بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: وبيان الحق للصراط المستقيم بقوله {صراط الذين أنعمت عليهم} الآية يدل على ذلك ولذلك صدق اللاحق منهم السابق وما وقع (عبارة غير واضحة) في التوحيد ولوازمه.
في البحث الثالث انتهينا إلى هذه النقطة وهو انه ما هو المراد من الطريق هل المراد في قوله بأحدية الطريق الأمم هل المراد من الطريق هو الطريق التكويني العام الذي استفيد من قوله تعالى {ما من دابة في الارض إلا هو اخذ بناصيتها} ان ربي على صراط مستقيم والذي هو بمقتضى قوله تعالى الهداية العامة الإلهية {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هداه} هذا الذي اختاره القاساني بالأمس, أو ان المراد من الطريق هو الطريق الخاص التشريعي, طبعا الطريق العالم التكويني له مقابل أو لا مقابل له؟ لا مقابل له, ولذا قال: وكل منها في الانتهاء إلى الرب مستقيم, ذاك الطريق العام التكويني.
أما إذا قلنا ان المراد الطريق الخاص التشريعي فطبيعة الحال انه يقع في قباله الظلالة والغواية والانحراف ونحو ذلك, وكلا هذين المعنين من الطريق والصراط وردا في القرآن الكريم, أما الطريق الخاص الذي هو الصراط التكويني والطريق التكويني الذي كله ينتهي إليه سبحانه وتعالى فهو ما أشير إليه في آية سورة هود وهي قوله {ان ربي على صراط مستقيم}.
وأما فيما يتعلق بالهداية التشريعية وهي انه توجد في قبالها ضلالة وغواية وهو انه يوجد عندنا صراط مستقيم خاص فهو ما ورد في سورة الأنعام الآية 39 قال تعالى{والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشاء الله يظلله ومن يِشاء يجعله على صراط مستقيم} من الواضح إذن يوجد عندنا صراط مستقيم وفي قباله ضلالة إذن هذا ليس هو الصراط المستقيم العام الذي هو لا يوجد احد إلا وهو على الصراط المستقيم, هنا يبين ان البعض على الصراط والبعض خارج عن الصراط يعني مغضوب عليهم أو ضالين.
وكذلك ما ورد في الآية 153 من سورة الأنعام قال تعالى هذه الآية التي قرأنا قبل قليل في الصفحة السابقة {وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} يكشف بان الصراط المستقيم يوجد في قباله سبل أخرى غير الصراط المستقيم إذن هذا ليس الصراط المستقيم العام وإنما الصراط المستقيم الخاص الذي يوجد في قباله سبل {فتفرق بكم عن سبيله} وكذلك الآية 52 من سورة المؤمنون قال: {وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} إذن يوجد هناك أمر وهو انه {فاتقون} وهو انه {امة واحدة} هذا الصراط الذي دعاكم إليه ولكن في قباله يوجد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} هذا أيضا يكشف بأنه هذا ليس الصراط العام ليست هي الملة الحقة بل هي الملة الباطلة في قبال الملة الحقة, وكذلك ما ورد في سورة الملك الآية 22 قال تعالى {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم} واضح انه يوجد تقابل إذن هذا ليس هو الصراط المستقيم العام وإنما الصراط المستقيم الخاص.
إذن: على مستوى البحث القرآني لا اشكال ولا شبهة يوجد عندنا الصراط العام المستقيم والصراط الخاص المستقيم, إذن يوجد عندنا في القرآن صراط عام وكلاهما مستقيم, صراط عام مستقيم يوجد في مقابله ضلالة أو لا يوجد؟ لا يوجد, وصراط خاص مستقيم ويوجد في قباله الضلالة والغواية هذه من حيث الكبرى.
السؤال: ما الدليل على ان في المتن أو في كلمات الشيخ أُريد من الطريق الطريق الخاص الصراط الخاص لا الصراط العام الذي ذكره القاساني؟
الجواب لقرينتين لشاهدين:
الشاهد الأول: هو ما أشار إليه قال: وإلا تكون طرق أهل الضلال أيضا موجبا لإفاضة الحكمة, لو كان المراد ذلك الصراط العالم نحن قلنا بان هذه الباء إذا كانت للسببية ما الذي اوجب افاضة الحكم على قلوبهم؟ كونهم على الصراط, فإذا كان المراد كونهم على الصراط يعني الصراط الأعم من أهل الضلال وأهل الهداية فكما ان الهداية وأهل من تنور قلوبهم ان شر الدواب أيضا يستحقون الافاضة والتالي باطل جزما فالمقدم مثله, هذه القرينة الاولى.
القرينة الثاني: التي يمكن ان يشار إليها وهي التي وردت في صفحه 182 في المتن التفتوا جيدا, وهي قوله في المتن في عبارات الشيخ: وان اختلفت الملل والنحل لاختلاف الأمم, هذه أي ملل ونحل؟ هذا اختلاف الشرائع هذا {لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا} بقرينة قوله لاختلاف الأمم.
إذن: الشيخ يتكلم في الطريق التكويني أو التشريعي؟ يتكلم في {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}, الآن تعالوا نطبق العبارة.
قال: وبيان الحق سبحانه وتعالى للصراط المستقيم بقوله في سورة الحمد {أهدنا الصراط المستقم صراط الذين أنعمت عليهم} إذن نحن لا نريد مطلق الصراط وإنما نريد {صراط الذين أنعمت عليهم} مَن الذين أنعمت عليهم؟ أنبياء وصديقين وصالحين كما ورد في سورة النساء.
قال: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} الآية, يعني إلى تمام الآية, وبيانه سبحانه وتعالى يدل, هذا خبر بيان, وبيانه سبحانه يدل على ذلك, يعني يدل على ان الصراط الخاص غير الصراط العام.
سؤال آخر: هذا الصراط الخاص واحد أو متعدد؟ الجواب: يريد ان يقول واحد بقرينة أحدية الطريق الأمَم لأنه الطريق الأمم صار الطريق المستقيم وتبين ان المراد من الطريق المستقيم يعني المستقيم الخاص لا المستقيم العام, واحد أو متعدد؟ واحد, بأي دليل؟
يقول أما على مستوى البحث القرآني قال تعالى {ان الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} إذن الدين واحد أو متعدد؟ الدين واحد الإسلام هو دين الله, طبعاً هذا الدين الواحد كما اشرنا في أبحاث سابقة فيه سبل متعددة, فيه شرائع متعددة, فيه طرق متعددة ولكنها كلها في حقيقتها واحدة وليس هناك شيء هذا شاهد وشاهد آخر, يقول أهم شاهد على ذلك انه ما نجد لاحق من الانبياء إلا ويصدق السابق من الانبياء {مصدقاً لما بين يده} إذا كان هذا غير ذاك على أي شيء يصدقه؟ هذا التصديق من اللاحق للسابق, بل وأضيف عليه هذه الإشارة من السابق باللاحق هذا يكشف انه يتكلمون عن خط الهي واحد بدأ بآدم ولن ينتهي بخاتم الأوصياء هذا كله خط واحد وليس خطوط متعددة خط أصيل واحد هو الإسلام, تقول إذن لماذا تعددت الشرائع؟ تقول هذه أمور جزئية مرتبطة بالزمان والمكان والأمة والشرائط والى غير ذلك وهذا مدخلية الزمان والمكان في الشرائع هذا غير مدخلية الزمان والمكان في استنباط الحكم الفقهي, تبين الله يعمل بنظرية الزمان والمكان؟ واضح الله يعمل بنظرية الزمان والمكان ولذا تجدون بأنه الشريعة التي نزلت على نوح غير الشريعة التي نزلت على ابراهيم وغيرها على موسى وعيسى وغيرها على الخاتم ’بل الشريعة التي أيضا سوف تظهر على يد خاتم الأوصياء أيضا لها خصوصياتها الخاصة بها وهذا طبيعي جدا, ولذا توجد آية في القرآن الكريم وواقعا هذه الآية من الآيات المهمة, انظروا إلى هذه الآية وهي 13 من سورة الشورى قال تعالى {شرع لكم من الدين} ماذا؟ نفس ذاك الذي وصينا به نوح وموسى وعيسى فلكم أيضا وصينا لا تتصورن نحن يوميا (نبدل موجة بتعبيرنا) لا تتصور بهذا الشكل, نحن عندنا شريعة أصلية دين واحد وخط واحد ثابت لا يتغير أصوله لا تتغير, أنا عادة اضرب له مثال:
أقول الآن لما تقرأون حلقات السيد الشهيد الصدر &أنت ترى بأنه العناوين في الحلقات الثلاث واحدة أو متعددة؟ واحدة, يعني أنت لما تأتي إلى تعريف علم الاصول تجده في الحلقة الاولى والثانية والثالثة إلى ان تصل إلى أعمق أبحاث البحث الخارج تجد ماذا, إذن العنوان لا يتبدل, الفصول تتبدل أو لا تتبدل؟ لا تتبدل, نعم الذي يتبدل انه كل بحث يتعمق في المرحلة اللاحقة وبعض الاحيان بالإضافة إلى هذه العنوانين الأصلية تضاف فروع وعناوين فرعية, لأنه هذه العناوين الفرعية ما كان توجد مصلحة في الشرائع السابقة بدأت تطرح اين أو بدأنا نطرحها في الشرائع اللاحقة, فلذا {شرع لكم من الدين ما وصفى به نوحا والذي أوحينا وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} هذه قاعدة عامة هذه قاعدة إلهية غير قابلة للتغير, لذا عبارة السيد الطباطبائي في الميزان المجلد 3 هذه عبارته للاخوة الذين يراجعون في صفحه 120 من المجلد الثالث هذه عبارته التي هي تقريبا نفس العبارات الموجودة هنا في مقدمة الفصوص.
يقول: ولم ينصب الآيات الدالة إلا له وهو الإسلام الذي هو التسليم للحق الذي هو حق الاعتقاد وحق العمل, وبعبارة أخرى ان الدين عند الإسلام ماذا؟
قال: التسليم للبيان الصادر عن مقام الربوبية في المعارف وفي الاحكام وهو وان اختلف كما وكيفا في شرائع أنبيائه ورسله غير انه ليس في الحقيقة إلا أمراً واحدا, يعني وحدة في عين الكثرة وكثرة في عين الوحدة ولكن ليس ذلك المعنى الذي نحن لا نقبله في هذا الفلسفة بل بهذا المعنى: يعني ان الاصول واحدة, القاعدة واحدة, الخط واحد, الأصل واحد ولكنه الفروع والشروح والتفصيلات والعمق كلها متعددة.
قال: إلا انه في الحقيقة ليس إلا أمراً واحدا وإنما اختلاف الشرائع بالكمال والنقص دون التضاد والتنافي, انظروا افتحوا لي القوس هذا هو النظر المنظومي انظروا في الفلسفة هو نقح بأنه الحقيقة حقيقة تشكيك فلما يأتي إلى للشرائع يطبق أي قاعدة؟ يطبق, هذا نسميه فكر ماذا؟ أو بتعبير المحدثين فكر سيستماكي يعني فكر فيه سيستم فيه إطار وفيه اصول وفيه قواعد وليس انه هنا يقول شيء وهناك ينسى ماذا قال سابقا, ولذى ترى ان صدر المتألهين حتى عندما يأتي إلى تدبير المنزل يطبق قاعدة الوحدة بين الكثرة, (بابا) تدبير المنزل؟ يقول نعم النظام نظام واحد {وما أمرنا إلا واحدة} هذا النظام واحد كما يحكم الفلسفة ويحكم الرياضيات ويحكم الفقه ويحكم الاصول يحكم تدبير المنزل والاخلاق وفي السياسة نحن لابد ان نتكلما بهذا الشكل هذه منظومة على أي الأحوال.
قال: والتفاضل بينها بالدرجات ويجمع الجميع انها تسليم وإطاعة لله إلى ان يقول هذه الجملة التي هي تقريبا نص عبارات القيصري هنا: ومما تقدم يظهر ان المراد بكون الدين عند الله وحضوره لديه والحضور التشريعي, البحث في الدين في التشريع وليس في التكوين, بمعنى كونه شرعا واحدا لا يختلف إلا بالدرجات وبحسب استعدادات الأمم المختلفة, هذا الذي أشار إليه, دونه كونه واحد بحسب التكوين, الذي اشرنا إليه في كلمات القاساني, بمعنى كونه واحدا مودعا في الفطرة على وتيرة واحدة.
ويوجد بحث آخر عند السيد الطباطبائي إذا الإخوة يريدون ان يراجعون وهو بحث قيم ومفصل صفحه 33 والتي نحن اشرنا إليه في أبحاث الاصول أيضاً قال: ان الطرق إلى الله مختلفة كمالات ونقصا, هذا أصل.
والأصل الثاني: ان الصراط المستقيم مهيمن على جميع السبل الإلهية.
الأصل الثالث: ان الهداية إلى الصراط كذا.
الأصل الرابع: وهو أهم الاصول, ان الصراط المستقيم لما كان أمرا محفوظا في سبل الله على اختلاف مراتبها ودرجاتها صح ان يهد الله الإنسان إليه ومهدي.
قال: ان كان هذا الميل من القبلة فباطل, إلى القبلة فواجب, قال: الميل من القبلة إلى القبلة, لا تتصور بأنه نحن انتقلنا من شريعة إلى شريعة فانتقلنا من باطل إلى حق أو من حق إلى باطل ؟ الجواب: انتقلنا من حقٍ إلى حق أكمل, أدق منه وأعمق منه وهكذا.
من قبيل عندما تذهب إلى الطبيب فيقول لمدة شهر تأخذ ثلاثة حبات وبعد الشهر تأخذ حبة, تقول بالنتيجة لم نتفهم الاولى صحيحة أو الثانية صحيحة, يقول: الذي للشهر الأول ثلاثة صحيحة والشهر الثاني هذا في محله وذاك في محله, وهنا ينفتح باب تعدد القراءات بأوسع أبوابها ودعوه في محله.
قال: ولذلك صدق اللاحق منهم السابق, {مصدقاً لما بين يديه} وآيات متعددة في القرآن, وما وقع بينهم التخالف في التوحيد ولوازمه, قال: لا على سبيل التنافي والتضاد عبارة السيد الطباطبائي وما وقع بينهم التخالف في التوحيد ولوازمه والاختلاف الواقع في الشرائع ليس إلا في الجزئيات من الاحكام بحسب الأزمنة ولواحقها, عجيب (كلام لاحد الحضور) نعم نفس المطالب, عجيب الله سبحانه وتعالى مطبق على الانبياء قاعدة الزمان والمكان ونحن عندنا نأتي إلى استنباطنا الفقهي ناسين الزمان والمكان؟ نقول أبدا, أبدا هذا أخرجه من عملية الاستنباط, الله سبحانه وتعالى باني على نظرية الزمان والمكان في تعدد الشرائع, (كلام لاحد الحضور) احسنتم المشكلة ذاك ألف سنة لأنه طبيعي ألف وأربعمائة سنة يقولون لا يوجد ولكن يأتي عبد حقير مثلي ويقول يوجد فمن الطبيعي لا يقولون له نعم, ألف وأربعمائة سنة يقولون انه منعزل أي ان الزمان ليس له مدخلية, أبدا مرارا ذكرنا ان هذه القاعدة أو ان هذه الرواية لا تنافي هذا المعنى > حلال محمد حلال إلى يوم القيامة < هذه قضية حقيقية والقضية الحقيقية تقول حلاله بشرطها وبشروطها أو منعزلة عن شرطها وشروطها؟ انتم تقولون منعزلة ونحن نقول بشرطها وشروطها, إذن هذه الجملة لا تنافي.
فأحدية الطريق عبارة, لماذا ان هذا الطريق صار واحد ولماذا ليس طرق متعدد؟ يقول ان الطريق لا يمكن ان يتعدد لان الحق واحد لا يتعدد تقول هؤلاء كثرات يقول هذه الكثرات كلها مستهلكة في هذا الطريق, توجد عبارة للسيد الطباطبائي وهي عجيبة هذه العبارة وإذا أجدها العبارة كثيرا, التفت إلى العبارة انظروا إلى العبارات التي في الميزان صفحه 31 يقول: والتدبر في هذه الآيات يعطي ان كل واحد من هذه السبل يجامع شيئا من النقص أو الامتياز بخلاف الصراط المستقيم وان, التفت إلى هذه الجملة أحفظها وفيما بعد فكر بها, وان كلا منها هو الصراط المستقيم لكنه غير الآخر, يعني هذه ا لسبل كلها هي الصراط المستقيم ولكن السبل عينها عين البعض الآخر أو لا؟ كيف يكون هذا إذا هي جميعا الصراط المستقيم فينبغي ان تكون السبل بعضها عين البعض الآخر؟ يقول: لا, ان كلً منها الصراط المستقيم ولكنه غير الآخر ويفارقه لكن الصراط المستقيم يتحد مع جميعها, (كلام لاحد الحضور) احسنتم, الآن انظروا إلى الإنسان في البحث الفلسفي هذه قاعدة القوى ليس بعضها عين البعض الآخر, فان الخيال غير العقل والوهم غير الخيال والحس المشترك غير الوهم ولكن جميعا هي النفس, النفس في وحدتها كل القوى, الصراط المستقيم في وحدته كل السبل وان كانت السبل بعضها غير البعض الآخر.
قال: فأحدية الطريق عبارة عن استهلاك كثرة طرق السالكين من الانبياء والأولياء, هذه كلها مستهلكة اين؟ في وحدة هذا الطريق, إذن يتضح ا لمراد من الاحدية يعني الوحدة لأنه يعبر عن الاحدية بالوحدة.
قال: في وحدة الصراط المستقيم المحمدي, ماذا نستفيد من هذه الجملة؟ الجملة معناه ان الصراط المستقيم هو محمد ’وباقي الانبياء يكونون سبل هذا الصراط, صار واضح المعنى.
(كلام لاحد الحضور) أنا اشرح العبارة يا شيخنا وجهة نظر ما عندي مشكلة ولكن أنا اشرح العبارة, يقول: بان الصراط المستقيم هو الصراط المحمدي, الانبياء ماذا؟ يقول هؤلاء كلهم مستهلكون في هذا الصراط, ماذا يعني مستهلكون؟ يعني لكل منهم سبيل وإن كان بعضه أقوى من بعض وأفضل من بعض وأكمل من بعض وأعمق من بعض ولكن هذه كلها سبل في هذا الصراط المحمدي, فلذا كما قرأنا في العبارة صفحه 33 اتضح لكم قال: ان الطرق مختلفة كمالا ونقصا وغلاء ورخصا في جهة قربها من منبع الحقيقة والصراط المستقيم, إلى ان يأتي ويقول: وأما الصراط المستقيم فهو مهيمن على جميع السبل فكذلك اصحاب الصراط المستقيم مهيمنون على جميع اصحاب السبل, من هم اصحاب الصراط المستقيم بل من هم الصراط المستقيم؟ محمد وأهل بيته, فليس فقط ولهذا صريح القرآن وطبعا هذا معنى قراني {مصدقاً لما بين يديه ومهيمنا عليه} ليس فقط مصدق وهم اصحاب الصراط المستقيم.
ولهذا عبارته يقول: وتولى أمر هداية عباده إلى ان قال: والآية نازلة في أمير المؤمنين في الاخبار المتواترة وهو ×أول فاتح لهذا الباب في الأمة, باب الصراط المستقيم أول فاتح له من؟ علي أمير المؤمنين وهذه بحثها في محل آخر.
قال: فأحدية الطريق عبارة عن استهلاك كثرة طرق السالكين من الانبياء والأولياء في وحدة الصراط المستقيم المحمدي وشريعته المرضية عند الله تبارك وتعالى, هذه كلهم ممثلين هذه الشريعة ولكن بحسب أزمانهم وشرائطهم كقوله تعالى {ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ان الدين عند الله الإسلام} هذا بحسب اقتضاء الاسم الظاهر, نقطة.
هذا بحسب اقتضاء الاسم الظاهر, يعني ماذا؟ يقول نحن الآن في البحث الثالث أو في البحث الثاني لأنه كان عندنا ثلاثة أبحاث:
البحث الأول: ما هو المراد بالباء.
البحث الثاني: ما هو المراد بالطريق.
البحث الثالث: ما هو المراد من الأمَم, وهذا يرجع إلى الطريق فيصير بحثه, هذا البحث الثاني وهو الطريق المستقيم يقول هذا البحث الثاني يقول مقتضى القاعدة هكذا نقول: نقول أما الطريق المستقيم الخاص إما بحسب الظاهر وإما بحسب الباطن؟
أما بحسب الظاهر فهو واحد وفيه سبل متعددة إلى هنا انتهينا, يعني بعبارة أخرى: يوجد في البحث الثاني مبحثان:
ان الطريق الخاص أو الطريق المستقيم الخاص إما بحسب الظاهر واحد أو متعدد؟ واحد, ولكن فيه سبل متعددة وإما بحسب الباطن, الآن انتهينا من بحسب الظاهر الآن نتكلم بحسب الباطن.
قال: هذا بحسب اقتضاء الاسم الظاهر, هو الأول هو الآخر هو الظاهر, الآن ما هو مقتضى الاسم الباطن؟
قال: وإما بحسب الاسم الباطن, ما هو الطريق إلى الله؟ بحسب الظاهر الطريق إلى الله ما هو؟ واحد, هو الصراط المستقيم, ولكن هذا الطريق فيه سبل متعددة الإنسان إما بهذا السبل إما بهذا السبيل كل بحسب حجته, ذاك الإنسان بحسب حجته تم عنده السبيل ألف يعمل به ومثاب عند الله والآخر بحسب باء وهو مثاب عند الله والى غير ذلك, إما بحسب الباطن.
قال: فالطريقان جامعان للطرق الروحانية كلها, يوجد طريقان:
الطريق الأول:وهو الطريق الذي يكون مع الواسطة يعني الله سبحانه وتعالى يرفعك ويوصلك ولكنه من خلال الوسائط وهذه الوسائط الآيات عبرت عنها بأنها الملائكة عبرت عنهم بأنهم بأنهم أولياء الله وعبرت عنهم بتعبيرات مختلفة, هولا كيف يعبرون بحسب اصطلاح الفلاسفة؟ إما يعبرون عنها عقول أو نفوس والاختلاف فقط بالتعبير في الاصطلاح وإلا حقيقة الأمر واحدة, طبعا أنت عندما ترجع إلى الآيات القرآنية تجد بأنه صريحة بان الملائكة لهم دور ووساطة في ان يصعدوا الإنسان ويوصله إلى القرب الإلهي, انظروا إلى هذه الآية, قال تعالى في سورة غافر الآية 7 والآيات كما قلت لكم كثير جدا انا أشير إلى بعضها, الآية 7 من سورة غافر{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون} طبعا من الذي يحمل العرش؟ {وترى الملائكة حافين من حول العرش} هذا إذا فرضنا ان الذين يحملون هم الحافون وان كانت الروايات تبين ان الحافين شيء والحاملون شيء آخر.
{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا} عندما يستغفرون للذين امنوا يرفعوهم أو لا يرفعوهم مرتبة؟ مرة ان المؤمن بنفسه يعمل العمل الظاهري ويستغفر ويتوب فهو يرتفع بحسب الظاهر ومرة الآخرين يرفعوه, ويستغفرون للذين امنوا {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} هذه جملة معترضة, {ويستغفرون للذين امنوا} ربنا حيث ان رحمتك واسعة وعلمك واسع ربنا فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم هذه آية, وكذلك الآية 43 من سورة الأحزاب, آية 43 من سورة الأحزاب هكذا تقول قال تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} لأي غرض {ليخرجكم من الظلمات إلى النور} إذن الملائكة أيضا لهم وساطة في ان ماذا, طبعا الروايات التي تقول فثبت الذين تتنزل عليهم الملائكة هذه آيات كثيرة في القرآن.
إذن: الطريق الباطني الأول, وطريق أهل البيت طريق خاص {يهدون بأمرنا} ذاك البحث الآخر الذي الآن لا أريد ان أخله لان تلك نحو من الهداية التكوينية الخاصة, {وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا} يهدون لهم هداية هذه الهداية لرفع الدرجات والمقامات, إذن هذا هو الطريق الأول الباطني الذي هو مع الواسطة.
قال: احدهما طريق العقول والنفوس المجردة التي هي واسطة في وصول الفيض الإلهي والتجلي الرحماني قلوبنا, هذا الوجه الأول كل مشكلة لا توجد فيه لأنه مبني على نظام السببية والمسببية ونظام الترتيب ومبني على انه أساسا الطفرة غير ممكنة, يعني إذا شيء يريد ان يأتي إلى الصادر الخامس من اين يمر؟ يمر من الصادر الأول, إلى الثاني, إلى الثالث, إلى ان يصل إلى هذا الصادر الرابع أو الخامس أو العاشر, إنما المشكلة كل المشكلة في هذا الوجه الثاني وهو ان الله سبحانه وتعالى بعض يوصل إليهم الفيض مع الواسطة أو بلا واسطة؟ هذا الطريق الخاص الذي ما هو معنى الطريق الخاص؟ وهو انه يوصل الفيض إلى العبد بماذا؟ مع هذه الوسائط يتجاوزها أو لا يتجاوزها؟ يتجاوزها جميعا, ولهذا يعلمون بها أو لا يعلمون بها؟ لا يعلمون بها, (كلام لاحد الحضور) لا أبدا الإلهام نعم يمكن ان نسميه الهام ولكن الإلهام قد يكون مع الواسطة وقد يكون بلا واسطة, لأنه الذي يعطيه روح القدس أو أعظم من جبرائيل وميكائيل يعطي لائمتنا ^ هذا الهام ولكن الهام بتوسط من؟ بتوسط روح القدس هذا الذي تقول الروايات عنه إذا أراد ان يعطينا شيء بدأ بجدنا رسول الله يبدأ بالواسطة إلى ان يصل إلى الحجة التي بين ظهرانيكم, هذا إيصال الفيض الهام وإعطاء الهي وطريق باطني ولكنه مع الواسطة أو بلا واسطة, ولذا أيضا من الأخطاء الشائعة يقول لما يقول الهام أو علم لدني يعني بالضرورة بلا واسطة, أبدا ليس الأمر كذلك الطرق الباطنية بعضها مع الواسطة الذي هو هذا الوجه الأول, وبعضها بلا واسطة, هذا هو الوجه الثاني الذي هنا أفضل من بينه في شرح فصوص الحكم لمؤيد الدين الجندي في صفحه 86 هذه عبارته هناك في هذه الصفحة تحت العنوان السابع قال الشيخ بأحدية الطريق الأمَم: قالوا والثاني يسمى طريق الوجه الخاص في عرف القوم ويمسى أيضا طريق السر ولا مدخل فيه بواسطة اصلاً, توجد واسطة أو بلا واسط؟ ليس توجد واسطة وهو لا يراها, يوجد فرق, مرة توجد الواسطة هو لا يلتفت هو تصور بأنه أخذها بلا واسطة ولكن واقع الأمر اخذ مع الواسطة هذا تفسير الشيخ جوادي, والشيخ جوادي يقول ان الاسباب والمسببات واستحالة الطفرة والى غير ذلك تمنع ان يكون غير الصادر الأول يأخذ بلا واسطة, لأنه انتم قبلتم بنظام السببية نعم قبلنا, استحالة الطفرة قبلتم او لم تقبلوا؟ نعم قبلتم, إذن لا معنى ان الله تعالى يوصل إلى الصادر العاشر بلا وسائط, نعم له صورة وهو انه يلتفت إلى الوسائط أو لا يلتفت؟ إذن مرتبط بالسالك لا مرتبط بالفيض الفيض لابد ان يمر من خلال الوسائط ولكن السالك القابل تارة يعلم الوسائط هو الطريق الاول, ومرة لا يتلفت إلى الوسائط هذا الطريق الثاني فهو مرتبط بالسالك وليس ان الفيض على نحوين.
عبارة هؤلاء القوم ليس بهذا الشكل يعني عبارة العرفاء لا تصريح فيها.
يقول ولا مدخل فيه بواسطة اصلاً فان الوجه الذي يرتبط كل موجود بالحق تعالى, كل موجود له ارتباط واحد أو نحوان من الارتباط, انظروا انتم إلى الدول عندهم ارتباطات بالواسطة يبلغون السفارة ويبلغون وزير الخارجية وزير الخارجية يبلغ حكومته ويوجد خط ساخن هذا الخط الساخن فيه واسطة أو ليس فيه واسطة؟ لا ليس فيه واسطة هو يرفع التلفون على الرئيس الآخر مباشرة, يوسط القنوات الدبلوماسية أو لا؟ الله سبحانه وتعالى اعتقاد هؤلاء وهذا من خصوصيات البحث العرفاني على البحث الفلسفي يعني امتياز البحث العرفاني على البحث الفلسفي هذا وهو ان الفلاسفة عندما يصورون النظام يصورنه نظام حديدي رياضي غير قابل للتبدل, أما هؤلاء يقولون يوجد خطين بين العبد وربه خط يمتد من خلال الوسائط وخط بلا وسائط فلذا عبارته عجيبة هذا.
يقول: فيكون الارتباط على وجهين: ارتباط من حيث الوجود العام وذلك في طريق سلسلة الترتيب, هذا الترتيب والتسلسل, وارتباط من حيث العين الثابتة التي لكل موجود, هذه في صفحه 86 التي شيخنا الأستاذ الشيخ حسن زاده أيضا ينقلها هنا في الحاشية.
قال: وارتباط من حيث العين الثابتة التي لكل موجود والتجليات الحاصلة للعبد من هذا الطريق غير التجليات الحاصلة للعبد من ذلك الطريق.
هذا المعنى بشكل واضح يشير إليها شيخنا الأستاذ الشيخ حسن زاده في الحاشية ينقل عن الفتوحات, يقول: اعلم, في السطر الرابع, اعلم ان هذا ا لنفس هي اللوح المحفوظ وهو أول موجود وأول وجود عن سبب وهو العقل فله وجه خاص إلى الله عن ذلك الوجه وهو كل موجود في العالم له ذلك الوجه سواء كان لوجوده سبب مخلوق أو لم يكن, كل مخلوق له ارتباط من وجه خاص سواء كان له سبب كما في غير الصادر الأول كما في الصادر الأول, ولكن هذه تبقى فيه إشكالية:
وهو انه بناء على نظام الاسباب والمسببات وبناء على استحالة الطفرة ثانيا كيف نصور هذه القضية, شيخنا الأستاذ كما قلت صورها قال بأنه يحفظ ولكن السالك يرى أو لا يرى؟ الآن لابد ان نرى ان هذا الجواب تام على هذه الاشكالية أو لا؟.
والحمد لله رب العالمين.