بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
وقوله من المقام الأقدم إشارة إلى المرتبة الأحدية الذاتية التي هي منبع فيضان الأعيان واستعداداتها في الحضرة العلمية أولاً ووجودها وكمالاتها في الحضرة العينية بحسب عوالمها وأطوارها الروحانية والجسمانية.
كان الكلام في هذا المقطع من كلام الشيخ وهو انها أساسا هذه الحكم اين تتنزل وما هو مبدأها, ما هو مبدأ هذه الحكم النازلة على قلوب الانبياء والأولياء؟ بطبيعة الحال انه هذه الحكم لها مبادئ مختلفة فانه الحكمة النازلة على نبي من أنبياء غير أولي العزم لا يتبادر إلى الذهن أو لا يتصور ان مبدأها كمبدأ الحكمة النازلة على قلب من أنبياء أولي العزم وهذا واضح, لماذا؟ باعتبار ان مبدأ هذه الحِكم هي الأسماء الإلهية لله سبحانه وتعالى, والاسماء الإلهية في مقام الواحدية ذكرنا مرارا انها يوجد ما بينها محيط ومحاط يوجد بينها أعظم وغير أعظم.
إذن: بمقتضى القاعدة ان هذه الحكم النازلة على قلوب الانبياء على قلوب الكلِم لها مبادئ مختلفة, بطبيعة الحال ولذا إذا تتذكرون في صفحه 177 تعالوا معنا قال في السطر الرابع: ولكون كل نبي مختصا بحكمة خاصة مودعة في قلبه وذلك النبي مظهر لها, أي لتلك الحكمة جمع, ماذا قال؟ منزل الحكم, يعني يوجد تفصيل توجد كثرة وانتم تعلمون ان الكثرة والتفصيل مرتبط بمقام الأحدية أو بمقام الواحدية؟ بمقام الواحدية, وحيث إننا عندما نأتي إلى مقام الواحدية نجد ان هذه الأسماء بينها محيط ومحاط بينها أعظم وغير أعظم إذن بطبيعة الحال ان مبدأ هذه الحكم جميعا بتفاصيلها يكون أحدية أو واحدية؟ مبدأ جميع هذه الحِكم على التفصيل اين مبدأها؟ واحدية واضح على التفصيل, نعم هذه التفاصيل جميعا مستكنة وموجودة في الأحدية, لذا أشار قال: من المقام الأقدم, يعني ماذا؟ يعني ان هذه التفاصيل ان هذه الحكم على كثرتها على تعددها ناشئة من اين؟ ناشئة من مقام الأحدية واصطلح عليه بالأقدم لماذا؟ باعتبار ان مقام الواحدية قديم أو ليس بقديم؟ نعم أيضا قديم,
فإذا نسبت القدم نسبت الأشياء إلى مقام الواحدية فكلها مسبوقة بمقام الواحدية أما إذا نسب إلى الواحدية إلى الأحدية مساوي للأحدية أو الأحدية أقدم منه؟ متقدم عليه رتبة, ولذا عبر عنه بالأقدم, وإلا بتعبيري هو جميعاً في الوجود سواء وليس أقدم يعني أقدم زمانا بنحو يكون الواحدية متأخر زمانا لا ليس بهذا الشكل بل المراد الأقدم رتبة باعتبار ان كل هذه التفاصيل في مقام الأحدية مرجعها مبدأها مقام الأحدية, لذا تجدون في شرح فصوص لمؤيد الدين الجندي هنا يقول 90 هذه عبارته يقول: إنزال الحكم على وجهين كما ذُكر من مقامين احدهما أقدم من الآخر, مقامان ولكن احدهما أقدم كلاهما قديم ولكن احدهما أقدم من الآخر > وكل منك قديم ولكن اسألك من منك بأقدمه < أقدم من الآخر, ثم يؤكد لا قدم الزمان لعلماء الرسوم ليس مرادنا من القديم هنا والأقدمية هنا الأقدمية الزمانية, بل تقدم المرتبة والذات على, أي مقام الواحدية متقدم, ويكون إنزال الحكم من حيث هذا المقام, مقام الواحدية, تفصيليا متعددا, من خلال مقام الواحدية الحكم واحدة أو متعددة؟ مقام الواحدية مقام الواحدية الحكم متعددة.
قال: بحسب تعدد حضرة الإلهية فحكمة حضرة اللطيف والجميل والمحسن والعطوف والرؤوف وأخواتهم يباين حكمة حضرات القاهر والجليل والشديد العقاب والمعذب والمنتقم والمتكبر, بطبيعة الحال ولهذا تجدون في عالم الكثرة نجد ان موجودا يكون مظهرا للاسم ماذا؟ القاهر, وموجود مظهرا للاسم اللطيف, الرؤوف, الرحيم {وما أرسلنا إلا رحمة للعالمين} ولكن تعالى إلى الذي يعذب أهل النار, الملك الموكل بتعذيب أهل النار مالك خادم النار هذا ما تفعل له اين تضعه مظهر اللطيف مظهر الرؤوف مظهر الرحيم أو مظهر المنتقم مظهر الشديد العقاب.
إذن: هذه الحكم تارة مبدأها من اين؟ من مقام الواحدية وهو التعدد, والمقام الثاني هي حضرة الأحدية ويكون إنزال الحكم من حيث هذا المقام حكِم أو حكمة؟ حكمة, حكمة واحدة ولعله والله العالم لهذا السبب قال أحدية الطريق الامَم, لأنه مبدأها ما هو؟ المقام الأقدم, لأنه الجملة هكذا قال: الحمد لله منزل الحكم على قلوب الكلم بأحدية الطريق الامَم من المقام الأقدم, إذا كان من المقام الأقدم يعني الأحدية فإذا كان مقام الأحدية فالطريق الذي يكون بتوسط متعدداً وا واحداً؟ ولذا قال: بأحدية الطريق الأمم.
الآن هو يطرح هذا التساؤل جميع الانبياء من أولي العزم وغير أولي العزم من اين يأخذون؟ من مقام الواحدية, رسول الله من اين يأخذ؟ إما ان نقول من مقام الأحدية وإما من مقام الاسم الأعظم الجامع لجميع, يعني مشربه من اين؟ مشربه من المقام الأقدم يعني من مقام الأحدية لا انه مشربه من مقام التفصيل الموجود في مقام الواحدية وهذا بخلاف الانبياء وهذه نكتة سأشير إليها بعد ذلك: وان اختلف الملل والنحل باختلاف الامُم, لنقرا عبارة.
قال: إشارة من المقام الأقدم, المقام الأقدم ما هو؟ قال: إشارة إلى المرتبة الأحدية الذاتية التي, هذه ليس مراد من الذاتية هنا مرارا ذكرنا ليس المراد من الذاتية يعني اللا بشرط المقسمي المراد التعين, لماذا تسمى ذاتية؟ يعني الذي يقع من الذات موضوعا للبحث ومسألة من المسائل وإلا تتذكرون ذاك اللا بشرط المقسمي قلنا يقع البحث عنه أو يقع؟ لا يقع ذاك أساسا لا يقع مسألة لا موضوع ولا محمول ولا مسألة ولا علم ذاك اللا بشرط المقسمي لا اسم ولا وصف نعم من اين يبدأ الاسم والنعت والبحث والمسألة والموضوع والمحمول؟ من التعين والتعين يبدأ من مقام الأحدية.
قال: إشارة إلى المرتبة الأحدية الذاتية التي هي, هذه المرتبة الأحدية الذاتية منبع فيضان الأعيان, أي الأعيان الثابتة, فيضان يعني بالفيض الاقدس, منبع الفيضان يعني بالفيض الاقدس توجد ماذا؟ كما انه جنابك من خلال النفس يوجد عندك معقولات ويوجد عندك متخيلات يعني الكليات والجزئيات ونحو ذلك.
التي هي منبع فيضان الأعيان واستعدادات الأعيان في الحضرة العلمية اولا بالفيض الاقدس, ومنبع فيضان, ليس الأعيان, فيضان ماذا؟ ووجودها, أي هذه الأعيان, ووجودها وكمالاتها في الحضرة العينية بالفيض المقدس, هذه الحضرة العينية بحسب عوالمها وأطوارها أعم من ان تكون الروحانية والجسمانية ثانيا, ذاك اولا الذي مرتبطة بعالم الصقع الربوبي وثانيا مرتبطة بعالم الأعيان الخارجية والعين الخارجي.
لماذا قال الأقدم؟ يقول لما عبر بصيغة افعل التفضيل؟ قال: من المقام الأقدم, يقول نعم إذا نُسب الواحدية إلى الأحدية الواحدية وان كان قديما إلا ان الأحدية أقدم وان كان الجميع في الوجود متقدم ومتأخر أو لا يوجد؟ في الوجود لا يوجد تقدم وتأخر من قبيل جنابك ما تقوله في العلة والمعلول تقول العلة متقدمة على المعلول رتبة, وجودا كيف؟ وجودا موجودان بوجود واحد العلة والمعلول.
وإنما قال على صيغة افعل التفضيل لان للقدم مراتب, ليس وجودات, نعم قد يكون للقدم والتأخر زمان ومكان كما في التقدم والتأخر الزماني, لان للقدم مراتب وكلها, هذه المراتب, وكلها في الوجود سواء, ولهذا لا يوجد تقدم وتأخر زماني, لكن العقل بإسناده بعضها إلى بعض, عندما يقيس بعضها إلى بعض, لكن العقل بإسناد بعضها إلى البعض يجعل قديماً وأقدم, ضعوا ذهنكم معي ليس معنى يجعل يعني يُنشأ لأنه قد يقول يجعل يعني ينشأ هذا القديم والأقدم مرتبط بإنشائي أنا لا يجعل يعني يفهم يعني يدرك هذه الحقيقة الموجودة في متن الأعيان.
قال: بإسناد بعضها إلى البعض يجعل قديماً وأقدم, ثم يضرب بعض الامثلة, يقول: كترتب بعض الأسماء على البعض, ترتب الأسماء الإلهية إذا تتذكرون في مقام الواحدية في قلنا بأنه الأسماء الجزئية مترتبة على الأسماء الكلية, مراد الجزئية الكلية السعية العرفاني, كترتب بعض الأسماء على البعض, إذ وليس إذا, إذ الشيء لا يمكن ان يكون, الآن يطبقه على مثال, إذا الشيء لا يمكن ان يكون مريدا إلا بعد ان يكون عالما, ولا يمكن ان يكون عالما إلا بعد ان يكون حيا, لأنه انتم تقولون ان الحياة هي مبدئية الفعل والعلم وإلا إذا لا توجد حياة فلا علم ولا قدرة أليس بهذا الشكل أليس هكذا في الفلسفة قلنا ان العلم والقدرة مترتبان على الحياة مترتبان وجودا؟ لا فان العلم والقدرة والحياة موجودة جميعا بوجود واحد.
ولا يمكن ان يكون عالما إلا بعد ان يكون حيا وكذلك الصفات, وجميع الأسماء والصفات مستندة إلى الذات, أي ذاته هذه؟ هذه الأحدية هذا التعين لأنه نحن بحثنا وإلا إذا اللا بشرط المقسمي أساسا لا تقع مسألة لا نعرف عنها شيئا.
قال: وجميع الأسماء والصفات مستندة إلى الذات فلها, أي الذات الذي هو الأحدية, فلها المقام الأقدم من حيث المرتبة الأحدية وان كانت الأسماء والصفات أيضا قديمة.
(كلام لأحد الحضور) ما هو؟ أي شيخ القيصري مقصودكم أو ابن عربي؟ (كلام لأحد الحضور) اين؟ (كلام لأحد الحضور) أقول اين؟ (كلام لأحد الحضور).
الجواب: وهو انه أساسا قال بأحدية الطريق الامَم يعني هذا الطريق نزله واحد أو متعدد؟ فلهذا قلنا بأن هذه الباء سببية إذا تتذكرون قلنا بأنه إذا صارت ظرفية تفيد هذا يعني هي حقيقة هي واحدة النازلة لان المبدأ واحد, ولذا بعبارته بالأمس قال: لوحدة الفياض والمفيض, بالأمس اذا تتذكرون في السطر السادس قال: لا شك في وحدة الفياض وفيضه, من هنا فان قلت ولذا قلت في العبارة اللاحقة قال: وان اختلفت, فانت هنا من حقك ان تسأل هذا السؤال: إذا كان الفيض واحدا والفياض واحدا بأحدية الطريق الأمم من المقام الأقدم إذن لماذا صارت عندنا ملل ونحل إلى آخره هذا من اين؟ يقول هذا غير مرتبط بالفاعل بل مرتبط بالقابل, ولذا قلنا فيما سبق {ان الدين عند الله هو الإسلام} عند الله واحد لا يتعدد إذن لماذا تتعدد؟ لماذا نقول شريعة موسى وشريعة ابراهيم وشريعة نوح وشريعة محمد {لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا} يقول هذا مرتبط بالدين, مرتبط بالفيض أو بالمستفيض؟ مرتبط بالمستفيض, لذا واقعا إذا كان يريد ان يقول ان الفيض متعدد كان ينبغي واقعا ان لا يقول من المقام الأقدم لابد من ان يكون من المقام القديم يعني من مقام الواحدية ولكنه هو يقول ان الفيض ما هو؟ {وما أمرنا إلا واحدة} تقول إذا الأمر واحد إذن لماذا صارت عندنا شرائع؟ لماذا صارت عندنا ملل؟ إلى آخره هذا جوابه الذي سيأتي, هذا قوله لا حقا وان اختلفت هذه إشارة للإجابة عن هذا السؤال.
قال: قوله وان اختلفت الملل والنحل لاختلاف الامُم, هناك كان عندنا بأحدية الطريق الأمم من المقام الأقدم وان اختلفت الملل والنحل لاختلاف الامُم, الآن يوجد سؤال وأشرت إليه: وهو انه إذا كان أحدية الطريق الامَم ان الطريق واحد وانه من المقام الأقدم, إذن من اين تعددت؟ الجواب: يقول منشأ هذا التعدد ليس هو الفيض منشأ هذا التعدد هو المستفيض, لذا إذا تتذكرون بعبارة الأمس قال: وتكثر قوابل الفيض لا يقدح في وحدة الطريق, بالأمس في صحفه 181 قال: وتكثر قوابل الفيض لا يقدح بوحدة الطريق كما لا يقدح تكثر الشبابيك في وحدة النور الداخل في الشبابيك, كذلك في المقام {انزل من السماء} ليس أنزل مياه, لم ينزل ماء هذا التنكير الدال على الوحدة, ولكن هذا الماء ماذا؟
انظروا أنا أريد ان أبين قاعدة هنا لأنه مع الأسف جناب الشيخ الذي بالأمس اعترضنا عليه اليوم لم يـأتي.
في بعض الأحيان أنا لما أقول كلام لا تتصورون بأنه أقول الكلام على هوانه من غير ان أفكر فيه, نعم أنت في هذا البحث أنا أقول خلاصة ما انتهيت إليه في الرتبة السابقة ولعله مع مبانيك النحوية ومع مبانيك الأصولية ومع مبانيك الكلامية والفلسفية غير منسجم فانت تتصور أنا أقول هذا الكلام من غير دليل, لا يا خواني إخواني الاعزاء بالأمس أنا أشرت إلى نكتة قلت {لا ينال عهدي الظالمين} قلت بأنه المراد من النوال يعني الصعود وتتذكرون بالأمس أشكل قال إذا كان بهذا الشكل كان ينبغي ان تكون الآية لا ينال عهدي الظالمون باعتبار ان الظالم لا ينال العهد وليس ان العهد لا ينزل لينال ماذا؟ هذا كان إشكاله, ولم يلتفت أنا انظر إلى النوال النيل والنيل لغة واستعمالا واصطلاحا لا يطلق على النازل وإنما يطلق على من يصعد ماذا؟ تقول لا أنال الشجرة ما معنى ذلك؟ يعني لا اقدر ان أصل إليها وليس انه لا يستطيع ان يصل إلي أصلاً هذا الاستعمال صحيح لا يستطيع ان يصل إلي لكي ينال, والقران الكريم إلا في هذا الموارد وما هي النكتة واقعا تحتاج إلى تدبر, القرآن الكريم في كل مكان استعمل النوال بهذا المعنى الذي أقوله {لن ينال الله لحومها ودماؤها} يعني الدماء لن تنال وليس النيل لا يصل إليها, واللطيف في الروايات وفي شرح المفسرين عندما يأتون إلى تفسير الآية يقولون والظالم لا ينال العهد الإلهي يعني يجعلون الظالم مفعول أو فاعل؟ يجعلوه فاعل مع انه في الآية مفعول, ما هي النكتة؟ واقعا يحتاج إلى بحث, أنا البحث أصبه على النوال على النيل على لا ينال استعمالا ولغة, نعم تبقى نكتة نحوية وليس نكتة مضمونية وهذه النكتة النحوية فيها كم حل؟
الحل الأول: جملة من القراء قرأها ظالمون وليس ظالمين وهذا بالأمس أنا قلت أنا اذكره كشاهد وهو تألم أنا لماذا لم اجبه, لا يا مولانا ذاك في وقته له بحثه الخاص به هذه واحدة, أو انه لعله واللطيف انه ذهبت وراجعت بالأمس ورأيت توجد روايات يقول لفضيلة الامام الصادق يقول: وهل تتوقع ان الظالم ينال العهد الإلهي, والرواية تجعل الظالم فاعل, نعم قد توجد نكتة نحوية كيف نحل هذه النكتة النحوية؟ الآن قد شخص يقول سيدنا من الذي قال انه هذه ماءً التنوين للتنكير الدال على الوحدة لا أصلاً هذه ليس نون, لا يا أخي هذا ليس بحث نحوي حتى أنت مباشرة تقول في النحو لم يقولوا بهذا الشكل أنا انظر إلى المضمون إلى الشواهد إلى المجموع وأقول رأيي النهائي في المسألة.
انظروا {انزل من السماء ماء فسالت أودية} من هناك توجد وحدة ومن هنا توجد كثرة{وما أمرنا إلا واحدة} هذا الأمر والفيض الإلهي واحد ولكن لما يـأتي إلينا يكون متعدد, هنا يـأتي هذا التساؤل: وهو إذا كان بأحدية الطريق الامَم وكان من المقام الأقدم إذن لماذا صارت ملل ونحل؟
مرارا يتذكر الإخوة قلنا انه في الاصطلاح يطلق الملل ويراد منه الشرائع وليس الأديان وقد تستعمل بمعنى الأديان ولكن بعدما اتضح عندنا أديان أو ليس عندنا أديان؟ ليس عندنا أديان عندنا دين واحد وهو دين الله وهو الإسلام {ان الدين عند الله هو الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} هذا غير التسليم يوجد, ولكن في مقابل الملل التي هي الشرائع توجد نحل وهذه النحل إما تطلق بمعناها العام يعني تشمل حتى البدع حتى الادعاءات وأما تطلق النحل ويراد بها الاجتهادات هذه المذاهب المختلفة وهذه المذاهب المختلفة لا يستطيع ان أحد ان يقول كلها باطلة, نعم قد يكون فيها باطل وقد يكون فيها حق, لذا هو يفسرها بهذا المعنى الثاني لا بالمعنى الأول, يقول هذا التعدد منشأه ليس الفيض الإلهي وليس الأمر الإلهي والعطاء الإلهي, منشأه الذي استفيض المستفيض الآخذ للأمر الإلهي ولكن هنا توجد نكتة, ما هي؟
وهو انه إذا تتذكرون نحن كان عندنا تعدد بحسب الاسم الظاهر وهي الأمم, هذا التعدد بحسب الاسم الظاهر, فكيف نصور التعدد بحسب الاسم الباطن, إذن هذه الامُم في قوله لاختلاف الأمم واقعاً إذا لوحظ بلحاظ الاسم الظاهر الأمم يأخذ معنى, أما إذا اخذ بلحاظ الاسم الباطن ما هو المراد من الامُم؟
مرة أخرى أعيد السؤال: بلحاظ الاسم الظاهر فهذه الامُم التي تأخذ الشرائع الإلهية أليس بهذا الشكل, ولكن بلحاظ الاسم الباطن من هي الامُم؟
الجواب: في الاسم الظاهر المراد من الامُم يعني امة محمد ’امة موسى, امة عيسى, امة ابراهيم, هذه الامُم بالمعنى الذي يستعمله القرآن, أما بلحاظ الاسم الباطن فليس معنى أمم هذه المجموعات من الناس وإنما المراد من؟ المراد أشخاص, يعني هذا الشخص هذا الشخص الذي بحسب الطريق الباطن يريد ان يصل إلى الله لا ادري اتضح أو لا؟ واقعا بمعنى من المعاني يكون ماذا, إما بإعطائه معنى سياسي اجتماعي ذاك معنى آخر, لا أساسا هذا الفرد ماذا يكون؟ هو هذا الفرد يكون امة, هذا الفرد يكون امة, هذا الفرد يكون أمة, لأنه بحسب الاسم الباطن إذا تتذكرون ليس عندنا مجموعات بل عندنا أفراد هذا الفرد, هذا الفرد, هذا الفرد, ولذا القيصري فيما يتعلق بالاسم الظاهر شرح المطلب على أساس الاسم الظاهر, أما فيما يتعلق بالاسم الباطن لم يقل أي شيء.
قال: قوله وان اختلفت الملل والنحل لاختلاف الامُم, يقول هذه الواو واو وصلية لإفادة المبالغة, يقول وان كانت الأمم مختلفة إلا ان الفيض واحد, ما هو المراد من الملة وما هو المراد من النحلة؟
قال: والملة الدين, ما اختلفت الأديان ولكن هو يفسر الدين بالشريعة وبعد ذلك سيبين, والملة الدين, يعني الشريعة, والنحلة المذهب والعقيدة, فلذا في الحاشية ينقل عن جامي يقول: الأديان المتعددة بتعدد الشرائع, وهو الصحيح هذا, والنحل المذاهب المتشعبة من كل دين بتعدد المجتهدين.
إذن: ليس الضرورة المراد من النحل يعني الأمور الباطلة وإنما أراء المجتهدين أيضا تتعدد, أي أصل طرق الانبياء واحد وان اختلفت أديانهم وشرائعهم, عطف تفسير فسر الأديان بالشرائع, لأجل, هذا الاختلاف من اين جاء؟ لأجل اختلاف أممهم, وذلك لان أهل كل عصر يختص, أي أهل ذلك العصر, باستعداد كلي, ليس المراد من الكلي, الكلي في جميع العصور بل كلي خاص مختص بذلك العصر, يشمل استعدادات أهل ذلك العصر وقابلية معينة كذلك, ومزاج يناسب ذلك العصر, والنبي المبعوث إليهم إنما ينبعث بحسب قابلياتهم واستعداداتهم فاختلفت شرائعهم, فهنا لم يـأتي بالأديان لان المراد من الأديان هو الشرائع, فاختلفت شرائعهم باختلاف القوابل وان كان الدين واحدا, يعني وحدين الدين وتعدد السبل الإلهية هذه السبل هي الشرائع {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} وذلك لا يقدح في وحدة أصل طرقهم بأحدية الطريق الامَم وهو الدعوة إلى الله ودين الحق, جميعا {إنما ادعوا إلى الله على بصيرة من أمري}.
كما لا يقدح, الآن يريد ان يضرب مثال يقول هذا من قبيل ما ذكرناه في بحث المعجزة إذا تتذكرون كان عندنا تنبيه فيما سبق ووقفنا عند بحث المعجزة في صفحه 171 أشرنا إلى هذه القضية: لابد ان تعلم ان العادة متعلقة بالتقدير الأزلي, صفحه 171 تحت عنوان تتميم يعني في الدرس 186,169 يقول المعجزة أيضا كذلك وهذا البحث أشرنا إليه في كتاب الإعجاز قلنا بأنه أساساً إنما تعددت المعاجز الإلهية باعتبارات خصوصيات ذلك العصر, الرواية المنقولة عن ابي الحسن الامام الرضا ×وهذه الرواية أيضا ذكرتها في كتاب الإعجاز صفحه116
قال: عن محمد بن يعقوب عن ابي يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن ×لما بعث الله موسى بن عمران بالعصا وبيده البيضاء وآلة السحر وبعض عيسى بآلة الطب وبعث محمدا ’بالكلام والخطب؟ فقال أبا الحسن: لما بعث الله موسى كان الغالب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم وما أبطل به سحرهم وما أثبت به الحجة عليهم, وان الله بعث عيسى في وقت قد ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيى لهم الموتى وابرأ الاكمى والأبرص بإذن الله واثبت به الحجة عليهم, وان الله بعث محمدا في وقت كان الغالب على عصره الخطب والكلام الفصيح والشعر فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم واثبت به الحجة عليهم, قال: فقال ابن السكيت, التفتوا إلى هذا المقطع الأخير من الرواية وهي مهمة جدا, تالله ما رأيت مثلك قط فما الحجة على الخلق اليوم؟, بالنسبة إلى الانبياء فهمنا أتوا بمعجزة عملية فأفتهموا هذا نبي وفي زماننا ماذا لأنه انتم لا تأتون بمعاجز عملية حتى نفتهم من الحجة, هذه بالنسبة للسابقين حلت المشكلة عموم الناس كان يرون العصا تنقلب حية وتنحل المشكلة في زماننا نحن ماذا نفعل.
فمن الحجة على الخلق اليوم؟, هذا سؤال عالم, وهذا أي إنسان يستطيع ان يسأل الآن ماذا نفعل؟ الذين كانوا في زمان رسول الله رأوا شق القمر وانحلت المشكلة أما اليوم ماذا نفعل؟فقال: العقل يعرف به الصادق من الكاذب, العقل يبحث معاجز عملية ويبحث عن كذا, أو يبحث عن منطق واستدلال وحجة والى غير ذلك؟ هذا الكلام كلام قائم إلى يوم القيامة وهذا مع الاسف الشديد غائب في حوزاتنا العلمية وإنما التركيز على العقل او النقل؟طبعا التركيز على النقل جيد لأنه الكثير القضايا نقلية ولكن لإثبات الحجة على الآخرين لابد ان نذهب إلى النقل أو نذهب إلى العقل؟ بينك وبين الله العقل مادة أو العقل صورة؟ العقل مواد علمية أو العقل آلة للتفكير حتى تحصل المواد العلمية من منهما؟ من الواضح انه آلة ووسيلة وصورة وهيئة وليس مادة, إذن هذا العقل لابد ان تشغله وألان مجموعة من علمائنا شغلوه وصنعوا فلسفة وعرفان وكلام, الآن الذي يقول فلسفة وعرفان وكلام جيد جيدا ونحن لا نقول هذه آيات منزلة تعال شغل العقل ولا تقول كلما تقوله الاصول يكفي وانتهى.
قال: > العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه, قال: فقال ابن السكيت هذا والله هو الجواب <, لأنه هذا الأمر المشترك بين البشر أبداً يستثنى منه أحد أو لا يستثنى؟ لا يستثنى منه أحد, من هنا اقرأ هذه العبارة وانظر إذا يوجد وقت أريد ان أتكلم في موضوع آخر.
قال: وذلك كما لا يقدح باختلاف المعجزات في وحدة حقيقة المعجزة ولذلك كانت كل من الانبياء بحسب ما هو غالب, بحسب ما هو غالب, غالبة معجزاتهم غالبة يمكن إلا معجزات, بحسب ما هو غالب على ذلك القوم, أو معجزات على ذلك القوم, كما أتى موسى بما يبطل السحر لغلبته عليهم, وعيسى بإبراء الاكمى والأبرص لما غلب على قومه الطب, ونبينا ’بالقران المعجز بفصاحته كل مفلق, المفلق الداهية والامر العجيب, كل مفلق بليغ ومصقع فصيح, المصقع يعني البليغ, لما كان الغالب على قومه الفصاحة والبلاغة.
التفتوا إلي هذه القاعدة إخواني الاعزاء هذه القاعدة وهي قاعدة ان الحجة في كل زمان لابد ان تكون مناسبة لأهل ذلك الزمان وهذه هي التي كانت, المعجزة يعني الحجة يعني الذي يحتج الله به على عباده ان هذا الذي يقوله من الله هذه الحجة لابد ان تكون مناسبة لكل عصر زمان, يعني مدخلية الزمان والمكان هذه مختصة بالأنبياء أو سائرة إلى قيام الساعة؟ يعني العقل السليم بأن هذه فقط للأنبياء أو انها مستمرة إلى قيام الساعة؟ انا لا أتصور عقل سليم الذي قاله الامام الرضا×العقل وهو ان يقول هذا في زمان عيسى وموسى هذه القاعدة سارية أما في زماننا ليس بالضرورة ان المعجزة أو ان التحدي أو ان الحجة لابد ان يكون مناسبا لذلك الزمان.
بعبارة أخرى: إلا لو يريد ان يـأتي حجة لله في زماننا لابد ماذا يـأتي لهذه البشرية حتى يصدقون بأنه حجة الله؟ إذا يريد ان يـأتي بعصا ويصنع حية فمباشرة يقولون أنت ساحر, إذن لابد اين يضع يده, (كلام لأحد الحضور) لا الآن أتكلم في العمليات لأنه العقليات سائر, يريد ان يقول للبشرية أيها البشر ما هو تخصصكم انتم الآن تخصص البشر فيما ماذا؟ في العلميات يعني بعبارة أخرى في ثورة الاتصالات, يعني بعبارة أخرى بالانترنيت في اكتشاف الفضاء, في اكتشاف أعماق الارضين, هذه الأمور التي الآن واقعا ان البشر وان الامُم وان المدنيات تتباهى بها, يعني الآن عندما ترون بأنه عندما يطلق صاروخ يعتبرون ان هذا تقدم وتمدن ومدنية, يعني انه يوجد عقل وصناعة وتكنولوجية فإذن الذي لابد ان يـأتي في هذا الزمان لابد ان يحاكي هذا الزمان فيما هو متخصص فيه وبما هو يفهمه, يعني آلات العلماء والمتخصصين والعباقرة والفنين والعاملين واقعا هؤلاء افترضوا أنا لا افهم بأنه أساساً الاستنساخ ما هو ولكن علم الطب يدري الاستنساخ كم يحتاج إلى تكنولوجياً عالية في الطب حتى يمكن, بالأمس في التلفزيون يقولون بأن إيران استطاعت ان تستنسخ ولكن تستنسخ ولكن بطريقة أخرى غير الاستنساخ ويعتبرون ان هذا فتح في العالم, إذن في كل مجال له تخصص والآن الحجة عندما يريد ان يأتي لابد ان يتكلم بلغة العصا وبلغة الاكمى والأبرص ولعله هذه أيضا في زمان مشكلة ولكن يتكلم بلغة يفهمها أهل هذا العصر حتى يكون حجة بمجرد ان يروا يسلمون, كما وجدتم ان سحرة موسى هؤلاء كانوا علماء بمجرد ان رأوا فعل موسى سلموا بدون مناقشة وبحث ولا حوارات أبداً بمجرد واطمأنوا ان علماء الأمة وخبراء الأمة ومتخصصين الأمة عندما تجد أمتهم أنهم سلموا هم يسلمون, وهذا ما حدث في زمن رسول الله عندما وجدوا شعرائهم وخطبائهم ومفلوقوهم سلموا أمام بيانات القرآن فالناس سلموا لان القضية بأولئك.
سؤال: أريد ان أقول جملتين: بعد ألف سنة أو مئتين سنة البشرية اين تصل من الذي يدري, قبل خمسين سنة كانت تدري البشرية نحن اين نصل الآن؟ يعني مهما أعطي لها من الخيال مهما تخيلوا كانوا يستطيعون ان يتصوروا لما نحن الآن فيه وبعد مئتين سنة اين نصل؟ الله يعلم, الحجة إذا يريد ان يأتي بعد ألفين سنة لابد بماذا يـأتي؟ (كلام لأحد الحضور) أي أغبياء الذين تتكلمون عن شرائط ظهور الحجة هو ندري ان الحجة عندما يـأتي البشرية اين وصلت حتى نقول شرائطه بهذا الشكل, نحن ندري ان الحجة لما يظهر البشرية اين وصلت حتى الحجة التي يقيمها عليهم بأي نحو حتى الآن نجلس ونفصل هكذا يفعل وهكذا يفعل × أصلاً نحن عندنا تصور أو ليس عندنا تصور.
إذن: تعالوا كما ان الروايات تكلمت بهذا بشكل عام قولوا بأن الامام×عندما يظهر الحجة القائمة في زمانه يتحدى ماذا؟ أما ماذا تلك الحجة والروايات تكلمت قالت من زمن ادم إذا كان العلم 27 حرفا من ادم إلى ظهور الامام لم يظهر منه إلا حرفان وخمسة وعشرون حرفا من يظهره؟ يظهره الحجة ×, ماذا يظهر واقعا؟ لا نأتي ونقول انه يوقف الصواريخ, هذا الكلام كلام زماننا نعم قد إذا ظهر الآن قد يفعل هذا ولكن أنا لا ادري ان الامام × كما انه صار له 1200 سنة ما ظهر ولعله 1200 سنة أخرى لا يظهر.
إذن: تعالوا إلى هذه الدكاكين نغلقها انه يتكلم عن شرائط الظهور وشرائط عصور الظهور والإمام كيف يحكم هذه كلها رجم بالغيب, ندعوا الله سبحانه وتعالى, وواقعا وجملة من الذين يتكلمون أنا أتصور هؤلاء عموما من الجهلة الذين يتكلمون بهذه المسائل واقعا يتقوا الله حتى لا يوجدون أرضية اجتماعية لمثل هذه الدعوات المهدوية التي الآن بدأت هذه الكلمات هي التي هيأت أرضية اجتماعية ونفسية وعاطفية لظهور دعوات المهدوية الباطلة التي نسمعها في كل بلاد المسلمين وغير مختصة ببلادنا.
والحمد لله رب العالمين.