نصوص ومقالات مختارة

  • شروط المرجعية الشمولية العلمية (29)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهى بنا الكلام إلى المقام الثاني وهو في مضمون الرواية ودلالتها على المقام، الرواية عن أبي عبد الله الصادق كما في نصّ وصيغة الكافي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال إتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم.

    الرواية من حيث المضمون من الروايات التي تعطي ميزاناً وضابطاً وملاكاً لمعرفة دور العلماء في عصر الغيبة، البعض يتصوّر أنّه بمجرد أنّه جلس في بيتٍ عشرين متراً ولم يبدل عباءته لخمسين سنة إذن هو المرجع مع أنّه لا علاقة بمثل هذه المسائل لأنّه كم من أولئك الذين قاموا آناء الليل وأطراف النهار وكم من أولئك الذين احترقت جباههم في السجود وكم من أولئك الذين زهدوا في الدنيا بما فيها ولكنه وقفوا في قبال أمير المؤمنين، من قال بأن الملاك أنّه طول السجود وطول الركوع وطول اللحى وكبر العمائم والزهد في الدنيا، نعم الأصل شيء آخر وإذا هذه توفرت فطوبى لن وحسن مآب، وإلّا ليس الملاك أنّه لا يملك من الدنيا شيئاً، كم من أولئك… أنا بودي أن الأعزة يقرؤوا دورة مختصرة عن سيماء الخوارج في نهج البلاغة، أنظروا أمير المؤمنين كيف يعرّف هؤلاء حتى وصل به الحال إلى أنّه ليس كمن طلب الباطل فأصابه أو طلب الحق فأخطأه، بيّن أن هؤلاء لعله كانوا طلاب حقيقة ولكنهم أخطئوا الطريق وإلّا جباههم كذا كانت ولذا تجدون بأنه أساساً أولئك الذين توقفوا في أن ينصروا الإمام أمير المؤمنين في حروبه لأنهم وجدوا أن الطرف الآخر من الجباه المحترقة ومن أصحاب الصوم والصلاة ومن الزهاد ومن العباد ومن القراء و… ولكن هذا ليس كله الملاك ولذا وضع فيهم السيف أمير المؤمنين لم يبقي منهم إلّا عشرة كما في نهج البلاغة.

    إذن الملاكات تعلّموها ولا تغركم المظاهر، الملاكات أن الرسول يقول بشرط أن لا يكونوا من أتباع السلاطين يعني من تبعة الحكام، وهذا يكشف أنهم ليسوا هم السلاطين لأنّه يقول إتّباع السلطان فإذا فعلوا ذلك، إذن هم من الحكام أم لا؟ لا ليسوا من الحكام لأنّ النبي يعرفهم أنهم اتبعوا السلاطين إذن السلاطين كانوا شيء آخر.

    إذن كيف يتبعون السلطان؟ في جملة واحدة هو أنّهم يعطوا المشروعية للظالم، هذا الذي نقول عنه أنّه يحتاج إلى غطاءٍ شرعيّ يعني عندما تضعون يدكم على بعض البلدان تجد أن المؤسسة السياسية تحكم ولكن المؤسسة الدينية تؤيدها، هذا التأييد هو إتّباع السلطان، هذا غطاء ديني لسلاطين الظلم والجور، اتباع السلطان لا يعني أنّه يصير عنده موظف، لا ليس كذلك ولكن يعطيه مشروعية وهذا هو الذي قتل الأئمة وقتل الإمام الحسين وإلّا الإمام الحسين لو لا فتاوى القضاة وأهل الدين وأهل العلم كان يستطيع ابن زياد  أن يقتل الحسين بتلك الطريقة؟ وهكذا بالنسبة إلى يزيد ومعاوية، معاوية بماذا استطاع أن يقف أمام أمير المؤمنين من خلال الدور الديني الذي قام به بعض الصحابة الذين اشتراهم أو غرّهم معاوية، وهكذا في زماننا، عندما تأتون في بعض البلدان الإسلامية والعربية تجدون أن مشكلة المؤسسات الدينية في أنّها بدأت تعطي غطاء دينياً للسلطات الحاكمة.

    هذه هي القضية التي يشير إليها النبي (صلى الله عليه وآله) هذا هو الملاك، هذه مقاطع لاحقة وأنا استبقتها باعتبار لبيان أهمية هذا الحديث ولهذا تجدون أنّه كيف وقفت في سند هذا الحديث لأثبت أولاً تأييده موافق للقرآن ثانياً صحيح السند عندنا وعندهم ثالثا مجمع عليه إلى غير ذلك حتى نحصّل اطمئنان بصدور هذا النص من النبي، المفردة الأولى: الفقهاء، هذه المفردة وقفنا عندها مفصلاً في الأبحاث السابقة خصوصاً في قوله تعالى ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ إذن لا نحتاج إلى تكرار البحث في هذه المسألة وأنه لا يراد من الفقهاء الفقه المصطلح في الحوزات وإنّما يراد من الفقهاء العلماء في المعارف الدينية، ويؤيد ذلك أنّه وجدنا أن بعض صيغ الحديث وردت العلماء أمناء الرسل لا فقط الفقهاء، هذا يكشف عن أنّه لا يراد من الفقهاء في الرواية علم الحلال والحرام، نعم جزء منه الحلال والحرام ولكن لا يختص بعلماء الحلال والحرام، وأمّا المفردة الثانية وهي المفردة المهمة في المقام وهي مفردة الأمناء، الفقهاء أمناء الرسل، يعني بعبارة أخرى أن الفقيه أو العالم الديني أمين الرسول (صلى الله عليه وآله) لكي يتضح معنى المستأمن عليه، بماذا استأمن وعلى ماذا استأمنوا الفقهاء نستطيع أن نتعرف على ذلك من خلال المضاف إليه، إذا تعرفنا ما هو الرسول وما هي الأدوار والمسئوليات التي ألقيت على عاتق الرسالة عند ذلك يتضح ما هو الذي استأمن عليه أمين الرسالة، أنت عندما تذهب إلى أيّ مكان في الدوائر هناك شخص هو أمين الصندوق يعني أن الأمانة تتضح من خلال هذا المضاف إليه، إذن هو مستأمن على هذه الأموال التي في الصندوق هذا هو الأمانة.

    إذن بغض النظر أنه ما هو المتعلق وأن المتعلق كما قرأتم في علم الأصول حذف المتعلق يدل على العموم، الآن لا نريد أن نستند إلى حذف المتعلق وإنّما نريد ان نستند إلى دليل لفظي لا مقدمات الحكمة التي هي السكوت وإنّما الدليل الذي وهو أنه على ماذا استأمن علماء مدرسة أهل البيت، الآن أترك الآخرين، علماء مدرسة أهل البيت في عصر الغيبة الكبرى، الآن غاب الإمام لسبب من الأسباب ويحتاج إلى أمين لا فقط أمين صندوق وحقوق شرعية، إذن يوجد استئمان على شيء آخر يعينه لنا المضاف إليه، أمناء الرسل، وقرأتم في محله مراراً وتكراراً أنه تعليق الحكم على الوصف يدل على العلّية وهنا أيضاً علّقت الأمانة أضيفت إلى الرسل، لابد ان نعرف ما هو الذي استأمن عليه الرسول حتى هذه الأمانة انتقلت للعلماء والفقهاء؟ إن شاء الله سيأتي بعد ذلك أن الأئمة والأنبياء على ماذا استأمنوا؟ ألم تقرأ عندما تقف أمام أمير المؤمنين تقول السلام عليك يا أمين الله، على ماذا استأمن، هذه روايات أنهم استأمنوا امين الله في خلقه أمين الله في أرضه وإن شاء الله بعد ذلك سوف نقرأ الروايات، والعجيب أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بل إمام الأئمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفس العناوين التي أعطيت للأئمة يعطيها للفقهاء، بعد ذلك قال الإمام أمين الله في خلقه وحجته على عباده وخليفته في بلاده، هذه ثلاثة عناوين، عنوان الأمانة والحجة والخلافة، هذه العناوين التي أخذناها، اللهم ارحم خلفائي، شيء عجيب جداً يعني نفس العناوين التي أعطيت للأئمة وبها نحن نثبت إمامتهم وعصمتهم وأعلميّتهم وخلافتهم وإمامتهم وكونهم الواسطة بيننا وبين الله كل هذه العناوين انتقلت إلى الفقهاء، ومع ذلك يأتي أحد ويقول أن في عصر الغيبة الفقيه لا يوجد له دور فقط يكتب رسالة عملية وينتهي كل شيء.

    إذن لماذا هذه العناوين: الأمين، الخليفة، الحصن، الوارث… سوف أدخل ولو قليلاً إلى بحث الرسول والرسالة، ومن خلاله سوف يتضح لنا الأمانة التي أوكل أمرها إلى العلماء والفقهاء، طبعاً هنا لا يستطيع أحد أن يقول بأن المراد من الفقهاء والعلماء هو الأئمة، في العلماء ورثة الأنبياء قد يقول قائل ونحن العلماء فالمراد من العلماء الأئمة، أنا لا أتصور مع وجود هذا الذيل ما لم يدخلوا في الدنيا يرتبط بالأئمة، الرواية واضحة أنها مرتبطة بعلماء عصر الغيبة هذا لا شك فيه ولا شك أنه لا يشمل الأئمة حتى لو ورد بلفظ العلماء لأنه من البعيد بل من المحال وقوعاً أن رسول الله يقول ما لم يدخلوا في الدنيا، قال إتباع السلطان يعني هل الأئمة يحتمل أن يدخلون في إتباع سلاطين الجور؟ إذن هذه الرواية واضحة أنها لا علاقة لها بالأئمة وإنّما هي مرتبطة بالعلماء، وأنا أقول في عصر الغيبة باعتبار محل ابتلاءنا وإلا حتى في عصر الحضور، من قال في عصر الحضور لا يوجد علماء يتبعون السلطان؟ إذن ما هو الرسول ومن هو الرسول؟

    خصوصاً بعد أن يتذكر الأعزة أننا في بحث سابق وردت عندنا رواية قالت: العلماء ورثة الأنبياء، ما قالت ورثة الرسل، لماذا هناك أنبياء وهنا الرسل، ما هي الخصوصية؟ هل واقعاً تفنّن في العبارة أم هناك يريد أن يشير إلى نكتة وهنا إلى نكتة أخرى، خصوصاً بعد أن حصل لنا الاطمئنان أن هذه الألفاظ صادرة من النبي، مرةً نقلٌ بالمعنى فنقول أن الراوي نقلها فلعله النبي هكذا، ولكن بعدما أن عرفنا أنها منقول عن النبي سنة وشيعة صحيحة وضعيفة كلها بعنوان الرسل ولا يوجد واحدة منها بعنوان الأنبياء، من هنا سوف أقف عند بيان الفرق قليلاً وإلا المطلب مهم وطويل، بين الفرق بين الرسول وبين النبي، خصوصاً أن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح استعمل هذه العناوين قال وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي، لا يستطيع أحد أن يقول أن عنوان الرسول نفس عنوان النبي، فهذا تكرار، ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض﴾ وعشرات الروايات مثل هذا، وهذا يكشف لنا أنهما عنوانان وليسا عنوان واحد وإذا صارا عنوانين إذن لابد أن نعرف… فهذه نص قرآني وليس… هذه بعد كلمات الله سبحانه تعالى التي نزل بها على قلب الخاتم.

    إذن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح يشير إلى تعدد هذين العنوانين، ولذا الأعزة فليبحثوا العنوانين القرآنية لا مصطلحات القرآنية، عنوان الرسول، عنوان النبي، عنوان الإمام، عنوان أولي العزم… هذه العناوين قرآنية، ما هي هذه العناوين وماذا يراد منها؟ تحت عنوان العناوين القرآنية لا المفردات القرآنية ولا المواد القرآنية التي تألف منها القرآن الكريم، وإنّما العناوين كالأبرار في القرآن، السابقون في القرآن، هذه كلها عناوين وكل واحدة منها فيها محتواها  الخاص التي أشار إليها نفس القرآن وبينها بشكل واضح وصريح، ما هو الفرق بين النبي وبين الرسول؟

    أقوال في المقام متعددة لعله تصل إلى خمس نظريات، طبعاً الذهن العام مرتبط بنظرية سوف أشير إليها مع أنها لا أصل لها ولكنه هي المتعارفة وهي التي تقال على الألسن مع أنه لا يوجد دليل عليها، القول الأول: هو الذي يرى بأن كلّ نبي إذا كان صاحب كتابٍ فهو رسول وإن لم يكن صاحب كتابٍ فهو نبي وليس برسول، من هو النبي؟ هو الذي لا يوجد عنده كتاب والرسول هو النبي الذي هو عنده كتاب، وعلى هذا الأساس لا يوجد عندنا من المرسلين إلّا خمسة وهم أنبياء أولي العزم وأصحاب الكتب وغيرهم تبع لأصحاب هذه الكتب.

    هذا قول وهذا القول ذهب إليه القيصري في شرحه لفصوص الحكم في صفحة 167 بتحقيق الشيخ حسن زاده آملي وصفحة 170 في 167 يقول: وهو قد يكون مشرعاً كالمرسلين وقد لا يكون كأنبياء بني إسرائيل، فإذا صار مشرّع وصاحب كتاب تشريعي فهو مرسل وإن لم يكن فهو نبي، يقول في صفحة 170: ولما كان المبعوث إلى الخلق تارة من غير تشريعٍ وكتاب وتارةً بتشريعٍ وكتاب انقسم الأنبياء إلى المرسلين وغير المرسلين، إذن بناء على هذا أن كل رسول هو نبي ولكن ليس كل نبي رسول، ولكنه يكون رسولا النبي بشرط أن يكون عنده كتاب، هذه هي النظرية الأولى التي ذكروها في المقام وهذه النظرية نحن بنحو الإجمال نشير إليها والتفاصيل في محلٍّ آخر، مخالف لرواياتٍ كثيرة وردت أن المرسلين أكثر من هذا العدد، في بعض الروايات الواردة عن الرسول أن المرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر، وروايات واردة من طرق الفرقين أنه لم يحصر عدد المرسلين بخمسة، وإنّما أضاف عليه مع أنه نحن لا يوجد عندنا بعددهم عدد هذه الكتب، هذا الإشكال الأول والإشكال الثاني: في أيّ تمييزٍ نحن نحتاج إلى دليل نثبت ذلك لا بمجرد الاحتمال؟ ما الدليل يقول أن المراد من النبي ما ليس صاحب كتاب والذي عنده كتاب هو رسول؟ هذا قاله نبي أو قرآن أو كتاب أو سنة أو الدليل العقلي؟ افترضوا صحيح ولكن ما هو دليله؟ هذا احتمال ولم يقم دليل على صحته.

    إذن هذا الوجه أولاً لا دليل على صحته وثانياً بل الدليل على عدم صحته، القول الثاني أن الفرق فيهما وهذا هو القول الذي عادة يقال في الكتب وغيرها أن الشخص الذي صار نبياً إن أمر بالتبليغ فهو رسول وإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبي وليس برسول، ومن هنا جاءت المقولة المشهورة أنّ كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، يعني بينهما عموم وخصوص مطلق، ليس كل نبي أمر بالتبليغ وعلى هذا الأساس يقولون أن النبي (صلى الله عليه وآله) بناء على ذلك القول الذي يعتقد وهو القول الحق أنه كان نبياً قبل الأربعين عام ولكن لم يكن رسولاً لأنه لم يؤمر بالتبليغ، قم فأنذر يعني ماذا؟ ما صار نبياً بل صار رسولاً، وإلا هو كان نبياً قبل ذلك، ولذا إن لم تقل أنه كان نبي إذن كان يتعبّد بشريعة من؟ هذا مضافاً إلى أن لازمه أن يكون عيسى أفضل منه لأنه كان نبيّاً وهو في المهد، مع أنه في رواياتٍ صحيحةٍ معتبرةٍ لا أقل عندنا يقول كل كمال ثبت للأنبياء السابقين فأفضله وأكمله ثابت لرسول الله، روايات في الكافي وغيره، على هذا الأساس إذن قد يتنبأ الشخص ولا يكون مرسلاً، وقد يتنبأ ويكون مرسلاً، هذا الوجه أيضاً عليه إشكال، الإشكال الأول وهو أنه ما الدليل على ذلك؟ افترضوا أنه لا محذور ولا عقلي ولا نقلي ولا… ولكن قلنا لكي نعطي قولاً لا يكفي احتمال الصحة فلابد أن يقوم دليل على صحته، ما الدليل القرآني على صحة هذا القول وما الدليل الروائي عل صحة هذا القول؟

    هذا الإشكال الأول وهو عدم الدليل على الصحة، الإشكال الثاني وهو وجود الدليل على عدم الصحة وهي الآية 51 من سورة مريم قال تعالى: ﴿واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولاً نبيّاً﴾ بناءً على هذا القول لابد أن يقول وكان نبياً رسولا لأن العام قبل الخاص ولهذا عندما تأتي وتعرّف أيّ تعريف أولاً تأخذ الجنس بعد الفصل أم تذكر الفصل بعد الجنس في علم المنطق؟ تقول الإنسان حيوان ناطق، لا تقول الإنسان ناطق حيوان لأن الناطق أخص والحيوان اعم فعند التعريف وعند البيان لابد أن يؤخذ الأعم ثم الأخص وإلا إذا أخذ الأخص فقد بُيّن الأعم لأن الأخص هو الأعم مع خصوصيته، فيكون قوله نبيا يكون لغو لأنه قال وكان رسولا ونحن قلنا كل رسول فهو نبي إذن لا حاجة يقول بأنه كان نبي لأنه لغو فعندما قال رسول بين أنه نبي أما لو عكس قال وكان نبياً فيحتاج أن يقول رسولا لاحتمال أنه نبي وليس برسول، إذن هذا يكشف لنا على أنه لا يراد هذا المعنى يعني أن المراد من النبي هو من لم يُؤمر بالتبليغ والمراد من الرسول هو الذي أمر بالتبليغ، بعبارة أخرى لا يمكن أن نصير إلى هذا القول المشهور أن كل رسول نبي وليس العكس، قولٌ باطل جزماً بدلالة هذه الآية المباركة لأنه لو كان الرسول أخصّ من النبي كما تقولون بينهما عموم وخصوص مطلق إذن يلزم اللغوية في الآية المباركة وكان رسولاً نبياً، كان مفروض أن يكون وكان نبياً رسولا، لا وكان رسولاً نبياً.

    إذن هذا القول لا معنى له هذا مضافاً، إلى أنه  الآية لعلّه 213 من سورة البقرة: قال تعالى: ﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين حتى ماذا يفعلون؟ أنتم تقولون النبي لا يبلغ إذن ما هو علاقته مبشرين ومنذرين، هنا يقول نحن بعثنا الأنبياء حتى يبلغوا إذن كيف تقولون النبي لم يؤمر بالتبليغ والرسول أمر… 

    هذا صريح الآية يقول هو نبي ومع ذلك أمر بالتبليغ، ولكن مع الأسف الشديد عندما تأتي إلى كتب الكلام كثير من السنة والشيعة يبحثون هذه القضايا وكأنّ القرآن لا تعرض ولا بيّن للنظرية مع أنه تفصيلاً القرآن واقف عند النظرية إذن هذا القول الثاني أيضاً قول باطل، القول الثالث: وهو أن النبي هو المخبر عن الله والمأمور بإبلاغ الشريعة، هذا يريد أن يتجاوز الإشكال الذي ورد على القول السابق، يقول النبي أيضاً مأمور بإبلاغ الشريعة ولكن إذا كان مأموراً بأمرٍ خاص يترتّب على مخالفته العقاب ونزول البلاء والعقاب الدنيوي فهو الرسول، وإلا إذا ليس عنده فليس برسول.

    هذا المعنى السيد الطباطبائي يشير إليه في تفسير الميزان الجزء الثاني في ذيل الآية 213 صفحة 140 يقول: أن النبي والرسول مرسلان إلى الناس غير أن النبي بعث لينبأ الناس بما عنده من نبأ الغيب لكونه خبيراً بما عند الله والرسول هو المرسل برسالة خاصة  زائدة على أصل نبأ النبوة، هذه الرسائل الخاصة ماذا؟ يقول إما أن تفعلوا كذا وإما الله يفعل بكم كذا وكذا، هذه بعد إخبار عما سيلحق بهم ولهذا يقول: وعلى هذا فالنبي هو الذي يبين للناس كذا وأما الرسول هو الحامل لرسالة خاصة مشتملة على إتمام حجة يستتبع مخالفته هلاكاً أو عذاباً أو نحو ذلك بأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسول.

    هذي هي النظرية الثالثة، بناءً على هذا القول أولاً أيضاً لا دليل على هذا التمييز بين هذين العنوانين، النبي والرسول، هذا أولاً وثانياً لازمه أن لا يكون رسول الله رسولاً لأنه لم يبلغ هذه الرسالة الخاصة ولا ونزل العذاب على أمته، مع أن صريح القرآن الكريم لكن رسول الله وخاتم النبيين، إذن هذا القول الثالث أولاً لا دليل عليه وثانياً الدليل على خلافه، تبقى عندنا نظرية رابعة وهو الذي أعتقده وهو أنه لا فرق بين هذين العنوانين يعني أن كل نبي فهو رسول وكل رسولٍ فهو نبي، لا يوجد عندنا نبي وليس برسول، كيف لا يوجد عندنا رسول وليس بني كذلك لا يوجد عندنا نبي وليس برسول، في القول الثاني قال كل رسول نبي ولكن ليس كل نبي رسول.

    الجواب: كما أنه ليس كل رسول إلّا هو نبي كذلك ليس كل نبي إلا وهو رسول، ولكن من حقك أن تسأل لماذا اختلف العنوانان، إذا أن الشخص الواحد هم نبي وهم رسول لماذا تعدد العنوان وصار عنوان النبوة وعنوان الرسالة؟ هذا إنشاء الله إلى الغد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/05/14
    • مرات التنزيل : 1719

  • جديد المرئيات