أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في بيان جملة من كلمات اعلام اللغويين والمتخصصين في اللغة لبيان المراد من الحكمة أو لبيان المراد من هذه المادة التي هي حاء كاف ميم حكم لماذا وقفنا عند كلمات اللغويين؟ قلنا باعتبار أن منهج البحث في هذه المسألة لابد من الاقتصار فيه على القرآن الكريم يعني ماذا يقول القرآن عن الحكمة هل أنها مختصة بالسنة أو لا اقل هي مفهومٌ من مصاديقها السنة أيضاً يعني السنة بالمعنى الاصولي الذي اشرنا اليه بالامس لماذا؟ باعتبار أن القرآن نزل بلسان عربيٍ مبين فلابد أن نرجع الى كلمات اهل اللغة الذي نزل القرآن بلسانهم حتى نعرف ما هو المراد من هذه المفردة وهذه المادة.
ولكنه قبل هذا وقبل أن نشير الى كلمات اللغويين هناك بحث وهو انه افترضوا أن اللغوي قال أن معنى المفردة الكذائية كذا أو بيّن موارد استعمال هذه المفردة لأنكم تعلمون أن بيان المعنى الحقيقي شيء وبيان موارد الاستعمال شيءٌ آخر لان موارد الاستعمال قد يكون حقيقياً وقد يكون مجازياً اذنٍ لابد أن تميزوا في كلمات اللغويين هل يبين المعنى الحقيقي لهذه المفردة في كلمات العرب حتى اذا استعملت في غير ذلك تكون معنى مجازياً يحتاج الى قرينة أو لا في كتابه اللغويي أو في المصدر اللغوي يقول هذه موارد استعمالها اذا عرب استعملوا كذا واستعملوا كذا، الآن استعملوها حقيقتاً أو استعملوها مجازاً لا علاقة للغوي بهذا المعنى، لا يقول لك بأنه هذا الاستعمال الأول كان حقيقياً هذا الاستعمال الثاني كان كنائياً كان مجازياً ابداً لا علاقة لها ومن هنا ميزوا اهل التحقيق في كلمات اللغويين انه مرة أن اللغوي بصدد بيان المعنى الحقيقي للمادة وللمفردة ومرة بصدد بيان موارد الاستعمال لهذه المفردة من هنا طرح هذا البعض والكل قرؤوا في اصول المظفر في الحلقات في الرسائل في الكفاية وغيرها وابحاث الخارج قرؤوا وهو انه قول اللغوي حجة أو ليس بحجة افترضوا أن اللغوي الفراهيدي الذي كان في القرن الثاني من الهجرة هذا قوله حجة أو ليست حجة علينا واذا كان حجة قوله هل هو حجة في بيان المعنى الحقيقي أم هو حجة في بيان موارد الاستعمال أي منها هذا البحث ضروري جداً لبحثنا، لا لبحثنا هنا لأي مكان لماذا؟ لانه نحن عندما نريد أن نرجع الى فهم الاية القرآنية لابد أن نرجع الى اللغة العربية من قال بأن كلمات العلماء اللغة العربية حجة علينا؟
من هنا عرض الاصوليون عنواناً في علم الاصول تحت بحث أو بحثوا فيه حجية قول اللغوي، الاخوة التي في السنة الماضية كذلك اعطينا لهم هذا المصدر في كتاب الظن في صفحة 349 طبعاً بحمد الله تعالى الاخوة أيضاً يبحثون ويحتاجون الى هذه اخيراً بحمد الله شبكة النور 84 عنوان من عناوين كتبنا في 115 مجلد صدر في سي دي واحد وفيه برامج كاملة من المفردات من الايات القرآنية وهذه في قرص واحد موجود والاخوة بأمكانكم أن تأخذوه من شبكة النور هذه هناك ومنها هذا لانه انت الان لو تقرأ هذه البرنامج أو الأقراص مباشرة نحن في كم مورد بحثنا البحث اللغوي مباشرة يقول في خمسة موارد مثلاً باحث الاية المباركة وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ في كم مورد؟ لعله يقول لك هذه في ثلاثين مورد في عشرين مصدر مبحوثة كاملة فلان وفلان و عمل جداً مهم ومفيد لانه كثير من الابحاث بحثناها في مكان بشكل اجمالي مكان آخر بشكل تفصيلي فكل المجموعة تجدها في مكانٍ واحد.
في صفحة 349 ذاكر انا وقائل الحديث حول هذه المسألة يقع في مقامين حجية قول اللغوي في إثبات الموارد الاستعمال وحجية قول اللغوي في تعيين المعنى الحقيقي والمجازي لانه هذه مسألة وتلك مسألة أخرى طبعاً يوجد خلافٌ شديد بين الاعلام في حجية قول اللغوي ولكنه حاصل ما قلته هناك وهو المبني الذي اسير عليه والحاصل أن دعوى الحجية، حجية قول اللغوي في الاستعمال وفي تعيين الحقيقي من المجازي أن دعوى الحجية المشهورة عند القدماء اذن القدماء يذهبون الى قول حجية القول اللغوي مطلقى ودعوى عدم الحجية المشهورة عند المتأخرين أما متأخرين الاصوليين يقولون قول اللغوي ليس بحجة لا في المقام الأول ولا في المقام الثاني، نحن لا دعوى حجية على اطلاقها نقبلها ولا دعوى عدم الحجية نقبلها غير تامتين على اطلاقهما بل لابد من التفصيل نفياً واثباتاً كيف؟ يعني في بعض الموارد نقول بالحجية وفي بعض الموارد نقول بعدم الحجية كيف فلو كان اخبار اللغوي عن حسٍ وشهادة يعني افترض الفراهيدي يقول لي انا ذهبت القبيلة الكذائية والى المتخصصين أو من هم اهل اللسان وقالوا معناه كذا أو موارد الاستعمال كذا فالنقل نقلٌ اجتهادي حدسي نظري أو حسي؟ حسي عن شهادة يشهد بهذا يقول انه يشهد فلان وكان الناقل ما هو؟ ثقة، فلو كان اخبار اللغوي عن حسٍ وشهادة يكون داخلاً في الاخبار الحسي وحجية الاخبار الحسي متوقفة على امرين اولاً أن يكون من المتخصصين وثانياً أن يكون ثقة في نقله مثل ما الان شخصٌ يأتي من الشارع أمامك وينقل لك قضية محسوسة تقبل بها أو لا تقبل؟ نعم تقبل ولكن بشرطين، الشرط الأول أن يكون ثقة، الشرط الثاني أن يكون بيني وبين الله اذا يكون القضية تخصصية أن يكون من اهل التخصص سؤال: هل يشترط التعدد أو لا يشترط التعدد؟ يعني لابد أن يشهد شاهدان أو يكفي شاهدٌ واحد ثقتان أو ثقةٌ واحد؟
الجواب هذا على الخلاف في المسألة أن الاخبار في القضايا الحسية في الموضوعات تحتاج الى شاهدين أو يكفي بها شاهد الأول فاذا انت كنت من القائلين بالتعدد فلا يكفي لغويٌ واحد لابد من لغويين اثنين من علماء اللغة أمّا اذا انت لا تقبل شهادة الثقة الموضوعات فلهذا قلنا وقد ثبت في محله حجية الخبر الثقة في الموضوعات ولا حاجة الى التعدد فاذا كان الفراهيدي ثقة في نقله واهل تخصص ونقل لك إمّا في المقام الأول أو المقام الثاني فقوله ما هو؟ حجة على المبنى أما اذا كان اخباره حدسياً قائم على النظر واجتهاد يعني بيني وبين الله لغوي في قرن التاسع ماذا علاقته هذا من يقول هذا معناه كذا إمّا ناقل من آخرين وإمّا ماذا؟ هذا من قبيل الجرح والتعديل مرة أن المعدل والجارح يقول فلان ثقة على أساسٍ حسي أو قريبٌ من الحس ومرة لا مثل العلامة يقول ثقة هذا حسيٌ أو حدسيٌ؟ لا هذا حدسيٌ اجتهاديٌ قد تتفق معه وقد ماذا؟ افترضوا المجلسي وجاء وثق شخصاً هذا توثيقه حسي وتوثيقه حدسي اجتهادي أي منهما؟
من الواضح انه توثيقه السيد الخوئي الان العلامة التستري الان وثقوا في كتبهم الرجالية فلان وفلان ضعفوه هذا اجتهادي أو حسي؟ الجواب هذا اجتهادي نظري حجة اذا كان قول اللغوي على أساس الاجتهاد والحدس لا على أساس الحس أو ما هو قريبٌ من الحس قوله حجة أو ليس بحجة؟ الجواب: أن الذي يريد أن يتكلم في هذه المفردة اذا كان مجتهداً لا يحق له أن يرجع الى مجتهدٍ آخر لابد هو يذهب ويجتهد اذا هماتينه بيني وبين الله وقت ما عنده يقلد وهناك بحثٌ وهو تقليد اللغوي حجة أو ليست بحجة ذاك بحثٌ آخر يعني انت تقول بيني وبين الله انا استطيع عندي القدرة اللغوية والعلمية أن اجتهد ولكنه لا عندي وقت ولا عمري يسع أنه كذا انظر بأنه سيبويه ماذا يقول واقلده وانتهت ماذا علاقتي بهذا السؤال هذا التقليد حجة أو ليست بحجة؟
هذا بحث في باب الاجتهاد والتقليد وهو انه جواز التقليد فقط يختص في المسائل الفقهية أو يصح في المسائل الاصولية أيضاً الان افترض في بعض الاحيان تسأله ماذا تقول في انقلاب النسبة؟ يقول انا اقول انقلاب النسبة صحيح يعني يغير موازين التعارض تقول له بأي دليل؟ يقول بأنه السيد الخوئي، تقول له دليلك ماذا؟ يقول بأنه انا ما محقق في المسألة اقلد السيد الخوئي في انقلاب النسبة، سؤال: الظواهر حجة أو ليست بحجة؟ افترض اصولي الان في الحوزة اسأله اقول له حجة أو ليست بحجة؟ يقول نعم حجة اقول له بأي دليل؟ يقول بيني وبين الله السيد الخوئي كثير بحثها انا أيضاً اقلده في هذه المسألة هل يجوز التقليد في المسائل الاصولية أو لا يجوز؟ تقول لي ما الثمرة؟ ثمرة كبيرة لو أن شخصاً كان مقلداً في الاصول ومجتهداً في الفقه فهل يجوز تقليده وتصديه في المرجعية أو لا يجوز؟ لا، لا تقول لا يجوز بسرعة لابد أن يصير بيني وبين الله انه اساساً مورد الاجتهاد أين؟ في الفقه فقط؟ هذا الرجل بيني وبين الله مجتهد في الفقه ويصدق عليه أو المقدمات القرينة بلاد أن يكون مجتهداً فالمقدمات البعيدة يجوز التقليد فيها افترضوا بأنه لم يقرأ التفسير يريد أنه في مسائل التفسير يقلد السيد الطباطبائي الاية دلالتها كذا أو كذا تقول بأي دليل؟ يقول والله السيد الطباطبائي يقول وانا مقلد للسيد الطباطبائي في هذه المسألة هذا مجتهد يجوز الرجوع اليه في المسائل الدينية أو ليس مجتهد؟ نفس الكلام يأتي في النحو والصرف واللغة والى غير ذلك ابحاث جدوا قيمة واقعاً في باب الاجتهاد والتقليد لابد أن تبحث هناك المهم هذا مبنانا وهو انه وان كان اخباره حدسياً قائماً على النظر والاجتهاد فيكون حجة على من لم يكن خبيراً في علم اللغة والا اذا كان خبيراً في علم اللغة يجوز انه يرجع؟ لا هذا لا يرجع الجهول الى العالم بل هذا من رجوع العالم الى العالم ولا يجوز الرجوع العالم الى العالم يعني السيرة ما دلة على حجية جواز رجوع العالم الى العالم بل اجازت برجوع الجاهل الى العالم ثم أي جاهل؟ هل الجاهل الذي هو جاهلٌ بالفعل وان كانت عنده الملكة أو جاهلٌ بالملكة والفعل ابحاث في محله انشاء الله اذا وقفنا في بحث الاجتهاد والتقليد نشير ولذا انتم تجدون انا هنا في مسألة الحكمة ومادة حكم احاول أن استعرض كلمات كثيرٍ من اللغويين حتى يصل لنا الاطمئنان أن هذه المفردة معناها كذا وكذا والاطمئنان حجيته ماذا؟ بعد هذا لا مرتبط بحجية القول اللغوي وانما مرتبطٌ بحجية الاطمئنان وقد ثبت في علم الاصول أن الاطمئنان حجةٌ، الآن إمّا حجة مجعولة وإمّا حجيته ذاتية كالقطع ونحن نميل الى حجية الاطمئنان الذاتية عرفاً لا عقلاً يعني أن الاطمئنان حجة بنفسه لا يحتاج الى دليلٍ لاثبات الحجية للاطمئنان كما أن القطع لا يحتاج الى دليل لاثبات حجيته الاطمئنان كذلك ولهذا في الامور العرفية لا مطلقا.
على هذا الاساس يتذكر الاخوة بالامس ذكرنا مجموعة من كلمات اللغويين في هذا المجال اليوم أيضاً نشير الى مجموعة أخرى وبحمد الله تعالى كما ذكرنا لكم هذا الكتاب من الكتب المفيدة مراراً ذكرت لكم المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته هناك تأليف وتحقيق قسم القرآن بمجمع البحوث الاسلامية التي هي بإشراف الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني هناك في المجلد الثالث عشر من الكتاب أشار الى مجموعة كبيرة من كلمات اللغويين التي انا اشير الى بعضها قرأنا بعضها واشير الى بعض الاخر منها في المجلد الثالث عشر صفحة 226 قال الليث الحكم الله تبارك وتعالى وهو احكم الحاكمين وهو الحكيم له الحكم والحكم الذي من مشتقاته الحكمة العلم والفقه وآتيناه الحكم صبيا من المراد حكم يعني العلم والفقه صبيا أي علماً وفقه انظروا هذا يبين معنى الحكم ما هو أو يبين موارد الاستعمال هذا ما يقول معنى الحكم يعني العلم والفقه ولكن نجد أن القرآن استعمل الحكم بمعنى العلم والفقه، سواء كان استعمالاً حقيقياً أو كان استعمالاً مجازياً، ولذا نحن قلنا في القول اللغوي لابد أن يلتفت يميز انه يبين موارد الاستعمال أو يبين المعنى الحقيقي أو المعنى المجازي في صفحة 227 ما قاله نفقويه قال الحكمة عند العرب ما منع به عن الجهل يقال أحكمة فلان أي منعته ومنه سميت حكمة اللجام لأنه يمنع بها الدابة ويقال احكمة الشيء اذا جعلته ممتنعاً من العيب والنقص ونحو ذلك يعني الاتقان.
وكذلك في صفحة 227 ما قاله الازهري قال من صفات الله الحكم والحكيم والحاكم وهو احكم الحاكمين ومعاني هذه الأسماء متقاربة والله اعلم بما اراد بها وعلينا الايمان والعرب تقول حكمة واحكمت وحكمت بمعنى منعت، اذن نقطة توجد، تجد انه جميعاً متفقين على أن حكم هذه المادة معناها المنع اذن المنع هذا موارد الاستعمال أو معناها؟ هذا معناها أمّا موارد أخرى بعد معناها أو موارد الاستعمال؟ هذه موارد الاستعمال بعبارة أخرى هذا هو معنى هذه المادة وما ذكر لها من معانٍ آخرى ليس معاني وانما ما هي موارد الاستعمال أو بيانُ مصاديق المفهوم العام الكلي يعني مرة يقول ما معنى القوة؟ يقول معناه كذا ومرة يقول وقد استعملها العرب في السيف وفي الخيل وفي القوس هذا معناه أو موارد استعمالها؟
هذه موارد استعمال وليس موارد استعمال بل بيان مصاديق القوة اذن لابد أن تلتفت اللغوي يبين المعنى أو يبين موارد الاستعمال أو يبين المصاديق وفي الاعم الاغلب هو بيان للمصاديق وهذا هو الذي اوقع المنهج الحنبلي في هذه المشكلة قال عندما نرجع يد في اللغة يقول الجارحة اذن الله أيضاً ماذا عنده؟ عنده جارحة، نعم يد الله كالايدي الله أيضاً عنده عين، ولكن لا كالاعين، الله أيضاً عنده وجه ولكن لا كالوجوه، والله أيضاً عنده ساق ولكن لا كالسيقان لماذا؟ لان اللغة تصور انه يبين المعنى هو ما يبين المعنى وانما يبين مصداق من مصاديق المفهوم العام وهذا الذي بيناه مفصلاً في كتاب التوحيد عن الشيخ ابن تيمية قلنا أن هؤلاء خلطوا بين المفهوم وبين المصداق هذا الكرسي الذي انا اجلس عليه الكرسي في اللغة العربية ليس معناه هذا هذا مصداق ولعله لهذا المفهوم مصاديق أخرى مرتبطة بعالم الغيب وعالم المجردات.
وكذلك في صفحة 228 قال الحكم الله عزّ وجل وهو الحكيم والحكم والحكمة العدل والحلم واحكم يا فلان كن حكيماً وعلى هذا فسر بيت النابغة الى آخره أيضاً اخذ العدل واخذ الحلم واخذ الى آخره كما اشرنا.
وكذلك في صفحة 229 كما قاله الجوهري في الصحاح الحكم مصدر حكم بينهم والحكم الحكمة من العلم والحكيم العالم وصاحب الحكمة والحكيم المتقن للامور ولهذا انتم عندما تأتون الى الحكيم تقولون الذي يضع الشيء في مواضعه يعني وضع الشيء وهو الاتقان وكذلك في صفحة 230 ابو هلال العسكري في الفروق اللغوية الفرق بين العالم والحكيم أن الحكيم على ثلاثة اوجه احدها بمعنى المحكِم مثل البديع بمعنى المبدع والاخر بمعنى محكم فيها يفرق كل امرٍ حكيم أي محكم واذا وصف الله بالحكمة من هذا الوجه كان ذلك من صفات فعله والثالث الحكيم بمعنى العالم بأحكام الامور ليس فقط عالم بالشيء بل عالم بما يترتب على الشيء أيضاً.
أمّا الطوسي في صفحة 232 طبعاً هذا ذكره في التفسير قال: الإحكام الاتساق والانتظام هذه متقاربة والحكمة نقيض السفه يقال حَكَم حكماً واحكم احكاماً ويقال احكم فلان عمله اذا بالغ فيه فأصاب حقيقة العمل رحم الله امرأ عمل عملاً فاتقنه هذا بهذا المعنى والحكمة هي التي تقف بك على مر الحق الذي لا يخلطه باطل والصدق الذي لا يشوبه كذب والحكم بين الناس والذي يرضى به ليقف الأشياء مواضعها والحاكم الى آخره وأمرٌ مستحكم اذا لم يكن فيه مطعن وفي الحديث في رأس كل عبدٍ حكمةٌ هذه اللجام الذي يوضع العقل ماذا يفعل يمنع الانسان عن القبيح في رأس كل عبدٍ حكمَ اذا هم بسيئة وشاء الله أن يقدعه بها قدعه يعني منعه والحكم في الانسان هي العلم الذي يمنع صاحبه من الجهل هذه ما قاله الطوسي، الراغب الاصفهاني في المفردات أيضاً واضح قال: حكم اصله منع منعاً، هذا راغب الاصفهاني مقصوده يقول ليس معناه المنع منعُ اذا اريد به الاصلاح منع منعاً لاصلاحٍ ليس مطلقاً هذه في صفحة 233.
والزمخشري في أساس اللغة هناك في صفحة 234 يقول احكم الشيء فاستحكم وحكم الفرس احكمه وضع عليه الحكم يعني وضع عليه لجاماً يمنعه مما يريد أن يتصرف والطبرسي في تفسيره صفحة 235 قال الاحكام منع الفعل من الفساد والحكمة المعرفة ولكن أي معرفة بما يمنع الفعل من الفساد والنقص وبما يميز القبيح من الحسن والفاسد من الصحيح والحكيم في صفات الله يحتمل الوجهين وكذلك في صفحة 237 الجرجاني في التعريفات الحكمة علمٌ يبحث عن حقائق الأشياء هذا تعريف الحكماء لا علاقة لها بالحكمة لغة الى أن يقول والحكمة تجيئ على ثلاثة معانٍ اذن هذا يبين موارد الاستعمال أو يبين المعنى؟ لا، يقول ثلاثة معانٍ هو يقول والحكمة على ثلاثة معانٍ الاولى الايجاد، الثاني العلم، الثالث الافعال التي تصدر من الانسان الى آخره يشرح هذا اذن وجدت الان بشكل عام كلمات اللغويين تقريباً واقعاً وهم اعلام اللغة يعني هؤلاء اقوالهم ليست كاشفة عن معاني اللغة إذن يوجد عندنا طريق في معرفة اللغة أو لا يوجد عندنا طريقٌ؟ لا يوجد طريق يغلق ما عندنا طريق آخر طريقنا لمعرفة هذه المفردات وهذه المواد اللغوي انما تمر من خلال هؤلاء المتخصصين في ابحاث اللغة هذا من قبيل انت عندما تريد أن تغلق تقول زرارة قوله ليس حجة ومحمد ابن مسلم قوله ليس حجة وفلان وفلان بعد عندك طريق للائمة أو لا يوجد عندك طريق الى الائمة؟ لا، لانه كتاب الكافي والتهذيب والاستبصار وكتب الحديث كلها طريقنا الى الائمة يمر من خلال من؟ من خلال هؤلاء الاصحاب اصحاب الائمة فاذا انت اسقطتهم عن الاعتبار بعد يوجد عندك طريق الى الائمة أو لا يوجد عندك؟
اذن انت أيضاً اسقطت كل كلمات هؤلاء اللغويين للكشف عن معاني المفردات اللغويية بعد عندك طريق لمعرفة اللغة أو لا يوجد عندك طريق لمعرفة اللغة؟ انا لا اعلم أن القرآن عندما قال لو اسقطنا اعتبار هذه الكلمات عندما قال وسع كرسيه السماوات ما معنى الكرسي؟ لانه كرسي لابد ارجع الى اللغة، عندما قال يد الله فوق ايديهم ما معنى يد؟ لابد أن ارجع الى اللغة، عندما قال أينما تولوا فثم وجه الله ما معنى وجه الله؟ ما معنى الله له وجه؟ لابد أن ارجع الى اللغة ونحو ذلك، اعزائي هذه مجموعة المعاني أو مجموعة موارد الاستعمال لهذه المفردة الان نأتي الى الايات التي قالت وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ بيني وبين الله بعد يمكننا أن نقول مباشرتاً والحكمة السنة أو لا يمكن؟ لا يمكن، لماذا؟ لانه لا يوجد أي اشارة في هذه المجموعة هذه الكلمات أن الحكمة هي السنة بالمعنى الاصولي الذي اشرنا اليه ما موجود اذن الملاحظة الاولى ما قاله الشافعي وما جاء بعده ومن تبعه على ذلك أن المراد في الايات التي قالت ويعلمهم الكتاب والحكمة يعني السنة بالمعنى الاصولي بعد هذا كلامٌ تام أو غير تام؟ هذا على إطلاقه لا يكون تاماً لماذا؟ لان الحكمة لها أيضاً مطلق العلم مطلق الفهم مطلق ما يقابل السفه مطلق العدل كل هذا موجود فيه لماذا تختص بماذا؟
نعم من حقك أن تقول انه من مصاديق الحكمة ما هي؟ السنة نعم من حقك السنة بالمعنى الاصولي الذي قلنا يعني قول النبي فعله وتقريره أو قول المعصوم قوله وفعله وتقريره أو قول الصحابي فعله تقريره هذني قلنا على الخلاف الموجود في دائرة السنة انها مختصة بالنبي أو شاملة على اهل البيت كما على مباني مدرسة اهل البيت أو شاملة للصاحبي كما على المباني مدرسة اهل السنة اذن لانه من معانيها ماذا كان؟ العلم، من معانيها ماذا كان؟ الآن إمّا من معانيها أو من موارد استعمالها لا فرق من مواردها ما هو؟ العلم، من مواردها ما هو؟ الفقه، من مواردها ماذا؟ الحكم، من مواردها ماذا؟ المنع ومن الواضح أن السنة تمنع من الفساد أو لا تمنع من الفساد؟ نعم، أن السنة تميز القبيح من الحسن أو لا تميز؟ نعم، أن السنة تميز الحق من الباطل؟ نعم، هذه كلها موجودة اذن نقول كما قال الشافعي في كتاب الرسالة أو في كتابه الاصولي وان المراد فذكر الله الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة فسمعت من ارضى من اهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة رسول الله بعد كلام تام أو غير تام؟ كلام غير تام لانه نسأل منك من قال أن الحكمة سنة رسول الله؟ اذا اردت أن تستند الى اللغة فاللغة اوسع من ذلك اذا اردت أن تستند الى الرواية الكلام في حجية الرواية قلنا انه هنا لا يمكن الاستناد الى الرواية لبيان أن الحكمة هي السنة النبوية لانه يلزم الدور لاننا نتكلم في حجية السنة فلا يمكن أن نستند الى السنة لاثبات أن المراد من الحكمة هي السنة الا اذا ثبتت حجية السنة بدليلٍ آخر خارجي غير هذا الدليل واضح صار ولكن هنا يوجد اشكال مختصر قد يقول قائلٌ بأنه اساساً هنا السنة سنة رسول الله تكون حجة ليس بمعنى انها تعطينا شيئاً وراء القرآن بل لا تبين لنا كيف يطبق القرآن كيف يعمل بالقرآن كيف الى غير ذلك لان القرآن قال لنا بين العقائد فالسنة ليس بيان امرٍ جديد وانما هو الاشراف لتطبيق القرآن هذا هو السنة مرة انت تريد من السنة امراً وراء القرآن كما أن الصلوات سبعة عشر ركعة هذا شيءٌ وراء القرآن والقرآن ما فيه سبعة عشر ركعة القرآن ما فيه احكام الحج والقرآن ما فيه احكام الزكاة التفصيلي وهكذا باقي المعارف الدينية والفقهية رسول الله يأتي ويعطي شيئاً وراء يعني شيئاً اضافة الى ما ورد في القرآن، حديثنا نحن أين؟ هنا هذه الاضافات ومرة لا هذا الذي ورد في القرآن يقول اعمله بكذا وكذا وكذا فقد يقول قائلٌ أن الحكمة معناها السنة يعني تطبيق ما ورد في القرآن ليس اضافة شيء، الجواب على هذا أن مقتضى العطف المغايرة اذن لابد أن يوجد شيء اضافة في السنة والا اذا كان لا كل ما يوجد في القرآن تطبيقه الا الاشراف على تطبيقه اذن لا معنى للعطف اذن الملاحظة الاولى الاصلية أنه لا يمكن أن نقول أن الحكمة هي سنة رسول الله نعم بالامكان أن نقول من مصاديق الحكمة هي السنة هذه الملاحظة الاولى، الملاحظة الثانية نحن بحثنا أين؟
نحن بحثنا أن رسول الله ماذا يعلم الامة أو أن رسول الله قوله حجة أي منهما؟ نحن الان بحثنا في حجية السنة في ماذا؟ رسول الله قوله حجة علينا أو ليس حجة علينا فعله حجة علينا بالمعنى الاصولي الذي تقدم مراراً أو ليس حجة تقريره حجة أو ليس بحجة هذه الاية تقول حجة أو يقول يعلمكم؟ من يقول فمن علمنا فهو حجة من قال؟ مثل الان لو سألتك أو سألتني قلت انا اريد اتعلم الفقه اقول اذهب الى فلان شخص والله يعلمك فقه لا يوجد بعده فقه هذا معناه أن كلما قاله حجة عليك؟ هل توجد ملازمة بين التعليم وبين الحجية؟ كل من علم شيئاً فبالضرورة أنما علمه حجة علينا ولو كان امراً تعبدياً مرة يكون الذي علمني امراً عقلياً امراً علمياً فحجيته معه لا يحتاج الى أن المتكلم ما هو ومرة انه الذي يعلمني ما هو امور تعبدية فاذن الاية المباركة على فرض انها أن الحكمة هي السنة والاية تقول يعلمكم الحكمة ولا تقول لنا أن كلما علمكم فهو حجة عليكم ونحن حديثنا أين؟ أن كلما علمنا فهو حجةٌ علينا.
والحمد لله رب العالمين.
7 ربيع الأول 1436