أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اشرنا إلى مجموعة من الشواهد التي تدل على أن ظاهرة الاجتهاد كانت موجودة في عصر الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولم تكن ظاهرة ساذجة وبسيطة كما يحاول البعض أن يصور ذلك، بل كانت ظاهرة الاجتهاد قائمة على قدم وساق، طبعاً ضمن السياقات في ذلك الزمان وضمن الظروف العلمية التي كانت في ذلك الزمان، ولعل من أهم العوامل التي أدت إلى نمو ظاهرة الاجتهاد وقوة هذه الظاهرة وعمق هذه الظاهرة هو أن مدرسة أهل السنة كانت قائمة على ظاهرة الاجتهاد قائمة على قدم وساق في أعلى مستوياتها ودرجاتها، فمن الطبيعي جداً انه لا يمكن أن يقال بان مدرسة أهل البيت كانت تقف أمام تلك المدرسة من خلال الأخبار فقط هذا غير منطقي على الإطلاق لماذا؟ وهذا العامل لم يذكره احد من علماء الامامية، لماذا؟ باعتبار انه عندما كان يُشكل على مباني مدرسة أهل البيت في مختلف الأبعاد من العقائدية والقرآنية والفقهية والسياسية لا معنى أن يجيب أتباع وعلماء مدرسة أهل البيت من خلال روايات أهل البيت، هم محل النزاع، كيف يجيبونهم بروايات أهل البيت، إذن لابد أن يجيبوا من خلال الاجتهاد في القرآن الكريم والاجتهاد في المباني العقلية والاجتهاد في مقابل الاجتهاد.
وهذه مسألة ولو من باب فتح القوس والحاشية لابد أن تعلموا أنّ أي قضية لابد أن نقف أمامها بنفس سلاح تلك القضية، لا يمكن لنا لظاهرة ولمسألة فكرية عقائدية دينية أن نقف أمامها من خلال العمل العسكري أو الامني، إذا أردنا أن نعالج قضية فكرية لابد أن نعالجها بنفس سلاحها، لابد أن نعالجها بالفكر، إذا كانت قضية أمنية نعالجها بقضية امنية، الآن ظاهرة التكفير التي الآن تجدون العالم الإسلامي مبتلى بها هذه ليس حلها لا المؤتمرات الإعلامية ولا المؤتمرات السياسية، أبداً، لا تنجح ولا تنفع ولا تفيد وانتم تجدون الآن هذه المؤتمرات مؤتمرات التقريب، تقريب الأديان وتقريب المذاهب وتقريب كذا يومياً على قدم وساق قائمة هنا وهناك في هذه الدولة وفي تلك الدولة وكذا، ولكنها بمجرد أن تغلق الباب بعد يومين كأنها نسياً منسياً، لماذا؟ لأن المشكلة ليست مشكلة سياسية وليست مشكلة إعلامية، وإنما المشكلة مشكلة فكرية عقائدية ايمانية لا يكون حلها إلا بحل فكري عقائدي ثقافي ونحو ذلك.
سمعت أخيراً ولكن مع الأسف الشديد لم احصل على نسخة منه أن هذه الحركة التي الآن تسمي نفسها تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعبر عنها بداعش كتبوا كتاباً قريب 1300 صفحة بيّنوا استراتيجيتهم وادلتهم القرآنية والروائية لهذا الذي يقومون به الآن، لا تتصوروا بأن هؤلاء مجموعة من الوحوش فقط ، نعم هم مجموعة من الوحوش واقعاً ولكنه خلف هذا الوحش الكاسر الهمجي يوجد هناك ـ باعتقادهم ـ يوجد عندهم منطق قرآني ومنطق روائي يستندون إليه وضعوا على مواقعهم 6-8 ساعات مع الأسف الشديد أنا ابلغت قلت اسحبوا لنا نسخة ولكنه هم رفعوها مرة أخرى لا يوجد بعد ذلك.
إذن ظاهرة الاجتهاد ليست ظاهرة أنا اعتقد والإخوة الذين يحضرون بحث الأصول عندنا إنشاء الله سيثبت وليس فقط سيثبت بل ثابت بالقطع واليقين أن النبي صلى الله عليه وآله كان يجتهد فما بالك بأصحابه وتلامذته، أن الأئمة كانوا يجتهدون، الآن بأي معنى يجتهدون لأنه الاجتهاد مشترك لفظي مباشرة لا تذهبون إلى المعنى المذموم والى المعنى السني، هناك معاني صحيحة للاجتهاد وهو ثابت على القطع واليقين للنبي والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام التي عبرت عنهم الروايات بمسألة التفويض كما اشرنا في بحث الأصول، فما بالك بصحابة النبي وبأصحاب الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، اشرنا إلى مجموعة من الشواهد، ومن الأهم الشواهد هذه الشواهد، وهي المعروفة بالروايات العلاجية، هذه الروايات التي تقرؤونها في باب تعارض الأدلة، هذه الروايات المعروفة بالروايات العلاجية من أهم الأدلة على أن الاجتهاد كان قائماً على قدم وساقٍ في عصر الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، انظروا إلى هذه الرواية الواردة في غوالي اللالي طبعاً هذه الرواية كما تعلمون حيث واردة هنا ليست بالضرورة إنها مسندة ولكنها مرفوعة إلى زرارة قال سألت الباقر عليه السلام فقلت جعلت فداك ـ إذن نحن في أواسط القرن الثاني يعني 130-140، أين نحن من 330 يعني قبل انتهاء الغيبة 170 عام ـ جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ؟ ـ ليس بأيهما يأخذ شيعتك بعد غيبتكم لا في عصرنا أنا زرارة ماذا افعل؟ـ قال يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك، ودع الشاذ النادر، ما هو الاجتهاد غير ذلك، لابد أن يجتهد زرارة ليعرف ما هو المشتهر وما هو الشاذ النادر، هذا اجتهاد زرارة، فقلت يا سيدي أنهما معاً مشهوران مرويان مأثوران عنكم، فقال خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك، علم الرجال كاملاً في هذه الجملة، إثبات أنّه عادل وثقة ومجروح وغير مجروح والى غير ذلك هذا هو علم الرجال.
الآن تقول لي سيدنا علم الرجال مثل قاموس الرجال ومعجم الرجال الحديث للسيد الخوئي؟ لا، كل بحسبهما، فقلت إنهما معاً عدلان مرضيان موثقان، فقال انظر إلى ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه، وخذ بما خالفهم، يعني أنّ الذي يريد أن يستنبط إذا ورد الحديث لابد أن يكون مطلعاً على مباني العامة، ومطلعاً على مباني الخاصة، حتى يستطيع أن يرجّح، فإن الحق فيما خالفهم، فقلت ربما كانا معاً موافقين لهم أو مخالفين، فكيف اصنع؟ قضية ابتلائية، وما معنى الاجتهاد؟ هذا هو الاجتهاد الذي نحن الآن نبحثه، فقال إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الاحتياط، إذن لابد أن يعرف موازين البراءة والاحتياط كل الأصول العملية لابد أن تكون بيد زرارة، بحسبه في ذلك الزمان، فقلت فانهما معاً موافقين للاحتياط أو مخالفين له فكيف اصنع؟
بينك وبين الله هذه الأسئلة اسئلة شخص اخباري ينقل خبر فقط؟ أنت من السؤال تشخص أن زرارة كان راوٍ للخبر أو كان عالماً فقيهاً، هذه الأسئلة أسئلة راوٍ للخبر أو أسألة فقيه عالمٍ مجتهد بتمام معنى الكلمة، ولهذا انتم تجدون الآن علماء الامامية محققين علمائنا ماذا يقولون؟ يقولون زرارة من فقهاء الامامية، لا يعبرون عنه من الرواة لماذا لا يعبرون عن زرارة وأمثال محمد ابن مسلم انه من الرواة؟ لأنه هؤلاء لم يكونوا من الرواة هؤلاء يكونوا من الفقهاء والعلماء والمحققين والمجتهدين، فقال إذن فتخير احدهما إذن كل هذه التخيير، والآن لو كان أيضاً قال إذا كان التخيير يعقل بين كذا وكذا أو لا يعقل مسألة أخرى فتخير احدهما فتأخذ به وتدع الآخر هذا في غوالي اللالي المجلد الرابع صفحة 133 رقم الرواية 228.
طبعاً من حيث السند هذه الرواية ضعيفة ولكنه لا يهمنا كثيراً لأنه مضمون هذه الرواية موجودة في روايات أخرى معتبرة، ومنها مقبولة عمر ابن حنظلة، طبعاً يكون في علمكم على جملة من المباني وما نعتقده نحن أنها معتبرة وصحيحة السند روايات عمر ابن حنظلة، هذه الرواية التي أشار إليها السيد الشهيد وأشار إليها كل الأعلام وهي المعروفة بمقبولة عمر ابن حنظلة قال:
فقد سألت الصادق عليه السلام والرواية واردة في وسائل الشيعة باب صفات القاضي عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ قال عليه السلام من تحاكم إليهم في حق أو باطل المهم يحرم الإمام قال إذن ماذا نفعل؟ الإمام قال فقلت كيف يصنعان؟ قال ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا إلى هنا قد يقول هذا محدث هذا العنوان ونظر في حلالنا وحرامنا يعني محدث؟ عالم بالحلال والحرام حتى يستطيع أن يكون قاضياً والقاضي لا يستطيع أن يقضي بالرواية لابد أن يكون عرف أن هذه القضية مصداق لكذا وهذه القضية مصداق يعني تنطبق عليها قاعدة ألف وهذه القاعدة باء وهذه القاعدة جيم لابد أن يعرف بأن هذا مدعي حتى يجيبه وذاك منكر حتى يكتفي باليمين أو كيف يشخص المدعي من المنكر وهكذا عشرات القواعد القضائية ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فاليرضوا به حكما فإني جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما بحكم الله استخف وعلينا قد رد والراد علينا الراد على الله وهو حد الشرط بالله تتذكرون في بحث الاصول الاخوة الذين يحضرون الاصول قلنا بأنه اساساً أي دليل لا يوجد على وجوب القبول مطلقاً دال على العصمة هل هناك ملازمة بقبول الشيء مطلقاً انه معصوم؟ هنا الامام سلام الله عليه يقول يجب عليكم أن تقبلوا ما يقوله الحاكم ومن رد عليه فقد رد على؟! سيدي يأبن رسول الله قد يكون مشتبها وعلمت بخطأه يقول ابدا ليس من حقك أن تخالفه هذا معناه أن كل قاضٍ معصوم يوجد ملازمة؟
اذن حتى على مبنى من يعتقد مثل السيد الطباطبائي أن اية اطيعوا الرسول واولي الامر منكم أن فرض الطاعة مطلق هذا لا يلازم العصمة خلافاً على ما قاله هو وخلافاً على ما قاله الطوسي وغيره وغيره لا ملازمة بين فرض الطاعة مطلقاً وبين العصمة نعم نحن هم نعتقد أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا طاعة نبيه مطلقا لا أن نجتهد في قباله ابدا حتى لو كان الحكم الصادر منه حكماً اجتهادياً تجب طاعته لانه الله فرض طاعته علينا بنحو المقيد أو بنحو المطلق؟ لا ليس من حقنا نحن نشخص المصلحة ونقول الصح والخطأ هو صلى الله عليه وآله هو يشخص وعلينا الطاعة والسلام نعم بالنسبة الى غيره ممن يصيب وممن قد يخطأ هذا انت من حقك أن تختلف معه في الاجتهاد اما هو صلى الله عليه وآله أو ورثته عليهم افضل الصلاة والسلام لا تجوز المخالفة وهذا فرض الطاعة مطلقاً، الرواية صحيحة السند واحنا عرضنا لها مفصلاً فيما سبق ولكن فقط اجمالاً هنا من تقريرات السيد الصدر بقلم السيد محمود الهاشمي صفحة 370 هناك يبين أن هذه الرواية صحيحة السند وليس كما هو المشهور على المبنى هذا موكول الى محله.
اذن الى هنا الشواهد فوق حد الاحصاء أن ظاهرة الاجتهاد كانت قائمة في عصر الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام يبقى عندنا اشكالٌ وهذا الاشكال ليست له قيمة علمية كبيرة ولكن ذكرت في كلمات العلماء وحاولوا أن يقولوا بأنه اساساً مع فتح باب العلم لا معنى للمصير الى العلم مع أن اخذ الحكم من المعصوم متسيرٌ يعني أن باب العلم مفتوحٌ انا استطيع أن اذهب الى الامام واسأله المسألة لا معنى بأن اكتفي بالعلمي يعني بالحكم الظاهري أو الحكم الذي قد يصيب وقد يخطأ لان اجتهاد المجتهدين قد يصيب وقد يخطأ اما كلام المعصوم يصيب ويخطأ ام انه تجب طاعته؟ الجواب مع وجود العلم لا تصل النوبة الى العلم هذا معناه أن مع وجود الامام عليه افضل الصلاة والسلام ومع حضور الامام عليه افضل الصلاة والسلام ومع امكان تيسر الوصول الى الامام عليه افضل الصلاة والسلام لماذا نذهب يميناً ويساراً؟ لماذا نذهب الى اجتهاد زرارة والى اجتهاد عبد العظيم الحسني والى اجتهاد يونس ابن عبد الرحمن والى اجتهاد زكريا ابن آدم والى اجتهاد مجتهدي تلامذة الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام هذا مع قبيل الاكتفاء بالتيمم مع وجود الماء مع وجود العلم لا معنى المصير الى العلم ومن هنا ورد هذا الاشكال اساساً الذي قلنا في اول الامر قلنا انه البعض قال اساساً انما تأخرت قواعد الاجتهاد في مدرسة اهل البيت لانه كان بالامكان الوصول الى الائمة فلهذا السنة تقدموا في قواعد علم الاجتهاد ولكنه الشيعة تأخروا لماذا؟ لانه السنة بعد النبي اجتهدوا والشيعة بعد الغيبة الصغرى اجتهدوا بطبيعة الحال يتأخرون في هذا المجال.
الجواب على هذا واضحٌ اساساً (ما اريد أدخل في هذا لانه يأخذ وقتاً آخر بس انبهكم حتى تبحثون) قاعدة كلية هل امكن في كل مورد تحصيل العلم لا يجوز الاكتفاء بالعلم أو لا هذا الاصل ثابت أو ليس بثابت؟ يعني جنابك الان فقط اضرب مثال حتى اقرب المطلب اليكم الان هنا ليل والانوار مطفئة وانت جعلت يدك في انفك وجدت يوجد سائل احتملت انه ماء أو احتملت انه دم وظيفتك ماذا؟ هل يجب عليك أن تخرج الى النور لترى انه ماء أو دم أو لا يجب عليك؟ لا يجب، مع انه تحصيل العلم هنا ممكن أو غير ممكن لماذا اكتفت بالاصل العملي يقول لك كل شيء طاهر حتى تعلم انه نجس؟! في السوق اذهب الان الى السوق واشتري الدجاج وقالوا لك في اسواق كذا بلد احتمال يوجد هناك بعض الاماكن يذبحون ذبحاً لابد أن سمعتوا فيما سبق في هذا البلد كانوا يقولون بعض كذا الذبح ماذا؟ وهؤلاء الذين عقولهم كذا ما كانوا يشترون الدجاج من السوق يقولون الاحتمال كذا وانت تستطيع أن تذهب الى السوق لترى بأنه هذا الذبح ذبحا شرعي أو ليس بشرعي هل يجوز لك الاكتفاء بسوق المسلمين امارة على الذبح الشرعي أو يجب عليك البحث أي منهم؟ من قال لكم انه كلما امكن العلم فلا مجال للعلم هذا من أين جاء؟ اذا صحت ذيك الرواية المعروفة اذا تتذكرون أن الامام سلام الله عليه كان في الحمام واغتسل فبقي مقدار من ظهره قطعة من ظهره لم يصل اليه الماء فمن كان يطلع الامام سلام الله عليه (هذا هم اوسع الدائرة هذا ليس فقط للمكلف لمن بإمكانه اذا شاء أن يعلم يعلم ولكنه يحتاج الى علم طبيعي أو الى علم غير طبيعي؟ الى علم غير الطبيعي للامام المعصوم).
احد المؤمنين كان موجود وقال له يابن رسول الله هذا المقدار من ظهرك ما اصابه الماء يعني غسلك ناقص فبعده من يريد أن يصلي صلاته ماذا يصير؟ الامام سلام الله عليه قال ما بالك فماذا كان يحدث لو سكت يعني من قال لك واجب أن تقول لي بأنه انا مقدار من ظهري هذا ماذا يدل على فرض صحة الرواية وانا معتقد أن الاصل تامٌ هل أن الامام يعمل بالاصول العملية أو لا يعمل بالاصول العملية؟ مع انه بامكانه معرفة الحكم الواقعي لماذا يستند الى قاعدة الطهارة والى قاعدة الحلية والى قاعدة سوق المسلمين بمجرد هكذا يفكر مع نفسه اللوح المحفوظ امامه اليست الروايات تقول علم ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة ككفي هذا الامام يمثل كالدرهم في كفي يقلبه كيف يشاء على هذا المبنى على مبنى الى من يعتقد أن الامام له مقامات كما بيّنا في علم الامام على هذا المبنى الآن على من لا يعتقد على هذا المبنى هذا يحتاج الى احكام الظاهرية أو لا يحتاج الى احكام الظاهرية؟ لا يحتاج الى الاحكام الظاهرية فيعمل أو لا يعمل؟ شواهد كثيرة في الروايات يعمل اذن هذه الدعوى دعوى انه مع امكان العلم لا تصل النوبة الى العلم اصلٌ لا اصل له من قال بأنه كذا نعم الآن انت تريد أن تبحث على العلم اذهب وابحث عن العلمولكنه هذا ليس معناه أن باب العلم مغلقٌ عليك لا ابدا هذا اولا هذه الملاحظة الاولى على هذا الاشكال.
الملاحظة الثانية: بحثنا صغروي مع هذا الاشكال وهو من قال لكم أن باب العلم كان متيسراً لكل الشيعة في ذلك الزمان الائمة سلام الله عليهم كما اشرنا بعضهم كان لسنين في السجون فباب العلم مفتوح للشيعة أو مغلقٌ حتى لخواص الشيعة مفتوحٌ أو مغلق؟ مغلق، بعضهم كان محاصر انتم تعلمون من الامام الجواد وما بعد ذلك انما كانوا محاصرين في معسكرات النظام الاستبدادي نظام بني العباس اصلا كان الوصول اليهم أو لم يكن الوصول اليهم؟ لم يكن الوصول اليهم الا خواص خواصهم فضلاً عن عموم الشيعة.
والشواهد وبعضهم كان الطريق اليه مفتوح ولكنه مراقبٌ عليه تجسس عيون السلطة موجودة لابد مطالعين بأنه ذاك الانسان الذي كان عنده امراً ضرورياً مع الامام سلام الله عليه صار بياع الرقي أو الخيار حتى يدخل الى بيت الامام ولابد أيضاً وجدتموها في بعض المسلسلات التي عرضتها الجمهورية الاسلامية، اذن لم قال بأن باب العلم كان مفتوحاً هذا من أين هذا الدعوى خصوصاً وانا نعلم بأنه ائمة اهل البيت بعضهم كان أين؟ اكثرهم كانوا في المدينة وشيعتهم في سمرقند وفي خراسان وفي ماشاء الله المسافة بينها وبين الامام ستة اشهر هذه المسائل الشرعية كيف يحلها يعني عندما يبتلي بمسألة شرعية يجلس الى أن يبعث شخصٌ الى الامام ويأتي به الجواب هذا معقول؟! من قال لكم أن باب العلم في عهد الائمة كان مفتوحاً لشيعة اهل البيت ولاصحابهم ولفقهائم ولعلمائهم ومن هنا قرأنا بالامس ماذا قرأنا؟ أن الائمة سلام الله عليه في ناحية كذا يقول يونس في ناحية كذا يقول زكريا في ناحية كذا يقول عبد العظيم وفي ناحية كذا يقول كذا هذا البحث بإمكانكم أن تراجعونه ولم نقف عنده كثيرا حتى ننتهي من هذا الوجه هذا البحث تراجعونه في علم الاصول تاريخاً وتطوراً علي الفاضل القائيني هناك يقول في الادلة الدالة على انه لم يكن باب العلم مفتوحاً لكل الشيعة ولاتباعهم يقول في حال كون الائمة في السجن اربعة عوامل يشير اليه هناك هذا واحد.
والبحث اصله أشار اليه الشيخ المطهري في مجموعة الاثار مجلد عشرين هناك يقول اجتهاد در عصر ائمة يقول مع وجود الائمة لا حاجة الى الاجتهاد يقول أن تصور بأدله باطل است، الدليل الأول، الدليل الثاني، الدليل الثالث، الدليل الرابع كلها يقول هذه باطلة هذا البحث احد اصدقائنا واعزائنا وهو الدكتور عدنان فرحان الذي يعرفونه بعنوان دكتور ابو انس ودكتور ابو انس عنده كتاب انصح الاخوة لمطالعته وله تاريخ جيد لحركة الاجتهاد عند الشيعة والسنة أين بدأ واين انتهى تطور حركة الاجتهاد عند الشيعة الامامية هناك في صفحة 234 يقول ادلة نفي وجود الاجتهاد في عصر الائمة، الدليل الأول، الدليل الثاني، الدليل الثالث كلها يناقشها على نفس الامور التي ذكرها الشيخ المطهري والى غير الشيخ المطهري واشار الى جملة منها السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه في معالم الاصول الجديد هناك بالامكان مراجعتها هذا تمام الكلام في الوجه السادس الذي أشار اليه السيد البجنوردي لاثبات قاعدة الاشتراك وهي ارتكاز المتشرعة من عامة المسلمين الذي قرأناه قال ومنها ارتكاز عامة المسلمين هذا الارتكاز يقول دال على قاعدة الاشتراك ووافقه على ذلك الشيخ اللنكراني في قواعد الفقهية ووافقهما على ذلك الموسوعة الفقهية للامامية التي قرأناها في المجلد 13 وبهذا تبين عدم صحة هذا الوجه للملاحظتين التاليتين اجمالاً اشير اليهما الملاحظة الاولى التي اشرنا اليها وهي أن هذا الارتكاز انما يمكن الاستناد اليه لو كان هناك دليلٌ دالٌ على التفات المتشرعة الى هذه المسألة والا مع غفلتهم لا يمكن لعله اخطؤوا لا يلتفتوا حتى نقول مع التفاتهم لانهم من شرائط الحجية الالتفات.
الملاحظة الثانية: لو سلمنا الاتفات وانهم كانوا ملتفت الى انه هل للزمان والمكان مدخلية أو لا فبنوا على عدم المدخلية قلنا هذا البناء أن كان مأخوذاً من الوحي ومن المعصوم فهو حجة اما اذا كان اجتهادياً حجة أو ليس بحجة؟ لماذا؟ لانه يكون رأي علمائي ونحن بهذا البيان ليس فقط اتضح عدم امكان الاستناد الى المعصوم بل القرائن تشير الى الاستناد الى اجتهاد هؤلاء الاصحاب وبهذا اتضح عدم تمامية هذا الوجه أيضاً هذه ستة وجوه الى الان، هذه الوجوه الستة أو الخمسة التي اشرنا اليها مفصلاً التي هنا صارت مثلاً في عشرين صفحة واتصور بأنه اذا يطبع هذا الكتاب قاعدة الاشتراك عندنا يتجاوز 1000 صفحة لانه ابحاثنا صار الى الان حدود 130 درس في هذا المجال هذه هي الوجوه التي استند اليها السيد البجنوردي نردي في إثبات قاعدة الاشتراك وقد اتضح عدم تماميتها جميعاً تبقى بعض الوجوه الاخرى اضافها الاعلام الاخرون مثل الشيخ اللنكراني والشيخ فاضل اللنكراني اضاف وجيهن أو وجوه ثلاثة أخرى.
الوجه السابع: هو ما ذكره الشيخ اللنكراني في القواعد الفقهية المجلد الأول صفحة 308 والاخوة انشاء الله يطالعونه حتى نقف عنده تفصيلاً هذا الوجه يبتني على مقدمتين مطويتين أشار اليهما الشيخ اللنكراني.
المقدمة الاولى: هي ما من واقعة الا ولها حكم هذه على مبنى المخطأة على مبنى العدلية على مبنى مدرسة اهل البيت نحن لا توجد عندنا واقعة لا يوجد لها حكمٌ في الواقع ونفس الامر طبعاً المصوبة ليس هكذا يقولون أو بعض المصوبة لا اقل يقولون لا ليس الامر كذلك من قال بأنه في كل واقعة هناك حكمٌ لله لا حكم الله يتعين من خلال اجتهاد المتجتهدين والله ما عنده فيها حكم، البعض يقولون له حكم وقيام الاجتهاد على خلافه يتبدل وبعض يقول لا اساساً ليس له هو حكمٌ ما هو حكمه في الواقعة يقول اجتهاد انت اذا اجتهدت في فلان قضية طاهرة ففهم الله الواقعي الطهارة وانت اذا اجتهدت وثبت لك الطهارة حكم الله الواقعي ماذا؟ يقول الله له حكمان واحد طهارة وواحدة نجاسة وواحد حلية وواحد حرمة؟ يقول نعم أين المشكلة ولكن كلٌ بحسبه انت الذي قام دليل على انه الحرمة تكليفه الله قال لك حرام واذا خالفت يقوم القيامة يحاسب انت أيضاً قام عندك دليل على الاباحة فاذا خالفت الاباحة أو اذا خالفت الوجوب يوم القيامة الله يحاسبك وهذا نقبله لكون في علمكم يعني علماء الشيعة هم يقبلونه ولكنه يقبلونه بحسب الحكم الظاهري وليس بحسب الحكم الواقعي جنابك تذهب وتبحث عن الاعلام فيثبت لك الشخص الف واعلم فيقول بوجوب صلاة الجمعة فماذا تفعل جنابك وظيفتك ماذا؟ اذا ما صليت الجمعة أين تذهب؟ الى قعر الجهنم على مبنى الاقايون في المقابل انت بحثت على شخص آخر قلت الاعلم ليس الف الاعلم باء كما الان موجود في الحوزات العلمية عندنا الاعلم واحد؟ لا يوجد شيء كل يدعي وصفاً بليلا فانت هم شخصته يقول هذا ليس بوجوب صلاة الجمعة يقول بحرمة اقامة الجمعة في عصر الغيبة جنابك اذا صليت ماذا يصير؟ آثم لانه حرمة يوجد فاذا صليت الجمعة أين تذهب؟ نار جهنم سؤال: الله يحاسبهم يقول هؤلاء ماذا عفعلوا يقول اذا كان عنده صلاة الجمعة الواجة وما صلاه يذهب الى نار جنهم واذا جمعة حرام وصلى يذهب نار جهنم هذه على المباني القضية هؤلاء صوروا هذه القضية بحسب الحكم الواقعي لا بحسب الحكم الظاهري والا نفس المبنى موجود عندنا ولكنه بحسب الحكم الظاهري.
اذن المقدمة الاولى: لله في كل واقعة حكم وحد.
المقدمة الثانية: أن هذه الاحكام الواقعية للوقعائع ليست على المختين بالعالمين بها بل شاملة للعالم وللجاهل على حدٍ سواء بعد هاتين المقدمتين انسنقيمها الدليل السابع الذي أشار اليه الشيخ اللنكراني قدس الله نفسه في القواعد الفقيهة المجلد الأول صفحة 308 و309.
والحمد لله رب العالمين.
26 ربيع الثاني 1436