أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
انتهينا الى الطائفة السادسة من الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي كنا بصدد إثبات أن السنة بالمعنى الاصولي وهي اقوال النبي صلى الله عليه وآله وافعاله وتقريراته هل هي حجة يجب الاقتداء بها والعمل على اساسها كما هو الحال في القرآن الكريم ام انه لم تثبت هذه الحجية لاقواله وافعاله وتقريراته يتذكر الاعزة قلنا هذا هو الباب في البحث الأول أو البحث في الفصل الأول من الباب الأول قلنا أن الباب الأول ادلة الحجية والفصل الأول هي الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي والاية التي كانت هي محل البحث هي قوله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً» قلنا توجد عدة ابحاث اولاً ما هو المراد من الاسوة لغة؟ وبنحو الاجمال مررنا والبحث التفصيلي سيأتي بعد ذلك.
البحث الاخر قلنا ما هي القراءة لهذه المفردة اشرنا الى انه عاصم قرأها بالضم فهي اسوة وان كان الباقي من القراء قرؤوها في الكسر فهي إسوة ولذا العلامة الالوسي في روح المعاني يعني عندما يصل الى هذه الاية من سورة الاحزاب يقول والاسوة بكسر الهمزة كما قرأ الجمهور وبضمها كما قرأ عاصم الخصلة المراد من الاسوة يعني الخصلة هذا المعنى اللغوي العام وقال الراغب الحالة التي يكون عليها الانسان هذا المعنى معنى عام الحالة التي يكون عليها الانسان، سواء كانت حسنة كانت سيئة يجب الاقتداء بها لا يجب الاقتداء بها هذه ابحاث لاحقة هذا هو المعنى اللغوي لهذه المفردة جيد ما هو اشتقاق هذه الكلمة هنا ما يتعلق باشتقاق هذه الكلمة.
من الكتب الجيدة التي مراراً ذكرنا هذا الكتاب وهو الكتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم للعلامة المصطفوي هناك في هذه المادة تحت عنوان اسوه هناك يقول أن الظاهر المجلد الأول صفحة 100 يقول أن الظاهر من مراجعة استعمال هذه المادة أنها واوية اسوه أو يايئة اسي أو اسى اما اليائية فهي من باب علم واما الواوية فهي من باب نصر اسوه وتدل كذا اما الفرق ويشير الى مجموعة وان قال يقول اشتقاق يرجع احدهما الى الاخر يمكن للاعزة يرجع البحث الى هناك اما اعراب هذه الجملة المباركة من آية سورة الاحزاب اعرابها هذه كما ورد في كتاب اعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين الدرويش المجلد السابع صفحة 622 يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اللام في قوله لقد اللام جوابٌ للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وكان الذي قال لقد كان فعل ماضٍ ناقص وليس تام الذي لا يحتاج الى خبر وكان فعل ماضٍ ناقص ولكم خبرها المقدم لقد كان لكم يعني اصل الجملة وفي رسول الله حالٌ واسوة اسم كان المؤخر فاصل الجملة لقد كان اسوة حسنة لكم في رسول الله صلى الله عليه وآله قال خبرها المقدم وفي رسول الله حال لانه كان في الاصل صفة لاسوة يعني هي في رسول الله صفة للاسوة لقد كان أو لقد كان اسوة حسنة لكم في رسول الله هذه أيضاً فيما يتعلق باعراب هذه الجملة المباركة انما المهم وجه الاستدلال بهذه الاية الكريمة لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي في كتاب الإحكام في اصول الأحكام الجزء الأول صفحة 249 الاية المباركة قالت لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لكن فيها ذيل لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا، الامام الامدي يريد أن يستند الى ذيل هذا النص ليبين انه يجب الاقتداء برسول الله هذه عبارته يقول ووجه الاحتجاج بهذا المقطع من الاية المباركة انه جعل التأسي بالنبي صلى الله عليه وآله.
ما هو المراد من التأسي؟ يأخذونها بمعنى القدوة أن التأسي بالنبي والاقتداء بالنبي من لوازم رجاء الله تعالى واليوم الاخر يعني واقعاً من يريد ذاك عليه أن يتأسى ويلزم من عدم التأسي عدم الملزوم يعني اذا لم تتأسى انت لا ترجوا الله واليوم الاخر ويلزم من عدم التأسي عدم الملزوم ما هو؟ وهو الرجاء الى الله واليوم الاخر وذلك كفر لان الانسان الذي لا يرجوا الله واليوم الاخر لا يؤمن بالله واليوم الاخر بعد مؤمن أو كافر؟ كافر اذن يجب الاقتداء والتأسي به والا يلزم أن تكون كافراً والتالي باطل.
اذن لكي تكون مؤمنا لابد أن تقتدي برسوله صلى الله عليه وآله هذا المعنى قريب منه أشار اليه الشيخ الطوسي في كتاب العدة قريب من هذا البيان الذي الان اشرنا اليه العدة صفحة 604 في الباب الثامن الكلام في الافعال العدة في اصول الفقه يقول واستدلوا أيضاً بقوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وانه اذا جعله اسوة لزمنا التأسي به سيما وقد قال في سياق الاية لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وهذا تهديدٌ لمن ترك التأسي به صلى الله عليه وآله، هذا وجه الاستدلال.
ولكن حتى يتم الاستدل بهذه الاية المباركة على حجية السنة بالمعنى الاصولي لابد من تمامية هذه الامور التالية يعني الذي يريد أن يقول أن الاية دالة على حجية اقوال النبي افعال النبي تقريرات النبي لابد أن يتمم وان يحقق لنا هذه الامور الثلاثة التالية:
الامر الأول: أن يراد من الاسوة القدوة تقول وهل للاسوة معنى آخر؟ هذا لابد أن نقف عندها لنرى أن الاسوة هل هو الاقتداء أو له معنى آخر الاية المباركة لم تقل لقد كان لكم في رسول الله اقتداء أو قدوة قال اسوة. اذن لابد أن نرجع وان كان الان في الاذهان كما في المسلمات أن الاسوة يعني القدوة لابد أن نرجع الى كلمات اللغويين لنرى ماذا يفسرون وماذا هذه مفردة الاسوة أو الإسوة في أي موارد تستعمل.
اذن الامر الأول إثبات أن المراد من الاسوة أو الإسوة هو الاقتداء لا معنى آخر لا استعمال آخر هذا الامر الأول.
الامر الثاني: أن الاية بصدد ايجاب الاقتداء ليس جواز الاقتداء لانه قد انه يقول لك من حقك أن تقتدي به هذا اباحة الاقتداء جواز الاقتداء وهذا ينفعنا في حجية السنة أو لا ينفعنا؟ لا ينفع لابد أن يقول يجب عليك أن تقتدي بعبارة أخرى لقد كان عليكم اسوة أو لقد كان لكم اسوة؟ اللام تفيد الوجوب أو تفيد الاباحة والجواز أي منهما؟ هذا لابد أن يثبت أن لكم هنا بمعنى عليكم لزوماً والا اذا لم يثبت ذلك جيد بيني وبين الله واحد يقتدي برسول الله جيد اما اذا لم يقتدي لا تقول لي بأنه ذيل الاية لا الان نتكلم في هذه المفردة من الاية هذا الامر الثاني.
الامر الثالث: ولعله من اهمها جميعاً هو أن المراد الاقتداء مطلقاً بأقواله وافعاله وتقريراته والا اذا كانت القضية كما يقال في علم الاصول بنحو القضية المهملة تثبت حجية السنة أو لا تثبت؟ لا تثبت متى تثبت حجية السنة؟ لانه نحن نبحث في ماذا؟ نبحث أن كل اقواله ما هي؟ حجة، كل افعاله هي حجة، كل تقريراته هي حجة فلابد من إثبات العموم والاطلاق فهل يخرج من الاية هذا الاطلاق أو بنحو القضية المهملة التي في قوة الجزئية كما قرأتم في علم المنطق.
اذن لكي يتم الاستدلال بهذه الاية المباركة على حجية السنة بالمعنى الاصولي عندنا لابد أن نقول أن يراد من الاسوة القدوة والاقتداء وان يراد من لكم عليكم وان يراد من القدوة اطلاق اقواله وافعاله وتقريراته هذه الامور الثلاثة نحتاجها.
اما البحث الأول: وهو انه ما هو المراد من الاسوة لغة اعزائي هناك استعمالان لهذه المفردة، التفتوا لان البحث فيها من الدقة يحتاج لانه بعد ذلك نأخذ نتيجة المعنى الأول أو الاستعمال الأول لهذه المفردة هو القدوة وهذا هو المشهور في الاذهان عندما نقول الاسوة يعني الاقتداء به ما معنى الاقتداء به؟ يعني الفعل الذي يفعله نقتدي به القول الذي يقوله طبعاً لابد نبحث وان شاء الله بعد ذلك سنبحث وهو انه على فرض تمامية على أن هذه المادة قدوة هل تستعمل في الالفاظ أيضاً أو مختصة بالافعال اقتدي به يعني اقتدي بأقواله أو اقتدي بسيرة بسلوكه بممارساته الافعال عادة لا تطلق القدوة الا على البعد العملي اذا كان امره هكذا اصلا سقط الاستدلال لانه عمدة السنة هي الافعال أو الاقوال؟ عمدة السنة هي الاقوال وليست الافعال فعلى فرض انه تمت هذا بحثه أن شاء الله بعد ذلك سيأتي.
المعنى الأول أن يراد من الاسوة القدوة والاقتداء هذا الامر الأول.
الامر الثاني أو الاستعمالالثاني أن يراد من التأسي والاسوة ليس هو الاقتداء وانما المراد منه المئآسات التأسي ليس اقتدي به وانما معناه أنك اذا اصبت بما اصيب به الاخر اصبر كما صبر تقول لي ماذا الفرق بينهن؟ مرة تقول دالة على الاقتداء اذن ما فعله ينبغي أنت أيضاً تفعل ما فعله يعني عندما تحمل العطش انت أيضاً يجب عليك أن تتحمل العطش ومرة لا ليس هذا ما متحمل ولكن من باب مصائب الدنيا لو ابتليت بما ابتلى به ابتلى به ماذا تفعل انت؟ تتأسى به ليس عنده افعل كما مثال: الان الامام الحسين زينب سلام الله عليها كان لها مواقف في كربلاء اذا قلنا يجب الاقتداء بزينب يعني معناه ماذا؟ يعني أن نفعل نذهب لنقع في نفس الابتلاء الذي وقعت زينب لانه يجب الاقتداء، لكم فيها اقتداء تجبوا الاقتداء به واخرى نقول لا ليس المراد يجب الاقتداء بها ولكن اذا بيني وبين الله صارت مصائب وقعت فيما وقع هذا زينب انت تعزى بمن؟ عزائك ليس أن تخرج من صبرك والقضاء والقدر وتبدأ تكفر لا ابداً تعزي بعزاء الله كما في النص لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ يعني ابتلاء أو نتعزى بعزى ونصبر كما صبر أي منهما؟ اذا صار الاستعمال الثاني اله حجية بالسنة أو لا علاقة له بحجية السنة؟ لا، هذا من قبيل قوله فاصبر كما صبر اولى العزم من الرسل هذا ليس اقتداء يقول انظر اليهم انهم عندما ابتلوا ماذا فعلوا؟ صبروا يا رسول الله انت أيضاً تعزى بعزائهم، انت أيضاً لا تخرج من طورك اصبر كما صبر هذا لا علاقة له بالاقتداء هذا معناه انك اذا اصبت بما اصيبوا به تعزى بهم واجعلهم ماذا؟ اجعل نفسك مثل وضعهم هذان معنيان اللغويين ماذا يقولون المعنى الاسوة ما هو الأول أو الثاني؟
الجواب: محققوا اللغويين صرحوا أن اسوة مستعملة في الأول ومستعملة في الثاني كلاهما مستعمل من هنا بعد ذلك لابد أن ننتقل الى الاية أن القرائن تستدل على الاستعمال الأول أو تدل على الاستعمال الثاني أي منهما؟ نأتي الى لسان العرب للعلامة ابن منظور الافريقي في هذه المادة في مادة اسى يقول والاسوة، الجزء الأول صفحة 147 بحسب هذه الطبعة دار احياء تراث في مادة اسى، يقول الاسوة والإسوة القدوة هذا الاستعمال الأول ويقال إإتسي به أو اقتدي به وكن مثله يعني يجب عليك أن تكون مثله الليث فلان يتسى بفلان أو يأتسي بفلان أن يرضى لنفسه ما رضيه ويقتدي به وكان مثله أما والتأسي في الامور الاسوة هو المآساة والتأسية الى أن يقول فتأسى عزاه فتعزى وتأسى به أي تعزى به هذا ليس له علاقة بالقدوة يعني انظر الاخرين بيني وبين الله عندما يصابون ما اصبت به ماذا يفعلوا؟ ليس اقتدي بهم لا بيني وبين الله يوجد مثل يقول أن المصيب اذا عمت هانت ما معنى اذا عمت هانت يعني اقتداء؟ ليس اقتداء انت عندما تجد هذا أيضاً هكذا صار وهذا هكذا صار يقول تعزى بعزاء الله اصبر كما صبر ونحو ذلك هذا يوجد فيه وجوب الاقتداء وعمل وحجية أو لا يوجد فيه؟ لا، امر اخلاقي انه تعزى بعزاء ماذا؟ كيف فعل انت أيضاً افعل اصبر كما صبر اولى العزم من الرسل هذان معنيان طبعاً هذا المعنى بشكل واضح وصريح جملة كبير من اللغويين اشاروا اليه .
الاخوة الذين يريدون أن يرجعون الى كلمات اللغويين يرجعون الى معجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته هناك يقول اسوة لفظ واحد ثلاث مرات مدنية في سورتين مدنيتين فقط الجزء الثاني صفحة 367 في مادة اسوى مثل نصر الذي قلنا الواوي ليس في مادة اسي الذي هو اليائي يقول النصوص اللغوية هناك يشير الى مجموعة من كلمات اللغويين على القاعدة من تلك الكلمات يقول المبرد قوله آسي بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك يقول يعني سوي بينهم مساوات بينهم ليس انه يجب الاقتداء وتقديره اجعل بعضهم اسوة بعضٍ يعني ساوي بينهم والتأسي من ذا بناءاً على هذا أن يرى ذو البلاء من به مثل بلائه فيكون قد ساواه في اصلا ليس له علاقة بالاقتداء انت عندما تبتلى ترضى تصبر أو تصيح وتكفر بالاولين والاخرين؟
يقول لا تأسى كما تأسى الاخرين مواسات قال أن يرى ذو البلاء من به مثل بلائه فيكون قد ساواه فيه فيسكن ذلك من وجهه من حزنه ومن المه هذا الذي قلنا المثل معروف اذا عمت البلية هانت واقعاً يسكن وليس وحدي انا هذا يقتدي بالاخرين؟ لا ليس مقتدى، عندما يجد بأنه هذه القضية مقسمة اما عندما يجد لا فلان وضعه مرتب وهو وضعه كذا هنا يتألم اما اذا نظر كلهم مساوين لا يتألم، العبارة أي معنى قدوة وكذا ابدا غير موجود هذا كلام المبرد قال يرى بأن ابتلى به من بلائه فيكون قد ساواه فيه فيسكن ذلك من وجده، كذلك ابو طالب نفس الكلام يقوله كذلك الازهري فلان اسوتك قد اصابه مثل ما أصابك على ماذا انت تتأذى ليس انت وحدك حتى تتألم الاخرين أيضاً صاروا مثلك على من تتألم؟! هذا أين معنى الاقتداء ما فيه أي اقتداء قال الازهري فلانٌ اسوتك قد أصابه مثل ما أصابك وهو اسوتك أي انت مثله وهو مثلك هذا اقتداء؟ هذا لا معنى للاقتداء هذا المصيبة أو البلية اذا عمت هو مثلك وانت مثله.
الجوهري: آسيته بمالي مؤاساة الى أن يقول والاسوة والإسوة لغتان وهي ما يأتسي به الحزين وما يتأسى به يعني انت انظر الى الاخرين ما أصابك بعد ينبغي لك الحزن أو لا ينبغي؟ لا ينبغي لو وحدك أصابك هذا البلاء انت تحزن لماذا انا وليس غيري اما عندما تجد الاخرين اصيبوا مثل ما اصيب انت ينبغي أن تحزن أو لا ينبغي؟ لا ينبغي، قال: (هذا كلام الجوهري) وهي ما يأتسي به الحزين يتعزى به والاخوة بامكانهم أن يراجعون ابن فارس والطريحي وكل هؤلاء اشاروا الى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح النصوص التفسيرية يأتي، هذا فيما يتعلق بإستعمالي هذه المفردة سؤال: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ يراد منها الاستعمال الأول أو يراد منها الاستعمال الثاني؟ قرائن لابد أن تخرج بيني وبين الله دالة وطبعاً يكون في علمك لابد أن تأتي بقراءن أن شاء الله بعد ذلك نقوله تكون القرينة ليس فقط ظهور وانما تكون نصاً ماذا؟ لانه انت تريد تثبت حجية السنة اما قرائن يمين ويسار وتعطيك ظهور ضعيف، في المقابل كذلك توجد قرائن تأتي بظهور آخر لم تحل المشكلة، الان توجد قرينتان أو ادعي وجود قرينتين دالة على أن المراد من الاسوة هو الاستعمال الثاني لا الاستعمال الأول قرينتان، القرينة الاولى القرينة السياقية والمناسبات الايات المحيطة بها هذه الاية كما تعلمون مسبوقة بمجموعة من الايات الاخرى كل تلك الايات تريد أن تشير الى أن رسول الله صلى الله عليه وآله تألم كسرة رباعيته فعلوا فيه في الحروب ما فعلوا ايها المؤمنون تعزوا بعزاء من؟ بعزاء رسول الله فلا تحزنوا ما اصابكم لماذا لا نحزن بما اصابنا؟ امامكم رسول الله تأسوا به.
ولذا تجدون الايات التي تأتي بعدها قال ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايماناً وتصديقا من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الى آخره انظروا الفيض الكاشاني في ذيل هذه الاية ماذا يقول لبيان مضمون هذه الاية ليس في كتاب الصافي وفي تفسير الصافي تفسير الاصفى كما تعلمون عنده تفسير الصافي وعندنا تفسير الاصفى في ذيل هذه الاية من تفسير الاصفى يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة في افعاله اذن فيها اطلاق أو ليس فيها اطلاق يشمل الاقوال؟ اساساً هو الاسوة مرتبطة حتى لو قلنا القدوة مرتبطة بماذا؟ مرتبطة بالافعال وعند ذلك تنفع شيئاً أو لا تنفع ذلك هذا أن شاء الله يأتي بعد ذلك بأنه لها اطلاق أو ليس لها اطلاق، لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة في افعاله واخلاقه كثباته في الحرب ومقاساته للشدائد انتم ينبغي لكم أن تتأسوا برسول الله لا تحزنوا لما اصابكم لانه اصابكم ما اصاب سيد الخلق اجميعن على من تحزن؟ قال ومقاساته للشدائج وغير ذلك قرن بالرجاء الى آخره فإن المأتسي بالرسول من كان كذلك هذه ما يرتبط بالقرائن الداخلية يعني في الاية المباركة.
القرينة الثانية النصوص الواردة أو بعض النصوص الواردة بعض النصوص الواردة اشارة الى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح الرواية واردة طبعاً كما تعلمون الرواية ينقلها من الاحتجاج والاحتجاج ليس له سندٌ معتبر باعتبار أن الروايات الواردة في كتاب الاحتجاج روايات عموماً لا سند لها لانه كما قال في المقدمة حذف كل الاسانيد، الرواية عن امير المؤمنين سلام الله عليه المجلد الأول صفحة 587 في باب احتجاجه عليه السلام على الزنديق في الايات المتشابهة قال ولان الصبر على ولاة الامر مفروضٌ لقول الله عزّ وجلّ لنبيه صلى الله عليه وآله فاصبر كما صبر اولى العزم من الرسل وايجاب ذلك وايجابه مثل ذلك على اوليائه واهل طاعته لقوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اذن ارجع الاسوة الى معنى فاصبر كما صبر يعني لا تتأذى ولا تتألم كما قلنا في استعماله ذلك فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل لقوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اذن الى هنا يدعي اصحاب هذا الاتجاه أن الاية المباركة لن تستعمل الاسوة بمعنى القدوة.
الان يأتي هذا السؤال وهو هاتان القرينتان تامة أو غير تامة هذا بحثٌ لابد أن نبحثها واذا لم تتم القرينتان هل لهما ظهور في المعنى الأول أو ليس لهما ظهور في المعنى الأول فتكون الاية مجملة واذا استطعنا أن نجعلها ظاهرة فهل لها ظهورٌ بنحو يمكن أن نؤسس عليها حجية السنة أو ليس لها ذلك هذا بحثه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.
23 جمادى الآخرة 1436