أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا بأنه يوجد عندنا بحثٌ في مسألة أو روايات أسباب نزول الآيات القرآنية، وبيّنا بأنه لا تتجاوز هذه الروايات حدود عشرة في المئة من الآيات القرآنية، واشرنا في الكتب الأساسية من التفاسير ومن الكتب التي كتبت في هذا المجال.
من هنا طرحنا هذا السؤال وهو أن هذه الروايات التي ذكرت شأن نزول الآيات القرآنية، وإن لم تتجاوز عشرة في المئة أقل أو أكثر أولاً من هم رواة هذه الروايات؟ وهذه نقطة مهمة يعني عموماً عندما نأتي إلى الحلقة الأخيرة من هذه الروايات، لابد معرفة هذه الحلقة الأخيرة؛ لأن معرفة الحلقة الأخيرة تعطينا ضوءاً لمعرفة أنّ هذه الروايات لها واقعية أو ليست لها واقعية؟ وهذه نقطة مهمة في مجال علم الرجال وفي مجال قبول الروايات.
مثال: الروايات المنقولة في كتب القوم وفي كتبنا، لا يتبادر إلى ذهنك فقط روايات أبي هريرة موجودة في كتب القوم، بل كثير من روايات أبي هريرة أيضا دخلت إلى تراثنا، وواحدة من أسباب ومنشأ دخولها هو البحار والعلامة المجلسي، هذا باعتبار أنّ هناك جملة من الكتب هذه الكتب مصادرها في الأعم الأغلب مصادر عامية، مثل عوالي اللآلي، في الأعم الأغلب الروايات التي نقلها مصادرها ليست خاصة وإنّما مصادرها من العامة، وإلا ليس لها مصدرٌ تلك الروايات في كتبنا، وحيث أنّ العلامة المجلسي جعل واحدة من مصادره كتاب عوالي اللآلي، فكل الروايات العامية دخلت بعنوان أنها روايات شيعية في تراثنا، ولهذا تجدون بأنه كثير من الروايات عن أبي هريرة موجودة في كتبنا وليس لها مصدراً آخر، الآن عن أبي هريرة لا أقل في كتب القوم 4000-5000 رواية نقلها أبو هريرة عن رسول الله، محمود أبو رية في شيخ المضيرة اثبت أن هذا الرجل لم يكن مع رسول الله إلا سنتين أو ثلاثة سنوات على الخلاف الموجود، وهكذا عبد الحسين شرف الدين في أبي هريرة وغيره وغيره، بيني وبين الله كيف يمكن أن نقبل أن صحابياً يعيش مع رسول الله 15-20 عاماً لا ينقل عنه إلا خمسين رواية، ولكن هذا يعيش مع رسول الله سنتين وينقل 5000 رواية، هذه علامة استفهام كبيرة هذه الرواية من جراب النورة كما كان يقوله من موضوعاته، إذن هذا طريقٌ لفهم أن هذه الروايات لها نصيبٌ من الاستناد أو ليس لها نصيبٌ من الصحة.
هذه الروايات التي بأيدينا عن أسباب النزول، لا أقل أكثر من ثلثها جاءت عن ابن عباس، تقول لي سيدنا الحمد لله من أفضل من ابن عباس؟ في صفحة 132 من كتاب أسباب النزول لبسام الجمل، يقول: تفسير الطبري نقل 181 رواية في شأن النزول مصدرها أو الحلقة الأخيرة منها ابن عباس، ونسبة الروايات التي نقلها 32%، وتفسير الطبرسي 114 رواية النسبة 26%، تفسير الرازي 145 رواية النسبة 32%، التفسير القرطبي 154 رواية النسبة 31%، أسباب النزول للواحدي 183 رواية النسبة 29%، لباب السيوطي 429 رواية النسبة 50% منشأها ابن عباس، الآن عندما رحل رسول الله من هذا العالم ابن عباس كم كان عمره؟ 11-13 سنة بينك وبين الله كيف استطاع ابن عباس يسمع وباقي الصحابه لم يسمعوها!؟ أنا لا أريد أقول كذب وموضوعة، ولكن هذه تولد علامة استفهام؟ شخصٌ أستاذ في الحوزة له ألفي طالب يحضرون دروسه، يبدؤون من عمر 70-80 إلى من هو عمره عشر سنوات يحضر درسه ودرسه عام، وإذا آخر المطاف آراءه الأصلية لا تنقل إلى من صاحب العشر سنوات وهؤلاء الألفين نفر لم ينقلوا هذه الظاهرة مقبول أو غير مقبول؟ تستطيع أن تقبل هذه الظاهرة في واقعنا الحاضر أو لا تستطيع؟ يعني الآن أتى احد عندك ونقل من السيد الخوئي الذي مئات من الطلبة والفضلاء والعلماء والمراجع تخرجوا من دروسه 60-65 سنة يدرس، فإذا كان يحضر أحداً في دروسه عمره 11-13-14 سنة يقول أنا كنت حاضر في دروسه والسيد الخوئي تسأل المراجع يقول لم أسمع وتسأل الطلبة الحاضرين يقولون لم نسمع فقط ابن عباس يقول أنا سمعت أنت بين أمرين لا ثالث لهما، إمّا أن تقول ابن عباس كذاب، وهذا لم يثبت لان ابن عباس كذا وكذا على الكلام المفصل فيه، وإمّا انه وضع على لسان ابن عباس وهذا هو الاحتمال الوارد لأنه أساساً نحن عشنا في عصر العباسيين ومن كان يريد أن يقرب نفسه إلى السلطة يكبر ابن عباس، والسلطة تقربه ويقولون هذا ينفعنا.
الإمام الصادق عنده خواص وحواريين وعلماء حوله من الفقهاء والمتكلمين، هؤلاء الذين عاشوا مع الإمام الصادق ذهاباً إياباً صعوداً جلوساً قياماً كذا وكذا، وإذا تبين هذه الأمور لا تنقل منه إلا من أحد مغمورٌ لا علاقة له ولا نعلم كم ارتبط يقول أنا من الحواريين الخاصيين ، هل نستطيع أن نقبله أو نجعل عليه علامة استفهام؟ لأن الإمام الصادق من غير المعقول فقط أنت كنت من الحواريين له كان عنده خواص وحواريين وعلماء لماذا فقط أنت تنقل؟! نعم إذا ثبت أن الإمام الصادق كان عنده درس خاص ليس فيه إلا ثلاث نفرات وهؤلاء الثلاث فلان وفلان وفلان، وإذا نقلوا نقول بلي هذا كان في الدرس الخاص وهذا الدرس الخاص لم يكن فيه احد حتى ينقلوا أمّا إذا لم يثبت هذا المعنى ووجدنا بأنه عموم خواص الإمام الصادق لم ينقلوا واختص به شخصٌ وهو شاذ لا نعلم مقدار ارتباطه، كما الآن عمره عشر سنوات أو أحد عشر سنة يعني عندما ينقل عن الرسول شأن نزول الأحداث بعضهن 5-6-7 سنوات يكون عمره، وينقل لم ينقلهن كلهن مائتين وأربعمائة وعشرين رواية في آخر يوم من عمر رسول الله لأن هذا شأن نزول وأنا لا أعلم بأن هذه الآيات التي نزلت على الرسل في مكة كيف نقلها ابن عباس؟! لأنه تعلمون بأنه أساساً ابن عباس كان في المدينة مع رسول الله.
إذن فيما يتعلق بالروايات الواردة عن ابن عباس في شأن نزول الآيات أو السور المكية هذه صحيحة أو غير صحيحة؟ لا أقل فيها واسطة أو ليس فيها واسطة؟ والواسطة غير موجود، لا نعلم ممن نقلها على فرض ثبوتها، وهكذا إلى آخره.
من أهم أولئك الذين نقلوا الروايات وأسباب النزول كانت عائشة، التي كل رواياتها جاءت في كتبنا التفسيرية، ولهذا هنا عنده بحث مفصل أسماء أولئك الذين نقلوا هذه الروايات، يقول الرواة من الصحابة عبد الله ابن عباس أهم ما يذكر في سيرة ابن عباس انه ولد في السنة الثالثة قبل الهجرة بشعب بني هاشم بمكة، وفضلاً عن اهتمامه بتفسير القرآن، كانت له مشاركة لفلان وفلان وفلان إلى آخره، الوضاعين أو الذين كانوا يريدون أن يكذبون كانوا يعرفون بأن ابن عباس هو في القرآن، إذن لابد أن ينسبوه إلى عليٍ أمير المؤمنين لأنه كثير من الأمور كانت مرتبطة بعلي هذا الشخص الأول.
الشخص الثاني: عبد الله ابن مسعود.
الشخص الثالث: عائشة.
الشخص الرابع: أبو هريرة.
الشخص الخامس: البراء ابن عازل.
السادس جابر ابن عبد الله.
انس ابن مالك ثم الرواة من التابعين وعندما نأتي إلى التابعين توجد مشاكل أخرى وهذه مجموعة من الروايات التي هي أولاً لا تشكل مجموعة إلا عشرة بالمائة، والآن نأتي نحاكم هذه العشرة في المائة فيها هذه المشاكل، ولكن هي التي أثرت على رؤية وفهم المفسر والفقيه للقرآن الكريم، هذا الذي أنا بالأمس قلته أن الذي أوجد الاختلاف هي الروايات لا القرآن، ولهذا يأتي هذا الرجل المحقق الذي كتب هذا الكتاب في صفحة 216 يقول: ولعل ما توصلنا إليه من استنتاجات في الفصلين الأول والثاني دفعنا إلى اقامة الدليل على أن جل الأخبار مصنوعة (يعني جل أخبار النزول) لا تعكس بحال من الأحوال ما تحقق فعلاً من أحداث ونوازل في واقع المسلمين زمن الدعوى، في الأعم الأغلب هذه أدلة ما بعد الوقوع، يعني أرادوا أن يَحرفوا مضمون الآية إلى جهة معينة إلى شخص معين إلى قوم معينون، فوضعوا له روايات لتأييد أنّ الآية نزلت بشأنه، سواءً في عهد بني أمية أو في عهد بني العباس، أنت تبرأ سلطات بني أمية أنهم كانوا يريدون أن يبيضوا وجوههم أمام المسلمين؟ تبرأ بني العباس أو لا تبرأهم؟ وهناك علماء السلطان موجودين، يعني عندما يأخذ شخصٌ كذا ألف درهم ليقول أنّ هذه الآية نزلت في عبد الرحمن ابن ملجم هل هناك مشكلة أن يقول هذه الآية فيها ذم نزلت في علي ابن أبي طالب، هذه مشكلة؟! في كتابنا السلطة وصناعة الوضع والتأويل يعني معاوية ماذا فعل من وضع الروايات وتأويل الروايات لماذا؟ لأنه كان يريد أن يقول أنا خليفة رسول الله وكيف أكون خليفة رسول الله ولا يوجد ما يدعم شرعية سلطته وخلافته، وانتهينا إلى أن القسم الأكبر من مادة أسباب النزول مختلقٌ دون نفي أن يكون لبعضها أصول تاريخية، خلاصة الكتاب في صفحة 443-444-445-446 هذه خلاصة ما انتهى إليه المؤلف من هذه الدراسة القيمة في أسباب النزول.
يقول في صفحة 443: لقد تأكد لدينا من بين ما تأكد أن تسعة أعشار آيات المصحف ليست لها أسباب نزول، وهذا واضح؛ لأنه قلنا عشرة بالمائة، إذن تسعة اعشار آيات القرآنية ليست لها شأن نزول، وتبين لنا أن نسبة كبيرة من تلك الأخبار مشكوك في صحتها التاريخية، وهذا الأصل الثاني، والحاصل مما تقدم أن جلّ مادة أسباب النزول لا تصلح في رأينا كي تكون معرفة إسلامية موثوقاً بها ومؤهلة بحق للإجابة على ما طرحه المسلمون من اسألة في مباحث السيرة والمغازي والحديث والفقه والقراءات والوحي والتفسير، وعموم الروايات الواردة في أسباب النزول تشير إلى ماذا؟ ولذا يذكر شواهد أساساً الآية تتكلم في شيء وشأن النزول أصلاً لا علاقة له بمضمون الآية، ولكن الفقيه كان يريد أن يَحرف الآية إلى الفتوى التي يريدها، فوضع لها ماذا؟ يعني اللجان المختصة بالوضع، بإمكانكم أن ترجعوا إلى كتاب الموضوعات لابن الجوزي فيه مقدمة قيمة يقول اللجان التي كانت متخصصة في وضع الأسانيد وفي وضع الروايات، ثم يقول إذا تريد سنداً اعلائياً قيمتها عشرة آلاف درهم، تريد سند متوسط خمسة آلاف درهم، وتريد سند ضعيف ألف درهم وهكذا، اللجان كانت متخصصة في هذا المجال، لأن كل شخص لا يستطيع أن يضع سنداً، قد تقول سيدنا هذا عند أهل السنة؟ الجواب: كلا وألف كلا في الشيعة أيضاً موجودين وقربة إلى الله يفعلون ذلك في مقدمة صحيح مسلم يقول جلّ الوضاعين كانوا من الأتقياء والصلحاء والأولياء، لم يكونوا بيني وبين الله يريدون أن يخربوا الدين يريدون أن يخدمون الدين وفي زماننا أيضاً موجودين، تقول له هذا الذي تقرأه في مصيبة الحسين لا أصل له يقول لا لأجل الإبكاء اعم من أن يكون له واقع أو ليس له واقع، من ابكى، أبكى عن واقعٍ أو غير واقع، وهذا الذي فعلوه بني أمية وضعوا مثل هذه الروايات لتخريب الناس بيني وبين الله كيف يخربون عليٍ على المنابر اثبتوا بأنه صاحب بدعة وأصحاب البدعة يقولون ما كانوا يصلون والعكس بالعكس قد الدرجة تختلف المهم الظاهرة موجودة هنا وهنا ولذا هذه الروايات من كذب علي فيتبول مقعده من النار كتب لها رسائل إلي واحدة من استدلالاتهم قال الرواية تقول من كذب علي ولم اكذب عليه وإنما كذبت له في مصلحته أريد اقوي عقيدة الناس بالقرآن، هذا هو المفهوم الأول إلي هو شأن النزول.
الاصطلاح الثاني: ما يصطلح عليه بفضاء النزول ما هو المراد من فضاء النزول؟ شأن النزول يعني كانت حادثة معينة وقعت في عهد رسول الله ورسول الله انتظر حتى تقع على مجموعة من الآيات التي تنزل كما في قضية المباهلة شأن نزولها القضية المعروفة، كما في قضية (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ما هو شأن نزولها؟ القضية المعروفة التي جمعهم تحت الكساء ونزلت الآية، كما في الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله) إلى آخره موارد كثيرة ومتعددة يمكن أن نثبتها.
القضية الثانية فضاء النزول، سورة إذا تتذكرون في العام الماضي وقفنا عند مسألة التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم قلنا أنّ كل سورة من سور القرآن الكريم لها موضوعٌ خاص وشأن خاص، لماذا هذه السورة التي هي 40-30-60 آية نزلت في مكة ولم تنزل في المدينة، نزلت في السنة السابعة من الهجرة ولم تنزل في السنة الأولى من الهجرة لماذا؟
الجواب: هؤلاء يقولون أنه كانت هناك ظروف موضوعية وشروط فكرية ثقافية وشبهات واسألة بدأت أو بدأ بها بطرحها فنزلت السورة للجواب عن تلك الأسئلة والشبهات، ولهذا عندما تأتون إلى السور المكية والمدنية تجدون فارقاً كبيراً بين النوعين من السور، أن السور المكية عموماً تتكلم عن تثبيت العقائد والمسائل العقائدية؛ لأن المسألة الأصلية كانت لا أن الناس كيف يصلون أين يتوجهون كيف يصومون كيف يحجون؟ وإنما الأصل كانت مسألة التوحيد كانت مسألة المعاد كانت مسألة القرآن، كانت هذه المسائل الأصلية العقدية التي هي محل النزاع بينه وبين قومه.
إذن فضاء النزول يراد منه مجموعة الظروف والأسئلة والشبهات التي كانت تُطرح في ظرف زمني معين فجاءت السورة للجواب عنه، شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي حفظه الله في تفسيره تسنيم في تفسير القرآن الكريم، في الجزء الأول صفحة 287 يقول: وبعض سور القرآن نزلت بنحو دفعي وبعضها على نحو تدريجيٍ، هذه السور كانت محكومة وخلال مدة نزول السورة وقعت حوادث وحكمت ظروف معينة في الدائرة التي كان يعيش فيها المسلمون والعالم، وكشف الستار عن هذه الحوادث والظروف وتبيينها في بداية كل سورة، إلى أن يأتي في صفحة 288 يقول: والعناوين الثلاثة المذكورة: شأن النزول، فضاء النزول، جو النزول ـ جو النزول لماذا نزل الإسلام في ذلك الظرف لم ينزل قبله ولم ينزل بعده، ولماذا في الجزيرة العربي ولا في أفريقية ولا في أمريكية الجنوبية، لماذا القرآن لم ينزل في امريكة الجنوبية ولماذا لم ينزل للصين لماذا نزل في الجزيرة العربية؟ ما هي الظروف التي اقتضت نزول القرآن في هذا المكان الجغرافي ضمن هذه الثقافة الأمية الجاهلة، ولم ينزل عند الفرس وكانوا موجودين وكانت امبراطورية قائمة والروم كذلك كانوا موجودين، لماذا؟ بينك وبين الله أنت عندما عندك رسالة وفيها هذا المحتوى تنزل بها إلى أمة عالمة أو لأمة جاهلة أي منهما؟ بطبيعة الحال تقول هؤلاء أفضل يفهمون أكثر من هؤلاء، لماذا الحكمة الإلهية اقتضت انه تكون الرسالة هنا لا أن تكون هناك؟ هذا الذي في علوم القرآن يعبرون عنه بالظروف التي أحاطت بنزول الشريعة والإسلام لا هنا ولا هناك، والآن هذا ليس بحثي لأنه فيها تساؤلات واستفهامات كثيرة، لماذا نزل باللغة العربية ولماذا نزل بلغة واحدة لماذا لم ينزل بخمسة لغات أصلية، الله سبحانه وتعالى لم يكن يستطيع أن ينزل كتاباً بخمسة لغات أصلية التي هي اللغات العالمية الأصلية وكله يكون معجزة؟ القرآن نازل للبشرية (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) اسألة كثيرة، ومن حقي وحقك أن تطرح السؤال وتبحث عن الجواب.
يقول والعناوين يوجد فيما بينها إضافة إلى هذا الاختلاف وهو أن شأن النزول مربوط بآية، وفضاء النزول مربوط بسورة، وجو النزول مربوط بكل المنظومة، وهو أنّ العنوان الأول يتعلق بآية واحدة أو عدة آيات، والثاني يتعلق بالسورة، والثالث يتعلق بكل القرآن، هناك اختلافٌ آخر بين هذا الذي اشرنا واختلاف آخر هو أن شأن النزول ناظر إلى تأثير الحوادث الخاصة من جانبٍ واحد، يعني هي السبب في نزول آية أو مجموعة آيات، أمّا فيما يتعلق بفضاء النزول هناك ترابط ديناميكي متحرك أحدهما يؤثر على الآخر، هذا إنما جاء ليغير شيء، وهذا الجو الموجود هو الذي صار سبباً لنزول هذه السور.
إذن السؤال الأول وهو قوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) له شأن نزول أو ليس له شأن نزول؟
السؤال الثاني: ما هو فضاء نزول هذه السورة، يعني سورة النجم، الآن ليس حديثنا عن هاتين الآيتين الثالثة والرابعة من سورة النجم، وإنما حديثٌ لأنه قلنا هذه وحدة موضوعية فيها موضوع تبدأ بالبسملة وتنتهي بناءاً على ما بينا في السنة الماضية التفسير الموضوعي لسور القرآن، قلنا أنّ كل سورة لها موضوعٌ تبدأ بشيء وتنتهي بشيء لها مبتدأ ولها خاتمة لها موضوع واحد تدور حوله، ما هو موضوع هذه السورة المباركة وفي أيّ ظرف زماني نزلت هذه السورة المباركة؟ ولماذا نزلت هذه السورة؟ وما هي الظروف الموضوعية المحيطة بها.
أمّا السؤال الأول فهو لم أجد في كتب التفسير وكتب أسباب النزول ما يُذكر شأن نزول هاتين الآيتين، يعني سواءاً كان في كتب السابقين مفسرين علوم القرآن لم أجد انهم يذكرون شأن نزول هاتين الآيتين وهي (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) إلا في موردٍ واحد، في التفسير البسيط لأبي الحسن علي بن محمد الواحدي المتوفى 468 من الهجرة تحقيق الدكتور فاضل بن عبد الله الشهري، الجزء الحادي والعشرون، في صفحة 11 يقول: (وما ينطق) قال الكلبي، قالت قريش إنّ محمداً صلى الله عليه وآله يقول القرآن من نفسه، فنزلت هذه الآية، إذن ضمير (إن هو) على من يعود؟ على كل ما نطق به أو على ما نطق به من القرآن، أيّ منهما؟ طبعاً نحن نعلم بأن المورد لا يخصص الوارد، ولكن لابد أن نعرف شأن نزولها وما هو لأنه سوف يعيننا على الجواب عن السؤال الثاني بعد ذلك، هذا المعنى ينقله عن كتاب معاني القرآن للزجاج، وإلا لا في ابن أبي حاتم وتعلمون بأن أهم موسوعة في التفسير الاثري والروائي لأهل السنة هو تفسير ابن أبي حاتم في عشرة مجلدات وحدود سبعة وثلاثين ألف أو ستة وثلاثين ألف رواية وهذا في القرن الثالث، وتفسير الدر المنثور للسيوطي خلاصة هذا الكتاب، لكن الآن الذي منتشر تفسير ابن أبي حاتم وليس هذا التفسير، وهو في المقدمة يذكر بأنه هذه أخذته من تفسير ابن أبي حاتم، وطبعاً راجعت نور الثقلين والبرهان وابن أبي حاتم، الدر المنثور وكل الكتب التي فيها احتمال شأن نزول الآيتين لم أجد إلا ما ذكره الواحدي في التفسير البسيط.
أمّا السؤال الثاني وهو انه ما هو فضاء نزول السورة وإلا شأن نزول الآيتين اتضح بأنه لا يوجد شيء يعتمد عليه ما هو الفضاء؟ اتفقت كلمة المحققين أن هذه السورة سورة مكية بتعبير بعضهم بالاجماع والتفاق إنها سورة مكية فإذا كانت سورة مكية إذن لابد أن نرجع انه أساساً الذي كان مطروحاً في المكة هي حجية أقوال رسول الله أو أن هذا القرآن من عند الله لو سحرٌ هو يؤثر؟! من الواضح باتفاق كل علماء التفسير أن اجواء مكة ما كانت أجواء انه يثبتون أن قول رسول الله حجة أو ليست بحجة يعني السنة بالمعنى الأصولي البحث ما كان في هذا والبحث كان في هذه النقطة وهو إنما يقوله أن هذا قرآن وانه مرسل من قبل الله هذه الدعوى صادقٌ أو غير صادق ولهذا اتهم بأنه سحر اتهم بأنه يأخذه من أهل الكتاب واتهم بأنه يعلمه كذا هذه كانت وهذه لم تكن في أقواله هو وإنما كان في ادعاءه انه مرسلٌ من قبل الله في ادعاءه إنها ما يقوله هو كلام الله هذا المعنى بشكل واضح بإمكانكم انه يرجع إليه في هذه التفسير الموضوعي وهو أيضا من الكتب الأساسي التفسير الموضوعي لتفسير القرآن الكريم المجلد السابع صفحة 485 قال مكان نزول السورة سورة النجم مكية قال القرطبي في قول الجميع يعني لم يختلف احدٌ في إنها سورة مكية، موضوع السورة هو موضوع السور المكية المرتكز على العقيدة بيانٍ بموضوعاتها الرئيسية الواحي الوحدانية المعاد ونحو ذلك أنت تدعي انه يأتيك أمين الوحي يوحي إليك ما هي الشبهة التي كانت هناك قائمة التي قالها الكلبي؟ في صفحة 448 يقول انه تعالى يقول انه اتهم رسول الله انه اختلق القرآن هذا من عنده فنسبوه إلى الشعر وقالوا عنه بأنه كاهنٌ ومجنونٌ عند ذلك أتى الجواب في هذا الجو الحاكم اقسم الله في أول النجم مزكياً رسوله انه ما ظل وإنما يأتي به هو وحي ويأتي إلى بحثٍ آخر وهو انه ينظر إلى مجموع الآيات موجودة في السورة يقول انظروا انه أساساً كل فضاء السورة تريد أن تثبت أن هذا القرآن كلام ماذا؟ أصلاً لا فقط هذه الآية الآيات الأخرى بل أكثر من ذلك يقول أساساً لو نظرت إلى المناسبة بين هذه السورة وبين سورة الطور السابقة عليها يقول إنه آخر سورة الطور أيضاً كانوا يقولون هذا حديثٌ مختلق لإيجاد المناسبة بين سورة الطور السابقة وسورة النجم انه تتكلم أن هذا الحديث الذي يتحدث به وهو القرآن هل هو مختلقٌ أو ليس بمختلق، مجموعة منها تشير انه الآية بصدد بيان أن هو يعني القرآن ولهذا إنشاء الله تعالى في يوم السبت بإذن الله تعالى سنشرح هذه القضية ونقف عند كل تلك الكتب التي فسرت القرآن تفسيراً ضمن الشروط وفضاء نزول السور إلي قلنا لكم اكو كتب متعددة ومنها هذا التفسير الحديث لمحمد عزت دروزة قلنا بأنه هذا التفسير فسر السور بحسب شأن نزولها هذه السورة أين نزلت وما هي الظروف التي أحاطت بها ومنهم أيضا ثلاث مجلدات محمد عابد الجابري أيضا فسر القرآن على نفس هذه القاعدة وأيضاً فسروها السور بحسب شأن نزول السور ليس الآيات وبعد ذلك نذهب إلى كلمات المفسرين القداما شيعة وسنة ليس الآن بعد أن صارت السنة من اصول العقيدة حجية السنة لا ماذا يقول الطبري وماذا يقول الطوسي وماذا يقول ابن عطية المفسرين القدامات لنرى بأنه أساساً فهموا منه السنة أو حجية السنة بالمعنى الأصولي أو لا.
والحمد لله رب العالمين.
24 محرم 1436