نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (69)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان البحث في الاستدلال بهذه الاية المباركة من سورة الاحزاب لاثبات حجية السنة بنحو مطلق يعني قول النبي، فعل النبي، تقرير النبي حجة أي يمكن الاستناد اليها أي الى اقواله وافعاله وتقريراته لبيان المعارف الدينية عموماً، قلنا بأن الاستدلال بهذه الاية المباركة يتوقف على إثبات امور ثلاثة:

    الامر الأول: أن يراد من الاسوة القدوة الاقتداء والاتباع فتكون هذه الاية المباركة من قبيل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني قدوة يعني الاتباع.

    الامر الثاني: أن يراد من قوله لكم عليكم حتى يفيد الالزام والا أن لم يفد الالزام لا معنى للحجية والاستناد الى السنة الى القول والفعل والتقرير.

    الامر الثالث: قلنا المراد من الاسوة الاسوة مطلقا في جميع الافراد.

    فدخلنا في الامر الأول وقلنا بانه قد يقال أن بعض اللغويين ذكروا أن هذه المفردة وهي الاسوة أو الإسوة أي كان أن هذه المفردة تستعمل باستعمالين في معنيين مختلفين الأول هو القدوة، الثاني متأسى به الحزين ويتعزى به هذا هو التعريف الثاني أو المعنى الثاني لمفردة الاسوة من هنا في الامر الأول صاحب هذا البيان قال والقرائن تشير الى أن الاسوة في الاية ليس بالاستعمال الأول الذي هو القدوة وانما هو بالاستعمال الثاني الذي هو بمعنى ما يتأسى به الحزين ويتعزى به فلا علاقة له بمسألة الاتباع والقدوة وحجية السنة ونحو ذلك واستند الى قرينتين: قرينة داخلية من سياق الايات وقرينة خارجية وهي الرواية التي قرأناها من الاحتجاج طبعاً فيما يتعلق بالقرينة الخارجية لا يمكن الاعتماد عليها لانها لا يعلم أن لها سند ضعيف واما فيما يتعلق بالقرائن الداخلية وهو سياق الآيات اللاحقة يتضح كما ينسجم مع المعنى الأول ينسجم مع المعنى الثاني يعني أن سياق الايات لا يعين وانما يقول هذا ممكن وهذا ممكن .

    اذن نحتاج الى قرائن أخرى لتعيين أن المراد من الاسوة هو القدوة من هنا وجد الاتجاه الاخر ماذا يقول الاتجاه الاخر؟ يقول لا أن المراد من الاسوة في الاية المباركة وما يناظرها لاننا ذكرنا أن الاسوة جاءت في موارد ثلاث في القرآن الكريم ما جاءت اكثر من ذلك كما تعلمون هذه الموارد الثلاثة كما اشرنا اليها فيما سبق وهي الاية التي اشرنا اليها لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة هذه الاية الاولى، الاية الثانية الممتحنة قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم هذه الاية الثانية والاية الثالثة لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر الممتحنة آية 6، هذه المفردة لم تاتي في القرآن الا في هذه المواضع الثلاثة التي اشرنا اليها سورة الاحزاب، سورة الممتحنة في موضعين، ما هي الشواهد على أن المراد من السوة القدوة يعني الاستعمال الأول لا الاستعمال الثاني أو المعنى الثاني؟ القرينة الاولى أو الشاهد الأول يقولون اساساً لغوياً هذه المفردة وهي الاسوة لا يراد بها القدوة ولا يراد بها ما يتأسى به الحزين ويتعزى ليس هذا معناه لغة ليس معنى الاسوة القدوة ابداً ما هو معناها وكلمات اللغويين بعد ذلك سنقرأ ونشير اليها، ما هي معناها؟

    هذا الكتاب المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته المجلد الثاني في المجلد الثاني صحفة 377 يقول الاصل في معناها التساوي والتماثل اذا ماثل شيءٌ شيئاً آخر يقول هذا اسوة ذاك، ما معنى اسوة؟ يعني التساوي بينهم والتماثل بينهم، يقال هؤلاء القوم اسوة أي حالهم واحدة، اسوة يعني حالاتهم واحدة وليس نقول التماثل يعني التماثل المنطقي ذاك استحالة يوجد وفيما يتعلق بأنه المثلين ممتنعٌ عقلاً ذاك المثلين العقلي المنطقي وليس ذاك يعني حالاته متشاهبة، القوم اسوة أي حالهم واحدة فالسوة في الاصل (يعني هذه المادة) المثل والمساوات ومنه جاءت المواسات، المواسات يعني اجعل حالك كحاله وهو أن يجعل نفسه مثل غيره ومساوياً له في كل شيء ومنه آسي بينهم في اللحظة والنظرة يعني يساوي بينهم هذه كلها كلمات اللغويين الامثلة التي يضربها امثلة اللغويين يعني المصادر اللغوية الاصلية أشارت الى هذه آسي بينهم يعني ساوي بينهم، آسي بينهم في اللحظة ولهذا تجدون في باب القضاء عندما خاطب الامام امير المؤمنين بقوله يا ابا الحسن وخاطب ذلك الانسان بكذا الامام لم يرضى ذلك لانه هذا خلاف المساوات بينهما واجعل كل واحدٍ من الخصوم هذا في باب القضاء مثل الاخر ومنه، طبعاً كلمات اللغويين الاخوة يراجعونها كثيرة موجودة في هذا المجال منها ما قاله المبرد آسي بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك بمعنى سوي أو ساوي بينهم هذا كلمات اللغويين وهكذا لو تراجع انت كلمات بعد لا نكررها الاخوة يراجعون أن شاء الله هذا المصدر، كلمات اللغويين تشير الى هذا، بناءاً على هذا يكون هذا اللفظ من مصاديقه الاقتداء ليس معنى الاسوة يعني القدوة انت عندما تقتدي بالاخر يعني ماذا تريد أن تفعل؟ تريد أن تكون مثله ما معنى الاقتداء به يعني اذا يصلي اقتدي به صلي كما يصلي اذا يصوم صوم كما يصوم اذا يزهد ازهد كما يزهد هذا الاتباع والاقتداء.

    اذن التفتوا معنى القدوة ليس هو معنى الاسوة وانما القدوة من مصاديق الاسوة وكذلك الاستعمال الثاني ما يتأسى به الحزين يعني اذا رأيت الاخرين هكذا وصبروا انت أيضاً أصابك اصبر مثله يعني اجعل نفسك مثله اذن فتحصل الى هنا أن هذه المفردة ليس معناها القدوة ولا معناها ما يتأسى به الحزين ويتعزى به حتى نسأل معنى أن الاية استعملت هذا أو استعملت ذاك لا ابداً لا هذا معناها لا ذاك معناها وانما معناها المساوات والمماثلة ومن مصاديق المساوات والمماثلة اما القدوة واما ما يتأسى به الحزين ويتعزى به ولهذا تجد في الكتاب وفي المعجم يقول ثم حينما اريد ترغيب احدٍ الى أن يكون مثل غيره نشأ للفظ معنى الاقتداء اذا اردت من احد أن يكون مثل غيره تقول اقتدي به اجعله قدوة لك اجعله اسوة لك فقيل تأسى بفلان يعني اقتدي به أي اجعل نفسك مثله وحينئذ اطلقت الاسوة على الغير أي من ينبغي الاقتداء به ولهذا تجدون أن الراغب في المفردات قال الاسوة هي الحالة التي يكون الانسان عليها في اتباع غيره هذا ليس معنى الاسوة هذا من مصاديقه، وهذا المعنى نحن وقفنا عنده مفصلاً في كتاب منطق فهم القرآن وهو انه اكثر الاشتباهات والاختلافات هو الخلط بين المعنى اللغوي وبين بيان المصداق أن المذكور هو مصداق ولكن انت تتصوره معنى والاخر يقول لا معناه شيء آخر ويقع الاختلاف مع انه ذاك يبين مصداق وانت تبين مصداق وكلاهما مصاديق لهذا المفهوم هذا من قبيل اذا انت جئت سألتك من الانسان؟ فاردت أن تعرف الانسان تذكر لي معنى الانسان قلت زيد انظر الى زيد المتلقي تصور أن زيد الانسان ما هو معناه؟ زيد، سألت شخصاً آخر قلت من الانسان قال عمرو وقع الاختلاف هذا واحد يقول الانسان زيد واحد يقول الانسان عمرو مع انه بيني وبين الله الانسان مفهوم هؤلاء افراد ما هو مصاديق لهذا المفهوم، عند ذلك ادخل الى القرآن الكريم لترى الكرسي وسع كرسيه مع الكرسي يعني هذا الذي نجلس اليه فاذا ذكرنا مصداق آخر للكرسي يقولون هذا خلاف اللفظ وخلاف المعنى لانه هو فسر الكرسي بمصداق من مصاديقه مع انه هذا ليس تفسير الكرسي هذا المصداق الخارجي ليس تفسير هذا فرد مصداق لذلك المفهوم العام، النظر والرؤية: الم يعلم بأن الله يرى فاذا فسرة الرؤية يعني بالباصرة.

    اذن لابد أن تقبل أن الله أيضاً له باصرة فاذا قلت لا الله ليس له باصرة يقولون هذا خلاف اللفظ لماذا؟ لان الاشكال من أين نشأ؟ نشأ من انك فسرت لفظاً بمصداق مع أن هذا ليس تفسير وانما بيان المصداق نفس الاشكالية هذا مراراً نذكرها في هذا الدرس وفي دروس أخرى فسألوا اهل الذكر أن كنتم لا تعلمون تقول مراد المراد من اهل العلم مراد الائمة ينطبق على العالم؟ تقول لا، لا ينبطق هذا مختص باهل البيت مع انه ابداً أي دليل ما عندنا أن اهل الذكر يعني علي وأهل بيتي أي دليل ما عندنا لا لغة ولا عرفاً لا ابداً وانما اهل البيت عندما قال نحن اهل الذكر يعني بيان المصداق وهكذا في قوله اهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ارجع انت الى اللغة الى العرف الى الاستعمال بينك وبين الله اهل البيت يطلق على غير هؤلاء الخمسة أو لا يطلق؟ هذا الفقه انظر الفقه حتى الهرة هي من اهل البيت موجودة الروايات في الوسائل وغير الوسائل.

    سؤال اذن كيف؟ أن رسول الله صلى الله عليه وآله هذا العنوان العام قال هذا مصداقه ولا مصداق آخر له ونحن تابعين للنص انتهت القضية وما يحتاج بحث كثير.

    اذن الى هنا في الشاهد الأول نقول أن الاسوة في اللغة هو التساوي والتماثل لا هذا ولا ذاك من هنا لابد من اقامة القرينة أن الاية المباركة عندما قالت لقد كان لكم في رسول الله اسوة يريد من الاسوة القدوة أو يريد من الاسوة مصداقاً آخر؟

    اذن هنا لابد أن نذهب الى القرآن لنرى أن القرائن ماذا تشير؟ تشير الى أن المراد من الاسوة القدوة أي هو الاتباع أو مراد من الاسوة يعني ما يتأسى به الحزين ويتعزى به، الواقع هو انه عندما نراجع يمكن أن نذكر قرينتين لبيان أن المراد من الاسوة أي مصداق؟ القدوة وليس ما يتأسى به الحزين.

    القرينة الاولى: هو انه هذه القرينة تريد أن تستذكر أن كثرة الاستعمال وغلبة الاستعمال يقول انتم عندما تراجعون كلمات اللغويين عموماً تجدون عندما يأتون الى مفردة الاسوة إمّا يقتصرون يقولون هي القدوة واذا قالوا غيرها جعلها في مرتبة متأخرة اولاً قالوا استعمالها في القدوة فكأنه يريد أن يستند الى غلبة الاستعمال لاثبات الانصراف اليها تتذكرون في بحث الاصول انه عندما يغلب الاستعمال على مصداق معين يقولون ينصرف ماذا؟

    الآن نحن لا نبحث بحث اصولي حتى هذه القاعدة تامة أو غير تامة هؤلاء يريدون أن يستندوا انه عندما يقول تأسى بفلان كأنه يقول يقتضى باولئك الشاهد كلمات اللغويين كلمات المفسرين كلمات الاصوليين انه جميعاً عندما جاؤوا الى هذه المفردة إمّا قالوا انها قدوة وإمّا اذا قالوا استعمال آخر جعلوها في رتبة ثانية بعد ذلك اصلا كثير من اللغويين عندما يأتي يقول قدوة يعني اسوة واسوة يعني قدوة طبعاً عندنا اشكال على هذا اللغوي نقول له انت اشتبهت عندما جعلت معنى الاسوة القدوة لا معنى الاسوة ليس القدوة وهذه واحدة من اهم اشكالات كتب اللغة في الاعم الاغلب كتب اللغة عندما تذكر المعنى هو ليس المعنى وانما بيان المصداق ونحن نحمله على انه هو المعنى وهو ليس المعنى انت الان أقرأ في كتب اللغة يد الله يقول اليد الجارحة مع انه بيني وبين الله لغة اليد ليس معناها الجارحة ولكن لانها مستعملة عندنا اليد في الجارحة غلبت الاستعمال جعل أن يفسر اليد بالجارحة وهذا يفتح باب مهم في فهم القرآن الكريم وفي فهم القرآن الكريم لانه قلت لكم الان المجسمة ابتلائه من أين جاء؟ خطأئهم من أين جاء؟ وهو انه بدل ما يأتو الى هذه المفردات يد الله فوق ايديهم المجيء الرؤية الضحك الى آخره.

    هذه كلها ذهبت الى اللغة وقالوا معناها هكذا وحيث انه كانت جسمية قالوا ظاهر اللفظة ونسب ذلك الى الله مع انه هذا معناها أو بيان مصداق من مصاديقها؟! نأتي الى كلمات اللغويين وهي عديدة انا اشير فقط الى المصادر وانتم تراجعون، في العين للفراهيدي المجلد السابع صفحة 333 اساساً بيني وبين الله انت عندما تدقق في كلمات الفراهيدي في العين اصلاً لا يميز بينهما يخلط احدهما بالاخر هذا الذي ميزناه قلنا قد يستعمل المعنى الأول وهو القدرة أو يستعمل في المصداق الأول وهو القدوة ويستعمل في المصداق الثاني يقول تقول هؤلاء القوم اسوة في هذا الامر أي حالهم فيه واحدة هذا المعنى اللغوي له الذي اشرنا اليه من كتاب المعجم يعني هذا الذي قلت في كلمات اللغويين ثابتة وفلان يأتسي بفلان أي يرى أن له في اسوة اذا اقتدى به مع انه هذا ليس معناه هذا ماذا؟ ولكنه كانه الثابت اسوة يعني ماذا يعني انه عندما يطلق اللفظ ينصرف الى معنى القدوة وكان في مثل حاله والجمع الاساء ويقال اسوة واساء وفلان يأتسي لفلان أن يرضى لنفسه ما رضي للاخرين هذا الذي يرضي لنفسه هذا هو الاطلاق الثاني الذي اشرنا اليه هذا مورد.

    المورد الثاني: في لسان العرب (بالامس قرأناه لكم) تجدون بأنه في ذيل هذه المادة أو المفردة قال الاسوة القدوة، بعد ذلك قال وقد يقال اذن الاصل عند ماذا أن الاسوة ما هي؟ القدوة هذا الذي قلنا بأنه المصداق الغالب للاسوة هو القدوة، الاسوة القدوة وبعد ذلك يقول والتأسيسة التعزية هذا أيضاً المورد الثاني.

    المورد الثالث: مجمع البحرين للطريحي في الجزء الأول صفحة 147 قال قوله اسوة حسنة هي بكسر الهمزة وضمها يقدم الكسر على الضم باعتبار انه الضم فقط من عاصم والا الكسر هي المشهورة القدوة وهذا هو الاشتباه الذي الان موجود أو الخطأ الشائع يتصورون ألاسوة معناها ماذا؟ معناه القدوة لا الاسوة ليس معناه القدوة لغة الاسوة معناه التساوي والتماثل كما اشرنا اليه.

    المورد الرابع: النهاية لابن الاثير صفحة 38 في مادة أسى قد تكرر ذكر الاسوة والمواسات في الحديث وهي القدوة مع أن الاسوة ليست هي القدوة ولكن لهذه الغلبة عندما يقول اسوة كأنه قال قدوة والمواسات المشاركة والمساهمة في المعاش الى آخره.

    المورد الخامس: ما ورد في الصحاح في المجلد السادس صفحة 2459 في مادة القدوة طبعاً أيضاً نفس الاسوة والإسوة في القدوة أيضاً كذلك تقرأ بقرائتين قِدوة وقُدوة في القِدوة يعني الاسوة والإسوة يعني القدوة كأنهما مترادفان مع انه لا ترادف بينهم ولهذا بحث مفصل ذكروه اللغوييون في انه هاتان المفردات مترادفة أو لا فذهب بعضهم من الترادف مع انهما ليسا بمترادفتين.

    هذا البحث اذا تريدون أن تراجعون وهو انه هل يوجد بينهما ترادف أو لا، موجود في هذا المعجم الذي ذكرناه في المجلد الثاني صفحة 378 قال وجاء في النصوص أن الاسوة كالقدوة وأأتسى به أي اقتدى به وهذا يفيد أن المادتين مترادفتان العجيب هذا في صفحة 377 يقول الاصل في الاسوة التساوي القدوة أيضاً التساوي!؟ هذا الذي واحد لا يلتفت هو قبل صفحة يقول الاصل في المادة التساوي ومن مصاديق الاسوة ماذا؟ كيف يكون من مصاديقه مرادفاً له قال: وبناءاً على انه المعنى يعني لحق به في لا يكون اللفاظ مترادفان في الاصل صحيح هذا ليس بأنه يوجد بينهما ترادف وان ترادفا بلحاظ المعانى الاخير للسوة وهو الاقتداء اذا قلنا أن الاسوة الاقتداء فالقدوة هي الاسوة والاسوة هي القدوة ولكنه هذا غير صحيح ومن الموارد بإمكانكم أن تراجعون الى كلمات لغويين آخرين الان بعد لا نحتاج.

    كلمات المفسرين: عندما نراجع الى كلمات المفسرين نجد على القاعدة أن الغالب على هذه المفردة استعمالها في أي مصداق؟ في القدوة ولهذا قال في المعجم الجزء الثاني صفحة 372 تحت عنوان النصوص التفسيرية الهروي أي قدوة، الطوسي في التبيان هذا خطاب من الله تعالى للمكلفين يقول لهم أن لكم معاشر المكلفين في رسول الله اسوة حسنة أي اقتداء حسنٌ في جميع ما يقوله ويفعله مباشرتاً فسر الاسوة بالقدوة مع انه ليس تفسير وانما بيان المصداق، القشيري به قدوتكم، البغوي قال هما لغتان أي قدوة صالحة وهي فعلتٌ من الائئتساء أي قدوة من الاقتداء، الميبدي نفسه، الزمخشري قال انه في نفسه اسوة حسنة أي قدوة، القرطبي الاسوة القدوة وهكذا الطباطبائي وغيره وغيره هؤلاء ذكروا هذا المعنى.

    اذن الى هنا نصل أن القرينة الاولى غلبة الاستعمال وهذا يؤدي الى الانصراف.

    القرينة الثانية: هاتان قرينتان لبيان أن الاسوة اريد منا مصداق القدوة لا ما يتأسى به الحزين، في القرينة الثانية نأتي الى كلام الراغب في المفردات اذا تتذكرون في اول الابحاث هذه النكتة اشرنا اليها قلنا الاية المباركة عندما قالت لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة هذا قيد حسن احترازي أو قيد توضيحي للتأكيد أي منهما؟ الراغب أشار بشكل واضح وصريح أن القيد قيدٌ احترازي وليس للتوضيح حتى يكون تأكيدياً ولهذا عبارته هذه قال الاسوة والإسوة كالقدوة والقِدوة وهي الحال التي يكون الانسان عليها في اتباع غيره أن حسناً وان قبيحاً.

    اذن مفردة الاسوة لا تستبطن أن يكون حسناً اذا اقتديت باسوة وكانت الاسوة حسنة هذا اقتداء وكانت قبيحة هذا أيضاً اقتداء ولهذا من قبيل لفظ الدين ولفظ الشريعة الدين عندما يقال يعني بالضرورة الدين الحق؟ لا، ولهذا فرعون قال انه يخشى على انه موسى يبدل دينهم دين بني اسرائيل هذا يا دين الذي يخشى عليه أن يبدله؟ الدين الباطل.

    اذن مفردة الدين لا تطلق على الدين الحق وانما هي اعم ولهذا اذا اريد منه الدين الحق لابد أن تقيد بقيد احترازي ولهذا يقول أن حسناً وان قبيحاً وان ساراً وان ضاراً ما يفرق اقتداء بالغير ولهذا تجدون السنة أيضاً كذلك ولهذا تقرؤون في الحديث المشهور من سنى سنة حسنة ومن سن سنة سيئة هذا يكشف لك عن أن لفظ السنة في هذا المعنى تحمل على الحسنة والحسنة قيدٌ توضيحي؟ لا قيد احترازي وهذا هو الذي ادى بكثير من علماء السنة أن يذهبوا الى أن البدعة أيضاً كذلك من قال أن كل بدعة فهي مذمومة ابداً فالبدعة بدعة محمودة وبدعة مذمومة ولهذا عندما قيل عن صلاة التراويح انها بدعة قيل ماذا؟ ونعمة البدعة هي، وعندك روايات أخرى لانه في بعد ذلك تقولون الحديث يفسر بعضهم بعض، ومن هنا قال موجودة في كلماتهم يقول نعم من قال كل بدعة فهي مذمومة لا وانما بعض البدع ماذا اذا كانت في خدمة الدين وفي تقوية الدين كثير الان الوسائل الاتصالات الحديثة هذه بدعة أو ليست بدعة نعم هي البدعة يعني جديد الذي لا سابق له هذا أيضاً جديد انظر بأنه تتسابقون عليها هذه بدعة ما هي؟ والا اذا كل بدعة ضلالة اذن رسول الله كان يركب على برذوم وكما انت على حمار ما يركب على الحمار هذا بعد ذلك يطلق بأنه ابراز الاسوة تام أو بليس تام؟ لانه اذا كانت فيها اطلاق.

    اذن رسول الله كيف كان يرفع يده انت أيضاً لابد ماذا؟ اذا تقولون اطلاقها تام وهذا أن شاء الله يأتي وهو انك لابد أن تستنسخ حياة رسول الله، ثم انت من حقك أيضاً تستطيع أن تقول نحن أيضاً جائز تسعة لانه الله قال مثنى أو ثلاث أو قال ثلاث ورباع اذن الجمع يصير تسعة اذن لماذا؟! الاية ما قالت ما اثنى أو ثلاث أو رباع قالت ماذا؟ انت فهمتها اربعة هنيئاً لك ولكن الذي يريد أن يفهمها بالعطف ماذا يريد؟ على أي الاحوال ذاك له دليل خاص اما اذا لم يدل له دليل خاص لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة اذن استنسخ حياة رسول الله ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن اذن خير شاهد الواقع يقول فيه اطلاق أو ما فيه اطلاق؟ هذا أن شاء الله يأتي في الامر الثالث عندما نقف عند الاية المباركة.

    القرينة الثانية أن شاء الله ابينها كاملة.

    والحمد لله رب العالمين.

    24 جمادى الآخرة 1436

    • تاريخ النشر : 2015/04/15
    • مرات التنزيل : 1783

  • جديد المرئيات