أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
انتهى بنا الكلام الى الامر الرابع في هذه الاية المباركة من سورة الاحزاب وهي قوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، فهل انها دالة على حجية السنة بالمعنى الاصولي وهي قول النبي فعل النبي تقرير النبي لانه الاية من الواضح انها مختصة بالنبي الاكرم لا يمكن الاستناد الى هذه الاية لاثبات حجية سنة ائمة اهل البيت وهذا واضح لانه المباركة قال: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لا يمكن أن تكون شاملة لائمة اهل البيت وبالاولوية القطعية لا يمكن أن تكون شاملة للصحابة أيضاً لانه لا معنى لشمولها للصحابة.
اذن هذه الاية المباركة إن تمت دلالتها على حجية السنة فهي مختصة برسول الله صلى الله عليه وآله ونحن حديثنا في حجية سنة المعصوم الاعم من أن يكون النبي الاكرم أو أن يكون ائمة اهل البيت وهذه الاية على فرض التمامية فهي اخص من المدعى وهذا واضح لا يحتاج الى بيان في الامر الرابع اذا تتذكرون فيما سبق نحن وقفنا عند نظرية وقلنا أن هذه النظرية تحتاج الى تتبع واسع لايات القرآن الكريم لا نفيناها ولا اثبتناها ولكنه قلنا نظرية تستحق التدبر تستحق أن نقف عندها وهي نظرية التمييز بين عنوان الرسول في القرآن وعنوان النبي في القرآن ضرورة التمييز بين هذين العنوانين في القرآن الكريم انتم تعلمون وقلنا في الابحاث السابقة وفي الابحاث الكلامية وغير الكلامية أن هناك اتجاهات ونظريات واقوال متعددة للتمييز بين هذين العنوانين، عنوان الرسول وعنوان النبي والايات التي تكلمت عن عنوان الرسول يعني اخذ فيها عنوان الرسول والايات التي اخذ فيها عنوان النبي يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أما هنا ليس عنوان النبي وانما عنوان الرسول من الفرق بينهما؟ قلنا لكم في هذا الكتاب وهو الكتاب القرآن وكفى مصدراً للتشييع الاسلامي احمد صبحي منصور يدعي صاحب هذا الكتاب أن الفرق بين هذين العنوانين شيء آخر واتذكر أن هذا المعنى وقفنا عنده سابقاً بعنوان تفصيلي واستقرأنا كل المضامين الواردة في هذا الكتاب .
ولكن بعنوان الاشارة في صفحة 41 يقول أن القرآن الكريم كلما اخذ عنوان النبي فهو بصدد بيان حياته وشؤونه الخاصة وعلاقاته الانسانية بمن حوله وتصرفاته البشرية كلما تكلم عن النبوة تكلم عن هذه الامور ثم يضرب مجموعة الامثلة قلنا هذا يحتاج الى تتبع أن هذا الكلام تام أو غير تام يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ، ما كان للنبي والذين آمنوا كذا، مثلاً: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ، مثلاً: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ، (في الحاشية اولئك الذين يقولون أن النبي صلى الله عليه وآله ليست له الا بنت واحدة وهي سيدة نساء العالمين عنده بنات أخرى أو ما عنده؟ هذه الاية تقول قل لازواجك وبناتك! احسنتم تضطر أن تقول الاعم من البنت الحقيقة والبنت خلاف ظاهر القرآن والقرآن ما استعمل المهم اريد أن اقول أن الطرف الاخر ما اريد اقول صح عزيزي انتم انظروا الى كلماتي ودققوا الله يعلم لست بصدد الدفاع ولكن انظر من زاويته كيف ينظر الى القضايا ولهذا يعتقد أن من تزوجهم الخليفة الثالث أيضاً بنات النبي صلى الله عليه وآله زوجه بنتان من بناته! عندهم الآن صحيح أو غير صحيح) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وهكذا وهكذا الى آخر الايات.
اذن عنوان النبوة مرتبط بعنوان بشريته لان القرآن الكريم أشار الى بعد بشري انما انا بشر مثلكم واشار الى بعد وحياني يوحى الي هذا لا يرتبط عنوان النبوة بهذا البعد اما نأتي الى صفحة 43 ولهذا يؤكد يقول وهكذا فالنبي هو شخص محمد صلى الله عليه وآله البشري في سلوكياته وعلاقاته الخاصة والعامة لذا كان مأموراً بصفته النبي يعني بعنوانه البشري باتباع الوحي يعني كأي مكلف آخر كيف انا وانت مكلفون هو أيضاً مكلف الى عنوان الرسول ما هو عنوان الرسول؟ يقول عنوان الرسول كلما بلّغ به عن الله سبحانه وتعالى كلما كان ابلاغ عن الله فعنوانه الرسالة وانما لأي لكلام يأتي في صفحة 45 قال الرسول بمعنى الرسالة فكلها تدل على ذلك يعني كلما بلّغ بكذا فالبلاغ مرتبطٌ بالرسالة كما أن النبي مرتبطٌ بذلك على هذا الاساس نأتي الى الاية المباركة.
اذن النبي صلى الله عليه وآله كل ما بلّغه عن الله فيجب اقتداء هذا ما علاقته بالسلوك؟ في جملة واحدة واضح أو لا؟ في صفحة 89 يقول سنة الرسول هي القرآن فقط في صفحة 91 كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فلم يقل الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله سنة حسنة وانما قال اسوة حسنة فالسنة اذن والاحكام والمعارف كلها لا ورسول الله ماذا فعل؟ بلّغها وطبقها فانتم طبقوا واقتدوا به فيما طبقه فاذا جاء بشيء وراء القرآن بعد سنة أو ليست بسنة؟ ليست بسنة، تقول يعني ماذا؟ يعني القرآن قال صلي هو أيضاً صلى هذه وصلوا كما اصلي انتهت القضية اما ما وراء في القرآن بعد كل اقواله حجة أو ليست بحجة؟ لا ليست بحجة لماذا؟ لان الاية قالت فالسنة اما الاقتداء والتأسي فبالرسول في تطبيقه العملي لشرع الله سبحانه وتعالى الذي جاء في القرآن الكريم ثم يدخل في بحث السياق هذا بحث السياق الذي وقفنا عنده الان بعد لا يحتاج الى انكرره.
اذن فالتأسي بالرسول في هذه الاية كان في سياق قصة والخلاصة انه يريد أن يشير الى هذه الحقيقة، أن شاء الله تطالعون هذا البحث النبي هو مطبقٌ لما ورد في القرآن الكريم ليس اكثر من ذلك في تطبيقه هو حجة وما زاد عن ذلك لم يأتي في القرآن أو هذه الاية تدل على حجية السنة هذه أيضاً نظرية صحيحة أو باطلة؟
الجواب: لابد أن ندقق في كل آيات عنوان الرسول وعنوان النبي في القرآن فاذا تم هذا التمييز الذي ذكره صاحب هذا الكتاب عند ذلك واضح بأنه تدل على حجية السنة مطلقاً أو لا تدل؟ لا تدل، وانما تدل على هذا القدر أي قدر؟ وهو ما يرتبط بتطبيق ما ورد في القرآن الكريم التطبيق العملي الذي لم يرد في القرآن الكريم طبعاً هذا بعد أن نميز بين الاحكام التي صدرت منه بعنوان احكام ثابتة وبين احكام صدرت منه بعنوان احكام ولاية وبين احكام صدرت منه بعنوانه قاضٍ في قضية اذا ثبت انه حكمٌ ثابت فانه بعنوان تطبيق لما ورد في القرآن لا اكثر من ذلك.
اذن اذا استطعنا أن نتجاوز هذه الامور الاربعة يأتي ما قلناه في اول البحث وهو انه فقط يثبت لنا حجية اقوال وافعال وتقريرات النبي هذا اذا قلنا أن الاية فيها اطلاق وفيها الزام وان الاسوة بمعنى القدوة وفيها شمول والامر اليكم خصوصاً اذا وضعنا الى جنب هذه أن الدليل الذي نحتاج اليه لاثبات حجية السنة لابد أن تتوفر فيها شروط ثلاثة:
أن يكون من حيث السند قطعياً فلا يوجد هنا مشكلة ولكن من حيث الدلالة نصاً وان يكون هذا النص جلياً فاذا استطاع احد الاعزة أن يثبت أن هذا من النص الجلي عند ذلك يستطيع وتجاوزنا تلك الامور الاربعة والثلاثة المتقدمة تكون الاية من اهم الايات للاستدلال على حجية السنة بالمعنى الاصولي هذا تمام الكلام في هذه الاية المباركة وليس بالضرورة بيني وبين الله الا نقف ونذكر المرجحات نحن من خلال البحث ذكرنا كل الاقوال الموجودة في الاية المباركة والامر الى الاعزة بعد ذلك.
الطائفة السابعة: اذا تتذكرون قلنا نحن نتكلم في الباب الأول من حجية السنة والباب الأول ما هو؟ الاستدلال على حجية السنة في هذا الباب الأول قلنا توجد عدة فصول، الفصل الأول الاستدلال بالايات القرآنية لاثبات حجية السنة الى الان تم الكلام في طوائف ست وهي لتبين للناس ما نزّل اليهم ما ينطق عن الهوى، يعلمهم الكتاب والحكمة، اطيعوا الله واطيعوا الرسول، أن كنتم تحبون الله فاتبعوني، لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة.
الطائفة السابعة: وهي الاية الواردة في سورة الحشر كما يعلمها الجميع وهي قوله تعالى وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ وهذه وما تسبب لنا مشكلة لانه اذا كانت ما اتاكم الرسول كنا نقول آية مستقلة طبعاً اولاً انها مقطع من آية وليست هي آية مستقلة يعني من قبيل إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ، وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ هذه من الاية السابعة من الموارد التي يعبر عنها علماء التجويد بالوقف اللازم يعني لا يجوز لك انه تقرأ الاية موصولة بالاية التي بعدها لماذا؟ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، هذه علماء التجويد عندما يجعلون وقف لازم واو قاف أو اشارة كذا هذه اشارة الى أن الوقف وقفٌ لازم ضروري والا يلزم إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، اذن صدر الاية ما هو؟ يعني الايات التي قبلها وصدر هذه الاية، قال: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ * وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، تعلمون بأن القرآن تكلم عن الغنيمة وتكلم عن الفيء فالاية تتكلم عن الفيء.
الآن ما هو الفرق بين الغنيمة والفيء له بحثٌ آخر، مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ، الآن لماذا هذا التقسيم؟ يقول حتى لا تنحصر الثروة بيد جماعة دون أخرى، كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ، الان حكم الفيء لمن من يقسم ولمن يقسم هل له حساب محدد أو لا؟ الاية قالت لا هذا مما فوض الى رسولنا فمن شاء أن يعطيه اعطاه ومن شاء أي يمنعه منعه ومن اراد أن يعطي كثيراً أو قليلاً يحق لاحد أن يعترض أو لا يحق له أن يعترض؟ وما اتاكم الرسول فخذوه الذي اعطاكم 1-10-100-1000 كله بعضه فانتم لكم حق الاعتراض أو ليس لكم حق الاعتراض؟ لا حق للاعتراض لانه هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ هذا بيدك وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ، يعني الاية عطف على السابقها وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لماذا تعترضون هذا رسول الله فوّض اليه الامر إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، لو كنا نحن والاية المباركة بينكم وبين الله لا علاقة لكم بما قاله المفسرون ما قاله الاصوليون ما قاله الفقهاء ما قاله المتكلمون لا هذه الاية خذها واعطيها بيد شخص يعني رسالة وصلت اليك رسالة شخصية وصلت اليك هل يمكن يطلع أن يخرج منها حجية السنة مثلاً؟
جرد نفسك عن أن هذا رسول الله واقواله حجة ابداً نعم عندما انت تقرأ مائة مفسر يقولون دالة على كذا طبيعي هذا ذهنك يصير ينبني من قبيل الانسان يعيش مجتمع علمي ثقافي فكري واجتماعي الاوضاع والاخلاق والثقافات كلها تؤثر الاية تتكلم عن الفيء وان امر الفيء لمن مفوض؟ الى رسول الله صلى الله عليه وآله، سياق الاية ما نتكلم عن شأن نزول الاية لا شأن نزولها لعلها في معركة معينة والمورد لا يخصص الوارد بلا اشكال بالامس وضحنا مفصلاً لا يقول لنا القائل والمورد لا يخصص الوارد نعم هذه الاية لها شأن نزول شأن نزولها يخصص أو لا يخصص؟ يقيد أو لا يقيد؟
الجواب: لا يقيد بلا اشكال ولكنه الاية تريد أن تقول ما آتاكم في ماذا؟ ما آتاكم من احكامه، من حلاله، من حرامه، من اقواله، من افعاله، من تقريراته واقعاً هذا كله يخرج من ما آتاكم نعم لو كنا نحن هذه الاية أو هذا المقطع وهو ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا واقعاً الاحتمال يوجد أن كل ما آتانا من اقواله وافعاله يشمل هل يصدق الى الفعل هل آتانا؟ يصدق على الفعل ما آتاكم يعني الفعل؟
ولهذا جملة من قالوا بأن من دل على حجية السنة قالوا مختصة باقواله لانه قالت ما آتاكم القول يصدق عليه الاتيان اما الفعل يصدق عليه الاتيان؟ التقرير يصدق عليه الاتيان؟ لا يصدق عليه الاتيان لغة من هنا لابد أن نقف اولاً على القاعدة كما تعرفون اولاً سوف نقف عند كلمات المفسرين الاصوليين متكلمين سنة شيعة ماذا قالوا يعني اقولها في كلمة واضحة اهم آية استدل بها الشيعة والسنة لاثبات حجية السنة هذه الاية ولهذا انا وضعتها آخر اية جملة من الاعلام وضعها هكذا ممن كتب وقال لانه اهم آية استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي هي آية مع انه هي ليس آية وهي مقطع من آية ومن قبيل مقطع إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، من هنا اولاً على القاعدة سوف نستعرض كلمات علماء الشيعة، كلمات علماء اهل السنة، ثم نقف عند الاية مفردة مفردة هذه ما ما هو المراد منها؟ ما معنى آتاكم؟ ما معنى نهاكم؟ ماذا تريد الاية المباركة نبحثها بعد ذلك نرجع الى كلام السياق على الاية على الطريقة التي وقفناها فيما سبق الآن نأتي الى كلمات اعلام الشيعة في هذا المجال.
اولاً: التبيان للشيخ الطوسي في الجزء الأول صفحة 196 قال في ذيل الاية 43 من سورة البقرة واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا ما الراكعين فإن قيل كيف امروا بالصلاة والزكاة وهم لا يعرفون حقيقة ما في الشريعة لانه الاية امرتهم باقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين فان قيل كيف يصلون كيف يؤدون الزكاة قيل انما امروا بذلك لانهم احيلوا فيه على بيان الرسول اذ قال ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هذا ينسجم مع السياق أو لا ينسجم مع السياق؟ لا ينسجم لانه السياق مرتبط بالفيء والقاعدة العامة عموماً انظروا اليهم عموماً حذفوا الواو ما قالوا وما آتاكم الرسول لانه اذا توضع الواو انت تسأل بيني وبين الله هذه الواو على ماذا؟
ولهذا قال اذ قال ما اتاكم حتى تكون جملة مستأنفة ومستقلة، وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، ولذلك جاز أن يأمرهم بالصلاة ويحيلهم (يعني الله يأمرهم بالصلاة في الجملة بنحو الاجمال) في التفصيل الى بيان الرسول وقد بيّنا تفصيل ما ورد الشرع به من الصلاة والزكاة وفرائضها وسننها في كتاب النهاية والمبسوط وغيرهما من كتبنا في الفقه فلا تطول بذكره في هذا الكتاب، اذن واضح انه استدل بهذه لاثبات حجية لا اقوال النبي افعال النبي ليس فقط اقوال النبي لانه في كثير من الاحيان النبي صلى الله عليه وآله قال صلوا كما رأيتموني اصلي فالفعل هذا وفي الصوم والى غير ذلك هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني: في المجلد التاسع من التبيان للطوسي صفحة 564 قال ثم قال وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، أي ما اعطاكم الرسول من الفيء (في ذيل هذه الاية من سورة الحشر) فخذوه وارضوا به هذا ضمن السياق وما امركم به فافعلوا هذه بعد ضمن السياق أو خارج السياق هذه الجملة؟ ما اعطاكم رسوله من الفيء فخذوه وارضوا به هذا ضمن السياق واللطيف فسر الاتيان آتاكم بمعنى اعطاكم اذا بين قولاً هل يصدق اعطانا أو بيّن لنا؟
انا فقط اثير ذهنكم انه حتى بكرى عندما بعض ذلك عندما جئنا نقول ما اتاكم يقتضي أن يراد من الاتيان يعني ماذا؟ الاعطاء اما اذا قلنا انها شاملة لحطية اقوال النبي فيكون اعطاء أو ليكون بيان؟ هذا استعمال اللفظي في معنى واحد أو في معنيين؟ لابد نحلها اصولياً هذا بحث اصولي انه يمكن استعمال اللفظ اكثر من معنى بعضهم قال ممتنع عقلاً ونحن لا نوافق هذا وبعضهم قال اساساً خلاف الاستعمال العقلائي لان اللفظ يستعمل في معنى واحد ولهذا قال ما اعطاكم الرسول من الفيء فخذوا وارضوا به وما امركم هذه وما امركم من أين خرجت؟! وما امركم به فافعلوا وما نهاكم عنه فانتهوا عنه فانه لا يأمر ولا ينهى الا عن امر الله هذا بلا اشكال اذا دليل ثبت في محله صحيح ولكن هذا يخرج من الاية أو لا يخرج؟ نحن نتكلم في الاية المباركة هذا المورد الثاني.
المورد الثالث: ما ذكره في العدة الطوسي في صفحة 605 بحث الشيخ الطوسي قلت لكم سنقف عندها انا فقط اريد أن اثير عندكم دفائن الاثور يعني يكونون في الصورة فصل في الدلالة على أن افعاله عليه وآله السلام كلها ليست على الوجوب يقول واستدلوا أيضاً بقوله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا والتعلق بذلك أيضاً لا يصح للاستدلال على أن افعاله.
اذن هو يرى أن الاية يستدلوا به على اقواله وافعال أو الافعال فقط؟ قال لان معنى قوله لاتاكم ما اعطاكم وادى اليكم هذه الجملة من أين أتت في اللغة؟ كيف اتت من كلمة اتاكم؟ وذلك لا يصح الا في القول يقول هذه الاية اذ تم الاستدلال بها فيستدل بها على حجية ماذا فقط؟ اقواله، تشمل الافعال أو لا تشمل الافعال؟ لا تشمل الافعال، طبعاً لابد اذا قلنا في اقواله لابد أن يقول اتاكم يعني بلّغكم يعني ادى اليكم مع انه هو في تفسيره ماذا قال؟ اعطاكم وذلك لا يصح الا في القول الذي نسمعه ونمتثله لان سمعنا وحفظنا وامتثال يجري مجراه واستدلوا باخبار الى آخره هذا أيضاً المورد الثالث.
المورد الرابع: نضد القواعد الفقهية على مذهب الامامية المقداد السيوري الحلي المتوفى 826 من الهجرة هناك في صفحة 12 من الكتاب يقول استدل على حجية السنة بأدلة من الكتاب استدل بكذا واستدل على حجية السنة الكلام في الاستدلال على حجية الكتاب والسنة والاجماع والعقل ما دليل حجية السنة؟ قال واما السنة اما نبوية ودليل حجيتها الكتاب ما اتاكم مع أن الاية ما اتاكم؟! لانه واقعاً الانسان يعلم بأنه اذا صارت وما اتاكم يقول هذه الجملة ما قبلها ما هو؟ حتى يتم الاستدلال لابد ماذا؟ على المبنى الذي ذكرناه بالامس قلنا انه اساساً إما أن نبني على مبنى انه يمكن اقتطاع مقطع من آية ونفترضها كأنه جزيرة مستقلة لا قبلها ولا بعدها لا المقاطع التي قبلها ولا المقاطع التي بعدها نفس هذا الكلام اليوم الآن في آية اليوم اكملت لكم دينكم فيها خصوصية هذه الاية في سورة المائدة وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق ثم قالت اليوم معطوفة أو غير معطوفة؟ نعم سياقها مرتبطة إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ، صحيح ولكنها مستقلة، ولكن هنا مستقلة أو غير مستقلة؟ غير مستقلة قال اما السنة النبوية فحجيتها نحو الكتاب وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقوله: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ، وانتم تتذكرون نحن بحثاً مفصل وقفنا عند هذه الاية.
المورد الذي بعده ما ذكره في جواهر الكلام وما ذكره في بحار الانوار وما ذكره السيد الخوئي في التنقيح وما ذكره السيد الگلپايگاني في رسالة ولاية الفقه وما ذكره السيد الحكيم في الاصول العامة وادلة أخرى إن شاء الله تأتي يوم السبت.
والحمد لله رب العالمين.
2 رجب 1436
