نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (516)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    نحاول في ابتداء ابحاث هذا الدرس ولعله ليوم أو يومين أن نقف على خارطة أبحاثنا في الفقه والاصول.

    اتصور بأن مفتاح أيّ علم من العلوم إنما يتوقف على معرفة خارطة البحث حتى يمكن للطالب وللاستاذ وللمحقق أن يتعرّف أين هو من هذه المنظومة ومن هذه الخارطة، واحدة من أهم الابحاث المفقودة في حوزاتنا العلمية أن الطالب لا يعرف أنه أين هو من منظومة المعارف الدينية، هناك منظومة للمعارف الدينية هذه المنظومة لابد أن يتضح للطالب أين هو من هذه الخارطة وهذه المنظومة.

    بحثنا في علم الفقه كما يعلم الأعزة كان في قاعدة الاشتراك، وهل أنّ الزمان والمكان لهما مدخلية في موضوعات الأحكام الشرعية أم لا؟ هذا البحث الذي بدأناه من مدة طويلة واتضح لنا في المقام الأول من البحث انه لا يوجد دليل على الاشتراك، وانه لم يأتي القائلون بقاعدة الاشتراك بدليل قرآني أو روائي أو اجماع أو سيرة أو نحو ذلك لاثبات قاعدة الاشتراك، ومن هنا فالمقتضي غير موجود لقاعدة الاشتراك، يعني اذا ثبت حكم لموضوع مرتبط بذلك الزمان، نحن لا يوجد عندنا أيّ دليل أنّ ذلك الحكم أيضاً موجود لموضوع آخر في زماننا، هذا الذي تقوم عليه اساساً ركائز الحوزة العلمية الذي قلنا ركيزة مشلولة باطلة لا قيمة لها من الناحية النظرية التي نحن وقفنا عندها، لانكم تعلمون أن الحوزات العلمية لا علاقة لها بالزمان والمكان لفهم موضوعات الأحكام الشرعية، الشارع عندما قال حكماً لموضوع ذاك الموضوع يطبّق في أي زمان ومكان سواءً تبدّلت الشروط الزمانية والمكانية أو لم تتبدل.

    هذا كان بحثنا الاساسي وقلنا أنّ عملية الاستنباط عموماً في الفقه والعقائد والتفسير والاخلاق وغيرها جميعاً متوقفة على هذه المسألة يعني أن المحقق لا يمكن أن يدخل الى الابحاث الدينية والمعارف الدينية ما لم ينتهي في الرتبة السابقة من هذه المسألة.

    ولكن هذه المسألة أو هذه القاعدة أو هذا البحث أين يقع في منظومة المعارف الدينية هل هو البحث الأول؟ هو البحث الثاني؟ هو البحث الثالث؟ هو البحث الخامس؟ أين موقع هذا البحث؟

    يتذكر الاعزة الذين قرؤوا البداية والنهاية والابحاث الفلسفية أن الفلاسفة عندما يأتون الى البحث الفلسفي يقولون اولاً لابد من إثبات هناك واقعية ثم نسأل أن هذه الواقعية المحققة هل هي وجودٌ ام هي ماهية؟ ثم يبدأ النزاع باصالة الماهية واصالة الوجود الذي بيّنا أنه نزاع عقيمٌ لفظي لا قيمة له في نظرية اصالة الوجود، بيّنا هناك المسألة ومقصودي أولاً فاذن مسألة اصالة الوجود واصالة الماهية أول مسألة فلسفية أم هي بعد إثبات الواقعية؟ لا بعد إثبات الواقعية نبحث أن هذه الواقعية هي الوجود ام أن هذه الواقعية هي الماهية.

    هذه المسألة التي الان نبحثها في بحث الفقه هي اول مسألة في منظومة المعارف الدينية أو توجد قبلها مسائل أخرى، يعني ما لم ننتهي من تلك المسائل وتلك الابحاث لا تصل النوبة الى مسألة قاعدة الاشتراك.

    قاعدة الاشتراك لا اقل تعد البحث الثالث وقبل هذا البحث يوجد بحثان آخران حتى الاعزة إذا كانوا بصدد التحقيق والمراجعة يعرفون من أين يبدؤون البحث.

    من هنا سوف ارتب المسائل أو البحث الأول البحث الثاني البحث الثالث وان هذا البحث الثالث أين البحث الأول؟

    البحث الأول: هو انه اساساً نحن بحثنا الان في الروايات لماذا في الروايات؟ لانكم تتذكرون مراراً ذكرنا هذه الحقيقة أن النصوص الروائية الموجودة بين المسلمين تشكل منظومة كاملة في كل المعارف الدينية يعني الان سواء شيعة أو سنة أو خوارج أو زيدية أو غير ذلك هؤلاء كلهم يعتمدون النص الروائي الى جنب النص القرآني وانت عندما تأتي الى الروايات تجد انه توجد عندنا ابحاث عقائدية ابحاث روائية ابحاث اخلاقية ابحاث طبيعية ابحاث علمية ابحاث تاريخية الى غير ذلك والشاهد على ذلك انظروا فد دورة من البحار من الأول الى الاخر كلها روايات في الاعم الاغلب روايات منظومة المعارف الدينية موجودة هنا ونحن الان قلنا نحن في قاعدة الاشتراك نبحث النص الروائي لا نبحث الان أن القرآن أيضاً تجري فيه قاعدة الاشتراك أو لا تجري له بحث مستقل ذاك الان نحن حديثنا في البحث الروائي وهل أن الزمان والمكان لهما مدخلية في موضوعات المعارف الدينية التي وردت من خلال النصوص الروائية لا من خلال النصوص القرآنية لانه ذاك بحث مستقل لا علاقة لنا به فعلا ما هو البحث الأول؟

    البحث الأول هو إثبات أن النص الروائي هل هو حجة أو ليس بحجة؟ حتى نبحث بعد ذلك أن الموضوع لهذه الرواية الحجة يتأثر بالزمان والمكان أو لا يتأثر اما اذا لم نثبت الحجية الرواية فهل يصل البحث الى قاعدة الاشتراك أو لا يصل البحث الى قاعدة الاشتراك؟ بطبيعة الحالة لا يصل البحث الى قاعدة الاشتراك ثبت العرض ثم انقش ثبت أن الرواية حجة وبعد ذلك ابحث أن موضوع هذه الرواية هل يتشأثر بالزمان والمكان أو لا يتأثر.

    اذن البحث الأول الذي لابد أن نبحث عنه هو حجية الرواية والان لا نتكلم أي رواية، رواية النبي، رواية الائمة رواية الصحابي وهذا هو البحث الذي بدأناه في علم الاصول تقريباً من 65 درس وهو السنة النبوية حجيتها، موقعها، اقسامها قلنا بأنه حتى تعرفون انه كيف أن ابحاثنا الفقهية كاملاً مترابطة مع ابحاثنا الاصولية وهو انه السنة اعم من أن تكون نبوية أو ولوية أو صحابية هل هي حجة أو ليست بحجة؟ وبيّنا معنى الحجة مفصلاً فيما سبق في علم الاصول قلنا على مستوى الفقه الاصغر المنجزية والمعذرية وعلى مستوى الفقه الاكبر الكاشفية عن الواقع اشرنا اليه تفصيلاً في ابحاث علم الاصول ولكن هذا البحث الأول ينصب على السنة الواقعية السنة الصادرة من النبي أو الامام يعني كما لو كنت بخدمة الامام عليه افضل الصلاة والسلام أو كنت بخدمة النبي وسمعة منه قولاً من غير القرآن والقرآن له حسابه، قولاً من غير القرآن أو رأيت منه فعلاً لم يأتي في القرآن كما لو قال لي صلوا كما رأيتموني اصلي ورأيت انه يصلي بطريقة الكذائية هذه حجة أو ليس بحجة؟ هذا هو بحث السنة الواقعية يعني السنة الصادرة قطعاً، الفعل الصادر، القول الصادر التقرير الصادر.

    اذن البحث الأول وهو البحث في حجية السنة الواقعية الصادرة من النبي (القدر المتيقن).

    سؤال: اذن لماذا قلت هذا الملكية البحث الثاني لانه اذا ثبتت حجية السنة يعني الرواية قول النبي فعل النبي نبحث أن موضوعات هذه الروايات مقيد بالزمان مشروط بالزمان والمكان أو لا اذن لماذا تقول البحث الثالث اذن قاعدة الاشتراك تكون البحث ثاني الجواب لا بعد السنة الواقعية يوجد عندنا بحث آخر وهو اننا لم نعاصر النبي ولم نعاصر الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام وانما من خلال الصحابة والاصحاب والرواة قالوا لنا قال رسول الله والا لم نسمع رسول الله نحن سمعنا ماذا يقول رسول الله؟ لا، سمعنا الائمة ماذا يقولون؟ لا، وانما فلان قرأنا في كتاب الكافي عند الشيعة وقرأنا في كتاب البخاري عند السنة قرأنا يوجد عند هؤلاء يقولون قال حدثنا فلان عن فلان عن الصحابي أو زرارة قال قال من؟ فالرواي الأول في سلسلة السند بالنسبة اليه السنة الواقعية أما بالنسبة الينا السنة واقعية أو سنة محكية؟ بالنسبة الينا سنة محكية لعله وضع الحديث، لعله سهى، لعله اخطأ، لعله خلط، لعله دلس، لعله ولعله…

    فإذن ليس بالضرورة أن السنة المحكية هي السنة الواقعية بل بينها فاصلٌ كبير جداً ومن هنا كلما ازداد عدد الرواة وطبقات الرواة بدأت المشاكل تزداد وكلّما قلت المشاكل أيضاً تقل اذن البحث الثاني ما هو؟ هو إثبات حجية السنة المحكية. من هنا جاء البحث أن خبر الثقة حجة أو يشترط أن يكون محفوظاً بالقرائن التي تفيد القطع بالصدور أو يشترط أن يكون متواترة؟ هذه كلها مرتبطة ليس بالسنة الواقعية، مرتبطة بالسنة المحكية يعني هذا الذي نحن نعيشه لان البحث الثاني هو البحث في أن السنة الواقعية بعد إثبات حجتيها هل أن السنة المحكية أيضاً حجة أو ليست بحجة فاذا جاء شخصٌ وقال نحن نقبل أن السنة الواقعية حجة ولكن السنة المحكية ليست بحجة لا يوجد عندنا دليل كما قال اصحاب نظرية الاسنداد ماذا قالوا؟ قال خبر الثقة ليس بحجة.

    اذن ماذا نفعل؟ قالوا نفعل كذا وكذا وكذا هؤلاء لا ينكرون السنة الواقعية وانما ينكرون حجية السنة المحكية عندما ينسب الى السيد المرتضى انه يقول لابد أن يكون الخبر متواتراً ولا يكفي خبر الاحاد هذا معناه انه 99% من اخبارنا بناءاً على صحة هذه المقولة كلها تكون حجة أو ليست بحجة؟ هذا لا يريد أن يقول أن السنة الواقعية ليس بحجة يريد أن يقول أن السنة المحكية ليست بحجة اذن البحث الثاني ما هو؟ لا يكفي أن يبحث الحجية السنة الواقعية لابد أن نظيف اليها بحثاً جديداً نستأنف بحثاً جديداً وهو إثبات حجية السنة المحكية ونحن عندما نشكل لانكم تعلمون يقال عني بأنه لا يقبل النصوص الروائية هؤلاء يخلطون بين السنة الواقعية وبين السنة المحكية انا اذا سمعت رسول الله أو سمعت احد الائمة لا اشكك ولا اعرضه على الكتاب ولا اعرضه على العقل ولا اعرضه ولا اعرضه على كذا ابداً لانه هو الناطق باسم الكتاب هو المعرف للكتاب هو المبين للكتاب انا عندما اقول لابد من عرض الحديث على القرآن أو عرض الحديث على الادلة العقلية أو أو هذا مرتبط بالسنة الواقعية أو بالسنة المحكية أي منهما؟

    هذا من السنة المحكية لا بالسنة الواقعية وهذا التفتوا اليه جيداً لانه انتم تعلمون الان بيد الاعزة موجود أن شاء الله وبعضهم طالع الكتاب الموروث الروائي بين النشأة والتأثير نحن بيّنا بانه كثير من هذا الموروث الروائي نقبله أو لا نقبله؟ لا نقبله من هنا انشاء الله الحلقة الثانية من هذه السلسلة التي هي اسلام محورية القرآن سوف تكون على تحت هذا العنوان ميزان تصحيح الموروث الروائي العنوان الأول الحلقة الاولى الموروث الروائي الحلقة الثاني ميزان تصحيحه هذا ميزان تصحيح مرتبط بالسنة الواقعية أو بالسنة المحكية؟ هذا بالسنة المحكية لا بالسنة الواقعية اذا ثبتت حجية السنة الواقعية وثبتت حجية السنة المحكية يأتي هذا البحث الثالث الذي نبحثه في علم الفقه وهو أن هذه الروايات لها موضوعات وموضوعاتها مشروطة بالزمان والمكان أو غير مشروطة وانا الى الان شخصاً لم اجد من بحث المسألة بهذه الطريقة وهي ينبغي أن تبحث بهذه الطريقة يعني المسالة الاولى والمسألة الثانية بحثان مرتبطان في علم الاصول وليس في علم الفقه في علم الاصول نبحثه أن السنة الواقعية حجة أو ليست بحجة فاذا ثبتت حجيتها ننتقل الى بحث السنة المحكية هل هي حجة أو ليست بحجة؟ سؤال المسألة الثالثة أو البحث الثالث أين يبحث في الفقه أو الاصول؟ بيني وبين الله في هذه البحث الثالث حيثيتان حيثية منها اصولية وحيثية منها فقهية حيثيتها الاصولية أن الاحكام ثابتة بتغير الموضوعات أو متغيرة؟

    هذا بحث اصولي الذي الان نبحثه في الفقه اطمئنوا هذا البحث ليس فقهي هذا البحث اصولي هو ولكن لانه لا يبحث هناك نحن بحثناه في الفقه حيثيتها الثانية تطبيقها وهو انه اساساً على سبيل المثال أن السفر هل قال الشارع عندما اوجب القصر في السفر هل المراد من السفر في ذلك الزمان الذي كان لكي يأخذ المسافة أو يقطع المسافة يحتاج الى يومٍ كامل عادة ثمانية فراسخ ذهاب واياب كان يحتاج الى يوم كامل ولهذا في الروايات عندنا بعضها اوجب القصر يوم وليلة عبر عنها بعضها قال ثمانية فراسخ بعضها عبر يوم وليلة ايهما المدار؟ الجواب: لا، لا فرق بين ثمانية فراسخ ويوم وليلة ولكن في ذلك الزمان أما في زماننا الان كيف؟ يوم وليلة اشكد يقطع مسافة؟ يذهب الى القمر يوم وليلة سؤال: فأيهما المدار؟ مدار ثمانية فراسخ أو المدار ماذا؟

    اذن القضية جداً خطيرة الان تعرفون الان كثير من الناس يستصعب في شهر رمضان أن يفطر يقول بيني وبين الله يقول انا سافرت عشرين دقيقة اصلا لا تعب ولا فرق وانا صائم على من افطر؟ يقولون لا الافطار رخصة أو عزيمة؟ عزيمة، طبعاً ليس يقول عزيمة القرآن يقول لا جناح عليكم رخصه هناك وان كان هذا في مقابل توهم الحضرات على أي الاحوال وهكذا في العبادات فما بالك في باب المعاملات.

    اذن تتذكرون للذكر مثل حظ الانثيين في باب الميراث هذا في مطلق المجتمعات التي المرأة لم يكن لها دورٌ في الانتاج والنمو الاقتصادي والعمل والي في ذلك الزمان كان هكذا المرأة كانت عموماً في البيت لا في العمل فمن لابد كان يصرف عليها وينفق عليها؟ الزوج ينفق بيني وبين الله انت تفرض على الزوج وجوب النفقة ولكنه لا تؤمن له من أين ينفق هو من أين ينفق؟ اما اذا صارت الان تعمل أيضا للذكر مثل حظ الانثيين هذا من باب المثال اضربها لا اقول الفتوى.

    اذن في هذه المسألة الثالثة توجد حيثيتان حيثية الاولى ترتبط بعلم الاصول التي الان نبحثها أين؟ في علم الفقه ولهذا أن شاء الله تعالى بعد أن ننتهي من هذه الحيثية الاولى أو الجانب الأول سوف ندخل في باب الفقهي له في باب الطهارة في باب الصلاة في باب الصوم في باب الارث في باب الحج في باب المعاملات في باب كذا واقعاً لا اقل في كل باب أو بابين نحاول أو نذكر بعض الامثلة هذه بعد تطبيقاتها الفقهية واضح صار الان تسلسل هذه الابحاث منظومة هذه الابحاث.

    اذن انت الذي تريد أن تأخذ الان كتاب الكافي وتاخذ منه رواية لتستند اليها في إثبات حكم شرعي أو لبيان مسألة عقائدية أو لبيان مسألة اخلاقية أو الى غير ذلك عليك أن تمر بهذه المراحل الثلاث علم الاصول الذي عندنا الان في حوزاتنا والله العظيم علم ناقص لماذا؟ لانه يفترض أن البحث الأول والبحث الثاني والحيثية الاولى من البحث الثالث مفروغ عنها انت الان الحمد لله فضلاء وكل واحد عشرة وعشرين سنة في الحوزات بينكم وبين الله لو سألكم سائل من الدليل على أن قول النبي وفعل النبي حجة ما دليلك؟ الى الان نحن قرأنا خمسة اصناف من الادلة اتضح انها دالة أو غير دالة؟ تتذكرون بعد وقفنا عند قوله تعالى لتبين للناس ما نزّل اليهم، في بحث الاصول ما ينطق عن الهوى، يعلمهم الكتاب والحكمة، اطيعوا الله واطيعوا الرسول، اتبعوني يحببكم الله الذي إن شاء الله تعالى اليوم سنبدأ الطائفة الثالثة أو الصنف السادس وهي لقد كان لكم في رسول الله اسوة وجوب الاقتداء برسول الله.

    اذن ما الدليل على حجية السنة ثم اذا ثبتت حجية السنة الواقعية من الدليل على حجية السنة المحكية من الدليل؟ ثم اذا ثبتت الحجة للسنة المحكية هل انها ثابتة أو متغيرة هذا أين يبحث في علم الاصول الان عندنا؟ ابداً لا يوجد انت مباشرتاً تدخل وتفترض مفروغية الكلام عن البحث الأول وعن البحث الثاني وعن الحيثية الاولى من البحث الثالث وهي انها ثابتة ثم تبحث أن الامر دال على الوجوب أو ليس دالٌ هذا قبله توجد ثلاثة ابحاث اساسية هذا هو المشروع هذا هو الذي نقوله نحن في المنظومة المعرفية التي نعتقد بها ولذا نحن نقول نحن عندما نقول من لم ينهج هذا المنهج على مبانينا ليس بمجتهد ليس انه ليس بأعلم لم يثبت اجتهاده عندنا لانه اساساً لم يثبت لي هذا.

    قد يقول لي قائل انا قاطع بلي قاطع وقطعك حجة عليك ماذا افعل لك اذن هذا هو تسلسل خارطة البحث التي لابد أن نقف عندها بشكل جيد وانتم تعرفون الان نحن نبحث الان في علم الاصول البحث الأول وخارطة البحث الأول أن شاء الله سأذكره في بحث الاصول قد يقول لي قائل سيدنا هذا عنوان واحد وفيه فد بحث واحد؟ اقول لا فيه خمسة أو ستة ابواب أن شاء الله ستأتي وايضا هذه الخارطة سنشير اليها في مقدمة بحث الاصول اما الان من باب الاطلاع والتصور الكلي لهذه الابحاث عبروا عنها الباب الأول، الباب الثاني، الباب الثالث، الباب الثالث الذي نبحثه الان في علم الفقه، الان نحن نريد أن نتكلم في الباب الأول أو الثاني يعني حجية السنة الواقعية وحجية السنة المحكية.

    في الباب الأول توجد هناك معظلة واشكالية عويصة جداً ما هي هذه الاشكالية؟ ثبت باجماع علماء المسلمين أن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله قال في حياته كثرة الكذابة علي فمن كذب علي فاليتبوء مقده من النار، الآن البعض يضيفون اليه متعمداً هذه من المجعولات يكون في علمكم هذا متعمداً حتى يفسحون الكذب عن رسول الله سهواً اذا اشتبه وكذا على من كذا ويوجد تحقيق ودراسات عليها انه هذه اساساً هذه اللفظة من الروايات من الاضافات المجعولة والموضوعة في هذه الروايات أن رسول الله صعد المنبر في حياته وقال كثرة الكذابة علي طبعاً يكذبون عليه في القرآن أو يكذبون عليه في الحديث؟ لا يستطيعون أن يكذبون عليه في القرآن لانه ممتنع عقلاً لان النص القرآني نص معجز لا يمكن لاحد أن يكذب على رسول الله في النص القرآني هذا خلاف نظرية أن القرآن معجز ولا يمكن لاحد أن يأتي بآية من مثله اذن الكذب أين يكون على رسول الله؟ يكون في الحديث والنصوص الروائية؟ فاذن رسول الله كان ملتفتاً جيداً في حياته صلى الله عليه وآله أن ظاهرة الكذب إمّا قد بدأت في حياته وإمّا ستبدأ بعد حياته بينكم وبين الله انت الذي تخاف على مصير هذه الشريعة وعلى أن لا يقع فيها زيادة ونقيصة وان لا يقع فيها كذب وان لا يقع فيها دس ووضع وتلاعب الى غير ذلك ماذا ينبغي كعاقل وكمسؤول عن شريعة كصاحب مشروع الهي تريد أن تبقى الى قيام الساعة ماذا تفعل؟ اقل ما افعله انه اهيأ مجموعة من الكتبة حتى يقيدون الاحاديث كما فعل في القرآن الكريم، في القرآن الكريم ماذا فعل رسول الله؟ الم يكن معه مجموعة من كتبتة الوحي يكتبون له حتى لا يقع في القرآن أي زيادة ونقيصة فعل ذلك أو لم يفعل؟ نعم فعل ذلك عدد الكتّاب بعضهم يقول 25-26-40 هؤلاء كلهم كانوا يكتبون ولهذا تجدون ابن مسعود عنده مصحف وامير المؤمنين عنده مصحف هذه ليسوا جماع المصاحف هؤلاء كانوا من كتبت الوحي يكتبون الوحي ولهذا تجد بعض القراءات ايضاً مختلفة فيما بينهم واحد فيها شدة وواحد ما فيها شدة واحد فيها ضمة وواحد ما فيها واحد اُس وواحد إس وهكذا ولكنه كل عندهم ماذا؟ وتعدد القراءات جاءت من تعدد ماذا؟ من تعدد المصاحف التي كان كتاب الوحي يكتبونها.

    سؤال: هل كان بامكان رسول الله أن يفعل ذلك أو ليس بإمكانه ذلك؟ مباشرتاً كان يكتب لنا ليس اقول هو يكتب لا ابدا كما أن القرآن أيضاً هو ما كتبه وانما كان صحابته واقعاً الذين كانوا يضحون لاجله بكل ما يريد لماذا لم يفعل ذلك رسول الله؟ هذه معظلة لابد أن تجيبون عليه بل جملة من اعلام اهل السنة ذهبوا ليس فقط الى انه لم يكتب الحديث بل نهى عنى كتابة الحديث وهذه واحدة من اهم ادلة القائلين بعدم حجية السنة الواقعية يقولون لو كانت السنة الواقعية يعني حديثة وقوله وفعله وتقريره حجة لامر بكتابتها والتالي باطلٌ فالمقدم مثله انه ليست بحجة فلهذا لم يهتم به رسول الله بل نهى عن كتابته هذه انشاء الله تعالى في ابحاث الاصول سنقف عندها بعد أن نستعرض ادلة القائلين بالحجية نأتي الى ادلة القائلين بعدم الحجية واحدة من اهم ادلته ما هي؟ عدم تدوين السنة.

    الان تقول أن رسول الله كان موجود في حياته لماذا يكتب السنة؟ سؤال الصحابة لماذا لم يكتبون السنة؟ اصلا امير المؤمنين لماذا لم يكتب السنة؟ انا أيضاً ارجع واقول امير المؤمنين ليس بمؤلف كتاب لا اقول هو يؤلف كتاب وانما كان حوله من اصحاب رسول الله من يوثق بدينهم وتقواهم وعلمهم كان يوكل اليهم ثم يصل الينا يقولون بأن هذا مصحف وهذا كتاب اشرف عليه امير المؤمنين سلام الله عليه والغريب أن هذه الظاهرة استمرت في حياة الائمة أن الائمة أيضاً لم يتصدوا لكتابة الحديث مع انهم انتم اذا تراجعون الكتاب تجدون اصرار من الائمة انه الغلاة موجودة والوضاعين موجودين في شيعتهم غلاة ووضاعين والى غير ذلك، ائمة اهل البيت ماذا؟ كنتم تهيؤون مجموعة امثال زرارة ومحمد ابن مسلم وهذه الطبقة فليكتبوا لنا؟

    تقول اذن الاصول الاربعمائة؟ اقول اصول الاربعمائة اعمال فردية من عندهم وليس توجيه من الائمة ولهذا أيضاً حفظت أو ضاعت؟ ما بقي منها شيء الان كل الذي موجود بأيدنا 16 اصل من الاصول الاربعمائة المطبوع تحت كتابة بعنوان الاصول الستة عشر كل الذي يدعي صاحب البحار ولا نوافقه طبعاً الذي يصل من اصول الاربعمائة سعيه الحثيث لم يصل الى 80-85 من هذه الاصول ولا نعلم يدعى يقال أن الكليني كانت موجودة عنده ولكن لم يشير ما هي الاصول التي كانت هذه الاحاديث من أين جاء بها الكليني؟ مع انه هو أين وزرارة أين الفاصلة 100-150 سنة 5-6 اجيال على أي الاحوال، هذه اهم معظلة تواجه مسألة حجية السنة الواقعية، أمّا ما هي اهم معظلتين تواجهان حجية السنة المحكية؟ افترضوا انه جنابك في علم الاصول اثبتت حجية السنة المحكية ولكن تواجهها اشكاليتان ومعظلتان اساسيتان يأتي في غد أن شاء الله.

    والحمد لله رب العالمين.

    21 جمادى الآخرة 1436

    • تاريخ النشر : 2015/04/11
    • مرات التنزيل : 1517

  • جديد المرئيات