بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: لتترقى الهمم العالية إلى أوجها وذروتها وتتخلص من قيود الحضيض بذكر مقامها الاصلي ونشأتها, كان قبل ذلك (كلام لاحد الحضور) هنا.
كان الكلام في البحث الثالث أو الرابع لا أتذكر, في الهمم قال: ممد الهمم, قلنا فيما يتعلق بهذا المقطع من كلام الشيخ لابد ان يقع الحديث في انه ما هو المراد من هذا الإمداد هل المراد بهذا الإمداد هو الإمداد العام الذي لا يستثنى منه احد من الموجودات سواء على مستوى كان التامة أو كان الناقصة وهذا الذي أشار إليه قال: كفراً كان أو إيماناً, إذا كان هذا هو المراد فمن الواضح ان الإلف واللام في قوله ممد الهمم, هذه الإلف واللام في الهمم في الهمم يكون ماذا؟ يكون للاستغراق والجنس فيفيد العموم والشمول, فيكون من قبيل ما ورد في قوله تعالى في سورة الاسراء انظروا إلى هذه الآيات الثلاثة من سورة الاسراء قال تعالى {ومن يريد العاجلة عجلنا فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم مذموماً مدحورا} الذي يريد الدنيا عجلنا له ولكن بقيدين: التفتوا جيدا إلى القيدين, عجلنا له أولا ما نشاء وليس ما يشاء هذا القيد الأول, القيد الثاني: لمن نريد وليس مطلق هو قد يشاء وقد يريد ونحن لا نريد هذا على مستوى من أراد الدنيا, فإذن من أراد الدنيا وسعى لها سعيها نحن {وان ليس للانسان إلا ما سعى} {والله لا يضيع عمل عامل منكم} ولكن في الدنيا مقيد بهذين القيدين:
القيد الأول: ما نشاء لمن نريد, أما وفي الآخرة {يصلاها مذموما مدحورا} أما {من أراد الآخرة وسعى سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا} فيه قيد أو ليس فيه قيد؟ مطلق كل من سعى للآخرة فسعيه مشكور لا نشاء ولا لمن نريد, الكل متساوي في هذا, ثم أشارت الآية المباركة بنحو الاطلاق وهي الآية 20 من سورة الاسراء, {كل نمد هؤلاء} الذين هم من يريدون العاجلة, {وهؤلاء} الذين هم سعوا للآخرة {من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا} إذا فسرنا ألف لام الهمم بالجنس والاستغراق فيكون
من قبيل هذه الآية {كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا} وهنا يوجد بحث قيم ومفصل عند السيد الطباطبائي الجزء 16 صفحه 66 في ذيل هذه الآية المباركة ولا اخذ من وقت الإخوة إنشاء هم يراجعون.
هذا إذا كان المراد بالإلف واللام الجنس والاستغراق, وأما إذا كان المراد بالالف واللام الخاص الذي عبر إمداده, وان جعلناه إمداده مخصوصا بالكمال السابق في الذهن بحسب الظاهر, يعني لا يطلق الكمال عندنا بحسب الظاهر إلا ما كان بحسب القرب الإلهي, يعني ما كان بحسب درجات القرب الإلهي درجات الجنة أما فيما يتعلق بدركات الجحيم لا يسمى كمالا وان كان في الواقع هو كمال وجودي, إذا نظرت إلى لغة البحث الوجودي درجات الجنة كمال ودركات الجحيم أيضا كمال ولكن تلك كمالات القرب الإلهي وهذه كمالات البعد عن كرامة الله سبحانه وتعالى, ولكن كله وجود لان الآية {كل نمد} ومن الواضح ان الإمداد يكون لأمر وجودي وليس أمر عدمي, وإذا كان وجوديا فالوجود كله شرف وهنا عندما قلنا في محله الوجود شرف المراد شرف وجودي وليس شرف أخلاقي أو شرف ديني أو شرف عرفي واجتماعي بل مراده الشرف الوجودي, وإذا جعلنا الإمداد مخصوصاً فهنا يختص بمن يريد القرب الإلهي.
لذا قال: أي يمد الهمم القابلة للكمال, وليس مطلق الكمال الوجودي بل الكمال الخاص بحسب الظاهر, بإرشاده طريق الكمال, يعني المُمد يرشد ذلك الذي يريد الكمال, بإرشاده طريق الكمال وإيضاحه تحقيق الكمال وتسليكه سبيلا يوجب الكشف والشهود وترغيبه في ما يوجب الذوق والوجود, يعني الوجودان هنا, وأمره بالعبادات والاخلاق المرضية ونهينه عما يوجب النقص والرين, ليس والدَين أو الدِين, ونهيه عما يوجب النقص والرين من الماهيات الشرعية عند ذلك لتترقى الهمم العالية إلى أوجها وذروتها تتخلص, هذه الهمم العالية,من قيود الحضيض في قوس الصعود بذكر مقامها الأصلي ونشأتها التي جاءت من {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
سؤال: ما هو المراد هنا؟ احتمل احتمالين فقط: قال: إما الإلف واللام للجنس وإما إمداد مخصوص, ما هو؟ في النتيجة هذا أو ذاك.
في الواقع ان هذه الالف واللام في الهمم لكي نقول انها عامة الإمداد أو خاصة الإمداد الخاص, التفتوا جيدا هذا مرتبط بتعريف الهمة, ممد الهمم, ما هو المراد من الهمم؟
إذا أريد من الهمة المعنى الذي يقوله هنا الشارح القيصري العلامة القيصري فيراد من الإمداد, الإمداد الخاص, التفتوا ماذا يعرف الهمة, ضعوا ذهنكم معي تعالوا معنا وفي الاصطلاح ما هي الهمة؟
يقول: وفي الاصطلاح توجه القلب وقصد القلب بجميع قواه الروحانية إلى جناب الحق, هنا إذا قلنا جناب الحق يعني مطلق الحق اعم ان يكون برضاه أو غضبه فتكون الهمة عامة هنا, أما إذا قلنا جناب الحق يعني كرامة الحق لقاء الحق اللقاء الذي فيه قرب الحق لحصول الكمال له أو لغيره إذا كان هذا هو الكمال الخاص فطبيعة الحال ان المراد من الهمة أي همة؟ الخاص, إذن الممد أي ممد يكون؟ الممد الخاص, يعني وان جعلنا إمدادهم مخصوصاً بالكمال الخاص.
أما إذا قلنا ان المراد من الهمة مطلق الهمة سواء كان خيرا أو كان شرا, كما في قوله تعالى{ولقد همت به}, همت به للخير أو للشر؟ للكمال أو للنقص بحسب الموازين الشرعية والأخلاقية والدينية؟ من الواضح ان هذه الهمة ليست هي الهمة الخاصة وإنما الهمة بالمعنى الأعم.
إذن: القضية مرتبطة بهذه النقطة وهو ان قلنا ان المراد الهمة والهمم يعني الكمال الخاص إذن ممد الهمم يعني ممد هذا, طبعا النبي في محله هو الممد مطلقا ليس هناك شك في ذلك انما الكلام في المراد من عبارة الشيخ هنا, يعني ممد الهمم أي همم؟ هل المراد الإمداد الخاص أو الإمداد العام؟ هذا متوقف على فهم الهمم.
لذا عبارة القاساني في هذا المقام يعني شرح فصوص الحكم للقاساني هناك في صفحه 8 عبارته يقول بان المراد هو العام يعني الإمداد العام, وهذه عبارته يقول: ولكل طالب استعداد خاص يطلب بهويته لما يليق به وتلك الاستعدادات ما هي؟ من مقتضيات اسماء الله تعالى, اسماء الله فقط فيها الهادي أو الهادي والمضل؟ إذن مراده هنا من إعطاء كل مستعد ما هو مستعد له هذه هي الهمة, فإذا كانت هذه الهمة فإذن ممد الهمم يعني مدد كل استعداد ما هو مستعد له, افتح لي قوس اخواني الاعزاء بحسب الاصطلاح الروائي الاستعدادات يعني الطينة, أخبار الطينة هي هذه الاستعدادات, عندنا بأنه طينة عليين وطينة سجين وكذا هي هذه الاستعدادات {انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} هذا بحث إنشاء في وقت آخر نشير إليه.
قال: وتلك الاستعدادات من مقتضيات اسماء الله تعالى وكل اسم يقتضي استعدادا خاصا فهو خزانة كمال يقتضيه ذلك الاستعداد في الحضرة الواحدية لأنه مرتبطة بالأعيان الثابتة والأعيان الثابتة هي لوازم الاسماء التي هي في مقام الواحدية, تعالوا معنا إلى العبارة.
قال: والهمم جمع الهمة وهي مأخوذة من الهم وهو القصد, هذا بالمعنى اللغوي, يقال هم بكذا إذا قصده إذا نواه قال تعالى {ولقد همت به وهم بها}, إذن هي قصدت الشر وهو قصد ماذا؟ أبدا, هو قصد الشر, كيف يقصد الخير {ولقد همت به وهم بها} نعم الفارق بينهما طبعا من حيث الفعل لم يقع لا منهما ولا منه هذا مسلم ومتفق عليه انه لم يقع فعل منها ولم يقع منه الذي وقع كما هو صريح القرآن وليس عندي شغل ماذا تقول الروايات الإسرائيلية أنا أتكلم على مستوى الآية, على مستوى الآية تقول فعل أو هم؟ هم فقط, هذا الهم ما هو؟ يقول: قصد هنا وقصد, مع هذا الفارق: ان قصدها كان بالفعل وان قصده لو لم يرى برهان ربه لكان بالفعل ولكن قد رأى برهان ربه إذن كان قصد أو لم يكن قصد؟ لم يكن قصد لم يكن هم.
إذن: ليس انه لا يوجد, وبعبارة أخرى: الآية المباركة تقول هنا يوجد هم وهنا وجد وهم أو لم يوجد؟ لم يوجد هم, ولكنه هذه طريقة القرآن الكريم لم يقل لم يهم لأنه إذا قال لم يهم نسبه إليه, يريد ان يقول إذا لم يهم من عنده أو بعنايتنا هذا منطق القرآن لا يعطي لأحد استقلالية بشيء, وأينما تأتي المناسبة ولو أدنى مناسبة لابد التوحيد يكون حاضرا هناك وإلا كان بالإمكان بصريح الآية ولا تصنع لنا هذه المتشابهة إلى يومك هذا يقول همت به ولم يهم بها وانتهت القضية, ولذا أنتم انظروا في ذيل الآيات نحن نقلنا الروايات في بحث يوسف ×نقلنا الروايات قلنا ان الامام ×يفسر الآية هكذا يقول: {ولقد همت به لولا ان رأى برهان ربه} لهّم بها, يقدمون هذا على ذاك يقولون هذا مقيد ومشروط بشرط والمشروط عدم عند عدم شرطه, متى يتحقق الهم منه؟ ان لم يكن رأى برهان ربه والمفروض انه رأى برهان ربه إذن تحقق منه أو لم يتحقق؟ لم يتحقق منه الهم, ولذا نشاهد هذا المعنى في ذيل الآية {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} وأي سوء وفحشاء اكبر من ان يكون نبي من أنبياء الله يهم بالزنا؟ يوجد فاحشة اكبر من هذه الفاحشة؟ بينك وبين الله لو انسان عالم متصدي همّ بزنا أنت تعتبر هذا كمال أو نقص فكيف تنسبه إلى نبي من أنبياء الله؟ وبتعبير الآية {انه من عبادنا المخلصين} جيد انه الإنسان يهم بالزنا وأيضاً هو من عباد الله المخلصين فهذه عنده وأيضاً ماذا يصير؟ ولذا لا تجد التدبر موجود في الآية {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} قلوب مقفلة واقعا أولئك الذين ادعوا أصلاً ادعوا أكثر من هذا انه يوجد فعل خارجي مقدمات العمل الشنيع صدر منه ×وهذه كتب موجودة انتم انظروا فيها.
إذن: إذا فسرن الهمّ بالمعنى اللغوي العام أنا أتصور بأنه الإمداد يكون إمداداً عاماً أما إذا فسرنا الهمّ بالمعنى الاصطلاحي الخاص فالإمداد يكون خاصاً.
قال: وبالاصطلاح توجه القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جناب إلى الحق لحصول الكمال له ولغيره, الآن الإخوة الذين يراجعون لا يوجد وقت لان نقرأ العبارات كاملة فليراجعوا مؤيد الدين الجندي هنا عنده بحث مفصل ويفترض ان هذه الهممّ الهمم العامة وليس الخاصة, يقول: والهمم هي البواعث الطلبية المنبعثة من النفوس والأرواح ويتفرع الهمم ويختلف بحسب تنوع أهلها واختلافهم واختلاف مداركهم وعلومهم ومراتبهم ودرجاتهم وطبقاتهم فمنهم من يهتم بالمهمات الدنيوية وغايات متعلقات هذه الهمم والكمالات الدنيوية المنحصرة أحوالها, ملابس, مآكل, ومشارب, ومناكح, وبنين, وأموال, وجاه إلى غير ذلك, وعلوا هذه الهمم عند أهلها بالتكاثر مما ذكر والتفاخر فيها فالأكثر مالاً وبنيناً وجاهاً وملكاً فهمته أعلى فيما توهمه كمالا هذا في القسم الأول, ومنهم من همته متعلقة بالكمالات الأخروية المترتبة بين أهلها والآخرة اكبر درجات واكبر تفضيلاً ومنهم من يتعلق هممه بالله وفيما عند الله والتفاضل بين هؤلاء في وحظوظهم من الله سبحانه وتعالى وبحث قيم هنا موجود في صفحتين الإخوة إنشاء يرجعون إلى ذلك.
إذن: هذا انتهينا منه والى هنا لا أتصور يوجد بحث أساسي فننتقل, (كلام لاحد الحضور) انا قلت باعتبار ان هذه الهمم لعله قرينة بالقيل الأقوم التي موجودة بالأخير هذه كلها تصير كفة الخاص, لأنه يقول ممد الهمم بالقيل الأقوم, ممد الهمم من خزائن الجود والكرم, بماذا يمدهم؟ بالقيل الأقوم, جناب الشيخ سأل وأنا أريد ان أجيب, بالقيل الأقوم, أنت عندما ترجع إلى القرآن يقول {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} يعني يعبر عن القرآن والقران للهداية للتوجيه يعني للكمالات الخاصة وليس للأعم, فبقرينة ان المراد من الهمة يعني الهمة الخاصة وبقرينة قوله بالقيل الأقوم هاتان القرينتان ان المراد بالإمداد هو الإمداد الخاص لا الإمداد الأعم الذي في قوله تعالى {كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} طبعا هذه اعبر عنها قرائن داخلية.
وتوجد قرينة خارجية ما هي القرينة الخارجية؟ هو انه هناك كان عندنا أحدية الطريق الأمم وإذا تتذكرون قلنا ان المراد من الطريق الامَم والصراط المستقيم ليس الصراط المستقيم يعني {أن ربي على صراط مستقيم} يعني الصراط المستقيم التكويني وإنما الصراط المستقيم التشريعي, فبتلك القرينة الخارجية وبهذه القرائن الداخلية نقول ان المراد من ممد الهمم يعني الهمم الخاصة لا مطلق الهمم.
قال: من خزائن الجود والكرم, هذا هو البحث الرابع, ما ذا يوجد في البحث الرابع؟ بحث مهم جدا, اتضح انه هذا المقطع يشير إلى انه يوجد واسطة في الإمداد يعني قوله تعالى {كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} يوجد واسطة في الإمداد أو لا يوجد واسطة؟ توجد واسطة باعتبار الصادر الأول أو غير الصادر الأول, من هو؟ بعد ذلك سيأتي, ولكن صلى الله على ممد الهمم, سؤال بتعبيرنا العرفي الواضح ان هذا الذي يُمد الآخرين يمد يده في جيبه ويمد أو يمد يده في جيب الله ويمد أي منهما؟ من اين يمد؟
مرة يمد يده في جيبه ويعطي للآخرين, ومرة يقول أنا ليس عندي شيء وإنما تحت تصرفي خزائن ابي, خزائن احد الملوك فيقول لي تصرف كيفما تشاء, هذه الجملة للإشارة هذا المقطع الرابع وهذا الجملة للإشارة انه إنما يفيض من جيبه أو من ربه؟ ولذا اذا يتذكر الاخوة في آخر مقطع أو في آخر سطر من صفحه 184 قال: إذن من ربه يفيض ما يفيض, وليس من ذاته يفيض ما يفيض وإنما من ربه يفيض ما يفيض لحقائق العالم.
قال: وقوله, يعني قول الماتن قول الشيخ, من خزائن الجود والكرم, يُمد من اين؟ يقول متعلق بقوله ممد الهمم يعني هذا الممد يمد الهمم من اين؟ من خزائن الجود والكرم في المقدمة أولا لابد ان يتضح الفرق بين الجود بين الكرم, عنده عبارة جيدة في الآخر يقول وقيل, طبعاً أربعة اسطر بعد قوله متعلق.
وقيل الفرق بين الوجود والكرم ان الجود صفة ذاتية للجواد ولا يتوقف الجود بالاستحقاق ولا بالسؤال, > يا من يعطي من سأله ومن لم يسأله ومن لم يعرفه < هذا هنا عندما يعطي هذا العطاء يسموه جود, أما إذا وجد سؤال وكان هناك استحقاق فيسمى كرم, وهذه نكتة لطيفة واقعا إذا تم هذا الفرق اللغوي أو الاصطلاحي إذا تام واقعا عند ذلك يعرف من اسمائه الجواد الكريم يتضح بان الله سبحانه وتعالى بعض عطاءاته على أساس جوده وبعض عطاءاته على أساس كرمه فلا بد نحن بحث عن تلك العطاءات التي هي الجود وإلا الكرم لا تحتاج إلى سؤال فقد لا نعرف ان نسأل وقد يراد لها استعداد وقد لا يوجد له لا استحقاق ولا استعداد, أما الجود والعطاءات الجودية ان صح التعبير تلك العطاءات الجودية ان صح التعبير لا تتوقف على سؤال ولا على استحقاق ونحو ذلك وهذه كثيراً جيدة, الآن إذا تمت ولا اقل من باب التسامح في ادلة السنن عندما تسألون الله اسألوه من عطاءاته الجودية لا من عطاءاته الكرمية وهذا اثر المعرفة في السؤال من الله سبحانه وتعالى.
قال: وقيل ان الفرق بين الجود وبين الكرم ان الجود صفة ذاتية للجواد, هذه مرتبطة بمن؟ يعني بعبارة أدق: الفرق بينهما ان الجود مرتبط بفاعلية الفاعل وبما هو, أما الكرم مرتبط بقابلية القابل واستحقاقه وسؤاله فإذا كان السؤال واسعا فالعطاء واسع وإذا كان الاستعداد كان العطاء واسع أما إذا كان ضيقاً إعطني بيت وسيارة وإعطني مقام وجاه وإعطيني جنة فالله سبحانه وتعالى بقدر هذه يعطي.
قال: ولا يتوقف بالاستحقاق ولا بالسؤال بخلاف الكرم فانه مسبوق باستحقاق القابل والسؤال منه, هذا فيما يتعلق لماذا قال من خزائن الجود والكرم, متعلق بقوله ممد الهمم.
والخزائن, بحث ما هي الخزائن؟
في الواقع مسألة الخزائن اصطلاح قراني كما تعلمون {وان من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} بنحو الاجمال فقط وإلا التفصيل في محل آخر وأنا وقفت مع هذا البحث في كتاب مفاتيح معارف القرآن وبينته مفصلا ولكن بنحو الاجمال أقول, الخزائن صريح الآية تبين بأنها فوق القدر والتقدير لان الآية قالت {وان من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر} إذن هذه القدر يصاحب التنزيل وإلا قبل التنزيل وإلا نزال له قدر أو لا قدر له؟ هذه نقطة أساسية, إذا اتضحت هذه الحقيقة كل ما في عالم الإمكان من الكتب الإلهية من الكتاب المبين من لوح المحو والاثبات من الكتاب المحفوظ من الكتاب المكنون كلها هذه الكتب فيها تقدير أو لا يوجد فيها تقدير؟ يوجد, لأنه الآيات تقول لا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين.
إذن: في هذا الكتاب المبين يوجد تفصيل وتقدير أو لا يوجد؟ إذن كل الكتب الإلهية دون الخزائن, لا ادري اتضح المعنى, إذن لو الكتاب المبين في القرآن, كتاب اللوح المحفوظ في القرآن, الكتاب المكنون في القرآن, الكتاب الحفيظ في القرآن فضلا عن لوح المحو والاثبات هذه كلها دون الخزائن الإلهية, وليس عندنا في القرآن الكريم إلا في هذين الموضعين: واحدة هذه الآية المباركة, طبعا آيات أخرى موجودة الآن أنا غير مستحضرها, واحدة هذه الآية {وان من شيء إلا عندنا خزائنه} التعبير عندنا, والآية الأخرى في سورة (كلام لاحد الحضور) أريد عندنا فقط ولهذا قلت لا أتذكر في آيات أخرى في سورة الأنعام لعله الآية 59 في ذهني انظروا الآن انظروا إلى هذه الآية قال {ويعلم ما في البر} سورة الأنعام الآية 59 , قال: {ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} هذا تقدير وتفصيل أو لا يوجد تقدير وتفصيل إذن هذه مرتبطة {وما ننزله إلا بقدر معلوم} لأنه فيها بر وبحر وتسقط ورقة وحبة وظلمات الارض إلى آخره, أما صدر هذه الآية عجيبة قال {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} بقرينة لا يعلمها إلا هو وبقرينة قوله {وان من شيء إلا عندنا خزائنه} يتبين ان هذه مفاتح الغيب مرتبطة بالخزائن, ولعله والله العالم ان بعضها مرتبطة بالأسماء المستأثرة فإذا صارت من الاسماء المستأثرة فهذه {عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} هذه توجد فيها استثناء أو لا يوجد فيها استثناء؟ لا يوجد فيها استثناء, لذا بعض الذين لم يطلعوا على هذه القواعد, السيد الطباطبائي هنا عنده عبارة & في المجلد 7 من الميزان البعض يتصور انه يوجد تناقض بينها وبين ما تقدم هذه عبارته هناك.
يقول: ويشهد بذلك ان الله سبحانه وتعالى إنما ذكر هذا الكتاب في كلامه لبيان إحاطة علمه بأعيان الأشياء والحوادث الجارية في العالم سواء كانت غائبة عنا أو مشهودة لنا في هذا الكتاب المبين, وأما الغيب المطلق الذي لا سبيل لغيره تعالى إلى الاطلاع عليه فإنما وصفه بأنه في خزائنه والمفاتح التي عنده لا يعلمها إلا هو, محل الشاهد, بل ربما أشعرت أو دلت بعض الآيات على جواز اطلاع غيره على الكتاب دون الخزائن كقوله تعالى {في كتاب مكنون لا يسمه إلا المطهرون}.
إذن: لا يمسه إلا المطهرون اطلاعهم بماذا فقط؟ هذه الآية {في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} نعم علم أهل البيت يشمل الكتاب المكنون والكتاب الحفيظ والكتاب المبين هذا كله مشمول بل لعله أيضا يشمل عالم الاسماء ولكن هناك لعالم الاسماء والصفات اسماء مستأثرة ذلك الحرف المستأثر يطلع عليه احد أو لا يطلع عليه احد؟ والذي منه يكون البداء كما اشرنا في الأبحاث السابقة, والعبارة واضحة هنا.
قال: والخزائن هي الحقائق الإلهية المعبر عنها بالأسماء والصفات, إذن مرتبطة بالصقع الربوبي أو بالواقع والعالم؟ يقول مرتبطة بالصقع الربوبي, ولما كان كل من هو الجواد الكريم لا يعطي ما يعطي إلا من اين يعطي؟ إلا من خزائنه وبحسب جوده وكرمه أضاف الخزائن إلى الجود والكرم, من خزائن الجود والكرم واللام فيهما, يعني الجود والكرم, عوض عن الإضافة أي من خزائن جوده وكرمه تعالى, والعبارة اللاحقة أيضا قرأناها,إذن: إمداد النبي كيف يمد؟
وإمداد النبي ’من خزائن الجود والكرم, هذه الخزائن اين موجودة؟ مرتبطة بعالم الاسماء والصفات الذي للحضرة الإلهية إنما هو لقطبيته وخلافته فالخزائن لله والتصرف لخليفته.
إذن: هو يعطي من جيبه أو من خزائن الله سبحانه وتعالى؟ إذن التفتوا جيد القضية ارتبطت بهذه النقطة: وهو انه إذن لا يوجد لأحد أو لا يعطي احد من عند نفسه, إذا كان الصادر الأول لا يعطي من عد نفسه فما بالك بغير الصادر الأول, العطاء لا يكون إلا من الله سبحانه وتعالى.
نعم واسطة العطاء من وإلا كلها مرتبط بمن؟ هذه الخزائن مرتبطة بالله سبحانه وتعالى إذا أردت فلابد من يعطي؟ الله الذي يعطي ولكن هذا التصور أُعطي لوسائط هذه الوسائط, هم الصادر الأول أو الأنبياء, أو الائمة, ولذا تجد القرآن الكريم {إلا ان أغناهم الله ورسوله} التفتوا عجيبة الآية {إلا ان أغناهم ورسوله من فضله} من فضله أو من فضلهما؟ مقتضى القاعدة {إلا ان أغناهم الله ورسوله} من فضله أو من فضلهما؟ الجواب: من فضله لان غيره لا يوجد له عطاء ولا يوجد عنده شيء حتى يعطي, {إلا من فضله} سبحانه وتعالى, وهنا السيد الامام + في حاشيته القيمة في هذا المجال في صفحه 47.
يقول: قوله فالخزائن لله والتصرف لخليفته والخليفة يتصرف في ملك المستخلف له, طبعا هذا الخليفة إذا كان هو الخليفة مثل خلافة الرسول الاعظم فبقدره يتصرف ملك المستخلف له, إذا أنا وأنت أيضاً نتصرف بقدرنا هذه قاعدة عامة: كل خلفية يتصرف في ملك المستخلف له بقدره لا بقدر ملك المستخلف له.
قال: يتصرف في ملك المستخلف له بما شاء وتلك الخلافة, هذه الخلافة الخاصة التي عبر عنها وخلافته إنما هي لقطبيته وخلافته المراد خلافة الرسول الاعظم, قال: و تلك الخلافة, يعني الثابتة للرسول الاعظم, وتلك الخلافة لا تحصل إلا بعد تصرف الحق في العبد بما شاء وكما شاء وذلك إلى غاية أفق الفناء, إذا هذا العبد وصل إلى مقام الفناء في الافعال والفناء في الصفات والفناء في الذاتي عند ذلك المتصرف من؟ المتصرف الله أو العبد؟ هذا بيان دقيق وكثيرا لطيف هذا العبد &إذا وصل إلى مقام الفناء ومقام الفناء كما قلنا أفعالي وصفاتي وذاتي فالله يكون عينه فقط أو هو عين الله؟ هو عين الله, هو جنب الله, هو يد الله, فهذا العبد يعطي او الله يعطي بيد الرسول, فليس هو المعطي, نعم على مستوى قرب النوافل هو يعطي من خزائن الله أما على مستوى قرب الفرائض وهو الفناء في الذات توجد له ذاتية أو لا توجد له ذاتية؟ لا ذاتية, فالمعطي هو الله سبحانه وتعالى {يد الله فوق أيديهم} يد الله {وما رميت إذا رميت ولكن الله رمي} الله الرامي ولكنه بالواسطة أو لا ؟ مع الواسطة, يعطي بلا واسطة أو مع الواسطة؟ يعطي مع الواسطة, ما هي الواسطة؟ يد الخاتم ’, يد ذلك الوصي.
ولذا عبارته يقول: وإذا فنى عن نفسه ذاتاً وصفة فعلا لا يكون تصرف ومتصرف ومتصرف فيه, إلا ممن؟ يقول هذا التصرف والمتصرف والمتصرف فيه, إلا من الله ولله وفي الله.
إذن: النتيجة ما ذا تكون؟ فبوجه, &, الخزائن لله والتصرف للعبد, هذا على مستوى قرب النوافل, وبوجه الخزائن والتصرف لله, وبوجه هما للعبد, وبوجه عكس الأول, وهذه كل الاحتمالات واردة, فإذن تقول هذا التصرف تصرف الله بيد الرسول, وأيضاً تقول تصرف العبد والرسول من خزائن الله إلى آخره هذا بيانه +في ذيل هذه العبارة, طبعاً ليكون في علمكم هذه التعليقات على شرح فصوص الحكم هذه دون الأربعين كتب هذه التعليقات على فصوص الحكم.
قال: فالخزائن لله والتصرف لخليفته, قوله بالقيل الأقوم ( يوجد قطع في المحاضرة).
والحمد لله رب العالمين.