نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (47)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    ولا ينبغي أن يتوهم أن هذه الأعيان كانت موجودة زمانا من الأزمنة والإنسان معدوم فيه مطلقا, وإلا يلزم وجودها مع عدم روحها.

    كان الكلام في الدور الذي يقوم به الإنسان الكامل والحقيقة المحمدية بالنسبة إلى نظام عالم الإمكان, بينا في الأبحاث السابقة أن ذلك إنما هو بمنزلة الروح للجسد, والأخوة إذا يريدون خلاصة هذا البحث الذي أشرت إليه يمكنهم أن يرجعوا إلى عبارات عبد الله الجامي في نقد النصوص ص96 هذه عبارته هناك قال: كما أن المطلوب من تسوية الجسد النفس الناطقة إلى أن قال تخرب الدار الدنيا بزواله بزوال من؟ بزوال الإنسان الكامل, أي بزوال الإنسان الكامل وانتقاله عنها كما أن الجسد يبلى ويفنى بمفارقة النفس الناطقة عنه, فإنه تعالى إلى آخره البحث هناك مفصل أنا بودي أن الأخوة يرجعوا إليه.

    ولكنه تبقى نقطة واحدة في خصوصيات الإنسان الكامل وهي النقطة الأساسية والنقطة التي يؤكد عليها العرفاء وهي أنه إنما صار هذا الموجود واسطة للفيض لأنه هو الذي توجد بينه وبين صاحب الفيض والمفيض السنخية وإلا باقي الموجودات فلا توجد مثل هذه السنخية وهذه نقطة أساسية يؤكدها هؤلاء, يقولون أن الإنسان الكامل الحقيقي في ص97 من كتاب شرح نقش الفصوص, إن الإنسان الكامل الحقيقي هو البرزخ بين الوجوب والإمكان والمرآة الجامعة بين صفات القدم وأحكامه وبين صفات الحدثان وهو الواسطة بين الحق والخلق وبه ومن مرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي هو سبب بقاء ما سوا الحق إلى العالم كله علوا وسفلا ولولاه من حيث برزخيته التي لا تغاير الطرفين يعني من جهة مسانخة للحق ومن جهة مسانخة للخلق لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط إذن قوله تعالى {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء} هذا أصل, وقوله تعالى {قل كل يعمل على شاكلته} هذا أصل آخر إذن لابد عندما يمد يمد على شاكلته هو على شاكلة الفاعل لا على شاكلة الفعل فيحتاج إلى سنخية إلى مسانخة وهذه المسانخة لا تتوفر إلا في الصادر الأول, ومن هنا صار هو واسطة الفيض لكل العالم لكل ما سوا الله (سبحانه وتعالى).

    قال: ولم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط ولم يصل إليه فكان يفنا وأنه عمد السماوات والأرض إلى آخره, الإخوة يراجعون هذا البحث هناك.

    هذا البحث أيضا إذا أراد الأخوة أكثر من هذا يمكنهم مراجعة حاشية الآشتياني على المنطق ص47 هناك عنده أيضا بيان لضرورة الصلاة على النبي’ يقول وأما سر وجوب الصلاة عليه فإما يذكر وجوه من الوجوه هذا الوجه الذي هو في كلمات العرفاء, فلما ثبت في العلوم الحقيقية من لزوم المناسبة والسنخية بين الفاعل والقابل في الإفادة والاستفادة وعدم تحقق المناسبة والسنخية بين المبدأ الأعلى الذي هو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى وبين المنغمرين في ظلمات الهوى ووسخ الهيولى وأنه في الاستفادة منه تعالى لابد من واسطة تكون برزخا بين الحضرتين فيؤخذ من جهة جمعه وأمره ويعطي من جهة خلقه وتفصيله, بحث قيم ومهم ومفيد الأخوة إن شاء الله يراجعونه هناك, انتهى بحثنا الآن في تفصيل هذه النظرية. الآن يوجد بعض الإشكالات بعضها إشكالات حقيقية واقعا وبعضها إشكالات منطلقة من المثال الذي أشرنا إليه, ما هو المثال الذي أشرنا إليه؟ المثال الذي أشرنا إليه هو أن الرابط رابطة الروح والجسد طيب إذا كانت الرابطة رابطة الروح والجسد فنحن نعلم بصريح القران الكريم عندما تأتون أنتم إلى سورة المؤمنون تجدون بشكل واضح القران ماذا يقول؟ في أول سورة المؤمنون هذه هي الآيات قال تعالى {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طيب ثم جعلناه في نطفة في قرار مكين, ثم خلقنا النطفة عقلة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر} الذي قلنا {ثم أنشأناه خلقا آخر} يعني النفخ فيه نفخ الروح فيه.

    طيب سؤال: هذا النفخ وجد أولا ووجد البدن ثانيا أم هذا الروح وجد ثانيا ووجد البدن أولا؟ صريح الآية أنتم قلتم مثاله مثال الروح والجسد وصريح الآية تبين أن الروح بحسب الوجود متأخر رتبة عن البدن, وهذا معناه أن الله (سبحانه وتعالى) أولا خلق أجزاء هذا العالم من غير روح كشبح أو كجسد مسوا لا روح فيه نعم فيه قابلية أن يفاض عليه الروح والروح هو آدم الحقيقي آدم الذي هو الإنسان الكامل هذا معناه أنه تأخر وجوده وجود الروح عن وجود العالم, فكيف ينسجم هذا مع ما ثبت في محله من أنه (أول ما صدر نور نبيكم ثم خلق منه كل خير) (أول ما خلق نوري) ونحو ذلك. طيب أنا في اعتقادي الشخصي أن الجواب واضح على ذلك, وهو أنه: هذا الذي وقفنا عليه بالأمس تفصيلا قلنا ما ينبغي أنه كل أحكام المثال نطبقه على الممثل نعم نحن عندما ضربنا مثال الروح والجسد كنا نريد فقط هذه الخصوصية وهي أن الروح هي واسطة الفيض بالنسبة إلى الجسد بالنسبة إلى البدن بالنسبة إلى العالم, كذلك الإنسان الكامل هو واسطة الفيض بالنسبة إلى العالم.

    الآن من هو الذي خلق أولا هذا أم ذاك؟ الأدلة القطعية التي عندنا أن أول من خلق هو الإنسان الكامل ثم من خلاله وجد كل شيء, ولكن هو يتجه باتجاه آخر يحاول أن يستدل ببعض الاستدلالات العقلية ببعض الاستدلالات النقلية وببعض الاستدلالات الكشفية وأن العرفاء في مكاشفاتهم وجدوا, جيد هذا كله صحيح, لكنه المشكلة نشأت من أنكم تصورتم أن أحكام المثال لابد أن توجد في الممثل مع أنه ليس الأمر كذلك وإنما هذا فيما يتعلق بعالمنا طبعا هذه إضافة في عالمنا روح الإنسان متأخرة عن جسده في عالمنا هذا معناه أن روح كل إنسان بالضرورة متأخرة عند جسده في كل العوالم توجد ملازمة؟ لا لا توجد ملازمة, فلذا إذا قبلنا بنظرية أن الله خلق الأرواح قبل الأبدان طيب الأرواح موجودة قبل الأبدان طيب لماذا هنا تفاض متأخرة عن وجود الأبدان, قولوا الخصوصيات الموجودة في هذا العالم أن الروح تفاض على البدن بعد تسوية البدن.

    ولذا أنا أتصور نطبق العبارة الآن وهناك مجموعة من القواعد بودي أن أشير إليها فيما يتعلق بضرورة وجود الإنسان الكامل وما معنى هذه القاعدة لأنه واقعا هذه غير منقحة بشكل واضح في الكلمات, الآن نقرأ قليلا من العبارة وإذا صار وقت نأتي إلى القواعد. ولا ينبغي هذا جواب عن ذاك السؤال المقدر الذي اشرنا إليه, يقول: ولا ينبغي أن يتوهم أن هذه الأعيان أي أعيان؟ الأعيان الخارجية الأعيان التي وجدت في عالم الخارج مفصلة, ولا يتوهم أن هذه الأعيان كانت موجودة زمانا من الأزمنة والإنسان معدوم فيه مطلقا, ماذا تريد أن تقول هذه الجملة؟ يقول: لا ينبغي لأحد أن يتصور أنه كان العالم موجودا وفي آن منه لم يكن للإنسان الكامل أي وجود في أي مرتبة من المراتب هذا هو إشكال وهو وجود العالم من دون الإنسان نعم بعد ذلك قد يتبين أن الإنسان الكامل هو واسطة الفيض بالنسبة إلى عالم الشهادة ولكن وجوده في عالم الدنيا كان متأخر هذا ما فيه مشكلة, المشكلة الأصلية أن يكون العالم موجود ولو آنا ما والإنسان الكامل لا وجود له مطلقا لا أنه لا وجود له في بعض النشآت في عالم الشهادة, وإلا نحن نعتقد أن هذا الوجود البدني للرسول الأعظم’ قبل هذا الزمان موجود أم لا؟ قبل زمان وجوده المادي موجود أم لا؟ غير موجود, ولكنه هذا معناه أن الإنسان الكامل غير موجود مطلقا أم هذه المرتبة غير موجود؟ ولذا قيد مطلقا.

    قال المشكلة إذا ادعى أحد إذا توهم أحد أن العالم موجود والإنسان غير موجود مطلقا هذا لا ينبغي أن يتوهم وإلا قد يتصور أن العالم موجود والإنسان الكامل هو واسطة الفيض ولكن وجوده المادي قد يتأخر هذا ليس فيه محذور, هذا وجه أنه لماذا قال مطلقا, قال: ولا ينبغي أن يتوهم أن هذه الأعيان كانت موجودة زمانا من الأزمنة آنا ما والإنسان المراد من الإنسان يعني الإنسان الكامل يعني واسطة الفيض والإنسان معدوم في ذلك الزمان الذي وجد فيه العالم, والإنسان معدوم فيه مطلقا يعني لا وجود له في أي مرتبة من المراتب لماذا لا ينبغي أن يتوهم؟ هذا الدليل الأول, وإلا يلزم وجودها وجود الأعيان مع عدم روحها طيب فإن قلت ما المحذور, يقول لا باعتبار أن الروح هي واسطة الفيض ومن الحكم الإلهي والسنة الإلهية واسطة الفيض هي التي توصل الوجود إلى العالم فكيف يعقل أن العالم موجود وواسطة الفيض له غير موجودة, يعني أن السنة الإلهية اقتضت أن العالم يوجد مع روحه ما معنى مع روحه؟ يعني في عرض يقول لا, روحه يعني واسطته كيف يعقل وجود العالم بلا روح هذا إشارة إلى القانون الذي أشار إليه في السنة, قال: ومن شأن الحكم الإلهي شأن الحكم الإلهي أنه لا يوجد الشيء إلا مع واسطته والروح والإنسان الكامل الذي هو بمنزلة الروح واسطة العالم فكيف يعقل أن يوجد العالم والإنسان معدوم مطلقا في جميع المراتب هذا غير معقول.

    وأيضا, هذا دليل ودليل آخر, هذا وأيضا يعني ذاك الدليل الأول هذا هو الدليل الثاني, وأيضا الإنسان أبدي بحسب النشأة الأخروية يعني منقطع الآخر أم لا؟ غير منقطع الآخر, الآن هو يؤسس قاعدة يقول وكل ما هو أبدي غير منقطع الآخر لابد أن يكون غير منقطع الأول كعكسه يعني وكل ما كان غير منقطع الأول لا يمكن أن يكون منقطع الآخر, أعيد القاعدتين: هو يريد أن يستدل بقاعدة: كل ما كان غير منقطع الأخر فهو غير منقطع الأول يعني كل ما كان أبدي فهو أزلي كعكسه وكل ما كان أزلي فهو أبدي, طيب هاتان القاعدتان نعم قد يقوم البرهان على صحة هذه القاعدة أو تلك قد يقوم البرهان وقد لا يقوم, ليس كل ما كان منقطع الأول فبالضرورة غير منقطع الآخر وليس بالضرورة كل ما لم يكن منقطع الآخر فهو غير منقطع الأول نعم في الإنسان هذا تام, لأن البرهان قام على أن الإنسان لا منقطع الأول ولا منقطع الآخر لا للقاعدة, القاعدة قد تكون مخرومة, أخواني ببيان آخر: أريد أن أقول الإنسان كذلك يعني الإنسان ليس منقطع الآخر وليس منقطع الآخر ولكن ليس لهذا البرهان لا لهذه القاعدة لماذا؟ لأنه هو سابقا بين أنها ليست كذلك.

    تعالوا معنا إلى ص72 أول الصفحة قال: أسماء لا ينقطع حكمها ولا ينتهي أثرها أزل الآزال وأبد الآباد يعني لا من حيث الأزل متناهية ولا من حيث الأبد يعني كما ليست منقطع الأول ليست منقطع الآخر, هذا قانون, ومنها ما لا ينقطع حكمه أبد الآباد وإن كانت منقطعة الحكم أزل الآزال طيب إذا كانت القاعدة لك تامة ما لم يكن منقطع الآخر فهو ليس منقطع الأول إذن كيف يتم هذا؟ هو استدل بأي قاعدة؟ قال: إذا كان ليس منقطع الآخر فبالضرورة لابد أن يكون غير منقطع الأول وهنا قلت ما لا ينقطع حكمه أبد الآباد وإن كانت منقطعة الحكم أزل الآزال والعكس أيضا قسمه الثالث ومنه ما هو مقطوع الحكم أزلا ومتناهي الأثر أبدا كل الأقسام ذكرها, إذن نحن عندنا ليس منقطع الأول ومنقطع الآخر, ليس منقطع الآخر ومنقطع الأول وعندنا منقطع الأول والآخر وعندنا ما لا ينقطع لا أولا ولا آخرا, إذن ما يمكن الاستناد إلى هذه القاعدة لإثبات أن الإنسان هو الأول, نعم البرهان قام على أن الإنسان هو الأول ولكن ليس بهذا ببرهان آخر, هذا البرهان الآخر إن شاء الله تعالى سيأتي في ص241 تعالوا معنا قال: فهو آخر السطر, فهو الإنسان الحادث الأزلي والنشأة الدائم الأبدي, بلي هذا في الإنسان موجود لكن لا لهذه القاعدة التي أشار إليها بل لدليل آخر ما هو الدليل الآخر؟ في مسألة لا ينقطع آخره هذا ما فيه مشكلة, لا ينقطع أوله (أول ما خلق نور نبيكم) وتواترت الأحاديث (أول ما خلق نوري) هذا هو دليلنا لا أنه دليلنا إذا لم يكن منقطع الآخر فليس بمنقطع الأول. بل لابد أن يعلم, أنا بودي أنه قبل أن أقرأ العبارات أن أبين بعض القواعد الأساسية بنحو الإجمال هنا حتى أنه نطبق العبارات على بينه.

    القاعدة الأولى التي انتهينا إليها: لا يعقل أن يكون العالم موجودا والإنسان الكامل معدوم فيه مطلقا, هذا غير معقول لماذا؟ لأنه هو واسطة الفيض ومن خلاله يمد الله العالم بالفيض والوجود, فإذا كان هذا الصادر الأول غير موجود, إذن توجد واسطة الفيض أو لا توجد؟ فلا مجال لمد هذا العالم بالفيض والوجود هذا أولا, هذه نقطة, (كلام أحد الحضور) بلي هو يوجد العالم أنا أقول ولذا لا يتوهم لا يتصور أن للعالم نحو من الوجود مع أن الصادر الأول بعد لم يصدر أصلا, لا أنه بعد لم يصدر في نشأتنا أو ليس له مظهر في نشأتنا التفتوا جيدا لم يصدر أصلا يعني الله مثل ما خلق, يعني بعبارة أخرى: كما خلق زيد وجعله جسد مسوا قبل أن يفيض الجسد الآن موجود, روحه موجود أم لا؟ غير موجودة, إذن هنا جسد الإنسان زيد موجود قبل روحه, هذا متصور هنا, في العالم هذا متصور أو غير متصور؟ أن يوجد العالم وبعد الله (سبحانه وتعالى) بعد لم يتخذ القرار بإيجاد روحه, هذا متصور أم لا؟ بناء على التصوير الذي أشرنا إليه هذا غير متصور, هذه القاعدة الأولى.

    القاعدة الثانية: لا يضر كمال الإنسان الكامل أنه إذا تأخر وجوده العنصري في عالمنا, طبعا أنا في قناعتي وجوده العنصري ليس متأخرا, يكون في علمكم الآن أبين كيف لم يتأخر, وجوده العنصري ليس متأخر نعم الوجود العنصري الأكمل متأخر وإلا آدم أيضا مظهر لمن؟ للإنسان الكامل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى كلهم مظاهر للإنسان الكامل نعم المظهر الأتم للإنسان الكامل في عالمنا متأخر, لا أنه لا مظهر له في عالمنا, فرق كبير بين أن نقول لا مظهر عنصري للإنسان الكامل في عالمنا وتأخر وبين أن نقول لا مظهر أتم للإنسان الكامل في عالمنا, ولكن في النتيجة مظهر الإنسان الكامل حتى لو لم يكن أتم متأخر عن وجود المادي لأن الله (سبحانه وتعالى) عندما خلق آدم أبو البشر وجاء به إلى الأرض ماذا سماوات وأرض وغيرها لم تكن موجودة؟ كانت موجودة ولكنه آدم أبو البشر موجود أم لا؟ غير موجود إذن تأخر وجوده العنصري صح أم لا؟

    الآن التفتوا إلى القاعدة لا يضر كمال الإنسان الكامل تأخر وجوده العنصري عن أجزاء عالمنا المادي لماذا؟ لأن ما هو ملاك الكمال هو في ذاك العالم وهو متقدم, وما هو متأخر هنا وملاك الكمال أو ليس ملاك الكمال؟ ليس ملاك الكمال ولذا نحن قلنا مرارا لا التقدم الزماني في هذا العالم شرف وجودي ولا التأخر الزماني في هذا العالم نقص وجودي, الآن افترض أن مظهر الإنسان الكامل بحسب نشأتنا ما هو؟ متأخر ولكن هذا يؤثر على كماله أو لا؟ لا لأن ملاك الكمال والتقدم هو التقدم في ذلك العالم والمفروض في ذلك العالم متقدم أم لا؟ نعم متقدم وجودا وما هو متأخر فيه وجودا ملاك الشرف الوجودي أو ليس ملاك الشرف الوجودي؟ ليس ملاكا للشرف الوجودي, ما أدري واضحة هذه القاعدة.

    لذا ما هو ملاك التقدم فهو واجد له وما هو متأخر فيه ليس ملاكا للتقدم والشرف الوجودي, عند ذلك لا مشكلة أن يكون مظهر الإنسان الكامل في عالمنا متأخر وجودا عن العالم كما أن مظهره الأتم متأخر عن باقي الأنبياء هذا ما فيه مشكلة, لماذا؟ لأن واسطة الفيض ليس هذا الوجود, واسطة الفيض هو تلك الحقيقة النورية التي هذا مظهرها في الخارج, (كلام أحد الحضور) يا هو (كلام أحد الحضور) لا هذا المظهر أيضا يفاض عليه أصلا هو ليس مبدأ مبدأ الإفاضة ما هو؟ الصادر الأول, يعني ما هو مبدأ الشرف هو الصادر الأول وهو واجد له أزلا وأبدا ينقطع أو لا ينقطع؟ لا ينقطع, نعم هذا الصادر الأول له مظهر في عالمنا أو لا؟ نعم له مظهر في عالمنا مظهره متقدم على باقي الموجودات في العالم أو لا؟ لا تقدمه شرف له ولا تأخره نقص فهنا عندما نأتي إلى النظام الأحسن في عالمنا نجد لا, لكي يوجد مظهر الإنسان الكامل في هذا العالم لابد أن توجد مجموعة يوجد تراب ويوجد ماء وتوجد عناصر وتوجد كذا حتى يوجد بدن أو مظهر الإنسان الكامل أين؟ في عالمنا, ولكن هذا التأخر عن عالمنا الأجزاء الأخرى من العناصر والأجزاء الأخرى هذا نقص أم ليس نقصا؟ ليس نقص لأن الشرف الوجودي ليس في هذا التقدم والتأخر الشرف الوجودي في التقدم والتأخر بلحاظ مراتب الوجود وهو متقدم أزلا وأبدا, ما أدري واضحة هذه النقطة الثانية التي كثيرا ما يقع فيها الخلط. فلهذا قال, بعد هاتين القاعدتين توجد قواعد أخرى أبينها.

    قال: بل لابد أن يعلم أنه أي الإنسان الكامل انه أي الإنسان الكامل أنه من حيث النشأة العنصرية بعد كل موجود بعدية زمانية لا مشكلة يعني آدم أبو البشر متى وجد؟ سماوات وأرض وبحار وأشجار كانت موجودة أم لا؟ كانت موجودة, طيب نحن لم نعتقد بأنه التطور أنواع صار, الله (سبحانه وتعالى) خلق آدم مباشرة ولكن خلقه من تراب من هذا التراب خلقه الله (سبحانه وتعالى) إذن قبله كان تراب أو لا؟ كان يوجد قبله تراب وماء ويوجد.. هذا التأخر بحسب النشأة العنصرية هذا ينافي كماله أو لا ينافي؟ لا, لأن التقدم والتأخر بحسب هذا العالم لا التقدم شرف وجودي ولا التأخر نقص وجودي.

    قال: أنه أي الإنسان الكامل من حيث النشأة العنصرية بعد كل موجود بعدية زمانية لتوقفها لا لتوقف الإنسان الكامل لتوقف النشأة العنصرية للإنسان الكامل لتوقفها لا لتوقف الإنسان الكامل لتوقف نشأته العنصرية, لتوقفها أي النشأة العنصرية للإنسان الكامل على حصول الاستعداد المزاجي الحاصل من الأركان العنصرية بالفعل والانفعال والتربية كما أشار إليه بقوله تعالى يعني هذا الحديث القدسي لقوله تعالى (خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا) الآن لماذا أربعين ولماذا ثلاثين ولماذا؟ لها مجموعة من البيانات ليس لذلك المعنى قيمة حقيقية.

    وأنه التفت جيدا إلى القاعدة, هذا من حيث النشأة العنصرية فلتكن له بعدية زمانية ولكن هذه البعدية الزمانية نقص أو لا؟ ليس نقصا كما أن التقدم الزماني ليس شرف, وهذه القاعدة بيناها مرارا لبيان الفرق بين عالم الملكوت وعالم الملك قلنا في عالم الملكوت التقدم والتأخر هناك هو ملاك الشرف والخسة الوجودية أما بخلاف التقدم والتأخر في عالمنا الشخص الذي يذهب في السنة الأولى للحج والشخص الذي يذهب في السنة الثانية للحج يعني الأول اشرف من الثاني؟ لا أبدا لا علاقة بينهما قد يكون الثاني أشرف من الأول بمراتب وإن تأخر زمان حجه أو زمان زيارته أو أي شيء آخر.

    وأنه أي الإنسان من حيث النشأة العلمية, نعم من حيث النشأة العنصرية متأخر أما من حيث النشأة العلمية لا فقط النشأة العلمية حتى من ناحية النشأة العينية بعد ذلك سيبين يعني ماذا؟ يعني في مقام الواحدية هو متقدم علما وهذا ما بينه مرارا قال من حيث العلمي متقدم يعني النشأة العلمية يعني الصعق الربوبي, من حيث العين لا بحسب النشأة المادية بل بحسب النشأة الغيبية يعني عالم العقول عالم المثال أيضاً أول صادر من؟ هو الإنسان الكامل, إذن إذا وضعت يدك على ما فيه ملاك الشرف فهو متقدم هو الإمام, أما إذا وضعت يدك على ما ليس فيه ملاك الشرف سواء كان متقدما أو كان متأخرا يؤثر أو لا؟ لا يؤثر.

    قال: وأنه أي الإنسان من حيث النشأة العلمية قبل جميع الأعيان لأن الأعيان تفاصيل الحقيقة الإنسانية كما مر بيانه في المقدمات قلنا بأن كل العالم هي مظاهر تلك الحقيقة الإنسانية. الآن يفصل واحدةٌ واحدة مفردةٌ مفردة, من حيث النشأة العلمية أي علم؟ لا الأحدية مقام الواحدية يعني مقام الكثرة يعني مقام تعدد الأسماء أي الأسماء أي اسم؟ هو الاسم الأعظم هو الاسم المحيط بجميع الأسماء. ولذا إذا تتذكرون في نقش الفصوص إذا تتذكرون هذه العبارة قرأناها وهنا أيضا قراناها, العبارة هذه قال: فهو الأول بالقصد والآخر بالإيجاد هذا المعنى أيضا إذا يتذكر الأخوة في أول صفحات هذا الكتاب أيضا قرأنا هذه العبارة, في ص210 قال: وكان الإنسان مقصودا أصليا من الإيجاد أولا في العلم وآخراً في العين كما بينا.

    إذن من حيث النشأة العلمية ومقام الواحدية هو الأول ومن حيث النشأة الروحانية الكلية يعني عالم العقول أيضاً هو الأول قال أيضا قبل جميع الأرواح كما أشار إليه النبي ’ بقوله (أول ما خلق الله نوري) (أول ما خلق نور نبيكم) ومرارا ذكرنا أن اصطلاح الأرواح يعني عالم العقول مرارا وتكرارا قلنا يقولون عالم الأرواح ومرادهم عالم العقول.

    ومن حيث النشأة الروحانية المثالية من أول موجود مثالي في عالم المثال؟ نشأته المثالية في عالم الصعق الربوبي وعالم الكثرة في العلم هو الأول, في عالم العقول هو الأول في عالم المثال هو الأول في عالم المادة؟ (كلام أحد الحضور) لماذا؟ (كلام أحد الحضور) أعوذ بالله قلنا واسطة الفيض ليس الوجود, (كلام أحد الحضور) إذن لم تأخذ القاعدة, قلت واسطة الفيض وجوده المادي أم وجوده المادي مظهر تلك الحقيقة؟ واسطة الفيض هو من؟ هو الصادر الأول, (كلام أحد الحضور) سمعت يا آقاي جعفري سمعت إشكالك الآن أجيب, أقول: بأنه لو تأخر وجوده هناك لكان نقصا وجوديا أما لو تأخر وجوده هنا هذا معناه نقص وجودي, إذن ما الدليل على التقدم؟ هناك تقدم لأنه لو تأخر كان ماذا؟ كان نقصا كان أنزل مرتبة كان غيره واسطة الفيض بالنسبة إليه أما هنا لو تأخر فيكون غيره واسطة الفيض بالنسبة إليه؟

    الجواب: كلا, لماذا؟ لأن واسطة الفيض هو يعني تلك الحقيقة التي تظهر في عالم العقول بشكل عالم العقول وفي عالم المثال بشكل عالم المثال وفي عالم المادة بشكل عالم المادة. ولذا يتضح معنى قوله تعالى {إني جاعل في الأرض خليفة} كيف يتضح هذا المعنى, كم بقي من الوقت؟ (كلام أحد الحضور) جيد التفتوا جيدا.

    {إني جاعل في الأرض خليفة} ليس معناه أنه أريد أن أخلق الصادر الأول الصادر الأول كان مخلوقا, قال أريد أن أجعل مظهر هذا الصادر خليفتي في الأرض لا أن أجعل مظهر ملائكتي خليفة في الأرض ولذا جاء الاعتراض, وإلا الملائكة كما قرأنا في الأحاديث (كيف لا نعرفكم وأنتم أول ما خلق الله) هؤلاء كانوا معلقين بالعرش ومعروفين عند الملائكة ولكن الذي كان مجهولا عند الملائكة أن هؤلاء سيكونون خلفائه في أرضه وعندما قال هذا أريد أن أجعله خليفتي في أين؟ لا أنه الآن أريد أن اخلق الصادر الأول يعني الملائكة مخلوقين وكذا والآن أريد أن أخلق الصادر الأول, لا, الصادر الأول كان مخلوقا وهو واسطة الفيض ولكن أراد الله أن يخبرهم سيكون هذا الموجود خليفتي يعني مظهره خليفتي في الأرض لا مظهر المحي خليفتي في الأرض لا مظهر المميت خليفتي في الأرض لا مظهر الرازق خليفتي في الأرض مظهر الإنسان خليفتي في الأرض يعني مظهر الاسم الأعظم يكون خليفتي في الأرض, ما أدري واضحة هذه النقطة. ولذا نحن لكي نثبت أنه أول في الوجود لابد أن نثبت لأنه ملاك الشرف أما إذا لم يثبت التقدم والتأخر هو ملاك الشرف إذن لا ضرورة للإثبات فإن دل الدليل فهو الأول طيب نقول هو الأول أما إن ثبت أن الدليل يقول ليس هو الأول في عالم الشهادة هذا يضر بكماله أو لا؟ لا يضر بكماله شيئا.

    قال: ومن حيث النشأة الروحانية يعني الغيبية يعني عالم الملكوت الجزئية التي في العالم المثالي أيضا قبل جميع المبدعات لا من قبيل المبدعات, أيضاً قبل جميع المبدعات, ما أدري واضح, يعني لا فقط هو الأول في عالم العقول هو الأول في عالم المثال, طبعا التفت إلى النكتة قال وإن كان وجوده المثالي يعني مرتبته المثالية متأخرة عن عالم العقول ولكن لا يؤثر لأنه هو واسطة الفيض بالنسبة إلى عالم العقول.

    يا أخواني هذه القاعدة إذا حفظتموها يعني أدركتموها جيدا عند ذلك تستطيعون أن تفهموا كيف أن جبرائيل يقوم بدور بالنسبة إلى بعض مراتب وجود الخاتم, انظروا يقول وإن كان متأخرا عن العقول والنفوس يعني وجوده كصادر أول متقدم على كل شيء ولكن وجوده كعالم مثال متقدم أم متأخر؟ (كلام أحد الحضور) متأخرا عن ماذا؟ عن عالم العقول فعالم العقول يصير واسطة الفيض بالنسبة إلى وجوده المثالي لا أنه يكون عالم العقول يصير واسطة الفيض بالنسبة إلى الصادر الأول وجبرائيل هنا يأتي دوره وهو أنه يأخذ من مرتبة عالية من الصادر الأول ليوصل إلى مرتبته الدانية لأن الصادر الأول له مرتبة واحدة أو له مراتب؟ كالقوى الموجودة عندي وعندك تأخذ من المرتبة العالية من النفس لتعطي المرتبة الدانية, يوجد وقت, (كلام أحد الحضور) جيد.

    هذه القاعدة أحفظوها جيدا أخواني الأعزاء انظروا كاملا ملتفتين هؤلاء واقعا أهل تحقيق, يقول: وإن كان متأخرا هذا الوجود المثال يعني نشأته الجزئية متأخرا عن العقول يعني عن عالم العقول لكن لا الإنسان الكامل والصادر الأول متأخر مرتبته المثالية متأخرة عن العقول والنفوس الآن إما الكلية وإما الفلكية, تأخراً ذاتيا بحسب المرتبة لأن عالم المثال متأخر رتبة عن عالم العقول وهناك لا يوجد زمان أصلا, فلا يكون, هذه النتيجة التي أراد أن يشير إليها وأوضحها سابقا, قال: مستحيل إذن يكون العالم موجود والإنسان الكامل معدوم مطلقا, نعم بحسب النشأة العنصرية قد يتأخر ولكن هذا لا ضير في كمال الإنسان الكامل.

    فلا يكون الإنسان الكامل معدوما في الخارج مطلقا عند وجود العالم, لذلك قيل, كأنه وجهان هذا التفتوا شاهدان لهذه النقطة, لذلك قيل في حقه قبل نشأته العنصرية, هذه النكتة التي أشرنا إليها, {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كان اعتراض على الصادر الأول أو كان الاعتراض على النشأة العنصرية؟ (كلام أحد الحضور) نعم يقول هذا الاعتراض هنا وهو أن الملائكة بعد أن علموا أن الله يريد أن يجعل مظهر الإنسان الكامل يجعله خليفة في الأرض وحيث يعلمون أن هذا الإنسان له كل المراتب يعني يستطيع أن يصل إلى مقام قاب قوسين أو أدنى, وأيضا يستطيع أن يصل إلى مقام بل هي {أولئك كالأنعام بل هم أضل} قالوا كيف تريد أن تجعل مثل هذا الموجود مظهرك في الأرض, ينبغي ماذا تجعل مظهرك في الأرض؟ نحن لأنه نحن لا يصدر منا إلا التسبيح {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} يعني نحن {لا يعصون الله ما أمرهم} فالأولى تجعلنا نحن المظهر أم هؤلاء تجعلهم مظهر؟ هؤلاء الذين فيهم خصوصية أنه واقف {على النجدين إما شاكرا وإما كفورا} وهذه نقطة أساسية إن شاء الله في القوابل لها أثر وهي ما هي خصوصية الإنسان التي بها امتاز عن الموجودات الأخرى وعن الأعيان الثابتة الأخرى.

    قال: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} واخرج هذه الخصوصية الثانية واخرج من الجنة بمخالفة أمر الله تعالى, هذه النشأة العنصرية هكذا يتصور وإلا نحن لا نوافق. هذا إذن بعد أن أسس القواعد قال إن الإنسان الكامل هذه أدلته النقلية وهذه أدلته العقلية الآن مع أن صاحب الشهود المحقق يعني العارف أيضا عندما شاهد شاهد أول صادر من هو؟ هو الإنسان الكامل لا أنه وجد العالم ثم وجد الإنسان الكامل, يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/02/29
    • مرات التنزيل : 2079

  • جديد المرئيات