نصوص ومقالات مختارة

  • شروط المرجعية الشمولية العلمية (26)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

     والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    بقيت نكتة واحدة مرتبطة بالحديث السابق حتى ننتقل إلى الحديث الرابع في المقام وهو أننا عندما جئنا إلى حديث لا إله إلّا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي، الذي قلنا بأنها في توحيد الصدوق باب ثواب الموحدين الحديث الثالث والعشرين قال فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها وأنا من شروطها، قال مصنف هذا الكتاب الشيخ الصدوق من شروطها الإقرار للرضا (عليه السلام) بأنه إمام من قبل الله مفترض الطاعة عليهم، لا أريد أن أدخل في التفاصيل، الشيخ الصدوق لم يذكر إلا مسألة العصمة ولا غيرها، نعم ليس معناه أن الشيخ الصدوق لا يؤمن بالعصمة، لا أبداً، كل كبار علماء الإمامية يؤمنون بعصمة أئمة أهل البيت وأعلى درجات العصمة حتى أعلى من عصمة أنبياء أولو العزم، هذه تقريباً من واضحات مدرسة أئمة أهل البيت، ولكنه بماذا يتحقّق التشيع والاتباع؟ يتحقّق بأن يعلم الإنسان أن هؤلاء مفترضوا الطاعة من قبل الله سبحانه وتعالى، في رواية أخرى التي هي محل الشاهد الرواية قال حدثني أبي علي ابن أبي طالب قال سمعت النبي يقول قال الله جل جلاله: إني أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدوني من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله بالإخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني أمن من عذابي، هذا معناه أنّه ليس فقط لا إله إلّا الله من قالها من غير اعتقاد بها مخلصاً فيها أيضاً تؤمنه، التوحيد له شروط ومنها أنه يقول ذلك مخلصاً، ثم تعالوا إلى رواية 26، هذه كانت 22، رواية 26 من نفس الباب الرواية عن أبي عبد الله الصادق قال من قال لا إله إلّا الله مخلصاً دخل الجنة.

    سؤال: وما إخلاصه؟ قال وإخلاصه (يعني إخلاص هذا القول) أن تحجزه لا إله إلّا الله عما حرم الله عزوجل، محل الشاهد جملة واحدة وهو أنظروا الارتباط بين التوحيد يعني المسائل العقدية وبين الفقه الأصغر يعني الحلال والحرام، هذا الذي أنا أقوله ليس شيئاً جديداً وليس بدعاً في الدين ولكنه يحتاج إلى دقة وتدبر، الروايات صريحة بأن هناك ترابط وثيق بين العقيدة وبين الفقه، ليست العقيدة والفقه جزيرتان منفصلتان حتى يكون  فقيهاً في أحدهما ولا يعلم بالآخر، هذه الرواية واضحة، وإخلاصه يعني إخلاص هذا القول أن تحجزه، بينكم وبين الله إذا لم يعرف التوحيد جيداً كيف يستطيع أن يعرف حدود الشرك والإخلاص في التوحيد؟ كيف يستطيع أن يميّز أن هذا من إخلاص… في الفعل وفي الحلال والحرام وفي العبادات، كيف يمكنه أن يعرف هذا يؤدي إلى الإخلاص في التوحيد أو يؤدي إلى الشرك في التوحيد؟ إذا لم  يكن واقفاً على التوحيد وعلى معارف التوحيد وعلى حدود التوحيد الحقيقي، كيف يمكنه أن يقول هذا العمل من إخلاص التوحيد وذاك العمل ليس كذلك؟ أعزائي لا يمكن هذا، الآن من المسائل الواضحة عند الأعلام والمسائل الخلافية الموجودة أن التوحيد هل يتحقّق بفرض موجوداتٍ ممكنة منفصلةٍ مباينةٍ في الوجود للحق، هل هذا توحيد أم شرك؟

    مثال: هذا كتاب وهذا كتاب آخر هل أحدهما داخل في الآخر؟ لا، هل أحدهما صفة للآخر؟ لا وإنّما أحدهما منفصل عن الآخر يعني أحدهما يباين للآخر هذا وجود وهذا وجود آخر، العلاقة بين الخالق والمخلوق مثل هذه العلاقة؟ يعني هو وجود وأنا وجود آخر مباينٌ؟ نعم خلقني هو فهل العلاقة هذه التي يعبر عنها أمير المؤمنين بعلاقة البينونة عزلة، يعني أحدهما منعزلٌ من الآخر؟ نعم الواجب خلق هذا وهو محيط به ولكنه وجود في قبال وجود، نعم في طوله لا وجود في عرضه، هذا هو التوحيد الموجود عند الناس وهذا هو التوحيد الموجود عند المتكلمين والفقهاء وغيرهم ولكن هذا النحو من التوحيد جملة من الأعلام الإمامية يقولون هذا عين الشرك بالله لأنهم يعتقدون أن البينونة ليست بينونة عزلة بل بينونة صفة.

    سؤال: أي نحو من العمل يؤدي إلى التوحيد الخالص وأي نحو من العمل يؤدي إلى الشرك، أنتم وجدتم أن الوهابية وأتباع ابن تيمية يقولون أن كل دعاء لغير الله يؤدي إلى الشرك لأنهم فسروا التوحيد تفسيراً لو دعوت غير الله للزم منه الشرك.

    إذن كيف يمكن فصل الفقه عن العقيدة؟ واقعاً لا يقوله إلّا إنسان غافل، لا اقول تعبير آخر وإلّا التعبير الحقيقي غير هذا، فقط الغافل يقول لا علاقة لهذا بذاك، لماذا سميت هذه المعارف أصول وتلك فروع؟ ألسنا نقسم المعارف الدينية إلى أصول الدين وفروع الدين، الفروع يعني تلك المبنية على تلك الأصول أساسها، فكيف يمكن جزيرة منفصلة عنها؟ إذن هذه الروايات وغيرها تبين لنا أن المعارف الدينية مجموعة واحدة منظومة واحدة ولا يمكن فصل بعضها عن بعض، ولا يمكن الاجتهاد في الفروع من دون الاجتهاد ماذا؟ أو من غير الوقوف على الأصول.

    إذن غير ممكن أن نفرض أن إنسان يكون مجتهداً في الفروع من غير أن تكون له معرفة صحيحة ودقيقة عن الأصول، وإلّا أقصى ما يقال فيه أنّه توجد غفلة إن لم أقول يوجد جهل بل جهل مركب، هذا هو المبنى الذي أعتقده مع احترامي للآخر ووجهة نظره وقدسيته وطهارته، وإذا أردت أن أقول معصوم فأقول ذلك ولكن البحث علمي ليس البحث في الأشخاص والتشخصن وإنّما البحث في الاتجاه والمنهج بغض النظر عن الأشخاص، هذا تمام الكلام في الحديث الثالث، إلى هنا قرأنا ثلاثة أحاديث، الحديث الأوّل العلماء ورثة الأنبياء، الحديث الثاني اللهم ارحم خلفائي، الحديث الثالث الفقهاء حصون الإسلام.

    سؤال: ما هو الحديث الرابع؟ الحديث الرابع ورد بعنوان…. من أصول الكافي الجزء الأوّل صفحة 114 يعني بعبارة أخرى رقم التسلسل 122 بعبارة أخرى باب المستأكل بعلمه والمباهي به كتاب فضل العلم الحديث الخامس قال رسول الله: الفقهاء أمناء الرسل، ولكن قبل أن أدخل في هذا العنوان الفقهاء أمناء الرسل بودي أن أشير إلى قاعدة، وهذه القاعدة نافعة في كثير من المواضع وهي أنّه الآن إلى هنا صارت عندنا العنوان الرابع، ورثة خلفاء حصون وهنا أمناء، لماذا أن النبي والأئمة يعددون العناوين والأوصاف فما هي النكتة؟ كانوا يستطيعون أن يقولون عنوان واحد، وعناوين أخرى: مجاري الأمور بيد العلماء و…. وعناوين ستأتي بالقدر الذي يمكن، ما هي نكتة تعدد هذه الأوصاف لمن يقوم مقامهم في عصر الغيبة الكبرى؟ طبعاً غير رواة الحديث الذي تقدّم، رواية معتبرة وصحيحة، هنا أصل وقاعدة وهي: أن تعدد الأسماء وتعدد الصفات وتعدد العناوين تارةً تكون غير قائمة على أساسٍ حكميٍّ وحكيمٍ، أنت من باب تعظيم شخص تريد أن تجعل له عناوين متعددة وهو لا يستحقها ولكن أن تريد أن تسميه، لا مشاحة في الاصطلاح، كما تسمي ابنك القصير تسميه طويل، لا توجد مناسبة بين الاسم والمسمى، كما تسمى ابنك الذي تعرف أنّه بخيل تسميه جواد، لا يوجد مشكلة، كما تسمى ابنك القبيح تسميه جميل، كما في ذلك الزمان في العرب الجاهلية إنسان رؤوف رحيم يسميه صخر، ولكن لا توجد مناسبة وفي جملة من الأحيان توجد المناسبة، أنا لا أريد أن أدخل فيه هذا الأمر لأنّه هذا يسجل، لأنّه بعض الناس عندما كان لا يبقى عنده ابن يسميه أسماء حتى يبقى معكوسة له، أو عندما يقال للأعمى بصير وفي الواقع هو ليس بصير إلّا أنّه يراد به معنىً كنائي وإلّا هذه ليس مقابل ليس بمناسبة بل مناسبة معاكسة.

    سؤال وهذا بحث وأصل قرآني روائي معرفي مهم: لماذا تعددت الأسماء الإلهية؟ الله كان يسمي نفسه اسم وينتهي كل شيء، الآن في القرآن يذكر حدود مائة أو يتجاوز مائة اسم لله إذا أضفنا الصفات فيتجاوز هذا العدد، عندما نأتي إلى جوشن كبير نجد هناك حدود ألف صفة واسم، عندما نجمع الروايات من سنة وشيعة قد تصل إلى أربعة آلاف اسم وصفة لله، لماذا؟ هل أنّه من باب التفنن في العبارة أم أن هناك سنخ وجودٍ وهذا الوجود نحو وجودٍ له من الشمائل والكمالات لا يمكن من خلال الألفاظ والمفاهيم في لغةٍ أن مفهوم واحد يعطيك كامل تلك الحقيقة، فأنت تضطر حتى تستطيع أن تستوعب كل جهات ذلك الوجود لكل جهة من جهاته تسميه باسم معين، له علم تقول عالم ولكن العلم لا يشير إلى القدرة فتقول قادر ولكن القدرة لا تشير إلى الرأفة فتقول رؤوف والرأفة لا تشير إلى شديد العقاب فتقول شديد العقاب و…

    إذن تعدد الأسماء والصفات ليس فقط للتفنن في العبارة بل لبيان خصوصية ذلك الوجود الذي لا يمكن الوصول إليها من خلال لفظ واحد وإنّما تحتاج إلى تعداد، أنظروا حتى الآن هذا الكتاب له فوق وأسفل ويمين ويسار وأمام وخلف، هذه الجهات الست هل يمكن أن تأتي بلفظ واحد تشير إليها؟ لا يمكن فمضطر حتى تشير إلى جهاته الست أن تأتي بست ألفاظ هذه الألفاظ الست فنّ في العبارة أم إشارة إلى حيثيات موجودة في هذا الوجود المادي؟ لا بل حيثيات متعددة وجودة في هذا الوجود المادي، ومن هنا واحدة من أهم أبحاث التوحيد ما يصطلح عليه بعلم الأسماء الإلهية، لأنّ علم الأسماء هو الوسيلة لمعرفة الله فقط، وهناك رواية عن الرضا واضحة يقول لو لم يسمّي نفسه لما أمكن معرفته، لأنّ الذات في غاية الاكتناه، لا يمكن الإحاطة بها، فما هو الطريق لمعرفتها والوقوف عليها؟ هو معرفة الأسماء، هذا الذي يصطلح عليه بعلم الأسماء الإلهية، أين عندنا علم الأسماء الإلهية أين يبحث؟ أدخل إلى التوحيد في كتب الكلام وكتب المتكلمين يقول لك عندك صفات ذاتيّة وصفات فعلية وعندك صفات حقيقية وصفات إضافية أمّا لا يقف عند واحدة واحدة من الأسماء ليبين خصوصياتها، هذه وظيفة علم العرفان النظري، العرفان النظري أهم وظيفته هو أن يعرفك حقيقة الأسماء الإلهية وخصوصياتها وحدودها وشروطها وغير ذلك، فهل يمكن معرفة الله من غير معرفة الأسماء الإلهية، يأتي بعض من يسمي نفسه أهل العلم عمامة كبيرة وصغيرة يقول أنّه علم العرفان كفر، هذا يكشف عن علم؟ والله لو دارس هذا العلم هذا الرجل وقال أنّه كفر فلا توجد مشكلة ولكن لا يعرف أنّه أساساً العرفان مكتوب بالعين أم بالغين، أنت إقرأ علم الأصول ثم قل لا نحتاج إليه.

    محمد باقر الصدر يكتب كتاب مفصل في البحوث العقلية ثم يأتي في الفتاوى الواضحة يقول لا نحتاج إلى العقل في عملية الاستنباط، نظره هذا وليس بمشكلة ولكن وقف على المباني العقلية، أعزائي ما لم تتعرفوا على علم الأسماء الإلهية فلا طريق لمعرفة الله، تقول ما هو المشكلة؟ المشكلة هو أنه كيف تدعو الله وأنت لا تعرف حدود الأسماء، ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ إذا أنت لا تعرف الأسماء بدل ما تدعوه بهذا الاسم المقرب تدعوه بذاك الاسم المبعّد ولذا ورد في النصوص في ليلة القدر بالكم أنّه تخطئون في ألفاظ عبارات الأدعية لأنّه قد تدعو على نفسك وأنت  لا تعلم لأنّه كل لفظ من هذه الألفاظ لها أثرها الخاص فإذا اشتبهت في الألفاظ تصل إلى… أنت إذا اشتبهت في الطريق الموصل إلى طهران وذهبت إلى أراك هل تصل إلى طهران أم إلى أراك؟ تصل إلى أراك، تقول أخطأت نعم لا تعاقب ولكن لا تصل إلى نتيجة، هذا فيه أثر وضعي.

    إذن من هنا يدخل علم العرفان بشكل دقيق على علم العقائد، الآن لا أقل بحمد الله بشكل جزئي جداً في حوزة قم هذا موجود ولكن إلى الآن مع الأسف الشديد 90 بالمائة من الطلبة لا يعرفون أهمية علم العرفان ولعل واحدة من الأسباب نحن ما استطعنا أن نوصل إلى طلابنا أهمية علم العرفان، أمّا النجف فليست غائبة فهي بشرط لا من العرفان، والسبب كما قلت أقل ما أقول غفلة وإن كنت معتقد جهل وجهل مركب، وإلّا لو قرأوا العرفان لما قالوا فيه هذا، نرجع إلى البحث، لماذا تعدد الأسماء؟ الجواب: لأنّ هناك حقيقة وهذه الحقيقة لا يمكن توصيفها من خلال… في بيت من الشعر يقوله صاحب المنظومة : إن ثوباً خيط من تسعة وعشرين حرفاً، الآن كانوا يعتبرون لا ثمانية وعشرين حرف بل تسعة وعشرين حرف لأسباب، عن معاليه قاصر، أنت بهذه الحروف التي تتشكل منها الألفاظ والكلمات والجمل تريد أن تعرّف الله وتعرف الله سبحانه وتعالى بهذا الثوب تريد أن تصل إلى القامة الإلهية، فهل تستطيع أم لا؟ يقول لا تستطيع، فماذا تفعل اللغة وطبعاً أغنى لغة هي اللغة العربية، ولهذا هي لغة أهل الجنة، شاء من شاء وأبى من أبى فهي أغنى لغة في العالم هي اللغة العربية أما اللغات الأخرى التي يحاول أنّه كذا وكذا ولذا تجدون إذا أردت أن تعرف أصالة اللغة وضعف اللغة أو طفولية وتبعية لغةٍ اعرفوا أنّه لها ألف باء مستقلة بها أم لا، فإن كان لها فهي لغة أصيلة، وإن لم يكن لها وأنتم تعلمون لغة الفارسية ليس ألف باء مستقل بها إلّا في أربعة حروف، وإلّا باقي الحروف هي حروف اللغة العربية.

    إذن أصالة اللغة هي للعربية، نعم يوجد حضارة ويوجد مدنية، سبعة آلاف تسعة آلاف فذاك بحث آخر، أريد أن أقول بأنه أصالة اللغة نابعة من هنا، هذا مرتبط بفقه اللغة وهو بحث مهم لكي تعرفون حقيقة فقه اللغة، نرجع إلى البحث: على هذا الأساس أنت عندما تأتي إلى الخاتم أيضاً تجد أسماؤه متعددة، وهذا التعدد في الأسماء لا للتفنن في العبارة وللجمال، لأنّ هذا الوجود سنخ وجودٍ لا يمكن لنا أن نعبر عنه بلفظ واحد، لو قلنا أحمد (صلى الله عليه وآله) هذا غير لو قلنا محمد (صلى الله عليه وآله) هذا غير لو قلنا محمود فإن أحمد ومحمد ومحمود هذه كل لها خصوصيات ولكن كل هذه الخصوصيات لا تشير إلى أنّه الصادر الأوّل أم ليس الصادر الأوّل إذن تحتاج إلى لفظ آخر وهو الصادر الأوّل وهكذا.

    إذن تعدد الأسماء والصفات يكشف عن ماذا؟ طبعاً إذا كان الواضع حكيماً أمّا كان غير حكيم لا يدل على هذا، مثال ثالث: في العوالم للبحراني في الجزء المرتبط بالزهراء (سلام الله عليها) صفحة 23 الرواية عن يونس ابن ضبيان قال: قال أبو عبد الله الصادق: لفاطمة (عليها السلام) تسعة أسماء عند الله عزوجل، عجيب أليس هذه الأسماء رسول الله سماها؟ نعم ولكن هذه أسماءٌ من الله لها، فاطمة، الصديقة، المباركة، الطاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، المحدثة، الزهراء، هذه صارت تسعة وحقكم وحقكم هذه الروية كافية لأنّ نكتب خمس مجلدات عن الزهراء قرآنياً لأنّ كل واحدة من هذه الصفات مثل الصديق أدخل إلى الصديق في القرآن لترى من هم الصديقون وما هي مقاماتهم وما هي صفاتهم وما هي درجاتهم وما هي مآلهم في الحشر الأكبر وفي الجنة و… إلى ما شاء الله، إذا ما كتبت أنا مجلد في الصديقة فمعك حق ولكن مع الأسف الشديد نحن ضللنا الطريق في بيان مقامات الزهراء، نتصور أن مقامات الزهراء أنّه ضربت ولطمت على وجهها، نعم ظلمت ولكن هذه ليست فقط مقامات الزهراء وهكذا المباركة أنظر إلى البركة والمباركة وباركنا أنظر القرآن ماذا قال عن البركة، وهكذا الطاهرة.

    أنظروا ماذا قال القرآن عن الطاهرة وهكذا الراضية، الآن لماذا تسعة أسماء يا رسول الله؟ يقول باعتبار أن الزهراء لو كنا نقول فقط صديقة هل يمكن أن تبين كل مقاماتها أم لا؟ لا يمكن، لو قلنا محدثة هل تتبين أم لا؟ ولذا إذا أردتم دورة كاملة عن الزهراء تقفون على مقاماتهم خذوا كل واحدة من هذه وادخلوا إلى القرآن وإلى روايات أهل البيت من السنة والشيعة حتى لعله أصلاً الحاكم النيسابوري عنده كتاب كامل عن الزهراء (سلام الله عليه) وأوسع ممّا مكتوب عندنا، ولذا الوهابية في الآونة الأخيرة حاولوا أن يحققوا هذا الكتاب وتسعين بالمائة من رواياتها يضعفونها ولأنه واقعاً مقامات الزهراء شيء لا يصدقه الإنسان، أنظروا إلى السيوطي أيضاً عنده كتاب كامل عن الزهراء،  هذا مثال الثالث وأمّا الرابع: أسماء النفس هذه من المسائل التي الآن واحد يسأل لماذا مرة القرآن يسميها روح ولماذا مرة نفس ومرة يعبر عنها عقل ومرة…؟

    الجواب: هذا الموجود الروحاني الذي نفخت فيه من روحي ثم أنشأناها خلقاً آخر، هذا الموجود سنخ موجود لا يمكن تعريفه من خلال لفظ واحد فنحتاج إلى عدة ألفاظ ولذا بودي أن الاعزة يرجعون إلى خصوصيات هذه الألفاظ في مقدّمة المحجة البيضاء للفيض الكاشاني، أعطى خصوصياتها، بأي حيثية هذه الحقيقة تسمى نفس؟ ولم تسمى الروح؟ ولم تسمى العقل؟ ولم… إذا اتضحت هذه الآن المتكلم هو رسول الله (حتى أربط البحث) المتكلم هم أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، لماذا يعبرون عن الذين ينوبون مقامهم بعناوين متعددة؟ لماذا مرة ورث ومرة خلفاء ومرة حصون ومرة أمناء؟ ما هي الجهة؟

    الجواب: هذه العناوين تشير إلى أمرين: أولاً بيان مواصفات من ينوب منابهم، من ينوب منابنا؟ بمجرد أن تعلم الحلال والحرام؟ الجواب كلا فلابد أن يكون من الورثة والخلفاء ومن الحصون ومن الأمناء حتى يلحقه النصب أو أن يكون مصداق للنصب الذي صدر من الأئمة، وإلّا ما لم يتحقّق بهذه المواصفات… هذا من قبيل أنّه الشارع قال إمام الجماعة لابدّ أن يكون عادلاً، إذن متى يستحق ان يكون إمام جماعة؟ إذا كان عادل أمّا إذا لا يوجد عدالة فلا يستحق، إذن متى يستحق هؤلاء أن يكونوا نواب عامين لأئمة أهل البيت؟ حتى تقول هذا نائب الإمام؟ والله أنزلوه هذا العنوان حتى قالوه للبقالين، نحن نقول أن الله عندما يريد أن يخلف خليفة هذه خليفته لابدّ أن كيف يكون؟ هل يوجد سنخية بينه وبين هذا المستخلَف أم لا؟ ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ يعني هناك سنخية بين من استخلفه وبين المستخلف وإلّا لو لم يكن كذلك أساساً ليس بخليفة، متى يكون خليفة؟ إذا كانت سنخية، أعزائي النائب علماء عصر الغيبة يريد أن يجلس مجلس أعلم الأولين والآخرين وهم أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، فهل عندما تعلمت كتاب الطهارة تصير نائب الأمام؟ أبداً أبداً، نعم هؤلاء لديهم معرفة بالحلال والحرام ولكن ليس نائب الإمام فنائب الإمام لابدّ أن يكون يصدق عليه ورثة وخليفة وحصن وأمناء، عجيب هذه العبارة: أمين رسول الله، على ماذا هو أمين؟ استأمنه على ماذا؟ هذا بحثه إنشاء الله سيأتي اولاً ما معنى الأمانة وما معنى متعلق الأمانة يعني على ماذا قد استؤمن هؤلاء الفقهاء، استؤمنوا على الرسالة العملية؟ بلى ولكن كل الذي تركه النبي وأهل البيت من تراث هو الرسالة العملية؟ ولذا بإذن الله تعالى إلى هنا هذه العناوين الأربعة…

    إذن تعدد العناوين يكشف أولاً: يكشف عن الصفات التي يتصف بها، ثانياً: يكشف عن المسئوليات التي ألقيت على عاتق هذا النائب، يعني إذا أريد أن تكون نائب عاما للإمام لابدّ أن تكون حصناً أمّا إذا لم تكن حصن أنت لست بنائب، هذه وظيفة ومسئولية يلقيها الإمام على عاتقك حتى يقول فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله، عندما يقول خلفائي هذا بيان الصفة التي لابدّ أن يتصف بها، هذا الخليفة إذا قام بمقتضى الخلافة والوراثة عند ذلك يكون فإنهم حجتي عليكم، هذا الخليفة أو هذا الفقيه إذا اؤتمن الأمانة وأدى ما اؤتمن عليها عند ذلك يكون فإنهم حجتي عليكم، الفقهاء أمناء الرسل، والمفروض أن  الفقهاء إذا أرادوا أن يحصلوا هذا العنوان والوسام النبوي، لأنّ الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيأتي سندها أيضاً في كتب السنة والشيعة، متى تحصل على هذا الوسام؟ أن تؤدوا الأمانة، وإلّا إذا ما أديت وجلست في بيتك أنت مستحق هذا العنوان أم لا؟ لأي سبب كان أنا لا أريد أن أقول أنت مقصر فذاك بحث آخر، أنا فقط أريد أن أوصف الحال، تقول لا قدرة عندي، جيد جداً، لا قدرة لي أن أدير الأمور على ما ينبغي، جيد جدا، عندما وصلت إلى عمر ووجدت بأنه بيني وبين الله لا تتذكر في الصباح ماذا أكلت والظهر ماذا فعلت والعصر كذا وتعطي بيدٍ وتنسى اليد الأخرى وصار عمرك تسعين وخمسة وتسعين ومائة فهل تستطيع أن تدير الأمور أم لا؟ لا تقدر، إذن أجلس في بيتك وتقرب إلى الله، والذين على غير الإسلام أيضاً يفعلون ذاك أنا لا أريد أن آتي بالأسماء فأنتم تعرفون جيداً، الآن في الآونة الأخيرة المؤسسات الدينية الكبرى من غير الإسلام ماذا يفعلون على رأسها؟ إذا لم تقدر قل لا أقدر وإذا لا تقدر قل لا أقدر، لا تجعلها بيد البطانة والخاصة وبيد الوكلاء وبيد المخترقين.

    إذن هذا العنوان الرابع من أهم العناوين التي لابد أن نقف عندها ومن هنا يقع البحث في مقامين:

    المقام الأول في سند الحديث والمقام الثاني في مضمون الحديث، على البيان الذي تقدم… نحن تلك الطريقة الإجمالية المبهمة التي يشير عليها ومشى عليها الشيخ الأنصاري وصاحب العوائد فكثروا الروايات بلا وقوف وبلا سند ولا دلالة عند مضمونها وعند محتواها، هذه ليست طريقتنا العلمية، ولذا من الأسبوع القادم سوف نقف عند هذين المقامين، أنا كنت قد هيأت للبحث ولكن ذهبنا قليلا خارج البحث فـ… أنا طبعي في الأبحاث عندما أهيئ أيّ بحث لأيّ مستوى علمي لابد أن أهيئ لدرسين إلى ثلاثة حتى إذا المدة زادت أو خلص المطلب اضطر أن أأتي بالقصص ومن هنا وهناك… ترون البعض عندما يصعد على المنبر أو فضائية ومطالبه على قدر ربع ساعة فعندما تنتهي مضطر أن يأتي من هنا وهناك لأنه مطلبه انتهى فماذا يفعل المسكين.

    حاولوا أن تلتفتوا إلى هذه القاعدة جيداً، السيد الخوئي (قدس الله سره) كان يقول إن لم أهيئ نفسي للدرس، طبعاً يكون في علمكم السيد الخوئي ثمان سنوات لم يدرس ولم يدرس ولم يحقق إلا أصول، الأصولية الكبيرة للسيد الخوئي لهذا السبب وهو كان يقول مع كل هذا أنا لا أستطيع أن أدرّس أكثر من يوم واحد بلا تحضير، فقط يوم من معلوماتي وفي اليوم الثاني فلا أقدر ولذا واقعاً لا تستخفوا بعقول الحاضرين، أبداً، حاول إذا طلب منك هذه مقتضى الأمانة أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، نرجو الله سبحانه وتعالى أن نوفق بأداء الأمانة، والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/05/08
    • مرات التنزيل : 1556

  • جديد المرئيات