يخلق العقل الثاني واللطيف همه يشكلون يقولون هذا بيني وبين الله خلاف القدرة المتناهية للعقل أيضاً خلق الملائكة والملائكة تدبر خلاف اللامتناهي خلق الإنسان والإنسان هو يخلق أيضاً كذلك لا في القدرة اللامتناهية.
مثالٌ ثالث: من الولي؟ صريح القرآن الكريم يقول فالله هو الولي وانتم قرأتم في النحو انه إذا جاء ضمير هو ودخلت ألف واللام على الخبر يفيد الحصر يعني يوجد ولي غيره أو لا يوجد؟ ولهذا قالت في آية أخرى مالكم من دون الله ولي ولهذا هو واقعاً ولي إذن ماذا نفعل بقوله تعالى إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ الولي واحد أكثر؟ تعدد ماذا نفعل؟ يعني الله هو الولي على رسول الله فهو وليٌ بعيد ورسول الله وليٌ قريب هالشكل؟ السيد الخوئي وعموم المتكلمين الشيعة قالوا هكذا.
أمّا النظرية الأمر بين الأمرين في التفسير ذكرنا إليه لا في عين ولاية رسول الله ولاية الله هناك موجودة، لا انه الله اوجد رسولاً جعله ولياً واقدره على الولاية، ورسول الله اقدر علياً على الولاية، لا ليس كذلك، مثالٌ أوضح من الغني؟ لا يوجد غني إلّا الله، يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني يعني الغنى بمن محصور؟ بالله سبحانه وتعالى يعني يوجد غني غيره أو لا يوجد؟ لا يوجد، في سورة التوبة قال وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ إذن فقط الله غني أو الله ورسوله؟ إلّا أن تقول على التفسير الموجود الذي سابقاً بعيد وقريب الله غني بعيد ورسوله غني قريب أمّا على هذا التفسير الذي أشرناه لا غنا الله في نفس مرتبة غنى رسول الله، يعني هنا عندما نقول رسول الله أغنى هنا أغنى الله أيضاً موجود لا أنّه اقدره على الاغنى، هذا أيضاً مثال وعشرات الأمثلة في القرآن لا حل لها إلّا بالتفسير الذي ذكرناه.
سؤال: أنت حي أو لست بحي؟ حي، مع انه القرآن يقول (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ)، يعني يوجد حيٌ غيره أو لا يوجد؟ يدل على الحصر، إذن نحن لسنا أحياء ولكن حياتنا بأي حي؟ هل بمعنى خلق حياتي؟ لا بنحو الأمر بين الأمرين، العزة القرآن يقول الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً إذن ماذا نفعل لقوله تعالى وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ، العزة، القوة، الولاية، الحياة، القدرة، العلم ما من كمالٍ وجودي إلّا وتجد من جهة حصره بالله ومن جهة نسبه لغير الله، خلق الله خالق كل شيء ولكن في سورة مؤمنين قال: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، الحاكم من الحكم أن الحكم إلّا لله وهو احكم الحاكمين وهنا حلها بهذا لبيان واقعاً الولوي من أئمة أهل البيت قالوا أنها كلها لا تحل إلّا بهذا التفسير لنظرية الأمر بين الأمرين وهنا تتضح نظرية الوهابية والسلفية وهو جاؤوا وقالوا الشفاعة لله واثبتوا الشفاعة لمن؟ ولكن في مكان آخر وهو شفاعة الشافعين، ولكن اخذوا جانب وتركوا جانباً آخر.
إذن حل كل هذه المنظومة من المعارف ليس متوقف على نظرية الأمر بين الأمرين، متوقف على هذا التفسير الذي أشرنا لنظرية الأمر بين الأمرين.
يبقى عندنا سؤال: ما هي الشواهد القرآنية والروائية لصحة هذا التفسير لأننا ذكرنا تفسير البعيد والقريب قلنا وهذا هو المشهور بين العلماء الإمامية لقائل أن يقول هذا الذي ذكرته جيد وذاك احتمال قائم من الذي يقول أن هذا التفسير ما هي الشواهد لتأييد هذه التفسير؟ قال تعالى في سورة التكوير آية 29 (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، أنا أريد أن أشاء، لابد أن إشاءة الله معي، ليس يخلقني ويقدرني على الاشاءة لا مشيئته مع مشيئتي ينسبوا الاشاءة لي تشاؤون ولكنه معه يكون نفي، وما تشاؤون يعني إذا نظرت إليها يقول مشيئتي، ولكن هل تنفع مشيئتك أو لا تنفع؟ مشيئتك ولكن هل تنفي مشيئتي أو لا تنفي؟ مشيئتي في عين مشيئتك، ومشيئتك في عين مشيئتي، وما تشاؤون إلّا أن يشاء الله فإذا شاء شئنا أمّا إذا لم يشأ يعني إذا أقدرنا على المشيئة في صفحة 94 منها قوله تعالى: (وما تشاؤون إلّا يشاء الله)، حيث اثبت انه لا مشيئة للعباد إلّا أن يشاء الله، ويفسر ويقول ومدلول ذلك كما مضى أن مشيئة الله لم تتعلق بأفعال العباد، وإنما تتعلق بمبادئها، كالحياة والقدرة وبطبيعة، والحال أنّ المشيئة للعبد إنما تتصور في فرض وجود تلك المبادئ، يعني قريبة وبعيدة، بيني وبين الله أين موجود في الآية مشيئته تعلقت بمبادئ القدرة والحياة والقدرة مشيئتي تعلق بالفعل، هذا أين موجود في الآية المباركة؟ هذا التقدير من أين جاء؟ التقدير جاء من ذلك، لأنه هو فسّر الأمر بين الأمرين ذاك التفسير فاضطر يحمل الآية على تفسيره، بدل من أن تكون الآية منبهة على بطلان ذلك الآية لا، جعل تفسيره دليلاً على التقدير في الآية؛ لأنه لم يستطع أن يقرب ذلك التفسير الذي نحن أشرنا إليه، وهو الوجه الخامس، يقول معناه ومدلول ذلك أن مشيئة الله لم تتعلق بأفعال العباد، مع ان الآية تقول: (وما وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)، يشاء المبادئ أنا عندما أشاء، أشاء المبادئ لو اشاء فعلي؟ يعني مشيئتي متعلقها ما هو؟ فعلي مشيئة الله متعلقها نفس الفعل من أين تقول مشيئة الله بالمبادئ ومشيئتي بدون مبادئ لم تذكر هذه في الآية هذه الآية الأولى.
والحمد لله رب العالمين
19 رجب المرجب 1435