نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (466)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    بالأمس بينا نظرية المحقق القمي وقلنا أن هذه النظرية تعد من النظريات الأساسية في دخالة ومدخلية الزمان والمكان والظروف المحيطة بالنص الديني وخصوصاً الروايات لفهمها، وأنّ هذه النصوص لا يمكن أن تُفهم بمعزلٍ عن الظروف المحيطة بها، وإلا تلزم هناك محاذير كثيرة وإشكالات كثيرة، بل ويلزم تناقض في الروايات الواردة عنهم، وتعارض شديد في الروايات الواردة عنهم، التي صار ذلك سبباً للإشكال من البعض في عصمة الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام؛ وذلك لأنه لماذا نجد هذا التعارف في روايات أئمة أهل البيت، مع أنّ المفروض أنهم لا يتكلمون إلا من منبع واحد، والمفروض أنّهم ثبتت عصمتهم، فلماذا يتعارضون ولماذا يتناقضون ولماذا يتهافتون؟

    هذا الذي أشار إليه الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب أنّ بعض أعلام الإمامية أيضاً ذهبوا إلى إشكالات في هذا المجال بسبب تعارض الأدلة، والمحقق القمي كاملاً ملتفت إلى هذه النكتة، نحن بالأمس لم نقرأ عبارة المحقق القمي كاملة، من اللطيف ومن الدقيق جداً أنّ المحقق القمي توجد في تعبيراته لفظة الزمان واختلاف الزمان، وهذه نقطة مهمة لا فقط يقول بأنه أساساً قُصدوا بالخطاب، بل يقول لأنّ الزمان يختلف، هذا الزمان يختلف ما معناه ليس ساعات الليل والنهار، وإنما المراد الشروط التي تحيط بذلك، هذه النسخة المطبوعة في الجزء الثالث من القوانين يقول في الصفحة 239: لكنا نقول المسلّم منه هو حجية متفاهم المشافهين والمخاطبين ومن يحذوا حذوهم، (يعني من يعيش معهم) هذا يكشف عن أنه ليس مراده المخاطب، يعني في مجلس الخطاب، لا بل الذين هم في شروط واحدة؛ لأن مخاطبته كان معهم، يعني أنّ النبي أو الإمام كان يخاطب هؤلاء، والظن الحاصل للمخاطبين من جهة أصالة الحقيقة أو القرائن المجازية حجة إجماعاً علهيم؛ لأن الله تعالى أرسل رسوله وكتابه بلسان قومه، لا يفسر اللسان بمعنى اللغة، يعني أنه إذا كان عربي يبعث إليهم عربياً إذا كان لغة أخرى يبعث لهم بلغتهم ، لا، المراد بلسان ما يتفاهمون فيما بينهم، يعني الظروف والشروط كلها لها مدخلية بلسان قومه، والمراد بلسان القوم هو ما يفهمونه، ليس المراد يعني لغته عربية أو فارسية أو هندية أبداً، وكما أنّ الفهم يختلف باختلاف اللسان، فكذلك يختلف باختلاف الزمان، فالزّمان له مدخلية في فهم النص الديني، ما معنى أنّ الزمان له مدخلية؟ يعني في الليل تفهم معنى وفي النهار تفهم معنى، هل هذا هو المقصود؟ من الواضح أنه ليس المراد من الزمان يعني ساعات الليل والنهار أو الأيام والشهور ليس هذا المراد، المراد يعني فإنهم خلقوا لغير زمانكم في الحديث لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لغير زمانكم من الكلمات القصار المنسوبة إلى أمير المؤمنين يعني لهم ظروفهم ولكم ظروفكم ولكم ثقافتكم وأخلاقكم وعاداتكم هذه تختلف، لا يمكن أن نجعلها جميعاً في طبقة واحدة وفي درجة واحدة، وكذلك يختلف باختلاف الزمان وإن توافق اللسان، وإن كانوا جميعاً يتكلمون اللغة العربية، ولكن اختلاف الزمان يؤدي إلى اختلاف الفهم من النص الديني، إذاً فهم النص الديني يتأثر بالزمان أو لا يتأثر؟ فإن أولئك يفهمون من النص الديني شيء، ونحن نفهم من النص الديني شيئاً آخر، مع أنّ النص واحد أو متعدد؟ النص واحد، الحديث واحد، الآية واحدة، ولكن نحن نعيش في زمان وهم يعيشون في زمان آخر، يتعدد الفهم.

    إذاً من هنا نكتشف أن الظروف المحيطة بالإنسان تؤثر في الفهم الديني أو لا؟ يعني تعطيه نظارة تختلف عن نظارة السابق واللاحق، فحجية متفاهم المتأخرين عن زمان الخطاب وظنونهم يحتاج إلى دليل آخر غير ما دل على حجية متفاهم المخاطبين والمشافهين، هناك يعني الذين هم في عصر الصدور دليل الحجية ما هو؟ أنهم خوطبوا وأنهم مقصودون بالإفهام، نحن أيضاً حجية علينا أو ليس بحجة، يقول ذلك الدليل ليس بكاف يحتاج إلى دليل آخر، الدليل ليس واحد نحتاج إلى دليل آخر، أن نقول ما نفهمه أيضاً حجة علينا، تقول إذا كان حجة عليهم فهو حجة علينا نقول لا ملازمة بينهما إذا كان حجة عليهم لا يلازم أن يكون حجة علينا لماذا؟ لأنهم مقصودون بالخطاب ونحن غير مقصودين بالخطاب، فحجية متفاهم المتأخرين عن زمن الخطار وظنونهم يحتاج إلى دليل آخر غير ما دل على حجية متفاهم المخاطبين المشافهين لمنع الإجماع عليه بالخصوص ولا يمكن إثبات ذلك إلا بأحد وجهين، ولكنه لم يلتفتوا والآن سوف أبين النكتة كيف أنهم التزموا حاولوا التخلص منه بلطائف الحيل هذا كلام المحقق القمي في القوانين المحكمة في الأصول المتقنة.

    وجدت أنه بعض الأعلام المعاصرين يقولون وهذا كلام متين غير قابل للمناقشة، واقعاً غير قابل للمناقشة، وهو في منتقى الاصول في تقريرات أبحاث السيد محمد الروحاني في المجلد الرابع الصفحة 215، بعد أن يذكر التفصيل ويذكر ما ذكره استاذه السيد الخوئي قدس الله نفسهما ويرد على ما ذكره السيد الخوئي يقول: هذا والحق أن التفصيل في حجية الظواهر بين من قصد إفهامه وبين من لم يُقصد تفصيلٌ متين لابد من الالتزام به، لا مجال لأن نخرج عن هذا التفصيل، فإن الملاك الذي قرّبنا به حجية الظواهر، يختص بمن قصد إفهامه؛ لأننا نحتاج إلى دليل حجية الظواهر ما هو الدليل يقول الدليل لا يشمل من قصد ومن لم يقصد، ولا إشكال أن النبي والأئمة عندما كانوا يتكلمون مع صحابتهم واصحابهم كانوا قاصدين إفهاهم، فهل يشملنا أو لا يشملنا؟ يحتاج إلى دليل، وهكذا عندما يأتي في صفحة 217 يقول: وعليه فالتفصيل متين كما عرفت، نعم، هل أنّه إذا كان هذا التفصيل تاماً ننتهي إلى انسداد باب العلم ذلك بحث آخر، يعني إذا نحن التزمنا بتفصيل القمي لابد أن نلتزم بالنتائج التي ذكرها لا، لا نلتزم، إذاً التفصيل في محله تام متين لا مجال للمناقشة فيه بحسب اعتقاده.

    هذا فيما يرتبط بكلمات المحقق القمي، ولكنه من خلال بحثنا أشرنا أنه في اعتقادنا أن هذا التفصيل التزم به الجميع طبعاً لم يلتزموا بالنتائج لكن التزموا أن الظهور في عصرهم غير الظهور في عصرنا، كل علماء الإمامية تقريباً التزموا أن الظهور واحد، أو أنّ الظهور متعدد؟ بشكل قطعي التزموا أنّ الظهور متعدد، من المسائل التي طرحها علماء الأصول في مطاوي أبحاثهم الأصولية قالوا أنّ الظهور الذي هو حجة، ليس الظهور الذي نحن نفهمه، بل الظهور الذي كان في عصر النبي والأئمة، بتعبير بعض أساتذنا ظهور عصر الصدور لا ظهور عصر الوصول، الآن نحن نعيش ظهور عصر الوصول أو الصدور؟ من الواضح أننا نعيش في ظهور عصر الوصول إلينا، أما ظهور عصر الصدور ما هو؟ هو عصر النبي والأئمة، قالوا كلما شككنا في ظهور من الظهورات، فالأصل حجيته لظهور ذلك الزمان، لا لظهور زماننا.

    سؤال: الظهور واحد أو متعدد؟ إذا كان واحداً لا معنى لأن نقول ظهور عصر الصدور وظهور عصر الوصول، هذا يكشف عن أن الظهور ثابت أو متغير؟ لماذا يتغير الظهور؟ له أحد منشأين: إما أنّ النص يتبدل والمفروض أنّ النص ثابت قرآنا ورواية، وإما فهمنا للنص يتبدل، لماذا يتبدل فهمنا للنص؟ يعني نحن عن هوى نفهم وهم عن عقل يفهمون؟ نحن متدينون وهم غير متدينين؟ هم عقلاء ونحن مجانين؟ ما هو منشأ الاختلاف؟ منشأ الاختلاف أنّ ما عندنا من الظروف الفكرية والثقافية وما نحمله من أصول موضوعية مؤثرة على فهم النص الديني، وهذا هو كلام المحقق القمي، ماذا يريد أن يقول؟ يقول فإن ذلك الظهور مختصٌ بذلك الزمان لا بزماننا، وهذه عويصة في علم الأصول، لم يجد علماء الأصول لها مخرجاً فنياً قوياً لردم الهوة بين الظهور في ذلك الزمان والظهور في هذا الزمان، من هنا جاءت مسائل ماذا؟ بعض قال أنّه نجري الاستصحاب القهقرائي، يعني في الاستصحاب الطبيعي يوجد عندنا يقينٌ سابق وشكٌ لاحق، هنا القضية معكوسة، في زماننا يوجد عندنا ظهورٌ وهو ظهور عصر الوصول، نشك أنّ هذا الظهور هو الظهور الذي كان مقصوداً للإمام في عصر الصدور أو لا؟ لماذا تريد أن تعرف أنّ مراد الإمام هو ظهور عصر الصدور؟ لأنه هو ذاك الحجة وهو المقصود، لا هذا وهذا معناه المقصود بالإفهام وغير الإفهام، ولكن بعبارة أخرى.

    يقول نحن على يقين الآن نفهم من هذا النص ظهوراً من الظهورات معنى من المعاني مراداً من المرادات أليس كذلك؟ نشكّ أنّ الإمام قبل ألف سنة عندما تكلم 1200 سنة عندما تكلم، كان هذا مراده ومقصوده أم لا؟ فنستصحب، ولكن هذا الاستصحاب مقلوب، لأن اليقين متأخر والشك متقدم، مع انه في الاستصحاب الطبيعي ما هو؟ اليقين متقدّم والشك لاحق، ولهذا سمّوه الاستصحاب القهقرائي، باعتبار انه معكوس، يكون في علمكم هذا من باب التسمية والاشتراك اللفظي وإلا دليل حجية الاستصحاب يشمل هذه الاستصحاب أو لا يشمل؟ على القطع واليقين ذكرنا في الاستصحاب في شرح الحلقات قلنا هذا لا يتم دليل على حجية هذا الاستصحاب، ولكن هذا ماذا يكشف؟ يكشف أن هؤلاء كأنه يوجد عندهم أصل موضوعي، أن الذي هو حجة من الظهور هو ظهور عصر الصدور، وظهور عصر الصدور يعني ظهور من قُصد إفهامه، ولهذا بعضٌ سماه استصحاب قهقرائي، وبعض سماه أصالة عدم النقل، وبعضٌ سماه أصالة الثبات، وبعض سماه أصالة تشابه الأزمان، هذه عبارة المحقق العراقي رحمة الله تعالى عليه قال إنشاء الله الأزمان متشابهة، فما نفهمه في زماننا إنشاء الله هو نفسه، وهم يصرّحون يقينا ليس كذلك، يقولون نحن نقول إنشاء الله ولكن على القطع واليقين إن ما هو في زماننا بالقطع واليقين غير ما هو في زمانهم ولهذا قلت من عويصات علم الأصول هذه الإشكالية عادة لا تبحث ويمرون عليها صفحة أو نصف صفحة إلا السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه مر عليه بشكل تفصيلي قال إذا واقعاً هذه المشكلة لم تحل يمكن الرجوع إلى ظواهر الأدلة أو لا يمكن؟ لا يمكن، لان ظواهر الأدلة هو فهمنا وهو المراد للائمة يقول لا هذا ليس المراد وهذه لابد أن تحل وبمجرد أن أحداً يطرحهن يقولون خطوط حمراء ويتجاوز الخطوط الحمراء قام السلف والأساطين وقالوا الأساطين رأيهم ومن الأساطين أيضاً قال غيره هذا المحقق القمي قال غيره.

    السيد محمد باقر الصدر في تقريرات بحثه تقريرات السيد الهاشمي ثم أن هنا سؤالاً آخر وهو سؤال خطير جداً هو أن ظهور الحجة هل هو المعاصر لزمن صدور الكلام أو لزمن وصول الكلام إلينا إذا فرض اختلاف الزمانين كما هو الحال بالنسبة إلينا؟ والصحيح أنّ الحجية موضوعها الظهور الموضوعي في زمن صدور الكلام والنص، لا وصول الكلام والنص؟ لماذا أساساً يوجد ظهوران؟ ظهور زمان الصدور وظهور زمان الوصول، لماذا يختلف هذا الظهور، يكون في علمكم نحن لا نتكلم في الواقع ونفس الأمر، نتكلم الظهور أمر مرتبط بالذي يفهم، يعني لمن يفهم هذا الظهور، لماذا علماء الامامية ألف سنة يقولون أهل الكتاب محكومين بالنجاسة، الآن صار التوجه يذهب إلى مكانٍ آخر، يعني تبدلت الروايات؟ وجدت روايات جديدة ما كانت موجودة؟ وجدت آيات قرآنية جديدة ما كانت موجودة؟ أي منها؟ الجواب: لا هذه تأثيرات العولمة إلي بدأت ما يصير يتكلم مع مسيحي تقول له أيها الخنزير والكلب ولكن ادعوك إلى الإسلام لا يمكن هذا المنطق خطأ هذا المنطق، تقول للسني أيها الناصبي المخلد في النار واشر من اليهود والنصارى وأنجس من الكلاب والخنازير ولكن اخواننا انتم وانتم كأنفسنا، أي منطق بائس متخلفٍ هذا، إما ترفع اليد عن هذا الفهم من حقك هذا الفهم خطأ نعم يكون حجة على العلماء السابقين ولكن حجة علينا أو عليهم؟ حجة عليهم، أو لا تقول انتم إخواننا وهذه مشتركات بيننا لا يوجد شيء وهذا تأثير عصر العولمة وعصر الاتصالات وعصر الكومپيوتر والقرية الواحدة هذه تأثيراته أمّا عصر الإقصاء فانتهى، الآن لا يمكن لأحد أن يقصي احداً أبداً، يقول والمحققون قد عالجوا هذه النقطة بأصل عبروا عنه بأصالة عدم النقل، وقد يسمونه بالاستصحاب القهقرائي، من الذي سماه؟ سماه الشيخ الأنصاري قدس الله نفسه في فرائد الأصول، عندما جاء إلى هذه القضية المجلد الثالث صفحة 254 قال: واعلم انه قد يوجد شيءٌ في زمانٍ ويُشك في مبدأه، إذن يقينٌ فعلي وشكٌ سابق، ويُحكم بتقدمه؛ لأنه قد يسمى ذلك بالاستصحاب القهقرائي مثاله انه إذا ثبت أن صيغة الأمر حقيقة في الوجوب في عرفنا، في زماننا بحسب فهمنا من الأدلة صيغة الأمر تدلّ حقيقة في الوجوب، وشُكّ في كونها كذلك قبل ذلك، شككنا في عصر الصدور عندما الإمام قال اغتسل للجمعة، أيضاً صيغة الأمر دالة على الوجوب أو ليست كذلك؟ لعله في ذلك الزمان بحسب فهمهم المتعارف العرفي واللغوي والعام والمتشرع لا يفهمون من الصيغة ماذا؟ لا نعلم ماذا فهم، حتى تحمل خطابات الشارع على ذلك، فيقال مقتضى الأصل أي أصل هذا؟ من أين جاءنا؟ الآن مباشرة إذا ما يفعل تقول إذا ما يفعل كذلك بعد يبقى حجرٌ على حجر أو لا يبقى؟ فهو خائف على هذا النظام وهذه المنظومة تفسد فلهذا يقول لا تلمسوها ومع انه فيه إشكال ولكنه لا تتعرضوا لها، مقتضى الأصل كون الصيغة في الحقيقة وجوب في ذلك الزمان، إذ لو كان في ذلك الزمان حقيقة في غيره لزم النقل، كان ينبغي أن يُنقل إلينا أو ينقل من معنى إلى آخر، الآن عندما تكتب في كتاب مسألة ما تقول وأنا أقول هذا والشرائط الاجتماعية والعرفية والثقافية اقتضت ذلك هو ايضاً لم يقل ذلك، هذا كلام الشيخ في الرسائل.

    كذلك كلام المحقق العراقي في نهاية الأفكار المجلد الأول صفحة 67 يقول نعم قد يورد على التبادر إشكالٌ آخر، تقول التبادر علامة الحقيقة، واحدة من أهم معرفة أن الاستعمال حقيقي أو مجازي ما هو؟ التبادر يقول ولكن يرد إشكال على هذا، إن مجرد تبادر المعنى ولو من الحاق اللفظ غير موجب لكونه كذلك في زمن صدور الأخبار، حتى يحمل عليه ما ورد عنهم في مقام الاستنباط، زمن صدور الأخبار هو له فرقٌ مع زمن وصول الأخبار إلينا؟ يقول نعم؛ لأن ذلك له قواعده ولهم قواعدٌ، أيضاً إقرار أن ظهور واحد ومتعددة لا الظهور الواقع النفس أمري الظهور الاثباتي لنا في مقام فهمنا للظهورات، لا تخلطون وتقولون في النتيجة كل نص له ظهور واحد، أقول نعم، له ظهور واحد واقعاً ثبوتاً، ونحن نتكلم عن الثبوت والواقع أو الفهم ما هو حجة علينا؟ وإلا بلا إشكال أن الأحكام الواقعية في لوحٍ الواقع تتبدل أو لا تتبدل؟ ولكن نحن قد نفهم منها أحكام واقعية أو ظاهرية؟ احكاماً ظاهرية، قال: كذلك غير موجب في زمن ذلك الصدور الأخبار عن الأئمة عليهم السلام حتى يحمل عليه ما ورد عنهم في مقام الاستنباط، فإن من المحتمل حينئذ كون المعنى المتبادر من اللفظ حين صدوره في ذلك الزمان شيئاً آخر غير ما هو المتبادر عندنا الآن، ومع هذا الاحتمال لا يكاد يُجدي هذا التبادر في مقام الاستنباط أصلاً، إذن لا يقول لي قائلٌ نحن نرجع إلى الآيات القرآنية إلى الروايات والتبادر ماذا؟ لعله هذا التبادر منشأه آراء العلماء من اللغويين والثقافة العامة، والتربية، والمدرسة، والحوزة، والجامعة والثقافة الدولية، والعلاقات وهذه كلها تجعل منها اصول موضوعة نظارة على عينك عندما ترى النص تقول واضح يدل على كذا، ونفس هذا الواضح قبل ألف سنة يفهم منه أو لا يفهم؟ بالعكس يقول واضح خلاف ما تقوله أنت، إلا إذا انظم إليه أمرٌ آخر، إذن متى يكون هذا التبادر حجة علينا، يقول يتم إذا اقترن بأمر آخر، وهو أصالة عدم النقل، المعبر عنها بأصالة تشابه الأزمان، يقول إنشاء الله زماننا مثل زمانهم، وزمانهم مثل زماننا، كي يثبت بها كون المعنى المتبادر في سابق الزمان أيضاً هو المعنى المتبادر عندنا، وان كان الأمر كذلك يدخل للبحث للمناقشة واخذ ورد حتى يثبت أصالة تشابه الأزمان، أصالة عدم النقل، الاستصحاب القهقرائي.

    سؤال: السيد الشهيد أيضاً عبر عنه بتعبيرٍ آخر، ماذا عبر عنه في الحلقة الثالثة الصفحة 207 قال: وهذا ما نثبته بأصل عقلائي يطلق عليه أصالة عدم النقل، وقد نسميه بأصالة الثبات في اللغة، إذن صار عندنا استصحاب قهقرائي، أصالة عدم النقل، أصالة تشابه الأزمان، أصالة الثبات، هذه اصطلاحات وكلها تشير إلى حقيقة واحدة إنشاء الله الذي فهمناه هو ما أراده الإمام في عصر الصدور.

    يوجد سؤالان: السؤال الأول هذا يكشف على أن الظهور واحدٌ أو متعددٌ؟ باتفاق علماء الامامية أنّ الظهور المقتنَص من النص الديني واحدٌ أو متعدد؟ متعددٌ، هذا بلا إشكال بقرينة إن أرادوا أن يجعلوا ما في عصر الوصول هو ما في عصر الظهور وهذا يكشف انه ليس عصر ظهور واحدة ولا نحتاج أن نثبت أن هذا هو ذاك.

    السؤال الثاني: لماذا اختلفت؟ له احد منشأين إمّا أنّ النص يتعدد، يعني كان عندنا نص ألف والآن نص باء، مع أن المفروض أن النص واحدٌ أو متعددٌ؟ واحدٌ لأنه إمّا الآيات القرآنية، وإمّا الروايات الواردة في اصول الكافي وفروع الكافي، يعني الذي استنبطناه نحن من نفس المصادر التي استنبطه… الظهور الذي وقفنا عليه هو نفس الظهور التي وقف عليه المتقدمون ولا يوجد شيءٌ آخر، لماذا نحن وهم نختلف؟

    الجواب: نحن وهم نختلف بسبب ما يوجد عندنا من أدواة الفهم غير موجودة عندهم.

    سؤال: لم أجد أنا هذا التعبير إلا عند السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه، سيدنا هذه أصالة عدم النقل أو الثبات أصالة تشابه الأزمان واقعي أو أنها خلاف الواقع أي منهن؟ مرة نحن نستند إلى أصلٍ ولا نعلم أنّه مخالفٌ للواقع، ومرة نستند إلى اصلٍ وان كان الشارع جعله حجة، ولكن نعلم بمخالفته للواقع، يُعقل هذا؟ نعم يُعقل، لو أنّ شخصاً جاء وأقرّ على نفسه بأنّه سرق مالاً، ضمن شروط السرقة التي تستلزم اقامة الحد، قطع الاصابع أو اليد أياً كان على الخلاف. سؤال: اقر مرة واحدة ما اقروا شاهدان عادلان على ذلك إقرار العقلاء حجة أو ليست بحجة؟ إذن لابد أن يردّ المال أو لا يرد، تقطع يده أو لا تقطع؟ بالاتفاق قالوا لا تقطع، لماذا؟ قالوا لأنه لابد أن يُقر مرتين بمنزلة شاهدين، وحيث انه لم يقر إلا مرة واحدة يؤخذ منه المال ولكن لا يقام عليه الحد.

    سؤال: في النتيجة في الواقع هذا الشخص إمّا سارقٌ وإمّا غير سارق، إذا كان سارقاً توجد ملازمة بين رد المال وقطع اليد، وإذا لم يكن سارقاً فكما لا تقطع يده لا يرد المال يقولون نعم مع علمنا بالمخالفة ولكن الأحكام الظاهرية الشارع جعلها حجة، إذن ممكن للشارع أن يجعل حجية لشيء مع العلم بمخالفته للواقع، هذا نوع من الأحكام الظاهرية، ونوع آخر من الأحكام الظاهرية الشارع يجعلها حجة ولكن يوجد عندنا علمٌ قطعي بالمخالفة أو لا يوجد عندنا علم؟ لا يوجد، ولكن يحتمل المخالفة ويحتمل المطابقة، الأعلام هنا يقولون أنّ الشارع جعل حجية أو أصالة عدم النقل حجة، هذا من أي نوع من النوع الأول أم من النوع الثاني؟ يعني من الأصول العقلائية التي نعلم خلافها واقعاً، أو لا نعلم أي منهما؟

    فقط وجدت السيد الشهيد يصرح يقول هذه من الأصول العقلائية التي شارع جعلها حجة مع علمنا بمخالفتها للواقع، في الحلقة الثالثة يقول: فإن الثبات ـ أصالة الثبات ـ  النسبي والتطور البطيء للغة يوحي للأفراد الاعتياديين بفكرة عدم تغيرها وتطابق ظواهرها على مر الزمن، ومن هنا جاءت نظرية تشباه الأزمان، وهذا الإيحاء وان كان خادعاً نعلم انه لم يكن مطابقاً للواقع، لأن اختلاف الزمان يؤدي إلى اختلاف الظهور بلا اشكالٍ، تقول إذن مع علمك أنه يؤدي إلى الاختلاف يقول الشارع جعلها حجة، ماذا نفعل، ولكنه على أي حال ايحاء عام استقر بموجبه البناء العقلائي والشارع امضا هذا البناء العقلائي، ومن هنا لابد أن نبحث هل يوجد عندنا دليل على إمضاء هذا الأمر الخادع غير المطابق للواقع أو لا يوجد؟ ما هو الدليل عليه؟ الأعلام قالوا مثل الأنصاري وغيره بأصالة ولم يبحثوا بشكل واضح، ما هو الدليل؟

    إذن إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح هو أنّه عموم علماء الامامية يعتقدون أن الظهور واحد او متعدد؟ متعدد.

    ثانياً: وان واحداً من هذه الظهورات حجة لا جميعها، وأي ظهور هو؟ ظهور عصر الصدور يعني من قُصد إفهامه، وهذه القواعد التي أسس هؤلاء الأعلام تامة أو غير تامة إنشاء الله في اليوم السبت.

    إذا قلنا كلام المحقق القمي نذهب إلى اتجاه وإلا إذا لم نقلف بنظري المحقق القمي نذهب باتجاه آخر.

    والحمد لله رب العالمين.

    24 محرم 1436

    • تاريخ النشر : 2014/11/18
    • مرات التنزيل : 1694

  • جديد المرئيات