نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (37)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    كان الكلام في النصوص الروائية التي هي لا اقل مستفيضة للإشارة أن لم نقل متواترة للإشارة الى أن هناك مخلوق أول في نظام عالم الامكان, من الروايات التي انتهينا إليها هذه الرواية في البحار المجلد الخامس عشر ص8 الحديث الثامن الرواية:

    عن ابي ذر الغفار عن النبي’ قلت يا ملائكة ربي, الى أن قال يا رسول الله, يا ملائكة ربي هل تعرفونا حق معرفتنا, فقالوا يا نبي الله وكيف لا نعرفكم وانتم أول ما خلق الله.

    الرواية بالإضافة الى انها تثبت أن النبي الأكرم      ’ او حقيقة النبي الأكرم, انه الصادر الاول, تثبت أن أهل البيت لهم دور هناك, لان الرواية تقول: كيف لا نعرفكم, لا كيف لا نعرفك, كيف لا نعرفكم وانتم أول ما خلق الله.

    اذن يظهر, والروايات صريحة بهذا المعنى أنه بعد رسول الله أمير المؤمنين وبعد أمير المؤمنين الزهراء, وبعد الزهراء الحسن والحسين, وبعد الحسن والحسين باقي الائمة أهل البيت^.

    قال: خلقكم أشباح نور من نوره في نور من سناء عزه ومن سناء ملكه ومن نور وجهه الكريم, وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنية, الى آخره, طبعا هذا وكان عرشه على الماء هذا قبل الخلق, كما في روايات كثيرة تشير الى هذه الحقيقة, والا بعد ما كان كذلك, قال من يحمل علمه, قال كذا, ولكن بعد أن صار الصادر الاول قال حمله العلم والدين كما سنقرأ.

    الرواية هذا مضمونها, ثم خلق الملائكة من انوار شتى وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون وتحمدون وتهللون وتكبرون وتمجدون وتقدسون فنسبح ونقدس.

    اذن معلم الملائكة من؟ هم   ^سبحنا فسبحت الملائكة, قدسنا فقدست الملائكة, اذن {ونحن نقدس لك} هذا التقديس من اين كانوا قد تعلموه؟ تعلموه, وهذه إنشاء الله تعالى هذه هي التي سوف تكون قرائن أن هذا القضية المذكورة في القرآن الكريم ليست قضية في واقعة, لأن الظاهر في هذه القضية في الواقع اذا حملناها أنه الملائكة كانوا موجودين وكانوا يقدسون وكان يسبحون والأعمال على ما هي عليه, والله خلق الخليفة او لم يخلق الخليفة؟ بعد لم يخلق الخليفة, مع انه هذا خلاف هذه الروايات التي تصرح بان الموجود الاول هو الخليفة والتقديس والتسبيح إنما كان بواسطة هذا الموجود وبعد ذلك سيأتي بحثه.

    قال: نسبح ونقدس ونمجد ونكبر ونهلل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتمجيدكم فما انزل من الله فإليكم وما صعد الى الله فمن عندكم فلم لا نعرفكم أقرأ علي منا السلام, الرواية طويلة الى آخره.

    اذن هذه الرواية تشير الى مجموعة من الخصائص أنهم أول ما صدر وأنهم واسطة الفيض الذي نحن قلنا من الخصوصيات انه واسطة الفيض, لان الرواية تقول فإنكم فما أنزل من الله فإليكم واسطة الفيض, وكذلك أنهم صاروا واسطة لتعليم الملائكة {يا آدم أنبأهم بأسمائهم}.

    من الروايات الأخرى الموجودة في هذا الباب, أيضاً في نفس البحار المجلد الخامس عشر ص16 الحديث 22, الرواية عن داوود الرقي عن أبي عبد الله الصادق× قال: لما أراد الله عز وجل أن يخلق الخلق خلقهم ونشرهم بين يديه ثم قال لهم من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله والأئمة^ فقالوا أنت ربنا, محل شاهدي هذه الجملة, فحملهم العلم والدين, هؤلاء أول من حمل العلم, {وعلم آدم الاسماء كلها} بلا واسطة, فأول حامل من عالم الامكان هم هؤلاء رسول الله وأهل بيته    ^ ومن هنا صاروا واسطة الفيض لجميع الانبياء والمرسلين وان كانوا في عالم الباطن في عالم الملكوت, وبتعبير بعض الروايات في عالم السر, (كنت مع الانبياء سرا) المراد من السر يعني عال الملكوت عالم الباطن عالم الغيب هو واسطة الفيض لمن دونه جميعا, وهؤلاء كلهم إنما يستمدون من الرسول الاعظم     ’ ولكن يستمدون منه مباشرة او بواسطة؟ الجواب: أنهم يستمدون منه بواسطة علي أمير المؤمنين×, الرواية طويلة, ثم قال: للملائكة هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي وهم المسئولون.

    رواية أخرى موجودة في ص15 الحديث 19, الذي قرأناها مرارا للاخوة الرواية عن ابي نباتة قال: قال أمير المؤمنين×: الا اني عبد الله واخو رسوله وصديقه الاول, وهذا الذي اشرنا إليه انه أمير المؤمنين   × صدق النبي     ’ في ذاك العالم وصدقه في هذا العالم, وصدّيقه الاول وقد صدقته وآدم بين الروح والجسد, هذا أي آدم بين الروح والجسد؟ هذا آدم أبو البشر.

    اذن هناك موجود حقيقة واقعة وهو انه أساساً طبعا والتعبير وصدقته لأنه أيضاً كان له دور, هذه الحقيقة كان لها دور, لا فقط انه دورها ها هنا, بعبارة أخرى: هذه الحقيقة في كل عالم لها دورها الخاص بذاك العالم, لذا ورد رواية عن المفضل قال: قال أبو عبد الله× يا مفضل أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله وهو روح, قبل أن يأتي الى عالم الدنيا الى عالم الشهادة, {إنما أنا بشر مثلكم} بعث رسول الله وهو روح الى الانبياء عليهم السلام وهم ارواح قبل خلق الخلق, اذن واضح مرتبط بعالم آخر لا بعالمنا, قلت بلى, قال أما علمت انه دعاهم الى توحيد الله وطاعته وأتباع أمره ووعدهم الى آخره, هنا يقول أمير المؤمنين صدقته أول من صدقته في ذلك العالم, في ذلك العالم هو أول مصدق.

    ومن الروايات الواردة في هذا المجال, هذه الرواية القيمة, بلي (كلام احد الحضور) المجلد الخامس عشر من البحار, ومن الروايات القيمة التي ينقلها فيض الكاشاني في كتابه نوادر الاخبار, الرواية ينقلها عن إكمال الدين, عن الامام الرضا× عن آبائه عن أمير المؤمنين^: قال: قال رسول الله ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني, قال علي عليه السلام فقلت يا رسول فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال يا علي: إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللائمة من بعدك وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا, يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم .. الى أن تقول الرواية: ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون, وانه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا, الرواية طويلة, إنشاء الله يراجعونها الاخوة, فقالت الملائكة: لا حول ولا قوة الا بالله فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق لله تعالى من ذكره علينا من الحمد على نعمه فقالت الملائكة الحمد لله, فبنا اهتدوا الى معرفة توحيد الله.

    هؤلاء وساطة المعرفة, (من عرفكم فقد عرف الله) هذه ليست مختصة بعالمنا لأنهم هم وسائط المعرفة هم آيات الله الكبرى, بطريقه أساساً الله (سبحانه وتعالى) أراد شيئا بدأ بكم, على أي الاحوال.

    فبنا ابتدئوا بمعرفة التوحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده, ثم التفتوا جيدا الروايات واضحة, الله يعلم كما يقول العلامة المجلسي, اذا واحد عنده خبرة في الروايات هذه المسألة تكون من الواضحات, من البديهيات بان هؤلاء عليهم السلام كانت لهم مقامات قبل أن يأتوا الى عالمنا هذا, الرواية تقول: ثم إن الله تعالى خلق آدم, واضحة.

    طبعا هذه ثم, من الواضح ليست ثم للتركيب الزمان وإنما للتركيب الوجودي لان هؤلاء وساطة الفيض (أول ما خلق الله نور نبيكم ثم خلق منه كل خير).

    الآن هنا المسألة, التفتوا: وأودعنا صلبه, (ما زلت انتقل من أصلاب الطاهرين الى أرحام المطهرات) وأمر الملائكة للسجود له تعظيما لنا, لا لآدم وهذا الذي انتم تتذكرون هذه العبارة التي قرأناها كاملة تشير الى هذه النقطة اذا يتذكر الأخوة, قال: ولما كان آدم أبو البشر ص210, أول أفراده في الشهادة ومظهر الاسم ألله من حيث جامعية خواص أفراده الكمل, هذا الذي قلنا وصف بحال متعلق الموصوف, يقول: اذا وجدتم كرامة لآدم وأعطي بعض الخصوصيات, ولذا نحن روايات السجود في آدم لم ندخلها في الحساب لان هناك احتمال يوجد بان السجود هناك كان لهذا آدم أبو البشر بوجوده الملكوتي لا مشكلة, لذا أنا تلك الروايات لم ادخلها في الحساب, وإنما وقفت عند قوله {وعلم آدم الاسماء كلها}.

    قال: بلحاظ جامعية خواصه الكمل خص الفص باسم آدم لما يحتمله او لما أود في صلبه من هذه المقامات تعظيما لنا وإكراماً وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم ونحن في صلبه, هذه أيضاً رواية.

    من المصادر التي الاخوة يراجعونها, وهو ما أشرت إليه في التوحيد المجلد الثاني ص441 هناك كل الروايات والمصادر الموجودة من الاحاديث المشهورة في هذا المضمار ما جاء عن النبي كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث, وكذلك ما جاء في ليلة المعارج إنك عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا, وكذلك ما تواتر من طرق صحيحة وقرأناها من العلامة الأميني في الغدير الجزء السابع ص56 وكذلك ما تواتر من طرق صحيحة (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) مصادره أيضاً: الحاكم في المستدرك, والبيهقي والطبراني والسركي والقسقلاني والزرقاني وعشرات المصادر التي يشير إليها العلامة الأميني في كتابه الغدير, الاخوة إنشاء الله يراجعونها هناك.

    إذن أنا أتصور بأنه هذه الآية وهي قوله تعالى {وعلم آدم الاسماء كلها} هذا يريد أن يشير الى مقام حقيقة الخاتم’ وليس المراد من آدم في هذه الآية المباركة من سورة البقرة آدم أبو البشر, لأن الخصوصيات التي ذكرت في هذه الآية المباركة لا يمكن أن تنطبق على آدم أبو البشر, وإنما تنطبق على الصادر الاول الذي هو نور نبينا      ’ وكما قلت بأنه أساساً هذه الأولية ليست مختصة به وإنما شاملة هذه الرواية لعله لم أقراها وأقراها للاخوة لأنها مهمة, (إن الله خلقني) الرواية في ص10 من المجلد الخامس عشر, الحديث الحادي عشر الرواية عن أنس إن النبي قال (إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور) وأنا أتصور اذا ترجعون الى خلق الزهراء÷ تجدون روايات كثيرة في هذا المضمون ومن هذه الروايات, هذه الرواية القيمة التي قلت لكم انها روايات كثيرة, قال: يا سلمان خلقني.

    واللطيف أن هذه الروايات بالأعم الاغلب جاءت عن رسول الله’ وعن خواص اصحاب الرسول يعني سلمان وأبو ذر وهذه الطبقة.

    الرواية عن سلمان الفارسي نقلها في الاختصاص, قال: النبي يا سلمان هل علمت من نقبائي ومن الاثنى عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي, فقلت الله ورسوله أعلم, قال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعت, وخلق من نوري عليا فدعاه فأطاعه وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعت وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا بالخمسة الاسماء من اسمائه, الله المحمود وأنا محمد, والله العلي وهذا علي, والله الفاطر وهذه فاطمة, والله ذو الإحسان الى أن يقول: وهذا حسن والله المحسن وهذا الحسين ثم خلق من صلب الحسين تسعة ائمة قبل أن يخلق سماءً ملكاً بشراً.. الى آخره.

    اذن الرواية واضحة أن التسلسل الموجود هنا تسلسل أيضاً موجود, فلذا تجدون الروايات الموجودة في باب الشهادة تبين أن اصحاب الكساء لهم مقام غير ائمة التسعة الباقين وعندما تدخل أيضاً الى مقام اصحاب الكساء تجد أن رسول الله وعلي, أما رسول الله وعلي فلهما فضلهما, أصلاً لهما خصوصيتهما الخاصة, وعندما تأتي الى الزهراء تجد أن الزهراء لها خصوصيتها الخاصة, وعندما تأتي الى الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما, بعبارة أخرى: أن ما في عالمنا مظهر ما في تلك الحقائق الموجودة في ذلك العالم, وقلت لكم واقعا الروايات اذا الاخوة لهم مزاج هذا البحث يراجعونه, وهو يجمع الروايات الواردة بهذا المضمون وهذا التسلسل الوجودي في عالم الملكوت اجمعوا الروايات فلينظروا واقعا من عشرات إن لم أقل مئات الروايات الواردة في هذا المجال, عند ذلك البحث السندي أيضاً لا معنى له, جيد هذا أيضاً بحث.

    بحث آخر: البحث الآخر الذي أنا أتصور نحتاج أن نقف عليه قليلا لأنه مع الاسف الشديد منقول عنا في ما لا يوافق ما نعتقده, هو أنه: القرآن الكريم واضح يشير الى قضية {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة, قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} الى آخرها, {وعلم آدم الاسماء كلها} يتبين انه قضية في واقعة ظاهرها وهو انه يوجد حديث وحوار, وهذه أيضاً الكتب الحديثة المتعارفة عندما تأتي تقول انظروا الله (سبحانه وتعالى) كان يحاور ملائكته فلماذا نحن لا نحاور, هذه من الجزف, هذه الآيات يقولون انظروا الله يوجد عنده حوار مع الملائكة, انظروا الله (سبحانه وتعالى) وعندما الملائكة ردوا عليه الله أيضاً لم يقل لهم شيئا..من هذا الكلام الذي تقرأوه في الكتب.

    واقعا هذه القضية وكذلك الآن القضية الأخرى لا أتكلم, أتكلم في هذه القضية والقضية اللاحقة أيضاً من هذا القبيل, {يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة} يعني واقعا خلق آدم وحواء يعني واقعا كان في الجنة والباب أيضاً مغلق قال لهم الآن أدخلكم الجنة وهكذا لا تفعلوا وهكذا لا تفعلوا وهؤلاء أيضاً دخلوا وبقوا أكثر من يوم وهكذا فعلوا وهكذا أخرجوهم وبعد ذلك قال لهم انتم مطرودين من هنا وطردوهم, القضية واقعا بهذه الطريقة المذكورة في القرآن كقصة واقعية شخصية لها هذه الحدود المذكورة أم القضية قضية أخرى؟

    انتم تعلمون انه يوجد اتجاهان في فهم هذه القصة بل كل القصص القرآنية عندما يتكلم عن موسى, تلك ليست قصة تلك تمثيلية تلك قصة واقعية, عندما يتكلم عن نوح, وإبراهيم, وحرق ابراهيم, طيب هذه القضايا ليس فيها شك انها قضايا تاريخية والتأريخ أيضاً يذكرها, لا, نحن نتكلم عن مثل هذه القصص التي أشار إليها القرآن.

    هذه القصص هل هي قضايا شخصية لها عينية أم انها ليست كذلك؟ يوجد اتجاهان:

    الاتجاه الاول: يعتقد انها قضايا شخصية, يعني واقعا, الآن هذا الصالون كم كان الملائكة كم هم, هذه لم نعرفها, ولكن قضية في واقعة, هذا توجه.

    التوجه الثاني يقول لا, التفتوا أشرح هذا التوجه, عند ذلك تفهمون التمثيل ما هو.

    اخواني الاعزاء: نحن في اعتقادنا الاولي أن هذا القرآن الذي بأيدينا كان له مراتب متعددة قبل أن يصل الى هذا الوجود اللفظي الذي نقرأه في المصحف الشريف, كان له وجود مثالي وكان له وجود عقلاني او الملكوت والجبروت, بل على مباني العرفاء كان له وجود في مقام الواحدية وقبل ذلك في مقام الاحدية, يعني هذا القرآن منزل من علم الله (سبحانه وتعالى) ولا أقل هذه المراتب الاربعة محفوظة وهي: العلم الذاتي او الواحدية, ثم عالم العقول, ثم عالم المثال, ثم عالم الشهادة الذي هذا بأيدينا وهو اللفظ, والقران الكريم أيضاً اثبت هذه القضية عاما وخاصاً, أما عاماً قال: {وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم} هذه قاعدة عامة والقران شهد, والخاص قوله تعالى {إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون وإنه} هذا القرآن العربي {في أم الكتاب لدينا} ولكن هناك في أم الكتاب لدينا {لعلي} الآن ما هو المراد من العلو ما هو المراد من الحكيم, هذا بينته في اصول التفسير, وكذلك قوله في سورة الواقعة {وانه لقران كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون} الآن هذه أبحاث أخرى لا علاقة ولكن هذه قاعدة.

    سؤال: إذا فرضنا أن هناك حقيقة واحدة هذه الحقيقة بحسب تنزلاتها الوجودية تمر بنشآت متعددة, لباسها الوجودي في كل النشآت يمكن أن يكون واحدا أم متعددا؟ يعني اذا كان في عالمنا القرآن ألفاظ في عالم المثال أيضاً ألفاظ؟ في عالم العقول أيضاً ألفاظ وعلم حصولي؟ في علم الله الذاتي لبسيط الحقيقة هذا علم القرآن موجود أم لا؟ موجود فأيضاً هو موجود بنحو ألفاظ وعلم حصولي أم موجود بنحو الخاص؟ وأنا أتصور أن أوضح قضية عندنا قضية الرؤى, الإنسان يرى العلم في النوم يراه لبن, يرى الحكمة ماءا, يرى المال, وهذا من متفق كلمات معبري الأحلام, يرى المال نجاسات, هذا متفق لا خلاف في المسألة, هذا فضلا عن التجربة, كما يقول جناب الشيخ, احسنتم, إذن مقصودي, طيب لماذا أنه هذا المال في عالم الرؤيا يصير بذلك؟ او عندما تجدون انه أساساً إخوة يوسف عندما رأى في المنام رآهم بتلك الشكل او بشكل او بصورة أخرى, {إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم ليس ساجدين} تعبيرها ما هو كان؟ {إخوته وأبواه}.

    إذن حقيقة واحدة تأخذ في كل عالم لباسها الخاص بها, هذه القاعدة اولا ثابتة عقليا وثابتة أيضاً تجريبية, بالوجدان.

    ثانياً: هل تستطيع عقولنا أن تدرك الحقائق ونحن في هذا العالم أن تدرك الحقائق على ما هي عليها او لا تستطيع؟ يعني ونحن نعيش في عالم المادة وفي عالم الحس, وفي عالم العلم الحصولي ونأنس بالأمور المادية, و.. الى ما شاء الله, واقعا هل يمكن أن ندرك حقائق لا علاقة لها بعالم الحس وبعالم المادة وبعالم المفهوم وبعالم العلم الحصولي او لا علاقة له بذلك؟

    الجواب: نعم يمكننا أن نلقها على ما هي عليها ولكن ليست بهذه الأدوات, تحتاج الى أدوات أخرى مناسبة لها, ولذا قالت الآية المباركة {لا يمسه الا المطهرون} يعني أن الكتاب المكنون يحتاج الى أداة أخرى لا يكفي العقل, {أنا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون} اذن عربيته لأجل تعقله فإذا خرج عن نطاق العربية والفارسية والهندية والانكليزية صار فوق نشأة اللغات فالعقل قادر على تعقله أم لا؟ صار فوق تعلقه لان هذه الأداة دائرة عمله في هذه الحدود, كما جنابك لا تدرك بالحواس المعاني, تستطيع بحواسك أن تدرك أمور معنوية, في الحواس لا يمكن إدراك الجوهر فقط ندرك الاعراض, الجوهر أيضاً لا يمكن أن ندركه بالحواس, فماذا بالك والجوهر أمر مادي جسماني, فما بالك بما هو فوق عالم المادة.

    فكما انه لا تدرك الحواس الامور العقلية او المجردة كذلك لا يمكن للعقل أن يدرك ما هو فوق عالم العقول ويحتاج الى أداة خاصة, الآن هذه الحقائق المرتبطة هناك الله (سبحانه وتعالى) أراد أن يبينها للبشر كيف يبينها؟ واقعا لا طريق له الا احد طريقين:

    إما الطريق الاول: فان يبينها من خلال الامثلة, {لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} أصلاً ما من حقيقة من الحقائق الا ونحن قربناها لكم بأي طريق؟ لماذا ما هو السبب؟ السبب لأنه هذه قدراتنا هذه استعداداتنا {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} (أُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم) طيب هذه أقدارنا ليست أكثر من ذلك, هذا هو الطريق الاول {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون}, ولكنه هذه الطريق او استعمال المثل, القرآن فيه طريقان في المثل, وهذا ما يغفل عنه عموما, أنا وجدت أن بعض الاعلام كتب كتابا في الأمثال, وعندما طالعت الكتاب وجدت مع الاسف الشديد أنه لم يلتفت الى هذه النكتة.

    المثل في القرآن يطلق على نحوين:

    تارة يطلق المثل ويراد به المثل العرضي, يعني حقيقة من حقائق هذا العالم التي تدرك بالعقول يبين بلسان يدرك بالأمثال, من قبيل ما اشرنا إليه في كتاب اصول التفسير, قلنا من قبيل قوله تعالى {لو كان فيهما آلة الا الله لفسدتا} هذا الذهن المتعارف لو تقول له يوجد الله اثنين لفسد العالم, واقعاً يمكن أن يفهم او لا يمكن؟ أساساً المحققين الى الآن لم يفهموا وجه الملازمة بين المقدم والتالي في الآية المباركة فذكروا الى الآن عشرين وجه لبيان الملازمة.

    اذن القرآن ماذا فعل؟ هذه الحقيقة بينها بلسان المثل, حقيقة يمكن أن تفهمونها في عالم العقل ولكن بينت بلسان المثل, قال: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما له هل يستويان} إذن عبد له أرباب متفرقون وعبد ليس له الا رب واحد, يتساويان هذان العبدان أم لا؟ (كلام احد الحضور) لماذا؟ لأنه هذا الذي أرباب متفرقون طيب واحد يقول له افعل والآخر يقول له لا تفعل, واحد يقول له قم, والآخر يقول له اجلس طيب ماذا يفعل هو؟ وهذا معنى قوله {لو كان فيهما آلة إلا الله لفسدتا} يعني يقع التنازع بينهما لماذا؟ الآن البرهان العقلي في محله.

    هذا البرهان هذا المثل عبروا عنه بالمثل العرضي, ولكن عنده مثلا آخر اسمه مثل طولي, يعني هذه الحقيقة في عالم آخر شيء وعندما تأتي الى عالمنا تلبس لباسا آخر أيضاً هذا مثل وليس الحقيقة ولكن هذا الحقيقة طولي أم عرضي؟ يعني انت بالأدوات المتعارفة في هذا العالم لا يمكن أن تفهم تحتاج الى أدواتها الخاصة, وهذا ما يبين في جملة من الاحيان بلسان القصة, لسان القصة حقائق موجودة في تلك العالم تلك الحقائق تارة تبين غير قابلة للبيان لنا, وتارة يبين بلسان القصة يعني ماذا؟ يعني تلك العلاقات تلك الحقائق الموجودة في ذلك العالم الآن الله (سبحانه وتعالى) يريد أن يبينها لنا؟ كيف يبينها؟ يبينها بلسان القصة لا انها قصة لا واقعية لها, فرق بين أن نقول هذه قصة لا واقعية لها, وبين أن نقول أنها واقعية بينت بلسان القصة.

    القصص الموجودة عندنا أوهام يعني لا واقعيات لا مصاديق ليس لها ما بإزاء في الواقع الخارجي, وإنما هي من تخيلات ذلك القص, أما في القصة القرآنية ليس الامر كذلك القصة القرآنية هو أن هناك مجموعة من الحقائق في عوالم فوق عوالمنا ولكن لا يمكن أن نفهم تلك العوالم والحقائق بما فيه من تلك الحقائق في تلك العوالم, إذن تبين لنا بلسان نفهم تلك الحقائق وهذه هي القصة القرآنية بهذا المعنى لا كل القرآن القصص الموجودة فيه بهذا المعنى, لا, تلك التي بينت بلسان القصة من الحقائق هذا معناه, واضح.

    ولذا تجدون هذا المعنى بشكل واضح وصريح, السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) في الميزان الجزء الثاني ص176 التفتوا الى العبارة وهي دقيقة جدا, يقول: إن الله تكلم مع الناس في دعوتهم وإرشادهم بلسان أنفسهم, بلسان من؟ بلسان أنفسهم, ما هو لسان أنفسهم؟ في عالم الموالي والعبيد ما هي طريقتهم في ما بينهم؟ وهو انه المولى مولى وهذا عبد ثم يأمره فإذا أطاعه يقول له أعطيك ثواب وان عصاه يقول أعاقبك الى آخر القائمة, أليس كذلك, طيب الله (سبحانه وتعالى) واقعا علاقته معنا علاقة الموالي والعبيد هذه القائمة بين الناس, أم علاقة من طراز آخر؟ التفتوا جيدا, أريد أن آخذ نتيجة خطرة جدا.

    كل أصولنا قائمة على أن الله (سبحانه وتعالى) ارتباطه بالناس كارتباط الموالي بالعبيد, مع أن الامر ليس كذلك, الارتباط جدا أعمق من هذا, ولذا تجدون المحقق الأصفهاني أي مسألة يريد أن يثبتها يقول: وهذه قضية عقلائية والشارع سيد العقلاء, هذا المبنى, فإذا انت هذا المبنى ناقشته فكثير من هذه المباني تنتهي, لأنه قائمة على هذا الاساس, قائمة على أن الله مولى ونحن عبيد, طيب المولى اذا انت جنابك اذا أطعته فماذا يعطيك؟ ثواب, وإذا خالفته يعاقبك, اذا انت أطعت ولم يعطيك ثواب فيلام لا فقط يلام يقال له لماذا تظلمني, حقي لماذا لا تعطيني إياه, والله (سبحانه وتعالى) علاقتنا معه أن لنا حقا عليه, يعني اذا لم يعطينا يعني ظلمنا؟ هذا لابد, الآن لا أريد أن استبق الابحاث, اقول لابد, أن علاقة الله (سبحانه وتعالى) مع عباده علاقة الموالي مع عبيده, ومن هنا جاءت هذا القاعدة قبح العقاب بلا بيان, قاعدة قبح العقاب بلا بيان جاءت على هذا الاساس, على أساس أن العلاقة ماذا؟ أن المولى اذا لم يبين لعبده ثم عاقبه يكون ظلما, ولكنه الآن, ولكنه تقول الشارع لسانه من الاول الى آخر هذا, أقول نعم, لأنه الناس يفهمون غير هذا اللغة او لا يفهمون؟ هذه الحقيقة غير هذه الحقيقة يفهمونها او لا؟ فلذا قال {واقرضوا الله قرضا حسنا} بينك وبين الله نحن نقرض الله؟ هو الذي بيده خزائن السماوات والارض {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم} قالوا تعالوا لنجعل معاملة هذه المعاملة ثمن ومثمن, يعني المثمن لي والثمن لك, او الثمن والمثمن له؟ (كلام احد الحضور) اذن ماذا اشترى؟

    هذه كلها خطاب مع الناس بلغة يفهمونها هم, فلهذا قال: جرى في مخاطباته إياهم وبياناته لهم مجرى العقول الاجتماعية, وتمسك بالأصول والقوانين الدائرة في عالم العبودية والمولوية, فعد نفسه مولى والناس عبيدا, والانبياء رسلا إليهم وواصلهم بالأمر والنهي والبعث والزجر والتبشير والإنذار والوعد والوعيد, طيب لماذا فعل ذلك؟ محل شاهدي هذه الاربعة اسطر. وهذه هي طريقة القرآن الكريم في تكليمه للناس, فهو يصرح أن الامر أعظم مما يؤل إليهم, الحقيقة فوق هذا ولكن انتم تفهمون غير هذا او لا تفهمون؟ ما تفهمون, يا أخي قبلك وبعدك يأتي ويسأل الله ما هو؟ ماذا تريد أن تقول له, ما هي العبارة التي تقولها له, غير أن تقول له هو الذي يعطينا الخبز, والذي يعطينا الأكل, غير هذا لا يمكن أن تقول له شيء, عقله أكثر من هذا لا يستوعب.

    قال: وأعظم مما يُخيل إليهم غير انه شيء لا تسعه حواصلهم وحقائق لا تحيط بها إفهامهم, ولذلك نزل منزلة قريبة من أفق إدراكهم لينالوا ما شاؤوا الله أن ينالوه من تأويل هذا الكتاب, من حقيقة هذا الكتاب, {إنا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} هذا شيء أعلى من تصوراتكم وفهمكم و..

    ولذا عندما يأتي شيخنا الاستاذ شيخ جوادي الى هذه المسألة, مسألة المثل او مسألة القصة في القرآن, هناك في الجزء الثالث, طبعا هذا البحث الاخوة اذا أرادوا أن يراجعونه, في اصول التفسير ص332 مفصلاً إنا شرحته.

    هناك التسنيم الجزء الثالث ص224 هذه عبارة شيخنا الاستاذ شيخ جوادي, أنا اقرأها يشير الى نظرية, يقول: يوجد توجه بأنه هذه قضية في واقعة وتوجه يقول بأنه هذا تمثيل, ومراده من التمثيل هنا يعني بيان الحقيقة بلسان القصة ولكن بالتمثيل الطولي لا التمثيل العرضي, بعد ان يقول يوجد توجهان يشرح مراده من التمثيل يقول: (البته) والاخوة كلهم يعرفون الفارسية او يحتاج الى ترجمة, (كلام احد الحضور) طيب لا اقل التسجيل يحتاج الى ترجمه, يقول: طبعا (مراد از تمثيل اين نيست) ليس المراد من التمثيل هذا المعنى وهو أن القصة أمر ذهني لا مطابقة خارجية وواقعية له, ليس مرادنا من التمثيل هذا حتى يقولون بأنه القرآن صار قصص وهمية وخيالية وشعرية, لا ليس هذا المراد وإنما المراد (بلكه بدين معنا كه حقيقتي معقول ومعرفتي غيبي كه وقوع عيني يافته) حقيقة معقولة ولها واقعية ولها تحقق في عالم العين ولكنه بيانها بلسان محسوس هذا من باب تشبيه المعقول بالمحسوس, طبعا من باب, والا هذه ليست معقولات, هذه فوق نشأة المقعوليات والا لو كانت معقولة لتعقلناها, ولكنه بينت, الآن تقول لي القرآن كثير من الحقائق بينها بحقائقها يعني بلسان المعقول, اقول نعم بينها ولكنه توجد قضايا عند القرآن خطاب للناس أجمعين {هدى للناس}. اذن لابد أن يتكلم بلغة يفهمها من؟ نعم كل بحسبه, هذا الذي للناس يفهمها بقدره, ولكن {وما يعقلها الا العالمون} {وتلك الأمثال نضربها للناس} أما اذا أردت أن تصعد ماذا {اقرأ وارقأ} اصعد انت, نعم الناس يفهمونها قضية في واقعية, فليفهمونها, جيد هذا المقدار, ولكن هذا حقيقة القصة او ما ورائها توجد أشياء أخرى؟

    قال: (نظير اونجه درباره سجدية فرشتكان واباي ابليس) يقول: هنا لا يمكن أن يكون هذه قضية في واقعة, هذا القدر يقول مما لا شك فيه أن هذه ليست قضية في واقعة, يعني أن يسجد الملائكة لمن؟ لإبليس, لأنه لا أمر تكويني معقول هنا ولا أمر تشريعي معقول هنا, اذن ما هو يقول: تمثيل لحقيقة من حقائق عالم التكوين.

    ولذا إنشاء الله غدا نتمم هذا البحث لأنه من الابحاث الاساسية لمعرفة كل جريانات هذه القصة من أولها الى آخرها.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/02/07
    • مرات التنزيل : 2352

  • جديد المرئيات