بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين
في الواقع للاجابة على هذا التساؤول احتاج لبيان مقدمة، وهي أنّ القرآن الكريم لا أقل في آيتين صريحتين دعا إلى الأمة الواحدة، وذمّ التفرّق والتقاطع ونحو ذلك.
قال تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}.
وقال تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}.
إذن دعوى صريحة من القرآن الكريم أن تكون البشرية جميعاً أمة واحدة، الآن أنا لا أريد أن أدخل في هذا البحث أنّ هذه الاية عندما قالت أمة واحدة هل المراد من الأمة الواحدة الأمة الإسلامية أو المراد من الأمة الواحدة البشرية؛ لأن القرآن الكريم في آيات أخرى يقول أساساً كنتم أمة واحدة فاختلفتم وهناك اشارة إلى البشرية وليست اشارة فقط إلى الأمة الإسلامية يعني انتم عندما تأتون إلى الآية 113 من سورة البقرة تجدون بشكل واضح وصريح يعبر هذا التعبير الدقيق في سورة البقرة قال تعالى كان الناس أمة واحدة اذن هنا عندما تقول الاية ان هذه امتكم أمة واحدة فهل المراد من الأمة الواحدة أمة الإسلام كما ذكر البعض او البشرية وطبعاً الآن انا لست بصدد اقدم القرائن والشواهد أنّ القرآن يشير إلى البشرية ولا يشير إلى أمة الإسلام فتقطعوا امرهم بينهم زبرا هنا بدأ الذم انكم إذا كنتم أمة واحدة والله سبحانه وتعالى خلقكم لان تكونوا أمة واحدة اذن لماذا {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون} هذا معناه ان القرآن يريد ان تكون البشرية أمة واحدة يريد من البشر جميعاً ان يكون لهم مقصد وهدف واحد ما هو المقصد؟ وانا ربكم فاعبدون وانا ربكم فاتقون.
السؤال المطروح هنا اساساً إذا كان الامر كذلك فهل ان القرآن الكريم مع دعوته إلى الأمة الواحدة يوافق على الاختلاف والتعدد في هذه الأمة او يريد أن لا يوجد هناك أي تعدد وأي اختلاف بينهم أيّ منهما؟ لأن البعض يتصور انه عندما دعى القرآن الكريم البشرية ان تكون أمة واحدة إذن يريد ان يقرّ الاختلاف أو يرفع الاختلاف؟ البعض يتصور انه اذن لكي نكون أمة واحدة لابد ان يرتفع الخلاف والاختلاف، وبعبارة اخرى ان يكون الجميع نسخة واحدة لا نسخ متعددة وعقائد متعددة وافكار متعددة وشعوب متعددة مع اننا عندما نأتي إلى القرآن الكريم نجد نفس هذا القرآن الذي يؤكد ويدعوا إلى الأمة الواحدة يؤكد على الاختلاف والتنوع ولهذا لابد ان نميز جيداً بين الاختلاف المذموم وبين الاختلاف الممدوح الآن إذا صار وقت ان اشير إلى الفرق بينهما القرآن الكريم مع انه يؤمن بالامة الواحدة ولكنه نجده في آخر سورة هود انا بودي ان المشاهد الكريم واقعاً يقف مثل هذه الاية بشكل واضح وصريح ويدقق فيها جيداً قال القرآن الكريم الاية 118 من سورة هود {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} يعني ماذا؟ يعني ان الله سبحانه وتعالى لو اقتضت حكمته التكوينية وارادته التكوينية ان يكون الجميع بلا اي اختلاف وبلا اي تعدد وتنوع كان قادر ان يوجد هكذا او ليس بقادر؟ نعم انما امره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون هنا الآية تقول لا هذه الارادة هذه المشيئة الله لم يعملها وانما ترك البشرية حتى يختلفون.
هو هذا الذي اريد ان اقف القرآن الكريم دعى إلى الأمة الواحدة ولكنه قال انا اريدكم ان تكونوا أمة واحدة ولكن الهي تريد أمة واحدة بلا ارادة واختيار وتعدد وتنوع او تريد أمة واحدة تتضمن كل هذا الاختلاف والتعدد والتنوع اي منهما؟ القرآن الكريم يصرح بشكل واضح يقول ولا يزالون مختلفين.
الجواب: هنا لابد ان نرجع إلى قواعد اخرى إلى القرآن، عندما يريد القرآن ان يقول يوافق على الاختلاف يريد الاختلاف الممدوح ام يريد الاختلاف المذموم؟ هذا الذي تفضلت به هذا ناشئ من الاختلاف المذموم وسأبين ان شاء الله من خلال البحث انه ما هو الاختلاف الممدوح وما هو الاختلاف المذموم هنا القرآن الكريم بشكل واضح وصريح يقول ولا يزالون مختلفين وانتم تعلمون جيداً الفعل فعل مضارع والفعل المضارع يدل على الاستمرارية لا انه في عصر تختلفون لا وانما أساساً انتم على الدوام والاستمرار مختلفون.
سؤال: الهي وسيدي انت خلقتنا للاتفاق او للاختلاف اي منهما؟ هذا السؤال لابد ان نسأله من القرآن الكريم عندما ترجع إلى القرآن الكريم يقول {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} اذن الغاية من خلق الانسان هو العبادة اذن هذه اللام في قوله ليعبدون لام الغاية غاية خلقكم ان تكونوا عابدين لله الآن لماذا ذاك بحث آخر ولا اريد ان ادخل فيه ولكن السؤال: الهي انت خلقتنا لان نتفق ام خلقتنا ان نختلف اي منهما؟ هذا السؤال لابد ان يوجه للقرآن الكريم وهو مشروع قد يقول لي انا خلقتك لان تكون متفقاً او يقول لي انا خلقتك لان تكون مختلفاً انظروا إلى الآية المباركة قال تعالى: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} هسا الآن هذه الا من رحم ربك اجعلوا بين شارحتين الآن ليس بحثي فيها ولذلك خلقهم لام الغاية يعني لماذا خلقتنا مختلفين؟ يقول انا أساساً الغاية من خلقكم وخلقتكم لان تختلفوا هسا الآن هذا السؤال هنا هذه اللام وهي ولذلك خلقهم وقع بحث كبير وعميق بين محققي المفسرين انه كيف يمكن ان الله سبحانه وتعالى جعل غاية خلق البشر لان يختلفوا؟ الجواب: هنا ندخل في بحث فلسفي عميق انه إذا لم يكن هناك اختلاف وتنوع وتعدد بين الفكر البشري هل كان يتكامل الانسان او لا يتكامل؟
الاختلاف في مجال الرؤية العقدية في مجال المبنى الفلسفي في مجال الرؤية للحياة للعمران للحضارة اين مشروعية الاختلاف؟
هنا آية سورة البقرة بيّنت ما هي دائرة الاختلاف، لابد ان نأخذ الإسلام من القرآن لان هذا الكتاب هو المتفق عليه بين جميع المسلمين اما إذا جئنا إلى الحديث الآن ليس هذا حديثي انتم تعلمون انا عندي مشروع كامل في مسألة اسلام محورية القرآن ولكنه إذا رجعنا إلى الحديث انت تستند إلى البخاري ومسلم ومسند احمد والمسانيد والسنن وغيرها وانا استند إلى الكافي والى غير ذلك ان تحل المشكلة او لا تحل المشكلة؟ غير قابلة للحل اما إذا رجعنا إلى القرآن الكريم؟ القرآن الكريم بيني وبين الله مورد اتفاق بين جميع المسلمين اولاً وثانياً نحن نعلم ان هذا الكتاب المبارك واقع فيه تحريف ام لا؟ الجواب: لم يقع فيه اي تحريف هذا القرآن الذي بايدينا هو الذي نزل به الروح الامين على قلب الخاتم.
وان كان الاشكال في المسلمين ان كل طائفة اخذت من القرآن قسماً.
مع الاسف الشديد ادلجت القرآن المشكلة في القراءات التي قدمت على القرآن ليس في اصل القرآن يعني المشكلة في المعرفة الدينية وليست في اصل الدين انظروا إلى القرآن الكريم جداً مهمة هذه الآية {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات} اذن الاختلاف في الدين وليس في الامور الطبيعية واذا وجدنا اختلاف في الامور الحياتية أو في موارد أخرى هذه منشأها الاختلاف في المعارف الدينية وفي المعارف العقدية في الدين نستطيع ان نقول في التأويل في القراءة إذا اردنا ان تكلم بلغة حداثوية او معاصرة مشكلتنا في القراءة.
الجواب بيني وبين الله وهذا يعود بنا مرة اخرى إلى المقدمة التي اشرت اليها وهي انه في النتيجة قبل ان ندخل إلى مصادر المعرفة الدينية ما هي المصادر المعرفة الدينية؟ المصدر الاول هو القرآن الكريم، المصدر الثاني هو الموروث الروائي من اوسع ابوابه والان لا اريد ان ادخل هذا المصدر الثاني، المصدر الثالث هو العقل الانساني لان انت من خلال هذا العقل تستطيع ان تفهم هذا المصدر او ذاك المصدر والا بيني وبين الله الآن لو نعطي القرآن الكريم ونعطي الحديث النبوي لمن لا يملكون العقل يعني للبهائم والدواب والحيوانات هل يمكنهم ان يستفيدوا من القرآن شيئاً او لا يمكنهم؟ لا يمكن لماذا؟ لانه لا توجد عندهم آلية فهم القرآن اذن آلية فهم القرآن اين تتحقق؟ تتحقق في العقل اذن نحن لابد ان نرجع إلى العقل اولاً لنتعرف على آليات عمل العقل وبعبارة اخرى لابد ان نحقق آليات المنظومة المعرفية لفهم القرآن ولفهم النصوص الروائي.
ولهذا مع الاسف الشديد هي المشكلة الاصلية التي تواجه منظومة المعرفة الدينية يعني لابد ان نعرف ما دور العقل وانا هنا في جملة واحدة لابد ان ابين ما هو المراد من العقل: العقل له اصطلاحان وكثيراً ما يقع فيه الغلط والخطأ والمغالطة فيما بينهم الاصطلاح الاولي للعقل يعني القوة التي ندرك بها الاشياء كما عندنا الباصرة نبصر به الاشياء، السامعة نسمع به الاشياء، الذائقة نذوق به الاشياء عندنا العقل نتعقل به الاشياء هذا الاصطلاح الاولي اذن هو آلة للفهم لا آلة للسمع لا آلة للبصر لا آلة للذوق او الشم او اللمس هذا المعنى الاول للعقل، المعنى الثاني للعقل وهو انه ما تنتجه هذه القوة العاقلة؟ يعني هذه القوة عندها منتوجات تصنع قواعد لنفسها هذه القواعد هي التي يصطلح عليها بالنتاج العقلي التي يدرس في الفلسفة وتدرس في العلوم العقلية، العلوم العقلية تسمى علوم عقلية لا لأن آلية الفهم فيها هو العقل بل ان المنتج فيها هو من قبل من؟ ليس من قبل النقل والوحي وانما من قبل العقل.
قبلها القرآن كأصل وقال ولذلك خلقهم، السؤال لماذا الاختلاف؟ هنا الفلاسفة دخلوا على الخط وهنا بودي انظروا كيف البحث الفلسفي والعقلاني يتزواج مع البحث الوحياني، الجواب الشيخ الاشراق السهروردي عنده جملة واحدة هذه تكشف عن سر كل هذا الاختلاف يقول لولا التضاد لما دام الفيض من الجواد.
الجواب: بيني وبين الله لم يطلب من احد ان يتقاتلوا طلب منهم بل خلقهم للاختلاف ولكن أيضاً وضع قواعد حل لهذا الاختلاف لو ترك البشر بلا ان يضع لهم قواعد لحل هذه الاختلاف عند ذلك يأتي هذا السؤال ولذا انتم تجدون هذا السؤال الذي طرحتمو كان هو سؤال الملائكة لا يتبادر إلى الذهن ليس سؤال الفلاسفة هذا سؤال الملائكة {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} يعني الملائكة من اين عرفوا ذاك بحث آخر كاملاً التفتوا ان هذا البشر عندما يختلف بدل ما يتجه بهذا الاختلاف لان يتكامل من خلاله يحاول ان يذبح بعضهم بعض الآخر من جاء القرآن الكريم ليضع قواعد لهذا الاختلاف بين البشر في منظومتهم وفي معارفهم الدينية.
انا إذا تسمحون اشير إلى قاعدتين وأصلين اشار اليهما القرآن الكريم، القاعدة الاولى في سورة سبأ {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} الحديث كلام سيد الخلق يتكلم مع المشركين هل يتكلم معهم بمنطق انا الحق المطلق وانتم الظلال المطلق الذين في النار او يتكلم بلغة الحق او اي منهم؟ هذا المنطق يشير إلى امر وهو انه انت عندما تبدأ الحوار مع الاخر الآن بشكل مباشر او غير مباشر ابدأه على انك لعلك تملك الحقيقة ولعله لا يملكها ولعل العكس هو يملك جزءاً من الحقيقة وانت تملك الجزء الاخر فتتكاملا إذا بدا الحوار بمنطق ان الحقيقة في جيبي وانت تملك شيء او لا تملك شيء؟ لا تملك شيء نصل إلى نتيجة او لا نصل إلى نتيجة؟ لا نصل إلى نتيجة ولهذا احكم عليك بالكفر ثم بالذبح ثم بالنار ثم الخلود في النار وهو منطق فرعون لماذا؟ لانه يرى ان الحقيقة موجودة ولكن هذه الآية المباركة ماذا تقول؟ وانا او اياكم لعلى هدى او في ظلال مبين، طبعاً بحسب المنطق اللغوي كما يقال هنا بنحو اللف والنشر المرتب يعني عندما قالت انا قالت على هدى واياكم في ظلال ولكنه هذا اعتقادك قد يكون الامر بالعكس ماذا انتج هذه؟ يعني انت عندما القرآن يقول لا يحق لك ان تدعي انك تملك الحقيقة المطلقة وانما يحتمل ان الجزء من الحقيقة موجودة عندك ويحتمل انه جزء آخر من الحقيقة موجودة ما هي النتيجة؟ النتيجة انه يحق لاي معتقد ديني لا اقول لاي سني او شيعي لا اقول لاي مسلم او مسيحي لا، لاي معتقد انتم تعلمون ان الاديان التي الآن تحكم البشرية عشرة اديان رسمية موجودة في العالم يعني الاديان التوحيدية التي هي اليهودية والمسيحية والاسلام والاديان الشرقية التي هي الكونشيوسية والبوذية والى آخره وما شاء الله عشرة اديان رسمية هذا المنطق منطق انتم في عصر الاتصالات بعد لا يمكن ان يقول انا اتكلم فيما بيننا انت مفتوح على العالم والعالم مفتوح عليك انت متصل به وهو متصل بك يترتب على هذا الاصل انظروا إلى القرآن الكريم كم هو دقيق في هذه المسائل ولكن التفتنا او لم نلتفت؟ القرآن الكريم بعد ان اسس لهذا الاصل ينتقل إلى الاصل الثاني وهو الاية 113 من سورة البقرة اليهودية دين الهي او ليست دين الهي؟ نعم، المسيحية دين الهي او ليس ديناً الهياً؟ نعم، القرآن الكريم يذمهم على منطقهم ما هو منطقهم؟ منطق ان الحقيقة عندنا وليست عند الاخرين {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء} يعني منطق انه ان الحقيقة عندي وليست عندك وان الحقيقة عنده وليست عندي، القرآن يوافق على هذا؟ ويا ليت ان منطق الاقصاء جاء من عموم الناس هذا المنطق جاء من علمائهم واذا وجدتم اختلاف وتقاتل في الأمة فسببه من؟ العلماء وهم يتلون الكتاب اذن منطق الاقصاء منشأه من اين يبدأ، من العلماء، اذن إذا أردنا ان لا تتقاتل الأمة، أن لا تتذابح الأمة، أن لا يكفر بعضها بعضاً فلابد اولاً ان العلماء لا يكفر بعضهم بعضا، وأن لا يقصي بعضهم بعضا، وأن لا يقول له لست على شيء، الآن انظر في المدرسة الواحدة البعض يقول للبعض الآخر لست على شيء في المدارس المتعددة، البعض يقول للاخر لست على شيء في الاديان المتعددة، بعضهم يقول لست على شيء، الآن قد يقول لي قائل هذه الآية مرتبطة باليهود والنصارى فما هي علاقتنا بهذه الآية؟ نتكلم الآن اين؟ في الإسلام القرآن الكريم يقول لا، هذا منطق جار سواء كان عند اليهود والنصارى او غيرهم؟ كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم.
اذن بناءاً على ما ذكرت اعطيني عالماً ربانياً اعطيك أمة متنوعة ومختلفة ومتعاونة؟
عالماً ولكنه رباني اصطلاح قرآني ولكن اريد ان اقول إذا اعطيتني علماء يتبعون المنطق القرآن والنهج القرآني اطمئن سوف يقبل كل منهم بالاخر ويقر له يقول نعم انا وصلت بحسب ادلتي على الف وانت وصلت بحسب ادلتك إلى باء وانت إلى الف وانت وصلت بحسب ادلتك إلى باء انت حر فيما وصلت اليه وانا حر فيما وصلت اليه، الاية تقول: {كذلك قال الذين لا يعلمون} يريد ان يقول القرآن ان منطق الاقصاء ومنطق التكفير منطق العالم او منطق غير العالم؟ منطق غير العالم {كذلك قال الذين لا يعلمون} اذن إذا وجدت انساناً على فضائية او في كتاب او في محاضرت او في منبر يقصي الاخر هذا منطق العالم في القرآن او منطق غير العالم؟ منطق غير العالم يقيناً اذن اعطانا الضابط القرآن الكريم.
الجواب: هو هذا الذي يحاربه القرآن ويرفضه القرآن ويقول ينبغي ان تقبل الاخر هذا الذي اريد ان اصل اليه هسا الآن قد تقول سيدنا إذا وقع الاختلاف في الأمة وجلسوا فيما بينهم ولم تحل الاختلاف فما هو الحكم في النتيجة احكم بكفره او لا؟
انظروا ماذا يقول القرآن الكريم {كذلك قال الذين لا يعلمون} سؤال: اذن الهي هذا الاختلاف اين نذهب به؟ قال: {فالله يحكم بينهم يوم القيامة} يعني القرآن يتكلم معك لان اعتقادنا ان القرآن لم يخاطب به النبي الاكرم فقط القرآن يخاطب البشر في كل زمان ومن هنا لابد انت لا تقول قال السلف الصالح كذا لابد ان تقول انت ماذا يقول لك القرآن وماذا تفهم القرآن انت لابد ان تقدم قراءتك للقرآن.
هذا يؤكد مقولة الكلاميين ان الذين لم يعرض عليهم الإسلام في دار الدنيا يعرض عليه يوم القيامة فيكون الله عادلاً مع الجميع ولهذا هناك نظرية تقول ان التكليف الالهي لن ينتهي امده في الدنيا بل هو مستمر في عالم البرزخ بل هو مستمر في الحشر الاكبر إلى ان يدخلوا إلى الجنة والى النار عند ذلك بعد ينتهي التكليف.
طبعاً هذه النظرية تحتاج منك دكتور حلقة مستقلة في بيان نظرية النجاة الاخروي يعني مع الاسف الشديد نحن إلى الآن في العقلية الإسلامية او الثقافية الإسلامية العامة إلى الآن نؤكد رواية او حديث تفترق امتي على 73 فرقة كلها في النار الا واحدة وحيث ان كل حزب بما لديهم فرحون اذن كل جهة تدعي لنفسها انها الفرقة الناجية وانا اثبت لك قرآنيا فلهذا انا لا اريد ان ادخل في هذا البحث وهو انه نظرية النجاة هل هي مختصة بمدرسة بدين باتجاه او ان نظرية النجاة واسعة استوسعوا رحمة الله، سبحان الله القرآن الكريم يقول: {وما أرسلناك إلا…} جلاداً للعالمين؟! للعالمين وليس للامة الإسلامية ونحن نعلم بأنه أساساً ليس بالضرورة ان الجميع سوف يكون مسلمين لان هذا الاختلاف وان المسيحية ستبقى حتى في زمن ظهور الحجة.
المصيبة انه فتحوا بحثاً بأنه كيف نكفر الجن؟ كفرت الانسان ولا يكون كافياً والان كذلك؟
اقول هذا المنطق منطق عدم قبول الاخر كله ينشأ من هذه النقطة وهي ان الحقيقة المطلقة موجودة عند احد او اننا دائماً نبحث عنها اي منهما؟ إذا وصلنا إلى نتيجة ان الانسان بلغ ما بلغ من السعي والبحث والجهد والاجتهاد والتحقيق فانه يبقى يلامس الحقيقة ولا يمكنه ان يملك الحقيقة المطلقة إذا كان كذلك بعد يتواضع قليل يقول لعل الحق عند الغير انظروا بينكم وبين الله بعد القرآن كيف يتكلم معنا نحن ابتعدنا عن القرآن ولهذا يأتي القرآن يوم القيامة وماذا يقول؟ ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا لم يعمل احد به رسول الله سيد الخلق اجمعين سيد الاولين والاخرين هل يوجد اعلم منه او لا يوجد؟ لا يوجد، القرآن يأمره وقل ربي زدني علما.
اذن بوابة العلم والاسلوب المتبع لتحقيق هذه الثقافة.
اذن ما هو الاسلوب؟ في الواقع انا اريد اقف في آيتين لهذا البحث، الاية الاولى وهي الآية 125 من سورة النحل هذه الاية كثيرة الدوران ولكن فيها بعض المطالب التي لا يلتفت اليها قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك} اذن البحث في الدعوا والان الجميع يدعي هو الداعية هسا سواءً انت نظرت إلى الشيعي إلى السني إلى المسيحي إلى غيره إلى البوذي إلى الكونشوسي إلى آخره كل يريد ان يدعوا إلى الرب الذي يعتقد به طبعاً التصور عن الرب ليس واحد انتم تعلمون انه كل يملك تصور عن الله المجسم يعتقد انه جسم القائلين بعدم التجسم يعتقدون انه مجرد وليس بجسم والى غير ذلك المسيحية يعتقد انه ثلاثة في واحد او واحد في ثلاثة وهكذا الآن انا ما اتكلم الآن في هذا التصور الذي يملكوه عن الرب كل بحسبه ولكنه القرآن الكريم يشير على انه إذا اردت ان تدعوا لك طرق ثلاثة على نحو الحصر لا يوجد طريق رابع ما هو الطريق؟
بالحكمة هذا هو الطريق الاول، هنا القرآن الكريم اشار إلى الطريق الثاني والموعظة الحسنة ثم اشار إلى الطريق الثالث وجادلهم بالتي هي احسن هذه الدكتور عادة يقرؤونها على المنابر وعلى الفضائيات ولكن العجيب ان الاية لم تقيد الحكمة باي قيد قالت بالحكمة، سؤال حسنة او غير حسنة؟ سكتت الآية هذا معناه ان الحكمة لا تكون الا حسنة بل احسن والا إذا كانت توجد لنا حكمة حسنة وحكمة غير حسنة كان المفروض ان القرآن يقيد ويحدد ولم يفعل، الثاني: عندما جاء إلى الموعظة قال والموعظة الحسنة هذا معناه ان الموعظة تنقسم إلى قسمين حسنة وغير حسنة فيا ايها الذين تدعون بالموعظة عليكم بالموعظة الحسنة إذا اردتم ان تكونوا من اهل القرآن ومع الاسف الشديد نحن الآن عندما نسمع على الفضائيات في كثير منها موعظة حسنة او موعظة غير حسنة؟
والله لا علاقة لها بالحسنة سباب وشتائم وهكذا.
ثم عندما جاء إلى الجدال الذي هو في الاعم الاغلب فيما بيننا جدال بالتي هي احسن جدال فيما بيننا القرآن الكريم قال الجدال ينقسم إلى ثلاثة اصناف: الصنف الاول الجدال القبيح، الصنف الثاني الجدال الحسن، الصنف الثالث الجدال بالتي هي احسن، والانسان القرآني والعالم القرآني لا يحق له ان يستعمل الطريق الاول او الطريق الثاني عليه ان يستعمل الطريق الثالث لانه الآية قالت: وجادلهم بالتي هي حسن؟ لا، احسن افعال تفضيل.
اذن الآن على هذا الاساس الآن منطق السب واللعن والتكفير هذا من الناحية النظرية والذبح والحرق وغيرها وغيرها من الناحية العملية باي واحدة من هذه مرتبطة؟
هنا الحسن ورد في ثلاثة موارد الحكمة الحسنة وقلت لا تكون الا حسنة والموعظة الحسنة والجدال الاحسن من اين جاء السيئون في هذا العالم الاسلامي؟
الجواب: لانهم هجروا القرآن الكريم وهم يدعون حملة القرآن ولذا يأتي القرآن يوم القيامة ويحاججهم يقول اين انتم من القرآن؟! ولهذا اول محتج على الانسان يوم القيامة هو القرآن الكريم لانه يأتي ناطقاً نحن نعلم ان القرآن يأتي يوم القيامة ناطقاً وهذه الروايات عند المدرستين شيعة وسنة بين جميع المسلمين وروايات معتبرة وصحيحة ان اول من يأتي يوم القيامة ناطقاً متكلماً مدافعاً شفيعاً معارضاً محاكماً هو القرآن الكريم يقول هذا عمل بي وهذا لم يعمل هذا هجرني وذاك عمل ولهذا تجدون القرآن الكريم هذا الذي قلت ان القرآن اقر الاختلاف ولكنه أيضاً اسس لقواعد الاختلاف على اي اساس الآن يأتي هذا السؤال والان لا اريد ان ادخل ما هو المراد من الحكمة؟ ما هو المراد من الموعظة؟ ما هو المراد بالجدال بالتي هي احسن؟ واقعاً هذه مقولات ثلاثة لانكم قرأتم في علم النحو ان العطف يدل على المغايرة يعني الحكمة ليست الموعظة والحكمة ليست الموعظة والموعظة ليست الجدال بالتي هي احسن ثم قال القرآن الكريم انا بودي ان المشاهد الكريم يتدبر القرآن {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} فمن لم يتدبر يقع اين؟ في القسم الثاني لانه القرآن حصر قال اما متدبر للقرآن واما اقفل قلبه عن القرآن الكريم ولهذا هذا الذي اقفل قلبه عن القرآن الكريم يأتي يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى.
بناءاً على المقدمات مفضية إلى النتائج لما اقفلنا القرآن قفلت في وجهنا الحضارة المنتمية للشعار وصار المسلمون عالوا شحازين في امم.
ولهذا تجد انت الآن من القرن الخامس او السادس بعد ذلك التمدن الكبير الذي عاشته الأمة الإسلامية والذي كما تعلمون يعني في القرون الوسطى للغرب وليس القرون الوسطى للامة الإسلامية القرون الوسطى للغرب الذي كان يعرف اللغة العربية كان يعد انساناً متمدناً حضارياً عبقرياً صحيح لانه الحضارة والمدنية كانت هنا عند المسلمين ولكنه الآن مع الاسف الشديد الآن ماذا بقي عندنا من الاسلام؟
القرآن الكريم ليس فقط بين انكم استمعتم إلى هذا القرآن وعملتم به له كذا بيّن آثار هذه العملية عجيب القرآن الكريم يعني بيّن بشكل واضح وصريح انتم تعالوا معنا إلى الآية 34 و35 و36 من سورة فصلت قال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} تستوي الحسنة والسيئة او لا؟ كلا هذا صريح القرآن سؤال: إذا استعملت اسلوب غير بالتي هي احسن اين يدخل في الحسنة او في السيئة؟ في السيئة، انظروا إلى الآية قال: {إدفع بالتي هي أحسن} يعني ايها الانسان اعلم إذا دفعت بالتي هي احسن فهي ماذا؟ فهي حسنة اما إذا دفعت بالذي هو حسن فهي حسنة ام سيئة؟ فهي سيئة إذا وعضت ولم تكن موعظتك حسنة فهي سيئة بعد توضيح اكثر من هذا؟ {إدفع بالتي هي أحسن} إذا اردت ان تدافع إذا اردت ان تدعوا ادفع بالتي هي احسن الهي من الثمرة المترتبة؟ ثم ماذا الآن انا اريد ان ادفع بالتي هي غير احسن يقول لا، انا اريد منكم أمة واحدة اريد منكم أمة متراحمة فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم الآن تعرفون المنطق التي يحكم البشر والمسلمين تجد منطق الولي الحكيم او منطق التقاتل والتذابح؟
قال تعالى: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} سؤال من الذي يستطيع ان يقوم ويطبق هذا المنهج القرآني؟ قال: {وما يلقاها إلا الذين صبروا} يعني لابد ان تصبر على الاخر {وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} الحصيل التي اريد ان تنتهي اليها في دقيقة واحدة اذن القرآن الكريم بين منهجه وبين اسلوبه اولاً قبل او دعى إلى أمة واحدة واقر الاختلاف وبيّن اسلوب الحوار مع الاختلاف ولكنه بيّن لنا اصلاً هذا الاصل بودي ان المشاهد الكريم عندما يستمع إلى اي فضائية او قناة او منبر يلتفت اليه القرآن عندما يشير إلى اهل النار يشير إلى منطق اهل النار يقول: {كلما دخلت أمة لعنت أختها} اذن منطق اهل النار منطق السلام والحكمة وكذا او منطق اللعن والسب والشتم؟
وربك منطق اهل النار هو منطق الواقع العربي.
الان انا اقول على المسلمين ان يضعوا ذاك هذه المسطرة وهذا الميزان حتى يعرفوا ان هذه الفضائية فضائية منطقها منطق اهل النار {كلما دخلت أمة لعنت أختها} او منطق اهل الجنة قالوا سلاماً سلاما.