نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (84)

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه نستعين
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: فلو أن نشأتهم تعطي ذلك ما قالوا في حق آدم ما قالوه وهم لا يشعرون.هذا النص إشارة إلى هذه القاعدة التي أسسنا لها وهي كل إناء بالذي فيه ينضح, وبتعبير القرآن الكريم {قل كل يعمل على شاكلته} باعتبار أنه هذا كان هو إنائهم الوجودي فلا يتوقع أن يصدر منهم ما هو فوق إنائهم ودائرتهم وحضهم من الأسماء الإلهية, ولذا التعبير في المتن وهم لا يشعرون, ليس معنى وهم لا يشعرون يعني خرج منهم من غير إرادة كانوا نائمين وصدر منهم كلام, ليس هذا المقصود, وإنما لا يشعرون يعني لا يعلمون أنهم يقولون ما هو مقتضى طبيعتهم لا أنهم يقولون شيئاً بغير اختيارهم ليس هذا المراد.

    قال: أي فلولا, هذا شرحناه بالأمس دعونا نطبق العبارة.

    فلولا أن نشأتهم بين شارحتين اجعلوا هذه الجملة التي, فلولا أن نشأتهم هذه النشأة بين شارحتين, التي حجبتهم عن معرفة آدم أي آدم؟ الإنسان الكامل لا آدم أبو البشر, ذاك الذي علم الأسماء كلها, التي حجبتهم عن معرفة مرتبة آدم, اغلقوا الشارحة, فلولا أن نشأتهم تعطي ذلك القول الذي هو فسر ذلك القول أن واقعه هو النزاع مع الأمر الإلهي, وإلا هم لم يكونوا بصدد النزاع مع الأمر الإلهي هم كانوا بصدد بيان ما هو مقتضى طبيعته ونشأتهم الوجودية, وإنما ذكر النزاع يعني ذكر اللازم والمراد هو ماذا؟ ذاك الملزوم, الملزوم أنه ما قالوا هذا القول القول ذاك كان حقيقته وباطنه هو النزاع مع الأمر الإلهي.

    تعطي ذلك النزاع ما قالوا في حق آدم ما قالوه وهم لا يشعرون, لا يشعرون ماذا؟ ليس عملهم غير اختياري لا يشعرون أن استعداداتهم وذواتهم تقتضي ذلك يعني تقتضي أن يقولوا ما قالوه الذي تقتضي ذلك الذي نسبوا إلى آدم, يعني ذواتهم ايضا كانت تقتضي ذاك, هذا الذي نسبوه إلى آدم ماذا كان؟ النزاع, وسفك الدماء وهم ايضا وقعوا في ماذا؟ ذاتهم أيضا كانت تقتضي ذلك بمقتضى مرتبتهم, كما قيل كل إناء يترشح بما فيه, كل إناء بالذي فيه ينضح.

    سؤال: من هم المعترضون ولو جعله تنبيهاً مستقلاً كما فعل بعد ذلك قال تنبيه هنا لو كان يقول تنبيه أيضا لكان أولى, من هم المعترضون؟

    لا إشكال أن ظاهر الآية المباركة أن خطاب الله لم يكن لبعض الملائكة وإنما الخطاب الإلهي كان لمن؟ لكل الملائكة {وإذ قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} ومن الواضح أنه مقتضى هذا النص أنه الإطلاق أنه جميع الملائكة لا بعض الملائكة والشاهد على أن المراد جميع الملائكة في محل آخر أن الملائكة جميعا ماذا؟ سجدوا إذن تبين أن هذا الخطاب لم يكن لطبقة من الملائكة وإنما كان الخطاب لمن؟ لجميع الملائكة, لذا قالت الآية {فسجد الملائكة كلهم أجمعون}.

    سؤال: الخطاب كان هذا الاعتراض أيضا كان من كل الملائكة؟ هنا يريد أن يقول القيصري يقول لا, هذا المجلس العظيم للملائكة المقربين أربعة ثلاثة مولانا من هؤلاء الذين من الدرجة الثالثة الرابعة من الوسط قاموا واعترضوا, وإلا ليس الاعتراض من صنف الملائكة من طبقة الملائكة من جنس الملائكة, ليس الأمر كذلك.

    إذن لا تخلطون بين أن الخطاب الإلهي كان لجميع الملائكة وأن الخضوع كان من جميع الملائكة وإنما الاعتراض كان من من كما يدعي القيصري؟ من بعض الملائكة.

    وهذا تنبيه, هذا ضمير, هذا إشارة إلى هذا الاعتراض وهذا الطعن وهذا الجرح وهذا الاتهام, يقول: هذا يكشف عن أن الطاعنين عن أن القائلين عن أن المعترضين ليسوا جميع الملائكة لماذا؟ لهذه الأسباب التي سيذكرها.

    قال: وهذا تنبيه على أن الملائكة الذين نازعوا في آدم ليسوا هؤلاء من أهل الجبروت ولا من أهل الملكوت السماوية فإنهم أهل الجبروت وأهل الملكوت, فإنهم لغلبة النورية عليهم وإحاطتهم بالمراتب فإنهم هؤلاء يعني الملائكة من أهل الجبروت والملائكة من أهل الملكوت الأعلى ماذا؟ يعرفون شرف الإنسان الكامل وكيف لا نعرفكم وأنتم من أول ما خلق الله, يعرفون شرف الإنسان الكامل ورتبة الإنسان الكامل عند الله وأنه أول مخلوق وأنه أول صادر.

    نعم وإن لم يعرفوا حقيقة الإنسان الكامل كما هي, يعني يحيطون بكنه الإنسان الكامل أو لا يحيطون؟ {ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا} ما منا إلا له مقام معلوم, نعم لا يعرفون التفتوا جيداً, أنا وأنت الآن طلبة لا نستطيع أن نحيط بعلم الأعلم الآن الأعلم في أي باب في باب الفقه في باب الأصول في باب الفلسفة في باب التفسير في باب العلوم الطبيعية في الفيزياء نعلم أن الحق والإنصاف أن هذا متخصص في الدرجة الأولى في العلوم الذرية والنووية, يعني تحيط بعلمه؟ لا ما تحيط ولكن تعلم أنه له هذا المقام, هذا من هذا القبيل.

    ولذا يقولون بأن القرآن الكريم عندما عبر {يا آدم أنبأهم بأسمائهم} ولم يقل يا آدم علمهم, لأن هؤلاء كانوا يستطيعون أن يتعلموا ما عند آدم أو لا يستطيعون, نعم فقط أخبرهم أنت من وهم من أنت في أي مرتبة وهم في أي مرتبة, هذا القدر كافي لأن يخضعوا ولأن يسجدوا للإنسان الكامل.

    ولعل هذا هو السبب التعبير بالنسبة إلى آدم جاء التعبير {وعلم} أما بالنسبة إلى الملائكة جاء التعبير وأنبأهم {يا آدم أنبأهم} لماذا ليس علمهم؟ لأن هؤلاء عندهم القدرة على أن يتعلموا هذه الأسماء أو ليست لهم القدرة؟ ليست لهم القدرة, نعم أخبرهم ما هم عليه وما أنت عليه.

    ولذا يقول: وإن لم يعرفوا, هؤلاء الملائكة وإن كانوا من أهل الجبروت والملكوت (لقد وطأت موطأ لم يطأه أحد قبلك ولن يطأه أحد بعدك) بطبيعة الحال إذن جبرائيل إذن أمين الوحي الذي هو من الملائكة الجبروتيين من أهل الجبروت هذا كان يعرف مقام الإنسان الكامل أو لا يعرف؟ لا, كاملاً واقف على مقام الإنسان الكامل أين مقامه وأين مقام الإنسان الكامل ولكن هل يحيط علماً بكنه مقامات الإنسان الكامل, لا فقط الملائكة لا يحيطون لا يمكن لأحد أن يحيط بهذه المقامات (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت, وما عرفني إلا الله وأنت)10:40 هذه الإحاطة العلمية.

    قال: وإن لم يعرفوا حقيقته كما هي, إذن من كانوا هؤلاء الطاعنين؟ إن الملائكة الذين نازعوا, قال: بل ملائكة الأرض, الآن هنا يوجد بحث أن الجن كيف دخلوا على الخط, نحن نتكلم أين؟ في الملائكة الجن والشيطان كيف دخلوا على الخط؟

    إما أن نقول هذا من سبق القلم واقعاً ما أعلم, أو له توجيه, ملائكة الأرض والملائكة الموكلين بالجن والملائكة الموكلين بالشياطين عند ذلك العبارة تصح, باعتبار أن الجن والشياطين مرتبطين بأهل الجبروت والملكوت أو مرتبطين بالأرض, طيب كما أنه قاعدة توجد بعد ذلك سنبين أنه ما من شيء مرتبط بعالمنا الأرضي إلا وهناك ملائكة مكلون بتدبيرهم, عند ذلك دخول الجن والشياطين يكون في محله, أما إذا لم يكن كذلك أساساً خروج عن محل الكلام لأن الآية المباركة تقول {وإذ قال ربك للملائكة} جن وشياطين ما كانوا في ذلك الدعوة, الله لم يكن داعي في ذلك الصالون الجن والشياطين, المدعويين كانوا الدعوة لمن ذهبت؟ للملائكة, طيب الجن والشياطين كيف دخلوا على الخط؟ (كلام أحد الحضور) لا لا, هذا إبليس كان لا الجن والشياطين, طيب أنا معك, أردت أن استثني إذا كنت قد انتظرت استثني, نقول إلا إبليس باعتبار أن إبليس كان أرسله, أولاً: ليست الشياطين لأنه تعلمون أن الشيطان عنوان عام مثل الإنسان, الذي كان مع الملائكة من كان فقط؟ موجود واحد الذي عاش في الأرض وكان كذا وكان كذا والملائكة اغتروا به على فرض أنها قضية في واقعة وإلا هذا الكلام كله أنا ما أقبله, لو فرضنا أنه كان هكذا طيب هذا فرد واحد هو من؟ ليس الجن والشياطين ما علاقة هذا بذاك, يعني لخاطر إبليس نقول الجن والشياطين! التعبير يكون جداً بعيد عن الواقع, وإن كان البعض حاول أن يوجه هذا التوجيه أنه بلي باعتبار أن إبليس كان موجود فعبر الجن والشياطين باعتبار أن الجن الشياطين هم من الجن وإن كان نحن عندنا شياطين الإنس موجود, ولكن هؤلاء الشياطين شياطين الجن كانوا, المهم المقصود واضح.

    يقول: بل ملائكة الأرض والجن والشياطين الذين غلبتهم عليهم الظلمة والنشأة الموجبة للحجاب عندما حجبوا بذواتهم بأنفسهم تكلموا هذا الكلام.

    طبعاً الآن فقط من باب الإشارة حتى البحث لا يتأخر كثيراً, من باب الإشارة هذا هل ينسجم مع قوله تعالى في سورة الأنبياء {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} طيب هذه الآية مربوطة بالملائكة (كلام أحد الحضور) لا ذاك لا هذه آية أخرى, الآن هذه الآية ظلمة وحجاب وأنه كذا وأنه كذا, ثم كيف نفترض بأن هؤلاء باختيارهم كذا, هذه الآية تقول بأنه قولهم سابق أو مسبوق؟ قولهم متبوع أم تابع؟ تابع لمن؟ لله {لا يسبقونه بالقول} إذن هذا القول الصادر منهم, إذن من الذي أولاً قاله؟ الله قاله.

    لذا هذه مجموعة من كلمات القيصري لا تنسجم مع الجو العام القرآني وتلك العظمة وتلك الدرجة التي يذكرها للملائكة أبداً غير منسجمة الآن بعد أكثر من هذا أكثر من هذا.

    يقول: (كلام أحد الحضور) اعطينا مهلة يأتي البحث آخره, آخره بحث هذه.

    قال: وفي قوله الآن صار بصدد بيان أنه الطاعنين هؤلاء خصوص الذي عليهم حجب ظلمانية, يقول: لعله في قوله تعالى {إني جاعل في الأرض خليفة} بتخصيص الأرض بالذكر للإشارة إلى أن الطاعنين هم من؟ ملائكة الأرض وليس مطلقاً, المجموعة الخاصة بالأرض وليس مجموعة خاصة مجموعة خاصة بالأرض بأي قرينة؟ قرينتها أنه قال {إني جاعل في الأرض خليفة} مع أن هذا الخليفة خليفة الله في جميع العوالم لماذا يخصص هذا الخليفة أين؟ في الأرض.

    طيب هذا مراراً أجبنا عليه قلنا بأنه التخصيص باعتبار أنه نحن حاجتنا إلى هذا الخليفة أين؟ أرضي, وثانياً: بعده الأرضي هو الذي ميزه عن الملائكة وإلا هذا الخليفة ليس فيه بعد أرضي كان ماذا يصير؟ ملك يصير ملك من الملائكة يصير, ذكر الأرض ليس للجهة التي يقول حتى يبين أن الطاعنين هم ماذا؟ ملائكة الأرض, إنما ذكر الأرض لهذه الجهات التي نشير إليها.

    وفي قوله {إني جاعل في الأرض خليفة} بتخصيص الأرض بالذكر وإن كان الكامل يعني الإنسان الكامل خليفة في العالم كله في الحقيقة إيماءٌ أيضا بأن ملائكة الأرض هم الطاعون, طيب لماذا هؤلاء طعنوا؟ يقول كانوا متعاركين على الكرسي, هؤلاء كانت رياسة توجد في الأرض الآن كأنه هذا خليفة الله في الأرض هذا منصب عرفت كيف, إذا الطعن لا يصدر إلا ممن هو في معرض ذلك المنصب, متعاركين على المنصب فرؤوا بأنه سوف تذهب لغيرهم فقالوا نتهم هذا حتى ترجع لنا, طيب هل هذا بينك وبين الله ينسجم {بل عباد مكرمون} هذا البيان ينسجم مع لسان {بل عباد مكرمون}؟ {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} أو {ولا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} هذا البيان ينسجم مع هذه الحالة هذا الظهور القرآني في بيان حال الملائكة؟ بطبيعة الحال اعرضوها على كلام ربنا على أي الأحوال.

    قال: إذا الطعن لا يصدر إلا ممن هو في معرض ذلك المنصب وأهل السماوات, فإن قلت: أهل السماوات يعني ملائكة الجبروت ملائكة الملكوت طيب ايضا مدبرون لأن القرآن يقول {فالمدبرات أمرا} يقول لا لا أولئك مدبرون أو بالقصد الأولي مدبرون السماوات العلوية وبالقصد الثاني يدبرون ماذا؟ يدبرون الأرض هذا ما أدري من أين, لأن هذا كله يحتاج إلى بيان, المهم قال وأهل السماوات, هذا كأنه جواب عن سؤال مقدر دفع دخل مقدر, طيب الملائكة كلهم مدبرون, يقول لا, وأهل السماوات المراد يعني ملائكة الجبروت وملائكة الملكوت, وأهل السماوات مدبرات للعالم العلوي بالقصد الأولي ومدبرات للعالم السفلي بالقصد الثاني.

    الآن يصعد درجة أخرى, شاهد آخر.

    يقول: وإذا حققت الأمر وأمعنت النظر تجدهم في هذه النشأة الإنسانية من؟ هؤلاء الطاعنين لا مجموع الملائكة هؤلاء الذين طعنوا, يقول هم المفسدون حقا من؟ الملائكة ولكن لا يشعرون.

    أنا قلت لبعض الإخوة, قلت أن بعض هذه العبارات التي تجعل بعض الناس ينفرون من, الآن قد نستطيع أن نوجهها نضع لها توجيهاً ولكن منفرة هذه العبارات.

    يقول: وإذا حققت الأمر وأمعنت النظر تجدهم في هذه النشأة الإنسانية أيضا من؟ هؤلاء الذين طعنوا أنهم هم المفسدون من؟ هؤلاء الملائكة كما قال تعالى {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} طيب هذه الآية تعلمون في أول سورة البقرة مرتبطة بالمنافقين وهو الآن جاء بها ليستفيد منها أين؟ بالملائكة, ولكن يقول الملائكة الدرجة الثالثة والرابعة لا الملائكة الدرجة الأولى والثانية.

    طيب سؤال: كيف هم المفسدون؟ يقول أساساً سفك الدماء والإفساد في الأرض من أين يصدر من الإنسان من قواه العقلية أو الغضبية والشهوية؟ (كلام أحد الحضور) جيد جداً, والقوى الشهوية والغضبية للإنسان يوجد ملائكة موكلين بتدبير هذه القوى أو لا يوجدون؟ ما من شيء في عالمنا إلا وله ملك, أصلاً لا تسقط ورقة إلا بتدبير ماذا؟ ملك من الملائكة, أليس هكذا, إذن هذه القوى الشهوية والغضبية للإنسان التي هي منشأ سفك الدماء ومنشأ الفساد من موكلين بها؟ هؤلاء الملائكة الأرضيين, وبقاعدة اتحاد الظاهر والمظهر باعتبار أن هذه القوى الشهوية والغضبية مظهر ماذا؟ مظهر هؤلاء الملائكة فإذن وبقاعدة اتحاد الظاهر والمظهر إذن من المفسد حقاً؟ صحيح أنت ترى الإفساد من المظهر ولكنه حقيقة هو لمن؟ للظاهر, للملك الموكل.

    الآن ترى كم مقدمة هذه ربطناها حتى نوجه العبارة, هذه الإنسان عندما تقرأ تقول بينك وبين الله القرآن يقول {بل عباد مكرمون} وهؤلاء ماذا يقولون؟ هم المفسدون.

    الآن طبعاً قلت لك هو يتكلم مجموعة قواعد الآن أنت تستطيع أن توافق أو لا توافق, لكن هذه كافية هذه القطعة العبارة, طبعاً الحمد لله رب العالمين التي هي حتى يتعرضون على العرفان هذه لم يعرفوها شيء من هنا ومن هنا واجدين وإلا هذه لو يجمعونها يقولون تفضلوا يضع ثلاثة آيات قرآنية في الملائكة ويجعل عبارة من؟ عبارة القيصري يقول تفضلوا.

    يقول كما قال تعالى {ألا ترى} الآن هو بدأ يبين كيف يصيرون هؤلاء المفسدين حقا, قال: ألا ترى أن القوة الشهوية والغضبية اللتان هما شهوية وغضبية ملكان من ملائكة الأرض طبعاً التعبير الدقيق اللذين هما ماذا؟ ملكان أو مظهران من مظاهر ملائكة ماذا, وهذا هو المقصود, ألا ترى أن القوة الشهوية والغضبية اللتين هما ملكان, طبعاً يوجد قول, الشهوية ملك والغضب ماذا؟ يعني قوى الإنسان يعبر عنها بأنها ماذا؟ ملائكة, طيب إذا هذا فواضح يصير, أنه هم المفسدون حقيقة لأنه هذا الإفساد وسفك الدماء منشأه القوى الشهوية والغضبية والمفروض أن الشهوية والغضبية هما من الملائكة, طيب واضح قياس من الشكل الأول هذا لا يحتاج, الآن نحن نتكلم على القواعد لا, هذه مظاهر الملائكة الأرضيين باعتبار أن القاعدة تقول ما من شيء في عالمنا إلا وله ماذا.

    طبعاً هذا الذي أقوله في عين اليقين وارد هذه الطبعة الحجرية ما أدري أنا ذكرت مراراً هذا مطبوع أو لا، لا أدري الإخوة قالوا مطبوع أو غير مطبوع, عين اليقين للفيض الكاشاني, في ص276 هذه عبارته: فظهر أن, في ص276 وصلٌ, فظهر أن لكل شيء ملكوتاً وأن لكل شهادة غيبا وما من شيء في هذا العالم إلا وله قوة روحانيةٌ من عالم آخر وهي المسماة في لسان الشرع بالملك, هذه قاعدة عامة, ما من شيء في عالمنا هذا عالم الشهادة إلا وله غيب, إلا وله باطن, إلا وله ملكوت, {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} طيب جيد هذه الشهوة والغضب شيئان أو لا هذه القوى؟ نعم شيئان, لها ملكوت في خزائن الله ماذا يسمى بلحاظ اصطلاح الشرع هذا الملكوت؟ يسمى الملائكة وهم ملائكة الأرض.

    والروايات ليست فوق حد الأحصاء واقعاً فوق كم تواتر, أنه الهاضمة كيف تعمل هذه ملائكة موكلة النباتات كيف تعمل الحيوانات كيف.. هذه كلها ملائكة موكلة بها.

    ولذا هذا البحث مفصلاً أشار إليه في علم اليقين, هذا الكتاب موجود بأيديكم, أشار إليه في علم اليقين الجزء الأول ص259 قال: في الملائكة المقربين هذا الفصل الأول, ثم جاء إلى الفصل, في الملائكة المدبرين ثم هذا الباب الثاني وفيه عشرات الفصول في هذا البحث وهو من الأبحاث القيمة الإخوة يراجعون هناك, يقول: وإليه الإشارة في كلمات الأنبياء الماضين إن لكل شيء ملكاً, ملكاً لأي شيء؟ للتدبير {فالمدبرات أمرا} وعن النبي أنه قال في كثرة ملائكة الصلاة أطت السماء وحق لها أن تأط ما فيها موضوع قدم إلا وفيه ملك ساجد أو راكع وقال في كثرة ملائكة الأرض كما يقول في روضة الكافي, ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك, وفي روايات أخرى ما من ورقة تسقط من شجرة إلا ومعها ملك يعني موكل بها, حتى يضعها موضوعها وقد يكون .. إلى آخره.

    طيب بناءً على هذه القاعدة إن تمت هذه, طيب القوى الشهوية والغضبية أيضا لها ملائكة موكلها بها, ضموا إليها قاعدة اتحاد الظاهر والمظهر يعني وما اشتهيت نقول للقوى الشهوية وما اشتهيت إذ اشتهيت ولكن الملك ماذا؟ اشتهى, بقانون {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} إذا تتذكرون نحن قلنا مراراً بأن ما ينسب إلى المظهر في الحقيقة ينسب لمن؟ إلى الظاهر, هذه قاعدة إذا يتذكر الإخوة تعالوا معنا إلى ص74 حققناها هناك في ص74 هذه العبارة كانت, قال: لأن الشخص هو عين تلك الحقيقة مع عوارض مشخصة لها لا غير, أول الصفحة, هذا باعتبار اتحاد الظاهر والمظهر أين؟ في الخارج, أول ص74 هذا باعتبار اتحاد الظاهر والمظهر أين؟ في الخارج.

    قال: ألا ترى أن القوى الشهوية والغضبية اللتين هما ملكان من ملائكة الأرض هما اللتان تغلبان على النفس الناطقة وتجعلانها وليس ويجعلان لها, وتجعلانها هذه القوى الشهوية والغضبية تغلب على من؟ على الناطقة فماذا تفعل؟ يجعل الناطقة أسيرة كم من عقل أسير عند هوىً أمير (كلام أحد الحضور) نعم (كلام أحد الحضور) لا يقول بأنه هو هذا الذي يريد أن يقول, يقول بأن هؤلاء اعترضوا على آدم على هذا الموجود الذي بعد ذلك يصير ويفعل هكذا {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} يعني هذا الإنسان سوف يفسد, طيب هذا إفساده ببركة من؟ طيب هم المفسدون, طيب يعترضون على من؟ على أنفسهم.

    إذا كانت قضية في واقعة قال لهم هذا آدم أمامكم أريد أن أجعله خليفة, ماذا اعترضت الملائكة, قالوا أتجعل هذا الإنسان الذي بعد ذلك سيأتي في الأرض ماذا يفعل؟ يفسد ويسفك الدماء, طيب يفسد ويسفك الدماء ببركة من؟ ببركة القوى الشهوية والغضبية طيب القوى الشهوية والغضبية من المدبر لها؟ طيب هؤلاء هم الطاعنين وهم هؤلاء ملائكة الأرض (كلام أحد الحضور) هم نفسهم نعم إذن يعترضون على من من حيث لا يشعرون (كلام أحد الحضور) أنا أيضا أجيب أقول يا شيخنا بأن هذا أنا أقرر العبارة ماذا أنا أتكلم بغير هذا, هذا القيصري يقول بأن هؤلاء يعترضون على آدم إذن في الواقع على من يعترضون؟ (كلام أحد الحضور) طيب هذا الذي يقوله, فلهذا قلت بأنه هذا لا ينسجم, يعني لعله سبعة عشر مرة قلت هذا الكلام لا نوافق عليه لا ينسجم مع النص القرآني لا ينسجم مع النصوص التي عندنا وكل المشكلة قائمة على أساس هذه, وهو أنهم فرضوها قضية في واقعة, عند ذلك كيف يخرجون عنها وإلا واقع الأمر ليس هذا, لو قبلنا أنها قضية تمثيل حقائق العالم يريد أن يقول أيها الإنسان هذا الإنسان هذه خصائصه يعني خصوصيات الإنسان من خصائصه أنه فيه بعد أنه فيه قوة شهوية.

    أساساً من قال أن القوة الشهوية والقوة الغضبية أساساً إفساد من قال هذا؟ القوة الشهوية والغضبية يمكن أن يكون إفساداً ويمكن أن يكون إصلاحاً ماذا أنت الذي تحارب في سبيل الله بقوتك الغضبية جهاداً في سبيل الله هذا إفساد أو إصلاح هذا؟ ولكن هل هذا التصور أنهم فرضوا اعتراض هذا وفرضوا طعن هذا وفرضوا جرح هذا وقضية في واقعة واستثنوا منه الملائكة المقربين وجاؤوا بالملائكة الدرجة الثانية, هذه كلها مبنيٌ على هذا التصور.

    طبعاً ليس هذا مبتلي, أنت اذهب اسأل أي مفسر اسأله قل له هذه إذا كانت قضية في واقعة هذه أجب عليها, كيف ينسجم {أتجعل فيها من يفسد} مع قوله {بل عباد مكرمون} هذه كيف تنسجم {لا يسبقونه بالقول} يعني يتكلمون قبل أن يتكلم الله أو لا يتكلمون, طيب هنا تكلموا قبل أن يتكلم الله, بل تكلموا بما يخالف ماذا؟ طيب هذه كيف تنسجم مع هذه؟ إذا كانت قضية في واقعة التفتوا جيداً.

    قال: وتجعلانها يعني النفس الناطقة يعني القوة الشهوية والغضبية تجعلان النفس الناطقة أسيراً منقاداً لأفاعيلهما وأغراضهما الشهوية والغضبية, وأنتم تعلمون بأن هذه مسألة الجهاد الداخلي فيها ثلاث حالات, إما تنتصر النفس الناطقة, إما في حالة الحرب ماذا؟ تستشهد النفس الناطقة, أو تأسر النفس الناطقة, أسيرة تصير, نفس الطريقة التي يرتكبها الحرب الخارجية الجهاد الأكبر أنت في النتيجة إما تنتصر أو تتأسر أو تستشهد, هنا ايضا النفس الناطقة بيني وبين الله (من مات على حب آل محمد مات شهيداً) هذه أي شهيد هذا شهيد أي جهاد هذا؟ هذا شهيد الجهاد الأكبر وإلا الحب ما فيه معركة خارجية, هذه معركة داخلية معركة مع الشياطين مع الهوى مع .. وأنت بقيت تحارب إلى أن مت وأنت على حب آل محمد (من مات على حب آل محمد مات شهيدا) الآن يفسرونه عنده ثواب الشهادة, لا أبداً, أنت تعال انظر هذه أي حرب, عند ذلك ايضا تعرف أي شهادة وعند ذلك تعرف أي ثواب.

    ولا تستغرب إذا قلت لك أن ثوابه أعظم من ثواب ذاك الشهيد في الجهاد الأصغر كثيراً لا تستغرب, عجيب تلك سيوف وكذا وهذا ثوابه أعظم, بلي لأنه هذا مرتبط بالعقائد مرتبط بالفكر مرتبط ببناء الإنسان ذاك قد يكون مرتبط ببناء البيت ببناءالحدود ببناء لا أدري فرق كبير, على أي الأحوال.

    وتجعلانها أسيراً منقاداً لأفاعيلهما وأغراضهما وعند ذلك تصير النفس أمارة بالسوء فهم من؟ ملائكة الأرض الموكلين بالقوى الشهوية والغضبية, فهم المفسدون في الحقيقة لماذا مفسدون في الحقيقة؟ باعتبار ان القوى الشهوية والقوى الغضبية مظاهر والملائكة ماذا؟ الظاهر, طيب الحقيقة تنسب إليهم وما أفسد إذ أفسد ولكن الملك أفسد.

    قلنا مراراً وتكراراً كلام غير تام لا يقبل بأي شكل من الأشكال.

    وكون السفك والفساد صادرين من القوى الجسمانية لولا الروحانية والقلبية دليل واضح على ما ذهبنا إليه, على ماذا؟ على ما ذهب إليه من أن الطاعنين هم الملائكة المرتبطين بالأرض لا مطلقاً.

    من أن أهل الجبروت والملكوت السماوية لا يتنازعون مع الحق بل كل الملائكة لا يتنازعون مع الحق {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} ولايخالفون أمره ونهيه إذ القوى الروحانية والقلبية لا يتأتى منها ما يخالف أمر الله, بل كل الملائكة لا يتأتى منهم ما يخالف أمر الله.

    كما أشرنا بالأمس حتى لا نطيل الكلام في هذه النقطة, كما أشرنا بالأمس هو أنه أساساً هذه الآية المباركة {ما كان لي علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون} من الواضح أنه لا إشكال ولا شبهة انه لا يطلق على ملائكة الأرض الملأ الأعلى, إذن هذه الآية صريحة في أن الاختصام وذكر المفسرون بأن هذا الاختصام هو قولهم {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} راجعوا الميزان وغير الميزان يشير إلى أن هذا الخصام كان هذا, وهو أنهم قالوا {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} والآية صريحة في أن هذا الخصام أين كان؟ في الملأ الأعلى وليس في الملائكة الأرضيين فقط هذا أولاً.

    وثانياً: أن هذه الآيات التي أشرنا إليها وهي الآية 26 من سورة الأنبياء {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول} إذن كل أقوالهم كل حركاتهم كل ما يريدونه إنما هو تابع لقوله سبحانه ولإرادته سبحانه, حتى لو صدر منهم هذا فصدر ماذا؟ بعنوان أنه تابع لقول الله.

    ولكن الذي يسهل الأمر هو أننا ذكرنا مراراً وتكراراً أن هذه ليست قضية خارجية وقضية في واقعة خارجية, وإنما هي إشارة إلى القواعد إشارة إلى السنن التي تحكم وجود الإنسان وأن الملائكة بالنسبة إلى الإنسان ما هو دورهم وأن الشياطين بالنسبة إلى الإنسان ما هو دورهم.

    فقط بقي مطلب أخير قبل أن أنتقل إلى التنبيه اللاحق, أشير إليه, وهو أنه وعدت الإخوة مراراً بأنه هذه الحقيقة الآلوسي في تفسيره يشير إلى هذه المعنى, هذه عبارات الآلوسي في ص439 من كتاب علم الإمام أنا أشرت إليها.

    هناك الآلوسي في ذيل هذه الآيات من سورة الكهف يقول ينبغي أن يراد بالنسبة إلى طلب العلم علم موسى من ذلك العبد الصالح, يقول: ينبغي أن يراد من العلم الذي ذكر الخضر يعني العبد الصالح, أنه يعلمه هو ولا يعلمه موسى عليهما السلام بعض علم الحقيقة, بعض علم الحقيقة, وإلا موسى ايضا كان يعلم بعض علم الحقيقة, ولكن لم يكن يعلم كل  علم الحقيقة, ومن العلم الذي ذكر أنه يعلمه موسى ولا يعلمه هو من؟ الخضر العبد الصالح لأن العبد الصالح في الروايات توجد من الفريقين واردة من الطرفين واردة يقول له أنت مسئول عن عمل وأنا مسؤول عن عمل آخر.

    يقول: بعض علم الشريعة, فلكل من موسى والخضر عليهما السلام علم بالشريعة والحقيقة إلا أن موسى أزيد بعلم الشريعة والخضر أزيد بعلم الحقيقة.
    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/10/25
    • مرات التنزيل : 1747

  • جديد المرئيات