هذا مع أن صاحب الشهود والمحقق العارف بمراتب الوجود يعم أنه موجود بجميع مظاهره السماوية والعنصرية.
حديثنا بالأمس كان في مسألة ضرورة وجود الإنسان الكامل نحن في هذه القاعدة في هذا الأصل الذي يعد من الأصول العرفانية وفي اعتقادي الشخصي أنه يعد من أصول اعتقادات مدرسة أهل البيت أيضا أنه نريد بيان هذا الأصل وهو أن العالم لا الأرض يعني ما سوا الله بمختلف نشآته في قوس النزول وفي قوس الصعود لا يمكن أن يبقى آنا ما بلا وجود الصادر الأول وبلا وجود (أول ما خلق نور نبيكم) وبلا وجود واسطة الفيض, والدليل على ذلك ما أشرنا إليه إذا ثبت هذا هو واسطة الفيض فإمداد العالم يكون بتوسطه فإذا انقطعت الواسطة ينقطع المد عن العالم.
نعم يبقى بحث وهو أن هذا كان يمكن غير هذا أو لا يمكن؟ ونحن أشرنا مرارا أنه كان يمكن غير هذا ولكنه الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون هذا هو نظم العالم, إذا يتذكر الأخوة في أبحاث الأسفار الجزء السادس قلنا أن عالم الإمكان يمكن أن تتصور له أشكال لا متناهية أنت ضع يدك على الإنسان فقط هذا الإنسان يمكن أن يكون ذو رأس واحد ذو رأسين ثلاثة أربعة خمسة إلى ما شاء الله, ذو يد ذو أربعة ذو خمسة وذو ألف يد وإلى ما شاء الله وهكذا تعال إلى الماء وإلى السماء تعال إلى الأرض تعال إلى الملائكة وهكذا, إذن أشكال هذا الموديل هذه الهندسة التي فيها العالم فقط فيها هذه الهندسة أم توجد هندسات عديدة؟ توجد هندسات عديدة, طيب الله انتخب هذا الموديل وهذه الهندسة لأنها هي النظام الأحسن ليس في الإمكان أبدع مما كان, طيب هذا بحث.
وبحث آخر وهو أنه ما هو موديل هذا النظام؟ موديله أن الله (سبحانه وتعالى) جعل العالم لا يبقى آنا ما بلا وجود الإنسان الكامل, هذه قاعدة, فلا يعقل وجود العالم مع انعدام الإنسان الكامل مطلقا, يعني لا وجود له في أي مرتبة من المراتب, هذا هو الأصل الأول.
الأصل الثاني: التفتوا جيد حتى جواب الأخ يتضح.
هذا الأصل الأول الذي هو أن العالم لا يبقى إلا مع وجود الإنسان الكامل وأن الإنسان الكامل هو واسطة الفيض لكل ما سوا الله هل مرادنا من الإنسان الكامل يعني بجميع مراتبه حتى النشأة العنصرية له أو لا, هذا السؤال غير السؤال الأول, هؤلاء ماذا يقولون العرفاء يعني النظرية ماذا تقول, تقول لا, نحن لا نقول بأن الإنسان الكامل حتى مع نشأته العنصرية هو واسطة الفيض لا, قد تكون نشأته العنصرية موجودة وقد لا تكون موجودة, قد تكون متقدمة وقد تكون متأخرة قد تكون في الآخر وقد تكون في الوسط, لم يقم عندنا برهان عقلي يقول لا فقط في عالم الملكوت هو أول صادر بل هو في عالم المادة هو أول موجود لم يقم عندنا هكذا برهان, نعم التفتوا إذا دل الدليل كما أنه في ذلك العالم هو أول صادر وأنه في هذا العالم المادي أول مظهر ظهر في عالم المادة هو مظهر الإنسان الكامل لالتزمنا ولكن قام عندنا كذا دليل أو لم يقم؟ لم يقم, واضح.
يقولون إذن أنتم لماذا تقولون بضرورة وجود الإمام في كل زمان؟ الجواب: نحن لا نقوله على أساس هذه القاعدة بل نقوله على أساس دليل آخر, لو كنا نقول بضرورة وجود الإنسان الكامل حتى بنشأته العنصرية من خلال هذه القاعدة الحق معكم وأنه هذا الوجود لابد أن يكون أول موجود, ولكن مع الأسف الشديد في كثير من الأحيان هناك خلط في الأدلة بحسب الأدلة وهذا ما أنا أكرره مرارا وهو تصنيف الأدلة, أخواني الأعزاء الأدلة الدالة على أن الأرض لا تخلو (أنه لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) هذه تشير إلى القاعدة الأولى, يعني لابد لكي الأرض تبقى تحتاج إلى واسطة الفيض من هو واسطة فيضه هل لابد أن يكون موجود أرضي له وجود أرضي أيضا؟ هذا الدليل لا يشير إليه, لعل واسطة الفيض كان مدة في الأرض وبعد ذلك انتقل إلى النشأة الأخرى كما نعتقد في الرسول الأعظم’ ماذا الرسول عندما ينتقل من هذا العالم إلى عالم آخر أو لم يكن موجودا فيه ماذا لم يكن واسطة الفيض؟ لا, كان واسطة الفيض ولكن كان له مظهر عنصري أو لم يكن؟ لم يكن, والآن أيضا ليس له مظهر عنصري ولكن هو واسطة الفيض أو لا؟ نعم إلى الآن هو واسطة الفيض وسيبقى أزلا وأبدا هو واسطة الفيض, ولذا أقرأوا الروايات قال (ما من علم ينزل علينا إلا بدأ برسول الله) لماذا بدأ برسول الله تشريف باعتباره جدنا يعني؟ لا, لأنه هذا هو النظام الأحسن لا يأتي شيء إلى هذا العالم إلا بتوسط هذه الحقيقة هذه الحقيقة في زمن خمسين ستين سنة صار لها مظهر أرضي وبعد ذلك لم يوجد لها مظهر أرضي هذه الحقيقة ليس لها مظهر نعم لها مظاهر لأن الأئمة هم مظاهر الاسم الأعظم هم مظهر الصادر الأول, ما أدري واضح هذا المعنى أم لا.
إذن نحن لا بدليله قولهم (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) نثبت ضرورة وجود الحجة في كل زمان, هذا يستدلون ولكن في نظري هذا الاستدلال خاطئ غير صحيح, إذن بأي دليل نستدل؟ نستدل (لا تخلو الأرض من حجة) لا تخلو الأرض من حجة غير (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) نستدل لو لم يبقى في الدنيا إلا اثنان لكان أحدهما الحجة, نستدل بحديث الثقلين الذي القرآن مادام في الأرض لابد العترة موجودة باعتبار أنه لا ينفكا لزم الحديث أن يكون غير مطابق للواقع لأن الرسول يقول ( لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فإذا لم يكن أحدهما في هذا العالم افترقا أم لا؟ افترقا, هذا خلاف نص حديث الثقلين, نستدل بأحاديث (من مات ولم يعرف إمام زمانه) لا (من مات ولم يعرف إمام الزمان) لأن إمام الزمان لعله الإمام الحسن العسكري× أو الإمام أمير المؤمنين ولكنه الروايات من الفريقين (إمام زمانه) يعني في كل زمانٍ يوجد إمام لابد أن يعرف, نستدل من قبيل قوله تعالى {كونوا مع الصادقين} الذي فخر الرازي يستدل بها.
إذن ينبغي أن لا نخلط الأبحاث نحن أيضا مما نعتقد بضرورة وجود إنسان كامل في زماننا ولكن لا لأدلة هم واسطة الفيض ذاك بحث آخر وهذا بحث ثاني, إذن على هذا الأساس تلك الأدلة بصدد إثبات هذه القضية يعني الآن هؤلاء الأعلام ليسوا بصدد إثبات القضية الثانية بل هم بصدد إثبات القضية الأولى وهي: أن العالم هل يمكن أن يكون آنا ما بلا وجود الصادر الأول مطلقا يعني في أي نشأة من النشآت يقول هذا غير لم يتحقق بحكمة الله (سبحانه وتعالى), صار واضح.
(كلام أحد الحضور) أنظروا الآن البحث ليس بحثا نقلياً, (كلام أحد الحضور) عجيب شيخنا أنا أقول مطالب القوم الآن, أنت لماذا تخلط الأبحاث آقاي جعفري, أقول هؤلاء يتكلمون أي قضية؟ القضية الأولى, أنت تريد أن تبحث كلامي تعال نقرأ الروايات ماذا تقول, أنا ليس بحثي الرواية أقول الآن هؤلاء بصدد القضية الأولى أم الثانية, نحن عندنا القضية الثانية وإلا العرفاء ليس عندهم القضية الثانية لا تخلطون بين المبنيين بين القاعدتين, هؤلاء بصدد إثبات أن العالم لا الأرض ماذا الأرض, العالم آنا ما بلا صادر أول مطلقا يوجد أو لا يوجد؟ لا يوجد, سؤال: هل يشترط أن يكون هذا الصادر الأول مع نشأته العنصرية؟ صرح قال في 221 قال: من حيث النشأة العنصرية قد يكون متأخرا, إذن يشترط لكي يكون الصادر الأول واسطة الفيض للعالم حتى مع نشأته العنصرية أم لا؟ لا يشترط, أنا أقرر القاعدة المبنى هذا أصل وهذا أصل صحيح لا ريب فيه.
نعم نحن كمدرسة أهل البيت عندنا أصل آخر ما هو؟ نقول أن الأرض لا تخلو من إمام وحجة لله ظاهر مشهور أم غائب مستور, هذه قاعدة ثانية غير مربوطة غير ملازمة للقاعدة الأولى, نحن نعتقد بها بأي برهان نعتقد بها؟ بنفس أدلة القاعدة الأولى؟ الجواب: كلا, لأن تلك لازم أعم فيها تلك لا تقول لابد مع نشأته العنصرية, لماذا؟ لأنه تلك نشأته العنصرية أساسا ليس له دور في وساطة الفيض الذي له دور في وساطة الفيض وجوده كصادر الأول الذي هذه النشأة العنصرية تظهر من مظاهره لا هذا واسطة الفيض, إذن على أي أساس انتم تقولون أنه لابد أن يكون كذلك؟ (كلام أحد الحضور) الأدلة القطعية التي عندنا من القران والسنة, ما أدري واضحة هذه القضية.
طبعا هذه القضية من الناحية التأريخية واضحة, لأنه أفضل برهان على ما نقول أنه ليس أصلا الإنسان حتى بمظهره العنصري هو الموجود الأول في هذا العالم لأن آدم لم يقل أحد من المؤرخين ولا المحققين الذي أول مخلوق صار في عالم المادة لا على الأرض وإلا إذا كنا نقول أرض يعني كانت أرض وجاء آدم, مع أن التأريخ ماذا يقول؟ يقول: السماوات وأرض وهذه الأفلاك هذه تأريخها يصل إلى مليارات السنين أما آدم كم عمره؟ الآن سبعة عشرة عشرين خمسين مليون سنة, والله (سبحانه وتعالى) الروايات تبين أنه الله (سبحانه وتعالى) أنزل آدم على جبل ماذا؟ الروايات أنتم لم تقرأوها نزل على كذا, يعني كانت أرض وكان جبل قبيس ويوجد جبل كذا وأرض كذا و..
إذن لم يقل أحد, هنا أقرر مباني العرفاء العرفاء يقولون ضرورة وجود الصادر الأول والإنسان الكامل كواسطة فيض لكل العالم ولا يشترطون أن يكون في كونه صادر أول أن يكون له نشأة عنصرية هذا لا يشترطونه, نعم يبقى أنا وأنت مدرسة أهل البيت, هذا زماننا الذي نعيشه هذا فيه الآن مظهر للصاد الأول حي له نشأة عنصرية أو لا يوجد فيه؟ أدلتنا تقول يوجد وهذه قضية غير القضية.
الآن يأتي سائل ويقول ما هي الضرورة؟ عند ذلك نبحث ضرورة أنه حتى أنه شخص تايه في الصحراء يريد أن يذهب إلى الحج يجدوه هكذا كان أو ضرورة شهادة الأعمال أو ضرورة تنزل الفيض الإلهي في ليلة القدر أو ضرورة استلام الميزانية العامة ما هي ضرورته؟ لابد هنا أن نبحث, ما أدري صارت الأبحاث واضحة الفصل بعضها عن بعض, جيد.
تعالوا نطبق العبارة.
طيب الآن هو كان بصدد إثبات الأصل الأول القاعدة الأولى وهي: أن الأرض لا تخلو من الإنسان لا الأرض, عفوا, أن العالم لا يخلو من واسطة الفيض وهو الإنسان الكامل, لذا تعبيره كما في ص220 بالأمس قرأنا, ولا ينبغي أن يتوهم أن هذه الأعيان كانت موجودة زمانا من الأزمنة والإنسان معدوم فيه مطلقا هذا يتوهم أو لا ينبغي أن يتوهم؟ لا ينبغي أن يتوهم. طبعا بل لابد أن يعلم أنه من حيث النشأة العنصرية بعد كل موجود, بعدية زمانية لا مشكلة هذه النشأة العنصرية, أما نشأته العلمية نشأته في مقام الواحدية نشأته في مقام العقول نشأته في مقام المثال هذه كلها هو أول موجود, أما عندما نأتي إلى عالم الدنيا إلى عالم الشهادة المطلقة إلى عالم المادة لا فقط أنه مظهره ليس أول مظهر من البشر مظهره متأخر أساسا الإنسان ليس أول موجود في عالم المادة, واضح صار هذا المعنى.
هذا المعنى كما قلت استدل عليه عقليا باعتقاده هو قال بأنه يلزم خلاف السنة الإلهية ويلزم أنه استدل بقاعدة أنه كل ما كان أبديا هو أزلي, واستدل أيضا ببعض الأدلة النقلية {أتجعل من يفسد فيها ويسفك الدماء} الآن انتهى إلى مشاهدة العارف, العارف أيضا في مشاهداته ومكاشفاته يجد هذه الحقيقة وهي أن العالم لا يبقى بلا إنسان كامل, هذه الآن, مع أن إشارة إلى دليل العرفاء.
مع أن صاحب الشهود والمحقق العارف بماذا؟ العارف بمراتب الوجود, مراتب الوجود متعلق بالعارف, يعلم ماذا؟ يعلم أنه يعني الإنسان الكامل الذي هو واسطة الفيض يعلم أنه موجود في جميع مظاهره سماوية وعنصرية المراد من السماوية يعني الملكوتية الغيبية والعنصرية يعني المادية, ويشاهده يعني العارف يشاهد الإنسان الكامل ويشاهد العارف الإنسان ويشاهده هذا ضمير يعود على الإنسان والفاعل العارف, ويشاهده فيها في جميع مراتب الوجود أو المراتب السماوية, بالصور المناسبة لمواطن هذه المظاهر ومراتبه يشاهده في كل شيء لماذا؟ لأنه هو المظهر الأتم وهذه كلها مظاهر هذا المظهر الأتم فمن رأى مظهر من المظاهر السماوية أو العنصرية فكما يشاهد المظهر يشاهد الظاهر من الظاهر هنا؟ الإنسان الكامل الذي هو أيضا مظهر يعني يشاهد مظهر المظهر لأن الإنسان الكامل مظهر للاسم الأعظم.
قال: ويشاهده بالصور المناسبة لمواطن هذه المظاهر ومراتبها عند تنزل تنزل من؟ تنزل هذا الإنسان الكامل من الحضرة العلمية ومقام الواحدية والصعق الربوبي من الحضرة العلمية إلى الحضرة العينية لا الغيبية, من الحضرة العلمية إلى العينية يعني من حضرة الصعق الربوبي إلى حضرة الأعيان الخارجية, وهذا أيضا إذا تأتون في قبال هذا السطر في الصفحة المقابلة في ص223 أيضا موجودة هذه العبارة ولكن هناك عبارة صحيحة قال: في الحضرة العلمية ثم العينية واضح, إذن هنا صححوها العبارة, من الحضرة العلمية إلى الحضرة العينية عالم الأعيان الخارجية ثم والأعيان الخارجية تنقسم إلى غيب وإلى شهادة باعتبار عالم العقول عالم المثال عالم الغيب عالم الشهادة عالم الدنيا عالم الشهادة ثم قال ومن الغيبية إلى الشهادة المطلقة, هنا الغيبية تأتي لا في الأولى يعني عندما وصل إلى عالم الأعيان هذه الاعيان ما هي تنقسم إلى غيب وشهادة {عالم الغيب والشهادة} فهنا تصير ومن الغيبية إلى الشهادة المطلقة, قبل ظهوره في هذه الصورة الإنسانية, عجيب يقول هذا الإنسان الكامل في كل كل ما في العقول مظاهر الإنسان الكامل الصادر الأول كل عالم المثال؟ مظاهره, كل عالم المادة والشهادة سماء وأرض وبحار وصعود ونزول مظاهر من؟ الآن أريد أن أبين لك نكتة, التفت.
إذن أساسا هذا الإنسان الكامل هل يخلو من مظهر عنصري ام لا؟ نعم يخلو بعض الأحيان من مظهر إنساني لا من مظهر عنصري, لأنه سماء أيضا مظهر من مظهر الصادر الأول الأرض أيضا مظهر الصادر الأول المياه أيضا مظاهر الصادر الأول لأنه ماذا الصادر؟ يعني الواجد لكل كمالات الاسم الأعظم والاسم الأعظم يعني الواجد لكل كمالات الأسماء وهذه السماء والأرض مظاهر ماذا؟ مظاهر الأسماء وقد تقدم فيما سبق أن مظاهر الأسماء الجزئية هي في الحقيقة مظاهر مظهر الأسم الأعظم وبعبارة أخرى مظهر الأسم الأعظم.
لذا تعبيره: أن هذه كلها مظاهر الاسم الأعظم نعم قبل ظهوره أي الإنسان في هذه الصورة الحادثة نعم مظهره الإنساني متأخر لا مظهره العنصري متأخر, واضح, إلى هنا كنا نقول أن الإنسان الكامل والصادر الأول مظهره العنصري متأخر, الجواب, هذا التعبير إن صح هكذا ماذا نقول؟ لا مظهره العنصري متأخر مظهره الإنساني في عالم العناصر متأخر, ولم يثبت ببرهان الصادر الأول لكي يكون واسطة الفيض لابد أن يكون مع مظهره العنصري الإنساني لا يثب ببرهان ولا بدليل نقلي ولا بدليل عقلي, نعم أنت كتابع لمدرسة أهل البيت تقول إذن ما الدليل على وجود إنسان أو مظهر الإنسان الكامل بنشأته الإنسانية في عالم العناصر ما دليله؟ هذا أبحثوا عن دليل لإثبات هذه الحقيقة, ثم نسأل ما هي الضرورة لوجوده؟ لا يأتي الجواب لأنه واسطة الفيض الجواب يأتي أشياء أخر لأن واسطة الفيض ثابتة في الرتب السابقة ولا تشترط أن تكون له مظهر إنساني في عالم العناصر.
قال: عند التنزل من الحضرة العلمية إلى العينية ومن الغيبية إلى الشهادة المطلقة قبل ظهوره أي الإنسان الكامل في هذه الصورة الإنسانية الحادثة الزمانية هذه مفعول مطلق, ويشاهده يعني يشاهد الإنسان الكامل شهودا محققا يتحقق بذلك, طيب هذه الدعوى من أين؟ يقول: ولا يحيط بما أشرنا إليه هذا الذي نحن قلناه في مشاهدتنا إلا بما أحاط ليس بمعنى قوله تعالى بل أحاط بسر قوله تعالى {وقد خلقكم أطوارا} لأنه هذه الآية يستدلون بها في ما يتعلق أنه كان مضغة وعلقة وكذا إلى إن صار {وخلقناه خلقا آخر} يقول لا, هذه التي أشير إليها هذه الأطوار مرتبطة بنشأة واحدة عبروا عنها هذا التطور الذي هو في نشأة واحدة عرضي هذا, نحن نقول لا, الإنسان له أطواراً بحسب المراتب الطولية لا بحسب المراتب العرضية, مراتبه الطولية ماذا؟ أن الإنسان الكامل في عالم العقول له مظهر, في عالم المثال له مظهر في عالم الشهادة له مظاهر سماء وأرض كل شيء مظاهره, نعم وله مظهر إنساني الذي يتأخر وجوده عن المظاهر الأخرى, {وقد خلقكم أطوارا}. نقطة انتهى البحث.
قوله وما بقي إلا قابل والقابل لا يكون إلا من فيضه الأقدس, طيب إلى هنا في المتن الشيخ بين أن العالم كان كجسد مسوا يعني فيه قابلية أن يفاض عليه الروح, طيب من أفاض الروح؟ الله (سبحانه وتعالى) فتجلى له ونفخ فيه, لكن يبقى سؤال آخر وهو أن هذا القابل من خلقه, الآن بعد أن عرفنا أن الله (سبحانه وتعالى) أعطى للعالم الذي هو له الاستعداد لقبول الصادر الأول والروح الآدمي أعطاه روحا أعطاه وجودا أعطاه حياتنا من خلال الصادر الأول طيب هذا القابل من أوجده؟ هذا أولا, وثانيا: لماذا هذه القوابل اختلفت فيما بينها؟
إذن لابد أن نعرف أولا: من أوجد القابل, وثانيا: لماذا اختلفت هذه القوابل, لأنكم تعرفون أن هذه من الأسئلة السيالة والمشكلة أيضا وهو أنه لماذا اختلفت الموجودات؟ يقولون قال تعالى {وانزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} والمراد من الأودية يعني الاستعدادات والقابليات كل بقدرها, طيب من أوجد هذه الأودية التي هي القابليات ولماذا خالف بينها, هذا يستعد لإناء بمقدار كذا وهذا إناءه بمقدار كذا لماذا؟ ما أدري البحث الآن أين انتقل.
إذن يقول إذا كان الروح وهو آدم الذي هو آدم الحقيقي إذا تتذكرون هذا المعنى أشرنا إليه فيما سبق أن هذا آدم هنا آدم الحقيقي لا آدم أبو البشر, هو الذي أعطى الحياة للعالم, بعبارة أخرى: قليلا أرجعوا معي إلى الكتاب.
قال: أنه ما سوا محلا في ص219 ما سوا محلا إلا ولابد أن يقبل روحا إلهيا فالله هذا الروح الإلهي ما هو؟ هو الصادر الأول جيد هو الذي أعطى الروح {ونفخت فيه من روحي} وهذا الاستعداد هذا القبول الذي في العالم هذا من أعطاه من أوجده أولا, وثانيا: لماذا وقعت هذه الاختلافات بين القوابل؟ واضح ما أدري هذين السؤالين.
في هذا المتن وما بقي إلا قابل والقابل لا يكون إلا من فيضه الأقدس يريد أن يشير إلى الجواب عن هذين السؤالين, طيب ما هو الجواب, واقعة التفتوا جيدا البحث دقيق وعميق ومهم كلاميا.
السؤال الأول الذي لابد أن نطرحه هو: أن الاستعداد هل هو أمر عدمي أم أمر وجودي؟ بطبيعة الحال لا يمكن لأحد أن يقول أن الاستعداد أمر عدمي لماذا؟ لأن العدم ليس بشيء حتى يكون مستعدا لهذا دون ذاك, فلابد أن تفرض من باب المثال عندك أواني وهذه الأواني سعتها مختلف بعضها يسع لتر وبعضها يسع لترين أما إذا لا يوجد أي أواني طيب ما معنى {وانزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} هو لا يوجد شيء حتى يكون بقدرها أو لا العدم ليس بشيء حتى يكون مستعدا لهذا القدر أو مستعدا لذاك القدر, إذن يمكن أن يكون الاستعداد أمرا عدمياً أو لا يمكن؟ فلابد أن يكون أمرا وجوديا فهذه نقطة.
طيب إذا كان أمرا عدمياً يأتي السؤال الثاني: هل هو واجب أم ممكن؟ هل يمكن لأحد أن يقول واجب مثلا؟ هذا غير بحث نفس الأمر الذي عندنا في الأسفار هذا غير نفس الأمر هذا أمر وجودي, لا يعقل أن يكون واجبا وإلا للزم تعدد واجب الوجوب وأدلة توحيد الواجبي تختلف, إذن يكون ممكنا, فإذا كان ممكنا يحتاج إلى إفاضة أو لا؟ يحتاج إلى إفاضة فما هي من أين يفاض ومن هو المفيض وما معنى الإفاضة؟ ما أدري واضح صار تسلسل البحث.
سؤال: إذا اتضح إلى هنا أنظروا الآن يجب في جملة أنا أتصور أن تسلسل البحث اتضح قال والقابل لا يكون إلا من فيضه الأقدس, صحيح يقول فما بقي بعد أن قلنا أن الروح أفاضها الله طيب يبقى القابل فلم يبقى إلا قابل والقابل من أين؟ من فيضه الأقدس من قوله الفيض الأقدس أثبت عدة أمور:
أولا: أن الاستعداد أمر عدمي أم وجودي؟ وجودي وإلا إذا كان أمرا عدمياً يحتاج إلى إفاضة أو لا يحتاج إلى إيجاد أو لا؟ لا يحتاج فثبت أنه أمر وجودي لا عدمي.
ثانيا: بين أن هذا الأمر الوجودي واجب أم ممكن؟ ممكن وإلا لو كان واجبا يحتاج إلى إفاضة من الله أو لا يحتاج؟ لا يحتاج وبين أنه يحتاج إلى فيض.
ثالثا: هذا محل الشاهد الآن المطلب الثالث, ما هو؟ قال هذا من فيضه الأقدس لا من فيضه المقدس, يعني ماذا من فيضه الأقدس؟ هذه الجملة التي شرحناها في التمهيد والآن نزيدها هنا توضيحا, ما معنى من فيضه الأقدس؟
أخواني الأعزاء إذا تتذكرون نحن التسلسل الذي أوجدناه بحسب بيانات تمهيد القواعد وفصوص الحكم ماذا قلنا؟ قلنا يوجد عندنا الذات الإلهية وهي المصطلح عليها اللا بشرط المقسمي التي لا أسم ولا رسم ولا تعين ولا أي شيء من الأشياء, بعد ذلك قلنا أنه يوجد عندنا مقام الأحدية ومقام الأحدية هو البشرط لا وهو مقام جمع الجمع وهو المقام الذي فيه كل شيء ولكن بنحو الكثرة أو بنحو الاندماج؟ بنحو الاندماج لا بنحو الكثرة, ولكي أبين أقربه إلى الذهن, الصعق الربوبي هناك (من عرف نفسه فقد عرف ربه) انت جنابك الآن هذا المثال مرارا ذكرناه لكم, انت الآن جنابك الآن كم مسألة من المسائل العقلية تعرفها مئات الآلاف تعرفها وهذه كلها موجودة أين؟ في عقلك, موجودة في العقل بنحو الكثرة أو بنحو الوجود الواحد؟ ولكنه بالإمكان أن تفعل أن تكثرها أين تكثرها؟ إما في الخيال إما في الحس المشترك إما باللفظ إما بالقلم هذه كلها تكثرات ولكنها أصلها أين؟ في مقام أحدية العقل صحيح هذا الذي نعبر عنه بسيط الحقيقة كل الأشياء ليس كل الأشياء موجودة في بسيط الحقيقة أنا لا أفهم هذا المعنى, أنا أفهم كل الأشياء يمكن أن تنشأ من يعني تفيض من بسيط الحقيقة هذا الذي يعبرون عنه علمائنا بملكة الاجتهاد, ملكة الاجتهاد ما هي؟ قدرة بسيطة نورية وجودية ولكنه ما فيها تفاصيل متى تبدأ التفاصيل والظهور؟ إذا انت بدأت تفكر بها وتجعلها المسألة الأولى والمسألة الثانية والمسالة الثالثة, هذه تفاصيل هذه التفاصيل قد تكون في عالم المثال وقد تكون في عالم الحس المشترك قد تكون في عالم الألفاظ قد تكون في عالم المثال ما أدري واضح هذا المعنى.
سؤال: عالم الواحدية مترتب على ماذا؟ على عالم الأحدية يعني ماذا عالم الواحدية مترتب على عالم الأحدية؟ يعني هذه الكثرة الموجودة في الأسماء والصفات في عالم الأحدية من أين انتشت منشأها أين؟ من الأحدية كما أنه الكثرة الخيالة أو الحس المشترك منتشية من عالم العقل عندي ومن مرتبة عقلانيتي, سؤال: في مقام الأحدية توجد كثرة؟ أبدا ولكنه عندما تنزل إلى مقام الواحدية توجد كثرة هذه الكثرة ماذا أسميناها؟ الكثرة الاسمائية يعني العالم غير القادر والقادر غير السميع والسميع غير البصير والمحيي غير المميت والقابض غير الباسط والمعطي غير المانع وهكذا, فإذا حصلت الكثرة الاسمائية لازم الكثرة الاسمائية هي الاعيان الثابتة قلنا الاعيان الثابتة هي لوازم عالم الأسماء والصفات ما معنى لوازمها؟ يعني هي التي تبين محتوى الأسم هذا الاسم المحيي هذا الإحياء هو العين الثابتة للاسم المحيي, ولذا نحن ذكرنا إذا يتذكر الإخوة قلنا أن نسبة الاعيان إلى الأسماء نسبة الماهيات إلى الوجودات, كيف أن الماهية تبين خصوصية الوجود الأعيان الثابتة أيضا تبين خصوصية الاسماء الإلهية. إلى هنا أتوقف لا أأتي إلى الخارج, كم بقي من الوقت, (كلام أحد الحضور) جيد.
سؤال: هذه الأسماء والصفات مع لوازمها التي هي عالم الاعيان الثابتة هذه أفيضت من قبله تعالى (سبحانه وتعالى) أو لم تفض؟ يعني هو أوجدها في الصعق الربوبي أم لم يوجدها؟ جنابك (كلام أحد الحضور) جنابك عندما كانت هذه الأمور في عقلك, الإنسان جيدا إذا فكر ويتكلم, جنابك إذا في عقلك موجودة أمور ثم جعلتها مفصلة في الخيال هذه فرضت عليك من الخارج أم أنت أوجدتها؟ ولكن أين أوجدتها خارج وجودك أم داخل وجودك؟ وهذا هو الصعق الربوبي قلنا مرارا ما معنى الصعق الربوبي؟ قلنا موجودة الاشياء بوجوده تعالى لا موجودة الأشياء بوجودها الخاصة بماذا ميزنا الظاهرة من المظهر؟ الاسم من مظهر الاسم بماذا؟ قلنا الاسم وجود موجود بوجود الحق لا بوجوده الخاص به, أما مظهره الذي هو المحيي في الخارج هذا أيضا موجود المظهر أيضا له نحو من التحقق ولكن تحققه بوجود الحق أم بوجوده الخاص به, ولذا له لوازم وله حدود ونحو ذلك, الله (سبحانه وتعالى) لو لم يرد بالمشيئة الأزلية لو لم يشأ لأوجد لتحقق عالم الأسماء والصفات والأعيان الثابتة أو لم يتحقق؟ لم يتحقق ولكنه بالحب الذاتي لما شاء الحق, ولكن هذه شاء الحق ليس بحسب أسمائه الحسنى بل بحسب مقام الأحدية أن تظهر هذه الكمالات مفصلة بعضها عن بعض وتوجد فيها نحو من الكثرة. طيب هذا الإيجاد الذي قام به هو الفيض الأقدس, طيب إذن الفيض الأقدس ما هو؟ تجلي مقام الأحدية لظهور مقام الواحدية, ما أدري صار واضح, الآن ما أدري لماذا سمي أقدس ولكن مضمون هذا الفيض اتضح أم لا.
طبعا بعد ذلك أيضا مقام الفيض الأقدس واضح وهو أنه هذه الاعيان الثابتة كانت موجودة بوجود الحق أرادت أن توجد بوجوداتها الخاصة فهنا جاء الفيض المقدس لإخراجها من الحضرة العلمية إلى الحضرة العينية, واضح هذا المعنى أم لا. ولذا تجدون بأن القاساني في شرحه هنا في 14, القاساني يقول: فكأنه قال له تجليان فيضان لأنه يقول أن المراد من الفيض يعني التجلي يعني الظهور, قلنا أن التجلي فلما تجلى له ربه للجبل يعني ماذا؟ فلما ظهر هذا الظهور ماذا الظهور الأول؟ الظهور من مقام الأحدية الذي هو جمع الجمع إلى مقام الواحدية الذي هو مقام الجمع الذي هو مقام الكثرة الاسمائية, يقول: وهو ظهوره في صورة الأعيان الثابتة القابلة لأن الأعيان الثابتة هي القوابل هي الاستعدادات هذا يستعد لأن يفاض عليه الإحياء هذا يستعد لأن يفاض عليه الإماتة هذا يستعد لأن يفاض عليه البقرية هذا يستعد لأن يفاض عليه السمائية ونحو ذلك.
قال: الأعيان الثابتة القابلة في الحضرة العلمية الاسمائية وهي الحضرة الواحدية, فذلك الظهور ينزل عن الحضرة الأحدية إلى الحضرة الواحدية وهو فيضه الأقدس, إن ما هو الفيض الأقدس؟ ظهور مقام الأحدية في مقام الواحدية, كما لو جنابك تقول ظهور ملكة الاجتهاد الواجدة لمائة ألف مسألة في عالم الخيال في عالم الحس المشترك في عالم الرسالة العملية, هذه كثرة, طبعا يوجد فرق بين الرسالة العملية والوجود اللفظي والوجود الخيالي لأنه في الوجود الخيالي بعده في الحضرة العلمية ولكن في الحضرة العلمية التفصيلية أما عندما يصير رسالة عملية له وجوده الخاص به, ذاك كان وجود قائم بوجود العالم. ولذا نحن ميزنا بين الصعق الربوبي وبين الأعيان الخارجية.