نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (71)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا في أنه هذه الاية المباركة وهي قوله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة هذه الاية لابد أن يقع الحديث عنها في امور متعددة الامر الأول هل أن الاسوة هل القدوة أو الاستعمال الثاني وهو ما يتأسى به الحزين هذان استعمالان هذان معنيان في الاية وكثيرٌ من الاعلام سواءٌ كانوا من الاصوليين أو كانوا من المفسرين لم يلتفتوا الى هذه النكتة فتصوروا أن الاسوة هي بمعنى القدوة بل لعلنا وجدنا ذلك في بعض كلمات اللغويين.

    ولكن وجدت أن هناك رسالة دكتوراه اطروحة دكتوراه وقفت عند هذه الاية هذه الرسالة وصلت بيدي اخيراً وهي من الكتب الاساسية جملة من الاعزة تأتينا رسائلهم انه ماذا نطالع من الكتب اعزائي هذه الكتب التي اعرفها في الدرس من الكتب الاساسية التي اعرفها واقول صريحاً انه ليس بالضرورة كل ما ورد في هذه الكتب يعني مقبولٌ وصحيح من الكتب الاساسية في هذا المجال رسالة دكتوراه بعنوان افعال الرسول ودلالتها على الاحكام الشرعية هو للمؤلف محمد سليمان الاشقر دكتوراء في الشريعة الاسلامية من الجامعة الازهرية مؤسسة الرسالة هو يقول نال المؤلف بهذه الرسالة درجة العالمية الدكتوراء بمرتبة الشرف الاولى في اصول الفقه من كلية الشريعة بجامعة الازهر بعد مناقشتها في الجلسة كذا يوم الاثنين 25/10/67 من قبل لجنة مفضلة المضيفة الشيخ عبد الغني عبد الخالق مشرفاً صاحب كتاب حجية السنة وفضيلة الشيخ محمد انيس عباد عضواً وفضيلة الدكتور محمد سعيد عبد ربه عظوا هناك وايضاً الكتاب يقع في مجلدين بامكانكم أن ترجعون اليه وكل مجلد يقع في حدود اربعمائة الى خمسمائة صفحة.

    هناك في المجلد الأول صفحة 191 قال: (الله يعلم انا ما رأيت هذا العبارة الى في هذه الصباح وراجعت المطلب) اما الاسوة فقد وردت في اللغة لمعنيين هذا الذي اشرنا اليه لاستعمالين الأول ما يتسلى به الحزين عن مصابه والمهموم عن همه هذا الذي قلنا ما يتأسى به الحزين ويتعزى به والثاني المماثلة والمساوات التي قرأناها من المعجم في لغة القرآن تقول جعلته في مال اسوة أي قسمت مالي بينه وبينه نصفين حتى صار مثلي فيه ومنه جاءت الاسوة بمعنى القدوة هذه من مصاديقه القدوة وبين المعنيين صلة واضحة فإن المحزون يتسلى بأن يقول لنفسه قد اصاب فلان مثل ما اصابني فعلي أن اصبر كما صبر هذه لا علاقة لها بالقدوة ويحتمل أن الاسوة بمعنى التسلي عن المصاب.

    سؤال الاية المباركة ما هو المراد منها؟ ولكم في رسول الله اسوة؟ قال والاسوة في الاية لاول وهلة يبدوا أنها محتملة للمعنيين جميعاً هذا محتملٌ ذاك محتملٌ يقول القرطبي قوله تعالى اسوة الاسوة القدوة هذا المعنى الأول والاسوة ما يتأسى به أي يتعزى به هذان معنيان.

    سؤال: فهل يوجد فرق أن نجعلها بمعنى القدوة أو بمعنى أن يتأسى به أو لا يوجد فرقٌ؟ يقول: لكن نحن جعلنا الاسوة في الاية بمعنى ما يتصبر به الحزين لم تكن الاية حجة في الاقتداء بافعال النبي لا علاقة لها عند ذلك بالقدوة والاسوة وحجية السنة هذا اذا فرضنا انها دالة على اللزوم هذا انه لا تدل على اللزوم بمعنى الاشكال الثاني والملاحظة الثانية لا هذه الملاحظة الاولى.

    اذن هنا من الامر الأول صرنا بصدد إثبات أن الاية لشواهد هنا وهناك تدل على أن الاسوة فيها يراد فيها القدوة والا اذا اريد به ما يتأسى به اصلاً لا علاقة لها بمحل الكلام قال: ولكن نحن جعلنا الاسوة في الاية بمعنى ما يتصبر به الحزين لم تكن الاية في الاقتداء بافعال النبي لماذا؟ لان لنا اسوة بكل صابرٍ هذا ما مختصة بالنبي صلى الله عليه وآله ولهذا انت تستطيع أن تجعل المعنى الذي أشار اليه ما يتأسى به الحزين حتى غير المعصوم أيضاً حتى العالم غير المعصوم كذلك أما يمكن أن يقتضى فيجعل اقواله حجة وافعاله حجة؟ ابداً لا يمكن ذلك ولهذا قال وان جعلناه بمعنى القدوة فهو حجة على المطلوب وهو قول جمهور الاصوليين هذا الذي قلنا الشائع والغالب انهم قالوا أن الاسوة بمعنى القدوة حتى يستعملوها بمعنى الحجية الاصولية وهو قول جمهور الاصوليين وهو الصواب كما سنبينه بعده اذن الملاحظة الاولى وفي الامر الأول اشرنا اليه هذا بعد تابعٌ لكم وتابع للتحقيق انت قد تصل الى انه الاسوة في الاية بمعنى ما يتسلى به الحزين عن مصابه والمهموم عن همه فتكون الاية اجنبية عن حجية السنة بالمعنى الاصولي هذه الملاحظة الاولى.

    الملاحظة الثانية: قلنا بأنه لابد بعد أن ثبت انها قدوة من قال انها قدوة بنحو اللزوم والوجوب هذا من قال هذا لا يخرج من الاية المباركة أن القدوة هنا بمعنى يجب الاقتداء لعله لا يحسن الاقتداء هذه الملاحظة الثانية التي وقفنا عندها بالامس.

    الملاحظة الثالثة أو الامر الثالث: وهو انه اساساً هل يمكن أن نستفيد منها (من الاية المباركة) العموم والشمول والاطلاق ام لا؟ تقول لماذا تريد العموم والشروط والاطلاق اقول لاننا بحثنا في حجية السنة ما هو؟ أن بعض اقواله حجة بعض افعاله حجة أو نريد أن نثبت أن كل اقواله حجة كل افعاله حجة كلما يقرره حجة يعني نريد موجبة جزئية أو كلية؟ نريد موجبة كلية اذن لابد أن نعقد البحث في الامر الثالث وهو انه بعد أن تم الامر الأول وهو أن الاسوة بمعنى القدوة وبعد أن تم الامر الثاني يعني تنزلنا وقلنا انه دالٌ على اللزوم لابد أن نعرف انه دالٌ على اللزوم مطلقا أو في بعضها دون البعض الاخر يعني القدوتية لكل اقواله وافعاله وحركاته وسكناته بكل اعتباراته وشؤونه ام بعضها دون البعض الآخر هنا يوجد بحثٌ هذا البحث ما هو؟

    اولاً أن النبي صلى الله عليه وآله له اعتبارات وحيثيات متعددة اولاً انه نبيٌ ورسول كما اثبت القرآن الكريم.

    ثانياً انه بشر، انما انا بشرٌ مثلكم صريح الايات القرآنية تشير الى انه الانبياء والمرسلين انهم بشر.

    ثالثاً: انهم في بعض ادوار حياتهم صاروا ولاة الامر يعني ولي الامر المسلمين امام المسلمين حاكمٌ في المسلمين.

    رابعاً: انه في كثير من الاحيان لا اقل نتكلم في النبي الاكرم صلى الله عليه وآله انه كان قاضياً القاضي الذي يحكم ويقع فيه التنازع بين الخصوم وبين المتنازعين هذه خصوصيات النبي وانتم تتذكرون مراراً وتكراراً ذكرنا هذا المعنى قلنا السيد الامام غير السيد الامام اشاروا الى هذه الحقيقة قالوا لان لرسول الله في الامة شؤوناً النبوة والرسالة مقام السلطنة مقام القضاء ثالث المقامات مقام الحضارة والحكومة الشرعية والى غير ذلك هذا امر واضح.

    هذه في الرسالة تشتمل في رسائل السيد الامام الجزء الأول صفحة 50 ثم تعالوا الى البعد الرسالي يعني كونه نبياً ورسولاً افعاله التي يقوم بها كلها واجبة؟ لا، بعضها واجبة بعضها مستحبة بعضها مباحة كل اعمال النبي إمّا واجبة وإمّا مستحبة؟ لا كثير من اعماله مباحة واذا قبلنا على مبنى بعض اهل السنة أو غيرهما الذي يقول انه يصدر منه المكروه اذن بعض افعاله ماذا تكون؟ مكروهة، واذا قبلنا بعض مباني اهل السنة وليس مباني مدرسة اهل البيت انه النبي صلى الله عليه وآله في غير امور الدين يخطأ أو لا يخطأ؟ يخطأ يصرحون هذه الاحاديث انتم اعلموا بامور دنياكم في قضية تعبير النخيل وغيرها وغيرها هذه كلها ماذا؟ هذه المنظومة احفظوها نحن نتكلم بشكل عام ثم باعتبار كونه بشراً كان يعيش في منطقة حارة أو منطقة باردة؟ في منطقة حارة فكل افعاله التي يقوم بها تصلح للمناطق الباردة أو لا تصح؟ يعني كان يأكل كذا ويشرب كذا ويلبس كذا.

    انتم تعلمون إن شاء الله اذا تريدون هذا الكتاب الذي وصل لي اللباس في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم اساساً الملابس الداخلية كانت موجودة عندهم أو غير موجودة؟ لم يثبت عندهم انهم كان عندهم ملابس داخلية اساساً يكون في علمكم ملابس داخلية ما كانت في صدر الاسلام ابداً لا الرجال ولا النساء ولهذا انتم اقرؤوا التاريخ جيداً انه المرأة كانت بعض الاحيان تلبس فقط هذا الذي يغطيها من الرأس الى كذا بلا أن تحتها أي شيء ابداً ولهذا اذا جاء هوا أو احد عقد جنب من لباسها يخرج كل شيء وكما فعل بعض اليهود بنساء المسلمين هكذا واساساً يكون في علمكم اساساً يمشون في بيوتهم عرات لشدة الحر الموجود! عندما اقول عرات لا تتصور كان ملابس داخلية ابداً لا يوجد كل شيء وابواب للبيوت أيضاً لم تكن موجودة وانما رسول الله امر أن يضعوا الستائر لان هؤلاء كانوا يمرون باب وينظرون كل شيء بداخله ولم يكن معيباً.

    انا بودي أن تذهبون وتقرؤون الروايات في صدر الاسلام اصلا اللباس ماذا كان جزاء الله احد الاخوة جاء لي كتاب الف صفحة كان في اللباس في صدر الاسلام واقعاً من احد يقرأ يجد الالاف العجائب موجودة في صدر الاسلام سنة وشيعة وهو انه اساساً هؤلاء الذين كانوا يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وآله كان لابس شيء وهو رداء كان يضعوه على الكتفين ويلبس رداء وقطعة يشدونها مثل الان نحن في الحج وزرة نسميها وتعبيرها الفقهي الرداء والازاء هذا كان يشدوها كثير من الناس والصحابة ما كان عنده اموال حتى يشتري ازاراً طويلاً حتى يصل الى ركبته أو ساقيه فكان الازاء كم؟! فهذا من يذهب الى السجود ماذا يبين؟! والنساء أيضاً كن يصلين في مسجد رسول الله خلف الرجال فلهذا عندنا واردة في الروايات خصوصاً في من مصادر اهل السنة واضحة أن النبي امر النساء أن الرجال ما لم يرفعوا رؤوسهم عن السجود ويجلسون لا يحق للمرأة أن ترفع رأسها من السجود لماذا؟ لانه اذا كان يرفعون النساء رؤوسهم قبل أن يرفعوا الرجال كان يرون كل شيء من الرجال اقرؤوا الروايات!

    اريد ابين لكم الاسباب والان واحدة من الاسباب ماذا؟ واحدة من الاسباب شدة الحر الذي كان موجود الان انت بينك وبين الله تلبس لباس داخلي وفوقه شيء ثاني وثالث ورابع ولكنه عندك مكيف هوائي واما هناك درجة الحرارة التي الان تصل الى 55 و60 انا لا ادري في ذلك الزمان كم كانت تصل الدرجة الحرارة ما يستطيع أن يلبس اربعة وخمسة اشكال فافترضوا أن النبي صلى الله عليه وآله بمقتضى الاجواء الحارة كان له لباسٌ خاص ويلبس لباساً خاصاً نقتدي به؟! نحن نعيش في مناطق الاسكيمو ودرجة الحرارة 30 درجة تحت الصفر نلبس ذيك اللباس نقتدي أو لا نقتدي؟! ولكم في رسول الله اسوة حسنة ماذا نفعل؟

    الآن لا اريد أن ادخل في التفاصيل، في المأكولات الاجواء الحارة المأكولات التي كانت الان أيضاً عندنا في الشتاء نأكل نوع من المأكولات التي تعطي سعرات حرارية عالية  أما في الصيف نأكل نفس المأكولات أو نوع آخر من المأكولات التي تعطي برودة للبدن أي منهن؟ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعيش في مناطق حارة يأكل نوع من المأكولات مأكولاته يقتدى بها أو لا يقتدى؟ هذا الشيخ الصدوق وهو اخباري حتى الاخوة يتصورون هذا الكلام انا بيني وبين الله من كيسي اخرجهن، الشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات الباب 44 هذه النسخة التي عندي انا تحقيق مؤسسة الامام المهدي صفحة 371 باب الاعتقاد في الاخبار الواردة في الطب التي نحن مع الاسف الشديد نكتب طب النبي وطب الرضا انظروا ماذا يقول الشيخ الصدوق في الروايات الواردة في الطب يقول قال الشيخ ابو جعفر اعتقادنا في الاخبار الواردة في الطب (الي هي من النبي أو الائمة) انها على وجوه منها ما قيل على هواء مكة والمدينة فلا يجوز استعماله في سائر الاهوية بيني وبين الله اشكد كانوا ملتفتين الى مسألة الزمان والمكان ونحن الان ملتفتين أو ما ملتفتين؟

    هذه كتب الطب النبوي وطب المعصومين التي نقرأها الان أي واحد يأتي من أي منطقة نعطيه وصفة واحدة مع انه الوصفات ينبغي أن تتبدل ومنها (هذا الذي يقوله هو جار في كثير من الابواب الطبية وفي كثير من المسائل الاخرى) ما اخبر به العالم على ما عرف من طبع السائل ولم يتعدى موضعه اذ كان اعرف بطبعه منه هذه وصفة لمن؟ لشخص هذا الطبعة مزاجه هذا طب ابن سينا الذي قلنا قائم على الامزجة يقول هذا مزاجه لابد أن تعرفه حتى تعطيه وهذه من اهم الاشكاليات التي الان الغربيين أيضاً التفتوا قالوا بأن الادوية التي نحن نعطيها عموماً نجربها على الاشخاص الموجودين عندنا في المناطق الباردة فهي تصلح للمناطق الحارة أو لا تصلح؟ لا تصلح لانه لم نجربها على افراد المناطق الحارة ولهذا إما لا تعطي تأثيرها أو تعطي تأثيراً معاكساً هذا الشيخ الصدوق يقوله في القرن الرابع والخامس هذا أيضاً يرتبط ببحثنا في الفقه.

    ومنها ما دلسه من المخالفون في الكتب، هذه كيف نحلها؟ التسامح في ادلة السنن اجمع واعمل وانتهت القضية تقول هؤلاء فعلوا لماذا؟ لتقبيح صورة المذهب عند الناس ومنها ما وقع فيه وهم وسهو من ناقله ومنها ما حفظ بعضه ونسي بعضه الآن الان يضرب امثلة المهم عندي يقول وما روي عن العسل فيه شفاء من كل داء فهو صحيحٌ هذا قرآن ومعناه انه شفاء من كل داء بارد وليس من كل داء حار هذا افترض انه تشخيصه غير صحيح ولكنه يريد أن يقول ماذا؟ يقول هذا ما فيه اطلاق حتى أن تقول العسل شفاء لكل داء، وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فانه ذلك اذا كان البواسير من حرارة لا من شيء آخر وهكذا وهكذا وما روي في الباذنجان من الشفاء فانه في وقت ادراك الرطب لمن يأكل الرطب دون سائر الاوقات، يعني يأكل مع الباذنجان رطب والا يكون مفعوله عكسي.

    سؤال: كلوا سبعة رطب لانه رسول الله كان يأكل سبعة هذا ليس صحيح رسول الله صلى الله عليه وآله اما الجو حار أو لانه بارد أو لانه بيني وبين الله مزاجه حار أو مزاجه حار جيد ما عندنا مشكلة الان جنابكم عندما تأتون وتقولون بأنه يجب الاقتداء في جميع اقواله، افعاله، سكناته، حركاته الان السلفية يفعلون هكذا تنظرون أو لا تنظرون؟ هذا له اصل قرآني أو ليس له اصل قرآني؟ لا اصل قرآني له لا يمكن الالتزام به بأي شكل من الاشكال لابد أن نميز انه هذه ثم من الجهات الاخرى أن هناك مجموعة من الاحكام مختصة بالنبي صلى الله عليه وآله.

    انتم ارجعوا الى البحار أو المفصلات التي كتبوها علماء اهل السنة عشرات الموارد يقولون هذه من اختصاص النبي الاكرم هذه كلها لابد أن يميز بعضها من بعض ما معنى أن يقتدي به ولهذا جملة واحدة جزاء الله خير العلامة الحلي في معارج الاصول هذه جملة واحدة يعبر عنها وهي مذكورة في كل كلمات علماء السنة والشيعة أن لفظة الاسوة عندما نقول لكم في رسول الله اسوة حسنة هل هي من الفاظ العموم أو ليست من الفاظ العموم؟ يعني اسوة في كل شيء يقول ويمكن الثاني الرجوع في احتج الاولون بوجهين بعد أن يذكر يقول اذا علم الذي احتج القائلون بالوجوب يعني وجوب الاقتداء النبي بالقرآن وبالاجماع اما القرآن فبقوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وقوله واتبعوه يقول احتج الاولون بوجهين القائلون بالوجوب يقول احدهما لكان لكم في رسول الله الثاني الاجماع ويمكن أن يجاب عن الأول يعني الذي نحتج بالوجوب وبالقرآن الكريم بأن الاسوة ليست من الفاظ العموم فيها موجبة كلية أو لا توجد فيها موجبة كلية؟ لا توجد فيها موجبة كلية الاسوة ليست من الفاظ العموم ليست من قبيل كل هذه ليست هكذا واضح هذا المعنى؟

    اذن الى هنا في الامر الثالث انتهينا الى هذه النكتة وهي انه اساساً مقتضى طبيعة شخصية النبي لا يمكن أن تنتسخ ونستنسخها في كل افعالها وحركاتها وسكناتها وملبسها ومأكلها ومشربها لان هذه امور ثابتة أو متغيرة من زمان اخر؟ يقول هذا مقتضى طبيعته بهذا الشكل اذن حتى لو سلمنا الامر الأول وهو أن الاسوة بمعنى القدوة وحتى لو تنزلنا وقلنا بتمامية الامر الثاني وهو انه على نحو اللزوم والوجوب فلا يتم الامر الثالث وهو انه بنحو الموجبة الكلية ونحن في حجية السنة ماذا نريد أن نثبت؟ عموم الموجبة الكلية فالاية اخص من المدعى لان المدعى موجبة كلية والاية لا تثبت الموجبة الكلية افترض تثبت القضية المهمة افترض بعد تمامية الامر الأول والامر الثاني ولكنها مهملة والمهملة بقوة القضية الجزئية كما قرأتم في علم المنطق.

    ولكن لازلنا الآن في الامر الثالث اساساً جملة من الاعلام قالوا اساساً هذه الموجبة الجزئية اصلاً معينة لا عموم لها عندنا دليل على التعيين معينة أين نقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله وليس انه تركت لنا حتى نبحث ما هو الذي يجب واين نقتدي واين لا نقتدي لا، الايات المحيطة وقرينة السياق بيّنت أين نقتدي أو يجب الاقتداء برسول الله اصلاً بينت لنا ذلك من هنا دخل هؤلاء الاعلام في بحث السياق، نأتي الى الجامع لاحكام القرآن للقرطبي المتوفى 671 من الهجرة في ذيل هذه الاية المباركة في سورة الاحزاب قال قوله تعالى فيه مسألتان الاولى قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة هذا عتابٌ للمتخلفين عن القتال أي كان لكم قدوة في النبي حيث بذل نفسه لنصرة دين الله في خروجه الى الخندق .

    اذن مرتبطة بالحرب في أي واقعة؟ في الخندق والاحزاب في خروجه الى الخندق والاسوة القدوة وقرأ العاصم اسوة وهما لغتان الى آخره بعد هذا البحث الذي تقدم فيما سبق وروي الثانية الاسوة ما يتأسى به بعد ثم يقول ويتعزى به فلقد شج وجهه وكسرة رباعيته وقتل عمه حمزه وجاع بطنه ولم يلفى الى صابراً محتسبا وشاكراً راضيا وعن انس ابن مالك عن ابي طلحة قال شكونا الى رسول الله الجوع ورفعنا عن بطوننا فرفع رسول الله ورفعنا عن حجر حجر فرع رسول الله عن حجرين خرجه فلان من شدة الجوع شاد على بطنه حجر واحد أو حجرين؟ يعني تأسوا بي لا يعني اذهبوا وتجوعوا انفسهم حتى تربطوا على بطونكم ماذا؟ اذا قلنا معنى القدوة يعني ماذا؟ يعني اذهبوا جوعوا انفسكم ما دام انا جوعت نفسي انتم أيضاً جوعوا انفسكم يعني لا تشدون حجر واحد شدوا ماذا؟ يعني كم المعدة خالية بعد ماذا؟ لانه تعلمون هذه المعدة عندما تكون خالية ماذا تفعل؟ تقرقر لانه فيها هوا فانت لابد أن تضغط عليها بشيء حتى ما تقرقر هذا تأسي ام اقتداء؟ تأسي هذا نحن قلنا وناقشناه فيما سبق وما نريد أن ندخل فيه هذا المورد الأول.

    المورد الثاني وقبله الطوسي في ذيل هذه الاية قال فإن النبي يقول فعلتم ذلك والمراد بذلك الحث على الجهاد والصبر عليه في حروبه والتسلية لهم فيما ينالهم من المصائب فإن النبي شج رأسه وكسرة رباعيته في يوم احد وقتل عمه حمزة فالتأسي به في الصبر على جميع ذلك من الاسوة الحسنة وذلك يدل على أن الاقتداء بجميع افعاله، الآن انا لا ادري هذا بجميع افعالها من أين خرجت! الا انه يرفض ويقول والسياق ليس بحجة من حقه ذلك ولكنه اذا نحن فالسياق انه هذا التأسي لكم في رسول الله اسوة حسنة أين نازلة؟ ونفس هذا المعنى صاحب مجمع البيان على القاعدة الطبرسي في مجمع البيان في ذيل هذه الاية المباركة يقول والمعنى كان لكم برسول الله اقتداء لو اقتديتم به في نصرته والصبر معه في مواطن القتال كما فعل هو يوم الاحد اذا انكسرت الى آخره هذا المعنى أيضاً يشير اليه ونفس هذا المعنى أشار اليه في روح المعاني العلامة الالوسي بإمكانكم أن تراجعون اليه وكذلك أشار اليه ابن آشور في ذيل هذه الاية المباركة .

    اذن الى هنا مقتضى سياق الايات اذا قبلنا حجية السياق اذن الاقتداء به في ماذا؟ في الجهاد والصبر عليه ليس اكثر من ذلك كما ورد بالنسبة الى إبراهيم في سورة الممتحنة قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم لو نحن وهذا المقطع نقول قدوة مطلقة ولكنه سياق الاية ليس هكذا قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برئا منكم وما تعبدون لكم القدوة في ماذا؟ أن تتبرؤون ما يعبد القوم هذا التبري الان تقول لا أن هذا مصداق وابراهيم قدوة ماذا؟ هذا بحث آخر انت قد تقول هذا بيان المصداق وله مصاديق أخرى وشخص اخر ماذا يقول؟ يقول لا الاية اثبتت أن الابراهيم قدوة أن قدر المتيقن فيما ذكره الاية المباركة ولا يزيد عن ذلك.

    الآن تأتي الى قاعدة المورد لا يخصص الوارد وشأن النزول كذا ذلك ابحاث أخرى، اذ قالوا لقومهم انا برئا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدى بيننا وبينكم العداوة والبغظاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول إبراهيم ذاك بحث آخر هنا أيضاً يقولون أن سياق الايات تريد أن تشير الى ماذا؟ سياق الايات وهو انه نازلة في سورة الاحزاب التي قبلها يحسبون الاحزاب لم يذهبوا وان يأتي الاحزاب لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولما رأى المؤمنون الاحزاب من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم فيما وعدوا وعملوا به.

    اذن اذا بنينا على أن السياق حجة اذن ماذا؟ الاقتداء لو سلمنا الامر الأول والامر الثاني فالاقتداء الواجب أين حدوده؟ في الحق الا انه يشكل ذلك كما اشكل الاعلام في موارد مشابهة قالوا أن المورد لا يخصص الوارد افترضوا أن المورد ورد في الخندق أو في الحرب ولكنه لماذا يقيد المورد بالوارد ابداً يقيد الوارد بالمورد لا نقيده، هذا الاشكال وارد أو لا إن شاء الله الى الغد.

    والحمد لله رب العالمين.

    29 جمادى الآخرة 1436

    • تاريخ النشر : 2015/04/20
    • مرات التنزيل : 1736

  • جديد المرئيات