نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (19)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ولابد أن تكون بين الاسم والمسمى مناسبة ما عند أهل التحقيق فهذا الاسم يدل على أن مسماه خلاصة الحكم والأسرار المنزلة على ارواح الانبياء المذكورين فيه.

    حتى يتصل هذا البحث بالأبحاث السابقة أحاول أن أشير ولو إجمالاً الى ما ذكره في هذه المقدمة.

    اذا تتذكرون بأنه ادعائه ادعاء الشيخ أن هذا الكتاب إنما كان في رؤيا مبشرة بتعبيره قال: فإني رأيت رسول الله  ’في مبشرة أريتها في العشر الأخر من المحرم سنة سبعة وعشرين وست مائة أريتها بمحروسة دمشق وبيده كتاب فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به الى الناس ينتفعون به فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الامر منا كما أمرنا.

    في الواقع بأنه في ما يتعلق بهذه الرؤية التي أشار إليها الشيخ توجد عدة أبحاث:

    البحث الاول: الذي ينبغي أن يشار إليه: هل الرؤية حجة أم لا؟ هذه قضية كبروية لا علاقة لها بمحل الكلام, محل الكلام صغرى من صغريات هذه الكبرى, كيف انه في علم الاصول نبحث هل أن الظهور حجة او ليس بحجة, هل أن خبر الواحد حجة او ليس بحجة؟ ومرادنا من الحجية هنا ليس في الحجية الأصولية فقط, يعني بمعنى التنجيز والتعذير بل بالمعنى الاعم الذي يشمل الكشف عن الواقع والكشف عن حقائق الواقع, من قبيل عندما تقول أن الاستدلال العقلي حجة أو ليس بحجة, ما معنى أن الاستدلال العقلي حجة او ليس بحجة, هل معناه منجز أم معذر؟ لا, معناه انه هل يقتنص به الواقع او لا يقتنص به الواقع, طبعا هنا عندما نقول الرؤيا حجة او ليس بحجة مرادنا المعنى الاعم يعني يقتنص بالرؤية الواقع او لا يقتنص, يقتنص بالرؤيا الحكم الشرعي الذي فيه المنجزية والمعذرية او لا يقتنص.

    الجواب لهذه الكبرى التي مع الأسف الشديد هذه لم تطرح عادة في علم الاصول وكان ينبغي طرحها في علم الاصول او لا اقل في نظرية المعرفة, الرؤيا ما يراه الانسان في النوم هل هو حجة يمكن الاستناد إليه او لا ليس كذلك؟

    الجواب: نعم في دائرة, ولا في دائرة أخرى, أما نعم فهذه ما صرحت به الآيات والروايات من قبيل قوله تعالى في سورة الصافات, عندما نأتي الى سورة الصافات نجد هذا المعنى بشكل واضح الآيات 101 الى ما زاد عن ذلك, قال تعالى في سورة الصافات {ربي هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي} يعني بلغ معه مستوى يمكن معه ان يسعى لقضاء الحوائج صار شابا مراهقا يمكن الاعتماد عليه {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام اني أذبحك} الآن جملة من المفسرين يقولون أرى يعني تكررت الرؤية, لا يقال لمرة واحدة {إني أرى}, {يا بني إني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى} المراد من النظر يعني ما هو رأيك ما هو قولك في هذا, {قال يا أبتي افعل ما تؤمر} إذن إسماعيل فهم من هذه الرؤيا الامر الإلهي والآن يقول له {افعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين فلما اسلما وتله للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين}.

    إذن توجد رؤيا بقرينة هذه الآية رؤية صادقة ورؤية غير صادقة, والرؤية الصادقة من أمثال ابراهيم ومن هو على وصي ووارث ابراهيم يكون بناء على هذه الآيات يكون حجة يقتنص بها الامر الإلهي يقتنص بها حقائق الواقع الخارجي, هذا على مستوى الآيات ولعله بالنسبة الى آيات أخرى موجودة.

    وعلى مستوى الروايات, فالروايات أيضاً كثيرة في هذا المجال منها هذه الرواية او الروايات الواردة في اصول الكافي في ص176 كتاب الحجة باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدَّث, الرواية الاولى عن زرارة, جملة من الروايات صحيحة السند.

    الرواية الاولى: عم زرارة قال: سألت أبا جعفر الباقر عن قول الله عز وجل {وكان رسولا نبيا} ما الرسول وما النبي؟ قال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك, إذن يرى أين؟ في منامه والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك.

    رواية أخرى: عن الامام الرضا×, جعلت فداك اخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والإمام؟ قال: فكتب× الفرق بين الرسول والنبي والإمام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم, والنبي ربما سمع الكلام ورأى الشخص ولم يسمع, والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص. وهكذا جملة من الروايات التي تبين.

    اذن على مستوى رؤيا الانبياء وعلى مستوى رؤيا الأوصياء فهو حجة, واضح هذا المعنى, وحيث, الآن هذه الكبرى, وغيره ثبتت الحجية او لم تثبت الحجية؟ لم تثبت الحجية الأصل عدم الحجية حتى تثبت الحجية, على مستوى الانبياء والأوصياء ثبتت الحجية.

    لا يقول لي قائل بأنه: أنا قد يحصل لي من رؤياي القطع لي, طيب هذا حجة لا لأنه رؤيا بل بأنه قطعت والقطع حجة, الآن نحن نتكلم إذا لم يتوفر دافع آخر او دليل آخر او شيء آخر لإثبات الرؤيا نفس الرؤيا بما هي رؤيا, من قبيل أن الانسان اذا قطع بشيء وقام عنده خبر الواحد فهنا حجة, ولعله ليس لخبر الواحد بل للقطع الحاصل له.

    اذن على مستوى الكبرى لا اشكال ولا شبهة في حجية الرؤيا للنائم بالنسبة الى الأوصياء والى الانبياء, أما غير هؤلاء فهل يمكن تركيب آثار الحجية او لا يمكن؟ طبعا, لا ندعي انها كلها كاذبة, ولكنه لم تثبت لنا انها خاطئة, التفت جيدا.

    فرق كبير بين أن ندعي انها كلها مخالفة للواقع وبين أن نقول ما ثبت انه موافق للواقع هذه, وما زاد عن ذلك, هذا من قبيل ما نقوله في حجية خبر الثقة, نقول أن خبر الثقة حجة, طيب غير الثقة كاذب, او ليس بحجة؟ (كلام احد الحضور) نعم لا نريد أن نقول أن كل غير الثقة كل غير العادل فهو كاذب فهو مخالف للواقع, فقط نريد أن نقول ليس بحجة, ولعله يكون مطابق للواقع ولعله رؤيا صادقة, هذه من حيث الكبرى.

    تعالوا معنا الآن الى البحث الثاني وهو من حيث الصغرى, قد يقال بأنه: من حيث الصغرى أيضاً كل من رأى نبيا من الانبياء او وصيا من الأوصياء بمقتضى الحديث الذي قال: (من رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي) أيضاً ماذا تكون؟ صادقة, طبعا اذا تم هذا الحديث فإنه أوسع دائرة من الكبرى التي اشرنا إليها, هناك فقط نحن أثبتنا حجية رؤيا (كلام احد الحضور) النبي لا ليس المعصوم لا لا أبداً المعصوم بحث آخر, النبي والإمام, النبي والوصي, يعني بعبارة أخرى: بحث العصمة نحتاج إليه في محل آخر بعد ذلك أبين, لماذا أنا لم آتي في كلامي العصمة لأنه توجد نكتة.

    أما هذا الحديث لم تم (من رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي) قد يستند الى هذا الحديث لإثبات صدق كل رؤيا يدعي فيها الرائي انه رأى نبيا او رأى وصيا من الأوصياء, طيب هذا الاستناد تام او ليس بتام؟ التفتوا جيدا الى التسلسل المنطقي الذي سوف اذكره بالإجمال لان هذا البحث أتصور انه أشرت إليه في ما سبق.

    هنا عدة نقاط لابد أن يشار إليها:

    النقطة الاولى: وهو أن هذه الرواية هل لها سند او ليس لها سند, يعني أساساً هل هي رواية او ليست رواية؟ هذا واقعا لابد أن يتثبت, أنا واقعا اطلب من الاخوة انه يلتفتوا أن هذه الرواية هل هي واردة في مصادر الفريقين مختصة بأحد الطرق دون الطرق الأخرى, ثم ما هو سندها, سندها صحيح او ليس صحيح, موثق ضعيف, هذه يبحثوها بحث في نفسه من الابحاث القيمة, هذه النقطة الاولى.

    النقطة الثانية: إذا ثبت أن لهذا النص سند معتبر يمكن الاستناد إليه, سؤال: هل يمكن الاستناد الى هذا الخبر الموثق, الصحيح, المعتبر, هل يمكن الاستناد إليه لإثباته في هذه المدعيات (من رآني فقد رآني) او لا يمكن؟ بعبارة أخرى: أدلة حجية خبر الواحد هل تشمل مثل هذه الاحاديث او لا تشمل؟ لأنه قد يقال أن أدلة حجية خبر الثقة مرتبطة بالتنجيز والتعذير الشرعي لا مطلقة, وهذا ما ذكره جملة من الاعلام, إذن على فرض أن هذا الخبر ما هو؟ معتبر, فهل هو مشمول لأدلة حجية خبر الواحد او خبر الثقة او غير مشمول لذلك؟ لذا انتم تجدون على سبيل المثال: الأخبار الآحاد في الامور العقائدية يقولون حجة او ليست بحجة؟ ليست بحجة مع انه خبر الثقة, يقولون لأنه الأدلة الدالة على حجية خبر الثقة دالة في الحلال والحرام والمنجزية والتعذيرية, أما في أمور أخرى, في التأريخ خبر الثقة حجة او ليس بحجة؟ في اللغة خبر الثقة حجة او ليس بحجة؟ وهكذا, هذا كله لابد أن نعرف دائرة حجية خبر الثقة.

    النقطة الثالثة: اذا تم سند الرواية اولا, وتم اعتبار خبر الثقة في مثل هذه الموارد تبقى عندنا شبهة مصداقية في المقام بالنسبة الى الآن ارجع الى الشيخ, بالنسبة الى الشيخ يظهر عندنا شبهة مصداقية وهو انه: من قال انه رأى, نفس الشخص الذي يقول أنا رسول الله إلا ان تقول لي, حصل لي القطع انه رأى رسول الله, فقطعه حجة على نفسه, ولمن حصل له القطع والاطمئنان من كلام الشيخ, أما اذا لم يحصل للشيخ القطع او حصل له ولم يحصل لغيره القطع بكلام الشيخ فهذه الدعوى مقبولة او غير مقبولة؟ غير مقبولة لوجود هذه الشبهة المصداقية. ثم تبقى عندنا إشكالية أخيرة وهي أهم الإشكاليات.

    لو ثبت سند الخبر أن هذا الخبر له سند, وان هذا السند معتبر وأن أدلة حجية خبر الواحد تشمل مثل هذه الاخبار وانه لا توجد في المقام شبهة مصداقية سؤال: هو أدرك هذه الحقائق بعلم حصولي او بعلم شهودي حضوري؟ نص عبارته التفتوا جيدا, تعالوا معي الى ص191 قوله وسط الصفحة قوله: خذ واخرج به الى الناس, ما هو شرح العبارة, أي خذه مني في سرك وغيبك وأخرج به الى عالم الحس والشهادة بتعبيرك إياه وتقريرك معناه, يعني أفيض عليك في باطنك وسرك وغيبك التي هذه الافاضة افاضة ليست حصولية ليست مفاهيم, وبعد ذلك انت حوله من ماذا الى ماذا؟ من عالم الشهود والغيب والباطن الى عالم الشهادة, السؤال: وهو أن هذا التحويل يمكن أن يداخله الشيطان والاشتباه والخطأ والغفلة ونحو ذلك او لا يمكن؟ يمكن وهنا نحتاج الى العصمة, واضح.

    فان المعصوم عندما يحول يداخله او لا يداخله؟ لان المعصوم أيضاً يأخذ هذه المعارف من هذا الطريق, {نزل به الروح الأمين على قلبك} وهكذا باقي الأوصياء, الأوصياء كلهم يأخذون العلم من من؟ من روح القدس, يأخذونه يعني يعلمونه في كتاب قال: لا هو من أفواه الرجال ولا هو شيء نقرأه في كتاب, وإنما هو في باطنه في قلبه في سره في عقله سمه ما شئت في روحه, هو الذي يحوله الى ألفاظ, إذا أردنا أن نقرب أكثر من هذا من قبيل الحديث القدسي فان المعنى يلقى الى النبي او الوصي والنبي يحوله الى ماذا؟ فهذه الالفاظ من إنشاء من؟ ولكن هذه الالفاظ تخطأ ذلك الواقع وذلك المعنى او لا تخطأه؟ لا تخطأه, أما هذا الانسان ثبتت عصمته او لم تثبتت عصمته؟

    فحتى لو تنزلنا عن كل تلك المراحل يعني كل تلك المراحل تمت في الرتبة السابقة, إلا من يعتقد بعصمة الشيخ فهذا حر, نحن لا يوجد عندنا خلاف مع احد هو حر, من يعتقد, كما الآن بعض الجهلة يعتقدون بعصمة هذا وذاك, في زماننا موجودين الآن, في زماننا الم يوجد من يعتقد بعصمة زيد وعمر وبكر من هؤلاء الذين فتحوا الدكاكين ومع الاسف الشديد هنا وهناك أيضاً موجودين في كل مكان وفي كل زمان أيضاً موجودين ولا تتصور فقط في زماننا, حجية قول الصحابة على هذا الاساس, صحيح لا يقول بعصمة الصحابة ولكن عملهم قائم على أساس عصمة الصحابة فكل ما يقوله فهو حجة من رسول الله ’ مع كلامه, والكلام, الآن ليس محل كلامنا هذا.

    إذن هذه النقطة الاساسية وهو: انه تحويله من سره من باطنه من غيبه الى الحس والى الشهادة والى الكتابة الى اللفظ الى.. قد يداخله الشيطان وهنا نحتاج الى العصمة, وهو يصرح بأنه ليس بنبي وليس بكذا, هذا المعنى إنشاء الله تعالى سيأتي في آخر ص199 هناك في السطر الرابع يقول: ولست بنبي ولا رسول ولكني وارث ولآخرتي حارث, أي وارث رسول الله ’. طيب اذا ثبتت العصمة يثبت أن ما ورثه وبينه يكون حجة, أما إذا لم تثبت العصمة كما لم تثبت العصمة جزما ويقينا, عند ذلك حتى لو تمت كل تلك المقدمات السابقة يعني (من رآني فقد رآني) سنده لا اشكال فيه اعتباره لا اشكال فيه مضمونه من حيث الشبهة المصداقية لا اشكال فيه وانه رأى رسول الله  ’وان رسول الله مع ذلك أعطاه, تبقى عندنا هذه الاشكالية الأخيرة.

    اذن كل ما ورد في هذا الكتاب أخواني الاعزاء يكون تابعا لأي شيء؟ تابع لأنه يعرض على كتاب الله وسنة المعصوم القطعي فما وافق كتاب الله وكلامه الذي هو نور فنأخذ به, نأخذ به لا لأنه كلام الشيخ, بل لأنه موافق, أو لا أقل اذا لم يكن مخالفا لكتاب الله, يعني مع القواعد العامة لا يوجد تنافي وإن لم يوجد له هناك تأييد مباشر ولكنه مع القواعد العامة صحيح عنده, يُؤخذ به, وإلا فعهدته مثل عهدة هذه المدعيات والمعارف على مدعيها, من حصل له الاطمئنان فبها, فطوبى له, ومن لم يحصل له الاطمئنان كما نحن, لا يحصل لنا الاطمئنان بمجرد ما قال الشيخ, بمجرد ما قال السيد حيدر الآملي, بمجرد ان الفلاسفة قالوا بمجرد ان العرفاء قالوا, نحن لا يحصل لنا الإطمئنان, نعم يحصل لنا الاطمئنان إذا وجدنا شواهد وقرائن وأدلة من الكتاب ومن سنة المعصوم تؤيد تلك الدعوى.

    (كلام احد الحضور) كله لماذا لأنه يبقى كثير من التفاصيل, لذا هذه الجملة الثانية التي أنا أشرت إليها بعبارة أخرى: انظروا وسائل الشيعة موجود بأيدينا او لا؟ ماذا تفعلون اذن بعلم الفقه, ماذا يفعل الفقيه؟ (كلام احد الحضور) جزاك الله خيرا, يدعي العارف من خلال مكاشفاته وصل الى فهم الى قراءة الى حقيقة موجودة في النصوص ولكن عندما نقرأ النصوص كنا نلتفت إليها او لا؟ فمن خلال الكشف يقول لا, هذا النص يراد منه هذا وذاك يراد منه كذا, وانت جنابك عندما يعرض عليك النص تجد واقعا له ظهور أو ليس له ظهور؟ تجد واقعا له ظهور, أما اذا لم ينبهك هذا الكشف كنت تنتبه او لا؟ لا تنتبه, والا القران الكريم مملوء بالوحدة, الوحدة الحقة الحقيقة للواجب (سبحانه وتعالى) وهي الوحدة القهارة او غير مملوء؟ مملوء, طيب لماذا لم يلتفت إليها الفلاسفة والعرفاء؟ موجود في القران, الى الآن يقولون وحدة كذائية, أمير المؤمنين ×عندما شرحها رجعنا الى الآيات رجعنا وجدنا عجيب القضية واضحة ولكن كنا ملتفتين او لا؟ هذه نقطة.

    اذن علم العرفان يبقى له قيمة, كما علم الفقه يبقى له قيمة, هذه نقطة.

    النقطة الثانية: أن جملة من التفاسير, فلذا قلت أنه أما موافقة او لا أقل غير مخالفة, هذا غير مخالفة تصير اعم, قد تشير الى بعض النكات وإلى بعض التفصيلات, أنا عندما ارجع الى الاصول والقواعد أجد انها تنسجم أو لا؟

    نعم, نعم لا أجد بالضرورة ما يؤيد هذه المفردة التفصيلية ولكنه أجد ما ينافيها او لا أجد؟ لا أجد بل أجد قواعد عامة تؤيدها, طيب وهذا نفس الكلام الذي قلناه في مسالة عرض أحاديثهم على كتاب الله, قلنا ما معنى ما وجدتموه في كتاب الله ما معنى وجدتم؟ قال: ليس بالضرورة ما وجدتموه يعني هو, والا يلزم ان يكون لغوا هو, الجواب: أصلاً لا ينافي اصول القران قواعد القران وهكذا في علم العرفان.

    إذن علم العرفان ومكاشفات العارف من أهم فوائدها ومن أهم الآثار المترتبة عليها هو انه يكشف لك عن حقائق وينبه الذهن أنها موجودة في القران وفي الرواية ويمكن إقامة الدليل, قد على سبيل المثال: يشير الى حقيقة من الحقائق العرفانية, التفتوا جيدا هذه إضافة, يضاف إليها, قد يشير الى حقيقة من الحقائق المعرفية او حقائق العالم, ولكنه انت تجد انه يمكن إقامة البرهان عليها او لا, فإذا أقيم البرهان عليها تكون حجة او لا تكون؟ إذا لم ينبهك هذا العارف على هذه الحقيقة, كنت تذهب الى الدليل العقلي او لا تذهب؟ فتنبيهك انه أنا رأيت في مكاشفاتي هذه الحقيقة يكون منبها ومحرك لتحصيل الدليل عليها.

    إذن واقعا الخدمة التي يقدمها او تقدمها مكاشفات العرفاء كبيرة جدا, كثير من معارفنا التي نحن عندما رجعنا إليها وجدنا, حتى أقرب المسألة أكثر, لأنه هذه من المطالب التي من الإشكالات المعروفة وهي انه هذه التي يقولها العرفاء موجود في كلام أهل البيت^ او غير موجود؟ منفصلة حقيقية, موجود او غير موجود؟ إن قلت غير موجود يقول لا قيمة له, ان قلت موجود يقول طيب هذا لفظ اسم, طبعا هذا لا فقط هناك يقولونه في الفلسفة أيضاً يقولون هذا الكلام, مدعى الإخباريين واضح في كلامهم.

    الجواب: نقضا وحلا, سؤال: هؤلاء الذين كتبوا في الفقه آلاف المجلدات موجود في وسائل الشيعة او غير موجود؟ إذا لم يوجد فلا قيمة له, إذا موجود فماذا هذا اللفظ, لماذا يا صاحب الحدائق تكتب أربعين مجلد ماذا نفعل به, نقول هذا وسائل الشيعة, لماذا يا صاحب الوسائل تكتب وسائل الشيعة أصلاً, وتعنون الأبواب وتجمع الروايات لماذا, أساسا هذه كلها اجمعها في كتاب الواحد وأعطها بيد المكلف, قل كل ما تحتاجه اين موجود؟ (كلام احد الحضور) لا ليس هكذا, وهذا أي علم من العلوم.

    انت جنابك ماذا تفعل بالطبيب, هذا الطبيب الذي تذهب إليه انت موجود هذا الذي يقوله في كتب الطب او غير موجود؟ فان لم يوجد فلغوا هذا, إذا موجود فلماذا انت تذهب إليه؟

    الجواب: جدا واضح, قاعدة عامة هذه, هذا نقض, والحل هو نعم, موجود ولكن هذه فيها ناسخ وفيها منسوخ وفيها مطلق ومقيد وفيها حقائق وظاهر وفيها باطن وفيها سند وفيها تأويل وفيها سر وفيها علن وفيها باطن, الى آخره هذه كلها من ينبه عليها؟ لا اقل الحكيم له دور, والعارف له دور, والمتكلم له دور, الفقيه أيضاً له دور, وكل ذي علم له دور في انه نفهم هذا القران, لأنه نحن فقط هذا القران الذي بين أيدينا {انزل عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} مثال آخر اقرب القضية حتى تعرفون هذه الحقيقة.

    سؤال: انتم ترون بعض علمائنا او بعض هؤلاء المتأثرين بالغرب, عندما يصير اكتشاف في الغرب يقولون هذا اين موجود؟ (كلام احد الحضور) طيب سؤال جيد لعله واقعا موجود, أنا لا أريد أن انفي بنحو السالبة الكلية, لعله موجود, ولكن أنت التفت أم لا؟ لم تلتفت, من كشف عن هذه الحقيقة, العلم كشف عن هذه الحقيقة التجريبي كشف عن هذه الحقيقة, هذا صار سببا عندما ترجع الى القران تجد عجيب كيف القران في غفلة في التفاتة في إشارة أشار الى تلك, فمن له الفضل في مقام الإثبات على كشف هذه الحقيقة من القرآن؟ العلم التجريبي له الفضل في مقام الإثبات, له الفضل في هذا.

    كما ان علماء الفلسفة وعلماء العرفان وعلماء الفقه وعلماء الاصول وكل العلوم لهم الفضل في مقام الإثبات أن نفهم معارف القران لا أنهم الفضل على القرآن لا لا, لهم الفضل علينا الذين نفهم, تقول عجيب إذن كيف تقولون القران, لا, مقام الثبوت القران غني عن كل ما, تبيان كل شيء, ولكنه في مقام فهم القران الكريم وهذا الذي نحن مرارا اشرنا إليه.

    سؤال: هذه آخر مثال, سؤال: كل ما يقوله أهل البيت^ موجود في القرآن أم لا؟ (كلام احد الحضور) أي منها؟ (كلام احد الحضور) قلت اذا لم يوجد في القران إذن له قيمة او لا قيمة له؟ لا قيمة له, قلت موجود في القران اذن نحتاج الى أهل البيت ^ او لا؟ لا نحتاج وهذه هي الدعوى التي جملة من مشاهير المسلمين يقولون أهل البيت ماذا يريدون ان يقولون, يقولون بأنهم عدل القران, يبينون شيئا موجودا في القران طيب نحن نرجع الى القران, نحن أيضاً نفهم لسان العرب, يبينون شيئا غير موجود في القران, لا نحتاج إليه, نحن يكفينا كتاب الله لماذا؟ لان القران قال {تبيانا لكل شيء} نور بيان تبيان كله.

    الجواب: ان القران في مقام الثبوت يحتاج الى احد او لا؟ في الواقع ونفس الأمر كلهم عيال على ماذا, ولذا قالوا سلام الله عليهم, قالوا أي شيء بيناه لكم اسألونا في كتاب الله, يعني كل شيء موجود في كتاب الله, ولكن أنا وانت نستطيع ان نستخرج كل شيء من كتاب الله او نحتاج الى من نوسطه الذي فهم كتاب الله على ما هو عليه؟

    فإذن القران يحتاج الى أهل البيت او أنا احتاج الى أهل البيت لفهم القران الكريم؟ فرق كبير بين ان نقول ان القران محتاج الى أهل البيت وبين ان نقول القران غني أنا احتاج الى أهل البيت {لتبين للناس ما نزل إليهم} كما جنابك تحتاج الى الطبيب ليبين لك ما يوجد في كتاب الطب, كما تحتاج الى المهندس ليبين لك ما وجد في كتب الهندسة, واضح هذا المعنى.

    اذن الطب, الهندسة, الكلام, الفقه, تبقى علوم أساسية مهمة الاصول, تبقى علوم أساسية مهمة وكلها أدوات مهمة وأساسية ونافعة وجليلة لفهمنا معارف الدين, بعبارة أخرى: لاقتناص هذه المعارف من النص الوحياني من النص الديني سواء كان وحيا او كان كلاما معصوما صادرا من النبي او المعصوم ^.

    إذن النتيجة التي انتهي إليها في هذه الجملة اخواني الاعزاء:

    أن هذا الكتاب كل ما ورد فيه نحن لا نتعامل معه كرأي شخصي, من يريد ان يتعامل معه ككتاب من رسول الله هو حر في ذلك, نحن لا يوجد عندنا معركة مع احد ولكنه من الناحية النظرية من الناحية الإيمانية من الناحية الإعتقادية نتعامل معه مثل أي كتاب نظري آخر نعرضه على كتاب الله وعلى سنة نبيه وعلى أقوال الائمة ^ وعلى الاستدلالات العقلية فما وافق او لا اقل لم يخالف نقبله, وما خالف فنرد علمه الى صاحبه, نقول أنت أولى به, بيني وبين الله نحن عموم أولئك الذين نجزم, لا جزما باطل لا اشكال, لا لا, هو معتقد جزاه الله خيرا هو واعتقاده, ولكن نحن نعتقد او لا نعتقد؟ لا نعتقد.

    نرجع الى أصل الكتاب, هذه العبارة وجدت فيها بعض الإضافات بينتها, نرجع الى أصل المطلب.

    قال: ولابد, لماذا سمي هذا الكتاب بفصوص الحكم؟

    يقول: قاعدة ان الاسماء الإلهية عموما التسمية الإلهية ليست من قبيل التسميات التي عندنا, الله عندما يسمي رسول الله عندما يسمي هذه التسمية لابد من وجود مناسبة بين الاسم وبين المسمى, أنا وانت لسنا كذلك, أنا وانت, طبعا بعض الاحيان يوجد ولكن بعض الاحيان أيضاً لا يوجد, أنت عندما تسمي أول يوم ابنك جواد لمحبتك لاسم الامام الجواد×, ولكن ليس لمناسبة بين هذا الوجود الخارجي وبين الجود والكرم, أو عندما تسميه باسل ليس بالضرورة تريد ان تشير الى بسالته والى شجاعته والى مقدامه ونحو ذلك, لا, لأنه يعجبك هذا الاسم اللطيف هذا الاسم المبارك هذا النغم الخاص الموجود لهذه الحروف هذه كلها.

    إذن ليس بالضرورة انه توجد هناك مناسبة بين الاسم وبين المسمى, أما بخلافه (سبحانه وتعالى) عندما يسمي موجود أحمد, عندما يسمي موجود محمد ’, عندما موجود يسمى فاطمة, تسمى كوثر، او تسمى محدثة, هذه الاسماء كلها تبين انه هناك علاقة مناسبة بين الاسم وبين المسمى وهو الذي يشير إليه في هذا المقطع.

    يقول: ولابد ان تكون بين الاسم الذي هو فصوص الحكم, والمسمى الذي هو هذا الكتاب, مناسبة ما عند أهل التحقيق والا فالتسمية ممن صدرت؟ أما قلنا في ما سبق انه الاسم من الله (سبحانه وتعالى) اذا تتذكرون قلنا سماه قال: هذا كتاب فصوص الحكم يحتمل أن يكون إخبارا منه بأنه اسمه عند الله, الله سماه, او يكون إنشاءً رسول الله ماذا؟ اسميه فصوص الحكم.

    يقول: ولابد ان تكون بين الاسم والمسمى مناسبة ما عند أهل التحقيق فهذا الاسم وهو فصوص الحكم, فهذا الاسم يدل على أن مسماه مسمى هذا الاسم خلاصة, على مستوى الوجود اللفظي, او على مستوى الوجود الكتبي, خلاصة الحكم, هذه الكلمات اتضح معناها في ما سبق, ما معنى الحكمة, خلاصة الحكم والأسرار المنزلة على أرواح الانبياء المذكورين, الانبياء المذكورين اين؟ المذكورين في هذا الكتاب, في فصوص الحكم, الحمد لله منزل الحكم على قلوب الكلم, إذ لماذا فسرت الفص بخلاصة, إذ فص الشيء زبدته وخلاصته هذا معناه لغويا, إذ هذا بيان تعليل لسبب تسمية او تفسير الفص بالخلاصة, إذ فص الشيء لا فُص الشيء, فَص الشيء, إذ فص الشيء خلاصته وزبدته كما سنبين إنشاء الله تعالى هو يبين في آخر هذه المقدمة, وأيضاً هذه وأيضاً, تعليل آخر, هذا الم يقل وإذ, إذ فص, وأيضا ما كان ينبغي ان يكون في أول السطر, هذا تتمة الحديث, لماذا فسرنا الفصوص بالخلاصة؟ يقول: لوجهين:

    الوجه الاول: إذ فصل الشيء هو خلاصة الشيء زبدة الشيء, وأيضاً هذا تعليل آخر, وأيضاً لما كان هذه الابحاث باعتبار انها تقدمت فلا نحتاج الى أن نقررها من الخارج ونطبقها, وأيضا لما كانت مراتب تنزلات الوجود في قوس النزول, مراتب تنزلات الوجود وهذه الحقيقة الواحدة ومعارجه في قوس الصعود لما كانت هذه التنزل والمعارف, إليه {يدبر الامر من السماء الى الارض} هذه تنزلات {ثم يعرج إليه} هذه المعارج هذا قوس الصعود, ومعارجه ما هي؟ خبر كان, ومعارجه دورية, هذه إشارة الى انه هذا النازل والصاعد ليسا خطان متوازيان بل هما قوسان حتى يلتقي الابتداء او يلتقي الانتهاء بالابتداء, وهذه نكتة اشرنا إليها مرارا لماذا ان هؤلاء يعبرون قوس النزول وقوس الصعود لا يقولون خط النزول وخط الصعود؟ لأنه اذا كانا خطين يلتقيان او لا؟ لا يلتقيان, أما اذا صارا قوسين هذه النقطة نقطة الانتهاء تصل الى نقطة الابتداء.

    قال: ولما كانت مراتب تنزلات الوجود ومعارجه دورية هذه نقطة, اذن صارت عندنا دائرة, وقلب الانسان الكامل {نزل به الروح الأمين على قلبك} وقلب الانسان الكامل محلا لنقوش الحكم الإلهية, الحمد لله مُنزل الحكم على قلوب الكلم, يقول: هذا كله شبهها بحلقة هذه مراتب التنزلات ومعارجه شبهها بحلقة الخاتم من باب تشبيه المعقول بالمحسوس, هذه الحلقة في وسطها ماذا يوجد؟ يوجد الفص, هذه الحلقة يوجد فيها فص, قال: شبهها بحلقة الخاتم والقلب, يعني شبه القلب بالفص الذي هو محل النقوش التي تنقش على ذلك الفص, كما قال في آخر الفص الاول.

    في آخر الفص الاول اخواني في ص 313 الفص الاول يعني آخر الفص الآدمي, هناك في ص313 هذه عبارته: وفص كل حكمة الكلمة المنسوبة الى تلك الحكمة فاقتصرت على ما ذكرته من هذه الحكم في هذا الكتاب على حد ما ثبت في أم الكتاب, طيب هو يدعي أنه ارتباطه اين؟ أم الكتاب, لأنه لا يكون في القران الكريم, {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} على أي الاحوال, بحثه إنشاء الله هناك سيأتي, على أي الاحوال.

    قال: وشبهها بحلقة الخاتم وشبه القلب بالفص الذي هو محل النقوش كما قال: في آخر الفص الأول الفص الآدمي, وفص كل حكمة الكلمة التي نسبت الى تلك الحكمة, اذن لهذين السببيين لهذين التعليقتين: فص الشيء, وأيضاً, سمي الكتاب بفصوص الحكم لما فيه أي في هذا الكتاب من بيان تلك الفصوص وبيان تلك الحكم.

    خذه واخرج به الى الناس, فهذه العبارة أيضاً شرحناها في الدرس السابق, قال: خذه واخرج به الى الناس, من قال له؟ قال: فقال لي, يعني رسول الله, هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به الى الناس ينتفعون به, قوله خذه واخرج به الى الناس أي خذه مني اين خذه؟ يعني واقعا رسول الله  ’ كان قد ألف كتابا في النوم وأعطاه وقال له هذا أعطه للناس هكذا, طبعا قد يكون كذلك هذا فهم القيصري هكذا كان وإلا قد يكون في النوم يرى وصيا من الأوصياء ولياً من الأولياء يعطي بيده شيء ويجلس من النوم ويرى ان ذلك الشيء بيده هذا محذور فيه, من حيث الكبرى لا الصغرى, فلا يأتينا بكرة شخص ويقول هذا القلم أعطانياها رسول الله, هذه الريشة أعطانياها فلان, لا لا, البحث الصغروي نحن لا ندخل فيه, نحن نتكلم عن البحث الكبروي, هذا ممكن لا محذور فيه, وهو ان الانسان في النوم او في اليقظة انه يأتيه ملك ويأتي به بتفاحة, نحن نعتقد ان غذاء الجنة جاء الى النبي وأهل البيت لا مرة ولا مراتب متعددة, بل بعض الألبسة والملابس جاءت الى الحسن والحسين, روايات موجودة الآن بغض النظر عن صحة السند او عدمه, من الناحية العقلية يوجد منع او لا يوجد منع؟ لا يوجد منع.

    يقول: أي خذه مني في سرك يعني {نزل به الروح الأمين على قلبك} يعني رسول الله أعطاه في قلب الشيخ, في سرك وغيبك واخرج, أقرر الكتاب لا انه اقول اعتقاداتي, هذه للمقدمة للمرة العشرين للمرة المائة أقولها, ليس بالضرورة انه كل ما موجود في الكتاب هنا أنا أصدقه وأؤيده كما اتضح من خلال الأبحاث السابقة.

    وأخرج به الى عالم الحس والشهادة الذي يكون كتابا اكتبه بيد الناس, الآن أما بتعبيرك إياه وتقريرك معناه هذا على نحو اللف والنشر المرتب بعبارة تناسبه, لأنه بتعبيرك إياه, بعبارة تناسب ذلك التعبير, وإشارة تناسب ذلك المعنى, وتقريرك معناه, لينتفع به الناس ويرتفع عنهم حجابهم, وقوله, هذا يأتي.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/01/09
    • مرات التنزيل : 1456

  • جديد المرئيات