نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (475)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في المقدمة لابد أن أشير الى خارطة البحث التي اوصلتنا الى هذه النقطة، هذه المسألة وهي تعيين خارطة البحث لا فقط في الفقه، لا فقط في الاصول، لا فقط في الكلام، لا فقط في التفسير، في كل الدوائر العلمية والمعرفية قضية مركزية لأن الإنسان في بعض الأحيان إذا لم يحفظ خارطة البحث وتسلسل البحث، تحصل هذه الاستطرادات التي تجدونها هنا وهناك، لا على مستوى الدروس والخطابات بل حتى على مستوى الكتب أيضاً، تجدون أن الموضوع الذي بدأ شيء وانتهى الى شيء آخر.

    إذا تتذكرون قلنا نحن نتكلم في قاعدة الاشتراك، وهي أنّ موضوعات الأحكام الشرعية هل هي ثابتةٌ كما أنّ الأحكام ثابتة أم لا؟ هذا هو موضوع قاعدة الاشتراك، موضوع قاعدة الاشتراك لا إشكال عند أحد أن حلاله حلالٌ الى يوم القيامة وحرامه حرامٌ الى يوم القيامة، هذا مما لا ريب فيه؛ لانه هذه الشريعة هي الشريعة الخاتمة، إنّما الكلام أن موضوعات هذه الأحكام الشرعية هل هي أيضاً ثابتة لم يؤخذ فيها الزمان والمكان، أم متغيرة بتغيّر الزمان والمكان والظروف المحيطة بها؟ أياً منها؟

    يوجد اتجاهان: الاتجاه الأول قال كما أنّ الأحكام ثابتة الموضوعات أيضاً ثابتة ولا تتغير، ذاك الموضوع في ذلك الزمان هو الموضوع في زماننا، والموضوع في زماننا هو الموضوع في ذلك الزمان، وقلنا هذا هو المشي العام في الفكر الاسلامي عموماً، لا فقط في الفكر الشيعي، لا يتبادر الى ذهنكم هذه في مدرسة اهل البيت فقط لا بل عند المسلمين جميعاً، أن الموضوعات ثابتة سواءٌ كانت المرأة جاهلة ومستواها الفكري والثقافي في ذلك الزمان، أو كانت الآن تشكل اكثر من ستين بالمائة من المتعلمين في المجتمع أو نصف المتعلمين في المجتمع، في النتيجة هذه الأحكام الثابتة للمرأة تبقى كما هي هي، لا علاقة لنا أن المرأة يوم كانت جاهلة واليوم هي مثقفة عالمة متعلمة، ابداً لا يفرق عندنا، نحن ننظر الى الموضوع كما ننظر الى الحكم، كيف أنه انتم في العبادات تقولون صلاة الصبح ركعتان هذا حكم ثابتٌ، سؤال: سواء كنت في الشرق أو في الغرب أو في السماء أو في الارض صلاة الصبح تتبدل أو لا تتبدل؟ لا، تبقى ثابتة، يعني كما أن الحكم ثابتٌ موضوعه المكلف ما هي ظروفه تغير أو لا تغير؟ لا، لا تتغير الأحكام بتغير هنا الموضوعات ثابتة فموضوعها وحكمها يكون ثابتة في القضايا احكام المرأة احكام المعاملات احكام العلاقات الدولية الى آخره تكليفية وضعية الى ماشاء الله كل الشريعة بل حتى المسائل الاخلاقية، في المسائل الاخلاقية أيضاً كذلك، إذا وجدنا أنّ الصمت ممدوحٌ فكل زمان الصمت ممدوحٌ، إذا قلنا ان العزلة ممدوحة ففي كل زمانٍ العزلة ممدوحة، لا أنّه في زمانٍ العزلة ممدوحة وفي زمانٍ لا، الدخول الى المجتمع وتوجيه الى المجتمع وارشاد المجتمع لا ابداً، لا علاقة لهذا بذاك، وإنّما نجرد الموضوعات عن كل ظروفها المحيطة بها ونرتّب الحكم الشرعي عليها والسلام.

    قلنا يوجد اتجاهان:

    الاتجاه الأول: يقول كما أن الأحكام ثابتة الموضوعات أيضاً لا تغيّر مواقعها، أيضاً ثابتة هذا هو المشهور بين علماء المسلمين عموماً.

    الاتجاه الثاني: يقول أن الموضوعات تغير من مواقعها بتبع الظروف والشروط الفكرية الاجتماعية المالية ونحو ذلك، ففي يوم هذا الموضوع بهذه الظروف والشروط يدخل تحت الحرمة، وفي يوم آخر وفي ظرف آخر مع اختلاف الظروف والشروط لا يدخل تحت الجواز بل يدخل تحت الوجوب، مع أنّ الموضوع بحسب ذاته تغير أو لم يتغير؟ لا بحسب ذاته تغيرت الظروف التي احاطت به، فحولته من موضوع لحكمٍ إلى موضوع لحكمٍ آخر، من قبيل ما ذكرناه، قلنا أنّ المكلف تجب عليه الصلاة، سؤال تجب عليه الصلاة تماماً أو تجب عليه الصلاة قصراً أي منهما؟ الجواب تقول المكلف هو المكلف، فإن كان في ظروف استقراره ووطنه، فتجب عليه الصلاة تماماً، إن كان في ظروف عدم الاستقرار والسفر وكذا فتجب عليه قصراً، هذا معناه أن الأحكام تبدلت؟ لا الأحكام ثابتة، يبقى حكم المسافر قصراً إلى قيام الساعة، ويبقى حكم التمام لغير المسافر إلى قيام الساعة، فحلاله حلالٌ الى يوم القيامة وحرامه حرامٌ الى يوم القيامة، ولكن هذا هل يقول لنا أن الموضوع ثابت أو لا يقول لنا؟ لا ابداً، يقول هذه قضية شرطية، قضية تعليقية ليست قضية تنجيزية، واضح محل الاشكال الاصلي أين؟ قلنا أن الاعلام اصروا على ماذا؟ ورتبوا على ذلك نتائج، القضية لم تقف عند هذا الحد، ورتبوا على ذلك جملة من النتائج.

    من اهم هذه النتائج التي يتذكر الاعزة اشرنا اليها فيما سبق قلنا بأنه اساساً رتبوا مجموعة من النتائج على هذه القضية، انا لا اذكر في أي دروس وقفنا عندها تفصيلاً هذه النتائج، قلنا اولاً قالوا بأنه اساساً نقبل ان ما نفهم من النص في عصر الوصول، هذه القضايا التي طرحناها وقلنا أن ظهور النص يختلف من زمانٍ الى زمانٍ آخر وان الظهور المعاصر لصدور النص هو الحجة لا الظهورات اللاحقة، من هنا حاول الاعلام أن يثبتوا انما نفهمه من النص في عصر الوصول هو النص في عصر الصدور، بأي طريق كان، إمّا بالاستصحاب القهقرائي إمّا ثبات اللغة وإمّا …. الى غير ذلك.

    ما هي النتائج التي رتبوها على ذلك؟ (هذا البحث انما طرحته حتى يتضح لكم أن الاصول كيف تشكل عند الامامية، كيف تكوّن علم الاصول؟ الان لو ترجع الى علم الاصول قبل الف سنة تجده مجموعة من المباني، وأمّا علم الاصول في زماننا تجده مجموعة من المباني الاخرى، وانشاء الله سنشير اليها، مثلاً يوماً ما الاجماعات كانت حجة أو ليست كانت بحجة؟ نعم، أما في زماننا ليست بحجة أو حجة؟ لا، الشهرات كانت حجة أو ليست بحجة؟ نعم، في زماننا حجة أو ليست بحجة؟ لا، اعراض المشهور كان أو لا؟ نعم، عشرات المباني كانت موجودة والان تبدلت، لماذا يتبدل علم الاصول؟ لماذا هذه المنظومة الاصولية تتبدل من عصر الى عصر آخر؟ اريد أن اصل الى هذه النتيجة حتى احد لا يقول لي مباني علم الاصول ثابتات لا، سيتضح لكم انه تابعة لأي شيء هذه، عرفنا أن الفقه تابعٌ لأي شيء الان علم الاصول تابعٌ لأي شيء) النتيجة التي رتبوها على ذلك:

    النتيجة الاولى: حجية الاجماعات التعبدية.

    النتيجة الثانية: عمل المشهور جابر واعراضهم كاسر.

    والمهم قلنا رتبوا أهمّ نتيجة على ذلك يعني على هذا الاصل الذي قالوه فيما سبق بأنّ الظروف مؤثرة أو غير مؤثرة؟ غير مؤثرة، رتبوا محذور تأسيس فقه جديد، هذه مترتبة على أي شيء؟ مترتبة على ذلك الاصل، وهو أن موضوعات الأحكام الشرعية ثابتة، يعني أنّ الزمان والمكان لهما مدخلية في الموضوع أو ليست لهما مدخلية؟ ليست لهما أي مدخلية في موضوعات الأحكام الشرعية.

    عندما وصلنا الى هذا المحذور قلنا لابد أن يقع البحث في الامور التالية:

    الامر الأول: أن نشير الى مجموعة من الموارد، على سبيل المثال للحصر التي اشارت الى هذا المحذور، قالت لو التزمنا بكذا للزم منه تأسيس فقه جديد، ونحن اشرنا إلى عشرات الموارد بل وسّعنا الدائرة الى ماذا؟ لا فقط المختصة بالفقه والاصول قلنا حتى في علم الكلام لو الان اعطينا تعريفاً جديداً للتشيع يقولون للزم تأسيس تشيع جديد، سابقاً كانوا يقولون للزم تأسيس فقه جديد يعني علم الفقه وعلم الاصول، الان عندما وسعنا المسألة لتشمل المسائل العقدية والكلامية، يقولون السيد أنّ الحيدري الان خرج من التشيع، لماذا خرج من التشيع؟ لانه بالنسبة اليهم قائمة موجودة هذا يلزم منه تأسيس تشيع جديد، هذا لأنّه بانٍ على ذاك الفهم وعلى تلك القراءة على تلك القواعد فمن يخرج عنها فقد خرج عن التشيع، ولذا ارجوا الله سبحانه وتعالى في بعض هذه الايام في درس من هذه الدروس في الفقه انشاء الله انا سأطرح اساساً ما هو ملاك التشيع، واقعاً الملاك أن يكون الانسان شيعياً ما هو؟ لانه في النتيجة نحن نطرح هذه الابحاث بشكل متناثر في مكانٍ آخر فالبعض مع الاسف الشديد يقطعها هنا وهناك، ويشكل علينا بإشكالات ما انزل الله بها من سلطان، من باب المثال اضرب لكم، الان على المواقع وعلى الفضائيات وعلى القنوات يقولون لماذا السيد الحيدري اذا كان معتقد بهذه الاركان الاربعة للتشيع وهي الامامة السياسية، العصمة، الائمة الاثني عشر، والثاني عشر حيٌ، اذا كان معتقداً بها جميعاً، لماذا يقول تعالوا الى المكتب بشكل خاص لندرسكم فليدرسها بشكل عام، هذا يكشف بأنه يريد أنه في الدرس الخاص ماذا يفعل؟ يريد أن يثبتها أو ينكرها؟ اذا يريد أن يثبتها يدرسها الان في العام، ولم يعلم هؤلاء بأنه بيني وبين الله ارجوا الله انه لا يكونوا من المغرضين والفاسدين وارجوا الله من باب الحمل على الصحة، وان كان بعض هؤلاء لا يمكن حملهم على الصحة، الله يعلم انا إنما اوكلت هذه المسائل الى طرحها في المكتب وفي مكان خاص حتى لا يحصل هذه التقطيع الذي يصير، لان البحث العلمي بطبيعته يمكن أن يذكر الاشكال في يومٍ والجواب يأتي في يومٍ آخر، انت تأتي الى مقطع أو درس وتقول انظروا كيف انكرها إذا تتذكرون نحن ذكرنا اشكال اهل البيت في درس الاصول، قلنا انه السنة هكذا يشكلون، ولكن الجواب له ماذا في اليوم اللاحق ذكرناه، الان يأتي واحد ويأخذ الاشكال من غير أن يأخذ الجواب، انا قلت حتى اكون في راحة استطيع أن ابحث القضايا بشكل دقيق وموسع وعلمي، كما هو متعارف في حوزاتنا العلمية، لا اقل نجعلها في غيبة من الإعلام حتى الاعلام لا يصل اليها يقطعها كما يقطع الان كلماتنا يمينا ويساراً.

    هذا الامر الأول الذي وقفنا عنده وهو انه يلزم من كذا تأسيس فقه جديد نحن أيضاً وسعناها قلنا يلزم تأسيس تشيع جديد يلزم منه تأسيس اسلام جديد يلزم منه تأسيس فهم للقرآن الجديد ونحو ذلك، طبعاً والتالي باطلٌ فالمقدم مثله، الى هنا طبعاً عرضنا له في الابحاث السابقة مفصلاً في 10-15 درس.

    أما بحثنا الجديد لهذا اليوم، اساساً ما هو حقيقة هذا المحذور؟ ما معنى يلزم تأسيس فقه جديد؟ لقائل أن يقول فاليلزم، ما هو تحقيق فقه جديد حتى نقول ولا يمكن الالتزام به؟ واقعاً انا عرضت لكم وقلت لهم بإمكان أن يراجعوا كلمات الاعلام ليتضح لهم انه هذا المحذور ما هو اساساً يلزم تأسيس فقه جديد لماذا جعل تأسيس فقه جديد محذوراً وباطلاً وفاسداً لا يمكن الالتزام به لماذا؟ أن كان مقصودهم يلزم تأسيس فقه جديد يعني مخالفٌ للاجماع كان ذكروه يقولون هذا لا يمكن الالتزام به لانه مخالفٌ لاجماع الامامية ومخالفٌ لاجماع المسلمين ولم نرى في كلماتهم هذا، أن كان مرادهم مخالفٌ للشهرة لذكروا ولم يذكروا أن كان مرادهم مخالفٌ لظهور آية من عمومٍ أو اطلاق لذكروا وما ذكروا اذن ما هو هذا المحذور؟ انا بحسب تتبعي ويتتبعون هذه الجملة ليرون ما هو مفاد هذا المحذور يعني من أين يلزموا ولماذا يكون تأسيس فقه جديد باطلاً فاسداً لا يمكن الالتزام به، الا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه وجدته يشير الى هذا المحذور انا اشرت هذا كتاب لا ضرر موجود بأيديكم اشرت الى هذا المحذور في مقدمة لا ضرر هناك عندما بينت بعض مباني السيد الشهيد هناك في صفحة 53 هكذا يقول انا أقرأ عباراته التي هذه العبارات عبارات الدرس لانه مأخوذة من الكاسيت يعني ليست تقريرات من فلان وفلان وانما هذه مأخوذة من الدرس مباشرتاً عبارات السيد الشهيد، أن الذي يظهر من كلمات جملة من الاكابر والمحققين أن هناك محذوراً لا يمكن للفقيه أن يلتزم به ونحن وسعنا الدائرة قلنا اعم من ماذا؟ الا أن يراد من الفقيه بالمعنى الاعم لا بالمعنى الاخص وهذا المحذور يجعل غالباً دليلاً برأسه لابطال كل دعوى تؤدي الى ترتب ذلك المحذور اصلاً هو بنفسه من قبيل أن تقول ويلزم منه مخالفة القرآن ومن الواضح أن مخالفة القرآن صحيحٌ أو باطلٌ؟ باطلٌ، يلزم منه مخالفة السنة القطعية هذا أيضاً يلزم منه تأسيس فقه جديد فهو محذور مستقل بنفسه لا يرجع الى محاذير أخرى والى امور أخرى وهو ما يعبر عنه في كلمات القوم بأنه يلزم منه تأسيس فقه جديد.

    فمثلاً يقال بأن التمسك بإطلاق لا ضرر ولا ضرار يلزم منه تأسيس فقه جديد واقعاً الان كثير من الأحكام نحن اذا كان عندنا اطلاق لا ضرر ولا ضرار كان قابلاً للحل ولكن الاعلام يقولون لا يمكن التمسك باطلاق لا ضرر ولا ضرار خصوصاً مثلاً في مسائل العلاقات الزوجية تجد بأن الرجل الطلاق بيد من اخذ بالساق فإذا لزم من عدم الطلاق الضرر والاضرار وغير ذلك هل يمكن التمسك أو لا يمكن التمسك؟ يقول لا، لا يمكن التمسك لماذا؟ يقولون لانه يلزم منه تأسيس فقه جديد.

    انظروا في هذا الكتاب تفصيلاً انا بحثتها في كتاب لا ضرر ولا ضرار السيد الشهيد وهكذا يشكل بهذا المحذور على جملة من المدعيات والالتزامات بأنها لو تمت لادت الى هذا التالي الباطل ولماذا باطل؟ هذا لم يرد في كلماتنا لماذا باطلٌ هذا؟ فيستكشف من البطلان التالي بطلان المقدم والذي يستظهر من جملة من الكلمات أن هذا المحذور ليس المقصود منه انه يلزم منه خلاف مقتضى ادلة قطعية أخرى واضحة الدلالة ليس هذا المقصود والا لو كان هكذا لبين لقائل والا لقيل أن التمسك باطلاق دليل لا ضرر مثلاً أو القول بإباحة المعاطات أو التمسك باطلاق القرعة في اخبار القرعة معارضٌ بالادلة الكذائية التي تدل على خلاف ذلك وهي اقوى دلالة واوضح سنداً وقالوه لنا مثلاً لو قلنا بأنه كلام اهل البيت ليس معتبراً يقولون هذا خلاف الدليل القطعي الذي ورد في حديث الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ما يحتاج أن يقولون ويلزم تأسيس تشيع جديد أو فقه جديد يقولون هذا مخالفاً هذا اولاً اذن هذا ليس المحذور في هذا المعنى وليس المقصود أيضاً أن ذلك المحذور هو انه يلزم منه خلاف الاجماع أيضاً هذا ليس المحذور والا لو كان هذا هو المراد لقائلوا انه باطلٌ لانه خلاف الاجماع كما فعلوا في مكانات أخرى عشرات الموارد قالوا لم يمكنوا الالتزام به لانه على الخلاف اجماع الامامية على خلاف اجماع المسلمين وهكذا ومن هنا قد يقال هذا تحليل سيدنا الشهيد قدس الله نفسه اذن ما هو هذا المحذور؟

    يقول ومن هنا قد يقال أن الذي يظهر بعد ملاحظة قرائن ذلك وسوابقه ولواحقه وموارد تطبيقاته لانه بيني وبين الله فقيه من السيد الصدر قدس الله نفسه أن يعرف بأنه بطلان هذا المحذور أين؟ يقول أن المقصود لهؤلاء الفقهاء من هذه العبارة حينما تستعمل في موارد مخصوصة هو التعبير عن حقيقة ثابتة في الرتبة السابقة ما هي؟ اجمالاً هكذا يقول في النتيجة فقه الامامية فيه مجموعة من المسلمات فيه مجموعة من الثوابت فيه مجموعة من الابر هذه لابد أن لا نخرج عنه هذا ليس فقط في الفقه الامامية في أي فقه آخر يعني انت عندما تأتي الى القانون الوضعي تجد له مجموعة من القواعد على سبيل المثال الان على سبيل المثال دستور الجمهورية الاسلامية في النتيجة فيه مجموعة من الضوابط والقواعد أي قانون ينص عليه أو انه يشرع في مجلس الشورى لابد أن لا يتعارض مع هذه القواعد التي ثبتت في دستور الجمهورية الاسلامية ولهذا تجدون في جملة من الاحيان لا يقول مجلس خبراء الدستور لا يقولون أن هذا التشريع في مجلس الشورى مخالفٌ للمادة واحد أو عشرة أو عشرين يقول مخالفٌ لروح الدستور مخالفٌ لثوابت الثابتة في هذه الدستور يقول فقه الامامية أيضاً ما هو؟ فيه مجموعة من المسلمات مجموعة من الضوابط مجموعة من الخطوط الحمراء هذه لابد انت عندما تأتي وتستنبط لابد أن لا تخالف هذه الخطوط وهذه الخطوط الحمراء من وضعها؟ الائمة؟ الجواب كلا وانما وضعها الرعي الأول من علماء الامامية يعني امثال الصدوق والطوسي والمفيد والمرتضى وقبلهم وبعدهم هؤلاء وضعوها فصارت اسس المذهب يجوز الخروج عليها أو لا يجوز؟ فاذا لزم الخروج يقولون لزم تأسيس فقه جديد لزم تأسيس تشيع جديد انا اذا اريد اقرب المطلب الى ذهنكم من قبيل هذه السجادة الان فيها حدود أو ليست فيها حدود؟ نعم، حجمها ثلاثة في اربعة يعني اثنا عشر متراً، انت من حقك داخل هذه السجادة تقوم أو تجلس أو تستلقي أو تنام أو تركض أو الى كذا ولكن من حقك أن تخرج عنها أو ليس من حقك أن تخرج عنها؟ هذه حدود هذه السجادة و هذه السجادة فيها حدود وهذه الحدود الخطوط الحمراء لها فانت تستطيع فاذا لزم من حركتك الخروج عن خطوطها وحدودها يقولون لزم تأسيس ماذا؟ يقول وتلك الحقيقة هي أن هناك جملة من المسلمات والاطر الفقهية التي تلقيت بالقبول من قبل الفقهاء الاوائل فإذن هي مسلمات مذهبية أو مسلمات علمائية؟ مسلمات علمائية واخذت بطريقٍ لا نعرفه أيضاً لا ندري من أين التزموا بهذه القواعد والا لو كنا نعرف ادلتهم قد نوافقهم وقد نخالفهم ولكن لا نعرف التزموا بها واخذت (حتى تعرفون انا عندما اقف هنا واسوي علمائية مذهبية دينية المشكلة التي الان يعيشها الفكر الامامي بل الفكر الاسلامي عموماً مشكلته هي هذه) بطريق لا نعرفه دون.

    (هذه عبارات السيد الصدر بعدين أقرأها لكم حتى لا يتبادر الى الذهن يقول سيدنا من يقول السيد صدر قال وسأقرأها لكم من تقريرات السيد الحائري من نفس العبارات) يكون عليها دليلٌ صناعي يبرهن عليها برهان قوي أيضاً ليس عندنا دليل، ولكن السلف الصالح تلقاها بالقبول الآن انا عندما اقول المنهج السلفية ما مختص بمدرسة السنة بعض يقول لماذا تتهمه هذا أمامك السلف الصالح تلقها بالقبول والسلفية من اهل السنة هكذا يقولون انا مراراً ذكرت أن السلفية ليست مساوية للوهابية من الاخطاء الشائعة والسلفية ليس مساوية مع الوهابية، الوهابية جزء صغير من السلفية، السلفية منهج انه ما فهمه الصحابة رسول الله هو الحجة علينا وتقول ما هو دليله من القرآن يقول ليس مهم ما دام الصحابي القريب العهد من رسول الله فهمه فهو حجة على من بعده نفس هذا الكلام أيضاً نحن الى من نطبقه؟ لا نطبقه على اصحاب الائمة بل نطبقه على فقهاء الشيعة المقاربين أو القريبين من عصر الائمة، الا انها من باب الايمان والتعبد الا انها حقائق لنا القناعة بانها اخذت من يد الشارع الاقدس من أين؟ يقول باعتبار لا يقول أن الفقهاء قالوها من غير دليل لابد عندهم دليل ما هو؟ لا ندري، اذن بينك وبين الله نحن نكون مجتهدين أو مقلدين؟ هل يوجد بعد ذلك احد يدعي الاجتهاد في هذه المسلمات لانه بمجرد أن يريد أن يجتهد في هذه المسلمات مباشرة ماذا يفعلون في جبينه؟ يلزم تأسيس فقه جديد خلص مباشرة يضربون على رأسه ويقولون تريد أن تخرب المذهب! ما ادري واضح القضية الاصلية التي انا الان اطرحها في المشروع ما هو؟ هو انه هذه المسلمات وهذه القناعات الان جزء ثابت من المذهب جزء ثابت من الدين بمجرد مرة واحد يتهمنا وانا وجدت وانصحكم أن تقرؤون هذه المواقع الالكترونية والقنوات اذا يوجد اشكالات يأتون الينا حتى نجيب عليها، مرة قالوا متأثر بالفكر الحداثوي، مرة متأثر بالفكر الكذائي يومياً جملة وما يعلمون فنتي، يوم يجدون أن السيد الحيدري يقول النبي والآل في أعلى مرات العلم والكمال، مرة يقول أن هذه ليس كذلك ويريد أن يجتمعن لا يجتمعن يقول التفت لا نعرض أي دليل عليها وهذا تكون هذه المسلمات (المسلمات التي تلقاها علماءنا الاوائل بالقبول) بالنسبة الينا جزءاً ضرورياً في الفقه ولابد من الالتزام، حتى محمد باقر الصدر بيني وبين الله انت مجتهد انت عالم انت فقيه انت مفكر يقول خلص من تصل القضية الى الخطوط الحمراء بعد لا يوجد اجتهاد لا يوجد عالم لابد من الالتزام بها وكل بناءٍ استدلالي يعني كل منظومة فقهية اصولية عقائدية كلامية وكل بناءٍ استدلالي في الفقه لابد من أن يتحفظ على هذه المسلمات والا لما كان بناءاً استدلالياً كاملاً وصحيحاً بمجرد يريد أن يخرج من هذه المسلمات وهذه الخطوط الحمراء وهذه القواعد والضرورات ماذا نقول؟ نقول باطل، وتأسيساً على ذلك حصلت حالةٌ وجدناية قبلية عند الفقهاء الى آخره هذا الكلام انقله عن السيد الشهيد نفس هذا الكلام في مباحث الاصول تقريرات السيد الحائري عافاه الله هناك في الجزء الثاني من القسم الثاني الذي انا عندي الطبعة القديمة التي هي 1408 هناك بشكل واضح يقول أن هناك حالة نفسانية ثابتة في نفس الفقيه تمنعه على مخالفة ما كان في كلمات الاصحاب من المسلمات ويعد خلافه غريباً ولذا ترا انه كثيراً ما يذكر في الفقه بالنسبة لامر ما ككون نتيجة المعاطات الاباحة أو الاخذ بقاعدة لا ضرر في موردٍ ما انه يلزم تأسيس فقه جديد ويجعل هذا دليلاً على بطلان ذاك الامر والذي يظهر من القرائن المحفوفة بكلامهم انه ذاك ليس المقصود به انه مخالفٌ لعموم أو اطلاق أو اجماع والا لقالوا هذا ينافه بل اذن ما هو مرادهم؟ قال التزام بذلك يستلزم الالتزام بعدة امور يكون بمجموعها خلاف الضرورة الفقهية والمسلمات عند الاصحاب وهذه تقريرات السيد الحائري في هذا المجال بشكل واضح وصريح.

    اذن انظروا بأنه ذاك الاتجاه الأول وهو أن الموضوعات ثابتة اوصلنا الى هذه النتيجة والان يأتي هذا السؤال وهو أن علماء الاصول ماذا فعلوا؟ هنا انشاء الله تعالى في الغد سنبين هذه القضية بشكل واضح وصريح وهو أنّ علماء الاصول أيضاً اسسوا لهذا المسلمات أو جاؤوا من باب الدليل بعد الوقوع نحتوا ادلة لهذه المسلمات أي منهما؟ يعني الدليل اوصلهم لهذه المسلمات أو لا، المسلمات ثابتة لابد أن ننحت ونصنع دليلاً يثبت تلك المسلمات اتضح السيد الشهيد ماذا قال؟ قال تلك المسلمات يوجد عليها دليل أو لا يوجد؟ لا يوجد.

    سؤال: بيني وبين الله لو سألنا سائل من أين تقولون هذا؟ لابد أن نذكر له دليلاً فجاءت ادلة نسميها ادلة ما بعد الوقوع أي ادلة اتت؟ دليل الاجماع ودليل الشهرة ودليل عمل الاصحاب ودليل اعراض الاصحاب ودليل عمل الفقهاء واعراض الفقهاء وعشرات المباني الاصولية، انما جاءت لتقدم دليلاً لهذه المسلمات عندما بطلت هذه الادلة، فبقي علم الفقه له غطاء علمي أو ليس له غطاء علمي؟ هذا يحتاج الى توضيح انشاء الله حتى تعلمون لماذا تبدل علم الاصول من زمانٍ الى زمان من الذي يتحكم في علم الاصول المفتاح أين؟ يتحكم في علم الاصول عقل الاصولي؟ لا، الذي يتحكم في علم الاصولي ويؤدي الى يمنة ويسرة من؟ هذه المسلمات أمامه لابد أن يبحث دليل لابد في حدود هذه المسلمات يبحث دليل وبيانه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    6 ربيع الأول 1436

    • تاريخ النشر : 2014/12/28
    • مرات التنزيل : 1925

  • جديد المرئيات