نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (07)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وايضاً كل منها موجودة بكلمة كن, فأطلق الكلمة عليها إطلاق اسم السبب على المسبب.

    كان الكلام في أنه قلنا انه لابد من البحث في أمرين:

    الأمر الأول: هل ان الاعيان الخارجية والوجودات الخارجية تسمى كلمات او لا تسمى؟ بينا هذا البحث في ما سبق.

    الأمر الثاني: هو أنه ما هو وجه التسمية, لماذا سميت الوجودات الخارجية كلمة او كلمات؟

    اذا يتذكر الاخوة قلنا انه توجد هناك وجوه ثلاثة:

    الوجه الأول: ما تقدم في آخر ص177 قال: تشبيها بالكلمات اللفظية.

    الوجه الثاني: قال في أول ص 178 وايضاً كما تدل الكلمات على المعاني العقلية كذلك تدل أعيان الموجودات على موجدها.

    الأمر الثالث او الوجه الثالث: هو أنه لما كانت هذه الموجودات إنما وجدت من خلال كلمة كن {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} طيب من الواضح ان كن كلمة قول كما هو مقتضى ظاهر الآية {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له} إذن هو كن مقول ولفظ وقول طيب اذا كان الامر كذلك, كن ماذا يوجد منه؟ يوجد منه يكون يوجد منه الكون, يعني النسبة بين كن ويكون {كن فيكون} هذه النسبة هي نسبة الإيجاد والوجود.

    اذا تتذكرون مرارا ذكرنا بأنه الإيجاد والوجود واحد ولكن الاختلاف بالاعتبار, اذا نسب الى الفاعل يسمى إيجاد وإذا نسب الى القابل يسمى وجود, كذلك في المقام, إذا نسب الى الفاعل يسمى كن, اذا نسب الى القابل يسمى كون يسمى يكون, يسمى وجود خارجي,

    يقول: بهذه المناسبة, إطلاق اسم السبب على المسبب, وفرض هنا ان كن هي السبب وأن يكون هو المسبب.

    طبعاً هذا بنحو من المجاز والا كن ليست هي السبب وإنما الحق (سبحانه وتعالى) هو السبب, وكن ويكون كلاهما مسبب, ولكنه من باب كما قلت من باب التشبيه من باب التقريب, والا ليس يكون معلول لكُن ليس كذلك, وإنما كون كن ويكون كلاهما فعل من أفعال الحق (سبحانه وتعالى) كما ان الإيجاد, الإيجاد ليس هو سبب الوجود, الإيجاد هو سبب الوجود؟ لا, الذي هو السبب هو الحق (سبحانه وتعالى) ولكن بماذا يوجد؟ بالإيجاد فيتحقق الوجود, بكن فيتحقق الكون.

    سؤال: طيب إذا كان الأمر كذلك لماذا قيل فقط في عيسى انه كلمته؟ طيب اذا ثبت بان كل الموجودات هي كلمات الله (سبحانه وتعالى) فلماذا اختصر الامر في القران وكلمته ذكره في خصوص عيسى    ×؟

    الجواب: نكتته واضحة وهو أنه عيسى وإن كان هو ايضاً كلمة كأي كلمة أخرى, ولكن توجد هناك خصوصية في عيسى وهو: ان الوسائط التي وجد من خلالها كانت بمقتضى القواعد والأسباب والمسببات الظاهرية او يوجد هناك تدخل إلهي في المقام؟ تدخل إلهي وهو انه خلق من غير أب, طيب صحيح ذاك كن وهذا كن وهذا كن, كل شيء الله (سبحانه وتعالى) {إنما أمره اذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون} ولكن إذا أراد ان يوجد زيد يقول له كن فيكون ولكن هذا كن فيكون دفعي أم من خلال الاسباب الظاهرية؟ من خلال الاسباب الطبيعية والظاهرية, فلهذا لا توجد فيها خصوصية, بخلاف عيسى بخلاف آدم, آدم ايضاً كذلك, آدم الله (سبحانه وتعالى) ايضاً هناك مجموعة من الوسائط ولكن يوجد له أب وأم او لا يوجد؟

    فلذا انتم تجدون في القران الكريم هذه النقطة مشار إليها في سورة آل عمران الآية59 إشارة الى هذه الحقيقة, قال تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} التفتوا جيدا, إذن توجد وسائط في آدم او لا توجد؟ نعم {خلقه من تراب} اذن وسائط موجودة ولكنه ضمن الطرق الطبيعية من أب وأم او ليس من أب وأم؟ ليس من أب وأم, فلهذا جعله معجزة جعله آية, عيسى ايضاً مثل هذه الخصوصية موجودة مع حذف الأب فقط, باعتبار انه وجد من غير أب.

    ولذا قيل بأنه, لذا واقعا النكتة التي ذكر عيسى كلمة ولم يذكر النبي الخاتم      ’ مثلا على سبيل المثال باعتبار انه: اساساً الخاتم خلق من خلال الطرق الطبيعية أب وأم, ولكن عيسى هذه النكتة او من خلال الطرق الطبيعية مطلقا او اقتصرت بعض الطرق؟ حذفت بعض الطرق الطبيعية.

    (كلام احد الحضور) الجواب: هذه الآية مرتبطة ببحث آخر لانها ليست محل كلامنا, وهو انه: في هذه الآية المباركة الله (سبحانه وتعالى) يستدل إذا كان عدم وجود أب لعيسى يجعله إلهياً, فبالأولوية القطعية لابد ان يكون آدم الهاً, ولذا كان التفتوا جيدا, وحيث أن آدم مع انه ليس من أب وأم فهو عبد مخلوق لله, إذن بالأولوية القطعية عيسى عبد ومخلوق, ذاك الذي لا أب ولا أم له تقبلون انه عبد ماذا؟ طيب باعتبار ان أتباع عيسى لا يقولون ان آدم ماذا؟ رب لا يقولون الله, مع انه من غير أب وأم, فإذا كان من غير أب وأم مع ذلك عبد مخلوق لله, فما بالكم بمن له أم وليس له أب, {فإن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} نفس الاحكام التي انتم قبلتموها في آدم لابد أن تقبلوها في عيسى, وإذا أصررتم صار إصراركم لا, لما لم يكن له أب إذن هو رب, إذن الاولى ان يكون آدم ماذا؟ ان يكون, هذا استدلال عقلي لإثبات هذه الحقيقة.

    هذا في ما يتعلق بهذا البحث.

    وايضاً كل منها موجودة بكلمة كن فأطلق الكلمة عليها على الموجودات كل منها إطلاق اسم السبب على المسبب.

    قول: الجملة اخواني الاعزاء في متن الفصوص هكذا:

    الحمد لله منزّل الحكم على قلوب الكلم بأحدية الطريق الاممي من المقام الأقدم.

    طيب الآن نحن انتهينا من هذا المقام الاول: الحمد, لله, منزّل, الحكم, قلوب, الكلم, انتهى هذا البحث.

    نأتي الى المقطع الثاني من كلمات الشيخ وهو قوله: بأحدية الطريق الأَمَّم لا الأُمم, لأنه هذه الأُمم بعد ذلك ستأتي في العبارة قال: من المقام الأقدم وإن اختلفت الملل والنحل لاختلاف الأُمم, هذا بحثه سيأتي وان كانت العبارة هنا أُمم ولكنه هو يقبل انها أَمَّم, هذه من باب الخطأ كتبت أُمم, هي مكتوبة بأحدية الطريق الأُمم, لا لابد ان تُكتب بأحدية الطريق الأَمم لأنه بعد ذلك يقول القيصري في آخر السطر يقول: والأَمم بفتح الهمزة, يعني المستقيم, آخر سطر من الصفحة, والأَمم بفتح الهمزة المستقيم.

    ولذا اذا تتذكرون تعالوا معنا الى أول الصفحة في مقدمة الشرح, أين كانت هناك؟ (كلام احد الحضور) لا لا, هناك ايضاً كان عندنا أَمم, نعم (كلام احد الحضور) ص14, اين أخرجوها لنا, (كلام احد الحضور) بلي احسنتم, قال: السالكين لطريق الأَمم, هناك ايضاً قلنا انه يوجد احتمال أُمم, (كلام احد الحضور) نعم هناك قلنا نحن إنشاء الله يأتي بحثها في ص178, هذه نفس الرقم 3 الاخوة هناك وعدنا الاخوة في ذاك الوقت يعني بتاريخ 16 ذي القعدة سنة 1426, نعم وجاء دورها, (كلام احد الحضور) بلي {أليس الصبح بقريب} الآن هناك أتذكر نحن في 16ذي القعدة سنة 1426 بدأنا دروسنا وهذا الدرس الثالث الذي قلنا إنشاء الله تعالى في بحث كما ذكرت هنا أنا, لا الطريق الأَمم, كما صححه الاشتياني والمراد به المستقيم, كما ورد في ص178 الذي الآن بحثه إنشاء الله يأتي.

    في هذا المقطع من كلام الشيخ ايضاً توجد عدة أبحاث التفتوا جيدا:

    البحث الاول: ما هو المراد من الباء في قوله بأحدية الطريق الأَمم, لأنه هؤلاء يعتقدون او معتقدون بأن هذا النص من من؟ من الرسول الاعظم      ’ فيتعاملون معها كنصوص منزلة فلذا يقف عند الباء في انها احتمال لكذا واحتمال كذا واحتمال كذا.

    هذا البحث الاول.

    البحث الثاني: وهو انه ما هو المراد من الطريق, لأنه قال احدي يعني واحد لا مشكلة فيه, ما هو المراد من الطريق, بأحدية الطريق, هذه اثنين.

    البحث الثالث: ما هو المراد من الأَمم, لأنه قال: بأحدية الطريق الأَمم.

    طيب نحن حتى الابحاث تكون منسجمة مترابطة نحاول ان نقدم البحث الثالث, ما هو المراد من الأَمم.

    في ما يتعلق بالمراد من الأَمم هنا بشكل واضح القيصري يقول: ان المراد من الأَمم يعني المستقيم, فإذن بأحدية الطريق الأَمم يعني بأحدية الطريق المستقيم, بعبارة أخرى: بأحدية الصراط المستقيم, بعبارة ثالثة: يعني الصراط المستقيم واحد, واضحة الجملة, بأحدية الطريق الأَمم, الأَمم بمعنى المستقيم, فبأحدية الطريق المستقيم والصراط هو الطريق كما تعلمون فإذن بالواحدية او ان الصراط المستقيم ما هو؟ واحد.

    (كلام احد الحضور) لا نكتة خاصة لا توجد, هو لا أقل لم يذكر فيها خاصة بأنه اساساً كذا, الا أن يقال: بان هذه متضمنة معنى التأنيث فسماها أحدية لا واحد, ولم يذكر هو شيء, على أي الاحوال.

    ولكنه أنا لماذا جعلته بحثا مستقلا يعني لماذا قلت البحث الثالث؟ الجواب: باعتبار انه في كتب اللغة, ذكر أن الأَمم هو القرب ولم يذكر في كتب اللغة, يعني في الزبيدي وغير الزبيدي في لسان العرب, لم يذكروا ان المراد من الأَمم, أنا لم أراجع كل الكتب العربية, لعله الاخوة يجدون, لم يقولوا ان الأَمم يعني المستقيم قالوا الأَمم يعني القرب, وهذا المعنى هو الذي ذكره القاساني في شرحه على فصوص الحكم, هذه النسخة الاخوة لابد ان تكون موجودة عندهم, الآن موجودة أم لا, فانتم أخذوها, الآن ما ادري عند بيدار موجودة أم لا, خذوها النسخة لانها هي في انتشارات بيدار, هناك في ص7 هذه عبارته يقول: الطريق الأَمم الصراط المستقيم هذا معناه, الآن بأي بيان الطريق الأَمم هو الصراط المستقيم؟ يقول: لان الأَمم القرب وهذا لغة صحيح والحق معه, الأَمم هو القرب, وحيث ان اقرب الطرق بين المبدأ والمنتهى هو الطريق المستقيم هو الاستقامة هو الخط المستقيم, إذن نحن فسرنا الطريق الأَمم بالطريق المستقيم لا لأن الأَمم معناه المستقيم, الأَمم معناه القرب, ولكن لأنه اقرب الطرق للوصول الى الهدف هو المستقيم فقلنا ان المراد من الأَمم المستقيم, ما ادري واضح أم لا.

    وهذا المعنى هو الذي اشرنا إليه شيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده في الحاشية, تعالوا معنا في الحاشية رقم3 ص178 قال: الطريق الأَمم الصراط المستقيم لأن الأَمم القرب واقرب الطرق المستقيم, هذه نص عبارة القاساني اين؟ في شرحه, قال: واقرب الطرق المستقيم ولا يكون الا واحدا أي الطريق التوحيدي الذاتي المشار إليه.

    هذا هو البحث الاول, لا يوجد عندنا بحث جديد في هذا المبحث الثاني.

    أما تعالوا معنا الى البحث الآخر, أي بحث يعني؟ الباء.

    هنا احتمل فيها أربعة احتمالات:

    الاحتمال الاول: الباء للسببية.

    الاحتمال الثاني: للظرفية.

    الاحتمال الثالث: للتضمين.

    الاحتمال الرابع: للملابسة.

    قال: ان هذه الباء, بأحدية الطريق الأَمم, فاتضح ان المراد بأحدية الصراط المستقيم, طيب ما هو المراد من الباء, ولعل أقواها هو هذا الاول, وهو السببية, ولكنه الأعلام واقعا لم أجد في كلماتهم لعله, عشرة او خمسة عشر حاشية أنا راجعتها إما لم يتعرضوا ومن تعرض منهم لم يوضح ما هو المراد من السببية.

    الجامي راجعته, القاساني راجعته, الجَندي او الجُندي ما ادري بالضبط ما هو, الجندي راجعته أفغاني هو, (كلام احد الحضور) بلي لا قلت احتمال انه, لا ألله يعلم انه احتملت انه منطقة في مناطقهم اسمها الجند مثلا, الذي جناب الشيخ يعرفها بأنها الجندي, مع انه يوجد عنده بحث مفصل في ضمن هذه الاحدية الطريق, حوالي ست صفحات ولكن لم يتعرض الى هذه أبداً, (كلام احد الحضور) النابلسي لا لم يوجد مطبوع, نحن بعدنا لم نصل الى المطبوع شيخنا انت عرفت كيف, هذه القاساني راجعته, ممد الهمم لشيخنا الاستاذ شيخ حسن زاده مطبوع تعلمون بأنه شرح دروسه نزلت, ممد الهمم في شرح فصوص الحكم, راجعتها اصلاً لا يوجد عنده مطلب في هذه العبارة إلا نصف سطر, يكون في علمكم, وهكذا لم أجد.

    السيد الامام    + في تعليقاته على شرح فصوص الحكم, السببية لم يقولها ولكن ظاهر عبارته السببية, هكذا يقول, هذه عبارته يقول: قوله من المقام الأقدم متعلق بقوله منزّل الحكم والمعنى أن تنزيل الحكم التي هي مقام أحدية الطريق المستقيم, إذن يجعل أحدية الطريق المستقيم تفسيرا للحكم, الآن بأي بيان؟ لم يرد فقط هذه الجملة, إن تنزل الحكم التي هذه الحكم التي على من تعود؟ على الحكم, التي هي مقام أحدية الطريق المستقيم على قلوب الكلم يكون من المقام الأقدم, هذه المقام الأقدم الجملة اللاحقة لم نصل إليها.

    اذن ما هو المراد واقعا من السببية؟ والباء للسببية.

    اخواني الاعزاء مراده من السببية هنا: يعني أن السبب في نزول هذه الحكم على قلوب الأولياء والانبياء لماذا نزلت الحكم على قلوب هؤلاء ولم تنزل على قلوب غيرهم, لماذا لم تنزل على قلوب غيرهم ونزلت على قلوب هؤلاء؟ لماذا؟ (كلام احد الحضور) لإستقامتهم لأنهم كانوا على أحدية الطريق الأَمم, المطلب جدا واضح.

    واللطيف هو بين هذه الجملة, والاعلام كما قلت لم يلتفت احد الى هذه القضية, اين بينها؟ تعالوا معي الى ص179 بعد ان يدخل في بحث باقي أربعة اسطر من الآخر أو خمسة اسطر, قال: والا تكون طرق أهل الضلال, يقول: والا تكون طرق أهل الضلال ايضاً موجبا لإفاضة الحكم, هذا معناه أنه الموجب لإفاضة الحكم ماذا؟ أنهم على الصراط المستقيم, فالمراد من السببية ماذا معناه؟ ليس يعني أن أحدية طريق الأَمم سبب لنزول الحكم, الذي شيخنا الجوادي هكذا يفسرها, أن أحدية طريق الأَمم سبب لنزول الحكم, لا, وإنما نزول الحكم على هؤلاء سببه ما هو؟ أنهم كانوا على الصراط المستقيم, فكونهم على الصراط المستقيم سبب او سببا لإفاضة الحكم على قلوبهم, واضح صار معنى السببية.

    (كلام احد الحضور) بلي (كلام احد الحضور) هو يريد ان يبين بأنه اساساً بأحدية يقول هذه الباء متعلقة بينزل, لماذا نزل؟ سبب النزول ما هو؟ (كلام احد الحضور) اقول سبب النزول, علة يعني, علة النزول ما هو؟ كونهم على الصراط المستقيم, الآن ليس مهم القرب باعتبار اقرب الطرق قلنا (كلام احد الحضور) جيد ذاك القرب يعني هو الصراط المستقيم, واقعا الذي يكون على الصراط المستقيم يكون قريبا, يعني متلازمان, فلهذا قلت هذا لا يوجد فيه بحث, ما ادري واضح صار المطلب الآن أم لا.

    الآن عندما تأتي الى العبارة ترى بأنه بيني وبين الله العبارة واضحة على هذا البيان, أما على تلك البيانات ففيها مشكلة, يقول: والباء للسببية يعني لبيان العلة, كيف؟ قال: بسبب إتحاد الطرق يعني أن الطرق الموصولة, الآن لماذا يقول بإتحاد الطرق؟ يقول: باعتبار انه صحيح ان الطرق الى الله (سبحانه وتعالى) بعدد أنفاس الخلائق ولكن لابد كلها ان تكون على الصراط المستقيم والا اذا كانت واحدة من هذه الطرق خارجة عن الصراط المستقيم توصل الى الغاية او لا توصل؟ صحيح أن الطريق المستقيم والصراط المستقيم واحد ولكن ضمن هذا الصراط المستقيم يوجد سبيل واحد أم سبل متعددة, {لنهدينهم سبلنا} سبل السلام, سبل كثيرة يعني بعد مراتب الناس, ولكن كلها هي ماذا؟ وإذا تتذكرون هذا البحث عرضنا له في أبحاث سابقة قلنا ما هي النسبة بين الصراط وبين السبل الإلهية لا مطلق السبل, لأننا عندنا سبل الضلال {ولا تتبعوا السبل فتفرق بها عن سبيل الله} ليس مرادنا هذا, مرادنا السبل الموصولة الى الله, السبل الموصولة الى القرب الإلهي الى الكرامة الإلهية, الآن لأنه بعد ذلك سيتبين ان كل السبل توصل الى الله, وهل يوجد سبيل لا يوصل الى الله؟ نعم تارة يوصله الى دار الكرامة, وأخرى يوصله الى دار الهوان, نحن الآن نتكلم في السبل التي توصل الى دار الكرامة.

    اذن يوجد هناك طرق متعددة وسبل متعددة, لأن السبل الى الله الطرق الى الله بعدد أنفاس الخلائق ولكن كلها متحدة للوصل الى دار الكرامة وهو الصراط المستقيم.

    قال: أي بسبب اتحاد الطرق الموصلة الى الله بالتوجه والدعوة إليه, عجيب هذا القيد واقعا, القيد الثاني والدعوة إليه, يتبين ان السالك الى الله وحده يذهب ليس بكافي, لابد ماذا ان يفعل؟ {إنما ادعوا على بصيرة} لا يمكن والا وحدة يذهب فهو ناقص هذا, لابد عندما يذهب ان يأخذ معه (شيبتني سورة هود) هذه المشكلة فلذا اخذ هذا القيد, لا يقول اتحاد الطرق الموصلة الى الله بالتوجه وسلوك طريق يوجب تنور القلب, الدعوة والدعوة, واضح هذا المعنى.

    فلهذا هؤلاء الذين يجلسون في بيوتهم ونحن لا يوجد عندنا عمل ونحن و.. اطمأن بان هذا سلوكه تام ام ناقص؟ هذا سلوك ناقص لابد هذا السلوك فيه دعوه الآن أما دعوة نظرية او دعوة عملية, أما دعوة أخلاقية, المهم ان يأخذ معه جماعة ويذهب بهم الى الله (سبحانه وتعالى).

    قال: إتحاد الطرق الموصلة الى الله بالتوجه والدعوة إليه وسلوك طريق يوجب تنور القلب يقول: متعلق بقوله والباء للسببية أي بسبب ذلك نزل الحكم والمعارف اليقينية, بسبب كون هؤلاء جميعا على الطريق المستقيم وتنورت قلوبهم بهذا الطريق وبمعارف هذا الطريق الله (سبحانه وتعالى) بهذا نزل عليهم الحكم والمعارف اليقينية على قلوب الكلم الربانية, فان اختلاف الطرق.

    يقول: ولا يتبادر الى ذهنك بأنه اساساً نحن عندما نقول تعدد الطرق مرادنا مطلق التعدد لا, لأنه عندنا تعدد مذموم لله (سبحانه وتعالى) {فتفرق بكم عن سبيله} ذاك لا نريده نحن نريد ماذا؟ {لنهدينهم سبلنا} سبل السلام, فإن اختلاف الطرق يوجب الغواية والضلال, قال عز من قائل {وهذا صراط مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.

    هذا هو الاحتمال الاول, وأنا في اعتقادي الشخصي أقوى الاحتمالات هو هذا الاحتمال, بشهادة ما يقوله بعد ذلك انه يجعله هو الاحتمال البارز والا الاحتمالات الأخرى لا يشير إليها, وهذا يكشف عن أن هذا الاحتمال هو الاحتمال الأقوى, وهو الاحتمال الأكثر انسجاما مع ظاهر العبارة, أما الاحتمالات الأخرى وان كانت كاحتمالات واردة الا انها خلاف ظاهر هذا المقطع من عبارة الشيخ.

    قال: أو بمعنى في, هذا الاحتمال الثاني, الباء تفيد ماذا؟ قبل ان ننتقل الى الاحتمال الثاني, قوله: منزّل الحكم على قلوب الكلم بأحدية طريق الأَمم يعني بسبب كونهم على الطريق المستقيم نزل الله عليهم الحكم ونزل الله على قلوبهم تلك الحكم.

    الاحتمال الثاني: الظرفية.

    سؤال: ما معنى الظرفية؟ قال: او بمعنى في, يعني الباء بمعنى في فتفيد الظرفية, يقول: ظرف نزول هذه الحِكم ظرفها الظرف الذي من خلالها نزلت هي ماذا؟ طرق متعددة ملتوية أم طريق واحد؟ يقول: صحيح تنزلت حكم كثيرة ولكن طريق هذه الحكم جميعا هو واحد, بأحدية طريق الأَمم, أي منزّل الحِكم على قلوب الكلم, منزّلها بأي شكل؟ في أحدية طريق الأَمم, في ظرفية, يعني في هذا الظرف ليس إلا.

    أبعدها او واقعاً مبعد جدا هذا الاحتمال الثالث:

    او لتضمين التنزيل او الإنزال لأنه كان احتمال المنزّل كان فيه احتمالين: انه من التنزيل أم الإنزال.

    قال: او لتضمين التنزيل او الإنزال معنى الاخبار, منزّل يعني مخبر, لا يعني منزّل يعني مخبر, مضمن معنى المخبر, من قبيل قوله (انزل القرآن بتحريم الربا) انزل القران بتحريم الربا يعني ماذا؟ يعني ان القران اخبر هنا أنزل صحيح باعتبار انه لم, ولكن ضمن الإنزال او التنزيل معنى الاخبار.

    وبتحليل البيع, أي اخبر به, اخبر القران فالباء للصلة, جيد, التفتوا جيدا, الجملة ماذا تصير؟ انظروا الى العبارة مقبولة أم فيها تكلف, ماذا تصير؟ منزّل الحكم سوف تصير مخبر, مخبر الحكم على قلوب الكلم بأحدية طريق الأَمم, ماذا يصير؟ مخبر الحكم ماذا, هو مخبر الحكم؟ هناك نزّل القران بتحريم الربا يعني اخبر بتحريم الربا معقول, أما هنا أخبر الحكم ماذا؟ لابد اخبر ماذا الحكم او اخبر قلوب الكلم؟ (كلام احد الحضور) نعم ولذا بعد هذه العبارة لا يمكن ان تكون مثل تلك العبارة.

    قوله: منزّل القران او انزل القران يمكن ان نقول مخبر, أما هنا منزّل الحكم لا يمكن لا نستطيع ان نجعلها مخبر, لأنه النتيجة هكذا, فلذا اذا أردنا ان نصحح العبارة فتكون هكذا, وهو أنه يخبر قلوب الكلم بأن الحكم جميعا نازلة من الطريق الأَمم وهذا خلاف ظاهر العبارة.

    الاحتمال الرابع: او للملابسة, كما أشار إليه في الحاشية, يعني ماذا؟ قال: أي نزل منزّل الحكم متلبسا لباسه لباس انزله بالحق, يعني متلبسا بلباس الحق, يعني بلباس الصراط المستقيم.

    لذا أنا اعتقد ان الاحتمال الاول هو أقوى الاحتمالات واقرب الاحتمالات مع ظاهر العبارة.

    او للملابسة أي منزّل الحكم متلبسا بأحدية الطريق الأَمم والأَمم بفتح الهمزة ما هو؟ هو المستقيم.

    هذا تمام الكلام في البحث الثالث والبحث الأول.

    الآن ننتقل الى البحث الثاني الذي هو من أهم الابحاث الموجودة في هذا المقطع.

    ما هو المراد من الطريق؟ لأنه قال: بأحدية الطريق الأَمم, يعني بأحدية الصراط المستقيم, او الطريق المستقيم.

    هناك يوجد احتمالان:

    الاحتمال الأول: ما ذكره القاساني في شرحه قال: أن المراد من الصراط المستقيم هو الصراط العام الموجود في جميع الموجودات يعني هو الصراط الذي أشارت إليه آية سورة هود, آية سورة هود أشارت الى هذا المعنى وهي الآية 56 من سورة هود قال: {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم} أي دآبة هذه؟ كل الدواب سواء كانت ناصيتها ناصية توصل الى الجنة, او ناصيتها ناصية كاذبة بتعبير القران, سواء كان خير الدواب او كان {إن شر الدواب} لان الآية تقول {ما من دآبة} وهذا واضح ان فيها عموم وشمول, {ما من دآبة} أعم من ان تكون طريق الخير وتوصل الى دار الكرامة, او طريق الشر وموصلة الى دار الهوان, وبتعبير القران الكريم تكون من قبيل آيات سورة الانشقاق, في آيات سورة الانشقاق هذا المعنى بشكل واضح وارد, قال تعالى {يا أيها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه, فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا, وينقلب الى أهله مسرورا, وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا, إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن ان لن يحور} الى آخره.

    اذن فملاقية اين ملاقيه؟ يختلف, اذا أُعطي كتابه بيمينه فهو من دار الكرامة, اذا أعطي كتابه بشماله فهو في دار الهوان, ولكن كلاهما ما هو؟ يذهب الى لقاء الله يعني على الصراط المستقيم.

    ولذا هذا المعنى من الصراط المستقيم يوجد فيه هداية وضلالة او كله هداية؟ كله هداية وهذه هي الهداية العامة, {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}.

    ولذا تجدون يوم القيامة ايضاً اساساً الله يهدي جماعة الى الجنة وجماعة الى النار, هؤلاء هداية وهؤلاء لهم هداية, وهذه هي الهداية العامة وليست الهداية الخاصة التي يقابلها الضلالة, هذه الهداية العامة.

    القاساني يقول: المراد من الطريق هنا يعني العام, فلذا التفتوا الى عبارته هذه, يقول: واقرب الطرق المستقيم ولا يكون إلا واحدا أي الطريق التوحيدي المشار إليه في سورة هود {وما من دآبة إلا هو أخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم} إذن هذا الطريق فسره بأي صراط؟ الصراط العام, هذا بيان من؟ بيان القاساني, هذا الاحتمال الاول في الطريق.

    الاحتمال الثاني: الذي يؤكد عليه في صفحة او صفحتين يناقش من؟ أستاذه ولكن من غير ان يقول قال ويرد عليه, هؤلاء أدب هؤلاء انه يناقش من هو؟ يناقش أستاذه لان القاساني أستاذه, ولكن من غير ان يقول, فإذا انت جنابك رأيت القاساني تعرف المناقشة, أما اذا لم تره ترى الحق هنا, وانتهت القضية, وهذه هي طريقة هؤلاء في المناقشة.

    طبعاً بعض الاحيان فيها استثناءات ولكن عموما هذه طريقتهم, وهذه الطريقة اذا انتم تنظرون إليها السيد الطباطبائي من أول الميزان الى آخر الميزان الا نادرا هذه طريقته, يناقش فخر الرازي ولكن لم يقل قال الفخر الرازي هذه عبارته ويرد عليه اولا وثانيا, وخامسا وعاشرا, وإنما يبدأ البحث بالمناقشة فإذا التفت بها ونعمت وإذا لم تلتفت ليس مهم.

    هنا ماذا يقول؟ يقول: لا المراد من الطريق هنا الطريق المستقيم في قبال الضلالة يعني المراد {إهدنا الصراط المستقيم, صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين} بعبارة أخرى: نحن عندنا الصراط المستقيم العام, هذا هو المقسم في الجميع موجود, ولكن تحته ماذا يوجد؟ الصراط المستقيم الخاص وهو الهداية الخاصة والضلالة والمغضوب عليهم, لذا انت تقول {إهدنا الصراط المستقيم} هذا المقسم, أي صراط؟ {صراط الذين أنعمت عليهم} لا صراط الضآلين والمغضوب عليهم, ما ادري واضح صار.

    والشواهد القرآنية على ذلك كثيرة جدا, الآن أنا اقرأ النص.

    قال: واعلم, هذه إشارة, هذا دخول في البحث الثاني, وهو انه ما هو المراد من الطريق, واعلم ان الطرق الى الله إنما تتكثر بتكثر السالكين واستعداداتهم المتكثرة, كقوله تعالى {ما من دآبة الا وهو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم} كل دآبة كل موجود له سبيله الخاص للوصول الى الله أبداً يمكن ان يخرج احد من الله او لا يمكن؟ محال, التفتوا جيدا, ان ينتهي شيء إلى من؟ الى غير الله, لماذا؟ ببرهان انه محال ان يوجد شيء من غير الله, لان كل شيء منه فلابد أن ينتهي إليه {أنا لله وإنا إليه راجعون} {هو الأول وهو الآخر} انتهت القضية اذا وجد غيره ينتهي إليه إذن هو يصير الآخر او لا؟ لا يصير له شرك في الآخرة, نعم ليس له شريك في الأول طيب له شريك في الآخر.

    (كلام احد الحضور) بلي (كلام احد الحضور) كيف (كلام احد الحضور) ما هو, (كلام احد الحضور) لا اقول اذا فرضنا, ذاك بحث ثاني, اقول لو فرضنا يلزم الشرك بالآخر, (كلام احد الحضور) انتهت اذن هذا ليس فيه مشكلة.

    اذن التفتوا جيدا, إذن الكل ينتهي لمن؟ إليه (سبحانه وتعالى) نعم اين ينتهي؟ هل ينتهي الى دار الكرامة او ينتهي الى دار الهوان دار الذلة, قال: وكقوله تعالى, يا ليت لم يذكر هذه الآية لان هذه الآية, (كلام احد الحضور) لا هذه للحق هذه ليست العامة {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} إلا ان يكون مراده المعنى العام منه, لا المعنى الخاص الذي هو للأنبياء, لأنه اذا أخذت هذه الآية وأريد منها خصوص الانبياء هذا هو الصراط المستقيم الحق, هذا الشاهد يرتبط بالصراط الحق وهو يتكلم عن الصراط العام, إلا ان نقتطعها لا, {لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا} يعني لكل فرد فرد, وليس مراده الانبياء, عند ذلك يتم الاستدلال.

    وكقوله تعالى {ولكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجاً} ولهذا قيل الطرق الى الله بعدد أنفاس الخلائق, وكل منها التفت جيدا الى العبارة, وكل منها في الانتهاء الى الرب مستقيم هذا خبر وكل, هذا الكلام اذا انت في الخارج تقوله, تقول الكل طريقه, يقول: عجيب هؤلاء لم يقرؤوا القران ولم يفهموا الآيات لا يفهموا كيف, هذا الذي يعارض رب العالمين إبليس صراطه مستقيم بينك وبين الله؟

    الجواب: أن القران يشير الى الطريق العام بلي إبليس ايضاً صراط مستقيم لأنه اين ينتهي؟ الى الله ولكن اين ينتهي الى الله؟ الى المضل, الى اسم المضل, والمضل اسم من اسماء الله, لا يخرج, ما يمكنه ان يخرج, لا انه هو لا يخرج, يمكنه أن يخرج او لا يمكن؟ لذا التفت الى العبارة عجيبة هذه العبارة.

    وكل منها في الانتهاء الى الرب مستقيم, عجيب هذه… قلت لك هذه اذا لم تلتفت يقول: تفضل, هؤلاء العرفاء يقولون كل شيء صح, انت التفت اين قالها, هو يقولها في قبال الصراط المستقيم التي تقع في قبالها الضلالة هذا الصراط العام, {إن ربي على صراط مستقيم} أما, إلا انها التفت جيدا, لا توصف بالاستقامة الخاصة, تلك الاستقامة العامة ذاك الصراط المستقيم العام, إلا انها لا توصف بالاستقامة الخاصة التي أريد بقوله تعالى {إهدنا الصراط المستقيم} عجيب, طيب {إهدنا الصراط المستقيم} عام, يقول لا لا, ذيلها, {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين} انتهى البحث هنا.

    فاللام في قوله بأحدية الطريق, هذه أي لام, في الطريق؟ يقول: هذه للعهد أي عهد؟ يقول الطريق المعهود, لا مطلق الطريق الى الله, هذا مطلق الطريق الى الله من قاله؟ القاساني قاله, يقول: لا ليس ذاك المراد, المراد الطريق المعهود.

    فاللام هنا للعهد والمعهود طريق التوحيد ودين الحق الذي جميع الانبياء ومتابعيهم عليه, وبه تتحد طرقهم فيه, كما قال تعالى {قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله} لا ما ذكر في سورة هود {وما من دآبة} هذا الذي ذكره في سورة هود من هو؟ القاساني, ولكنه لم يقل من.

    لا ما ذكر في سورة الهود, الآية يعني من سورة هود, وإلا يلزم حتى الضلال يكون موجبا لإستفاضة الحِكم, والتالي باطل قياس استثنائي, فالمقدم مثله.

    وإلا تكون طرق أهل الضلال ايضاً موجبة لإفاضة الحِكم, فالتالي باطل فالمقدم مثله.

    تتمة الكلام تأتي.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2015/11/21
    • مرات التنزيل : 1832

  • جديد المرئيات