أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قبل البدء بالدرس كما تعلمون هذا اليوم هو يوم الأول من شهر رجب لا بأس أن اتكلم بعض الكلمات فيما يتعلق بهذا الشهر المبارك من الحقائق الثابتة قرآنياً أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق الا لاجل عبادته وهذا ثابت لا يحتاج الى بيان كل الانبياء لا يوجد لهم توصية الا عبادة الله سبحانه وتعالى.
الآن ما هي الحكمة في ذلك وما هي الامور والاثار المترتبة على ذلك له حديثٌ آخر ولكنه صريح القرآن الكريم وما خلقت الجنس والانس الا ليعبدون ولكنه من الواضح قرآنياً أن العبادة ليست هي الهدف الاساسي والنهائي للخلق لا يتبادر الى ذهن احد أن العبادة هي الهدف النهائي والهدف الاخيرة الى الخلق ومن هنا نجد القرآن الكريم أشار الى آية أخرى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين هذا يكشف لك أن العبادة التي كانت غاية في تلك الاية صارت هنا وسيلة لامر آخر واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
الآن ما هو المراد من اليقين في الاية المباركة وما هي النصوص الدالة على أن المراد من اليقين له حديث آخر الان لا اريد الدخول فيه ولكن اكتفي ببيان نكتة واحدة وهي أن المراد الحقيقي من اليقين هو القرب من الله سبحانه وتعالى وما ذكر في الروايات من أن اليقين هو الموت باعتبار انه بالموت تنكشف حقائق لا يمكن للانسان أن تنكشف له قبل الموت لا أن المراد من اليقين هو الموت لا وانما بيان مصداق من مصاديق حصول اليقين عند الانسان انما يكون بالموت.
اذن الغاية الاساسية لخلق الانسان الذي هو اكرم المخلوقات على الله هو الوصول الى القرب الالهي.
الآن ما هي الوسائل التي توصل الانسان الى القرب الالهي في الواقع بأنه اساساً هناك طرق متعددة لتحقيق هذا القرب ولكنه انا احاول أن اشير الى وسيلتين وامرين هاتان الوسيلتان وهذان الطريقان يقربان الطريقة للقرب الى الله سبحانه وتعالى والا هناك طرق كثيرة للوصول الى القرب الالهي طبعاً هذه النكتة أيضاً لا ينبغي أن تخفى للاعزة وهي انه عندما نقول القرب هذا قرب العبد من الله والا فالله قريب من عبده بل يحول بين المرأ وقلبه يعني البعد ليس من طرفين والا هو من طرف واحد ومنشأ الغفلة أيضاً.
الآن ما هما الطريقان والوسيلتان؟ اعزائي الله سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى جعل في بعض الازمنة وجعل في بعض الامكنة ما يساوي أو ما يعبر عنه عندنا بحسب الاصطلاح بطي الارض كيف أن الانسان اذا اراد أن يصل من نقطة الى نقطة أخرى لابد أن يطوي مسافة الى الوصول الى ذلك الهدف هذا الوصول الى ذلك الهدف له طريقان ووسيلتان اولاً الطريق الطبيعي وهو أن يطوي المسافة ساعة أو ساعتين أو ثلاثة يوم اقل اكثر واخرى انه يطوي المسافة بطي الارض يعني لا يطوى في يوم أو شهر أو سنة يطويه الانسان في آن واحد ممكن نعم ممكن هذا معنى الانسان يطوي ذلك في النوم يرى رويا في ثواني يقول اليوم زرت المسجد الحرام ذهبت الى حرم الامام امير المؤمنين، هذه طي المسافة ولكن طي المسافة في حالة النوم طي الارض.
للقرب الى الله أيضاً طرقٌ طبيعية وهي مسافة معنوية تارة تكون طبيعية تحتاج الى زمان ومكان وطول عمر والى آخره واخرى طريق من قبيل طي الارض، طي المسافة للوصول الى الله سبحانه وتعالى وطي المسافة يتحقق في بعض الازمنة لا في جميع الازمنة وطي المسافة ( مسافة القرب الى الله ومسافة الوصول الى الله) في بعض الامكنة دون الاخرى الان لا علاقة لي بمسألة الامكنة والا الامكنة أيضاً مثلاً على سبيل المثال المسجد الحرام المسجد النبوي حرم امير المؤمنين حرم الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام هذا مكانٌ واقعاً يتحقق فيه من طي المسافة ما لا يتحقق في الامكنة الاخرى ولذا يوصل انسان يوصى أن يضع له مكاناً يعبد الله له حتى في بيته أو اذا اراد أن يصلي يصلي في مسجد لماذا؟ لان المكان له مدخلية في تقريب وفي طي المسافة.
والاهم من ذلك هي الازمنة فإن للازمنة دوراً اساسياً في طي المسافة للوصول الى الله سبحانه وتعالى لانه في النتيجة لابد من الصعود اليه، اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه هذه من الحقائق أن الانسان لابد من الصعود اليه هذا طي المسافة اذا وقع في ازمنة معينة يؤدي من القرب ما لا يمكن أن يؤدى في زمانٍ آخر ومن تلك الازمنة هذا الشهر المبارك وهو شهر رجب ولذا تجدوا التأكيد الشديد على أن العبادة في هذا الشهر له من الآثار ما لا يوجد في غيره انا فقط اشير الى مصدر أو بعض المصادر الاخوة أيضاً يراجعون والا الوقت لا يسع أن نقف عنده من الكتب الجيدة في هذا المجال كتاب المراقبات لاعمال السنة للحاج ميرزا جواد الملكي التبريزي انتشارات بيدار هناك في صفحة 96 الباب السابع في مراقبات في شهر رجب الحرام وهذا الشهر بمحل عظيم من الشرافة ومن اسباب شرافته انه من اشهر الحرم وانه من مواسم الدعاء وكان معروفاً بذلك في ايام الجاهلية وكانوا ينتظرونه لحوائجهم الى أن يأتي في صفحة 119 من الكتاب يقول وأمّا الصوم (من اهم الاعمال هذا الشهر الصوم فيه)
الآن ما هي آثار الصوم؟ الصوم ليس امراً تعبدياً فقط اعزائي واقعاً الان لعلنا نوفق أن شاء الله في مناسبات أخرى نقف عند مسألة الانقطاع من الاكل والشرب وامثال ذلك في الحياة الدنيا هذه من موارد التشبه بالملائكة والتشبه بالملائكة أن يصل الانسان الى مقام أن لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون هذا بعد وصف الملائكة والانقطاع عن الاكل والشرب هو تشبه بالملائكة المهم يقول واما الصوم (اعمال كثيرة موجودة في هذا الشهر ولكنه هناك تأكيد شديد على مسألة الصوم) فقد ورد فيه روايات معتبرة نذكر منها واحدة واقعاً من اهم هذه الروايات هذه الرواية التي هي رواية معتبرة صحيحة السند وهي الواردة في العيون عن علي ابن الحسن ابن فضال عن ابيه عن الرضا قال: من صام اول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عزّ وجل وجبت له الجنة مراراً ذكرنا هذه الاحاديث بشرطها وشروطها ومن صام يوماً في وسطه شفع في كذا وكذا ومن صام يوماً في آخره جعله الله عزّ وجل الى كذا وان كان فيهم الى كذا الرواية طويلة الذيل انا اخذت محل الشاهد هذه رواية التي هي رواية معتبرة السند كما يقول الشيخ آصف محسني في مشرعة البحار المجلد الثاني صفحة 468 الرواية التي ينقلها الشيخ ميرزا جواد التبريزي عن رسول الله قال رسول الله الا أن رجب شهر الله الاصم شهر من الشهور حرمة وفضلاً لا يقاربه شهرٌ من الشهور حرمة وفضلاً عند الله كان اهل الجاهلية يعضمونه في جاهلتهم فلما جاء الاسلام لم يزدد الا تعظيماً وفضلا محل الشاهد هذه الجملة هذه من الروايات التي تقول شهر رجب شهر الله وليس شهر رمضان شهر الله.
الآن لماذا شهر رجب شهر الله أيضاً اذا اريد أن اتكلم في هذه القضية يأخذ بعداً آخر على أي الاحوال، يقول: الا أن رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر امتي، الا فمن صام من رجب يوماً ايماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الاكبر واطفأ صومه في ذلك اليوم غضب الله واغلق عنه باباً من ابواب النار ولو اعطي ملأ الارض ذهباً ما كان بأفضل من صومه ولا يستكمل اجره بشيء من الدنيا الى آخره هذه الرواية انما وقفت عنده لانه هذه الرواية واردة في مصادر اهل السنة وليس فقط واردة عندنا هذه الرواية موجودة وان كانت طبعاً السند ليس من المعتبرة ومن الضعيف وعندنا أيضاً ليس من المعتبر ولكن قرائن كثيرة بناءاً على نظرية تفقير النص هذه القرائن الكثيرة تثبت صحة هذه الرواية، الرواية أيضاً اوردها الالباني في سلسلة الاحاديث الضعيفة في رقم 4400 المجلد التاسع صفحة 390 قال رجبٌ شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر امتي الرواية ليست من الموضوعات وانما هي ضعيف قال ضعيف اخرجه الاصبهاني طبعاً كما تعلمون عندنا روايات أخرى وردت بمضامين من قبيل أن شهر رجب شهر امير المؤمنين وشهر شعبان شهر رسول الله وشهر رمضان شهر الله .
الآن هل يوجد تعارض بين هذه الروايات أو أنه اشارة الى مسائل أخرى للوصول الى الله سبحانه وتعالى؟ الجواب: لا تعارض بين هذه الروايات لان الطريق الى الله تارة يكون طريقاً انياً من تبدأ للوصول من عرفكم قد عرف الله وتارة يكون الطريق طريقاً لمياً اللهم عرفني نفسك فانك لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك اللهم عرفني رسولك.
اذن من جهة الابتداء من معرفة الامام للوصول الى الله ومن جهة الابتداء من معرفة الله للوصول الى معرفة الامام من الفرق بين الطريقين؟ واقعاً الطرق تختلف بعضها انية يعني يبدأ من هنا ليصل الى الله وبعضها لمية يبدأ من الله للوصول الى الخلق اللهم عرفني نفسك بك عرفتك وانت دللتني عليه ولذا الخص كلامي في كلمة واحدة هذا الشهر من المواسم بل من اهم المواسم للتقرب الى الله سبحانه وتعالى من حيث الزمان ولذا عنده جملة اقاي ملكي جواد تبريزي عنده جملة هذه الجملة انا أقرأها لكم واختم حديثي في هذا المجال هذه الجملة يؤكد عليها يقول أن اهل العلم ومن مراقبات هذا الشهر أن يعرف السالك معنى الشهر الحرام وحقه وان يعلم أن هذه الاشهر الثلاثة مواسم العبادة من اهم مواسم العبادة والقرب الى الله فينبغي الى طلاب العلم الذي في موضع المسؤولية فنبغي لطلاب العلم أن يزيدوا فيها جهة العبادات على جهة تحصيل العلم واقعاً لابد له لانه هذه مواسم خاصة وليس مطلقة وان كان تحصيل العلم أيضاً من افضل العبادات.
نرجع الى بحثنا قلنا بالامس هو انه اساساً انتيهنا الى هذه النتيجة وهي انه أن اغلب بل اكثر من الاغلب من الروايات التي وصلت الينا بتصريح علماء المدرستين من السنة والشيعة انها منقولة الينا بالمعنى وليست منقولة الينا بالفاظها التي صدرت عن النبي والائمة عليهم افضل الصلاة والسلام ثم اشرنا بأن هذا النقل بالمعنى هل هو مختص بالطبقة الاولى الذي سمعوا الاحاديث من النبي والائمة أو أن هذا سرى الى الطبقات اللاحقة بعد ذلك الطبقة الثانية والثالثة والرابعة في الواقع بأنه أيضاً لا اريد اطيل الى الاعزة واذكر شواهد كثيرة ولكن اذكر لكم شاهداً واحداً في هذا المجال وانه كيف أن هذه القاعدة لم تختص بالطبقة الاولى من الرواة وانما شملت الطبقة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة الآن لا اعلم طبقات الرواة كم الذين كتبوا هذه المصفنات واقف عند صحيح البخاري الذي انتم تعلمون الان أن صحيح البخاري اصح كتابٍ عند علماء المسلمين من اهل السنة الآن انظروا الى هذا الرجل ماذا كان يقول بأنه كيف نقل الروايات الينا.
المورد الأول: في سير اعلام النبلاء في ترجمة البخاري المجلد الثاني عشر للامام الذهبي هناك رواية قال محمد ابن إسماعيل البخاري صاحب جامع الصحيح يوماً رب حديثٍ سمعته بالبصرة كتبته بالشام يعني انه عندما كان يسمع الاحاديث يقيدها بالكتابة أو لا يقيدها بالكتابة؟ لا يقيدها يعني يعتمد على حافظته وعلى ذاكرته والآن تعرفون المسافة ليست يوم أو يومين وثلاثة وعشرة ومائة لعله شهر شهرين ثلاث بعد ذلك يكتب الحديث ورب حديث سمعته بالشام كتبه بمصر.
قد يقول قائل الله سبحانه وتعالى اعطى الامام البخاري باعتبار يسمونه امير المؤمنين في الحديث اعطى الامام البخاري من القوة والذاكرة والحافظة ما يحفظ النصوص الآن نسأله هو بيني وبين الله عندما كنت تأتي وتدوون ما سمعته بالبصرة تكتبه بالشام وما سمعته بالشام تكتبه بمصر هل تكتب نفس الالفاظ ام غير تلك الالفاظ؟ فقلت له يا ابا عبد الله بكماله على ما انت سمعته من الالفاظ قال فسكت يعني قد ازيد فيه وقد انقص فيه وقد وقد اقدم وقد اؤخر بعد بحسب ما يبقى في ذهني والانسان معذور هذا الذي بقي من ذهني ولذا في حاشية المحقق الذي هو شعيب الارنؤوط يقول ويعني هذا أن البخاري يرى جواز الرواية بالمعنى وليس في الطبقة الاولى حتى بالنسبة الى نفسه هو أيضاً أي طبقة؟ الآن الطبقة الرابعة أو الخامسة تعلمون بأنه في اواسط القرن الثالث .
اذن يقول يقبل جواز الرواية بالمعنى وجواز تقطيع الحديث أيضاً وهذه معضلة أخرى والان ليس محل بحثنا، قلنا فقط نقف عند معضلتين وجواز تقطيع الحديث من غير تنصحيح على اختصاره انه أيضاً كان في جملة من الاحيان ماذا يفعل؟
يختصر الحديث ما فهمه من الحديث يقول صفحة لا يحتاج أن نتعب القارئ بها، نحن نلخصه في ثلاثة جمل أو في ثلاثة اسطر يقول وهذه من امتيازات بخلاف مسلم وسبب ذلك أن الخباري صنف كتابه في طول رحلته فكان لاجل هذا ربما كتب الحديث من حفظه فلا يسوق الفاظه برمتها بل يتصرف فيه ويسوقه بمعناه يقول وهذا بخلاف مسلم ولذا المغاربة يرجحون صحيح مسلم على صحيح البخاري أما مسلم فقد صنفه الى آخره هذا يقوله الامام الذهبي في سير اعلام النبلاء وهكذا في مقدمة فتح الباري لابن حجر العسقلاني المجلد الثاني يعني هل يساري مقدمة فتح الباري المجلد الثاني صفحة 1305 نفس هذا الحديث ينقله يا ابا عبد الله بتمامه فسكت هذا أيضاً المورد الثاني.
المورد الثالث الذي اشير اليه لتأكيد هذه الحقيقة ما ورد في فتح الباري المجلد الثالث عشر دار طيبة في صفحة 208 هذه عبارته هناك هذا خير شاهد على ما نقول وهذا من نوادر ما وقع في البخاري أن يخرج الحديث تاماً بإسناد واحدٍ بلفظين لماذا يخرجه بلفظين مع انه الاسناد اسناد واحد اذا كان مقيد قد قيد الحديث اذن يذكره بلفظين أو بلفظ واحد؟ يذكره بلفظ واحد ولكنه عندما ذكره بلفظين هذا يكشف عن انه ينقل الحديث بالمعنى لا باللفظ.
الى هنا اتضح لنا أن الاحاديث الموجودة بأيدينا هي منقولة الينا بغير الالفاظ التي صدرت بها هذه الاحاديث .
اذن لا ينبغي أن نتعامل معها كأنها نصوص صادرة من المعصوم الان انتم انظروا في ابحاث الكلام وفي ابحاث الفقه خصوصاً في ابحاث الفقهية يأتي الى الرواية يقول الامام هنا قدم كذا واخر كذا الامام هنا جعله فاعل جعله مفعول الامام قال فاء ولم يقل واو الامام الامام الامام وكأنه سمع هذا النص من الامام المعصوم مع انه هذا نص الامام المعصوم نص المعصوم أو ليس نصاً للمعصوم؟ ليس نصاً في المعصوم في الاعم الاغلب الا ما ثبت خلافه.
الان من باب زيادة الطين بل أو بِله زيادة المعضلة معضلة جديدة وهو انه هؤلاء الذين دوونوا لنا الحديث يعني في اوائل القرن الثالث وغير ذلك هؤلاء عندما كانوا يحولون اللفظ الى المعنى كان يعتنون بقواعد اللغة العربية والنحو والصرف أو انهم لا يهتمون بهذه؟ يعني واقعاً ليس فقط طامة هذه ما ادري اعبر عنه وسأذكر الادلة على هذه الحقيقة الجواب ذكر جملة من المحققين أن الاهتمام بقواعد اللغة والنحو والصرف ونحو ذلك في الحديث انما وقع في القرن الثالث يعني في القرن الأول لا الصحابة كانوا يهتمون بذلك ولا التابعين ولا تابع التابعين بل ولا حتى في عصر التدوين الى أن وصلنا الى القرن الثالث عند ذلك وقع الاهتمام بقواعد ضبط الاحاديث لغوياً ونحوياً وصرفياً ونحو ذلك انا ما اريد اخذ وقتكم لانه الوقت لا يسعني فقط ارجعهم الى المصدر لكتاب الحديث النبوي يوجد دراسات متعددة ماجيستر ودكتوراء في هذا المجال، الحديث النبوي ومكانته في الفكر الاسلامي الحديث صفحة 264 يقول انه يضيء لنا فهو يذكر أن اللغة العربية (كتاب مهم في هذا المجال وهو دراسات في اللغة واللهجات والاساليب هذا الكتاب ينقل عنه رسالة في هذا المجال) لم تحضى بعناية خاصة لا في المدينة ولا في غير المدينة لقد استمر خلاف المحديثن حول اباحة رواية الحديث بالمعنى الى القرن الثالث للهجرة ففي هذا القرن لم يحسم الخلاف نهائياً وظل مبدأ الاداء الحرفي لمادة الحديث للمحدث نزاع مع مقتضيات سلامة اللغة ولقد كان المحدثون.
الان لا اريد ادخل التفاصيل الاخوة أن شاء الله يراجعون اربعة أو خمسة صفحات بحث هذه القضية من الدليل على انهم لم يكنونوا يعتنون بذلك؟ الاعزائي الدليل وهو خير دليل وهو خير شاهد وهو خير استدلال على هذه الحقيقة اننا نجد أن اللغويين الكبار وان النحويين الكبار لم يكونوا يستشهدوا بالحديث النبوي لاثبات القواعد النحوية واللغوية وعندما كانوا يسألون عن ذلك يقولون بأنه هذا الحديث فيه لحنٌ وليس على القواعد لو كنا نعلم انه حديث رسول الله واللفظ لفظ رسول الله لاستدللنا به ولكنه لهذا تجدون الان عندما تقرؤون الكتب النحوية والصرفية وغيرها تجدون عموماً الاستشهاد بماذا؟ بالشعر الجاهلي لماذا واقعاً؟ ما هي النكتة البعض واقعاً يجهل النكتة، النكتة هذه وهو أن كبار النحويين والصرفيين واللغويين كانوا يقولون انه لا يمكن الاطمئنان على هذه الاحاديث لانها ملحونة ولهذا نفس هذا الدكتور محمد حمزه يشير الى هذه القضية بشكل واضح وصريح في صفحة 269 يقول بأنه وجدت اتجاهات ثلاثة في الاستدلال أو الاستشهاد بالحديث لاثبات القواعد اللغوية والنحوية الاتجاه الأول منع الاستشهاد بالحديث لماذا؟ يقول تزعم هذا الاتجاه ابو حيان النحوي ورفض مسلك ابن مالك في اعتماد الحديث حجة لغوية وعلل انصراف السابقين عن الاحتجاج بالحديث بامرين اولهما أن الرواة جوزوا النقل بالمعنى لذلك كان الحديث الواحد يروى بالفاظ مختلفة وعبارات متعددة والثاني فيتمثل في كثرة وقوع اللحن فيما روي من الحديث لان كثيراً من الرواة كانوا بغير عرب بالطبع ولا يتقنون لسان العرب فوقع اللحن في كلامهم وشمل ذلك نصوص الحديث بامكانكم هذا الاتجاه الأول.
الاتجاه الثاني: التوسط بين المنع والجواز.
الاتجاه الثالث: جواز الاستشهاد بالحديث بودي أن الاعزة يرجعون الى هذا المعنى واخيراً وقع بيدي رسالة مهمة في هذا المجال وهي الاستشهاد بالحديث في المسائل النحوية تقديم فضيلة فلان تأليف ياسر بن عبد الله بن محمد الطريقي دار كنوز اشبيلي وهي رسالة ماجيستر تقع في مجلدين ضخمين تقريباً يصل عدد صفحاتها الى 1160 صفحة هناك في المجلد الأول بشكل واضح وصريح انا لا اقل انصحكم تقرؤون هذا المقطع أو هذا الفصل من الجزء الأول من صفحة 77 الى صفحة 150 حدود ستين صفحة يقول من البديهي أن يكون الحديث النبوي وهو كلام امام الفصحاء مصدراً من مصادر الاحتجاج هذا طبيعي جداً لانه افصح من نطق بالضاد (الآن غير ما معلوم هذا الحديث صادر عن النبي أو لا له مكان آخر لانه لا نعلم أن هذا الحديث ولكنه لا نحتاجه لماذا؟ لانه بيني وبين الله هو اوتي جوامع الكلام .
قال: ولا احسن موقعاً ولا اسهل مخرجاً ولا افصح معناً ولا ابين في فحوى من كلامه الا أن الاستشهاد به في النحو والصرف اصبح من مسائل الخلاف لماذا؟ هذا حديث نبوي لماذا يقع الخلاف به من الاستشهاد به في القواعد؟ بيني وبين الله امرأ القيس ادق من رسول الله حتى يستشهد بكلامه ولا يستشهد بالشعر الجاهلي ولا يستشهد بكلام سيد الانبياء والمرسلين؟
الجواب: ثبت العرش ثم انقش، ثبت أن هذا كلام سيد الانبياء والمرسلين عند ذلك قال طال النقاش فيها بين المتأخرين وتعددت آراءهم وتباينت مواقفهم نظراً لاختلاف تصوراتهم تجاه هذه المسألة فمنهم من قبل الاستشهاد مطلقا ومنهم من منعه مطلقا ومنهم من توسط بين القبول والمنع.
سؤال: هذه جوامع المؤسسات العربية التي الان تعنى بحفظ اللغة العربية ماذا فعلت؟ هذه المؤسسات حاولت أن تجد طريقاً آخر مثلاً مجمع اللغة العربية تعلمون انه في عموم البلدان العربية يوجد مجامع اللغة العربية إما للتجرمة اما لايجاد المعادل اما كذا قال هل يجوز الاستشهاد بالاحاديث النبوية لاثبات القواعد النحو والصرفية؟ قالوا نعم يجوز ولكنه بعشرة شهود يعني عموماً يجوز أو لا يجوز؟ لانه انت عندما تطبق الشروط بعد يبقى له مورد أو لا يبقى له مورد؟ اولاً لا يحتج بالعربية بالحديث لا يوجد في الكتب المدونة في الصدر الأول حتى لا اقل يكون قريب ممن؟ هذا التلاعب لم يكن كثيراً.
ثانياً يحتج بالحديث المدون بالشروط التالية:
اولاً: أن تكون الاحاديث من المتواترة، كم حديث متواتر عندنا؟ حتى يتأكدون من التواتر اللفظي.
ثانياً: أن تكون الحديث من الالفاظ المستعملة في العبادات، لانه توقيفية فلهذا كان الرواة يهتمون بهذا ومع ذلك ما اهتموا بعد ذلك نذكر الشواهد.
ثالثاً: أن يعد الحديث من جوامع الكلم، يعني واقعاً الامتياز ظاهر عليه.
رابعاً: أن يكون الاحاديث التي دونها من نشأ بين العرب الفصحاء.
خامساً وسادساً بيني وبين الله نهاية المطاف يعني يستشهد بالحديث أو لا يستشهد؟ ولهذا أتوا بعض الباحثين المتأخرين قالوا افضل طريق حتى نحفظ الحديث النبوي نغلق هذا البحث والا كلما بحثنا فيه ماذا حصل؟ نصل الى نتيجة أو نصل في الاعتماد على الحديث؟ لا نصل، هذا أن شاء الله غداً نقف عندها.
والحمد لله رب العالمين.
1 رجب 1436
