نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (447)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    البحث الأوّل: ما هو الفصل المميز لمدرسة أهل البيت قلنا في مقام الجواب هذه النظرية التي أوضحناها فيما سبق تقول أن من اعتقد وآمن بأن علياً وأولاد عليٍ هم قوم افترض الله طاعتهم على الأمة فهو شيعي المدعى هو هذا بلا أي إضافة أخرى، من اعتقد علياً وأولاد علياً عليهم أفضل الصلاة والسلام الذي له دليله الخاص أن الدين يؤخذ من هؤلاء بعد رسول الله وان الله افترض طاعتهم وقرن طاعتهم بطاعة رسول الله فهو شيعي هذا هو المدعى في المسألة الأولى ما هو الدليل على ذلك؟ الدليل على ذلك ؟أمّا القرآن فقد بيّنا فيما سبق مفصلاً أن الله قرن طاعة أولي الأمر بطاعة رسوله أطيعوا الله وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم ولهذا وردت الروايات نحن قوم افترض الله طاعتنا أو قرن طاعتنا بطاعة رسوله وأمّا بيان المصداق ما هو المصداق لأولي الأمر في الآية المباركة قرأنا في روايات كثيرة معتبرة جملة منها معتبرة وجملة منها غير معتبرة أن المراد من أولي الأمر يقول الأئمة من إمام أمير المؤمنين إلى الإمام الصادق إلى الإمام الرضا أن المراد من أولي الأمر هم علي والحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق والكاظم والرضا هذني قرأناهن فلا نحتاج إلى الإعادة قلنا هنا يلزم إشكالٌ كيف يمكن الاستناد إلى أقوالهم لإثبات أن لهم الولاية أو أنهم لهم الطاعة المطلقة هذا كيف يمكن؟ هذا لا يمكن قبوله وهو واضح لا نحتاج فيها الدليل لو سألنا زرارة ثقة أو لا فقال زرارة نعم أنا ثقة هل يكفي هذا للتوثيق أو لا يكفي؟ الجواب الجميع قالوا انه لا يكفي، وهذا الإشكال لست أنا فقط من طرحه، جملة أيضاً طرحوها منهم الشيخ آصف محسني، يعني أنا لم أجده في مكانٍ آخر في معجم الأحاديث المعتبرة الجزء الثاني صفحة 37 قال ويرد عليه (بعد أن يذكر روايات فرض طاعة الأئمة) أنه دوريٌ ولا يمكن إثبات حجية قول احدٍ وجماعة وفرض معرفتهم وطاعتهم بقول أنفسهم من الواضح هذه وهذه من الواضحات لا تحتاج إلى دليل ولا يقبله العقلاء في سيرتهم حتى في تعامل ولهذا يقول حتى لو قلنا أن الدور غير محالٍ إلّا انه من الناحية العقلائية والعرفية هل يقبل أن نوثق أحداً بقوله؟ هل يعقل أن نثبت حجية احد بقوله أنا حجة؟ هل يعقل أن نثبت علم أحداً بقوله أنا عالم؟ لا يمكن هذا، فلو قال لك المولى أكرم العالم وأنت شككت زيد الذي أمامك عالم لو ليس بعالم فهل يمكن أن تسأله تقول أنت عالم يقول نعم أنا عالم هذه يكفي أو لا يكفي؟ لا، لابد أن يثبت لأنه القضية لا تثبت كما يقولون موضوعها تحتاج إلى دليل من الخارج هذا مورد أشار إليه ولهذا يقول لا يقبله العرفاء في سيرتهم وان فرض الدور الصحيح حتى لو فرضنا أن الدور غير مستحيل وكذلك أشار إليه في مشرعة البحار المجلد الأوّل صفحة 429 قال ولا نستدل بروايات الباب على ولاية أمرهم حتى يقال انه شبه دورٍ المهم لا يمكن الاستناد إلى هذه الروايات لإثبات أنهم من أولي الأمر الذي فرض الله طاعتهم ما هو الجواب؟

    لنا طريقان، الطريق الأوّل: أن يثبت في الرتبة السابقة أن الأئمة معصومون عليهم أفضل الصلاة والسلام فإذا ثبتت عصمة عليٍ والحسن والحسين وعلي ابن الحسين إلى الإمام الثاني عشر طبيعي عندما يقول المعصوم المراد من الآية نحن الذين فرض الله طاعتنا حجة ولكن هذا الطريق متوقف على إثبات عصمتهم في الترتبة السابقة إذن بنفس هذه الروايات لا يمكن إثبات أنهم أولي الأمر الذين فرض الله طاعتهم إذن لابد أن نرجع إلى أدلة إثبات عصمة أئمة أهل البيت وأقولها لكم واضح وصريح وهو انه أهم آية في القرآن لإثبات عصمتهم هي آية التطهير وإلّا الآيات الأخرى إمّا لا دلالة لها وإمّا إذا كان دلالة فلا علاقة لهم بها وإمّا إذا كانت لها دلالة ولهم علاقة بالهاء أيضاً لها شبهة بالدور من قبيل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم لو افترضنا الآية دالة على عصمة أولي الأمر فمنهم أولي الأمر؟ لا يمكن أن يقول للإمام الصادق نحن أولي الأمر الذين ثبتت عصمتنا لأنه فيها نفس مشكلة الدور، آية لا ينال عهدي الظالمين هذه مرتبطة بالأئمة عليهم السلام لو بإبراهيم؟ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ماذا علاقة أئمة؟ إذن أيضاً لابد أن ترجع إلى الروايات لإثبات أنهم مراد من الذرية حتى تثبت لهم العصمة أيضاً تأتي مشكلة الدور الكلام والكلام فلا يمكن إثبات عصمتهم بهذه الآية المباركة، تبقى عندك آية التطهير وآية التطهير متوقفة على أمرين أساسيين: النكتة الأولى أن الإرادة في الآية المباركة إنما يريد هي الإرادة التكوينية وأمّا إذا كان المراد من الآية الإرادة التشريعية فهل تثبت العصمة أو لا تثبت العصمة؟ لا تثبت العصمة لأن الله يقول أريد منهم أن يكون كذلك وليس معناهم عملوا أو ليس يعمل نعم إذا صارت الإرادة تكوينية ودفعنا الإشكالات المرتبطة بالجبر لأنه إذا كانت الإرادة تكوينية كان يراد منها أن يلزم الجبر فدفعنا الإشكالات كما دفعناها في كتاب العصمة فهل كافية أو ليست كافية؟

    الجواب: بعد اللاتيا والتي إذا ثبتت العصمة فهي مختصة بأصحاب الكساء وهذا لم يقل احدٌ المراد من الآية المباركة لا يشمل الإمام السجاد وما بعد ذلك فإذا نريد أن ندخل باقي الأئمة من السجاد إلى الإمام الثاني عشر بعد لابد من دليل آخر من هؤلاء الخمسة يعني من رسول الله من علي من فاطمة من الحسن والحسين هؤلاء باعتبار ثبتت عصمتهم فبإمكانهم أن يثبتوا عصمة الآخرين وله بحث نحن كل هذا اشرنا إليه في كتاب العصمة ولذا أريد أن أبين لكم القضية ولهذا هذه الآية إذا تمت واثبتت لنا العصمة فهي تثبت العصمة لهؤلاء الخمسة أصحاب الكساء فإذا ثبتة العصمة لأصحاب الكساء فإن تمت دليلٌ من هؤلاء الخمسة بنحو النص الجلي القطعي أن الصادق أيضاً من أهل البيت وأن الباقر أيضاً من أهل البيت وان السجاد أيضاً من أهل البيت وان الرضا أيضاً من أهل البيت عند ذلك تكون أقوالهم حجة هذه كلها لابد في الرتبة السابقة من الناحية الفنية العلمية أن تثبت هذه الأمور وإذا لم تثبت لا يمكن الاستناد إلى طريقهم هذا الدليل الأوّل فمن ثبت له هذا الطريق الأوّل فطوبى له وحسن مآب ومن لم يثبت عنده ذلك كما افترضوا على سبيل المثال الشيخ آصف محسني في مشرعة البحار المجلد الأوّل صفحة 453-454 يقول والعمدة في الدلالة على العصمة آيتان الأولى لا ينال عهدي الظالمين، الثانية آية التطهير إلى أن يقول وان كان المفعول به المراد فعل الله فتكون الإرادة تكوينية فلابد من إقامة الدليل على انه كذا والاستدلال على العصمة موقوف على هذه النكة فمن تمت هذه النكتة فبها ونعمة وإذا لم تتم عنده هذه النكتة أو قال من النص الخفي أو من النص الجلي ولكنه من الظهور والظهور لا يفيد إلّا ظنا لا يفيد القطع ويمكن أن يقال إلى أن يقول وعلى كل الآية مختصة بالحسين والحسين وفاطمة وعلي وخاتمة النبيين ولا تشمل بقية أهل البيت فضلا عن آل البيت بناءاً على هذا إذن لابد من إثبات من السجاد إلى الإمام الثاني عشر أنهم من أهل البيت في هذه الآية المباركة فإذن ثبت فطوبى لكم يقول واحد لا من الواضحات عندي ولكن جاء شخصٌ قال لا كما الآن يقول شيخ آصف هذا ما نستطيع أن نقول، إذن أنت بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم إذن خرجت من التشيع لا يقول ليس عندي الدليل على أن الآية دالة على عصمة الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام هذه لغة العاجز لغة من ليس له علم أن يخاطب وبتعبير ابن سينا انك ولمن يستطيع الخطاب مثل هؤلاء كأنه في النوم هم يكتبون فتاوى ويمضون بأنه هؤلاء لا يستطيعون الخطاب إحنا نتكلم على الموازين العلمية وطبعاً هم يعتقد أن آية التطهير بإضافة أنها فيها إشكالية الدور يقول وما ذكره جمعٌ من علماء الشيعة من الله اوجب طاعة أولي الأمر بنحو المطلق الجواب: لا، بل فليس له الاطمئنان بالعصمة وإنما يفيد العدالة وأمّا لا ينال عهدي الظالمين هذه جملة: وتقريب الاستدلال طويل مذكور لكن القدر المتيقن منها ثبوت عدالة للإمام دون العصمة إذن هذني ثلاثة آيات: آية الإطاعة، آية الظالمين، آية التطهير عنده كافي أو غير كافية؟ غير كافية فلو صار شخص هكذا إذن لابد أن نذهب إلى الطريق الثاني.

    الطريق الثاني: أن يقوم دليلٌ قطعيٌ دليلٌ بنحو النص الجلي القطعي يفيد أن من تمسك بعلي وأولاد علي فقد نجى فقد هدي فقد نجى من الظلالة من الهلاك من إلى آخره من قبيل أن الإمام الصادق يقول يونس عبد الرحمن ثقة لو عملت بما يقول يونس ابن عبد الرحمن ينجو فلو أن رسول الله قال من تمسك بالعترة فقد نجى، فقد هدي إلى آخره، الدليل الثاني قول قطعي من رسول الله ولعله أوضح طريق ودليل لذلك هو حديث الثقلين وحديث الثقلين فيها جملة وهذه الجملة أيضاً مقبولة عند القوم في صفحة 88 البحث في سند صيغة لن تضلوا قال: إني تاركٌ فيكم الثقلين احدهما اكبر من الآخر كتاب الله وعترتي، إلى أن يقول ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي، إذن النجاة من الظلال تكون بالتمسك بمن؟ هذه واردة عن الإمام الطحاوي، واردة عند الإمام احمد ابن حنبل، واردة عند عبد بن حميد الذي هو من المصادر الأساسية، واردة عند الإمام الترمذي، واردة عند ابن أبي عاصم في كتاب السنة، واردة عن الإمام البغوي، واردة عند البصيري، واردة عند الحافظ السخاوي، واردة عند ابن الحجر العسقلاني، واردة عند العلامة الألباني في مصادر متعددة إذن الرسول هنا ماذا يقول لنا؟ ما أن تمسكت بعلي وأولاد علي فقد نجوت من الظلال والآن هو يقول لي بأنه أنا إذا اتبعتني فقد نجوت رسول الله هم ماذا قال لي؟ أن تمسكت به تنجو من الظلال الآن هم سألته يقول لعله مشتبه لعله اخطأ؟

    أقول جيد رسول الله الذي أرجعنا إليه كان يعلم أو لا يعلم؟ الإمام الصادق أو الإمام الرضا عندما يوثق شخصاً يعلم انه قد يخطأ أو لا يعلم ولكنه مع ذلك جعله حجة عليه إذن خطئه اشتباهه بعد مآله إلى الذي جعل الحجية له لعله احصى وجد بأنه لا يخطأ إلّا واحد بالمئة هذا على فرض عدم العصمة نقول الطريق الأوّل من ثبت عنده ثبت أمّا لم يثبت بحثٌ آخر، نحن نتكلم على فرض عدم العصمة من ثبت عنده العصمة فطوبى له تقول قد يخطأ؟ أقول نعم قد يخطأ ولكنه رسول الله ماذا قال لي؟ كما أن عندما نأتي نقول أقوال الرواة الثقات حجة أو ليس بحجة؟ بلي حجة، يخطئون أو لا يخطئون؟ يخطئون إذن خطأهم مانعاً من الحجية أو ليس مانعاً؟ ليس مانعاً أقوال المجتهدين أصلا في حياته قبل 5 سنوات يقول فتوى بعد 10 سنوات يقول فتوى ثانية أقوالهم حجة أو ليست بحجة؟ الإمام جعلها حجة مع أنهم يخطئون إذن جعل الحجية لهم ليس معناه عدم الخطأ إذن لا يأتي واحد يقول لن تضلوه هذا دال على العصمة من دل عنده عند العصمة فطوبى له أما أنا قلت لا، لا يدل عندي على العصمة تقول كيف جعل الحجية له؟ كما جعل الحجية في عصر الغيبة للمجتهدين فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله، في الرسالة التي وجهها الإمام إلى مالك انظروا للناس تطيعوه في كل ما يقول يعني مالك معصوم؟ لا أبداً لأنه الإمام يقول بأنه أنا اعلم هذا الرجل يتحرى أن يصل إلى الحق فخطأه بجنب ماذا؟

    إذن على هذا الأساس هذا الحديث حديث الثقلين اثبت الحجية لأقوال العترة والعترة قالوا نحن من أولي الأمر الذي فرض الله طاعتنا هذا لعله من أفضل الطرق لرفع غائلة الدور في المقام قد يقول قائل سيدنا نستند إلى الأحاديث التي قالت حديث حديث أبي لماذا نذهب بعيداً قال الصادق حديث حديث أبي وحديث أبي حديث جدي حديث الحسين إلى أن يقول وحديث الحسين حديث أمير المؤمنين وحديث رسول الله وحديث رسول الله قول الله عزّ وجل الآن ندخل من هذا الطريق من طريق أنهم أحاديثهم ليس من عندهم وإنما ممن؟ إذا قال رسول الله فقوله حجة الجواب: هو الكلام أن قوله الآن الإمام الصادق بناءاً على فرض عدم ثبوت العصمة قوله حجة أو ليس بحجة إذن لا يمكن الاستناد إلى حديثه نعم لو كان رسول الله يقول حديث عليٍ حديثي وحديث الحسن حديثي وحديث الباقر حديثي وحديث الصادق حديثي كنا ما يقوله الإمام الصادق نقول الحجة لا العكس إذن غائلة الدور تنتفي إنشاء الله تعالى بهذا القدر طبعاً ووجدت شاهد على هذا المعنى وهذا الشاهد موجود في رجال النجاشي صفحة 12 الرواية عن أبان الرواية فقال أبان له يا أبا البلاد اتدري من الشيعة؟ الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول الله اخذوا بقول عليٍ إذا اتفق الصحابة على قول ومنهم عليٌ بعد لا نحتاج تقلد اعلم أو غير اعلم لأنه كلهم متفقون على رسول الله أمّا إذا اختلف الصحابة عن رسول الله فمن هو إمام افترض الله طاعته؟ عليٌ، وإذا اختلف الناس عن عليٍ لأن علي هو الله فرض طاعته اخذوا بقول جعفر بن محمد الصادق، بناءاً على هذه النظرية يقول من اعتقد هذا الاعتقاد فهو من شيعتنا ومن شيعة أئمة أهل البيت وان لم يعتقد بأنهم معصومون وان لم يعتقد أنهم نص عليهم نصاً بالخلافة السياسية كلها لم يعتقد، كما لو الآن في عصر الغيبة أنت تقول الإمام الحجة قال: وأمّا الحوادث الواقعة فأرجوا إلى رواة حديثنا أنت تقول إلى أي أساس أن يرجع إليه قد يخطأ لا علاقة لي الإمام المعصوم قال هذا حجة وأنا بيني وبين الله هذا حجتي بيني وبين ربي يخطأ يقول مسؤوليته على من قال لي انه حجة نفس هذا الكلام يقولونه أصحاب هذه النظرية يقولونه بالنسبة إلى الأئمة يقولون قال رسول الله هؤلاء حجتي عليكم من بعدي يا رسول الله معصومين؟ يقول انتم ماعدكم علاقة كما يقولون لكم اعملوا خذوا دينكم منهم هذا لازم اعم للعصمة لا يستطيع أن يقول بأنه هذا دليل عصمتهم لا أبداً بأي دليل؟ أن الإمام الحجة جعل رواة الحديث حجة وليسوا معصومون بنفس البيان ما تقولونه هناك، نقوله في حديث الثقلين: ما أن تمسكتم وأفضل الدليل هذه المسألة الثانية.

    المسالة الثانية: هل الاعتقاد بعصمة الأئمة ركنٌ واصلٌ من أصول التشيع أم لا؟ يعني لو أن شخصاً بناءاً على النظرية السباقة اعتقد بفرض طاعتهم ولم يؤمن بعصمتهم فهل هو شيعي أو ليس بشيعي؟ هذا مبني على أن العصمة هل هي ركنٌ في هوية التشيع أم ليست ركناً؟ لو سألني سائل بأنه سيدنا أنت تعتقد؟ أقول نعم أنا معتقد بعصمة عليٍ وآل علي ولكن السؤال ليس أنا معتقد أو لست بمعتقد سؤال هل عصمة ركنٌ في هوية التشيع أو ليس كذلك؟ وإلّا أنا معتقد بوساطة الفيض بأنهم من وسائط الفيض الإلهي هل هي جزء من التشيع؟ هذا معناه من أنكره خرج من التشيع مع انه ليس كذلك، هل العصمة ركنٌ واصل من أركان وأصول التشيع أم لا بنحو لم يعتقد لخرج من التشيع؟

    الجواب: الشيخ مرتضى الأنصاري في فرائد الأصول طبعة لجنة تراث الأعظم الجزء الأوّل صفحة 565 أوّلاً نبدأ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ويكفي في معرفة النبي (يعني حتى تخرج من الكفر إلى الإسلام والإيمان) معرفة شخصه بالنسب المعروف المختص به والتصديق بنبوته والتصديق بأنه صادقٌ فلا يعتبر في ذلك الاعتقاد بعصمته اعني كونه معصوماً بالملكة من أوّل عمره إلى آخره لا يشترط فيكون الإنسان مسلماً وإذا قتل بين يديه يكون ماذا؟ الرواية تقول عن محمد ابن سالم عن الباقر فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين احدٌ يشهد أن لا اله إلّا الله وان محمداً رسول الله إلّا ادخله الله الجنة فإن الظاهر أن حقيقة الإيمان التي يخرج الإنسان بها عن حد الكفر الموجب للخلود في النار لم تتغير بعد انتشار الشريعة أيضاً، حقيقة الإيمان ما هي؟ الإيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وبعد رسوله الاعتقاد بأن هؤلاء افترض الله طاعتهم أمّا إذا لم يأتي إلى ذلك الزمان لا يجب عليه لأنه ليس من أصول الإيمان هذا كلام شيخ مرتضى الأنصاري هذا في النبي، إلى الأئمة يقول: ويكفي في معرفة الأئمة معرفتهم بنسبهم المعروف والتصديق بأنهم أئمة يهدون بالحق ويجب الانقياد إليهم والأخذ منهم (سؤال: هل يشترط في التشيع أكثر من هذا) وفي وجوب الزائد على ما ذكر من عصمتهم الوجهان يعني اللذان يتقدمان في رسول الله هناك اشترط العصمة أو لم يشترط العصمة؟ لم يشترط، هنا أيضاً لم يشترط، إذن ما هو المطلوب؟ قال: وقد ورد في بعض الأخبار تفسير معرفة حق الإمام بمعرفة كونه إماماً مفترض الطاعة هذه نظرية الشيخ الأنصاري طبعاً يكون في علمكم يقول هذا الذي قلناه والمستفاد وهو الظاهر أيضاً من جماعة من علماءنا الأخيار كالشهيدين وشرحها والمحقق الثاني وشارحها إلى آخره هذا بحسب فهمه قدس الله نفسه نعم إذا أنت عندك قدرة أن تزيد على ذلك فطوبى لك ولهذا يقول: نعم يمكن أن يقال أن معرفة ما عدى النبوة واجبةٌ بالاستقلال على من هو متمكنٌ منه وبحسب الاستعداد وعدم الموانع إذا عندك قدرة أن تقول رسول الله هو الصادر الأوّل ولكن لا تقول لا تعتقد أن من هو الصادر الأوّل، أنت لست مسلم، لا ليس من حقك هذا كلام الشيخ مرتضى الأنصاري.

    الشهيد الثاني رسالة له في حقائق الإيمان صفحة 58-59 يقول: وليس بعيداً الاكتفاء بالأخير (ما هو الأخير؟ يقول بأن التشيع يتقوم بهذا) يقول على ما يظهر على جل رواتهم (رواة الأئمة هل كانوا يعتقدون بعصمة الأئمة أو لا يعتقدون؟) ومعاصريهم من شيعتهم فإن كثيراً منهم ما كانوا يعتقدون عصمتهم لا يقولون لا نعلم يقولون لا نعتقد بعصمتهم وكانوا شيعة أو ليسوا شيعة؟ يقول وكانوا شيعة، ما كانوا يعتقدون عصمتهم لخفائها عليهم يعني كان عليها نص جلي أو نص خفي؟ نص خفي، بل كانوا يعتقدون أنهم علماء أبرار، علماء أبرار يعني يجب طاعتهم؟ يقيناً كما تجب طاعة رسول الله بنص قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ويعرف ذلك من تتبع سيرهم وأحاديثهم على أنهم كانوا يحكمون بعدالة الشخص وان لم يكن معتقداً بعصمة مع إنكم تعقدون أن العدالة يشترط الإيمان بولاية الأئمة يقول كانوا يحكمون بعدالة الرواة والأصحاب وان لم يعتقدوا بعصمتهم هذا خير دليل، هذا المورد الثاني وأثبته وقبله أيضاً منه السيد بحر العلوم في كتابه رجال السيد بحر العلوم، المجلد الثالث صفحة 220 بعد أن ينقل عبارة الشهيد الثاني يقول: وكلامه وان كان مطلقا يعني انه عدم اعتبار العصمة حتى في زماننا نحن نقول لا، لا يعتبر الاعتقاد بالعصمة فقط في القرون الثلاثة الأولى يعني اقر انه في القرون الثلاثة الأولى كان شرط الاعتقاد في العصمة في التشيع أو لم يكن؟

    يقول: ولكن يجب تنزيله على تلك الاعصار التي يحتمل فيها ذاك دون ما بعدها من الأزمنة فإن الأمر قد بلغ فيها حد الضرورة يقول في القرون الثلاثة الأولى العصمة لم تكن ضرورية إذن من لم يعتقد بها يخرج عن المذهب أو لم يخرج؟ لا يخرج، الآن صارت العصمة في زماننا (طبعاً من القرن الرابع والخامس صارت ضرورية يعني من زمان الشيخ الصدوق والمفيد إلى أن وصلنا إلى زمان العلامة صاحب البحار صارت ضرورية) إذا كانت الضرورة ضرورة حادثة بعد عصر الأئمة حجة أو ليست بحجة؟ فمن قال بأنها حجة ولو لم تكن معاصرة يجب عليه أن يعمل بهذه الضرورة ومن لم يقبل أنها حجة إذا كانت متأخرة مثل العلامة التستري يقول الضرورات الحادثة بعد الأئمة ليست بحجة وفي رسالته المجلد الثاني عشر من رجاله آخر صفحة من الكتاب يقول إلّا أن الحق أحق أن يتبع فإن الأصل في هذه الضرورة الحادثة شبهة من المفيد أصلا يعبر عنها شبهة (طبعاً يتكلم في سهو النبي)، ولهذا تجدون في مشرعة البحار المجلد الأوّل صفحة 451 هذه عبارته الشيخ آصف محسني يقول: لم تكن مطروحة في عصر الأئمة إلى أن وصلنا ثم جاء الصدوق والمرتضى والطوسي فذكروا براهين فنية على عصمة الإمام فأشتهرت بين الشيعة فجاء بعدهم علماء آخرون أكدوا عليها منهم العلامة المؤلف يعني صاحب البحار فكان لكلامه نفوذاً فأصبحت من المسلمات ولذا يذكر قضية خطيرة يقول على هذا الأساس إذا لم تثبت العصمة إذن بيني وبين الله هذه تعارضات الروايات فيما بينهم بعد تكون منطقية لأنه معصومين أو غير معصومين؟

    بناءاً على هذه النظرية ليسوا معصومين، إذن بيني وبين الله يحصل التعارض أو لا يحصل التعارض؟ يحصل التعارض، يقول ربما يقال أن أعظم مشكلة في حصة العصمة المطلقة هو وجود الروايات الكثيرة المتعارضة يقول نحن كلها جعلناها في رقبة الرواة ولا نقبل نظرية الشيخ يوسف البحراني بأنها كلها تقية، لا ليست تقية فتحصل كلام الشيخ مرتضى الأنصاري في صفحة 568 من الجلد الأوّل من الرسائل لو ثبتت أن العصمة من الضروريات بنحو النص الجلي القطعي وجاء شخصٌ وأنكر ذلك فهل يخرج عن التشيع أو لا يخرج؟ قبلنا بأن العصمة من الضروريات فلو انه في زماننا شخصٌ أنكر العصمة هذا يمكن أن نصدر بيانية بأنه خرج عن المذهب أو لا؟ يقول مرتضى الشيخ الأنصاري وأمّا التدين بسائر الضروريات ففي اشتراطه (يقول نعم شرطٌ فأنكر ضرورياً خرج من الدين والمذهب) أو كفاية عدم إنكارها يشترط الإيمان أو لا يضر إنكارها إلّا مع العلم بكونها ضرورية من علم أنها ضرورية وأنكرها يضر أمّا إذا لم يثبت أنها ضروري وأنكرها يضر أو لا يضر؟ قال: وجوه أقواها الأخير، يعني إذا ثبتت العصمة للائمة وصارت من الضروريات ولكن شيخنا الفاضل أو سيدنا الفاضل قال لم يثبت عندي من الضروريات يخرجه عن المذهب أو لا يخرجه؟ لا، لا يخرجه عن المذهب هذا هم رأي الشيخ مرتضى الأنصاري.

    فتحصل أن هذه النظرية مآلها إلى جملة واحدة أن التشيع بأي قدر تثبتها؟ تثبت نحن قومٌ افترض الله طاعتنا على الخلق لمن ثبت له أمّا إذا لم يثبت له بحرف المتعلق الجواب عندكم.

    والحمد لله رب العالمين.

    20 رجب المرجب 1435

    • تاريخ النشر : 2014/05/20
    • مرات التنزيل : 1700

  • جديد المرئيات