نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (512)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الأدلة التي يمكن أن يستند إليها لإثبات أن الشروط الاجتماعية وظروف الزمان والمكان لهما مدخلية في الشريعة وثبات الشريعة وتغير الشريعة لأنه التصور العام الموجود في أذهان الكثيرين أن هذه الأحاديث التي تكلمت أن هذه الشريعة هي الشريعة الخاتمة وانه لا شريعة بعدها تصوروا إنها لابد أن تكون ثابتة ولا يقع فيها أي تغيير ولهذا تجد عندما تقول أي كلمة عن تغير بعض مفاصل الشريعة يقال حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرامٌ إلى يوم القيامة من هنا وجدت من الضروري أن تفهم هذه الحقيقة قرآنياً على مسلكنا وعلى منهجنا انه أساساً هل أن الشريعة ثابتة أم أن الشريعة متغيرة هذه نقطة أساسية في فهم هذه القاعدة التي بدأنا الحديث عنها مفصلاً والآن وصلنا إلى هذه النقطة أساساً القرآن الكريم يثبت هذه الحقيقة ولا يسمح بعدم الالتفات إليها أن الشريعة متغيرة وليست ثابتة هذه من أهم القواعد والأسس والضوابط والأصول القرآنية أن الشريعة ثابتة أو أن الشريعة متغيرة الجواب أن الشريعة متغيرة وليست ثابتة، الآن لماذا ذاك بحث آخر لعله نشير إليه باعتبار الآن أقول جملة واحدة باعتبار انه أساساً أن الشريعة لأجل الإنسان الشريعة ليست بحثاً نظرياً حتى نجلس ونبحثها البحث النظري والافتراضات إذا فرضنا وإذا فرضنا، الشريعة ليست على اجل الفروض وإذا كانت هناك فروض فلأجل الواقع ولأجل العمل ولهذا عبر عنها بالأمور العملية لم يعبر عنها بالأمور النظرية وبالأمور العقدية عبر عنها بالأمور العملية يعني مرتبطة بحياة الناس مرتبطة بواقع الناس مرتبطة بإدارة شؤون الناس، الشريعة لأجل الإنسان هذا أولاً والإنسان بطبيعته فيه بعدٌ متغير أو ثابتٌ أي منهما؟ من الواضح أن الإنسان في ملبسه في مأكله في مشربه في علاقاته الاجتماعية في حياته كل هذه الأبحاث هذه الأبحاث ليست ثابتة وإنما أبعاد متغيرة من زمان إلى آخر ومن ظرف إلى آخر ومن شروط إلى أخرى.

    إذن بطبيعة الحال أن الشريعة أن تكون متغيرة ما يمكن غير هذا وهذا هو فلسفة تعدد الشرائع ولذا تجدون الآية المباركة في سورة المائدة واضحة وفي آية سورة الحج أيضاً كذلك في آية سورة المائدة التي قرأناها مراراً لكم وهي قوله تعالى قال لكلٍ الآن هذا ضمير لكل يعني لكل فرد لكل جماعة لكل طبقة القرآن بيّن هذا في سورة الحج الآية 34 قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً) هذا أيضاً بيان آخر شرعة ومنهاج (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً) كل امة لها منسكها الخاص كل امة لها طريقتها الخاصة كل الأمة لها شريعتها الخاصة، كل امة لها منهجها الخاص، ولهذا هنا قالت الآية المباركة لكل يعني لكل امة اتضح في ذيك الآية لكل هذا مراده يعني الأمم لكل جعلنا لكم شرعة ومنهاجاً هناك أيضاً قالت ولكل امة جعلنا منسكا، بعد ذلك بيّنا لكم انه أساساً هذا في الشرائع الإلهية وليس مطلق الشريعة وإلا ليس مرادنا من كل امة شريعة ومنهج ومنسك كما وضعوه لأنفسهم لا نحن الذي وضعناه كما قال في آية سورة الشورى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً إلى آخر الشرائع الخمس التي اشرنا إليها فيما سبق هذه قاعدة ليس قابلة للبحث قرآنياً وهنا نكة بودي أن أشير إليكم وهو ما هو الفرق لأنه الآية المباركة قالت (جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) ما هو الفرق بين الشريعة وبين المنهاج؟ تعددة الكلمات من الناحية اللغوية لا نصل إلى نتيجة لأنه الشريعة والمنهاج تقريباً متقاربان ولكنه أشار ابن المنظور الافريقي العلامة ابن منظور في لسان العرب في مادة شَرَع التي بحسب الطبعة الموجود عندي المجلد السابع في مادة شرع يقول الشرعة الدين والمنهاج الطريق وهذا غير صحيح لأننا ذكرنا أن الدين يتغير أو ثابت قرآنياً؟ أن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من… الآن هنا بحث أن المراد من الإسلام هنا الإسلام بالمعنى العام أو الإسلام ماذا؟ يعني الشريعة الإسلامية له بحث والآن ليس محل بحثي ولكنه الدين واحد والجميع على دين الإسلام يعني جميع الشرائع السماوية على دين الإسلام يقول وقيل الشرعة والمنهاج جميعاً الطريق أساساً فلا يوجد فرق بين الشريعة وبين المنهاج وهذا أيضاً قول وقيل وقال محمد ابن يزيد شرعة معناه ابتداء الطريق شرعة لان الشريعة يعني أول الأمر الشرعة يعني ابتداء الطريق والمنهاج هو الطريق المستقيم لكل جعلنا منكم شرعة يعني كيف تردون إلى الصراط المستقيم لان الإنسان بعض الأحيان يرى الصراط المستقيم ذاك ولكن لا يعرف الطريق للوصول إلى الصراط المستقيم يعرف ذاك الصراط المستقيم ولكن تسأل كيف أصل إليه هذا هو الطريق وهذا هو الذي يقول ابتداء الطريق يعني الذي يوصلك إلى الطريق قال شرعة معناه ابتداء الطريق والمنهاج الطريق المستقيم الآن كلمات مختلفة وقال ابن عباس وقال قتاده كذا بعد كل بحسب اجتهاده وهذه ليست حجة قال ابن عباس شرعة ومنهاجا سبيل وسنة، قال قتاده شرعة ومنهاجا الدين واحد والشريعة مختلفة وهكذا كل اجتهد وليست لها أي قيمة حجتي يعني يمكن الاستناد عليها قال ابن عباس، قال ابن عباس ثم ماذا؟ قال قتاده، قال قتاده ثم ماذا؟ قال زرارة، قال زرارة ثم ماذا يعني؟! ثم ماذا يعني؟ من قبيل أي عالم آخر قال ذلك الا اذا استطعنا أن نتثبت أن هذا قول النبي صلى الله عليه وآله أو قول احد الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام عند ذلك يدخل في بحث حجية السنة أمّا ما دام لم يدخل في ذاك لا معنى أن نقول قال فلان وقال فلان وقال فلان هذه قال فلان وقال فلان كونوا على ثقة كالاغلال تغل عقل الانسان كونوا على ثقة هذه قال فلان وقال فلان وقال فلان تعددهم يثقلك بعد لا يستطع أن يفعلك لانه هذه كلها مائة واحد قال قال قال تكون مقول معقول هؤلاء كلهم افتهموا ولكن انا لا افتهمت! هذا الذي يحدث الان في الفكر الديني في الفكر الديني يقول معقول 1400 سنة لم يفهموا نحن فهمنا؟ نعم معقول كم ترك الأول للاخر هذا ما يرتبط بهذه الحقيقة، طرحنا عدة اسألة فيما سبق واجبنا عليها.

    السؤال الرابع: لماذا تعددت الشرائع؟ الجواب: لان البشرية في تغير مستمر فلكل زمان ومكان تحتاج الى شريعة خاصة به لماذا؟ لان الله حكيم يريد أن يوصل البشرية الى كمالها المطلوب الى ما قدر لها الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى فاذا كان الانسان الان بينكم وبين الله نحن الان عقلاء عندما نجعل حوزة علمية للدرس بيني وبين الله هل نعطي الكتاب المرتبط بالمرحلة الاولى نعطيها على المرحلة السابعة هل يمكن هذا؟ نقول المرحلة الاولى يدرس النظام المرحلة الاولى التي صار في المرحلة السادسة البشرية أيضاً تمر مراحل في تكاملها للوصول الى الهدف الذي من اجله خلقت اذن في كل مرحلة وفي كل ظرف لكل جعلنا منكم لماذا؟ عثباً؟ غثائاً؟ بلا حكمة؟

    الجواب: لا، لان في الواقع أن الامة السابقة أن الجماعة السابقة عندما وصلت الى مرحلة ما عادت الشريعة السابقة قادرة على الاستجابة لحياتها فتحتاج الى شريعة جديدة الله أيضاً سبحانه وتعالى بمقتضى حكمته وبمقتضى لطفه ورأفته وعباده انزل لهم شريعة جديدة والى غير ذلك، نعم يبقى هذا السؤال وهو انه لماذا اذن هذه ختمت هذا بحثه سيأتي طبعاً بعد ذلك اقرأ لكم هذه ليس بياناتي، بيانات عموم المحققين والمفسرين الذين تكلموا في هذا المجال.

    السؤال الخامس: اذا كانت هذه هي الحكمة الالهية لتعدد الشرائع السماوية اذن فلازمها امر لا يمكن الالتزام به إمّا أن نلتزم بعدم الخاتمية لماذا؟ لان البشرية توقفت على تكاملها أو استمرت على تكاملها؟! بل الان في عصورنا تتكامل البشرية وتتطور وتتعقد حياته اضعاف في الامم السابقة اذا كانت تلك التغييرات الجزئية سبباً لتعدد الشرائع فما بالك بهذه التغييرات الاساسية فبالاولوية القطعية لابد أن تقف الشريعة أو تستمر؟ أن تختم أو لا تختم؟ أن لا تختم.

    اذن لماذا ختمت؟ هذا لازم البيان السابق لازم ما ذكرناه في الجواب عن السؤال الرابع خاتمية الشريعة أو عدم خاتميتها؟ عدم خاتميتها إمّا أن نلتزم بذلك عدم الخاتمية وهذا باطل جزماً لانه لا نبي بعدي خاتم النبيين صريح القرآن الكريم (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) ختمة إمّا أن نلتزم بعدم خاتمية الشريعة ولا نلتزم أو نلتزم بذلك القول الذي نقلناه عن محمد اقبال وهو انه لا، البشرية تصل الى مرحلة بعد تحتاج الى شريعة أو لا تحتاج الى شريعة؟ لا تحتاج، كملت بلغت سن الرشد وليس بلغت البلوغ لا، نضجت بلغ ووصل الى اربعين سنة ناضجة فاذا ناضجة عند ذلك الله ماذا قال؟ قال لا تحتاجون وحيث أن هذه التاء الثاني باطل أو ليس بباطل باطل جزماً على مبانينا على مبنى الكلام.

    اذن يبقى الاحتمال الأول من هنا يأتي لماذا اذن ختمت هذه الشريعة أو الشرائع ختمت؟ الجواب: صحيح (هذه الاجوبة في علم الكلام وطبعاً هذه المقدمات كلها ابينها لكم لا يتبادر الى ذهنكم انه خارج عن بحثنا كاملاً في صلب مفاتيح عملية الاستنباط لانه هذا هو سيعين لنا معنى الاجتهاد في الدين نحن الان اخطأنا الطريق، نحن نتصور الاجتهاد نعيش ستة اشهر لنعرف أن الماء طاهر ويطهر أو بس طاهر وما يطهر؟ ابحثوا في كل الكتب الفقهية انظروا مئات الكتب كتبت انه ماء طاهر ولكنه يطهر أو ما يطهر؟ فتبقى ستة اشهر حتى أن ننظر بأنه الطاهر يطهر أو لا يطهر تصورنا أن الاجتهاد هذا مع أن الاجتهاد فتح للشريعة لاجل شيء آخر وليس لاجل هذه المسائل التي في اللباس المشكوك يكتب كتاب سبعمائة صفحة الآن الى جهنم اللباس المشكوك ارميه على صفحة والبس لباس آخر آخر بينك وبين الله عمرك تقضي انت أن حكم اللباس المشكوك ما هو هذا العمر الذي يمكن أن يتكرر أو لا يتكرر كل آن آن هذا رأس مالك لحياتك الابدية انت تقضيه على انه اذا صار لباس مشكوك ماذا حكمه؟!

    بينك وبين الله انظروا كيف نحن ضللنا الطريق ويحسبون انهم يحسنون صنعا واجنحة الملائكة تفرشها أي اجنحة الملائكة اجنحة الشياطين أيضاً لم يفرشوها الى هؤلاء لماذا؟ لان هذا عبث وامر عبثي والله تضييع لاعمارنا فهمي الآن الاخرين يعتقدون أن هذا هو اجنحة الملائكة موفقين لكن انا اتكلم عن فهمي للدين الدين لاجل الحياة انتم تجدون انا مراراً ذكرت لكم تجدون الان الدين فقط في اوساط الحوزة العلمية من تأتي الى الشارع والسوق والعلاقات والموظفين والدوائر تجد دين أو لا تجد دين؟ لا تجد رائحة لماذا؟ مع انه هذا الدين جاء لاجل الناس.

    على أي الاحوال إمّا هذا وإمّا هذا الجواب عن السؤال: انه في علم الكلام قيل هذا الاصل وهو اصل قرآني أن هذه الشريعة وهي الشريعة الخاتمة وهي الشريعة التي جاء بها خاتم الانبياء والمرسلين اعطيت من الامكانات بما يسمح لها أن تجيب على كل احتياجات البشرية الى أن يرث الله الارض ومن عليها أمّا تلك الشرائع السابقة كانت فيها هذه القدرة أو لا توجد؟ لا، عندما وصلنا الى مرحلة نجد أن البشرية أن الانسان تجاوزة الشريعة تجاوز تلك المرحلة يحتاج الى شريعة جديدة أمّا هذه الشريعة بما اعطيت لها من امكانات عالية جداً وبما عبئت من قدرات انت الانسان ليس فقط في عصر النبي بل لو بلغت عصر الذرة وما بعد الذرة وبلغت عصر الحداثة وما بعد الحداثة أينما تذهب هذه الشريعة تستطيع أن تجيب على اسألتك أو لا تستطيع؟ تستطيع، من هنا يأتي هذا السؤال هذه أسأله مترابطة حتى نصل الى معنى الاجتهاد حتى انت الذي تبحث وتريد أن تصل الى المجتهد ماذا معنى المجتهد؟ يعني آني عندي فهم أو اختلاف جوهري في مفهوم الاجتهاد في الحوزات العلمية.

    سؤال: لماذا أن الله هذه الشريعة من اول الامر لم ينزلها؟ اليس أن تقولون هذه الشريعة فيها قدرة على أن تستجيب من اول الامر كان ينزل خاتم الانبياء واعطاه هذه الشريعة فتكون صالحة كما في عصر آدم صالحة في عصرنا وفي أي عصر آخر لماذا نزلت الشريعة في هذا الظرف ولم تنزل قبل ذلك؟ الجواب: لا لضعف في الفاعل بل لعدم قدرة القابل، القابل وهم البشرية وما عندهم القدرة ولهذا تجدون بأنه اساساً كل الشرائع السابقة بقية على حرفها أو لم تبقى؟ كلها انحرفت يعني البشرية ما استطاعت أن تحفظ الشريعة الا هذه الشريعة وهذه ببركة هذه الاستمرارية التي اعطيت للشريعة أين الاستمرارية هذه في مدرسة اهل البيت هنا تجلت ضرورة واهمية دور الائمة في حفظ الشريعة وهو أن هذه الشريعة لم تقتصر على عشرة وعشرين عام على عقد أو عقدين وانما استمرت لثلاثة قرون حتى تستطيع أن تثبتها حتى تضعت صراط المستقيم لا تنحرف يميناً ويساراً والا بينكم وبين الله انتم الان جردوا هذه الحقبة التاريخية عن الائمة اهل البيت ماذا كان يبقى عن الدين والشريعة كان يبقى شيء أو لا يبقى؟ انتم الان امامكم الان والمسلمون ببايكم انظروا ماذا يجري بينهم؟

    هنا يتجلى دور واهمية اهل البيت في تطبيق الشريعة في بيان حدودها في بيان ثبورها حتى لا تقع في الانحرافات الاساسية قد تقع في انحرافات الجزئية كما هو قائمة في الاختلافات القائمة بين علماء مدرسة اهل البيت ولكن يبقى الجميع في اطر يخرجون عنها أو لا يخرجون عنها؟ انتم الان تصعد يميناً ويساراً شمالاً وجنوباً لا تجد عالم من علماء مدرسة اهل البيت يعتقد أن الله جسم هذه ببركة من؟ انت تذهب يميناً ويساراً شمالاً وجنوباً لا تجد احداً في علماء مدرسة اهل البيت يقول بالجبر لماذا؟ من أين هذا هذا الخط الاحمر من وضعه لنا هذه الخطوط الحمراء من وضعها الينا؟ وضعها ائمة اهل البيت سلام الله عليهم والا اذا لم يكن ائمة اهل البيت كما الاخرون اجتهدوا فبعضهم وقع في الجبر وبعضهم وقع في التفويض وبعضهم وقع في التجسيم وبعضهم وقع في انكار وهكذا تجدون هؤلاء من علماء كبرا من علماء من المسلمين ولا يكون عملاء لا سي آي أي ولا موساد واجتهدوا فأطئوا ولكن كانت هناك ضوابط واصول تضبطهم أو لم تكن؟ لم تكن فتقع في مثل هذه الانحرافات الكبيرة هذه من اهم ما عبئت بها هذه الشريعة .

    الان السؤال الاخير لابد أن نقف عنده جيداً، هذا السؤال: اذا تتذكرون بيّنا في الابحاث السابقة أنه كلما تجاوزت البشرية مرحلة سابقة احتاجت الى شريعة جديدة، الله أيضاً بمقتضى حكمته ورأفته ورحمته انزل شريعة جديدة الى أن انتهينا الى شريعة خاتم الانبياء والمرسلين قلنا انها عبئة من الامكانات والقدرات تستطيع أن تجيب على كل سؤال من الذي يجعلها قادرت على أن تجيب كل سؤال هي اعطتنا اجوبة جاهزة أو لابد أن نستخرج هذه الاجوبة؟

    تجد الان الكثير بل الاكثر من المسائل التي تطرح يوجد لها جواب مباشر في الشريعة أو لا توجد لها جواب مباشر للشريعة يوجد أو لا يوجد؟ لا يوجد، هذه القرآن أمامكم وهذه روايات اهل البيت أمامكم يوجد جواب مباشر أو لا يوجد جواب مباشر؟ لا يوجد جواب مباشر وانما لابد أن تستخرج الجواب من هذه المنظومة القرآنية والاسس القرآنية من الذي يقوم بهذا العمل؟ من؟ المجتهد وهذا هو وظيفة المجتمع وظيفة المجتهد الاساسية تتلخص في جملة واحدة بعد أن قبلنا أن الدين واحد وهذه ثابتات ولا تتغير ابدا من آدم والى زماننا والى أن يرث الله الارض ومن عليها الدين واحدة، ما هي الدين؟ يعني تلك الاصول الثابتة في جميع الشرائع السماوية التي منها التوحيد هذا ثابت أو متغير؟ هل جاء نبي وقال انا ادعوكم على غير التوحيد هل جاء نبي ودعانا قال المعاد لا يوجد وهذه الاصول الثابتة هذه أيضاً الخطوط العامة الكلية التي هي الدين (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) هذا هو البعد الثابت في جميع الشرائع الالهية، الآن مذ آدم وقبل آدم نحن لا ندري ماذا يوجد لانه اذا صحت مثل هذه الروايات قبل آدمكم هذا الف آدم الذي مقتضى دوام الفيض الالهي هو هذا والله سبحانه وتعالى ليس بهذا الشكل بيني وبين الله خلق آدم وبكرة عشر سنوات نحن أيضاً نذهب والله يقد بلا عمل ليس بهذا الشكل هذا التصور القاصر للانسان لا وانتم اذا ترجعون الى المكتشفات الاثرية يقولون البشرية 28000 سنة و3000 سنة وبعضها مليون سنة ومليونين سنة ماذا معنى مليونين سنة آُار الحياة في الارض؟ من كان يعيش؟ بل كانوا يعيشون القرود والبهائم؟ من كان يعيش على هذا الارض كواكب الاخرى كيف؟ الان كل التحقيقات الاخيرة تقول بأنه اساساً في الكواكب الاخرى يوجد موجودات حية وعند القطع واليقين مستواها اعلى من مستوى الانسان ولذا حايرين بأنه كيف يقيمون الارتباط معها يعني ما هي الشفرات أو العلامات التي يضعونها حتى الاخر يفهم، يوجد خلق الذي يعيشون وكثير من الادلة قائمة على وجود الموجودات الاخرى على كواكب أخرى لانه تعلمون هذا الكون الفسيح ولا هذا الكون الفسيح الذي لا نعلم ملاذها ما هو وانا لموسعون اصلا الله ما متوقف في ايجاد اصلا في الاستمرار هذا بعد ما فيها الكون مخلوقات بس آدم وحوضه!؟ غلط هذا المنطق.

    سؤال: هذا البعد للدين وهذا البعد المتغير الذي هو الشريعة كيف نستطيع أن نجعل الشريعة في كل زمان قادر على تثبت هذه الثابتات وان لا يخرج منه الثابتات هذه وظيفة المجتهدين وهو ربط المتغير بالثابت هذا المتغير كيف نفهمه حتى لا يخرج عن اطار الثابت هذه وظيفة المجتهد ومن هنا جائت هذه النظريات المعروفة نظرية حاولت الذين اراحوا نفسهم قالوا بيني وبين الله غاب الحجة لا يوجد عندنا تكليف، ننام في بيوتنا حتى يأتي الحجة هؤلاء اراحوا انفسهم قالوا ما هو تكليفك في عصر الغيبة قال ما عندنا تكليف الى متى؟ قال الى أن يأتي صاحبها كل شغل ما عندنا وهذا منهج موجود بين علماءنا أو ما موجود؟ موجود قال اذن ما هي وظيفتك؟ قال من يأتي ويدق الباب عليّ اولا انا لم اذهب اليه اذا عنده مشكلة وطبيب دوار بطبه وانما هو اذا يعجبه هو يأتي الي، وانا لا اذهب اليه مع انه علي عليه السلام يقول عن خاتم الانبياء يعرفه كيف؟ يقول كان عياده والناس يأتون أو حامل طبابته ويدق الباب على الناس انظروا المنطق هذا أين وذاك أين، ليس انه عنده عيادة في المدينة من عنده سؤال يأتي ويسأل لا، هو الذي يسأل من عنده عاه ومشكلة طبيب دوار يدور بطبه ذاك يقول انا ما عندي وظيفة من غاب الحجة بعد انا عندي مسؤولية أو ما عندي مسؤولية؟ هذا رأي.

    رأي آخر أتى وقال قليل اعلى فقط اوكل الي الامور الحسبية هذه كل هذه العلاجات جاءت حتى يردمون هذه ويجيبون على هذا التساؤول وهو كيف نربط الثابت بالمتغير أو نربط المتغير بالثابت كيف نستجيب لهذه المتغيرات قال نحلها من نظرية الحسبة رأي ثالث أتى وقال لا نؤمن بنظرية منطقة الفراغ السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه.

    اتجاه رابع أتى وقال ولاية الفقيه هذه كلها هذه الاتجاهات في فقه الامامية كلها لمعالجة لانه وجدوا هذه الشريعة قادرة بمفردها يعني الشريعة التي كانت في زمن الائمة قادرة أن تجيب على اسألتنا أو غير قادرة؟ غير قادرة.

    اذن هذه الاسألة من يجيب عليها؟ قالوا الشريعة تجيب عليها وبشرط الاجتهاد ولكنه سمح له أن يجتهد أين فقط؟ في الامور الحسبية أو في منطقة الفراغ أو ولاية الفقيه هذه الابحاث اذا صار عندكم وقت هذه الكتاب معالم التجديد الفقهي معالجة اشكالية الثابت والمتغير في الفقه الاسلامي انا بنحو اجمالي هنا وليس عميق طرحت هذه التصورات بهذه الليل تتصفحوه غداً سنقف عند هذه المسألة حتى لنرى مسألة الاجتهاد المطلوب منا في عصر الغيبة ما هو.

    والحمد لله رب العالمين.

    16 جمادى الأولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/03/07
    • مرات التنزيل : 1772

  • جديد المرئيات