نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (82)

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    قال : ( فمن لم يعطي استعداد ذاته العلم والمعرفة بجميع الاسماء والصفات، لا يمكنه أن يعبد الحق بجميع تلك الاسماء، لذلك لا يعبد الحق عبادة تامة إلاّ الإنسان الكامل، فهو العبد التام ؛ لإن معرفته هي المعرفة التامة ) وهذه واحدة من القواعد التي أسسناها فيما سبق، وهي أن العبادة فرع المعرفة، فكلما كانت المعرفة أتم، كانت العبادة أتم، والعكس بالعكس، كلما كانت المعرفة أنقص كانت العبادة على قدرها، وبهذا يتميز لماذا عبادة شخص توصله إلى مقام قاب قوسين أو أدنى، ونفس هذه العبادة وقدرها الكمي بقدرها الكمي لو صدرت من آخر لما أوصلته إلى ذلك المقام، لماذا ؟ باعتبار أن العبادة أن صح التعبير هي الرافعة، ولكن رافعة بقدر المعرفة، فإذا كانت المعرفة تامة، فرفعها يكون تاما إلى أقصى الدرجات، إلى غاية الغايات، أما إذا كانت المعرفة ناقصة، فترفع بقدر تلك المعرفة، لابُدّ ذلك العابد من بني إسرائيل قالوا له هذه المدة أنت تعبد هنا لأي غرض ؟ قال منتظر لعل الله يوما ينزل على حماره ويستفيد من هذا الزرع هنا، هذا قدر معرفته ولا محذور، لإنه كان يعبد الله بهذه المواصفات، عند ذلك أنا أتصور بعد تتضح، > قيل له أين عبادتك من عبادت جدك أمير المؤمنين × ؟ قال كالقطر في البحر المحيط< هذا إذا كان البحث بحثا كميا، فانا لا أتصور النسبة هكذا مساحتها ومسافتها، ولكننا إذا نظرنا إلى البعد المعرفي، فذاك شيء آخر، وعند ذلك يتضح ولا توجد عندنا مشكلة بأنه >ضربت عليٍ يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين < وفي بعض النصوص >أفضل من عبادة الثقلين < فلا توجد عندنا مشكلة، لإنه هذه القضية غير مرتبطة بهذا الظاهر الكمي أو الزمان أو البعد الجسماني أو البعد الفيزيائي أو خير الأمور احمزها، نعم هذا له اثر لا ننكر ذلك، يقينا إذا صار الملاك البعد الجسماني نعم يكون خير الأمور احمزها، ولكنه إذا صار البعد بعدا معنوايا، فان ذلك غير مرتبط لا بأحمزها ولا غيره، >يا علي إذا رأيت الناس يتقربون إلى الله بأنواع الفضائل والقربات أنت تقرب إليه بالعقل < كما في بعض النصوص.

    إذن إخواني الأعزاء هذه قضية أساسية، وأنا مرارا تكرارا لعله لعشرات المرات أن لم اقل أكثر هذه القاعدة ذاكرها، أنت إذا تريد أن تعطي قيمة لعملك ارفع سقف المعرفة، أحسنتم، قيمة العمل ليست في زيادته، ليس هذا أبداً، بل قيمة العمل برفع درجة المعرفة، ولذا تجد القرآن الكريم صريح في هذا المعنى قال : {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة } هذه الدرجة الأولى الوأحد في سبعمائة {والله يضاعف لمن يشاء} وما معلوم كم يضاعف لهم، هذه أيضاً درجة، {والله واسع عليم} وهذه فوق مضاعفة الدرجات وفوق السبع مائة وفوق {من جاء بالحسنة فله عشر أمثال }، وفوق {من جاء بالحسنة فله خير منها} هذه كلها درجات.

    سؤال : من هذا الذي هو صاحب الخير منها أو صاحب العشرة أو صاحب المضاعفة ومن صاحب {والله واسع عليم} وهذه الآية المباركة عجيبة، واسع هنا لابُدّ أن يكون كريم، لالالا، يقول {واسع عليم}، أنا أعلم لمن أعطي وكم أعطي، وإلاّ مقتضى سياق الآية المفروض أن يكون واسع كريم، لإنه مقتضى لكرم هنا، مقتضى الجود هنا، ولكن جاءت الآية {واسع عليم}، يعني أعلم لمن أعطي بمقدار سعت رحمتي بغير حساب أعطي، واعلم لمن أعطي المضاعف، على أي أساس، ومن هنا تفهم الروايات من زار الحسين له كذا، من زاره هكذا ألف حجة، ومن زاره هكذا ألف ألف حجة، والروايات كثيرة، هذه الروايات لماذا كل هذا الاختلاف ؟ الجوا ب: على قدر المعرفة بالحسين ×، بمقدار أنت تريد أن ترفع السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، هذه الزيارة المختصر جدا بأن تصعد على سطح الدار وتزور الحسين بهتين الجملتين، من يعين قيمة هذه، فقط جنة أو جنات أو القرب الإلهي أو العرش الإلهي، هذه تابعة إلى المعرفة، بقدر معرفتك بالإمام الحسين × .

    إذن إخواني الأعزاء هذه قاعدة عامة لا تنسوها أحفظوها جيدا، إذا الناس أتجهوا إلى الأعمال أنتم توجهوا إلى المعارف، فرقي وفرق الإنسان المتعارف ما هو، ذلك توجهه دائما إلى البعد العملي، أنت لابُدّ أن يكون توجهك إلى أين لابُدّ يكون، نعم الذي يثبت ذلك البعد العلمي والمعرفي هو العمل، هو الذي يثبته، هو الذي يرفعه، ولكن الذي يرتفع ليس البعد العملي {إليه يصعد الكلم الطيب} نعم {والعمل الصالح يرفعه} إذن فتحصل، بعد أكثر من هذا لا نطيل .

    قال ( فهو العبد التام ) من العبد التام ؟ هو الذي يعبد الله بتمام الاسماء بجميع الاسماء، يعني ماذا هو الذي يعبد الله بجميع الاسماء ؟ وهذه بعد ذلك  قال : ( وآدم يعبده ) بعد ثلاثة أو أربعة اسطر انظروا العبارة (وآدم يعبده بجميع اسمائه ) يعني يعبده بمقتضى الاسم الأعظم، أما الآخرون أياً ما كانوا، فإنهم لا يعبدونه بهذا الاسم، وإنما يعبدونه بمقتضى الاسماء الأخرى الإلهية، وكلها اسماء إلهية، ولذا أنا في كتبي وبياناتي تبعا لأهل المعرفة أشرت إلى هذه الحقيقة مرارا وتكرارا : إن القرآن الكريم لم يذكر العبد مطلقا إلاّ الخأتم ’، بعني لم يُذكَر العبد بلا قيد ولا شرط، يعني العبد مطلقا إلاّ الخأتم ’، بخلاف الآخرين فإنهم قُيدوا، والسبب في ذلك أن عبوديته تامة، ولذا صار {أول المسلمين} أول المنقادين، أول المطيعين لله سبحانه وتعالى، أول من قال بلى كما في جمل من النصوص الروائية، هذا البحث أنا أشرت إليه في كتاب علم الإمام صفحة (133) الإخوة يرجعون إليه هناك، النبي الأكرم ’ أول المسلمين هناك بينت الآيات التي تشير إلى أنه {سبحان الذي أسرى بعبده} { الحمد لله الذي أنزل على عبده} {تبارك الذي نزّل على الفرقان على عبده} {فأوحى إلى عبده } {هو الذي ينزل على عبده } { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا } كأنه عندما يقول : العبد يعني رسول الله ’ لا يحتاج إلى تعريف، العبد هذا علم على الرسول الأعظم ’، نعم الآخرون عندما يقال : لابُدّ أن يقولون العبد موسى العبد عيسى، وإلاّ إذا لم يقولوا نحن لا نعلم أي عبد هذا، ولذا تجد الآيات الأخرى قالت على سبيل المثال : {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولوا الأيدي والأبصار} {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله} المسيح لازم يأتي حتى يعرف هذا أي عبد الذي يشار إليه .

    (أحد الحاضرين): …

    ج/ نعم بعد إن ذكر الاسم، وإلاّ إذا لم يذكر الاسم لم يعرف .

    {واذكر عبدنا داود } {واذكر عبدنا أيوب} { كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا} إذن ما لم يأتي الاسم لا يعرف العبد، بخلافه ’، عندما يقول العبد، عبده يعني رسول الله ’، ولذا أنتم تجدون بعض أهل المعرفة عندما يريد أن يمضي، يجعل في الآخر، هذه العبد تيمنا بهذا الاسم المبارك الذي هو من مختصات الرسول الأعظم ’، وورثته ^.

    قال : ( فهو العبد التام، ولاستلزام العبادة المعرفة قال ) باعتبار أن العبادة مستلزمة للمعرفة، يعني أنه ما لم يعرف لا يعبد، قال لهذا الاستلزام قال الشيخ في المتن (فانه لا يعرف أحد من الحق إلاّ ما تعطيه ذاته ) يقول نحن كنا نتكلم في العبادة، ولكن الشيخ الآن يتكلم عن المعرفة، يقول : باعتبار وجود الملازمة بينهما، باعتبار أنه أنت كان يتكلم في أن الملائكة لا يعبدونه كما ينبغي، ولكنه الشيخ الآن يتكلم عن المعرفة، يقول لوجود الاستلزام بين العبادة وبين المعرفة، قال : ( ولاستلزام العبادة المعرفة قال : فانه لا يعرف أحد، كما فسر العبادة بالمعرفة في قوله تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون}) وردت بعض النصوص في هذا المجال، هنا للإشارة أقول وبحثه سيأتي بعد ذلك، عندنا نحوان من المعرفة إخواني الأعزاء :

    1- معرفة سابقة على العبادة .
    2- ومعرفة هي نتيجة العبادة .

    والآن نحن نتكلم عن المعرفة السابقة على العبادة، أن عبادة كل عبد إنما هي نتيجة معرفته، وعلى قدر معرفته، هذه أي أنواع المعرفة ؟ هذه النحو الأول من المعرفة، وهي المعرفة السابقة على العبادة، ولكن كل درجة من درجات المعرفة السابقة تعطي عبادة على قدرها، على قدر تلك المعرفة، ولكن وكل عبادة التي هي نتيجة المعرفة تعطي للإنسان مقاما جديدا من المعرفة، لا أعلم هل استطعت أن أوصل المطلب، انظر أنت عندما حركتك الدرجة الأولى من المعرفة إلى العبادة، بأي قدر حركتك إلى العبادة؟ بقدر هذه المعرفة التي هي في الدرجة الأولى، لكن أنت عندما عبدت الله، الله سبحانه وتعالى ماذا يفيض عليك ؟ معرفة هذه زائدة على المعرفة التي كنت تعرفها، >العلم نور يقذفه الله < أين يقذفه ؟ من يشاء جاءت اعتباطا أو ضمن  نظام ؟ فما هو هذه النظام ؟ وهو أنت حصلت على درجة من درجات المعرفة وعملت بمقتضى تلك المعرفة، الله يفيض عليك، التفت حتى نتكلم بلغة الأرقام، يفيض عليك الدرجة الأولى ؟ فهذا تحصيل للحاصل، يفيض عليك أي درجة من المعرفة ؟ الدرجة الثانية، التفت إلي، هذه الدرجة الثانية من المعرفة، الإنسان مختار أنت، إذا عملت بقتضاها، يعني عبدت الله على قدرها، ماذا يعطيك الله ؟ أو هكذا تنظر هذه دواليك هذه الحركة مستمرة، وهذه الحركة مستمرة، وحيث أن أهل البيت ^ في هذه الحركة المستمرة، بعد يتوقف عن العبادة أو لا يتوقف ؟ يمكن أن يتوقف، لإنه كل درجة من درجات العبادة يفاض عليه درجة من درجات المعرفة الإلهية، التي لا تتناهى، ولذا > أفلا أكون عبدا شكورا< {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } وإلاّ يمكن لقائل أن يقول : خلص ما وراء عبادان قرية، ختمناها بعد، يقول أبداً أبداً لا يوجد ختم هنا، لا خأتمة المسلمين ولا خأتمة المجتهدين ولا خأتمة الأولين ولا خأتمة الآخرين، لا يوجد هنا، أنت هنا كلما صعدت تجد هناك درجة، وهذا الذي إذا يتذكر الإخوة وبشكل دقيق ومفصل نحن شرحناه في كتاب من الحق إلى الخلق في السفر الثاني، قلنا سفر الولاية، التي هي متناهية أو غير متناهية ؟ هنا تخرج آهات أمير المؤمنين × إمام التوحيد >آه من قلت الزاد وبعد السفر<.

    (أحد الحاضرين) : …

    ج/ نعم ؟ لالالا، ازدياد علم الإمام تقرأ هذا الكتاب تفهم ازدياد علم الإمام، احسنتم هذه مرتبة يعني واحدة من تفاسيرها أزدياد مراتب المعرفة بهذا، نعم أشرت إليه، لابُدّ وجدتوه هنا، احسنتم جزاكم الله خيرا، أنا ذهب عن بالي، واحدة من معاني ازدياد المعرفة، نحن فسرناه بماذا ؟ أنه > يزداد في كل ليلة جمعة < وان كان له معاني أخرى شرحناها، جيد جزاك الله خير الذي ذكرتنا بما يوجد هنا، وهذا معناه الحمد لله إنكم مطالعين الكتاب .

    إذن إخواني الأعزاء، هذه الحركة حركة مستمرة، فليكن في علمك، أما إذا أعطيت الدرجة الثانية من المعرفة ولكن لم تعمل بها، قد تذهب، بل قد حتى الأوليات تذهب معها، أن > العلم يهتف بالعمل، فان أجابه، وإلاّ ارتحل<، هذا العلم الذي، يكون في علمك، هذا العلم الذي يولد النورانية، قد يذهب، وإلاّ العلم الحصولي قد يبقى، هذا الدكان يبقى مفتوح وأنت تستغلها، بحثنا ليس في هذه الأمور، البحث في ذلك الذي يولد نورانية في النفس، ذلك الذي يولد توجها وقربا إلى الله، ذاك الذي يذهب، وإلاّ هذا العلم مجموعة الفاظ اصطلاحات هذا لعله بأبسط مرض في هذه الدنيا تنسى كل المعلومات، ذاك مجموعة اصطلاحات، إذا وصلت إلى عمر التسعين عندما يسألونك ما اسمك تبقى تفكر ويعاد عليك السؤال ثانية وثالثة وأنت مازلت تفكر لتتذكر ما اسمك، تنسى عنوان دارك ،تلفونك الذي تحفظه يذهب عن بالك، ذاك لا علاقة لنا به، نحن كلامنا بهذا الذي له آثاره الوضعية التي تعطي نورانية والقرب من الله سبحانه وتعالى، إذن التفتوا الي جيدا، ميزوا الآن حديثنا في المعرفة التي هي قبل العبادة، وليست هي المعرفة التي بعد العبادة، والتي هي بطبيعتها تكون قبل عبادة ثانية وقبل عبادة ثالثة، ولذا إذا تتذكرون في أبحاث سابق نحن قلنا : بأن المعرفة السابقة علم اليقين، ولكن المعرفة اللاحقة قد تصل إلى مرتبة حق ليقين وعين اليقين .

    ( وليس للملائكة جمعية آدم) الواو للحال (أي والحال إن الملائكة ليس لهم جمعية الاسماء التي لآدم، لكونهم يعبدون الله من حيث اسم خاص معين، لا يتعدون عنه) {ما منا إلاّ له مقام معلوم} لا يتجاوزونه، أما ( وآدم ) أي آدم هذا ؟ آدم أبو البشر، وصريح الروايات تقول آدم أبو البشر كل الاسماء عنده أو بعض حروف الاسم الأعظم ؟ الأمر واضح، إذن يملك كل الاسماء أو بعض الاسماء؟ هذه ما معناه اثنين حرف وأربعة حرف ؟ هذه يريد أن يقول لك هذه إذا قسمنا الاسماء، افترضوا محتوى الاسم الأعظم إذا قسمناه ثلاثة وسبعين قسما، آدم كم له من ذلك ؟ خمسة وعشرين، جيد ليس لنا مشكلة في ذلك، إذن يعلم الاسم الأعظم أو لا يعلم؟ لا يعلم بعض، ماذا، يعبده بحسب ما يعلم، هذا صريح الروايات، وصحيحة السند اقرأوها في البصائر، إذن عندما نتكلم عن آدم هنا ماذا نقصد به أي آدم هو ؟ هذا آدم الذي هو الإنسان الكامل، هذا الصادر الأول ومظاهره في هذا العالم، وليس المراد هو آدم أبو البشر الذي هو نبي من أنبياء غير أولوا العزم، ليس هذا {فلم نجد له عزما} .

    قال : (ودم يعبده بجميع اسمائه) يعني بمقتضى الاسم الأعظم، وصريح الآية واضح على ما أتصور، عند ذلك بعد {وعلم آدم الاسماء كلها} يا آدم ؟ هذا آدم ابو البشر ؟ فهو لم يعلم الاسماء كلها، صريح الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت ^: آدم ابو البشر علم جميع السماء أو لم يعلم ؟ لا، عنده أربعة حروف ثمانية حروف خمسة وعشرين حرفا، أنا لم أجد في الروايات أكثر من خمسة وعشرين حرفا لنبي من الأنبياء، إذا مطالعين الروايات، انظروا إلى الروايات، الذي في ذهني هذا المقدار يعني لا يوجد شخص له سبعين ولا خمسة وستين، فالمسافة كبيرة جداً شاسعة بين الاسم الأعظم، يعني بين الإنسان الكامل وبين باقي الأنبياء والأوصياء، {وعلم آدم الاسماء كلها} كلها، ومن هنا بعد مقتضى القاعدة {فسجد الملائكة كلهم أجمعون } لا يوجد، لماذا ؟ لإن هؤلاء أي مظهرية صاروا ؟ مظهريتهم مظهرية جزئية، اسم من اسماء الله الجزئية .

    قال : (ولا وقفت مع الاسماء الإلهية التي تخصها ) (إلاّ) زائدة هذه،  (ولا وقفت ) هؤلاء الملائكة (مع الاسماء الإلهية التي تخصها) التي تخص الملائكة، يعني تخص الاسماءُ هؤلاء الملائكة (أي تخص الملائكة وضمير الفاعل يرجع إلى الاسماء ) يعني تخص الاسماءُ هؤلاء الملائكة، يعني الاسماء المختصة بهؤلاء الملائكة، وإلاّ لو هؤلاء قنعوا بما عندهم ما كان اقترحوا، ذلك الاقتراح {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } لو كان هؤلاء يعرفون الله بتمام اسمائه، ويعرفون الخليفة الأتم، الإنسان الكامل، ويعرفون قدر أنفسهم، لما اعترضوا ولما اقترحوا، لو كان هؤلاء عرفوا الله بتمام اسمائه، وعرفوا هذا الخليفة أنه مظهر تمام الاسماء، وعرفوا قدر أنفسهم، إنهم مظهر للاسماء الجزئي، ما كان يعترضون على آدم، أولا يعترضون على فعل الله {إني جاعل في الأرض خليفة }لا يعترضون، وكان يعترضون على هذا الخليفة {يفسد فيها ويسفك الدماء} أو لا ؟ لا يعترضون، وكان يقترحون أنفسهم {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } أو لا يقترحون ؟ لا يقترحون، إذن هذه الأمور الثلاثة التي صدرت منهم منشأها : عدم معرفة الله بتمام الاسماء وعدم معرفة الإنسان الكامل، وعدم معرفة قدر أنفسهم، كم هذه الآية منتظمة، أصلاً رياضيات تتكلم .

    (أحد الحاضرين ): …..

    نعم ؟ كاملة، ولذا تجد الإنسان الكامل ليس له مثل هذه الاعتراضات، أحفظوا هذه المراتب : لو كانوا عرفوا الله بمقتضى جميع اسمائه، لما اعترضوا على فعله عندما قال {إني جاعل في الأرض خليفة }، ولو عرفوا الإنسان الكامل وإنه مظهر جميع الاسماء الإلهية، لما قالوا في حقه {يفسد فيها ويسفك الدماء}، وبعبارة أخرى : كان اتهموه بهذا الاتهام أم لم يتهموه ؟ ما كان يتهموه، ولو عرفوا قدر أنفسهم >رحم الله أمرءٍ عرف قدر نفسه< لو عرفوا قدر أنفسهم لما اقترحوا، نحن لماذا لا نكون، فلان لماذا؟ نحن موجودين، بعبارة آخرة : مغنية الحي لا تطرب.

    الجواب : أنه هذه الأمور الثلاثة تجدون جميعها، مرجعها إلى المعرفة، لا يوجد شيء آخر، وإلاّ لو عرفوا لو عرفوا لو عرفوا، يكفي أن تعلم أن هذا النظام قائم على علم الله سبحانه وتعالى، علمه بالنظام الأحسن، هو هذا العالم يعني علم، عالم يعني علم، اطمئنوا هذه المعرفة لا يوجد شيء آخر، فمن أراد أن يتخلق ويتشبه بالله من أين يمر ؟ يمر من المعرفة، إلاّ إذا يريد أن يكون غير شيء، الذي يريد أن يكون رأيس بعد هذا عمل الملائكة المدبرين أمرا، هناك هذا ليس التشبه بالله، بل يكون التشبّه بالمدبرات أمرا، جيد وليس غير جيد، ولكن أنت إذا تبحث عن التخلق بأخلاق الله عن التشبه بالله لابُدّ أن تمر من العلم من المعرفة، لذا أنا قلت مرارا في هذا الكتاب علم الإمام، كان الأولى أن يسمى معرفة الإمام نحن ما سميناه معرفة الإمام، حتى لا يعترض علينا أحد ويقول: إن من عرف علم الإمام فقد عرف الإمام، ولكنه لإنه في الذهن العلمي هذا المعنى غير موجود، يقولون معرفة الإمام يقولون :يعني تعرف وضعه ما هو سيرته ما هي، وما علاقة هذا سيدنا تتكلم عن العلم وتسميه معرفة الإمام، ولكنه واقعه هو معرفة الإمام .

    قال: ( ولا وقفت مع الاسماء الإلهية التي تخصها، أي التي تخص الملائكة، وضمير الفاعل يرجع إلى السماء، وسبحت الحق بها) يعني ولا وقفت التي تخصها وسبحت الحق بها، يعني سبحت الحق بمقتضى تلك الاسماء، سبحت يعني نزهت، وبالأمس بينا القاعدة، قلنا إن كل درجة من درجات التنزيه تابعة لدرجة من درجات المعرفة، هذه قاعدة أسسنا لها بالأمس، قال : ( وسبحت الحق بها، أي بتلك الاسماء، وقدسته ) إن شاء الله بعد ذلك في صفحة (257) الفرق بين التسبيح والتقديس، قال : ( وقدسته، وما علمت ) المشكلة كلها هنا كامنة، المشكلة كلها إخواني {وكيف تصبر على ما لم  تحط به خبرا} كم هذا الإنسان يكون جيد إذا كان عالما، ويعلم قدر علمه إلى أي حد، عند ذلك لا يتدخل في علم الآخرين، لا ينفي الآخرين، لا يستهزئ بالآخرين، عالم ولكن يعرف قدر علمه، يعلم أين هو، يعلم ويعلم أي قدر يعلم وأي حد يعلم، عند ذلك، ما وراءه يعلم بأنه عالم أو جاهل ؟ عند ذلك لا يعترض، قال : ( وما علمت إن لله ) وليس (إن الله) صححوها (وما علمت إن لله اسماء ما وصل علمها إلى تلك الاسماء ) وإلاّ لو علمت إن لله سبحانه وتعالى اسماء كلها محورها هذه الأمور الثلاثة التي تقدمت الإشارة إليها، لم يعرفوا الله حق معرفته ولم يعرفوا، الإنسان الكامل حق معرفته، ولم يعرفوا أنفسهم حق معرفتها، وإلاّ لو كانت هذه الأمور الثلاثة معروفة، لا تقول : – أردت أن أذكره في آخر البحث ولكن الآن اطرحاها – ، لا تقول : سيدنا ملائكة ومقربين وجبرئيل وميكائيل، وهذا الكلام في حقهم، وهناك هذا الإشكال أتصور في ذهن كل الإخوة هذا التساؤل موجود ؟

    جوابه :

    الأول: الذي ذكره القيصري بعد ذلك قال : لا، هؤلاء ليس هم الملائكة المقربين، بل هم الملائكة أصحاب الدرجة الثالثة أو الرابعة، هؤلاء ملائكة السماوات والأرضين والجن والإنس، وهذا الجواب أنا غير مقتنع به كثيرا .

    الثاني: الصحيح هو ما تقدم تحقيقه تفصيلا، هذه ليست قضية في واقعة، هذه بيان نظام التكوين، الله سبحانه وتعالى يؤسس قواعد، ولكن بدل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، القاعدة الأولى : الناس أعداء ما جهلوا، القاعدة الثانية : الناس لا يصبرون على ما لم يحيطوا به خبرا، هذا بعد يكون بحث علمي، ودرس في الحوزة العلمية، هذا لا يكون قرآن، القرآن عندما يريد أن يتكلم، يتكلم مع الكل، مع العامي والعالم والفقيه والأصولي والحكيم والمتكلم، وأنت على قدر فهمك خذ من هذا الإناء، هذه المأدبة الإلهية ممدودة، واحد يقول : قضية في واقعة فيشكل هكذا إشكال، وأنا لا افهمها قضية في واقعة، بل افهمها هذه قواعد الله سبحانه وتعالى بينها لنا، يريد أن يقول لنا حتى لو صار الإنسان ملك ولكنه إذا ما عرف الله، ما عرف الإنسان الكامل ما عرف قدر نفسه يفعل هذه الأمور، وليست هي قضية في وقعة، وجبرئيل كيف يعترض مثلا، لا ليس كذلك.

    وهذا في قناعتي قرينة أخرى على أن هذه ليست قضية في واقعة، وإلاّ هذه لا تنسجم ، هذه الكلمات التي هؤلاء (الاغايون) إنهم طعنوا وإنهم جرحوا، بينك وبين الله ملائكة مقربين، الذين هم كلهم القرآن الكريم يعبر عنهم أمناء الله في خلقه، كيف نعبر عنهم بهذه التعبيرات طعنوا جرحوا تكلموا هكذا قالوا وهكذا قالوا، أنت بعض العبارات لو تقرأها التي نقلوها من جامي، واقعا الإنسان يستغرب بأنه كيف يمكن أن تصدر مثل هذه الكلمات من هؤلاء، تعالوا معي إلى صفحة (255) الحاشية رقم خمسة التي نقلها شيخ حسن زادة قول : [فما عرفوا من الحق الاسماء التي تخص آدم وهي الاسماء الثبوتية، فما عرفوا من آدم الجمعية الأحدية، الكمالية المقتضية لرعاية الأدب معه، والنزول إليه، والدخول تحت حكومته، لا الجرح والطعن فيه، وانبعث فيهم معنى الحسد وال] ما هذا الكلام ؟ هؤلاء ملائكة الله، ولهذا قلت لكم القيصري اضطر هذه أين ينزلها ؟ جاء بها جاء بها إلى هؤلاء عوام ملائكة الله، وهذا واضح لا ينسجم مع القرآن، القرآن يتكلم {فسجد الملائكة كلهم أجمعون } >سبحنا فسبحت الملائكة < وكيف هؤلاء لا يعرفون، >وكيف لا نعرفكم وأنتم أول ما خلق الله < كيف لا نعرفكم من أنتم ؟

    هذه كلها تشير إلى ذلك المبنى الذي أنا حققته بشواهد كثيرة، وإن كان السيد الطباطبائي تارة قدم رجله إلى هذا المبنى وتارة يؤخر، استاذنا الشيخ جوادي يخاف، مرة هكذا ومرة يرجع، ومرة يصرح ومرة لا، لا أنا أقولها بشكل واضح إن هذه ليست قضية في واقعة، ليست قضية شخصية خارجية، هذه بيان لنظام هذا العالم، كيف تأسس، أيها الإنسان أي موجود كنت أنت، إذا غفلت عن هذه المعارف سوف تصدر منك اعتراضات وحسد وغش وغضب وقتال ونفاق، هذا كله منشأه الجهل، الجهل بحق الله، والجهل بحق الإنسان الكامل، والجهل بقدر نفسه، وهذه واحدة من الشواهد، من أهم الشواهد هذه في نظري على هذه الحقيقة، ولذا بعد إخواني الأعزاء هذا الذي نقرأه أقرأوه من هذه الزاوية، إن صح التعبير : اقرأوها بهذه القراءة، لا تقرأوها بتلك القراءة : هؤلاء ملائكة وجالسين ويعترضون والله تعالى يجرحهم، وهؤلاء بلا دليل يجرحون، ويطعنون إلى آخره، لإن العبارات نابية جداً، [وانبعث فيهم معنى الحسد والغضب وصار غشاوة بصر بصيرتهم عما يقتضيه حضرة الحق من العبادة، فلا جرم تجازوا عن مقتضى نشأته، ولم ينقادوا لأمر الحق لخلافته] كيف لم ينقادوا {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} إذن العبارات أرجع وأقول، بعد لا نحتاج إلى التوجيه، التي يذكرها القيصري بعد ذلك، نحن نعتقد بهذا .

    قال: ( وما علمت أن لله اسماء ما وصل علمها) علم الملائكة (إلى تلك الاسماء) أي علم الملائكة إلى تلك الاسماء، (فما سبحته بها ) لإنه إذا لم تعلم كيف تسبحه كيف تنزهه كيف تعبده (فما سبحته ) أي الملائكة   (بها ) أي بتلك الاسماء (ولا قدسته) أي الملائكة بتلك الاسماء (فغلب على الملائكة ما ذكرناه) هذه العبارة سيأتي بيانها لا نشرحها من المتن (وحكم عليها) أي على الملائكة (هذا الحال فقالت الملائكة من حيث النشأة)، هنا بحث في أنه ما المراد بهذه النشأة، من حيث نشأتهم أم من حيث نشأة الإنسان الكامل ؟ بحثه أيضاً سيأتي لا ندخل فيه حتى لا يصير استباق للأبحاث (فقالت الملائكة من حيث النشأة) ماذا قالت؟ {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} وهذا واضح أنه اعتراض أم لا ؟ أنت عبر عنه تخفيف المطلب، استفهام ؟ لالالا، أبداً لا استفهام ولا غيره، نعم الإنسان إذا جهل حق ربه وجهل حق الإنسان الكامل، وانه من هو، وما هو حقه، وجهل قدر نفسه، ماذا يفعل، يحترف، وتراه دائما في الاعتراض، لماذا هكذا صار، والبعض يصرح ويقول لماذا الله يفعل هكذا، لماذا كذا صار لماذا كذا لم يكن، لماذا لماذا، يعني له اعتراضات كثيرة على نظام القضاء والقدر الإلهي، الله إنما يحكم العالم ضمن أنظمة، ضمن سنن إلهية، لماذا لماذا لماذا، ولذا يقولون إن رسول الله ’ في كل حياته لم يقل لو كان كذا لكان كذا، لإن هذا ضمن النظام الأحسن، النظام ساري وهو كذلك، وليس في الإمكان أبدع مما كان، إذن هذا يبين قوانين، هذه القوانين تبين لنا بهذا اللسان، وهو لسان القصة.

    الآن العبارة نقرأها، قال : ( أي ما وقفت الملائكة مع الاسماء التي تخص الملائكة ) يعني لو عرفت قدر نفسها ( وسبحت الحق بتلك الاسماء وقدسته) سيأتي الفرق بين التسبيح والتقديس في أول صفحة (257) والتسبيح اعم من التقديس، (وسبحت الحق بها وقدسته، فغلب عليها) أي على الملائكة (ما ذكرنا) التفتوا إلى الأمور الثلاثة التي أشرنا إليها (أولا من عدم الوقوف مع ما أعطته مرتبة الإنسان الكامل، وثانيا: وعدم الوقوف مع ما اقتضته حضرة الحق منها) أي من الملائكة (من العبادة والانقياد لكل ما أمر الله به) يعني لو عرفوا قدر أنفسهم لانقادوا (وحكم عليها ) أي على الملائكة (هذا الحال) أي عدم الوقوف (فقالت من حيث النشأة) أي نشأة، من حيث نشأتهم الخاصة، يعني صدر منهم ما هو مقتضى إناؤهم الوجودي، ما هو مقتضى إناؤهم الوجودي، الإنسان هل يصبر على ما لا يحط به خبرا، لا ليس الإنسان فقط الموجود لا يصبر على ما لم يحط به خبرا، ما صبروا بعد، ليس فقط إنهم لم يصبروا اعترضوا، وليس فقط اعترضوا قالوا نحن، لو جاء ملك وقال أريد إنسان عالم وأمين ويجعل له سلسلة من الشرائط، هو أيضاً أمشخص أنت الذي يخاطبك هذه الشرائط غير متوفرة فيك، فتجده يقول لك أنا أريد أن أجعل أمين هذه شرائطه، فتقول له أنا لماذا لا أكون؟ هذه العبارة أنا لماذا لا أكون؟ منشأها:

    أولا: أنت ما عرفت ماذا يريد.
    ثانيا: الذي قال أنا انتخبته لهذا المنصب ما عرفته.
    ثالثا : أنت لو عارف نفسك، هذه الشرائط لا تنطبق عليك،.

    فالجهل بأي موقع من هذه المواقع، إخواني الأعزاء هذه القاعدة لو كانت لكنا في الجنة، وإن كان القضاء الإلهي لم يقتضي أن نعيش في الجنة في الدنيا، وإلاّ لو كان هكذا ما كان عندما نريد أن ينتخب (750) عضو في مجلس المحافظات، يترشحون له (42000) نفر، ما كان المفروض أن يكون كذلك، صحيح أم لا ؟ وإلاّ المشكلة من أين تأتي من هذه التنازعات، من عدم معرفة الإنسان قدر نفسه، هذه الأمور أقولهن للتاريخ، وإلاّ أنا أعلم بأنه لا محل لذكر هذه الأمور هنا، لكن هذه للتاريخ، لتثبت هذه وفي يوم من الأيام إن شاء الله يخرجن وتتضح الأمور .

    إذن هذه القواعد أحفظوها، والله ليست معارف تجريبية نظرية، البعض يقول هذه معارف نظرية لا نفع بها، لالالا، بل :

    أولا: إنها معارف ترفع قدر الإنسان .

    وثانيا : فيها أبعاد عملية واضحة، الإنسان يقدمون له وظيفة عملية، أو مسؤولية من هذا القبيل، وخصوصا نحن المسؤوليات التي ألقيت على عواتقنا كثيرة، لا واحدة ولا اثنان، غدا يقولون لك وكيل في مكان وعالم في آخر، ومرجع في ثالث، ومرجعية من الدرجة الأولى تأتي إليك في رابع، هذه الأمور أحفظها، هل يوجد أعلم منك أم لا ؟ هل يوجد أقدم منك أم لا ؟ نعم إذا وصلت إلى مقام يوسف وأيوب، حفيظ وأمين وقوي والى آخره فتوكل على الله.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/10/23
    • مرات التنزيل : 1669

  • جديد المرئيات