نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (22)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في كتاب سليم بن قيس الهلالي وقلنا أن هذا الكتاب الذي بأيدينا والذي يعرف بكتاب سليم لو ثبت انه لسليم وان الطريق الى هذا الكتاب تام السند ومعتبر واقعاً ثروة لا تعادلها ثروة علمية لانه كثير من الحقائق الثابتة في صدر الاسلام لعلنا لا نجد لها اثراً الا في هذا الكتاب من هنا انا اتصور واحدة من مهمات عالم الدين الشيعي أن لا تأخذه العواطف والاهواء وان يذهب انه اذا ذهب هذا الكتاب واعتبار هذا الكتاب بعد لا يبقى لنا طريق لكذا وكذا كأنه ذيك مسلمات لابد أن نجد دليل بعد وقوع هذه القضية مسلمة ودليلها كتاب سليم اذا اسقطنا كتاب سليم ذيك أيضاً تسقط فالتسقط ثم ماذا؟

    نحن ابناء الدليل {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} توجد موافق ثلاثة ازاء هذا الكتاب:

    الموقف الأول هو موقف جملة كبيرة أو اتجاه عام عند علماءنا الاخباريين ومن تبعهم من أن هذا الكتاب من اهم الكتب التي بأيدينا ونقلنا العبارة لكم نموذج للموقف الأول من كتاب الغيبة للشيخ النعماني المتوفى حدود سنة 360 من الهجرة تحقيق فارس حسون كريم هناك في صفحة 103 من هذه النسخة الموجودة بأيدينا يقول وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الائمة خلافٌ في أن كتاب سليم ابن قيس الهلالي اصل من كتب الاصول التي رواها اهل العلم ومن حملة حديث اهل البيت واقدمها لان جميع ما اشتمهل عليها هذا الاصل انما لرسول الله صلى الله عليه وآله وامير المؤمنين والمقداد وسلمان الفارسي وابي ذر ومن جرى مجراهم يعني اذا تم هذا الكتاب بيني وبين الله بينك وبين الله يوجد واسطة وواسطتين وهذا يعطي قيمة كبيرة للروايات المنقولة في كتاب سليم ممن شهد رسول الله وامير المؤمنين وسمع منهما وهو من الاصول التي ترجع الشيعة اليها ويعول عليها وانما اوردنا بعض ما اشتمل عليه الكتاب من وصف رسول الله الى آخره.

    انما الكلام كل الكلام اولا التثبت من أن هذه النسخة التي بأيدينا هي نفس النسخة التي لشيخ النعماني من أين تثبتنا على هذا بحث خصوصاً الشيخ محمد آصف المحسني في كتابه بحوثٌ في علم الرجال يقول حول غيبة النعماني أمّا المؤلف فهو محمد ابن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني وصفه المجلسي بالفاضل الكامل الذكي بعد نسبة الكتاب اليه ووصفه المحدث الحر العاملي في آخر وسائله بالثقة الصدوق تعلمون كل هذا الكلام له قيمة علمية أو ليست له قيمة علمية؟ ذكرنا مراراً لا صاحب الوسائل من حقه أن يوثق يعني توثيقه اجتهادي أو غير اجتهادي؟ لا اجتهادي قد توافقه وقد تخالفه وهذه صاحب البحار هذه التوثيقات من المتأخرين ليست لها قيمة يعني مقصودي ليست لها قيمة يعني اجتهادية قد تتفق معه أو قد تختلف معه، ووصفه النجاشي بابي عبد الله كاتب المعروف بابن زينب وقال شيخ من اصحابنا عظيم القدر شريف المنزلة صحيح العقيدة كثير الحديث له كتاب الغيبة رأيت ابي الحسين محمد ابن علي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة فترى النجاشي لم يوثقه لم يقول ثقة عين من اصحابنا نعم قال عظيم القدر شريف المنزلة صحيح العقيدة وهذا لا يدل على التوثيق وما يريد أن يقول ليس بثقة يريد أن يقول بأنه من يعتمد على توثيقه لا يوجد توثيق صريح له وعن الحر العاملي في تذكرة المتبحرين ورأيت كتاب الغيبة وهو حسنٌ جامع انا أيضاً اقول كتاب الغيبة ولكن هذا في القرن الحادي عشر والثاني عشر ويقول المجلسي وكتاب النعماني من اجل الكتب أيضاً ليست له وثم ذكر كلام المفيد أن النعماني ونحن نقلنا احاديثه من بحار الانوار في كتابنا معجم الاحاديث المعتبرة في النتيجة تقبل هذه النسخة من الغيبة هي النسخة التي يقول عنها النجاشي انه وصلت بيده؟ لان الفاصلة ليست بين النجاشي وبين النعماني ونسخة هناك ما يتجاوز 80-90 سنة يقول والكلام فيه كالكلام في سابقيه مراد من سابقه كامل الزيارات، وتقول كامل الزيارة على اساسها الان تدور المطالب كلها والكلام فيه كالكلام في سابقه ولا يدرى حال نسخة النجاشي كيف صارت بعده هذه النسخة التي يقول عنها النجاشي بأنه كانت له كتاب الغيبة هذه هي التي وصلت الى المجلسي هي التي وصلت الى بعدهم أو هذه النسخة غير ماذا؟ اذن لابد من التثبت أن هذه النسخة هي تلك النسخة في صفحة 431 على كتاب كامل الزيارات يقول والكلام في هذا الكتاب غيبة النعماني هو الكلام في كامل الزيارات يقول كتاب كامل الزيارات معتبر أو غير معتبر؟ أيضاً هذه من الخطوط الحمراء الذي يشكك في كتاب كامل الزيارات ولكن ماذا يقول في سطر ونصف يقول فاذا ثبت شهرة الكتاب في زمان مؤلفه الى زمان المجلسي يعني كان متواتر هذا الكتاب لابن قولويه القمي مشتهر ومعلوم مثل كتاب كافي للكليني مثل الان واضحٌ للجميع مع قرون متعددة أن هذا البحار الذي بأيدينا هو للعلامة المجلسي ماكو شك في هذا مثل ما انت الان لعله الان من تقرأ الكفاية قبل قرن لكنه يقيناً عندها هذه كفاية الاصول للمحقق الخراساني يقول فاذا ثبت شهرة الكتاب في زمان مؤلفه (ابن قولويه) الى زمان المجلسي تصبح رواياته معتبرة أمّا اذا لم تثبت هذه الشهرة بعد رواياته إثبات هذه النسخة من كامل الزيارات هي تلك يحتاج الى دليل وان لم تصل نسخة منه اليه بسند متصل معتبر حتى لو لم يثبت عندنا سند متصل لصاحب البحار الى كامل الزياراة اشتهار الكتاب يغني فاذا كان السند معتبراً في كامل الزيارات عند ذلك يمكن الاعتماد على الروايات الا من يعتقد أن اسانيد الروايات كامل الزياراة صحيحة ذاك مبنى آخر الان هذا التشكيك لماذا؟ باعتبار أن مشتهر في الايدي هذا كتاب سليم وهذا كتاب بصائر الدرجات وكتاب المحاسن وهذا كتاب كافي الكليني لماذا هذا التشكيك بيني وبين الله هذا التشكيك انما شكك في من هو اكثر شهرة واطمئنان وقع في التشكيك فما بالك بهذه الكتب ماذا تقولون في كتبنا الاربعة الرجالية؟ لا يوجد عندنا الا الكشي والكليني والنجاشي وكتابين للطوسي واصل الاعتماد في علم الرجال في الشرح والتعديل الا هذه الكتب الاربعة.

    السيد القائد السيد الخامنئه اي يقول في هذه الكتب الاربعة وهذا الكلام الذي انقله موجود على المواقع فيه صحة أو لا؟ لا اعلم، انا انقله مأخوذ من المواقع هذا معروفٌ بالفارسية چهار كتاب اصلي علم رجال اقرأ النسخة الفارسية واقرأ الترجمة العربية التي هي تحت اشراف الشيخ التسخيري أمّا النسخة الفارسية يقول الطوسي تحت عنوان چگونگى نسخه هاى فهرست تحت هذا العنوان بنا بر اظهار نظر بسياري از خبرگان فن نسخه هاي كتاب الفهرست مانند بيشتر كتب معتبر رجالي كهن از قبيل كتابهاي كشي، نجاشي، برقي، غضائري عموماً بتحريف وتصحيف وفزوني وكاستي دچار شده ونسخه صحيح آن بدست ابناي أين زمان نرسيده است، أمّا النسخة العربية يقول بناءً على ما ذكره الكثير من خبراء هذا الفن (وانتم تعلمون أن السيد القائد من المحققين علم الرجال) أن نسخ كتاب الفهرست كأكثر الكتب الرجالية القديمة المعتبرة الاخرى مثل كتاب الكشي والنجاشي والبرقي والغضائري قد ابتليت جميعاً بالتحريف والتصحيف ولحقة بها الاضرار الفادحة ولم تصل منها لابناء هذا العصر نسخة صحيحة واذا كانت في هذه الكتب المعتبرة لشيخ الطوسي هذا حالها فما بالك بالكتب الغيبة للنعماني؟ هذا هو المنشأ التي تجد اعلام كالسيد الخوئي لا يقبل بمجرد أن تنقل منه لكتاب يقول اول ثبت ان هذا الكتاب ثابتٌ لمؤلفه ثبت لي هذا هو الذي كتبه للبرقي، هذا هو الذي كتبه الطوسي، هذا هو الذي كتبه المفيد، هذا هو الذي كتبه الصدوق، هذا هو الذي كتبه علي ابن إبراهيم القمي، هذا هو الذي كتبه الصفار الى آخره عند ذلك ابحث لك أن السند صحيح أو ليس بصحيح والا انا عندي اشكال في أن هذا الكتاب من يقول هو للصفار من هو يقول للبرقي والكليني أو للطوسي من قال هذا الكتاب لهم وهنا جملة واحدة اقولها الان الظاهرة المعروفة الظاهرة المفتعلة الخرافية التي مع الاسف الشديد تأخذ مجرى من هنا وهناك وخلفها أيادي ليست معلومة، وهي مسألة اليماني ومسألة اليمانية اصل الروايات التي معتمد عليها التي في غير محلها كلها منقولة من كتاب الغيبة للنعماني، والا لا يوجد لها اصل آخر هذه بغض النظر عن الاشكالات الاخرى انه اساسا من قال اذا ورد اسم احد وسمى والا بيني وبين الله المهدي المنتظر ولذا العباسيين كثير من اولادهم سموه المهدي حتى يطبقون روايات الواردة عن رسول الله عن المهدي تنطبق على المهدي العباس ولذا وردت روايات بأنه هو المهدي الذي بشر به رسول الله هذه أيضاً نفس الظاهرة التي الان موجودة مع الاسف الشديد بدأ عند بعض ابنائنا بيني وبين الله يتجهون اليها ولكن هذه مسؤولية المؤسسة الدينية أن تقف أمام هذه الظاهرة الانحرافية التي الخطيرة في العالم الشيعي لانه هذا تفرغ مسألة المهدوية من محتواها الحقيقي، وانا قلت هذه القضية والان اؤكدها بيني وبين الله عندما لم يستطع اعداء هذه الامة أن يفعلوا للاسلام شيئاً من الخارج بدؤوا يفعلون ويفعلون من داخل الاسلام هذا الاختلاف السني والشيعي والاختلاف السني السني والاختلاف الشيعي الشيعي هذه كلها اختلافات داخلية لتفريغ الاسلام والقضاء عليه من الداخل، افضل من يقضي على الاسلام هم ابناء الاسلام افضل من يقضي على مسألة ونظرية وعقيدة المهدوية هي أن يخرَّب هذا المبنى من خلال اليمانية وامثال هذه الخرافات التي بدأت تنتشر في كل مكان وهذه وظيفة المؤسسة الدينية وليست وظيفة المؤسسة كتابة الرسالة العملية هذه اقل وظائفهم وادنى درجات مسؤوليتهم الرسائل العملية والا وظيفتهم الاصلية هي حفظ العقيدة الصحيحة للناس اذن عندما تجدون انا في بعض الكتب اقف واقول اول ثبت العرش ثم انقش عندما اعلام التحقيق في علم الرجال يقولون هذه الكتب الاربعة الرجالية لا يوجد عندنا دليلٌ تحقيقي وصلت الينا نسخ صحيحة منها فما بالك ويكون في علمكم لا يتبادر في ذهنكم انه في كتب الشيعية وفي كتب السنة اضعاف هذه المشكلة موجودة ولكن الان مشكلتنا ليست تلك وهم مسؤولين عليها نحن الان مسؤوليتنا بتراثه ولابد من تنقيته ولابد من الوقوف عندها.

    هذا هو الموقف الأول وبامكانكم أن تراجعون كلمات الاعلام الذين ايدوا هذا الكتاب في هذه النسخة المحقق لمؤسسة الهادي الجزء الأول صفحة 106 نصوص كلمات العلماء حول الكتاب الذين ايدوا أن هذه النسخة التي بأيدينا صحيحة ولكن من أين علموا هذه النسخة صحيحة هذا هو اعرف انا لست بخبير نواياهم هذه يذكر اورد النصوص بتاريخ وفياتهم فلان وفلان ينقل حدود 29 كلمة مثلاً اخيرهم العلامة الخبير السيد شهاب الدين المرعشي النجفي قال في تعليقته احقاق الحق هو من اقدم الكتب عند الشيعة واصحها بل حكم بعض العامة بصحته أيضاً وقال في موضع آخر هو كتابٌ معروف مطبوع منتشر تجد هذه الكلمات عموميات بيني وبين الله وفلان قال وفلان قال منتشر وكذا هذا الكلام لا يثبت أن هذا الكتاب هو كتاب سليم هذا هو الموقف الأول.

    الموقف الثاني: وهو الموقف الذي اختاره العلامة الشيخ محمد باقر البهبودي هناك في كتابه معرفة الحديث وتاريخ نشره وتدوينه وثقافته عند الشيعة الامامية في صفحة 363 هناك يقول، اولا ابين لكم ماذا قال العلامة الحلي في خلاصة اقوال هذه الرجل وعن كتابه في ترجمته رقم الترجمة 473 في الباب الثامن من السين سليم رجلان بضم السين ابن قيس الهلالي يقول وقال السيد علي بن احمد العقيقي كان سليم ابن قيس من اصحاب امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام طلبه الحجاج ليقتله فهرب وآوا الى ابان ابي عياش فلما حضرته الوفاء قال لابان أن لك علي حقاً وقد حضرني الموت يأبن اخي انه كان من امر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت واعطاه كتاباً (سليم اعطى لابن ابي غالب لابان ابن عياش) فلم يروي عن سليم ابن قيس احد من الناس سوى ابن ابي عياش اذن طريقنا الى هذا الكتاب يمر من خلال من؟ وابان وبيني وبين الله من هنا كتبت رسائل متعددة سنة وشيعة انه ثقة أو انه مطعون وضاع كذاب أي منهما؟ السنة عموماً يقولون انه وضاعٌ كذاب والشيعة يقولون لان السنة كذبوه تبين كان موالياً وكذا كذا مهم رسائل متعددة مكتوبة فيه يقول فلما يروي عن فلان وذكر ابان في حديثه قال: كان شيخاً متعبداً له نورٌ يعلو وهذا اذن نحن طريقنا الى الكتاب يمر على ابان ابن ابي عياش.

    ما قاله العلامة البهبودي فالمسلم من تحقيق النسخة واسنادها أن طريق الكتاب ينتهي الى ابان ابي عياش تفرد به سليم وابان ابي عياش عام متروكٌ حديثي عندهم (يضعفونه) ضعفه الشيخ الطوسي أيضاً ولكن (رأي العلامة البهبودي) الذي اعتقده بعد سبر الكتاب صدراً وذيلاً ونقدها كلمة كلمة وتعلمون أن العلامة البهبودي الحق والانصاف من المحققين في هذا المجال في الاسانيد وفي المتون يعني عندما ترجعون انتم الى صحيح الكافي والى الكتب الاخرى تجد وتعليقاته على البحار تجدون انسان محقق لم يختلف احدٌ وتحقيقات البحار في زمن السيد البروجردي كثير من هذه التحقيقات التي موجودة في الحواشي للعلامة البهودي يعني كان ممن يطمئن من تحقيقاته حتى في زمن السيد البروجردي يقول ولكن الذي اعتقده بعد سبر الكتاب صدراً وذيلاً ونقدها كلمة كلمة أن الكتاب موضوعٌ وضعه احد الغلاة على لسان سليم بن قيس الهلالي اذن انظر اهم اصل من اصول الشيعة هذا الطرف وهذا الطرف كتابٌ موضوع ورواية ابن اذينة عن ابان ابن عياش، قال: وانما اختار عمر ابن اذينة لانه كان هارباً من موطنه اتقاء شهر المهدي العباسي في خلافته ومات هناك فدس الزنديق مصنف هذا الكتاب نسخته في الكوفة والبصرة واليمن بأيدي الوراقين المغفلين واخذه الاصحاب يرونه وجادتاً يعني يروي عن الكتاب مكتوب سليم بن قيس فنقول نقولوه وجداة يعني في الكتاب انه يقول كذا وكذا لا انه انت رأيته من مؤلفه وجادة حسب الاجازات التي كانت لهم الى روايات عمر من دون أن يتمكنوا من تحقيق النسخة وقراءتها على ابن اذينة كل ذلك شوقاً منهم في الطعن على اعداء اهل البيت وكسر شوكتهم ومادام وصل الينا هذا الكتاب ويسقط اعتبار اعداءنا فالننشره على الملئ والان في زماننا كذلك موجود انظروا في الفضائيات وانظروا الى المواقع وكذا اذا صدرت كلمة وان لم يكن له اصل الذي يريد أن يستفيد منها ينشرها في كل مكان فكما ترى في اول الكتاب بل وفي اثنائه جعل الواضع الدجال الى آخره هذا هو الموقف الثاني في ازاء كتاب ابن سليم.

    الموقف الثالث: السيد الخوئي قدس الله نفسه قلنا يوجد بحثان، البحث الأول أن هذا الكتاب الذي بايدينا هو كتاب سليم أو ليس كتاب سليم؟ قلنا لا يوجد أي دليل على أن هذا الذي بأيدينا هو كتاب سليم.

    البحث الثاني: لو تنزلنا وقلنا هذا الكتاب هو كتاب سليم هل يوجد سندٌ صحيحٌ لهذا الكتاب أو لا يوجد؟ اذن لا تخلطوا بين الامرين، الامر الأول انه من الدليل على أن هذا النسخة التي بأيدينا هي كتاب سليم والبحث الثاني تنزلنا يعني كان مشتهراً معروفاً وصل الينا بأيدي أن هذا كتاب سليم يوجد سندٌ صحيح له أو لا؟ السيد الخوئي لا يتكلم في المسألة الاولى يتكلم على الجملة الثانية في المجلد الثامن من معجم رجال الحديث يقول في صفحة 220 والترجمة تبدأ من صفحة 216 الى أن يأتي الى صفحة 225 يقول هذا والصحيح انه لا طريق لنا الى كتاب سليم ابن قيس المروي بطريق حماد ابن عيسى عن إبراهيم ابن عمر عنه (عن ابان ابي عياش يقول هذا الطريق ليس بصحيح) وذلك فإن في الطريق محمد ابن علي الصيرفي وهو ضعيفٌ كذاب هذا هو الطريق الأول.

    الجهة الثالثة: يقول يوجد للشيخ طريقان الى كتاب سليم قد عرفت أن للشيخ الى كتاب سليم طريقين في احدهما حماد ابن عيسى وعثمان ابن عيسى عن ابان عن سليم وفي الثاني حماد ابن عيسى عن إبراهيم ابن عمر عن سليم وأمّا النجاشي الى آخره بعد ذلك يشير الى الطريقين يقول كيف كان فطريق الشيخ الى كتاب سليم ابن قيس بكلا سنديه ضعيفٌ ولا اقل من جهة محمد ابن علي الصيرفي اذن يوجد طريقٌ صحيح الى هذا الكتاب أو لا يوجد طريقٌ صحيح الى هذا الكتاب؟ افترضوا هذه النسخة التي بأيدينا نفس النسخة التي سلمها سليم الى ابان ابي عياش ونقلت الينا هل يوجد لدينا طريقٌ صحيح اليها أو لا يوجد؟ لا يوجد، اذن فتلخص مما تقدم، البحث الأول انه لا طريق للتثبت أن هذا الكتاب الذي بأيدينا هو الكتاب الذي سلمه أو كتبه سليم ابن قيس الهلالي هذا اذا كان له والا العلامة البهبودي يقول اصلا ليس له اصل مثل هذا المثال اذن الموقف الأول أن السليم لا يوجد عنده مثل هذا الكتاب هذا ما يقول العلامة البهبودي هذا الاشكال الأول.

    الملاحظة الثانية: انه لو كان له كتابٌ لا طريق لنا للتثبت من أن هذا الذي بأيدينا هو كتاب سليم الذي كتبه.

    الملاحظة الثالثة: لو كان كذلك فيوجد طريقٌ صحيح أو لا يوجد طريق صحيح؟ لا يوجد لنا طريق صحيح اذن كيف نتعامل مع هذا الكتاب؟ له قيمة أو ليست له قيمة؟ في النتيجة قلنا اذا كانت تلك الامور المذكورة هنا موجودة في الكتب الاخرى المعتبرة بعد يعتبر شاهداً مؤيداً أمّا اذا انفرد هذا الكتاب ببعض الامور وببعض الحوادث وببعض المسائل هل له قيمة أو ليس له قيمة هنا الشيخ المفيد قدس الله نفسه يقول في هذا المجال في تصحيح الاعتقادات في موسوعة الشيخ المفيد المجلد الخامس في صفحة 149 يقول وأمّا ما تعلق به ابو جعفر من حديث سليم الذي رجع فيه الى الكتاب المضاف اليه برواية ابان ابي عياش فالمعنى فيه صحيحٌ هذا المعنى الذي ذكره من كتاب سليم صحيحٌ غير أن هذا الكتاب غير موثوق به (اذن الشيخ المفيد في ذلك الزمان أيضاً يثبت أن هذا الكتاب مما لا يوثق به) ولا يجوز العمل على اكثره وقد حصل فيه تخليط وتدليس اذن ما هو الموقف ازائه؟ فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه لا يقول قال سليم وقال سليم ينبغي للذي عنده دين وتقوى اذا كان يبحث عن الدليل لابد أن يجتنب على كل ما فيه (يعني ليس يقبله كله نعم بعضه الاقل يمكن أن يقبل) ولا يعول على جملته والتقليد لرواته واليفزع الى العلماء فيما تضمنه من الاحاديث ليوقفه على الصحيح منها والفاسد والله الموفق للصواب ونفس الكلام يختاره العلامة في خلاصة الاقوال بعد أن يذكر كتاب سليم يقول والوجه عندي الحكم بتعديل المشار اليه والتوقف في الفاسد من كتابه اذن يقيم الكتاب ما هو الطريق للتثبت؟ الجواب: التثبت اذا كانت المسألة مما عرض عليه القرآن لابد من عرضها على القرآن الكريم أو لا اقل لا تكون مخالفة للقرآن الكريم لا فقط اذا لم نجد موافقط فلا تكون مخالفة اذا كانت من المسائل التي عرضت لها السنة النبوية القطعية فتعرض الى السنة النبوية القطعية اذا كانت من المسائل العقلية فتعرض على القواعد العقلية، اذا كانت من المسائل التاريخية فتعرض على الشواهد والمسلمات والقواعد التاريخية هذا الذي انشاء ارجوا الله أن اوفق كله عرضت له بشكل مفصل في كتاب ميزان تصحيح الموروث الروائي هناك انا عرفت بأنه اساساً الرواية ما هي الضابطة في هذا ما هي الضرورة اذا كانت صحيح أو غير صحيحة لانه الائمة قالوا لنا كلما جاءكم عنا من برٍ أو فاجرٍ فعرضوه على كتاب الله ماكو فرق سواءاً كان السند صحيح أو غير صحيح لابد من العرض على الكتاب اذن هذا خلاصة مختصرة عن كتاب سليم انشاء الله غد نرجع الى بحثنا الاساسي وهو تفسير الحكمة بالسنة التي واردة في كتاب الامام الشافعي في كتابه الرسالة.

    والحمد لله رب العالمين.

    13 صفر 1436

    • تاريخ النشر : 2014/12/07
    • مرات التنزيل : 1688

  • جديد المرئيات