نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (56)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وكانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة التي هي صورة العالم المعبر عنه في اصطلاح القوم بالإنسان الكبير عطف على قوله فكان آدم.

    في المقدمة أنا بودي أن الأخوة يلتفتوا إلى هذه النكتة بشكل جيد, وهي أننا بعد أن قبلنا هذا الأصل الموضوعي وهو أن العالم من غير الإنسان الكامل وبمنزلة جسد بلا روح فإذا أضيف إلى هذا الجسد المسوا كشبح مسوا أضيف إليه الروح والمراد من الروح يعني الإنسان الكامل عند ذلك يحصل عندنا موجود واحد هذا الموجود الواحد كالإنسان الصغير, كيف أننا إذا نظرنا إلى زيد ففيه بعدان بعد الصورة وبعد الروح بعد المدَبَر وبعد المدبِر, طيب الآن بهذا التصوير الذي صورنا أيضا هكذا صار العالم صار بمنزلة الجسد المسوا من غير روح والإنسان الكامل صار بمنزلة الروح لهذا الجسد المسوا عند ذلك حصل عندنا الإنسان الكبير في قبال الإنسان الصغير, كيف يوجد إنسان زيد كل عالم الإمكان أيضا صارت نسبته أو حقيقته كالإنسان الصغير واصطلح عليه على العالم مع الروح فيه بالانسان الكبير لماذا؟ لأنه نفس العلاقة الحاكمة بين الروح بل والبدن في الإنسان الصغير هي نفس هذه العلاقة حاكمة بين أجزاء العالم والإنسان الكامل, واضحة هذه القضية.

    طيب إذا قبلنا هذا الأصل الموضوعي أو إذا قبلنا هذا التشبيه أو إذا قبلنا هذا التمثيل عبر عنه ما شئت لكن ليس تمثيل اعتباري هذا تمثيل واقعي نفس أمري يعني أن العلاقة القائمة بين أجزاء العالم عالم الإمكان بشراشره أن العلاقة القائمة بين أجزاء العالم وبين الإنسان الكامل علاقة جسد بروحه ولذا صار العالم الإنسان الكبير, إذا قبلنا هذا المعنى تعالوا الآن هؤلاء هكذا يريدون أن يرتبوا نتيجة التفتوا جيدا, كما أن هذا الإنسان الصغير عنده روح وكل الأجزاء قوى هذه الروح أما نفس الروح قوة أو ذات قوة؟ هي ليست قوة وإنما لها قوى هي قوة أو ليست قوة؟ لا, هي الحقيقة, وأما الإبصار السمع البصر الذوق الشم الفكر العقل الخيال الوهم القوى النباتية القوى الحيوانية عبر هذه كلها قوى هذا الإنسان أما نفس هذا الإنسان حقيقة الإنسان ليست قوة وإنما هو صاحب هذه القوى مدبر هذه القوى, صحيح, إذا قبلنا أنه في العالم أي الانسان الكبير العلاقة نفس العلاقة والنسبة نفس النسبة إذن الإنسان الكامل الذي هو روح العالم الإنسان الكامل كل أجزاء العالم تكون بمنزلة القوى للإنسان الكامل, فإذا وضعت يدك على العقول تشير العقول إلى قواه العقلية, وضعت يدك على عالم المثال تشير إلى قواه المثالية إذا وضعت يدك على عالم الناسوت والشهادة تمثل قواه الحسية, ما أدري واضحة هذه الحقيقة.

    إلا أن ترجع وتقول أنا الأصل الموضوعي للقضية لا أقبله, هذا أنت حر, ولكن هؤلاء يتكلمون على أساس هذا الأصل الموضوعي, يعني أن العلاقة بين الصادر الأول (أول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير) وبين أجزاء العالم كالعلاقة بين روح زيد وقواه وبدنه وأجزائه المكونة له العقلية والحيوانية والنباتية والحسية والشهادتية والغيبية, فإذا تم هذا التشبيه أرجع وأقول إذا تم هذا التشبيه إذن كما أنه هذا الإنسان له روح وهذا الروح له قوى وهو ليس قوة كذلك هذا العالم له روح وهو الإنسان الكامل وهو مدبره وكل أجزاء العالم بمنزلة لا أنه قوى له, بمنزلة القوى كالقوى له لأنه هو يريد أن يبين النسبة لا انه يريد أن يقول أنه يوجد كيف عندنا إنسان صغير طوله متر وسبع سنتميترات أو عشرين أو ثمانين سانتيم وعندنا إنسان كم طوله؟ ثلاثة وثلاثين ألف كيلو متر لا ليست القضية هكذا يريد أن يقول, حتى تقول إنسان كبير يعني ماذا يعني طوله هكذا, عند ذلك أنت تضطر إذا يوجد طوله ثلاثمائة وستين عرق في الإنسان كيف تصور ثلاثمائة وستين عرق في ما يضاهيه في الإنسان الكبير ليس هكذا, هذا الذي ذهب إليه بعض العرفاء إليه, أنتم ترون كل ما وجد هنا وجد حقيقة أين أراد أن يطبقها؟ أو بالعكس ماذا؟ وجد هناك كواكب ثابتة سيارة أراد أن يأتي هنا ليرى أنه أين في الإنسان توجد أمور ثابتة وجد هناك الزبانية 19 هنا أين يجد الزبانية, وهكذا.. لا هذا من هنا صحيح ولا من ذلك صحيح, وإنما إشارة إلى هذا البعد الكلي وهذه القضية نحن طرحناها فيما سبق, قلنا بأنه نحن لا نوافق على النظرية التي تقول أنه هناك فصل تام بين العالمين يعني الإنسان الصغير والعالم ولا نقبل نظرية التطابق التام حتى نبحث كل شيء موجود هنا وكل شيء موجود هنا موجود هناك وإنما نريد أن نشير إلى النسبة القائمة كيف أنه هناك نحو من الارتباط والنسبة بين النفس وبين البدن كذلك هناك ارتباط قائم بين الصادر الأول وبين أجزاء العالم, ما ادري واضحة القضية.

    ولذا الآن نحن عندنا يصير بحثين أو ثلاثة كله يصب في هذا الإطار التفتوا جيدا, تعالوا معنا إلى المتن لا إلى ماذا, تعالوا الى ص218 وقد كان الحق أوجد العالم كله وجود شبح مسوا لا روح فيه, إذن التفتوا جيدا عالم الإمكان بلا روح يسمى كل أجزاء النشأة الإمكانية لا أريد أن أعبر عالم, كل أجزاء النشأة الإمكانية بلا روح يسمى عالم فإذا أضيف إليه الروح يسمى الإنسان, كما أنه جنابك تضع يدك على هذا قبل ولوج الروح فيه لا تقول إنسان تقول جسد فإذا ولجت الروح فيه تقول إنسان, فإذن إذا عبر عن العالم بالإنسان ليس المراد الاجزاء من غير الروح من غير الصادر الأول المراد الأجزاء بتدبير الصادر الأول, ما أدري الاصطلاح واضح.

    قال: وقد كان الحق أوجد العالم كله وجود شبح مسوا ومن شأن الحكم الإلهي أنه ما سوى محلا إلا وأن يقبل روحا إلهيا ما هو هذا الروح الإلهي؟ فأقتضى الأمر جلاء مرآة العالم فكان آدم هذا روح من؟ روح العالم فإذا وجد الروح مع العالم الآن يأتي هذا التساؤل إذن ما هو دور الملائكة؟ الآن لماذا خص الكلام بالملائكة لأن الكلام هنا كله وكانت الملائكة ليس الملائكة موجودة فقط الملائكة؟ الجن يوجد وعالم الحس أيضا يوجد إذن لماذا خصص الكلام بالملائكة لماذا؟

    الجواب: لأن القران أشار إلى أن الملائكة هي المدبرات أمرا ولم يقل لنا أن الجن هي المدبرات لم يقل أن نشأة الناسوت هي المدبرات, يعني بعد أن وجد الروح وصار مدبرا صار الإنسان هنا يأتي السؤال: إذن ما هو دور الملائكة التي عبر عنها القران {فالمدبرات أمرا} هنا مباشرة قال جدا العبارة منظمة أنظروا إلى المتن, فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم فكان آدم عين جلاء تلك المرآة وروح تلك الصورة وكانت الملائكة, لأنه هنا مباشرة انت تسال إذا كان هذا الروح هو المدبر إذا كان الروح هو المدبر إذن ما هو دور الملائكة؟ قال: إذا ثبت أن الروح هو المدبر فالملائكة بمنزلة ماذا تكون؟ بمنزلة قوى هذا الروح ما أدري واضح, فالملائكة ليست قوى بمنزلة, ولذا أنتم انظروا إلى العبارة تعالوا معنا إلى ص228 يعني صفحة بعدها في آخر الصفحة, فكانت الملائكة له كالقوى الروحانية والحسية, هذه كثيرا يركز عليها, يعني يريد أن يثبت النسبة يريد أن يثبت العلاقة هذه أي علاقة قائمة بين الروح وبين أجزاء العالم؟ يقول كالعلاقة القائمة بين الروح وبين البدن الإنساني في الإنسان الصغير وفي النشأة الإنسانية الصغيرة, طيب إذا تمت هذه العلاقة يعني صار هذا كالإنسان الكبير إذن الأحكام الكلية الموجودة هناك أيضا تكون موجودة ماذا تصير؟ موجودة هنا, واطمأنوا هنا من عرف نفسه لا فقط عرف ربه فقط عرف ماذا قل لي؟ فقد عرف التدبير كيف تدبير الصادر الأول فقد عرف تدبير عالم الإمكان ونظام عالم الإمكان, الآن واضح عندما قلت معرفة النفس ما توجد حقيقة إلا نستطيع أن نخرجها من أين؟ من معرفة النفس لأنه إذا ثبتت هذه النسبة وهذه العلاقة هنا كالعلاقة هناك إذن إذا عرفت انت هذه العلاقة القائمة بين الروح والعقل بين الروح وبين الخيال بين الروح وبين الوهم بين بين بين إذن تستطيع أن تعرف العلاقة بين الصادر الأول وبين هذه القوى يعني ماذا؟ يعني قواه العقلية عالم العقول قواه المثالية عالم المثال قواه الحسية عالم الحس ثم إذا عرفت العلاقة القائمة بين القوى في الإنسان الصغير تستطيع أن تعرف العلاقة القائمة بين القوى في الإنسان الكبير.

    ولذا أنتم تجدون بعد ذلك يقول حتى تفهم أنت العلاقة بين عالم العقول وعالم المثال تعال لنأخذك إلى العقل الإنساني والوهم الإنساني لكي ترى كيف يوجد هناك تنازع وهذا التنازع أين موجود؟ هناك موجود, ما أدري استطيع الصورة الكلية أوضحها للأخوة.

    الصورة الكلية هذه وإذا أبحاث نتكلم نتكلم في ضمن هذا الإطار الكلي وهو: وكانت الملائكة بعد أن كان آدم هو المدبر للعالم وكانت الملائكة قوى تلك الصورة؟ لا, من بعض قوى تلك الصورة, لماذا من بعض؟ الجواب: الشارح فهمها مع الأسف بشكل والصحيح لابد أن تفهم أن ابن عربي يريدها بمعنىً آخر, من بعض لماذا من بعض؟ لأنه ليست فقط الملائكة قواه عالم الجن أيضا من قواه عالم الشهادة أيضا من قواه كل فردٍ فرد منا من قواه كل جزءٍ جزء من عالم الإمكان من قواه, ما ادري واضح أم لا.

    إذن عندما قال: وكانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة لماذا؟ لأنه من قوى العالم الذي يكون قوى للإنسان الكامل من قواه الجن من قواه الشياطين بلي, من قواه الشياطين من قواه عالم الحس هذا من قواه أيضا, ولذا الشيخ ملتفت جيدا عبر أن الملائكة ألف واللام داخلة على العموم ألف ولام داخلة على الجمع ماذا تفيد؟ نعم كل الملائكة {تنزل الملائكة} كل الملائكة, {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} هؤلاء كلهم ماذا؟ كل الملائكة بما لها من طبقات ودرجات ومقامات كلها ماذا؟ سجدت لمن؟ لآدم طيب جيد, إذا مقصودك آدم أبو البشر طيب بيني وبين الله آدم أبو البشر هو روح العالم أو لا؟ آدم أبو البشر ليس روح العالم, إذن السجود كان لمن؟ لمن هو روح العالم ومن هو روح العالم؟ الصادر الأول الحقيقة المحمدية النور المحمدي’.

    لذا وجدت هذا المعنى ملتفت إليه بعض الشراح ما أدري هذا الشرح موجود في الأسواق أم لا, شرح فصوص الحكم لابن عربي تأليف مصطفى ابن سليمان بالي زاده الحنفي المتوفى سنة 1069 من الهجرة مطبوع في دار الكتب العلمية, الأخوة أذا وجده يأخذوه لأنه شرح مختصر ومفيد, مختصر جدا الشرح, يقول: وكانت الملائكة هذا نص أقرأ الشرح ليس شرح الشرح وإنما ليس شرح المتن عفواً ليس شرح شرح القيصري وإنما هو شرح متن ابن عربي مباشرة, هذا مهم لأنه هكذا شروح, لأنه بعض الأحيان القيصري مولانا واقعا تأخذه جملة معترضة ويتكلم يومين كما سيأتي يعني كما سيأتي إن شاء الله في ص229, جاء هو أراد أن يضرب مثال الوهم والعقل ما أدري ما الذي أخذه ما أدري رأى رؤية مولانا صار بنائه أن يرى بأنه العرفان أحسن أم العقل أحسن, الآن هو بحثه في المقايسة بين الوهم والعقل النظري ولكنه تجده في صفحة كاملة دخل أيهما أفضل معطيات العقل أم معطيات الكشف, مع أنه جملة معترضة لا علاقة لها أبدا بالمطلب, هذا في الشرح هكذا حالات توجد عندنا, أما في المتن هكذا حالات لا توجد عندنا, على أي الاحوال.

    كانت الملائكة أي كل ما يطلق عليه اسم الملك, الآن لماذا سمي ملك؟ لهم بيانات متعددة له إن شاء الله أشير إليها.

    قال: كل ما يطلق عليه اسم الملك فيتناول هذا الاسم من؟ الملائكة المهيمون وغيرها, غير الملائكة المهيمين يعني كل عالم الغيب كل عالم الملائكة بطبقاتها ودرجاتها, وغيرها من الأملاك وقد انجر الكلام إلى بيان القوى ليكون توطئة لذكر ما جرى بين الملائكة وآدم, يقول لماذا ذكر الملائكة هذه نكتة, يقول لماذا جاء باسم الملائكة؟ أنا بينت النكتة باعتبار أنها {مدبرات أمرا} يقول لا باعتبار بعد ذلك يريد أن يأتي ويدخل في بحث قالت الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها} يقول ذكر الملائكة حتى يوطّأ ويمهد للبحث عن تلك القضية لاحقا, الآن المهم هذا بيانه.

    حتى نتعلم الأدب مع الله تعالى, طيب هذا جيد هو متصور أن القضية في واقعة لابد أن نتعلم الأدب كيف نحاور الله, جيد هذه قضية هذه من آثار ذاك الفهم وهو أنه قضية في واقعية. لذا خص ذكر القوى الملائكة لعدم هذه الفائدة لغير الملائكة ولعدم انضباطها, قال من بعض تلك القوى يعني أن الملائكة مع كثرتهم بعض قوى تلك الصورة إلى حد يقبل كذا وكذا, ثم محل الشاهد هذه الجملة يقول: هي صورة العالم فتكون الملائكة تابعة لآدم لأن القوى تابعة لمن؟ لذي القوى, تابعة لذي القوى, الآن في أول سورة النجم ماذا جاء {ذي قوة} الآن لابد أن نرى {ذي قوة} المراد جبرائيل أو المراد الإنسان الكامل, لأنه جبرائيل يصير قوة من قوى الإنسان الكامل, ما أدري الأخوة يتذكرون الآيات أو لا, لأنه بحث يوجد هناك أنه ما هو المراد من في أي سورة في سورة النجم أين؟ (كلام أحد الحضور) بلي في أي جزء؟ (كلام أحد الحضور) بلي الآية هذه قال: {والنجم إذا هوى} إلى آخره {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي} {علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} لا هذه شديد القوى هذا شديد القوى من المراد منه؟ المراد شديد القوى يعني الله هل يطلق عليه شديد القوى؟ ما هو المراد؟ المهم في وقته إنشاء الله إذا صار وقت ندخل في الآية يتضح أن هذا {شديد القوى} من هو, على أي الأحوال.

    محل الشاهد في هذا الشرح هذه الجملة أنا أريدها, قال: يعني أن الملائكة فتكون الملائكة تابعة لآدم في المعنى كما أن القوى تابعة لصاحب القوى لذلك أمرت بالسجود لآدم ليطابق الصورة بالمعنى, إذن هذا معنى السجود لآدم يعني إشارة إلى تلك الحقيقة وهي أن كل الملائكة يخضعون للإنسان الكامل. تعالوا معنا إلى فهم القيصري للجملة, عطف على قوله فكان آدم, هذه الجملة التي وردت في المتن, قال: فكان آدم جلاء تلك المرآة وكانت الملائكة يعني عطف على قوله فكان آدم, والمراد بالملائكة هنا غير أهل الجبروت والنفوس المجردة, ما أعرف لماذا أنه قال أن المراد من الملائكة غير من؟ غير أهل الجبروت ما هو الوجه تعلمون ما هو الوجه؟ تصور أن هذا البعض وارد على الملائكة لا أنه وارد على القوى فتصور أن بعض الملائكة قوى فقال لا يشمل أهل الجبروت مع أنه لا يريد أن يقول بعض الملائكة يريد أن يقول كل الملائكة بعض القوى, والجواد يكبو مع أنه العلامة القيصري التفتوا جيدا, والمراد بالملائكة هنا غير أهل الجبروت لماذا غير أهل الجبروت والنفوس المجردة لذلك قال من بعض, تصور أن البعض مرتبط بالملائكة مع أن هذا البعض مرتبط بالقوى لا بالملائكة فتصور أن بعض الملائكة من قوى تلك الصورة, فقال أنه لا يراد به الجبروت مع أنه النص كانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة, ولذا قلت أنه الشيخ الأكبر عبارته جدا دقيقة على المباني ولكن فهم القيصري في غير محله.

    قال: والمراد من الملائكة هنا غير أهل الجبروت والنفوس المجردة لذلك قال من بعض قوى تلك الصورة, الآن الحاشية راجعوها وأنظروا ما فيه من الإشكال, من قوى, إذ أنواع الروحانيات متكثرة أنواع الروحانيات أنواع المجردات ما هي؟ متكثرة فبعضها من قوى الإنسان الكامل أو كلها من قوى الإنسان الكامل؟ كل الروحانيات من قوى الإنسان الكامل والروحانيات هي الملائكة بمراتبها المتعددة, المهم يريد أن يشير إلى بعض الروحانيات الموجودة في المقام.

    يقول: منهم أي من القوى, يعني منهم أي من أنواع الروحانيات عفوا بلي (كلام أحد الحضور) لا لا ليس من الملائكة لأنه يقول من أهل الجبروت وأهل الجبروت غير الملائكة بحسب فهم الشارح وإلا نحن نعتقد أن أهل الجبروت من الملائكة, هذا بحسب فهمه نقول هنا. منهم يعني من هذه الروحانيات منهم أهل الجبروت من هم أهل الجبروت إذا تتذكرون قلنا اصطلاحا عندما يطلق الجبروت يعني يراد عالم العقول وهو يخرج عالم الجبروت من الملائكة وبلا موجب لذلك, أهل الجبروت كالعقل الأول والملائكة المهيمّة التي أساسا لا تعلم أنه هناك خالق وبعض هذه الكلمات تقال الآن هذا بحث إنشاء الله إذا وفقنا عند بحث الملائكة الآن في أي فصل من الفصول تأتي لابد أن نقف بحثا تفصيليا عند بحث الملائكة.

    والملائكة المهيمة والعقول السماوية المراد من العقول السماوية يعني العقل الذي يدبر السماوات {وأوحى في كل سماء أمرها} والعقول العنصرية البسيطة والمركبة يعني العقول التي تدبر العنصريات البسيطة وهي العناصر البسيطة الآن العناصر البسيطة أربعة أم مائة أو أربعمائة أو أربعة آلاف هذا أصل موضوعي مأخوذ من العلوم الطبيعية, والعنصرية يعني الموجودات المادية العنصرية البسيطة والعنصرية المركبة, العنصرية المركبة ما هي؟ وهي المواليد الثلاثة المعدن والنبات والحيوان بالمعنى الأعم الذي يشمل الإنسان أيضا, هذه كلها التفتوا جيدا هذه كلها لها عقل يدبرها لها عقول تدبرها إذن عقول تدبر السماويات وعقول تدبر الجسمانيات والجسمانيات أعم من أن تكون عنصريات بسيطة أو عنصريات مركبة, التي هذه الفارزة أرفعوها, التي هذه المركبة, التي هي المواليد الثلاث على اختلاف طبقاتها وصفوفها ودرجاتها, ومن الروحانيات المتكثرة ومنهم أهل الملكوت كالنفس الكلية. هذه النفس الكلية أخواني تعالوا معنا إلى ص52 وأنا غير مضطر أن أقف هنا لأشرحها لأنه شرحتها مفصلا في الدرس35 و36 هناك قال: في السطر الخامس, وإذا أخذت تلك الحقيقة يعني حقيقة اللابشرط المقسمي أو الأحدية وإذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة من غير احتجاب الجزئيات عن كلياتها فهي مرتبة الاسم الرحيم هذا الاسم الرحيم اسمه الرحيم مظهره النفس الكلية رب النفس الكلية المسماة بلوح القدر وهو اللوح المحفوظ وهو الكتاب المبين.

    إذن كما عندنا نفوس لزيد وعمر وبكر كما عندنا نفوس للملائكة كما عندنا عفوا, كما عندنا نفوس للسماويات عندنا نفوس ماذا, نفس كلية عامة هذه النفس الكلية العامة عبر عنها كالنفس الكلية التي تقدم توضيحها هناك في ص52, الآن انتقل بعد النفس الكلية توجد ماذا, والنفوس المجردة السماوية لأنه يعتقدون أنه لكل كوكب نفسه الخاصة بها, ثم انتقل والعنصرية البسيطة والمركبة, يعني لكل عنصر بسيط كما يوجد له عقل يدبره يوجد له نفس ولكل مولود من هذه المواليد الثلاثة يعني النبات والحيوان والمعدن أيضا له نفوس خاصة به, الآن هذا من أين يقول هذا البيان التفتوا جيدا, يعني ماذا يريد أن يقول؟

    يريد أن يقول أنه أينما تضع يدك على شيء في هذا العالم من معدن أو نبات أو حيوان فله نفس وله عقل يعقل هذا المعنى أو لا يعقل؟ (كلام أحد الحضور) بأي بيان (كلام أحد الحضور) أحسنتم شيخنا قال تعالى {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} لا أقل عندما نحمل الخزائن لا أقل الجمع كم هو؟ اثنان إذن له مرتبتان من الوجود مرتبة مثالية ومرتبة عقلية, إذن هذا الذي جاء إلى عالمنا وصار معدنا أو نباتا أو حيوانيا والحيوان على مراتبه هذا في قوس النزول قبل أن يكون نباتا كان له وجود نفساني مثالي وقبل أن يكون له وجود مثالي كان له وجود عقلي ولذا هنا أثبت أنه أيضا لها عقول أنتم وجدتم في أهل الجبروت قال عقول سماوية وعنصرية وبسيطة ونفوس سماوية وعنصرية بسيطة ومركبة, ثم يذكر القاعدة, على أن هذه إشارة إلى القاعدة التي تستفاد من الآية المباركة, على أن ما في الوجود شيء {وإن من شيء} على أن ما في الوجود شيء إلا وله من الجبروت والملكوت على نحو اللف والنشر المرتب عقل بلحاظ عالم الجبروت ونفس بلحاظ عالم الملكوت. هذا المعنى إذا الاخوة يريدون أن يراجعونه يرجعون إليه طبعا هذا شرحناه أتذكر أنها شرحتها مفصلا فيما سبق ولكن الاخوة إذا يريدون أن يراجعون في المجلد الثاني من الميزان ص145 هذه عبارته قال: وقد جمع في تعريف هذه الخزائن يعني قال {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} إذن خزينة أو أكثر من خزينة؟ أكثر من خزينة, وأقل الجمع ما هو؟ اثنان أقل الجمع هذا, أليس هكذا, وأهم خصوصية في هذه الخزائن أنه ما هو؟ {عندنا} {وإن من شيء إلا عندنا} وما هي خصوصية عنده؟ {ما عندكم ينفذ وما عند الله باق} إذن هذه متغيرة وتلك متغيرة أم ثابتة؟ ثابتة, إذن لابد أن تكون مجردة أو لها أحكام ليس لها أحكام المادي وهذه القاعدة التي هؤلاء يقولوها مستفادة من ظواهر جملة من الآيات القرآنية {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} عند ذلك القران جاء وطبق أين طبقها؟ من أوضح تطبيقاتها كما بينت أنا في أصول التفسير قلت من أوضح تطبيقاتها القران الكريم لأن القران ما هو؟ شيء ولفظ قال {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} لذا قال في سورة أخرى قال في مكان آخر {إنا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} صحيح أم لا هذا تطبيق لقاعدة {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} الإنسان كذلك الإنسان بين في عالم الميثاق كان له وجود ثم جاء إلى عالمنا وهكذا, ولذا بعد ذلك أنزلنا الحديد ثمانية أزواج من الانعام أنزلنا أنزلنا بعد لا نقع في حيرة أنه يعني ماذا أنزلنا ماذا الحديد أين كان هذه المعادن أين كانت عند الله (سبحانه وتعالى) ينزل منها حديد لأنه {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} طيب هذا أين كان الحديد حتى الله ينزله؟ هذا لا هذا الفهم المادي للآية وإلا الفهم الصحيح {أنزلنا} يعني الحديد أيضا له وجود ماذا, عند ذلك أنت أدخل بهذه الرؤية إلى الروايات انظر بأن الروايات تقول أن هذا الخبر الذي تأكلوه من أين نزل؟ من العرش, طيب خبز نازل من العرش ماذا يعني؟ شاهدتم الروايات أم لا؟ التي يجب احترام وتقدير الخبر إذا وجدته على الأرض ارفعه إلى الى لأن الروايات تقول أنه قد نزل من العرش هذا, يعني ماذا نزل من العرش؟ هذه القاعدة هنا تأتي, من هنا, الخبز جاء من هنا, هذا الذي الطواغيت وأذناب الطواغيت عادة يحاربون الناس ماذا بالخبز واقعا بالخبز والآن أيضاً ترون مأساة الخبز واقعا تحتاج العالم أمامكم الآن على أي الاحوال, الذي آلاف الأطنان بل أكثر من ذلك ملايين الاطنان سنويا تغرق في البحار حتى أسعارها ماذا تصير؟ تزداد ضعفين أو ثلاثة كما الآن ازدادت ضعفين وثلاثة وأربعة على أي الاحوال.

    قال: على أن ما في الوجود شيء إلا وله من الجبروت والملكوت عقل ونفس ومنهم من الروحانيات أو من القوى والأمر إليك, ومنهم النفوس المنطبعة في الأجرام العلوية والسفلية, الآن كانوا يعتقدون بأنه هناك نفوس مادية إذا تتذكرون الخيال والوهم وكذا عند المشائين أمور مادية ليست أمور مجردة, يعبرون عنها منطبعة في المادة, الآن أعم من أن تكون هذا المنطبع فيه جرم علوي كالكواكب أو جرم سفلي كهذه الموجودات, ومنهم القوى الجسمانية التي هي سدنة النفوس المنطبعة, ومنهم أي من هذه القوى الموجودة لصورة العالم, ومنهم الجن والشياطين. نقطة, هذه الآن بين ماذا؟

    قال: إذ أنواع الروحانيات متكثرة منهم منهم منهم بين هذه أقسام الروحانيات والقوى كلها بينها, يقول: ولا يتبادر إلى ذهنك بأنه نفس الروح الذي له هذا القوى أيضا يطلق عليه قوى, لا, لا يطلق عليه قوى بل هو صاحب القوى, قال: ولا تطلق القوى أو القوة إلا على التوابع من القوى الروحانية والنفوس المنطبعة وتوابع النفوس المنطبعة كما يقال قوى الروح, لا يقال الروح قوة من القوى, كما يقال قوى القلب ولا يقال القلب قوة من القوى, هذا طبعا إذا جعلنا القلب مرادف لمعنى الروح, قال: كما يقال قوى الروح وقوى القلب ولا يجعل القلب والروح قوة من القوى لأنهما يعني القلب والروح لأنهما ما هما؟ سيدا جميع المظاهر والقوى, السيد المتبوع لا يعبر عنه قوة, نعم قد التفت جيدا, قد إذا أريد أن أوضح المطلب أكثر قد, القوة لها اطلاقات: إطلاق مطلق وإطلاق نسبي قد يطلق على بعض القوى أنها سيدة لا مشكلة ولكن إذا قيست إلى قوة ما دونها أما القلب الروح بأي نحو من الانحاء لا يطلق عليه قوة القلب لا يطلق عليه قوة لأنه هو السيد المطلق لجميع القوى, نعم أنت ضع يدك على أمين الوحي قوة من القوى لكن تحت يده ماذا يوجد؟ ملائكة آخرين وهي قوى أيضا فإذن هو قوة ولكن سيد لقوى {مطاع ثم أمين} {مطاع} سيد هناك ولكن قوة من القوى هذه القوة بالمعنى النسبي أو أما القوة بالمعنى المطلق تطلق على الروح والقلب أو لا تطلق؟ لا تطلق, ونسبة الصادر الأول وروح العالم إلى أجزاء العالم نسبة السيد إلى توابعه إلى الذي تحت إمرته الذي يدبره. هذا المعنى أنا أتذكر في رواية نقلناها للأخوة ما أدري يتذكرون هذه الرواية أم لا, في أصول الكافي الجزء الأول ص170 هذه الرواية الطولية التي تتذكرون وهي الرواية التي وقعت بين هشام ابن الحكم فقال يا هشام ابن سالم ويا فلان وجماعة فيهم هشام ابن الحكم وهو شاب فقال أبو عبد الله يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمر ابن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام: يا ابن رسول الله إني أجلك واستحيك ولا يعمل لساني بين يديك فقال أبو عبد الله إذا أمرتكم بشيء فافعلوا, لا تسوون مجاملات, قال هشام: بلغني, (كلام أحد الحضور) (نعم من كيفك لا تحجي وإذا كالولك إحجي, إحجي) قال هشام: بلغني ما كان فيه عمر ابن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك علي, (شفت كثيرا ما امسوي لنفسه كبكبة في البصرة قلت أروح أوصل أبخدمته هناك من؟ هشام ابن الحكم) فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مجسد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمر وعليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة مرتديها والناس يسألونه فاستفرجتُ الناس فأفرجوا لي ثم قعدت آخر القوم على ركبتي ثم قلت أيها العالم إني رجل غريب تأذن لي في مسألة, فقال نعم, فقلت له ألك عين؟ (هذا لو أنا كنت لكنت ضربته على رأسه إذا هكذا يسأل سؤال أقول له توكل على الله بلي) فقلت ألك عين؟ فقال: يا بني أي شيء هذا السؤال, بعبارة أخرى بتعبيرنا اسأل سؤال أوادم عندك عين لو طيب ترى أنه عندي عين) وشيء تراه كيف تسأل عنه؟ فقلت هكذا مسألتي, فقال يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء, طيب انتم جيدا ترون بأنه عندما يقول له حمقاء لا يخرج من الدرس ولا يأتي بعد ذلك, يقول له لمن يقول؟ يقول لهشام ابن الحكم, يقول له أنت بشكل مؤدب أنت أحمق, ونحن إلى الآن لا أتذكر أنه قلت لأحد أحمق في الدرس الآن قد في قلبنا قلناها ولكن.. بلي على أي الأحوال.

    قلت: أجبني, فقال: سل, قلت: ألك عين؟ فقال: نعم, قلت: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص, قلت: ألك أنف؟ فقال: نعم, قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة قلت: ألك فم؟ قال: نعم, قلت: فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعام, قلت: ألك أذن؟ قال: نعم, قلت: فماذا تصنع؟ قال: أسمع بها الصوت, قلت: ألك قلب؟ محل الشاهد أين؟ محل الشاهد هذه الجملة, قلت: ألك قلب؟ قال: نعم, قلت: فماذا تصنع به؟ فقال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح والحواس.  إذن تبين السيد من القلب وهذه الجوارح ماذا تصير؟ قوى القلب أنا ليس محل شاهدي كلام هشام ابن الحكم, محل شاهدي بيان من؟ بيان الإمام عندما ذكر هشام هذا البيان الإمام ماذا علق على كلامه, قلت: أوليس في هذه الجوارح غنى عن القلب طيب هذه الأجزاء موجودة وهذه القوى موجودة تفعل فعلها القلب ماذا يفعل حتى يميز؟ قال فقال: لا, قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة هذه القوى والجوارح؟ قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب فيستيقن القلب ويبطل الشك, {وجحدوا بها واستيقنتها} قال هشام فقلت له: فإنما, محل الشاهد هذا دليل الإمام, فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح, قال: نعم, قلت: لابد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح, يأخذ منه اعترافات, قال: نعم فقلت له: يا أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شك فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما.

    طبعا أنا أتمم الاستدلال مع أن كل واحد من عندنا عنده عقل أو ليس له عقل؟ إذن تبين كل عقولنا بالنسبة إلى الإمام نسبة الجوارح إلى القلب, وإلا إذا كانت العقل الجزئي مقصود طيب انت عندك عقل جزئي أنا أيضا عندي عقل جزئي وذاك أيضاً عنده عقل جزئي فلماذا نحتاج إلى عقل ما ورائه كلي الذي هو القلب الكلي أو الإنسان الكامل؟ إذن هشام ماذا يريد أن يقول؟ يقول: صحيح لكل جوارح جزئية تحتاج إلى قلب جزئي ولكن هذه القلوب الجزئية تحتاج إلى ماذا؟ والقلب الكلي نسبته إلى هذه القلوب نسبة ماذا؟ نسبة صاحب القوة إلى القوى يعني كل هذه القلوب بمنزلة القوى لذلك القلب (وأرواحكم في الأرواح) كل إنسان له روح وهو مدبره ولكن لكل الأرواح روح كلية واحدة كلية نسبة هذه الأرواح إلى تلك الروح نسبة البدن إلى تلك, انتهت المحاضرة.

     

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/04/09
    • مرات التنزيل : 1941

  • جديد المرئيات