نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (44)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    لا بأس بأن نعود الى البحث التي اشرنا اليه أو وقفنا عنده في الدرس السابق قلنا أن هذه النظرية تقوم على أساس أن الرسول هو مدار الطاعة والعصيان في القرآن الكريم، عنوان الرسالة هي التي اخذت مداراً للطاعة وللمعصية والايات التي تكلمة عن ذلك كثيرة جداً أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ بعضها بهذا العنوان وبعضها أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ والعكس أيضاً يعني انه من يعصي الله ورسوله من يشاقق الله ورسوله شاق الله ورسوله.

    اذن مدار الطاعة والعصيان في القرآن الكريم على عنوان الرسالة هذا اصل وعندما تراجع القرآن الكريم تجد الايات في ذلك كثيراً جداً فيما يتعلق بالطاعة والاطاعة قرأنا عشرات الايات في هذه فيما يتعلق بالمعصية والمخالفة والمشاقة في سورة النساء الاية 14 قال تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ وهذه لماذا الضمير عادتاً يفرد واقعاً نكتة مهمة لابد أن تدرس اذا كان لله طاعة وكان لرسوله طاعة أخرى وراء طاعة الله اذن الاية لابد أن تقول ماذا؟ ويتعدى حدودهما لا حدوده مع أن القرآن ماذا يقول؟ ويتعدى حدوده لماذا؟ اصحاب هذه النظرية يقولون باعتبار انه لا يوجد لرسول الله شيء وراء طاعة الله هو لا يوجد من عنده شيء كل ما عنده فهي من عند الله هذه النكتة احفظوها وكل من جاء القرآن وجمع واضاف الضمير لم يثني وانما افرد وجعله مفرد هذه اية وكذلك الاية 115 من سورة النساء قال تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى فالعنوان على ماذا؟ عنوان الرسالة وكذلك في الاية 13 من سورة الانفال قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وكذلك الاية 66 من سورة الاحزاب قال: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ اذن وقعنا فيما وقعنا فيه بسبب مخالفة الرسول هذا اصلٌ اذن الاصل الأول في القرآن ما هو؟ أن عنوان لزوم الطاعة وعدم جواز المخالفة والعصيان انما هو على عنوان الرسول والرسالة.

    الاصل الثاني: أن الرسول في القرآن ليس له شيءٌ من عند نفسه وانما هو يبلغ عن الله فقط، القرآن الكريم يقول لغة هم كان هكذا قلنا الرسول والمرسل بأي عمل يقوم؟ ليس يعطي شيء ويضيف من عنده شيئاً وانما يبلغ ما ارسل به، يبين ما اوحي اليه يوحى اليه انما انا بشرٌ مثلكم يوحى الي يبين ما اوحي اليه والعجيب ضموا الى هذا الاصل الثاني أن القرآن قال ليس لرسولنا عنوان الا ماذا؟ الاية 144 من سورة آل عمران قال تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ اصلا عنوان الخاتم ما هو؟ عنوانه رسول وليس عنده عنوان اخر وهذا حصر نعم اذا قام دليل آخر نقول حصر اضافي الان حصر حقيقي الا اذا دل الدليل نقول حصر اضافي ولا يقول لنا النبوة قلنا أن البعد النبوي ما هو؟ يعني انتخابه من بين الناس ليرسله يا ايها النبي أن ارسلناك ما معنى النبي؟ يعني انتخبناك تنبأت حتى تكون رسول من قبله، فليس له عنوان الا الرسول والرسول ما هي وظيفته في القرآن؟ إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ، أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ.ا

    ذن على هذا الاساس مقتضى هذين الاصلين أن الرسول يوجد من عنده شيء يضيفه على ما هو عليه أو لا يوجد؟ لا يوجد لان القرآن يقول اساساً نحن انما ارسلناه ليبلغ عنا وما عنده وظيفة أخرى ومن هنا تجد القرآن الكريم في مجال وجوب الطاعة قال وما ارسلنا من رسولٍ الا ليطاع ومن يطع الرسول في الواقع اطاع الرسول أو اطاعني؟ اطاع الله لانه هو ليس من عنده شيء ولم يقل شيء اضافياً هو كل الذي قاله عن من؟ وما اوحي اليه فقد اطيعه فقد حقيقتاً اطاع من؟ اطاع الله سبحانه وتعالى هذا تفسير آخر من يطيع الله فقد اطاع الرسول، ما هو التفسير؟ يقول اساسا من باب السالبة بانتفاء الموضوع يعني لم يأتي من عنده بشيء كل من قالوا قال عن من ارسله اليكم اذن من اطاعه اطاعه أو اطاع الله؟ اطاع الله، ولهذا تجدون القرآن الكريم في سورة الشعراء في مواضع (كل القرآن هذا من باب المثال) الايات التي وردت في هذا المجال الاية 107 قال تعالى: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ اذن فاتقوا الله واطعيوه اذن الحد الاوسط في الوجوب الطاعة ما هو؟ الرسالة، والرسالة فيها شيء اضافي من عنده أو ابلاغ من الله؟ ابلاغ من الله ما عنده شيء وهكذا في الاية 125 قال تعالى: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وكذلك الاية 143 قال: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وكذلك الاية 162 من سورة الشعراء نفس الكلام قال: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، اذن كل المدار على الرسالة والرسالة هي التي تستوجب الطاعة والرسالة تتضمن شيء اضافياً أو لا تتضمن على ما اوحي اليه؟

    هذا كله نتيجة هذه المقدمات نتيجة أن السنة حجة أو ليست بحجة؟ ليست حجة، لانه بيني وبين الله السنة قول النبي غير القرآن اذا تمت هذه النظرية بعد يمكن الاستدلال بايات لزوم الاطاعة على حجية قول النبي وفعله أو تقريره أو لا يمكن؟ لا يمكن، لا علاقة لنا، لا يمكن الاستدلال لا اقول ليست بحجة لا علاقة لها هذه الايات بلزوم بالحجية السنة ابدا لا يوجد ملازمة هذه الايات اجنبية عن حجية السنة بالمعنى الاصولي وصريح القرآن هم قال في مواضع أخرى لم يقل له يا ايها النبي بلغ ما انزل اليك من ربك ماذا قال له: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ…، اساساً الرسالة هي الابلاغ والتبليغ كما اذارت اليه الايات الاخرى، اذن واحد الاعزة جزاءه الله خيرا استقرأ كل الايات التي فيها رسول ورسل ورسلي والواقع كاملاً كل الايات تؤيد هذه النظرية يعني على سبيل المثال: فكذبوا رسلي ليس كذبوا انبيائه ابدا لا يوجد عندنا في القرآن فكذبوا انبيائه، كذبوا رسلي وفي الواقع كذبوا رسلي أو كذبوني الله يقول؟ يقول هؤلاء كذبوا رسلي يعني كذبوني لانهم من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن كذب الرسول فقد كذبني لانه رسول امين هو امين على ما يقول، كلٌ كذب الرسل فحق وعيد ما كان ربك مهلك القرى حتى يبحث في امها ليس نبيا الذي يرسل اليك، الحق والانصاف استقراء جيد فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله وليس النبي هذا العنوان هو مدار الى الرجوع ليس هو العنوان، انظروا الى هذه الايات: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ لوما جَاءَكُمْ رَسُولٌ ثم لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ هذا المدار على القرآن الكريم هذا الرسول عنده من عنده شيء أو لا يوجد عنده؟ لا يوجد شيء، لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، لا بعد الانبياء، الايمان والكفر هذا العنوان كثير مهم كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، لانه من جاء به هو الحق لا بعنوان نفسه لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ لماذا؟ لانه كلهم يتكلم عن الله من عنده لا يقول شيئاً، عشرات الايات واستقروهن.

    النتيجة: بعد أن اتضح هذه الرؤية العامة للرسالة والرسول، اذن كل الشواهد التي قرأناها وعشرات الشواهد الاخرى تقول لنا أن الرسول يوجد من عنده شيءٌ غير ما اوحي اليه في القرآن الكريم أو لا يوجد؟ لا يوجد هو هذا الذي اوحي اليه وهو الذي جاءنا به ولذا بعد واضحة هماتينه بناءاً على هذا الاية واضحة والاية وقفنا عنده سابقاً وهذه النظرية لم اشر اليها ولكنه هناك واضحة ما اتاكم الرسول يعني يشمل حجية السنة أو لا يشمل؟ لا، لا يشمل لانه عنوان الرسالة لا ينطبق على عنوان ما جاء قول النبي وفعل النبي ونحو ذلك، ذيك سنة قلنا السنة ما هي؟ قول النبي فعله وتقريره من غير القرآن الكريم اذن ما اتاكم به الرسول فخذوه يعني ما جاءكم به من الوحي وما نهاكم عنه ماذا؟ فانتهوه يعني في الوحي والقرآن، وهذا الذي نحن قلنا كل القرائن تشير الى ماذا؟ ليس الى السنة وانما تشير الى القرآن الذي بأيدينا ومنه يتضح ما ينطق عن الهوى يعني ما ينطق به من الوحي يعني بعنوان انه رسول إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، اذن على هذا الاساس مجموعة هذه القرائن تبين هل انها تثبت لنا حجية السنة بالمعنى الاصول يعني قول النبي فعله وتقريره أو لا علاقة لها؟ لا علاقة لها نعم تبقى عندنا قرينة تقابل هذه القرينة أي قرينة؟ قرينة تعدد وتكرار الاطاعة التي استفاد منها جملة من الاعلام أن تكرار الاطاعة للتأسيس لا للتأكيد اذن الان مجموعة عشرات القرائن تقول لنا أن الرسول يوجد عنده شيءٌ غير الوحي الالهي أو لا يوجد؟ لا يوجد، أمّا في مقابله مجموعة من الايات التي من اوضحها اية سورة النساء اطيعوا الله واطيعوا الرسول عندنا 3-4 ايات اتت بتكرار الاطاعة ماذا يستفاد منها؟ يستفاد منها كما ذكرنا السيد الامام قدس الله نفسه في تهذيب الاصول قال فإنه ليس بل اتباع قولي فيما له فيه امرٌ ونهيٌ يعني امر ونهي غير الامر والنهي الوارد في القرآن الكريم بقرينة التكرار الذي هو يفيد التأسيس قال حتى يكون الاقتفاء به طاعة والتخلف عنه معصية ولاجل ذلك يجب حمل الاية على ما يكون الامر والنهي من عند نفسه لا من عند الله والا اذا كان من عند الله بعد لا معنى لتكرار الاطاعة فتكرار الاطاعة يعني حجية السنة هذا السيد الامام هنا وكذلك نفس هذا الكلام اذا تتذكرون قرأناها من اعلام الموقعين لابن قيم الجوزية صفحة 87 قال فأمر الله بطاعته وطاعة رسوله واعاد الفعل اعلامنا بأن طاعة الرسول تجب استقلالاً غير طاعة الله والا لماذا كرر الاطاعة يعني الاستناد الى قاعدة أن التكرار يفيد التأسيس أو التأكيد؟ الاصل يفيد التأسيس فحملها على التأكيد يحتاج الى قرينة فاذا وجدت القرينة نحملها على التأكيد والا حملها على ماذا؟ هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث: وهو الذي أشار اليه ابن الحزم الاندلسي الظاهر في كتابه الاحكام في اصول الاحكام تحقيق احمد محمد شاكر الجزء الأول صفحة 97 قال فصح لنا بذلك أن الوحي ينقسم من الله عزّ وجلّ على قسمين هو ملتفت الى الاشكالية لانه يعلم رسول الله عنده من وراء الوحي أو ما عنده فاضطر أن يجعل السنة أيضاً من ماذا؟ من الوحي مع انه أي دليل لا يوجد على هذا لماذا يريد أن يجعل السنة من الوحي؟ لانه القرآن يقول بأنه ما اتاكم الرسول فخذوه يعني من الوحي فلهذا اضطر أن يجعل السنة من الوحي حتى يكون مشمولاً الى تلك الاية.

    اذن الى هنا عندنا عشرات بل أن لم اقل مئات الموارد والقرائن في القرآن تقول لنا أن الرسول يوجد عنده شيءٌ وراء ما انزل عليه من القرآن أو لا يوجد؟ لا يوجد، في قبالها ماذا يوجد عندنا؟ في قبالها توجد عندنا هذه الايات التي قرأناها ولا نعيد وهي الايات التي كررت لزوم الطاعة الاية 59 من النساء والاية 92 من المائدة والاية 33 من سورة الخاتم والاية 12 من سورة التغابن والاية 54 من سورة النور التي قالت اطيعوا واطعيوا الرسول يعني كررت الاطاعة فاذن عندنا قرينة وقرائن تقول أن السنة حجة أو ليست بحجة؟ لا علاقة لها وهي الايات التي تكلمنا عندنا وهذه الايات الاربعة والخمس تقول السنة حجة اليس كذلك؟ فيقع بينهما ماذا والان ماذا نقدم؟ في الايات التي تكررت في الاطاعة توجد فيها احتمالات ثلاثة: (هذا الاستدلال الاصولي في الايات يعني الايات التي هي من قبيل سورة النساء الاية 59 وهي قوله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، الاية 92 من سورة المائدة التي قال تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا الى آخره من هذا النمط.

    الاحتمال الأول: وهو الذي بنى عليه السيد الامام والسيد الطباطبائي وابن قيم وابن حزم وكل المفسرين والالوسي وغيرها أن التكرار يفيد التأسيس والتأسيس لا يتحقق الا بجعل قول النبي حجة من غير القرآن هذا هو الاحتمال الأول.

    الاحتمال الثاني: أن التكرار في هذه الايات يفيد التأكيد وليس التأسيس وقد قلنا قبل قليل أن الاصل هو الحمل على التأسيس الا اذا وجدت قرينة هؤلاء يبرزون القرينة يقولون والقرينة على ذلك اولا وثانياً وثالثاً أن التكرار يفيد التأكيد.

    الاحتمال الثالث: انها مجمل، لا نعلم بيني وبين الله هنا هل التكرار يفيد التأسيس أو يفيد التأكيد.

    هذه احتمالات ثلاثة هذه التكرار في هذه الاية، أمّا الاحتمال الثالث بعد يثبت لنا حجية السنة أو لا يثبت؟ لا يثبت لان الاية مجملة ولا يمكن الاستناد الى الاجمال انها تأسيس أو تأكيد حتى نثبت بها حجية السنة، يبقى نحن والاحتمال الأول والاحتمال الثاني هناك قرائن وهي مجموعة قرائن أو نكتفي بقرينة أو بقرينتين.

    القرينة الاولى أن التكرار للتأكيد لا للتأسيس ما هي القرينة الاولى؟ القرينة الاولى هي نفس عنوان الرسالة لان الرسول عنده من عنده شيء أو من الله؟ من عنده أو من عند الله؟ اذن عندما قالت اطيعوا الله واطعيوا الرسول اصلاً نفس عنوان الرسالة يقول من عندي أو ليس من عنده؟ ليس من عنده يعني نفس جعل عنوان الرسالة قرينة على أن تكرار الاطاعة لأي شيء؟ للتأكيد هذه القرينة الاولى التي هي مأخوذة من نفس الاية.

    القرينة الثانية: انه عشرات الايات الاخرى التي اليوم تكلمنا عنها تبين انه اساسا ما على الرسول الا البلاغ اصلا لا يوجد عنده شيئاً من عنده هذه كلها قرائن تبين لنا أن عنوان الرسالة يراد منها ما هو؟ شيء اضافي على الوحي أو نفس الوحي؟ نفس الوحي، فإن تمت هاتان القرينتان على أن التكرار للتأكيد اذن بعد سقط الاستدلال بهذه الاية لاثبات حجية السنة وان لم يتم وانتهينا الى الاجمال أيضاً لا يدل على الحجية.

    يبقى احتمال وهو أنه التكرار لا يفيد التأسيس عند ذلك نقول أن هذه الاية دالة على حجية السنة ولكن عندنا الان بناءاً على الاحتمال الأول عندنا ظهوران، ظهور هذه الايات (هذه الايات 4-5 التي تكررت فيها الطاعة) في أن الرسول قوله ما هو؟ حجة يعني حجية السنة وظهور عشرات الايات الاخرى التي قالت أن الرسول يوجد من عنده شيء أو لا يوجد؟ ظهوران احدهما يثبت الحجية للسنة والاخر ما هو؟ ينفي لسان حاله لانه لا يوجد عنده شيء وليس انه ساكت يقول لا يوجد عنده شيء رسول يعني ما ارسل به ماذا؟ ما على الرسول الا البلاغ وما محمدٌ الا رسول فانت في هذه الحالة يعني تعارض هذين الظهورين فإمّا أن يترجح عندك ظهور هذه الايات على حجية السنة وتقدمه على ظهور تلك الاية هذا تابعٌ للاستدلال تقول هذه ظهوره اقوى من تلك الظهور وإمّا أن يترجح عندك العكس تقول لا، ظهور تلك الايات مترجية يترجح في أي ظهور متعارضان وإمّا يتكافئان ويتساقطان أو يكون مجملان، سيدنا انت ماذا تقول؟ انا بالنسبة لي لا يوجد عندي شك أن الظهورات الاخرى مقدمة على هذا الظهور لانه هذا الظهور مبني على اصل نحوي لا نعلم اصله من أين كلما جاءت تكرار جاء التأسيس آية قرآنية يوجد فيها اصل أو رواية واردة من النبي أو الائمة تقول كذا ابدا اصل نحوي وهذا استقراء تام مبني على الاستقراء الناقص من أين له الحجية هذا اولاً رأي.

    وثانياً لو سلمنا وتنزلنا عن جميع ما قلنا وقلنا أن ظهور ايات تكرار الاطاعة لها من القوة بنحو تتقدم على الظهور الاخر الذي يقول أن الرسول ليس له الا ابلاغ ما اوحي اليه، الجواب: لا يمكن الاستناد الى هذا الظهور لاثبات حجية السنة لاننا قلنا أن الدليل الذي نحتاجه لاثبات حجية السنة لابد أن تتوفر فيه شروطٌ ثلاثة:

    الشرط الأول: أن يكون من حيث السند قطعي وهنا هذا الشرط متوفرٌ.

    الشرط الثاني: أن يكون المتن يفيد الظهور أو يفيد النص؟ لابد أن يكون نصاً وهنا نصٌ أو ظهور واي ظهور؟ ظهور مبني على قواعد النحويين هذا الشرط الثاني ليس متوفر.

    الشرط الثالث: حتى لو كان نصاً فهو نصٌ جلي أو نصٌ خفي اجتهادي؟ بلا اشكال انه نصٌ اجتهادي خفي اذن يمكن الاستناد الى هذه الاية لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي أو لا يمكن؟ على كل ما تنزلناه سابقاً.

    اذن فتلخص الى هنا أن آيات الاطاعة في القرآن لا دلالة فيها على حجية السنة بالمعنى الاصولي الى هذا القدر وطبعاً توجد اشكالات أخرى وذيك الاشكالات الاخرى تامة أو ليست بتامة يأتي بحثها الى هنا هذا القدر وهو عنوان تكرار الاطاعة في الايات القرآنية التي دلت على اطيعوا الله واطيعوا الرسول هذه فيها دلالة على حجية السنة بالمعنى الاصولي أو لا دلالة فيها؟ لا دلالة فيها واذا كانت فيها دلالة يمكن الاعتماد عليها أو لا يمكن؟ لا يمكن لماذا؟ لانه نشترط فيها أن يكون بنحو النص الجلي وهذه ليست نصاً اولا واذا كانت نصاً فليست من الجلي ثانياً.

    طبعاً هذا الاشكال الثاني هو انه الامر بالاطاعة وان كان مطلقاً الا انه يوجد في ذيل الاية من سورة النساء قيدٌ يقيد وجوب الطاعة المطلقة الاية ماذا قالت؟ قالت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ هذه ما قالت بأنه يجب الاخذ من الرسول مطلقا قالت عند التنازع يجب الاخذ من الرسول في غير التنازع لا يجب الاخذ من الرسول فلا دلالة على الطاعة على الحجية المطلقة مع اننا الان نحن باثبات الحجية المطلقة لقول النبي فعله وتقريره والاية لا تثبت الحجية المطلقة تثبت حجية قول الرسول متى؟ عند التنازع صريح الاية قالت وقالت فإن تنازعتم فردوه الى الله والرسول هذا الاشكال الثاني وطبعاً هذه الاشكال مرتبطة بهذه الاية وليست الايات الاخرى.

    الاشكال الثالث: (الي سنقف عندها في البحث الآتي) أن هذه الاطاعة للرسول انما هي بعنوانه من اولي الامر يعني بعنوان انه حاكمٌ لا بعنوان انه رسول، اطيعوا الله واطعيوا الرسول واولي الامر منكم رسول الله انما وجبت طاعته بعنوانه ولي الامر لا بعنوانه ماذا؟ هذا عنوان ولي الامر هم ليست مختصة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موجودة للعلماء في عصر الغيبة نحن نريد أن نثبت حجية السنة هذه لا علاقة لها بهذه الحجية وهذه الحجية مرتبطة بولاة الامر هذه أيضاً لابد أن نقف عندها انشاء الله في غد.

    والحمد لله رب العالمين.

    11 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/02/02
    • مرات التنزيل : 1404

  • جديد المرئيات