أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في الملاحظات التي يمكن ايرادها على هذه الطائفة أو الصنف الثالث من الايات وهي التي استدل بها الشافعي في كتاب الرسالة وتبعه بعد ذلك جملة من الذين تكلموا وكتبوا في حجية السنة بالمعنى الاصولي، الملاحظة الاولى التي اشرنا اليها قلنا بأن قول الشافعي أن الحكمة هي السنة هذه هي عبارته كما اشرنا اليها بالامس في صفحة 111 من الكتاب قال الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وآله قلنا بأن هذا المعنى لا يمكن أن يستفاد من استقراء كلمات اللغويين عندما استقرأنا كلمات اللغويين لم يجد فيها أي دلالة أن تقول أن الحكمة بمعنى السنة لا يوجد هذا نعم يمكن أن يقال بأنه من مصاديق الحكمة في القرآن الكريم هي السنة بالمعنى الاصولي الذي تقدم لانه قيل أن السنة هي العلم قيل أن السنة هي التي تمنع عن الجهل ترشد الانسان الى الحسن ونحو ذلك هذه كلها قابلة للانطباق على قوله صلى الله عليه وآله وعلى فعله صلى الله عليه وآله ولكن أن يقال أن الحكمة هي سنة رسول الله هذا كلامٌ غير دقيق نعم يمكن أن يقال أنها من مصاديق السنة هذا طبعاً على مستوى هذه المرحلة والا بعد ذلك عندما نشير الى ملاحظة أخرى سيتضح أن هذه فيه كلامٌ أيضاً يمكن أن يقع فيه كلام لان القرآن الكريم لم يذكر الحكمة فقط في رسول الله صلى الله عليه وآله، ذكر الحكمة في غير رسول الله صلى الله عليه وآله عندما يقول بالنسبة في هذه الاية 251 من سورة البقرة قال: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ (يعني وآتاه الله الملك وسنة النبوية ماذا علاقتها؟) وهكذا وردت بالنسبة الى سليمان وهكذا وردت بالنسبة الى موسى وعيسى وجملة من الانبياء الله آتاهم الحكمة يعني آتاهم السنة النبوية ماذا علاقته؟
ومن هنا اشكل البعض قالوا عندما نستقرأ هذه المفردة في القرآن لا يمكن أن يراد من الحكمة السنة النبوية من هنا نحن نقول بأنه لعل المراد الشافعي ليس انه كلما وردت السنة الحكمة هي بمعنى السنة وانما ما وردت في رسول الله يعلمهم الكتاب والحكمة يراد من الحكمة السنة وهذا بحثه انشاء الله سنشير اليه المهم من مصاديق الحكمة السنة وهذه قضية نحن مراراً اشرنا اليها وبيّناه لكم وقلنا كثيراً ما يقع الخلط والاشتباه والخطأ في عدم التمييز بين التفسير وبين المصداق يعني انما ذكر في الروايات أو في كلمات العلماء هو بيان المصداق وليس تفسيراً للاية ولكن مع الاسف الشديد أن البعض خلط تصور انما قال الامام نحن اهل الذكر في قوله فأسلوا اهل الذكر أن كنتم لا تعلمون قال الاية فسرت بأهل البيت لا غير ممكن لان عنوان اهل الذكر ما هو؟ عنوان عام يصدق على الجميع نعم من مصاديقه اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين كما في سورة التوبة وفسر الصادقين بأهل البيت خطأ ما يمكن لان الصادق لا يختص بأهل البيت نعم من مصاديقه هو، الآن بعض الاحيان هناك دليل على حصار المصداق وهناك دليل على عدم انحصار المصداق هذا بحث آخر مرة يقوم الدليل اساساً هذا المفهوم له مصداقٌ واحد أو خمسة أو عشرة انحصار المصداق ومرة لا كما قلنا في عنوان اهل البيت عنوان اهل البيت وفسر بهؤلاء الخمسة هذا التعبير خطأ لان عنوان اهل البيت لغة استعمالاً قرآناً فقهياً عرفياً كلها اعم من هؤلاء الخمسة نعم النبي صلى الله عليه وآله طبقها هذه الاية على خصوص هؤلاء الخمسة جيد جداً ومن هنا تجدون واحدة من اشكالات اهل السنة يقولون ماذا تفعلون بالتسعة الباقية الان انتم استطعتم من خلال آية التطهير أن تقولوا هؤلاء ثبتت عصمتهم بآية التطهير ماذا تفعلون بباقي الائمة من الامام السجاد الى الامام الثاني عشر من الائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام.
اذن الملاحظة الاولى التي يمكن ايرادها على الشافعي قوله الحكمة سنة رسول الله الجواب هذا كلامٌ غير دقيق وغير علمي لان الحكمة اعم فمن مصاديقها السنة هذه الملاحظة الاولى.
الملاحظة الثانية التي اشرنا اليها بالامس وقلنا لابد أن نقف عندها قليلاً وهي انه الاية قالت: وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، قالت: يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، قالت: بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ، قالت: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وهكذا هذه كلها اشارت الى أن من مسؤوليات النبي الاكرم صلى الله عليه وآله أن ماذا يفعل؟ اولاً أن يعلم الكتاب، ثانياً يعلم الحكمة، ثالثاً: يزكي.
السؤال: نحن أين بحثنا في أن رسول الله يعلم الحكمة أو أن انما علمه هو حجة علينا أي منهما؟ من الواضح أن حديثنا في الحجية بالمعنى الاصولي يعني ما قاله ما علمه فهو حجة عليك تعبداً يعني علمت عليه بالدليل أو لم تعلم عندما قال لك صلاة الصبح ركعتين فهو حجة عليك ما معنى حجة عليك يعني منجزاً عليك يعني يوم القيامة اذا ما صليت صلاة الصبح ركعتين يوم القيامة تعاقب على ذلك هذا محل البحث ومحل البحث انما علمنا رسول الله من الحكمة فهو حجة علينا تعبداً والاية ليست بصدد هذه تتكلم على شيئاً آخر تتكلم عن وظائف رسول الله ما هي وظائف رسول الله؟ وظيفته بيني وبين الله كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، اذن الايات جميعاً لو انت الان استقرأ لك جميع الايات، الآيات التي وردت في رسول الله هذني هي الايات 129 من البقرة 151 من البقرة 231 من البقرة 164 من البقرة 113 من البقرة 39 من الاسراء الاية الثانية من سورة الجمعة كلها يعلم يعلم ويتلوا ويعلم ونحن بحثنا في ما هي مسؤوليات رسول الله أو بحثنا في انما علم به هو حجةٌ أي منهما اصلا محل النزاع شيء والايات في شيءٍ آخر ماذا علاقتهما بالاخر هذا من قبيل اقول لك ما هي وظيفة رواة الحديث في عصر الغيبة؟ بيني وبين الله يقومون بأكثر الاعمال التي كان يقوم بها الامام المعصوم وأمّا الحوادث الواقعة ترجع فيها الى رواة حديثنا اللطيف مع ان هذه الرواية التي هي معتبرة سنداً عندنا تقول فإنهم حجتي عليكم مع انها تتكلم عن الحجية استفدنا من العصمة أو لم نستفد؟ ابداً بيني وبين الله قلنا بأن الحجية لا تلازم العصمة مع أن الرواية تتكلم عن الحجية تفيد العصمة أو لا تفيد العصمة؟ لا تفيد العصمة؟ فما بالك فقد اذا كان تبين وظيفة رواة الحديث ولا يوجد فيها عنوان الحجية اصلاً يأبن رسول الله ما هي وظيفة رواة الحديث يقول أن يعلمكم معارف دينكم الم نقرأ في رواية الامام الرضا قال عرفوهم محاسن كلامنا فإن الناس لو عرفوه لاتبعونا، الآن عرفوا محاسن كلامنا يعني نحن عندما نعرف الناس محاسن كلامنا حجة تعبداً على الناس ليس كذلك ابداً لا يثبت هذا ولا يثبت الحجية بالمعنى الاصولي اذن الملاحظة الثانية على فرض سلمنا أن الحكمة تشمل سنة رسول الله ولكنه تقول أن رسول الله يعلمكم الحكمة أمّا وكل ما علمكم الحكمة فهو حجة عليكم هذا من أين في الاية المباركة؟ الا أن يقول قائلٌ الايات قالت ويعلمهم الكتاب والحكمة فبقرينة الكتاب كيف أن الكتاب حجة علينا الحكمة أيضاً ماذا؟ والسنة هي أيضاً حجة علينا، الجواب على ذلك أن حجية الكتاب ما ثبتت بهذه الاية حجية الكتاب ثبتت بدلالة اعجاز القرآن في محله والا لم يكن هذا القرآن قد ثبت انه من قبل الله كان حجة علينا أو ليس حجة علينا؟ لا ليس بحجة لو أن رسول الله لم يقل أن هذا كلام الله كان يقول هذا كلامي كنا نقول حجة؟ لا، نحتاج الى دليل حتى نثبت حجية للكتاب إذن قرن الحكمة بالكتاب لا يعطي الحجية للحكمة هذه هماتينه الملاحظة الثانية.
الملاحظة الثالثة تأتي في مكان آخر اشير الى ملاحظات أخرى وهو انه حتى لو استفيد من الحجية هذا لا يثبت أن الحجية يعني العصمة كما اشرنا فإنهم حجتي عليكم هل انه اصار حجة يعني معصومٌ؟ لا ابدا من أين يثبت هذا؟ لا ملازمة بين فرض الطاعة وبين العصمة الان مراجع عصر الغيبة اقوالهم تجب طاعتهم أو لا تجب طاعتهم؟ نعم تجب طاعتهم الان ولي الامر أو الولاية الفقيه لمن يعتقد بها تجب طاعته على من اعتقد بها أو لا تجب؟ نعم تجب هذا يدل على عصمة الولي؟ لا ابدا لا ملازمة بين فرض الطاعة وبين العصمة بل فرض الطاعة اعم منه ولازم اعم واحنه بحنا ليس في العصمة نحن بحثنا في الحجية بالمعنى الاصولي يعني اقواله افعاله وتقريراته.
الملاحظة الثالثة: في الملاحظة الثالثة سلمنا يعني تنزلنا على الملاحظة الاولى وقلنا الحكمة هي السنة وتنزلنا عن الملاحظة الثانية وقلنا أن التعليم يلازم الحجية يعني عندما قال يعلمهم يعني كلما علمكم فهو حجة طبعاً قد يقول قائلٌ سيدنا اذا كان هناك تعليم اذن هو يلزم اذن لابد أن يكون حجة هذا البحث الاعلام تعرضوا له في ابحاث الحجية الخبر الواحد قالوا بأنه الاية المباركة من سورة التوبة قال تعالى: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ اذا هذا الانذار سمعه ولم يعمل به لكان انذاره لغواً اذن نستكشف من الاية حجية خبر الواحد أو خبر المنذر هناك اجابوا قالوا لا، لا ملازمة بين الحجية بين وجوب الانذار وبين حجية قول المنذر الاية تقول يجب عليه أن ينذر أمّا متى يجب على المنذَر أن يقبل لعله الشارع قال له اذا حصل لك العلم من قوله فهو حجة وان لم يحصل لك العلم من قوله فليس بحجة الاية ما تتكلم عن مظيفة المنذر وانما تتكلم عن وظيفة المنذِر فلعله الرسول كانت وظيفته أن يعلم ولكنه متى يجب علينا العمل اذا حصل لنا العمل من كلامه أمّا اذا لم يحصل لنا العلم من كلامه يجب العمل أو لا يجب العمل؟ الاية لا تتكلم عن هذا واذا جاء العلم بعد الحجية التعبدية لا معنى لها واحنه حديثنا أين؟ اذا تتذكرون بحثنا ماذا كان في الأول قلنا محل النزاع أين؟ في الحجية التعبدية للسنة ليس الحجية مع حصول العلم لان مع حصول العلم لا نحتاج الى حجية العلم هو حجة بذاته فاليكن المتكلم من يكون الان لو تنزلنا عن هذه الملاحظة الثانية وقلنا أن تعليم يلازم الحجية وان الحجية التعبدية الاية ماذا قالت؟ قالت يعلمهم الحكمة يعني رسول الله واحدة من وظائفه تعليم الحكمة في الملاحظة الثالثة قالت أن رسول الله واحدة من مسؤولياته تعليم الحكمة نحن حديثنا أن رسول الله يعلم الحكمة أو لا يعلم أو حديثنا كلما قاله فهو حكمة أي منهما؟ نحن نريد أن نقول كل اقواله فهي حكمة والاية تقول كل اقواله حكمة أو تقول يعلمكم الحكمة لعله رسول الله صلى الله عليه وآله مما قاله بعضه حكمة وبعضه ليس بحكمة اذن يثبت لنا حجية اقوال النبي مطلقاً أو لا يثبت بل اكثر من ذلك نريد أن نثبت بها حجية افعال النبي تقارير النبي هذا من أين انا من قبيل اقول اذهب الى فلان يعلمك علم الطب يعلمك علم الفقه هذا معناه كلما قاله فهو فقه؟ لعله ما قاله بعضه فقهٌ وبعضه ليس بفقه بعضه طبٌ وبعضه ماذا؟ نعم اذا اردت الفقه اذهب الى فلان إمّا كلما قاله فهو فقه هذا من أين؟ يعني الان اذا سألتني انا اريد أن اتعلم الفقه اقول لك اذهب الى الفقيه الكذائي هذا معناه اذن كل ما يقوله عندما يتكلم مع عموم الناس هذا هم فقه؟ لا علاقة ولا ملازمة اذن على فرض التنزل عن الملاحظة الاولى والملاحظة الثانية وما يلازمها من الحجية التعبدية ونحو ذلك هذه تثبت حجية أقوال النبي بنحو القضية الموجبة الكلية أو القضية المهملة؟ القضية المهملة يعني أنما كان حكمة فهو حجةٌ عليكم لا أن كلما يقوله فهو حكمة، تأتي هنا اشكالية انه ما هو من كلامه حكمة وما هو من كلامه ليس بحكمة يعني في جملة من الاحيان اذا علمنا انه من الحكمة فهو حجة علينا أو اذا علمنا انه ليس من الحكمة فليس حجة علينا واذا شككنا لا يمكن التمسك بقوله يعلمهم الكتاب لانه التمسك بالعالم في الشبهة المصداقية لها وهذا الذي ذهب اليه جملة من علماء السنة قالوا بأن اقواله فيما يتعلق بالتشريع والوحي فهو حجة أمّا ما قاله في اموره العادية في الامور الدنيوية في إلى آخره فهو حجة أو ليست بحجة كما نقله هذه الروايات التي هي أيضاً ضعيفة السند عنده انتم اعلم بامور دنياكم هذا اشارة الى هذا ونحن نريد أن نستدل بالاية المباركة لاثبات ماذا؟ إثبات حجية اقوال النبي بنحو القضية المهمة لو بنحو الموجبة الكلية نحن لا اقل اتباع مدرسة اهل البيت نريد أن نثبت حجية اقوال النبي أو اقوال الائمة بنحو الموجبة الكلية وهذه الاية دالة أو ليست بدالة هذه الصنف من الايات؟ لا ليس بدالٍ على ذلك اذن هذه ملاحظات ثلاث أو اربعة تنسف اصل الاستدلال الذي يريدونه على محل الكلام وهو اقوال النبي افعال النبي تقريرات النبي حجة هذا الصنف من الايات تثبت أو لم تثبت؟ لا تثبت، ولكن اذن الى هنا هذا الصنف الثالث من الايات انتهى البحث عنها الان اريد أن اقف عند بحثٍ آخر وهو انه اساساً بنحو الاجمال سوف يلقي ضوئاً اساسياً على علم الحكمة في هذه الايات يعني الايات المرتبطة بالنبي من الواضح أن استدلال الشافعي في كتاب الرسالة وكذلك من جاء بعده من قبيل عبد الغني عبد الخالق في حجية السنة انما استدلوا بجملة واحدة من آيات متعددة وهو يعلمهم الكتاب والحكمة، يعلمكم الكتاب والحكمة هي جملة في ماذا؟ آية هذه أو ليست آية؟ لا ليست آية ابداً وانما هي جملة في آية، الآن آية أو آيتين وانما هي جملة من هنا واقعاً اريد أن اقف قليلاً عند مسألة ما هو المنهج وما هي القاعدة للاستدلال بجملة واحدة من آية في سورة في القرآن الكريم وكثير من استدلالاتنا نحن الامامية من هذا القبيل يعني قوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت هذه آية؟ لا، سورة؟ لا، ما هي؟ جزءٌ من آية أو عندما نأتي الى سورة المائدة الاية 3 من سورة المائدة قال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا، نحن نستدل بهذه الاية بهذا المقطع هذه آية في القرآن؟ كلا، وانما هي جملة أو جملٌ من آيةٍ في سورة في مجموع سور القرآن الكريم اليس كذلك؟ أو عندما نستدل قوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم هذه آية في القرآن؟ الجواب: لا، هذه جزء من آية اذن من هنا اريد أن اقف عند الاصل الكلي للاستدلال بجملة أو بمقطع أو بجملتين من آية موجودة في سورة وتلك السورة موجودة ضمن مجموع سور القرآن الكريم، هذا الكتاب قواعد تدبر الامثل لكتاب الله عزّ وجل تأليف عبد الرحمن حسن حنبكة الميداني دار القلم دمشق في هذا الكتاب الذي انا بيدي الطبعة الرابعة 1430 من الهجرة في هذا الكتاب يشير الى اربعين قاعدة يحتاجها الانسان لكي يفسر القرآن الكريم يعني بيني وبين الله هذا علم اصول التفسير هذا الذي كنا ندعوا له مذ عقدين من الزمان انه لكي يكون الانسان مفسر يحتاج لكي يكون عنده علم اصول كما انه اذا يريد أن يكون فقيه لابد أن يكون له علم اصول الفقه هنا هم يحتاج علم اصول التفسير ويحتاج في الكلام الى علم اصول الكلام ويحتاج في التاريخ الى علم اصول التاريخ وهكذا الذي مع الاسف الشديد نحن في التاريخ عندنا قواعد علم اصول التاريخ أو لا يوجد عندنا؟ لا يوجد عندنا ، هناك قاعدة يذكرها ابن خلدون كثير مهمة التي جعلت لابن خلدون مؤسس علم الاجتماع أو مؤسس علم الحضارة أو مؤسسة معرفة التاريخ يوجد خلاف بين المؤرخين وبين اصحاب فلسفة العلوم انه هذه مقدمة ابن خلدون الذي هو يقول انا كتبتها خمسة اشهر فقط هذه.
سؤال: انه هذه المقدمة تتكلم عن علم الاجتماع أو علم الحضارة أو فلسفة التاريخ هذا ليس مهم يذكر هناك مسألة مهمة جداً ويوضحها بشكل واضح ومفصل الدكتور طه حسين في رسالته الدكتوراء عن ابن خلدون لانه رسالة ابن طه حسين في دكتورا في فرنسا ماخذها عن علم الاجتماع في مقدمة ابن خلدون التي ترجمها عبد الله عنان المحامي والموجودة الان في موسوعتها موسوعة طه حسين هذني كتابين لطه حسين كثير مهم عن ابن خلدون والثانية عن ابي العلاء المعري هذني كتابين واشرنا اليهم هناك يشير الى اربعين قاعدة ابن خلدون عنده قاعدة تاريخية وكثير مهمة هذه مرتبطة بعلم اصول التاريخ نحن نأتي عادة (هذا خارج بحثي ولكن يفيد لهؤلاء الذين يقرؤون ويصعدون المنبر) يقول بأنه نأتي الى الروايات التاريخية افترضوا احداث الامام الحسين عليه السلام افترضوا احداث صدر الاسلام ما بعد رسول الله افترضوا احداث أخرى ما يكفي أن ننظر الى الرواية سنداً وان الرواة كذا وكذا لابد أن نرى أن هذا الذي تنقله الرواية من الناحية التاريخية الزمان والمكان والظروف الاجتماعية والثقافية اساساً يمكن أن تقع في مثل هذه الواقعة أو لا يمكن؟ فاذا كان يمكن وقوعها نبحث عن دليل الوقوع والا ما يكفي أن سند الرواية صحيحة.
اذن تتذكرون في علم اصول الفقه الاعلام هناك من جاؤوا الى شبهة ابن قبة قالوا اولاً لابد أن نبحث جعل الحجية للظن ممكن أو ممتنع فاذا ثبت الامكان عند ذلك نبحث عن دليل وقوع نفس هذه القاعدة ابن خلدون طبقها في التاريخ ولهذا جملة من الحوادث التي وقعت في كربلاء اساساً امثال العلامة المطهري اتى وشكك فيها وانكرها قال لانه لا يمكن أن تقع بهذه حتى نقول الرواية صحيحة أو ضعيفة يعني مجموعة الظروف التاريخية تسمح بوقوع هذا الحدث أو لا تسمح؟ على سبيل المثال الامام الحسن كان عنده ابن في كربلاء ثلاث سنوات وعندما أتى الى عمه فضربه فيده انقطعت الا بالجلد اشكد كان عمره؟ بعض الكتب يقول 3 سنوات بعض يقول 6 سنوات بعض يقول اكثر، تقول كيف يكون عمره 3 سنوات أو 7 سنوات هو الامام الحسن قبل عشرة سنوات من كربلاء استشهد كيف يكون عنده ابن يصير عمره ثلاث سنوات في كربلاء؟! تقول لي سيدنا الرواية صحيحة السند هذا من قبيل ذيك القضية المعروفة صاحبنا رأه وقال بأنه سمعت انت متت يقول له بأنه انت تنظر بأنه انا أمامك طيب ما مت يقول لانه الناقل ثقة! فلهذا في أي حدث تاريخي افترض على سبيل المثال في أي قرن اكتشف الخط افترضوا في القرن الخامس من الميلاد أو العهد الصيني واذا يأتي لك بوثيقة ما قبل اكتشاف الكتابة بهذه الحروفة بخمسة قرون تقول له مكتوبة عليه التاريخ يقول وان كان مكتوب لانه الثابت انه اكتشفت الحروف والطباعة في فلان عصر ما يمكن أن تكون قبل ذلك.
اذن هذا موضوعه كذب هذه، هذه القواعد مهمة جداً في أي علم؟ في التاريخ في الكلام في العقيدة في التفسير في الفقه ونحو ذلك نعم علماءنا الحمد لله رب العالمين أو علماء المسلمين عموماً مئات الكتب أن لم اقل الالاف الكتب كتبوها في علم اصول الفقه ولكن مع الاسف الشديد عندما وصلنا الى التفسير فهناك كتبٌ بعدد الاصابع فيما يرتبط بقواعد التفسير وتعالوا معنى الى القاعدة الاولى التي يقولها هذا الرجل في القاعدة الاولى التي هي صفحة 13 من الكتاب يقول حول ارتباط الجملة القرآنية بموضوع السورة وارتباطها الموضوعي بما تفرق في القرآن المجيد.
اذن لكي نفهم جملة من آية في سورة من سور القرآن لا يمكن أن نقتطعها ونفهمها ابداً لابد أن تفهم ضمن الاية التي وردت فيها تلك الجملة اولاً ولابد أن تفهم ضمن الايات المحيطة بتلك الاية ثانياً ولابد أن تفهم ضمن كل آيات السورة الواحدة لان لكل سورة موضوعٌ خاص شخصية مستقلة حقوقية لكل سورة في القرآن ارجوا الله أن اوفق عندي بحث مهم خصائص السور القرآنية وكل سورة ما هي خصائصها هذا ثلاثة ولابد أن تفهم هذه الجملة ضمن مجموع ما وردت هذه الجملة في القرآن الكريم يعني الان وجدتم أن هذه المقطع ورد في سورة واحدة أو في عدة سور؟
اذن انت لابد أن تفهمه ضمن مجموعة هذه السور، الان بناءاً على هذا الاصل الذي يوم السبت نبينه لكم بناءاً على هذا الاصل لابد أن نفهم الحكمة في القرآن الكريم انظر بعد في ذاك الوكت يمكن أن يرتبط بالسنة أو لا يمكن أن تكون مرتبطة بالسنة.
والحمد لله رب العالمين
8 ربيع الأول 1436