أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا أن السنة المحكية اصيبة به معضلتين واشكاليتين اساسيتين: المعضلة الاولى مشكلة الدس والوضع والكذب، المعضلة الثانية هي مسألة نقل الروايات الواصلة الينا بغير الالفاظ التي صدرت عن النبي والائمة عليهم افضل الصلاة والسلام وهي المسألة المعروفة بالنقل بالمعنى والجامع العام لها هو أن هذه الروايات هل نقلت الينا بالالفاظ الصادرة عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وعن ائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام كما هو الحال في عموم الفاظ القرآن الكريم نحن عندما نأتي الى القرآن الكريم لا نعتقد بان هذه الكلمات والالفاظ منقولة الينا بالمعنى وانما نعتقد أن هذه الالفاظ هي نازلة من الله سبحانه وتعالى طبعاً هذا بحثٌ في محله.
هناك اتجاه يعتقد أن القرآن الكريم أيضاً منقول الينا بالمعنى يعني أن الله سبحانه وتعالى انزل القرآن على قلب الخاتم صلى الله عليه وآله بلا لفظ هذه الالفاظ انما هي من انشاء النبي الاكرم صلى الله عليه وآله هذا اتجاه موجود عند القدماء وموجود عند المحدثين وهم علماء كبار أيضاً طبعاً نحن لا نوافق على هذا الرأي ولكن اريد أن اقول أن هذا الاتجاه أيضاً موجود بين علماء المسلمين وهو أن القرآن الكريم انشاء النبي وليس هي الفاظ الهية هي مفردات نبوية كلمات نبوية كلام نبوي وليس كلاماً الهي هذا اتجاه موجود بين علماء المسلمين قلت لكم قديماً وحديثاً وبامكانكم أن ترجعون الى السيوطي والى الاتقان والى الزركشي وهذا كلهم اشاروا الى هذا الاتجاه الموجود في القرن الثالث والرابع والى يومنا هذا وان كان الاتجاه العام يعتقد لا أن هذه الكلمات كلمات الهية يعني كما نزل المعنى نزل اللفظ نزلت المفردات نزل الكلام الالهي على قلب الخاتم صلى الله عليه وآله هذا البحث قلنا بأنه وقع فيه كلامٌ كثير بين علماء الحديث وهنا ابحاثٌ متعددة مرتبطة بهذه المسألة بالامس اشرنا الى واحدة من اهم هذه المسائل وهي أن ادلة حجية اخبار الاحاد هل هي مختصة بالفاظ النبي صلى الله عليه وآله باقوال النبي بكلمات النبي والائمة ام أن ادلة الحجية كما تشمل اقوال النبي تشمل ما نقله الراوي الينا بحسب فهمه ووعاء فهمه ومعرفته العلمية هذا بحث لابد أن يبحث عنه في علم الاصول في حجية خبر الواحد عندما نبحث هناك ومع الاسف الشديد انه هذا البحث لم يعرض له في ابحاث حجية خبر الواحد فقط قالوا اخبار الثقة أو اخبار العدل أو اخبار الاحاد حجة اما اخبار الاحاد حجة هل هي مختصة بما نقله من الفاظ النبي والائمة أو يشمل ما نقله بحسب فهمه بالمعنى هذه مسألة لابد أن تعرض هناك وفي اعتقادنا انه واقعاً ادعاء أن الاخبار شاملة لحجية خبر الثقة حتى لو كان ناقلاً بالمعنى بحسب فهمه يحتاج الى مأونة اضافية الى دليل اضافي الى شرائط جديدة نفس ادلة حجية خبر الثقة لا تدل على ذلك هذا بحث في محله.
المسألة الثانية: وهو انه اساساً قد يقول قائلٌ اساساً من قال أن هذه الروايات الموجودة في المدونات وفي المصادر والمراجع الحديثية عند اهل السنة وعند علماء الشيعة هذه منقولة الينا بالمعنى وبغير اللفظ لا، ندعي انها جميعاً منقولة الينا بالفاظها التي صدرت من النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وائمة اهل البيت بأي دليل؟ باعتبار أن الله سبحانه وتعالى كما تعهد في حفظ القرآن وحفظ كلمات القرآن تعهد أيضاً في حفظ كلمات الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وكلمات ائمة اهل البيت كيف حفظ لنا ذلك؟ اعطى للصحابة والتابعين ذاكرة استثنائية هؤلاء يختلفون عن باقي الناس ولهذا كلما سمعوه من النبي الاكرم وما سمعوه الائمة لم ينسوا ولا كلمة ولم يزيدوا فيها كلمة ولم ينقصوا فيها كلمة ولم يغيروا منها كلمة الى أن دونة بعد خمسين سنة بعد ثلاثين سنة بعد مائة سنة بعد ثلاثة ايام بعد اسبوعين الى آخره هذا الدعوى ادعاه البعض وهو انه اساساً اصحاب النبي خصوصاً هذه الدعوى ادعاها اهل السنة بالنسبة الى اصحاب النبي صلى الله عليه وآله قالوا أن اصحاب النبي لهم من القدرة الاستثنائية في الذاكرة والحفظ ما لا يوجد عند غير اصحاب النبي صلى الله عليه وآله.
اذن لا يوجد مجال لدعوى أن الاحاديث نقلت الينا بغير الفاظها فهل أن هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة الواقع انا لا اطيل لكم وانما نرجع الى كبار بعض التابعين أو بعض الصحابة أو بعض تابع التابعين لنرى انهم ماذا يقولون لنرى هل هم نقلوا الينا حديث بالفاظه التي صدرت من النبي أو نقلوا الينا الاحاديث بمعانيها بما فهموها من الفاظ النبي صلى الله عليه وآله ما اطيل لكم اذكر لكم بعض المصادر.
المصدر الأول: المستدرك على الصحيحين للحاكم النيشابوري هناك في المجلد الرابع صفحة 742 رواية الحديث بالمعنى رقم الحديث 6480 الرواية عن مكحول قال دخلت على واثلة ابن الاسقع فقلت يا ابالاسقع حدثنا حديثاً (تبين أن القضية كانت واضحة في ذلك الزمان) سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فيه وهمٌ ولا مزيدٌ ولا نسيانٌ تبين بأنه مثل هذه الاحاديث كانت نادرة الوجود التي السائل يسأل نريد هكذا حديث لان كثير من الصحابة من التابعين واضح زيد ابن ارقم انظروا اليه في حديث الثقلين عندما سألوه قال الان كبر سني ونسيت ما فقط زيد ابن ارقم الرواية في صحيح مسلم غيره أيضاً كذلك لان المسافة واسعة جداً.
انتم تعلمون لعل آخر الصحابة مات في اواخر القرن الأول يعني بعد النبي الاكرم بـ70 بـ 80 بـ90 سنة من الواضح الفاصلة كبيرة جداً، فقال: هل قرأ أحدٌ منكم الليلة من القرآن شيئاً الذي الان تسألوني هل قرأتم انتم بالامس آية أو آيتين من القرآن؟ فقلنا نعم وما نحن له بالحافظين، فقال: فهذا القرآن مكتوب بين اظهركم لا تألون حفظه وانتم تزعمون انكم تزيدون تنقصون (هذا القرآن الذي كثير تأكيد عليه في ذلك) فكيف باحاديث سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وآله عسى أن لا نكون سمعناها الا مرة واحدة، الاحاديث لم تكن تتكر من رسول الله بعض الاحاديث لم تصدر منه الا مرة واحدة، حسبكم اذا جئناكم بالحديث على معناها، اكتفوا منا بهذا القدر والا لا تتصورون اننا نقل لكم الفاظ الاحاديث التي سمعناها من رسول الله هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني: السنة للامام البغوي شرح السنة للامام البغوي تحقيق شعيب الارنئوط المكتب الاسلامي الجزء الأول صفحة 238 قال ايوب عن ابن سيرين كنت اسمع الحديث من عشرة اللفظ مختلفٌ والمعنى واحدٌ، الفاظ مختلفة هذا يكشف لنا عن أن الحديث كان ينقل باللفظ أو ينقل بالمعنى؟ اللفظ مختلفٌ والمعنى واحد ثم ينقل عن سفيان الثوري أن قلت اني حدثتكم كما سمعت، الآن إما من الصحابي أو من غيره كما سمعت فلا تصدقوني لانه فإنما هو المعنى فقط لا يوجد شيء آخر اذا قلت لكم اني حدثتكم كما سمعت ليس فقط لا تصدقوني هذا واضح كناية أن لو لا تصدقون احداً اذا قال حدثكم كما سمع اللفظ هذا لا يوجد هذا أيضاً المورد الثاني.
المورد الثالث: التي هي مجموعة من الروايات والناقل هو الخطيب البغدادي وانتم تعلمون من اعلام علم الحديث في كتابه الكفاية في معرفة اصول علم الرواية للخطيب البغدادي المتوفى 463 من الهجرة حقق هذا الكتاب الدكتور ماهر ياسين الفحل المجلد الأول دار ابن جوزي ينقل مجموعة من الروايات، الرواية الاولى سمعت الفريابي يقول سمعت سفيان (سفيان الثوري) يقول لو أردنا أن نحدثكم بالحديث كما سمعناه أو قال كما سمعنا ما حدثناكم بحديث واحد ابداً الباب مغلق لماذا؟ بالامس بيّنا ما هو دليله؟ دليله طول هذه الفترة لانه هذه الفترة تصل الى قرن ومن المحال عملياً واقعياً طبيعياً أن البشر بعد تناقل اجيال أو انتقال الحديث في اجيال متعددة أن ينقل بلفظه.
ذكرنا ذلك فيما سبق والان اؤكده هذا القرآن الذي كتبه النبي الاكرم في حياته دوونه في حياته اصر على حفظه القرآن الله تعهد بحفظه وتتذكرون أتينا لكم بمصدر القراءات القرآنية في كل مفردة توجد ثلاثة قراءات وخمسة قراءات وعشر قراءات والى آخره فما بالك بالحديث الذي لم يدوون الا بعد قرن من الزمان وبتداول اجيال متعددة يعني الصحابة ويكون في علمكم عندما نقول الصحابة ليس طبقة واحدة جملة من الصحابة ينقلون عن الصحابة كما هو الحال في ابن عباس توفي رسول الله وليس له من العمر الا ثلاثة عشر سنة! بطبيعة الحال من المحال أن كلما نقله، نقله عن رسول الله صلى الله عليه وآله كثير من الاحاديث سمعها من الصحابة وان كان نسبها لرسول الله وصحابة آخرين أيضاً كذلك هذه تعدد الصحابة ثم تعال الى التابعين وتابع التابعين وتابع تابع التابعين لا اقل ثلاثة الى اربعة اجيال هذه الاحاديث كانت شفهية شفوية تعتمد فيها على الذاكرة هذا حديث.
الحديث الآخر: حدثنا زيد ابن حباب قال سمعت الى آخره (نفس الحديث الذي نقلناه عن سفيان) قال: اني احدثكم كما سمعت فلا تصدقوني انه يحدث على المعاني.
رواية أخرى أيضاً عن سفيان (هذه مصادر متعددة) فقال لا والله ما اليه سبيلٌ وما هو الا المعنى.
حديث آخر: كان هؤلاء يؤدون له وكان حماد ابن زيد يحدث عن المعنى يحدث عن حديث في النهار كذا وكذا يغير اللفظ، سمعت عبيد الله سمعت فلان اخاف أن يضيق على الناس تتبع الالفاظ لان القرآن اعظم حرمة ووسع أن يقرأ على وجوه اذا كان المعنى واحداً اذا كان في القرآن هو هذا حال القرآن فما بالك حال الحديث فان قلت بأن هذا ما يقوله اهل السنة عن موروثهم الروائي ما علاقتهم بموروثنا الشيعي بهذا لاننا كلما ذكرنا قالوا ما علاقة ذلك بالموروث الشيعي؟ الحمد لله رب العالمين الاحاديث في الموروث الشيعي كلها منقولة على ماذا؟ منقولة بالفاظها لا بمعانيها، طبعاً اولاً الجواب عن هذه الدعوى تكذبه النصوص الموجودة عندنا، في النصوص الروائية انتم تجدون أن رواية واحدة في الكتب المتعددة لمؤلف واحد تنقل بالفاظ متعددة فما بالك عند مؤلفين متعددين والدليل بابك الان أي حديث من الاحاديث خذه تجد الشيخ الطوسي في التهذيب ينقله شكل في الاستبصار ينقله شكل الصدوق ينقله شكل آخر والى غير ذلك.
واللطيف في جملة من الاحيان أن السند ما هو؟ أن السند واحد وليس متعدد هذا يكشف لك انه اساساً منقولٌ الينا بالمعنى فاذا تعدد السند فالقضية كثير اوسع من ذلك هذا مضافاً الى أن العلامة المجلسي في البحار صرّح بهذا المعنى في المجلد الثاني صفحة 164 قال وقد ذهب جمهور السلف والخلف من الطوائف كلها الى جواز الرواية بالمعنى اذا قطع بأداء المعنى بعينه هذا بحثه يأتي اذا كانت الروايات موجودة بأيدينا منقولة بالمعنى فهل يجوز الاعتماد عليها أو لا يجوز وما هي شرائط ذلك؟ بحثه سيأتي لانه اساساً لا يقيم دليلاً وانما يدعي البداهة يقول لانه من المعلوم يعني من الواضح من البديهي من المقطوع به الذي لا خلاف فيه لانه من المعلوم أن الصحابة قلنا اصطلاح هذا عندما نقول صحابة يراد به صحابة النبي وعندما يقال اصحاب يراد به اصحاب الائمة لان من المعلوم أن الصحابة واصحاب الائمة لم يكونوا يكتبون الاحاديث عند سماعها هذه من المسلمات هذا لا تحتاج الى دليل نبحث عن الدليل منقول الينا بالمعنى يقول من الواضح لم يثبت عندنا لا صحابة النبي عندما كان يقول رسول الله حديثاً كان يخرجون دواتاً وقلماً ويسجلونه ولم يثبت ذلك عند اصحاب الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام بل المعلوم هو العكس لانه من المعلوم أن الصحابة واصحاب الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام لم يكونوا يكتبون الاحاديث عند سماعها.
سؤال هذه كلها واقعاً يلتفت اليه هؤلاء الاعلام فإن قلت الله سبحانه وتعالى رزقهم ذاكرة استثنائية لا ينسون كلمة من الاحاديث التي سمعوها قال ويبعد هذا جواب عن سؤال مقدر ويبعد بل يستيحل عادة يعني وقوعاً والا ممكن الله سبحانه وتعالى وتعيها اذن واعية هذا ليس فيها اذا الله سبحانه وتعالى تلطف على احد كما نعتقد في الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام نعم ولكن هذا يحتاج الى دليل لو كنا نحن ومقتضى الطبيعة الانسانية عادة الطبيعة الانسانية انت الان تسمع الان أيضاً تريد أن تكتب لا تستطيع أن تكتب نفس الفاظه قال ويبعد بل يستحيل عادة حفظهم جميع الالفاظ على ما هي عليه هذا غير ممكن اصلاً مستحيل عادة ووقوعاً أن يلفظ الالفاظ على ما هي عليه والمفروض أن في كثير من الاحيان الاحاديث لم يسمعوها الا مرة واحدة بدليل اننا نجد أن الاحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله كررها في مواضع متعددة الصحابة حفظوها من قبيل انت مني بمنزلة هارون من موسى هذه الجملة محفوظة كل من نقل حديث المنزلة هناك مشتركات بينها ومختلفة هذه المختلفة بعد هذه لا نستطيع أن نطمئن انها صادرة من النبي وانما هي نقلٌ بالمعنى ولكنه المشتركات وهي انه انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي تجد كل الصيغ هذا المقدار حديث المنزلة حديث الغدير حديث الثقلين تجد هناك مشتركات هذا يكشف على انه هذا القدر ما هو؟ هذا أن شاء الله في بحث انه ما هو الطريق لمعرفة الفاظ الأحاديث التي صدرت من النبي والائمة يقول ويبعد بل يستحيل عادة حفظهم جميع الالفاظ على ما هي علي وقد سمعوها مرة واحدة خصوصاً في الاحاديث الطويلة اولاً.
ثانياً: مع تطاول الازمنة ثانياً والنتيجة ولهذا كثيراً ما يروى عنهم المعنى الواحد بالفاظ مختلفة، ما يتكلم فقط عن اصحاب النبي يتكلم عن اصحاب ائمة عليهم افضل الصلاة والسلام فلا يقول لنا قائل ماذا تقول سيدنا في الاصول الاربعمائة؟
الجواب: بيني وبين الله اولاً هذه الاصول الاربعمائة ليست بأيدينا لا نعلم عنها شيئاً وثانياً اننا لا نعلم أن اصحاب الاصول الاربعمائة هؤلاء كانوا يكتبون بخدمة الائمة مباشرتاً أو يذهبون الى بيت بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أو اسبوع يدوون ما سمعوه من الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام ولهذا تجد العلامة المجلسي ابداً لا يقول بأنه لا واصحاب الائمة يستثنون من النقل بالمعنى يقول لا هذه القاعدة قاعدة عامة يقول ولهذا كثيراً ما يروى عنهم المعنى الواحد بالفاظ مختلفة ولم ينكر ذلك عليهم (هذا دليل القول بجواز النقل بالمعنى ذاك بحث آخر انا اساساً اريد أن اثبت الموضوع وبعد ذلك نبحث عن الحكم انه يجوز أو لا يجوز) ولا يبقى لمن تتبع الى آخره ويدل عليه أيضاً ما رواه الكليني ينقل مجموعة من الروايات عن ائمة اهل البيت منها اسمع الحديث منك فأزيد وانقل قال أن كنت تريد معانيه فلا بأس ليس انه فقط انقل المعنى على حد ما وصل لا، ازيد وانقص قال فلا بأس هذه بعد ادلة الجواز الان لسنا بصدد ادلة الجواز نحن بصدد أن النقل بغير اللفظ وقع ام لم يقع؟
ولذا بودي انكم بعد هنا اذا ارادوا أن يرجعوا يرجعوا الى مصادر التي اشرنا اليها انما الكلام كل الكلام وهذه هي القضية الاصلية وهي في الروايات الواردة عندنا الان هذا اؤجله فقد اعنون هذا البحث أن شاء الله الى اليوم اللاحق، السؤال: هذه مسألة النقل بالمعنى هل كانت مختصة بالطبقة الاولى التي سمعت الحديث ام أن الطبقات اللاحقة أيضاً نقلت بالمعنى يعني مثلاً أن الذي سمع الحديث من رسول الله افترضوا دل الدليل على انه يجوز له النقل بالمعنى.
سؤال: الصحابي الذي نقل عن الصحابي الذي قبله، الصحابي الأول يعني الراوي الأول نقل الحديث باللفظ ام بالمعنى؟ بالمعنى، الصحابي الثاني أو الراوي الثاني الذي نقل عن الراوي المباشر هل يجوز له ايضاً أو نقل بالمعنى أو لم ينقل بالمعنى؟ والراوي الثالث هل نقل بالمعنى ام لم ينقل؟ والراوي الرابع هل نقل اللفظ بالمعنى ام نقل الفاظ الراوي الثالث أي منهما؟ بغض النظر الان يجوز أو لا يجوز الان بعد ذلك لابد أن نبحث عن دليل الجواز، الان نريد أن نشخّص موضوع النقل بالمعنى هل أن الرواة عندما كانوا ينقلون يعني تابعيٌ يسمع من صحابي سمع ممن؟ من رسول الله هذا التابعي ينقل الينا الفاظ الصحابة أو ينقل ما فهمه من الصحابة أي منهما؟ وهذا التابعي الثالث أو الثاني التابعي عن التابعي ينقل الفاظ التابعي الراوي الذي قبله أو ينقل ما فهمه من التابعي الأول.
عبارة عند العلامة محمود ابو ريه يقول بأنه اذا جاز أن لا نحتفظ بالفاظ صاحب النص وهو رسول الله وجاز لنا النقل بالمعنى فجواز النقل بالمعنى من كلام الصحابي أو الصحابة بالاولوية القطعية لماذا؟ لانه ذاك هو المعجز مع ذلك اجازوا لنا النقل بالمعنى لان في النتيجة اوتيت جوامع الكلم رسول الله يقول مع انه لكلامه من الخصوصية والامتياز ما ليس لغيره وجاز نقل كلامه بالمعنى فما بالك الصحابي أو التابع أو تابع التابيعي له خصوصية أو ليس له خصوصية؟ ليس له خصوصية لماذا لا يجوز له النقل بالمعنى في الاضواء على السنة المحمدية.
الاعزة اذا يريدون أن يأخذون النسخة يأخذون الطبعة الثالثة وليس الطبعات التي قبلها لانه في الطبعة الثالثة بعد أن صدرت هناك كتب رد بها على كتاب الاضواء هو كلها تداركها في الطبعة الثالثة فاجاب عن تلك الاشكاليات هناك يقول لو جاز للراوي تبديل لفظ الرسول بلفظ نفسه (صفحة 79) كان للراوي الثاني تبديل اللفظ الذي سمعه بلفظ نفسه بل هذا اولى (بالاولوية القطعية) لان تبديل لفظ الراوي اولى بالجواز من تبديل لفظ الشارع الذي هو الرسول أو الائمة على مبنى مدرسة اهل البيت وان كان ذلك في الطبقة الثالثة والرابعة، هو يقول: والنتيجة كلما تعددة الوسائط بعد قيمة الحديث ماذا تصير؟ بغض النظر عن السند افترض السند اعلائي خلونا من مشكلة السند الان، الان نحن في مشكلة المتن اذا راويين يعني السند من طبقتين اذا يوجد ضعف افترض الضعف 20 بالمائة اما اذا صاروا ثلاثة يصير ثلاثين بالمائة اذا صاروا ستة يصيرون سبعين بالمائة الى انه بعض الاحيان اساساً الذي صدر من النبي شيءٌ والذي دوون بعد قرن ونصف اصلاً شيء آخر لا علاقة له بالاول ولهذا يقول وان كان ذلك في الطبقة الثالثة والرابعة فذلك يفضي الى سقوط الكلام الأول اساساً لا يبقى منه شيء لان الانسان وان اجتهد في تطبيق الترجمة لكن لا ينفك عن تفاوت وان قل فاذا توالت التفاوتات كان التفاوت الاخير تفاوتاً فاحشاً بحيث لا يبقى بين الكلام الاخير وبين الأول نوع مناسبة اصلاً.
هذا المثال ذكرته عدة مرات لكم يقولون استاذ في الدرس قال كم عدد الحاضرين قالوا اربعين نفراً، فقال قضية في كلمتين أو ثلاثة في اذن الطالب الأول الذي كان جالساً بالقرب منه، قال هذا الذي انا قلته انقله الى الطالب الذي بجنبك، هو أيضاً نقله بحسب الفاظ الأستاذ لعله لفظة أو لفظتين حفظ ولكنه اضاف اليه للتوضيح كلمتين، الثاني أيضاً نقلها للثالث ثم الى أن وصل الى الاربعين، قال للشخص الاربعين الان قم وقل ما وصل اليك، فتبين أن قصة أصبحت عشر صفحات، ثم قال للاول قل انت ماذا قلت؟ قال والله انا قلت بهذا الشكل، ولم أذكر من هذه الأمور شيئاً! جربوا انتم الان بيني وبين الله والوجدان ببابكم الان انت اليوم عائلتك خمسة نفرات أذكر لهم قصة فيها عشرين كلمة او عشرة كلمات قل لزوجتك وزوجتك تقولها للبنت والبنت تقولها لاخوها واخوها يقولها لاخته وهكذا ثم اسأل الاخير انظر ماذا يقول، وفي مجتمع واحد وفي ظرف واحدة بلا تغير للزمان، فما بالك اذا تعددت الظروف الاجتماعية والثقافية والفكرية والجيلية، مائة سنة مائة وخمسين سنة فما يبقى من الحديث ومع ذلك يقولون السيد الحيدري لماذا يشكك في الحديث!
بئساً لكم انا اشكك في الحديث؟! انا اشكك فيما نقل الينا من الحديث ولست اشكك في اصل الحديث، انا اقول هذا الذي موجود بأيدينا لابد أن يمحّص والا لا اعلم أن هذا الذي يقوله في بحار الانوار صدر ام لم يصدر؟ الذي موجود في البخاري صدر أو لم يصدر، انا بحثي صغروي وليس بحثاً كبروياً والا لو ثبت أن الحديث صدر من معدن العصمة من النبي والائمة عليهم افضل الصلاة والسلام من يستطيع أن يناقش في ذلك انما الكلام في السنة المحكية لنا والمروية لنا لا في السنة الواقعية الصادرة تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.
29 جمادى الآخرة 1436