نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (13)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في حجية السنة بالمعنى الأصولي للسنة، تتذكرون قلنا أن السنة لها اصطلاحات متعددة من الاصطلاح التي هي محل الكلام في علم الأصول هي السنة باصطلاح الأصوليين يعني قول النبي، فعل النبي، تقرير النبي من غير القرآن وإلا إذا كان قرآنا فحجيته بحجية القرآن ليس بحثنا الآن في حجية القرآن الذي ابلغه لنا رسول الله لا وإنما قال رسول الله قولاً مرتبط بالفقه الأصغر أو بالفقه الأكبر وليس من القرآن كما بالنسبة إلى الصلاة الآن مثاله الواضح يعني القرآن فقط أشار إلى بعض أحكام الصلاة وإلا 95-90 بالمائة من أحكام الصلاة وأعدادها وشرائطها وموانعها وغيرها لم تأتي في القرآن وهكذا في الصوم وهكذا في الزكاة وهكذا في الحج، وهكذا في الجهاد، وهكذا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 99 بالمائة الذي عندنا في الفقه الأصغر وكذلك ما يتعلق بالفقه الأكبر مسائل التوحيد القرآن أشار إلى بعضها، وفي الأعم الأغلب أشير إليه في الروايات التي أتت عن النبي والأئمة بناءاً على توسعة السنة التي يشمل الأقوال الأئمة وأفعالهم وما قرروه إذن محل النزاع هذه الاضافات لا ما هو موجود في أصل القرآن لأنه حجية تلك بحجية أصل القرآن الكريم قلنا بأنه ما هو الدليل على حجية أقواله، الآن نتكلم في النبي الأكرم باعتبار أن القرآن الكريم لم يتكلم عن حجية الأقوال والأفعال وتقريرات غير النبي الأكرم لم يتكلم عن الأئمة ولم يتكلم عن الصحابة، ولهذا نحن أيضاً حديثنا سوف يكون السنة في السنة النبوية وهذا عندما نريد أن نلحق بها غير السنة النبوة نحتاج إلى دليل من الخارج الآن أولاً ثبت العرش ثم انقش، قلنا هناك أدلة كثيرة استدل بها من أهمها الاستدلال بطوائف ومجموعة من الآيات القرآنية، وقفنا عند الطائفة الأولى وهي قوله تعالى: (لتبين للناس ما نزّل إليهم) وهي الآية 44 من سورة النحل، قلنا لكي يتم الاستدلال بهذه الطائفة من الآيات القرآنية لابد أن يكون معنى تبين يعني تشرح يعني تفسر يعني تفصل ما أجمل في القرآن الكريم، إذا كان معنى تبين بمعنى تبين تفصيل ما أجمل في القرآن تشرح المتن الذي جاء في القرآن والقرآن قال أقيموا الصلاة وأكثر من هذا ما قال وبعض الأحكام الأخرى من قبيل أوقات الصلاة إلى كذا أمّا أعدادها التفصيلية وشرائطها وموانعها مبطلاتها واجباتها ومحرماتها ومستحباتها ومكروهاتها هذه كلها في القرآن لو بالبيان من النبي صلى الله عليه وآله، إذن لكي نقول أن الآية تعطي حجية لقول النبي وفعل النبي ولتقرير النبي لابد أن نقول معنى تبين يعني تفصل ما أجمل بيانه في القرآن تشرح ما جاء متناً مثل ما عندنا كتب شرحية يعني يوجد متن ويوجد شرح، فقول النبي يكون شرحاً للمتن والمتن هي الآيات القرآنية وكلام النبي وفعل النبي يكون شرحاً لهذا المتن، قلنا لكي يتضح هذا المعنى لابد أن نرجع إلى اللغة أولاً لأنه هذا القرآن نزل بلسان عربيٍ مبين إذن لابد أن نرجع إلى اللغة لنرى اللغة ماذا تعطي معنى لهذه المفردة وهي البيان بين يبين تبيين وتبياناً ونحو ذلك إذا تتذكرون اشرنا إلى انه ماذا يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة قلنا بأنه جعل البيان في قبال الكتمان، لا جعل البيان في قبال البيان يعني الشرح في قبال الإجمال التفصيل في قبال الإجمال والتوضيح ونحو ذلك لأنه تعرف الأمور باضدادها ومعنى البيان يعني أن لا يكتم أنا انزلت عليك شيئاً يجوز عليك أن تكتمه أو يجب عليك؟ أن تظهره يعني أن تبينه إذن ماذا معنى تبين بناءاً على ما يقوله معجم مقاييس اللغة ما معنى لتبين؟ لتشرح أو لتظهر؟ كثير فرق بين لتشرح وتبين، إذا كان تبين يعني تشرح حجية السنة أمّا إذا كان تظهر هذا له علاقة بحجية السنة؟ لا علاقة له، نحن نتحدث عن هذا الكلام.

    الراغب في المفردات هذا الكتاب واقعاً من مهمات الكتب في صفحة 157 هذه عبارته هناك يقول والبيان الكشف عن الشيء يعني البيان يكون معناه التفسير لو معناه أن لا تكتم ولا تستر يعني الكشف عن الشيء في قبال ستر الشيء والسنة معناها الكشف عن الشيء؟ لا السنة بالمعنى الأصولي قوله يعني لتبين للناس ما نزل إليهم يعني تبين القرآن وتبين القرآن بناءاً على هذا المعنى يعني تشرحه وتفصله أو لا تكتمه؟ بناءاً على هذا الذي يقوله الراغب إلى أن يأتي إلى صفحة 158 يقول وسمي الكلام بياناً لكشفه عن المقصود الذي مستورٌ في باطن الإنسان إذن لماذا سمي الكلام بياناً لأنه يشرح ويفسر لو يظهر المكتوم والمستور أي منهما؟ إذن لغوياً نحن لم نرى في الكتب اللغوية البيان بمعنى الشرح والتفسير والتفصيل وإنما وجدنا أن البيان معناه إظهار ما هو المستور يعني يجوز الستر أو لا يجوز الستر؟ لا يجوز الستر هذا فيما يتعلق بالمعنى اللغوي ونحن مراراً ذكرنا أن المعنى الاصطلاحي والاستعمال الاصطلاحي لا يمكن أن يكون بعيداً عن المعنى اللغوي وإلا يلزم أن لا يكون بلسان عربيٍ مبين إذا هو وضع اصطلاحاً لنفسه ونزل القرآن باصطلاحه بعد هذا بلسان عربي مبين أو ليس بلسان عربي مبين؟ معنى هذا القرآن نزل بلسان عربيٍ مبين يعني أن المعنى الاصطلاحي لابد أن يكون مستقى من المعنى اللغوي وإلا إذا كان بعيدٌ عنه هذه لا يكون لغة عربية يكون لغة أخرى نعم يمكن للقرآن أن يتصرف للمصاديق لا في المفاهيم المعنى واحد ولكن مصاديقه متعددة ما فيه محذور في ذلك.

    نأتي إلى القرآن الكريم لنرى بأن هذه المادة أو التبيان هل استعملها بالمعنى المبحوث عنه في علم السنة حتى نقول هذه الآية دالة على حجية السنة أو استعملها بنفس المعنى اللغوي يعني في قبال الكتمان لتبين يعني يجب عليك أن تظهر ما أنزلنا إليه لا أن تشرح ما أنزلناه إليك لا يحب لك أن تكتب ما أنزلنا عليه يعني الله سبحانه وتعالى انزل عليه القرآن نزل به الروح الامين على قلبه يجوز لرسول الله أن يكتب ما نزل على قلبه أو لا يجوز؟ هذه ماذا علاقته بحجية السنة إذا قلنا البيان في القرآن بمعنى عدم جواز الكتمان والستر أساساً أجنبي عن حجية السنة هذا الكتاب المعجم الإحصائي لألفاظ القرآن الكريم تأليف وتحقيق الدكتور محمود الروحاني هناك في مادة بين يقول القرآن استعمل هذه المادة في ثمانية وعشرين من مشتقهات أبين، بيانه، بيّن، بيّنا، بينات، بيّناه، بينة، بينوا، تبيان، تبين، لتبين، تبينت، تبيننه وهكذا هذه كلها مشتقات بين يقول واستعملت في القرآن حدود 257 مرة هذه المشتقات 146 منه مكية و111 منها مدنية .

    فيما يتعلق ببين من قبيل بين، بينك، بينكم، بيننا، بينه هذا هم استعملت 266 في القرآن و147 منها مكي و119 منها مدني.

    السؤال: أنا ما ادعي بأنه استقرأت كل هذه الموارد ولكن ما وجدت بهذا التتبع الناقص لم اجدوا مورداً واحداً في القرآن بيان تبيين جاء بمعنى الشرح أو التفصيل أو التفسير أبداً يعني من أول القرآن إلى آخر القرآن بين وبيّن وبيان وتبين لم يستعمل في القرآن بمعنى تشرح وتفصل وتفسر إذا كان فسره أو استعمله بهذا فيدل على حجية السنة لأنه معنى تبين يعني تفصل لهم ما أجمل تشرح لهم ما نزل أمّا إذا استعمل القرآن عموماً بيان تبيين بمعنى عدم الكتمان بياني يعني أظهره ولا تستره ينبغي لك إظهاره بعبارة أخرى من قبيل ما ورد إليه بلغ ما انزل إليك من ربك لأنه مسألة الإمام والولاية الله سبحانه وتعالى مراراً ذكر بأنه بينه للناس ورسول الله لأسبابٍ وظروف محيطة كان يبين أو يكتم؟ إلا نزل هذه الآية بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت فيها لسان تهديد والله يعصمك من الناس وأنت عليك البيان، ماذا يعني عليك البيان؟ يعني بلغهم ما قلته لك هذا معنى البيان في القرآن بأي شاهد؟ لا اقل في آيتين في القرآن وهي الآية 159 من سورة البقرة أساساً قال (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى) إذن جعل البيان في قبال الكتمان إذن الذي يقابل البيان كتمان لو يقابله شرح؟ هذه البيّنات التي أنزلناه لكم هؤلاء كتموه إذن عندما نقول بيان وتبيان معناه الشرح والتفسير لو معناه عدم الكتمان والإظهار؟

    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} يعني انتم التي كتمتموه هذه الآية الأولى والآية الثانية من سورة آل عمران الآية 187 {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} مثل ما الآن ونزلنا عليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم نحن ماذا فسرنا تبين؟ تشرح ولكن هنا الآية بين ما معنى تبين قالت {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} إذن تبين المراد من تبين ما هو؟ عدم الكتمان ماذا علاقة بحجية السند، إذن لا اقل في آيتين فيها تقابل بين التبيان وبين الكتما أمّا عندما نأتي إلى القرآن بعد لا يوجد تقابل وإنما تبين واحدة من أهم وظائف الأنبياء ووظائف ورثة الأنبياء هي عدم كتمان الحقائق وفي الآية 42 من سورة البقرة قال تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} يعني يجب عليكم أن تبينوا لا أن تكتموا وظيفة الأنبياء البيان والتبيين ما هو التبيين؟ علماء الأصول قالوا يعني تشرح وتفصله لا أبداً بيان التبيين في القرآن يعني أظهره ولا يجوز له أن تكتمه وعشرات الآيات وبإمكانكم أن تراجعون إلى المعجم المفهرس للآيات تطلعون مادة كتم تجدون عشرات الآيات تكلمت أن وظيفة الأنبياء هي إنما انزل إليهم يجوز عليهم أن يكتموه أو لا يجوز؟ وطبعاً ليس فقط الأنبياء، وظيفة العلماء الآن أنت كثير من الحقائق اذهب إلى بعض المراجع تقول له تقبل هذه الشعائر الحسينية يقول لا اقبل تقول له اظل يقول لا ما يصير يعني يعرف الحقيقة ولكن يظهرها أو يكتمها؟ يكتمها وهكذا كثير من الظواهر غير الشرعية الآن في المجتمعات تجد بأنه الفتوى كذا ولكن يظهرها أو يكتمها؟ يكتمها هذه الآية والآية 146 أيضاً من سورة البقرة قال: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} هذه بني إسرائيل لأهل الكتاب الذين كانوا في مكة والمدينة كانوا يعرفون أن الرسول حقٌ وان فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون يعني كان عليهم أن يكتموا أو لبينوا؟ وليبينوا يعني يظهر وكذلك في آية 71 من سورة آل عمران قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ولذا تجد القرآن الكريم وهذه شاهد من أقوى الشواهد على أن بيان الرسول ليس معناه الشرح والتفصيل والتفسير وبيان ما أجمل لا أبداً الذي هو بمعنى السنة باصطلاح علماء علم الأصول في الآية 24 من سورة التكوير انظروا عندما يصف خاتم الأنبياء يقول ماذا: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} ما معناه الغيب الضنين؟ يعني يبحثه يعني لا يظهره على الناس لا رسولنا ما أمر به لتبين للناس ما نّز إليهم وتوجد قرينة داخلية على ذلك ما نزلت عليك يعني ماذا نزل عليه الله؟ نزل عليه القرآن لتبينه لا لتكتمه لا لتستره لا لتكون عليه ضنين وحابساً لا توصله إلى الأمة.

    إذن إلى هنا بنحو الإجمال قلنا هذه الطائفة من أقوى الطوائف على استدلال الحجية السنة الملاحظة الأولى التي ترد على هذا الاستدلال هذا هو الخلط بين البحث الحوزوي أو البحث الأصولي والبحث القرآني هؤلاء لو كان رجعوا إلى القرآن لما استفادوا من هذا المعنى ولكن لأنه يحتاجون في حوزاتنا إلى أن حجية السنة فقاموا بهذا العمل وأنا ما أقول بأنه ما عندنا دليل على حجية السنة ولكن أريد أقول هذا ليس دليلاً على حجية السنة هذه هي الملاحظة الأولى.

    الملاحظة الثانية: لو سلمنا وتنزلنا عن الملاحظة الأولى وقلنا معنى تبين يعني تشرح تفصل وتفسر وتبين ما ابهم ونحو ذلك الذي قلنا لا لغوياً يساعد على ذلك ولا بحسب الاستعمال القرآني يساعد ولكنه لو تنزلنا وقلنا أن هذه الملاحظة غير واردة سؤال: حجية السنة من المسائل الفرعية لو تعد من أهم معارفنا في استنباط المعارف الدينية أي منهما؟ أصلاً ركن الديني يعني إذا لا توجد سنة نصف الدين 3/4 الدين غير موجود، الدليل النقلي عليها لابد أن تتوفر فيه أي شروط؟ الشروط الثلاثة المتقدمة من حيث السند يكون قطي أو غير قطعي؟ نعم قطعي لأنه آية قرآنية من حيث الدلالة أن يكون نصاً وهذا النص أن يكون ماذا؟

    بينكم وبين الله هذه لتبين هل هو نص على المطلب أو ليس نصاً على المطلوب لو على أفضل التقادير هو ظهورٌ هل يستطيع احدٌ أن يقول لتبين نصٌ في معنى أن تفصل هل يستطيع أن يقول هذه احدٌ؟ أصلاً حتى الاحتمال الآخر افترض بأنه لا يوجد، تنزلنا عن الإشكال الأول وإلا الإشكال الأول يقول بأنه هذه الآيات لا علاقة لها بحجية السنة بمعنى الأصولي الآن تنزلنا قلنا لها ولكنها الدالة على الشرح والتفسير والتفصيل هذه دلالتها ظهورية لو دلالتها نصية أي منهما؟ لا يستطيع احدٌ أن يقول أن دلالتها على السنة بالمعنى الأصولي بنحو النص وإنما بنحو الظهور والظهور لا ينفع في المقام لان الظهور لا يعطي إلا ظني والظن لا يغني من الحق شيئاً في مسألة كحجية أصل السنة ولهذا انتم تجدون عندما جئنا إلى خبر الواحد قلنا بأنه لابد أن الدليل الواحد يكون علىها قطعية لا أن يكون ظنياً هنا إذن حجية السنة لابد أن يكون الدليل عليها نصاً هذا أولاً وثانياً لو سلمنا انه نصٌ بينكم وبين الله نصٌ جلي لو نصٌ خفي؟ من يستطيع بأنه هذا نص جلي؟ وإلا لو كان نص جلياً لما وقف الاختلاف فيه لأنه يكون من قبيل الأعداد الرياضية ثمانين جلدة هل يكون احد يختلف فيها يقول الاحتمال مراده من الثمانين 79 جلدة؟ ما يحتمل أبداً ولا احد أن احتمل أن صلاة الصبح ركعتين تصير ركعتين ونص أو أربع ركعات أبداً ما يحتمل لأنه ركعتين من النص الجلي إذن الإشكال الثاني والملاحظة الثانية على الاستدلال بهذه الطائفة من الآيات بعد التنزل إنها لا تنطبق عليها شرائط الدليل النقلي في مثل هذه الموارد يعني لا اقل لا ينطبق عليها الشرط الثاني والشرط الثالث، الشرط الأول متوفر وهو من حيث السند قطعيٌ.

    الملاحظة الثالثة: لو تنزلنا عن الملاحظة الأولى والثانية قلنا يعني أنها نصٌ جليٌ سلمنا معكم نقول بأن هذه لتبين هل عندنا في اللغة أو في الاستعمال العرفي البيان يصدق على الفعل أيضاً؟ صدق البيان على القول مما لا ريب فيه ولهذا قال صاحب المفردات وسمي والكلام أمّا هل يوجد عندنا وسمي الفعل بياناً أيضاً هل يصدق على الفعل بأنه بيانٌ لغة واستعمالاً في القرآن وغير القرآن؟

    إذن حتى لو تنزلنا عن الملاحظة الثانية وقلنا انه نصٌ جليٌ لحجية السنة بالمعنى الأصولي فهل يشمل كل مصاديق السنة أو يكون مختصاً ببعضها؟ يعني بعبارة أخرى أن الدليل اخص من المدعى لأنه نحن نريد أن نثبت حجية السنة ما هي السنة؟ حجية السنة التي هي قول النبي، فعل النبي، تقرير النبي وهذا على فرض عدم تمامية الملاحظة الأولى والملاحظة الثانية إنما تثبت لنا حجية قول النبي ولا تثبت لنا فعله أيضاً حجة ولا تقرير إلا إذا قلت انه معصومٌ وإذا صار معصوماً كما انه قوله حجة فعله أيضاً ماذا؟

    الجواب: انه هذا باستدلال آخر ونحن في هذه الآية المباركة لا تخلطونها وهذا من الاشتباهات الشائعة في الاستدلال يعني يذكر وجهاً فإذا وجد أن الوجه ناقصاً يتممه بوجه آخر ذاك وجه آخر وبحثه يأتي يعني إذا ثبتت عصمته كل هذه الأوجه لا نحتاج إليها لأنه إذا ثبتت عصمة أحد فقوله ماذا؟ يعني ننظر إلى دائرة العصمة فإذا كان معصوماً في الأقوال والأفعال وفي كل شيء بطبيعة الحال قوله فعله وتقريره وحياته نومه كله يكون حجة لكن ذاك وجهٌ آخر الآن نتكلم نحن ومقتضى هذه الآية المباركة مقتضى هذه الآية فيها دلالة على حجية أفعاله وأقاريره أو لا توجد؟ هذه لا توجد فيها على فرض التنازل على الملاحظة الأولى والثانية، إذن في الملاحظة الثلاثة نقول فيها دلالة ولكن هي اخص من المدعى.

    الملاحظة الرابعة: أيضاً فيها تنزلنا عن الإشكال الأول والثاني نقول أيضاً اخص من المدعى لماذا؟ انتم عندما تأتون إلى الآية المباركة من سورة النحل ماذا تقول الآية 44 هكذا تقول: {…وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ…} سؤال: إذن كل تشريع وكل كلامٍ كان تفسيراً وشرحاً وتفصيلاً لاية القرآنية عند ذلك يكون حجة أمّا إذا كانت هناك تشريعات تأسيسية من رسول الله من قبيل ذاك فرض ربكم وهذه سنة نبيكم شرحٌ للقرآن أو أمرٌ تأسيسي؟ هذا الذي قاله رسول الله بعنوان تأسيس جديد هذا شرحٌ للقرآن أو ليس شرحاً للقرآن؟ لا، لا علاقة له دخل أين؟ في قول ما نزل إليهم وعندما إذن الآية المباركة تشمل الأحكام التشريعية التأسيسة من قبل رسول الله أو لا تشمل؟ لا تشمل، إذن أيضاً يكون اخص من المدعى ونحن في الأبحاث السابقة قلنا رسول الله يشرع ونعم فوض إليه أن يشرع بعض الأحكام وهذا التشريع تأسيسي لا ما نزل إليه .

    خلاصة ما تقدم: في الملاحظة الأولى أن الآية أجنبية عن حجية السنة بالمعنى الأصولي وهي الملاحظة الأصلية.

    الملاحظة الثانية: لو تنزلنا وقلنا إنها دالة فإنها لا تنطبق عليها جميع الشروط التي شرطناها على الدليل النقلي إذن لا يمكن الاستناد إليها لحجية السنة.

    الملاحظة الثالثة والرابعة: لو تنزلنا عن الملاحظة الأولى والثانية فإنها الآية اخص من المدعى.

    الآيات الأخرى تأتي في الغد…

    والحمد لله رب العالمين.

    21 محرم 1436

     

    • تاريخ النشر : 2014/11/15
    • مرات التنزيل : 2335

  • جديد المرئيات