أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في الاية 59 من سورة النساء هذه الاية وقع فيها بحثٌ طويل وكثير بين اعلام المفسرين والمتكلمين والاصوليين لانه كلٌ نظر الى هذه الاية من زاويته الخاصة وهي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً قلنا في البحث السابق انه من الابحاث الاساسية التي وقع الكلام فيها بالنسبة الى الاية المباركة هل أن هذه الاية في قوله واطيعوا الرسول هل تفيد العصمة عصمة النبي صلى الله عليه وآله أو أن عصمة النبي تثبت بادلة أخرى خارج هذه الاية هذه الاية لا تثبت الا وجوب ولزوم طاعة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله أمّا عصمته عليه افضل الصلاة والسلام لابد من البحث عنها في ادلة أخرى عبارات السيد الطباطبائي طبعاً بعض الاستدراكات على البحث السابق عبارات السيد الطباطبائي مختلفة بعض العبارات في المجلد الرابع في ذيل هذه الاية تفيد أن العصمة يمكن استفادتها من هذه الاية كما قرأنا في البحث السابق وبعض عباراته يقول لا أن العصمة انما استفدناها بادلة أخرى خارجة من هذه الاية المباركة هذا هو الاستدراك الأول.
الاستدراك الثاني: في الاستدراك الثاني اذا تتذكرون قلنا أن هذه الاية المباركة استدل بها لاثبات حجية قول النبي وفعله يعني حجية السنة بالمعنى الاصولي وهذه الاية انما طرحناها لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي يعني قول النبي فعل النبي وتقرير النبي أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ وفي اطيعوا الرسول قالوا تكرار الاطاعة دالة على عصمة على أن النبي يأتي بامور غير ما اوحى الله به اليه وهي السنة، اذا تتذكرون فيما سبق قلنا اشكل ولوحظ على هذا الاستدلال بملاحظات ثلاث، من الملاحظات السابقة قلنا أن هذه الاية يقول قولٌ واطيعوا الرسول لا فيما قاله من التشريعات اطيعوا الرسول بعنوان انه ولي الامر تتذكرون هذا المعنى انما كررت الاية الاطاعة لاثبات وجوب طاعته في الاوامر الحكومية في الاوامر الولاية التي تصدر منه بعنوان انه ولي الامر بعنوان انه حاكم على الامة لا بعنوان آخر بناءاً على هذا الاحتمال بعد يمكن استفادة حجية السنة منها أو لا يمكن؟ في اقواله التي تكون سنة كآيات القرآن الكريمة اما اوامره الولائية من الواضح أن الاوامر الولاية جزءاً من الدين أو ليست جزءاً من الدين؟
ذكرنا مراراً أن الاحكام الولاية أو الحكومية ليست جزءاً من الدين ولا يمكن أن يقال انها جزءٌ من الدين لانها متغيرة من زمان الى زمان آخر وهذا الاحتمال نقلناه من كتاب محمد شحرور اذا تتذكرون ولكنه هذا الرأي اساساً اختاره بعض الاعلام المعاصرين وهو شيخنا الجوادي والشيخ الجوادي يقول بأنه اساساً هذه الاية لا علاقة لها بحجية السنة وانما كررت واطيعوا الرسول لاثبات حجية احكامه الولاية وبامكانكم أن تراجعونه في تفسير تسنيم في الجزء 19 في صفحة 242-243-244 تحت عنوان سر تكرار اطيعوا لماذا الاية كررت اطيعوا ايات كثيرة قالت اطيعوا الله والرسول اما هذه الاية وشبيه هذه الاية ماذا قالت؟ اطيعوا الله واطيعوا الرسول هناك يقول أن الاحكام الصادرة من النبي على نحوين: احكام بعنوان انها صدرت من الله من قبيل اقيموا الصلاة واتوا الزكاة يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام هذه احكام الهية نعم الرسول فيها بلغ ما على الرسول الا البلاغ هذا المعنى الذي اشرنا اليه مفصلاً فيما سبق هذا نوع ونوعٌ آخر من الاحكام الصادرة من النبي لا بعنوان انه مبلغٌ عن الحكم الله بل بعنوان انه قائدٌ له العزل والنصب والحرب والصلح وجميع الامور المرتبطة بادارة وحكومة المجتمع الاسلامي هذا النوع الثاني وعلى هذا الاساس يأتي في صفحة 244 يقول وعلى هذا الاساس عندما قالت اطيعوا الله يراد منه اطاعة از اوامر تشريعي، الاوامر التشريعية التي صدرت من الله سبحانه وتعالى وعندما قالت واطيعوا الرسول اطاعة از اوامر حكومتي وولائي.
اذن الاية كاملاً بناءاً على هذا المبنى تكون اجنبية عن مسالة حجية السنة وهذا الاحتمال ذكرناه واوردنا عليه بعض الملاحظات ولكن اريد أن ابين بأنه هذا الاشكال أيضاً انتخبه أو هذه الملاحظة أيضاً وافق عليها شيخنا الأستاذ شيخ جوادي الاملي هذا الاستدراك الثاني.
الاستدراك الثالث: وهو أن جملة من الاعلام قرأنا كلماتهم فيما سبق قالوا أن هذه الاية المباركة دالة على عصمة النبي ومنه قالوا انها دالة على عصمة اولي الامر لماذا؟ باعتبار أن اولي الامر عطفت على اطاعة الرسول وحيث أن الاطاعة هناك مطلقة ودالة على العصمة اذن اولي الامر أيضاً هم من المعصومين ولكن الاية بعد لا تعين من هو المعصوم الاية تقول أن مفاد الاية أن اولي الامر لابد أن يكون معصوماً حتى تجب طاعته اما اذا لم يكن معصوماً بعد تجب طاعته أو لا تجب طاعته؟
الجواب: بمقتضى هذه الاية لا دلالة على وجوب طاعة اولي الامر نعم اذا وجدت آيات أخرى أو وجدت روايات معتبرة أخرى دلة على طاعة اولي الامر وان لم يكونوا معصومين ذاك بحث آخر وبعد لا يمكن الاستدلال بهذه الاية لاثبات وجوب طاعة اولي الامر أي كان اولي الامر سواء كان اولي الامر من العدول الثقات العلماء الزهاد الى آخره أو لم يكن كذلك لا تجب طاعتهم بمقتضى الاية اما اذا قالت شخصٌ لا حديث على سبيل المثال حديث فارجعوا فيها الى رواة حديثنا هذه دالة على طاعة اولي الامر أو قد جعلته حاكماً في مقبولة عمر ابن حنظلة هذا بعد دليل آخر اما الاية شاملة لاولي الامر لولي الامر لولاية الفقيه في عصر الغيبة أو غير شاملة؟ غير شاملة.
وهذا الرأي الذي اشرنا جملة من الاعلام منهم قلنا السيد الطباطبائي يعتقد أن هذه الاية دالة على عصمة النبي وبطبيعة الحال فإن اولي الامر أيضاً لابد أن يكونوا من المعصومين هذا الامر (يعني هذا البيان) أيضاً اختاره الشيخ الطوسي في التبيان المجلد الثالث صفحة 236 في ذيل هذه الاية المباركة قال وروى اصحابنا عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهم السلام انهم الائمة فلذلك أوجب الله طاعتهم بالاطلاق كما اوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك يعني بالاطلاق ولا يجوز ايجاب طاعة احد مطلقى الا من كان معصوماً مأموناً منه السهو والخطأ وليس ذلك بحاصل في الامراء ولا العلماء اذن هذه الاية تكون مختصة بالمعصومين كما وردت في جملة من الروايات نزلت فينا خاصة هذه مختصة بائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام كما في اية التطهير هل يمكن لاحد أن يستدل بآية التطهير ليشمل غير المعصوم أو لا يمكن؟ لا، لماذا؟
يقولون أن الاية دالة على عصمة هؤلاء فهي لا تكون الا مختصة بالمعصومين ولا تشمل غير المعصومين هذا اولاً الشيخ الطوسي في التبيان وكذلك السيد السبزواري لاننا في المحاضرت السابقة والدرس السابق ذكرنا واحد أو اثنين والبعض قالوا من المتاخرين ومن المتقدمين لعله قلنا لا القضية كثير من الحكماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين يقولون أن الاية مختصة بائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام هناك في مواهب الرحمن للسيد السبزواري المجلد الثامن في الصفحة 309 يقول ومما ذكرنا يظهر أن طاعة الله تعالى وطاعة الرسول واجبتان فيجب اطاعتهم في كل ما يأمرون به وينهون عنه بوصفهم أن لهم سلطة تطاعة ولكن هناك فرقٌ وهو انه طاعة الله سبحانه وتعالى بالذات وطاعة النبي بالعرض ومن هنا كررت الاطاعة.
يقول السيد السبزواري، الشيخ الجوادي الاملي قال كرر الاطاعة لبيان انه اوامر ثابتة واحكام ثابتة واحكام متغيرة، السيد السبزواري يقول لا تكرار الاطاعة لبيان أن الأول طاعته بالذات وان الثاني طاعته بالعرض الا انه تفترق الثانية عن الاولى بأنها مستند الى الله تعالى وانها افاضية من قبل الله تعالى لقوله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ومن ذلك يستفاد عصمة الرسول صلى الله عليه وآله لان الامر بطاعته المطلقة يقتضي أن لا يكون حكمه مخالفاً لما اراده الله تعالى والا كان فرض طاعته تناقضاً واضحاً هذا نفس البيان الذي ذكره فخر الرازي في البحث السابق مفصلاً اشرنا وهذا لا يتم الا بعصمتهم وحيث انه اولي الامر عطفوا على طاعة الرسول اذن أيضاً الاية مختصة بائمة اهل البيت ولا تشمل غير ائمة اهل البيت بمقتضى هذه الاية وهذا أيضاً ما أشار اليه وانتخبه الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل هذه الترجمة العربية المجلد الثالث صفحة 197 قال فيبقى تفسيرٌ واحد وهذا التعبير من التعابير التسامحية فيبقى تفسيرٌ واحد لاولي الامر وهو تفسير اولي الامر بائمة المعصومين مراراً ذكرنا أن المراد من ذلك يعني لم يبقى منه الا مصداق واحد وهذا ليس تفسير لاولي الامر وانما بيان المصداق من قبيل اتقوا الله وكونوا مع الصادقين بينكم وبين الله والصادق فسر بائمة اهل البيت لا معنى يعني غير الائمة لا يوجد صادقٌ لا يوجد صادق ولكن الاية مصداقها مختصة باهل البيت عليهم على فرض صحة الرواية أو عنوان اهل البيت وذكرنا فيما سبق قلنا عنوان اهل البيت عنوانٌ عام يشمل النساء بل في الروايات أن القط أيضاً من اهل البيت موجودة في الوسائل وغير الوسائل اذا كانت اليف معكم اذن ماذا؟
اذن لغة كل من كان في داخل هذا البيت لماذا تقولون انت اذن مختصة بهؤلاء الخمسة، الجواب النبي طبق هذا لعنوان العام على هؤلاء الخمسة هذا ليس معناه التفسير هؤلاء الخمسة كما هو الخطأ الشائع الموجود في المنابر وفي الكتب ومنه هذا الخطأ يقول فيبقى تفسير واحد سليما من جميع الاعتراضات، انا اتكلم في الترجمة ولا ادري بانه في الاصل مثل الترجمة الفارسي لا اعلم هذا الترجمة هذا ليس تفسيراً وانما هو بيان المصداق فيبقى تفسيرٌ واحد سليمٌ من جميع اعتراضات السابقة وهو التفسير السابع وهو تفسير اولي الامر بالائمة المعصومين لموافقة هذا التفسير لاطلاق وجوب الطاعة المستفاد من الاية المبحوث عنها ها هنا لان مقام العصمة يحفظ الامام من كل معصية ويصونه عن كل خطأ وبهذا يكون كذا على هذا وينبغي أن يوضع في مستوى اطاعته يعني اطاعة اولي الامر على اطاعة رسول الله وحيث أن الاطاعة هناك مطلقة اذن في اولي الامر تكون مطلقة.
الاستدراك الرابع: في الاستدراك الرابع اذا تتذكرون أن الفخر الرازي قال انها هذه الاية دالة على عصمة اولي الامر قرأناها مفصلاً أن الاية دالة على عصمة اولي الامر كما في ذيل هذه الاية المباركة من سورة النساء المجلد العاشر صفحة 166 يقول اذن لابد أن يكون معصوماً ثم من المراد بهؤلاء؟ من هم مصداق اولي الامر؟ يقول ثم ذلك المعصوم إمّا مجموع الامة أو بعض الامة يعني اما الاجماع أو افراد من الامة لا جائز أن يكون بعض الامة هذه مناقشة نظرية الشيعة لانه نحن نقول انه تمام الامة أو بعض الامة؟ طبقة معينة في الامة وهم الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام ويناقش هذه النظرية يقول لا جائز أن كون بعض الامة لانا بيّنا أن الله تعالى اوجب طاعة اولي الامر في هذه الاية قطعاً والتفتوا كيف يرد نظرية الشيعة في أن هذه الاية لا مصداق لها الا ائمة اهل البيت عنده كم مناقشة، الاولى يقول وايجاب طاعتهم قطعاً مشروطٌ بكوننا عارفين بهم اولاً وقادرين على الوصول اليهم ثانياً والاستفادة منهم ثالثاً هذني الشرط الثاني والثالث متوفر في الامام المعصوم عند الشيعة أو غير متوفر؟ غير متوفر، آية قالت اطيعوهم يعني بالفعل اطيعوهم وهو بحسب اعتقادكم غائبٌ لا يمكن الوصول اليه ولا الاستفادة منه.
قال: مشروطٌ بكوننا عارفين بهم قادرين الى الوصول اليهم ثانياً والاستفادة منهم ثالثاً ونحن نعلم أن بالضرورة انا في زماننا هذا عاجزون عن معرفة الامام المعصوم عاجزون عن الوصول اليهم عاجزون عن استفادة الدين والعلم منهم اذن نظرية الشيعة ما هي الروافض؟ باطلة واذا كان كذلك علمنا أن المعصوم الذي امر الله المؤمنين بطاعته ليس بعضاً من ابعاض الامة ولا طائفة من طوائف الامة ولما بطل هذا وجب أن يكون ذلك المعصوم الذي هو المراد بقوله واولي الامر اهل الحل والعقد من الامة وذلك يوجب القطع بان اجماع حجية .
ولهذا تجدون أن السيد محمد تقي الحكيم استاذنا رحمة الله تعالى عليه في الاصول العامة في الفقه المقارن يعقد صفحات عديدة لرد هذه الاشكالات وهي اشكالات الحق والانصاف لابد أن يجاب عنها لانه انتم تريدون ولي امر تجب طاعته في الامة وهو موجودٌ مع الامة أو غير موجود مع الامة؟ لأي سبب غائب عن الامة اذن كيف نطيعوه فان فتحتم الباب فان قلتم انه يمكن تحكم الامة بغير المعصوم كما في عصر الغيبة اذن لماذا لم تجوزوا أن يحكم غير المعصوم بعد رسول الله فانتم بين اثنين لا ثالث لهما إمّا أن تقولوا ولي الامر والحاكم في الامة لابد أن يكون معصوماً وتلتذم بهذا الى الاخر فتجوزوا بعد أن يحكم غير المعصوم أو لا تجوزون؟ لا يجوز لكم أن تلتزموا وهذا هو الذي ذهب اليه اعلام كبار من الامامية قالوا اقامة الدولة في عصر الغيبة جائز أو غير جائز؟ غير جائز لماذا؟ قالوا لانه لا يمكن اقامة الحكم الا من معصوم هذه استناداً الى هذه النظرية، الان الذين يقولون لا تجوز اقامة الدولة في عصر الغيبة يقولون أن الحكام لابد أن يكون معصوماً والان ايدينا مقطوعة عن المعصوم اذن لا يجب واذا قبلتم انه لا يمكن لغير المعصوم أن يقوم بدور الولي في الامة اذن لماذا لا يجوز ذلك بعد رسول الله؟!
الجواب: أن نقول حكم الضرورات تختلف عن غير الضرورات نحن نقول مع وجود المعصوم لا يجوز لغير المعصوم أن يتصدى للامر وبعد رسول الله كان المعصوم موجوداً أمّا مع عدم الامكان الوصول الى المعصوم فللضرورات احكامها اذن يجوز لغير المعصوم أن يتولى الامر كما فعل الامام سلام الله عليه قال فارجعوا فيها الى رواة حديثنا هذا المعنى اهل حل والعقد أيضاً نفس هذه النظرية أشار اليها ووافق اليها الشيخ محمد عبده في تفسير المنار قال أيضاً لابد أن يكون اولي الامر معصوماً ولكن من هو المعصوم؟ الاختلاف ليس في المفهوم والاختلاف ليس في النظرية وانما الاختلاف في المصداق ولهذا في تفسيره تفسير المنار في ذيل هذه الاية المباركة صفحة 154 من الجزء الخامس قال وقالت الشيعة انهم الائمة المعصومون نظرية الشيعة قائمة بأن المراد من اولي الامر الائمة المعصومون وهذا مردودٌ اذ لا دليل على هذه العصمة ولو اريد ذلك (يعني اريد به الائمة المعصومون من هذه الاية لصرحت به الاية والاية لم تصرح بها) اذن ما هو المراد من اولي الامر؟ قال ومعنى اولي الامر الذي يناط بهم النظر في امر اصلاح الناس أو مصالح الناس وهؤلاء يختلفون فيما بينهم فمن العمل؟
قال الشيخ رضا يقول عن محمد عبده قال رحمه الله انه فكر في هذه المسألة من زمنٍ بعيد فانتها بها الفكر الى أن المراد باولي الامر جماعة اهل الحل والعقد من المسلمين يعني نظرية الفخر الرازي ومن هم هؤلاء؟ يقول لابد أن تتشكل لجنة هي اهل الحل والعقد تمثل كل اصناف وطبقات المجتمع فيها من يمثل المزارعين والصناعيين والسياسيين والعلماء والاقتصاديين والى آخر كلهم له ممثل هنا فهؤلاء ماذا يقررون للامة يكون هو واجب الطاعة قال: فانتهى به الفكر الى أن المراد طبعاً الان هو عملاً صار بهذا الشكل عملاً بيني وبين الله انه انت عندما تشكل مجلس نواب أو مجلس شورى هؤلاء يمثلون ماذا؟ يمثلون الامة في طبقة معينة؟ لا المزارعين لهم ممثلين والصناعيين لهم ممثلين والسياسين لهم ممثلين بمختلف ولهذا تجد مجلس الشورى أو مجلس النواب عادة فيه من كل الاختصاصات ولهذا عندما تتشكل الهيئات يقول هذه الهيئة السياسية وهذه هيئة الدفاعية هذه هيئة امنية وهذه هيئة اقتصادية الى آخره هذه معناه جميع التخصصات موجودة هي التي تقرر انه ما هو صلاح الامة وما هو ليس في صلاح الامة يقول أن المراد باولي الامر جماعة الحل والعقد من المسلمين وهم الامراء والحكام والعلماء ورؤساء الجندي وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع اليهم الناس في الحاجات والمصانع العامة فهؤلاء اذا اتفقوا على امر أو حكموا وجب أن يطاعوا فيه هذه النظر في اولي الامر هذا هو الاستدراك الرابع.
الان نعود الى البحث الذي بدأنا به وهذا هو الاشكال العويص الذي واقعاً يحتاج الى جواب من اولئك الذين قالوا أن الاية دالة على عصمة اولي الامر هذا الاشكال يرد على هذا الاتجاه والا من لا يقول بعصمة اولي الامر هذا الاشكال لا يرد لانه بعض الاعزة في البحث السابق قال هذا الاشكال هم يرد على الاخر يقول لا، لا يرد وانشاء الله بعد ذلك سأبين اذا بعصمة اولي الامر في الاية المباركة فكما أن كتاب الله مرجعٌ كما أن الرسول مرجعٌ كذلك اولي الامر لابد أن يكونوا مرجعاً مع أن الاية المباركة ماذا قالت؟ الاية المباركة قالت فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر من هنا تجدون أن الفخر الرازي اورد هذا الاشكال بشكل واضح وصريح قال: واما حمل الاية على الائمة المعصومين على ما تقوله الروافض ففي غاية البعد لوجوه احدها ثانيها ثالثها.
قال ولو كان المراد باولي الامر الامام المعصوم لوجب أن يقال فان تنازعتم في شيء فردوه الى الامام لماذا الى الامام فقط؟ اذن الى الله والرسول؟ يقول باعتبار في زمانٍ الامام موجود وباعتبار هو الذي يفسر كلام الله هو الذي يفسر سنة رسول الله بعد لا معنى للارجاع الى الله والى الرسول لابد من الارجاع حصراً الى من؟ نعم اذا كان الرسول موجوداً فالارجاع يكون اليه لانه هو الذي يبين للناس ما نزل اليهم اما نحن حديثنا الان ماذا؟ الرجوع الى اولي الامر والرجوع الى اولي الامر لا يكون في عهد رسول الله بل بعد رسول الله لماذا؟ لانه في ععهد رسول الله هل يرجع في غيره أو لا يرجع؟ لا، هو ولي الامر بناءاً على ما ذكره الشيخ جوادي هو ولي الامر اذن لا يرجع الى غيره .
اذن بناءاً على ذلك لا يقول قائل لماذا قال الامام بالخصوص؟
الجواب: يريد أن يقول أن هذا الرجوع بعد النبي وبعد النبي من الحجة بعد النبي بناءاً على مباني الشيعة؟ قال ولو كان المراد باولي الامر الامام المعصوم لوجب أن يقال فان تنازعتم في شيءٍ فردوه الى الامام فثبت أن الحق تفسير الاية بما ذكرناه هذا الاشكال الذي اورد من هنا حاول جملة من الاعلام بيني وبين الله أن يجيبوا عن هذا الاشكال وهو اشكال قوي بعد أن ثبت أن اولي الامر ثبتة عصمتهم بناءاً على هذا الاتجاه لماذا لم نرجع أو لم ترجع الاية الى الامام المعصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من الاجوبة المشهورة والمعروفة هذا الجواب الذي أشار اليه جملة من المفسرين ومنهم سيدنا الأستاذ السيد محمد تقي الحكيم رحمة الله تعالى عليه هذه الاية السيد الحكيم في الاصول العامة للفقه المقارن أشار الى هذا المعنى في صفحة 163 قال يبقى الاشكال الثالث وهو عدم ذكره لاولي الامر في وجوب الرد اليهم عند التنازع بل اقتصر في الذكر على خصوص الله والرسول يجيبوا بجواب الآن هو يقول بأن الاشكال امره سهل لا والاشكال ليس امره سهلٌ كما سيتضح وهذا الاشكال امره سهلٌ لجواز الحذف، الجواب الأول انه ردوه الى اولي الامر ولكنه حذف اولي الامر اعتماداً على ما سبق هذا اول الكلام لانه نحتاج الى قرينة انه حذف اعتماداً على ما سبق لا ابدا لا هذا خلاف الاصل خلاف ظاهر الاية قال وهذا الاشكال امره سهلٌ لجواز الحذف اعتماداً على قرينة ذكره سابقاً يعني جاء الذكر وقد سبق في صدر الاية أن ساوى بينهم وبين الله والرسول في لزوم الطاعة اذن بعد لم يحتاج أن يذكرهم ثانياً.
اولا: أن الحذف خلافٌ اصل ويحتاج الى قرينة فان قال القرينة موجودة الاشكال الثاني.
الاشكال الثاني: يقول اعتمد على قرينة ذكرت سابقاً سؤال: الله ورسوله لم يذكره سابقاً؟ اطيعوا الله واطيعوا الرسول فانت تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول لماذا لم يذكره؟ قاله بل ذلك، فكان أن يقول فردوه الى أن يقال الى ما سبق وهذا سبق الله والرسول واولي الامر أمّا عندما افرد الله والرسول يريد أن لا يدخل اولي الامر والا اذا اراد دخولهم لذكرهم أيضاً كما ماذا؟ ولم يعتمد في الرد لاى الله والرسول على ما ذكر سابقاً فلماذا اعتمد في اولي الامر على ما ذكر سابقاً فهذا الجواب جوابٌ غير تام.
الجواب الثاني: يقول وهو انه لا رد الى اولي الامر ولكن في الاية 83 من سورة النساء قال واذا جاءهم امرٌ من الامن أو الخوف ازاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم اذن من قال أن القرآن لم يرد الى اولي الامر بل القرآن رد الى اولي الامر هذا هو الجواب الثاني الذي ذكره جملة من المفسرين ومنهم السيد محمد تقي الحكيم في الاصول العام قال ويؤيد هذا المعنى ما ورد في الاية الثانية ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطنوه منهم هذا الجواب تام أو لا انشاء الله الى غد.
والحمد لله رب العالمين.
17 ربيع الثاني 1436