نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (61)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الطائفة الخامسة من الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي وهي آيات الاتباع هذه المفردة في القرآن كثيرة الورود على نفس الطريقة التي اشرنا اليها في آيات الطاعة والاطاعة في المعجم في فقه لغة القرآن هناك في الجزء السابع صفحة 513 يقول هذه المادة وهي تبع أو ت ب ع هذه المفردة لها اربعة وستين لفظة في القرآن من قبيل تبع تبعك تبعني تبعوا يتبعها تتبعها الى ماشاء الله 64 اشتقاق مشتق من هذه المادة ووردت في 147 مرة في القرآن الكريم وهذه 147 مرة 107 منها مكية و67 منها مدنية في 52 سورة 38 منها مكية و14 منها مدنية هذا البحث اذا تتذكرون في بحث الطاعة أيضاً وقفنا عندها قلنا يمكنه أن يلقي بضلالها على فهم هذه المفردة نحن سوف لن ندخل في تفاصيلها من الواضح ولكنه يلقي بضلاله على فهم هذه المفردة الواردة في القرآن الكريم هذه قضية الامر الأول.

    الامر الثاني: هذه الايات التي اشرنا اليها وهي آية سورة بقرة وآية سورة آل عمران وآية سورة الانعام وآيتان من سورة الاعراف الاعلام، اعلام المسلمين حاولوا أن يستفيدوا منها حجية السنة قالوا بأنه كلما جاء منه فهو حجة لانه الاية قالت قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله في تفسير الطبري المجلد الخامس صفحة 500 في ذيل هذه الاية من سورة الاعراف قال وأمّا قوله واتبعوه لعلكم تهتدون فإن معناه فاقتدوا به ايها الناس واعملوا بما امركم أن تعملوا به من طاعة الله كلما امركم ونهاكم حتى تصلون الى مقام لعلكم تهدتون لكي تهدتوا فترشدوا وتصيب الحكم فاتبعاكم اياه، في اتباع النبي صلى الله عليه وآله بالقول طبعاً والعمل هذا هو المورد الأول.

    المورد الثاني: ما ورد أيضاً في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد تأليف الامام محمد بن يوسف الصالحي الشامي الذي هذا الكتاب يعد من اوسع الموسوعات في تاريخ النبي صلى الله عليه وآله ومن اهم المصادر في هذا المجال وهو سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للمعروف الامام الشامي المتوفى 942 من الهجرة بطباعة دار الكتب العلمية هناك في المجلد الحادي عشر الكتاب يقع في اثني عشرة مجلد كبير في المجلد الحادي عشر صفحة 432 يقول في ذيل هذه الاية المباركة ويقال أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يقول قال القاضي العياض من علامة حبه ايثار حبه والا كان مدعياً فالصادق في حبه عليه الصلاة ولاسلام من تظهر علامات ذلك عليه يقول اذا كان الحب صادقاً فيه علامات من اهمل العلامات واولها الاقتداء به واتباع اقواله وافعاله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه وشاهد على ذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ}، وايثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه هذا أيضاً المورد الثاني الذي استدلوا بهذه الاية وامثال هذه الاية لاثبات حجية مطلق السنة من قول وفعل وامثال ذلك هذا هو المورد الثاني.

    المورد الثالث: ما ورد في الاحكام ما ورد للإحكام لاصول الأحكام للام للامدي المجلد الأول صفحة 236 هناك عندما يستدلوا بالادلة لاثبات حجيةالسنة يقول وايضا قوله تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} ومحبة الله واجبة والاية دلة على أن متابعة النبي لازمة لمحبة الله الواجبة فاذا كان لازماً للواجب فيكون واجباً.

    اذن اتباع النبي يكون واجباً ويلزم من انتفاء اللازم الملزوم وهو ممتنع اذن اتباعه واجباً في كل ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وفعله ومنهم أيضاً العلامة اللوسي في المجلد التاسع في ذيل الاية 158 من سورة الاعراف قال واتبعوه أي في كل ما يأتتي وما يذر من امور الدين في كل ما يأتي به من امور الدين واجب الاتباع ليس فيما قاله عن الله سبحانه وتعالى في كل ما يأتي وما يذر من امور الدين فإنه تجب طاعته في ذلك.

    المورد الاخر ما ذكره السيد الطباطبائي في الميزان في ذيل أيضاً هذه الاية من سورة الاعراف وهو المجلد الثامن صفحة 284 عندما قال لعلكم تهتدون قال والمراد بالاهتداء الاهتداء الى السعادة الاخرة التي هي رضوان الله والجنة لا الاهتداء الى سبيل الحق فإن الايمان بالله آمنوا بالله ولرسوله واتبعوه فإن الايمان بالله ورسوله واتباع رسوله بنفسه اهتداء فيرجع الى قوله كذا وكذا الى آخره أيضاً يجب اتباع الرسول وهؤلاء عندما يقولون رسول لا يريدون الرسول الاصطلاح الذي اشرنا إليه يعني ما بلّغ عن الله في القرآن الكريم وانما كلما جاء به عن الله سبحانه وتعالى.

    هذا أيضاً المورد الاخر وتفصيل هذا البحث وقف عنده الفخر الرازي ولذا نحن سنقف عنده ما قاله الفخر الرازي تقريباً يتضمن اكثر هذه النكات وفيها نكات اضافية تستحق الوقوف عندها جيداً يقول واعلم انه في ذيل الاية 158 من سورة الاعراف المجلد الخامس عشر دار الكتب العلمية صفحة 26 واعلم أنه لما ثبت بالدلائل القاهرة التي قررناها نبوته صلى الله عليه وآله وجب أن يذكر عقيبه الطريق الذي به يمكن معرفة شرعه على التفصيل اذا كان نبياً.

    اذن لابد من التعرف على شرعه لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا وما ذاك (يعني معرفة شرعه) الا بالرجوع الى اقواله وافعاله واليه الاشارة بقوله تعالى واتبعوه هذه الاية التي مراراً قرأناها لكم فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الى آخره أن يقول واتبعوه واعلم محل الاستدلال واعلم أن المتابعة تتناول المتابعة في القول وفي الفعل من هنا واقعاً لابد بعد ذلك انشاء الله نقف عند اللغة عندما نقول تبع فلان فلان هذه المتابعة اعم من القول والفعل أو مختصة بالفعل أو مختصة بالقول لانه اقوال متعددة موجودة جملة منهم من الغزالي يقول اساساً عندما يقول متابعة فهو منصرف الى القول ولهذا لا يشمل حجية فعل النبي وانما يختص باقواله بعض يقول اساساً المتابعة في اللغة هي ماذا؟ هي المتابعة في الفعل فالاستدلال بها على المتابعة على القول تحتاج الى دليل وبعض يقول لا اعم من القول والفعل اذا واقعاً الاستعمال القرآني ليس فقط اللغة كان يفيدنا أن المتابعة هي اعم من المتابعة في القول والمتابعة في الفعل عند ذلك بيني وبين الله تكون هذه فاتبعوني فاتبعوهو تكون مفيدة جيداً لاثبات حجية السنة يعني قول النبي وفعله، الآن يشمل التقرير أو لا بعيد جداً يكون شاملة للتقرير ليس مهماً لانه ليست الاحكام التي وصلتنا من خلال التقرير كثيرة فاذا لم يثبت أيضاً حجية التقرير هذا لا يؤثر كثيراً على موقف العام على حجية السنة قال واعلم أن المتابعة تتناول المتابعة في القول وفي الفعل أمّا المتابعة في القول فهو أن يمتثل المكلف كل ما يقول أي النبي في طرفي الامر والنهي والترغيب والترهيب وأمّا المتابعة في الفعل فاتبعوه فهو عبارة عن الاتيان بمثل ما اتى المتبوع به سواء كان في طرف الفعل أو في طرف الترك يعني ليس فقط نتابعه في افعاله نتابه في افعاله وتروكه أيضاً يعني ما صدر منه فعلاً وما لم يصدر منه تركه تلك الافعال التي تركها فثبت أن لفظ والتبعوهو يتناول القسمين.

    انا لا ادري كيف استدل فثبت، الآن من أين ثبت لم يقل ولكنه يقول فقط اعلم أن المتابعة في القول والفعل من الدليل؟ لم تقم دليلاً الا اذا ثبت مواضع أخرى من تفسيره والا هنا لم يقم الدليل أن المتابعة شاملة للقول والفعل معاً وثبت أن ظاهر الامر للوجوب لان الاية قالت فاتبعوه فهو فعل امر وفعل الامر ظاهر في الوجوب وثبت أن ظاهر الامر للوجوب فكان قوله تعالى واتبعوه دليلاً على انه يجب الانقياد له في كل امر ونهي ويجب الاقتداء به في في كل ما فعله الا اذا دل دليل على الاختصاص والا الاصل عدم الاختصاص وهو الا ما خصه الدليل وهو الأشياء التي ثبت بالدليل المنفصل انها من خواص الرسول صلى الله عليه وآله أو انها من خواص من؟ على مباني مدرسة اهل البيت من خواص الامام عليه افضل الصلاة والسلام من هنا انشاء الله تعالى فقط هذه الابحاث انشاء الله تسجلونها حتى اذا ذهبت من ذهني اتذكر أن اذكرها من هنا ورد اشكال مهم جداً فيما يرتبط بافعال النبي والامام بافعاله لا باقواله لانه باقواله يقول اقيموا الصلاة ما عندنا مشكلة صلوا صوموا ما عندنا مشكلة أو صلوا كما رأيتموني اصلي لفظ وقرينة توجد على الاختصاص أو عدم الاختصاص؟ على عدم الاختصاص انما الكلام لو لم تكن عندنا قرينة على أن الفعل الذي فعله لا يؤخذ مرة اخذ فيه العموم وانتهينا ولكنه قام بفعل ونحن شككنا انه هذا مختص أو هو عامٌ هنا قالوا أن القرينة بل الدليل قائم على الاختصاص الا ما قام به الدليل هنا ماذا يقول الرازي؟ يقول العموم الا ما خرج بالدليل لا ذاك الاتجاه يقول لا، بالعكس لاننا في كل عمل يقوم به نبي نحتمله أن نبوته منشأ ماذا لان النبي بما هو نبي له من التكاليف وله من الاحكام تختلف عن الاخرين أو لا تختلف؟ والامام المعصوم أيضاً كذلك فاذن أي فعل فعله النبي أو الامام الاصل فيه انه عنوان النبوة والامامة لهما مدخلية الا اذا قام دليل على العموم هذا بعد اشكال مرتبط بأي شيء؟ بالفعل وليس بالقول هذا انشاء الله بعد ذلك في ابحاث السنة عندما نقف وهو انه عندما نقول قول النبي ماذا؟ فعل النبي هذا افعال النبي واقعاً الاصل فيها هذا أو الاصل فيها ذاك؟ أيهما الاصل فيه صحيح؟

    الان انظروا ماذا يقول الفخر الرازي يؤسس لاصل هذا الاصل نادر التزم به حتى علماء السنة فضلاً عن علماء الشيعة والشيعة لا يلتزمون بهذا الاصل ولكن هو يؤسس بهذا الاصل في آخر المطاف يقول ومتى ثبت ذلك فهذا اصل شريف وقانون كلي في معرفة الاحكام واقعاً اصل كبير وكبير وعظيم في معرفة الاحكام الفقهية اذا تم هذا الاصل الذي يقوله، ما هو الاصل؟ فإن قيل الشيء الذي اتى به الى الرسول يحتمل بأنه أتى به على سبيل أن ذلك كان واجباً عليه باعتبار نبوته ويحتمل انه اتى به على سبيل أن ذلك كان مندوباً والفعل له لسان أو ليس له لسان يقول لنا هذا لفعل واجب أو مستحقب أو لا يقول لنا الان تجد انت بعض العلماء يلتزم يومين لابد أن يزور وهذا تسأله واجب يقول لا انا بيني وبين الله انا ملتزم بهذا العمل المستحب يومياً ازور الامام الحسين انتهت القضية.

    اذن تعبيرهم أن الفعل صامت أن الفعل ساكت لا لسان له حتى اذا شككنا نتمسك بالاطلاق ومقدمات الحكمة هو يقول بأنه الفعل وان قلت أن الفعل صامت فبتقدير انه اتى به على سبيل أن ذلك كان مندوباً فلو اتينا به على سبيل انه واجبٌ علينا كان ذلك تركاً ونقضاً لمتابعته اذا اتينا به وهو كان ينويه رسول الله مستحباً هذا تابعناه أو خالفناه ولاية تدل على وجوب متابعته فثبت أن اقدام الرسول على ذلك الفعل لا يدل على وجوبه علينا خلاصة ما قلنا يقول نحن لا يهمنا إنما صدر من النبي من فعل ما هي الدواعي لصدور ذلك الفعل هل كان الداعي هو وجوب الفعل أو كان الداعي استحبابه وافضلية الفعل هذا أمر مرتبط بأي شيء؟ بالدواعي أن الداعي للاتيان بهذا الفعل هو وجوبه أو الداعي للاتيان بهذا الفعل هو استحبابه لا علاقة لنا بالدواعي يقول إذن ما هي علاقتنا بهم؟ قال علاقتنا بأن الآية امرة باتباعه هو فعل ويجب علينا أتباعه، الآية ماذا قالت؟ واتبعوه أو اتبعوني وقد فعل هذه الآية ماذا تقول؟ اتبعوه، سواء نأتي به على نحو الوجوب نأتي به على نحو الاستحباب هذا ليس البحث والبحث كل ما فعله رسول الله فيجب علينا أتباعه وهذا أمر والأمر ظاهر في الوجوب.

    قلت المتابعة في الفعل عبارة عن الإتيان بمثل الفعل الذي أتى به المتبوع بدليل أن من أتى بفعل ثم أن غيره وافقه في ذلك الفعل قيل انه تابعه عليه إذا قام رسول الله بفعل ونحن تابعناه على الفعل نسمى تابعناه أمّا قام بفعل ونحن تركنا ذلك الفعل يسمى تابعناه أو خالفناه؟ يسمى خالفناه ولو لم يأتي به قيل انه خالفه فيه فلما كان الإتيان بمثل فعل المتبوع متابعة ودلت الآية على وجوب المتابعة لزم أن يجب على الأمة مثل فعل الرسول كلما فعله يجب أن نفعله إلا إذا في مورد قال لنا لا، لا يجب عليكم الأصل لابد المتابعة ليس الأصل عدم المتابعة إذا دل دليل على المتابعة، الأصل هو وجوب المتابعة بقي هنا أنا لا نعرف انه إذا أتى بذلك على قصد الوجوب أو على قصد الندب فنقول هذا حال الدواعي والعزام فنقول حال الدواعي والعزائم غير معلوم وحال الإتيان بالفعل الظاهر والعمل المحسوس معلوم فيجب أن لا يلتفت على حال العزائم والدواعي ما علاقته به، سواء أتى به رسول الله على نحو الاستحباب أو أتى به على نحو الوجوب تقول من الناحية الفقهية ماذا نفعل؟ أقول بيني وبين الله نقصد الواقع إذا كان واجباً فواجب إذا كان مستحباً مستحب أو قصد رجاء المطلوب أي شيء ولكنه الفعل يحق لك تركه أو لا يحق لك تركه؟ لا يحق لك، هذا واقعاً إذا تم هذا الاستدلال ولهذا قلت لكم أصل شريف وقانون كلي فوجب أن لا يلتفت إلى كونها خفية إذا عرفت هذا فنقول أنا إذا أردنا أن نحكم بوجوب عمل من الأعمال قلنا إلى آخره هذا أيضاً استناد إلى الآية المباركة.

    الآن هذه صورة إجمالية من الاستدلال بآيات أتباع الرسول لإثبات حجية السنة القولية والسنة الفعلية بالبيان الذي أشار إليه الفخر الرازي.

    الآن السؤال من هنا إذا نريد أن نقف عند هذا الوجه لابد أن نرجع إلى كلمات اللغويين لنتعرف أن مادة تبعه تابع يتابع تشمل الاثنين معاً أو تشمل احدهما دون الآخر على القاعدة كما اشرنا لكم تعالوا معنى الذي هو عنده استقراء كامل في هذا المجال وهو المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته المجلد السابع في صفحة 514 هناك يقول النصوص اللغوية وكما اشرنا إليكم بعد يستقرأ كل كلمات اللغويين من القرن الثاني والثالث إلى يومنا هذا ماذا قال اللغويون في هذه المادة وهي تبع يقول التابعو التالي الذي يتلو غيره يسمى تابعٌ له الخليل الفراهيدي يقول التابع التالي له التتبع والمتابعة والأتباع يتلوه وأمثال ذلك هذا المورد الأول لكلمات اللغويين هذا في صفحة 517 إنشاء الله هذه التفاصيل تراجعونه.

    الجوهري في صفحة 518 يقول تبعت القوم تبعاً وتباعة إذا مشيت خلفهم هذا التعريف أو هذا البيان في بعد أتباع في القول أو أتباع في الفعل؟

    لقائل أن يقول اللغويين عادة يذكرون المصاديق هذا من مصاديق المتابعة ليس معنى لغة المتابعة، هذا بحث لابد أن يدرس واقعاً في محله ولكن العبارة ماذا تقول؟ يقول إذا مشيت خلفهم أو مروا بك فمضيت معهم إذن البعد العمل يعني المتابعة الفعلية لا المتابعة القولية ونحن بحثنا في السنة ما هو؟ حجية قول النبي فعل النبي وهذا فقط يشير إلى أفعاله صلى الله عليه وآله.

    المورد الثالث: ابن فارس يقول التاء والباء والعين أصلٌ واحد لا يشذ عنه من الباب شيء وهو التلو والقفو يقفوا اثر الآخرين أيضاً أشار إلى البعد العملي أبو هلال العسكري الفرق بين التابعي والتالي لأنه إذا تتذكرون قبل قليل قال الذي نتلوا غيره نسميه ماذا؟ التابع والتالي أبو هلال العسكري يقول الفرق بين التابع والتالي أن التالي فيما قال علي ابن عيسى ثانٍ وان لم يكن يتدبر بتدبر الأول هذا تالي وتلوه يعني ليس أول وإنما هو ثاني وليس بالضرورة يكون تابعاً للأول أما بخلاف التابع فإنه تالٍ متابعٌ للأول.

    إذن هناك فرق بين هاتين المفردتين بين التالي وبين التابع، التابع يعني يتبع الأول أما التالي قد يكون خلف الأول ولكن ليس بالضرورة يكون تابعاً له فيما قال ثانٍ وان لم يكن يتدبر بالتدبر الأول والتابع إنما هو المتدبر بتدبر الأول.

    الشيخ الطوسي قال الإتباع والاقتداء والاحتذاء نظائر الآن إذا قبلنا الاقتداء إنشاء الله هذه في الطائفة السادسة سنقف عندها أي آيات؟ هناك القدوة والاسوة وهذه القدوة والأسوة فيها بعد نظري وقولي أو مرتبطة ببعد الفعلي إذا قبلنا هناك هذا بحث بعد موكول هناك إذا قبلنا الاقتداء هناك في البعد العملي هنا أيضاً يقول الإتباع والاقتداء نظائر إذن يريد البعد العملي أيضاً.

    الراغب في المفردات الحق والإنصاف تقريباً يختلف عن هؤلاء، الراغب في المفردات في مادة تبع ويفتح باباً جديداً واقعاً يقول تبع يقال تبعه واتبعه قاف أثره وذلك تارة يكون بالجسم وأخرى بالائتمار إذن وسع دائرة الإتباع فقط تختص بالفعل أو تشمل القول أيضاً؟! يقول تارة بالجسم وتارة بالائتمار ثم يذكر مجموعة من الشواهد القرآنية لإثبات انه لا يختص بالجسم يعني البعد العملي وإنما يشمل البعد النظري انظروا إلى الآيات التي يستدل بها، قال وعلى ذلك قوله تعالى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ والهدى ما هو عملي أو بيان لفظي وقولي؟ من الواضح قولي، فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، هذه في سورة البقرة 38، فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ هذه في طه 123 أوضحها في أعراف 3 اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، ما انزل إلينا من ربنا انه من الواضح انه ليس من الفعل وإنما القول والأقوال، اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إذا قبلنا أن الملة هي الشريعة وبعد ذلك نذكره في البحث الفقه إنشاء الله، الملة هي الشريعة أيضاً.

    ببيان آخر إذن الشريعة ليست هي الأفعال فقط وهي اعم من الأقوال والأفعال، هذه يوسف 38، ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا أتباع الشرية والشريعة أفعال خارجية؟ لا اقل أن لم نقل اختصاصها بالاقوال فلا اقل اعم من الأقوال والأفعال ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ الجاثية 18، وآية البقرة 102 وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ هذا الذي قلنا لكم مراراً استقراء المفردة قرآنياً يلقي بنوره وبضيائه على فهم هذه المفردة وإلا لو كنا نحن قلتم فأن تحبوني فاتبعوني فهنا أيضاً نقول الإتباع أيضاً البعد العملي واللغويين أيضاً يقولون بأنه اقتفاء الأثر فإذن هذا لا يدل على حجية القول لا هذه المفردات كلها تعيننا على هذه الحقيقة قال وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ، وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ هنا أيضاً في البعد العملي واضح لان الخطوات مرتبطة بالبعد العملي إلى أن قال هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى هذا الإتباع أي أتباع؟ هذا الإتباع العملي امشي خلفك ولكن المشيء خلفك غير ماذا؟

    إذن يتضح من هذه الآية والآية التي قبلها انه القرآن يستعمل الإتباع تارة في البعد النظري وأخرى يستعملها في العد العملي والثالث لا نعلم لابد من القرائن أن نكتشف العملي أو النظري أو الأعم هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي الكهف 66، وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ هذه الأبحاث تحتاج إلى تتمة وإنشاء الله تأتي يوم السبت.

    والحمد لله رب العالمين.

    11 جمادى الأولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/03/03
    • مرات التنزيل : 1876

  • جديد المرئيات