نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (87)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: (فنقصانه أيضاً من وجه كماله)..

    إخواني انظروا إلى هذه القضية، كأنه هذه أجوبة عن اعتراض الملائكة، وعن طعن الملائكة، وعن جرح الملائكة، في النتيجة الملائكة قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}، الآن ما هو الجواب؟

    الجواب الأول الذي ذكر سابقا، ماذا أجاب؟ قال: إذا كان الإنسان هكذا، فأنتم أيضاً وقعتم في المخالفة، يعني كأنه سلم إن هذا نقص من الخليفة، ولكن هذا النقص الذي مبتلى به الخليفة أيضاً أنتم ابتليتم به، هذا كأنه سلمنا هذا نقص، ولكن هذا النقص أيضاً أنتم وقعتم فيه، لأنكم خالفتم ونازعتم الأمر الإلهي.

    الان يريد أن يترقى فيقول: من قال: لكم إن هذا الذي ذكرتموه في آدم نقص؟ بل هو كماله، لا أعلم هل واضح الترتب بين الجوابين؟

    هذه الأبحاث إن شاء الله التفسيرية من ترتبوهن هذه أيضاً لابُدّ أن يترتب، هذه النكات في التفسير غير موجودة إخواني الآن أنتم ارجعوا إلى خمسين تفسير إذا وجدتم نكتة من هذه النكات التفسيرية؟ هذه النكات غير موجودة، وهذه واقعا من تحقيقات هؤلاء الأكابر، التفتوا لي جيدا، هؤلاء وإن كانوا لم يكتبوا تفسيرا، ولكن عموم كتبهم العرفانية كتب تفسير، هذه كتب تفسير ليس شيئا آخر، ولكنه بتعبير شيخنا الأستاذ شيخ حسن زادة، هذا التفسير الأنفسي للقرآن، لا التفسير الآفاقي للقرآن.

    إذن إذا أردنا أن نتكلم بلغة فنية أولا، كان ينبغي من الناحية الفنية واقعا أن يقدم هذا الجواب :

    أولا: ما قلتموه أنه نقص في الإنسان ليس بنقص.

    ثانيا: لو سلمنا أنه نقص فأنتم لستم مبرأين منه، أنتم مبتلين أيضاً بهذا النقص.

    ولكنه لم يرتب البحث بهذه الطريقة، على أي الأحوال.

    الجواب الثاني: نرجع إلى جوابنا، ما هو الجواب الثاني؟ وهو أن ما ذكرتموه أنه نقص ليس بنقص، بل بعبارته (فنقصانه أيضاً من وجه كماله) بالأمس إذا يتذكر الإخوة قلنا بأنه هذا النقص كمال يمكن أن يبين ببيانين :

    1- بيان لمّي.

    2- وبيان إنّي.

    بيانه اللمّي وهو أن الله سبحانه وتعالى لما ثبت أنه تواب غفار عفو رءوف منتقم قهار رفيع رحيم إلى غيرها من الاسماء الإلهية، هذه الاسماء تستلزم مظاهر لها ومقتضيات لها أو لا تستلزم؟ يعني متى يتصف الله بأنه خالق؟ إذا كان هناك مخلوق، متى يتصف الله بأنه تواب عفو غفور، إذا كان هناك ذنب ومعصية وانتهاك وسفك للدماء وإفساد للأرض.

    إذن بهذا يتضح بالبيان اللمي من خلال معرفة الاسماء الإلهية أنه لابُدّ في هذا العالم من وجود مظاهر تفسد فيها وتسفك الدماء، صحيح أو لا؟ وإلاّ لو لم يكن، كان العالم عالم الملائكة، فنحن بعد لا نحتاج إلى تواب وعفو وغفار.

    إذن بالأمس بينا أن هذه الأمور وهي الإفساد وسفك الدماء والشرور ووو والفتن والذنوب وغيرها، هذه كلها ضرورية في النظام الأحسن.

    بيان ضرورتها أما أن يكون ببيان لمّي، وإما أن يكون ببيان إني، بيانها اللمي ما هو؟ وهو أن هذه الاسماء تحتاج إلى مربوبات، تحتاج إلى مظاهر لها في عالم الامكان، لا أعلم هذا واضح؟

    نقرأ العبارة قال: (فنقصانه أيضاً من وجه كماله) كمال الإنسان (ألاَ ترى) كيف يمكن أن يكون النقص كمالا، يقول: نعم (إلاّ ترى) هذا بيان (ألا ترى أن التواب والغفار والعفو والرءوف والرحيم والمنتقم والقهار، وأمثالها تقتضي المخالفة والذنب) يعني تقتضي ماذا؟ لالا، تقتضي إلى لغة القرآن {يفسد فيها ويسفك الدماء }، وهذه {يفسد فيها ويسفك الدماء} حقا أم ظلما؟ ظلما، وإلاّ لو كان حقا فهذه ما تحتاج عفو وغفور، الذي يقتل الإنسان المستحق لإقامة الحد عليه، هذه يقول موضوعه من الغفار والتواب والغفور والعفو، لا يحتاج هذا، الذي يقتل إنسانا ظلما يحتاج إلى ماذا؟ الذي يفسد في الأرض ظلما يحتاج إلى هذه الاسماء، وهذا هو، وظاهره لو نظرت إليه فهو كمال أم نقص؟ نقص، ولكنه ضمن النظام الكلي الإلهي.

    وبعبارة أخرى ضمن الاسماء الحسنى لابُدّ من وجود ماذا؟ كما يوجد ذاك لابُدّ أن يوجد هذا، وإلاّ لكان النظام ناقصا ولم يكن كاملا.

    (أحد الحاضرين):….

    ج/ لا ليس عنوان أوّلي عنوان ثانوي من قال:، ما هو مقصودك من أولي وثانوي؟

    (أحد الحاضرين):….

    ج/ الآن بحثنا ليس في ضال، بحثنا في الإفساد، بحثنا في توجيه يفسد فيها ويسفك الدماء هذا الأمر كمال أم نقص في الإنسان؟ نعم، بأي بيان كمال، وأي اسماء مرتبطة بهذه؟ الضال؟ غير مرتبطة بالضال، بل مرتبطة بعفو غفور، أنا أيضاً أقول الغفار يقتضي من يذنب، يعني من يذنب ماذا يفعل؟ يعني يفسد في الأرض، ولذا يقرأ الرواية بعد ذلك >لو لم تذنبوا لذهبت بكم< لم تذنبوا الذنب ما هو؟ هو الإفساد، هو، الضلال يكون في علمكم، الضلال ليس بالضرورة يحتاج إلى غفار، قد يكون الإنسان ضالا ولكنه مغلق [قافل] لا الله لا يعاقبه، أبداً لم يقل أحداً بأن الضلال يستلزم هذه، نعم الذنب يستلزم، وكل ضلال ليس بذنب، يعني إذا شخص اشتبه اقترف ذنب؟ لا لم يقترف ذنب، ولذا صرحوا بأنه القاصر مذنب أم لا؟ نعم المقصر مذنب، على أي الأحوال.

    قال: (تقتضي المخالفة والذنب، كاقتضاء الرب المربوب) يعني اقتضاء اسم الرب تحقق المربوب، (والرزاق المرزوق) يعني كاقتضاء اسم الرزاق تحقق المرزوق، (فالحكمة الإلهية اقتضت ظهور المخالفة من الإنسان) يعني وجود المخالفة، بعبارة أخرى: سفك الدماء الإفساد في الأرض ضروري في النظام الأحسن.

    هنا تأتي هذه الإشكالية المعقدة، وهو أنه إذا كان ضروري أنا اقدر على المخالفة أم لا؟ لا خارج الإرادة الإلهية لأنه إذا {أراد شيء أن يقول له كن فيكون} فهذا ضروري كن فيكون هذا، أنا اقدر على مخالفة هذا الأمر الإلهي التكويني أم لا؟ يعني لابُدّ أن أذنب، وإلاّ إذا لم أذنب للزم خلاف الإرادة الإلهية، فلابد أن أذنب ،فما هو ذنبي حتى تبعثني إلى النار، لا أعلم واضح المطلب أم لا؟

    ما هو الجواب؟ لعله للمرة الثالثة أو الرابعة على ما في ذهني، قلنا أنه فرق بين أن تكون المخالفة في النظام الأحسن ضرورية، وبين أن تكون المخالفة منك ومن زيد ضرورية، من زيد ليست ضرورية، ولذا الله سبحانه وتعالى بعث (124000) نبي، ومعهم كم مائة ألف وصي، ولا أعلم كم مائة مائة ألف عالم وولي ومرشد ومبلغ، ثم لم يكتفِ بذلك أضاف إليها عقل الإنسان كلهم يقول له تذنب أو لا تذنب؟ لا تذنب، وتستطيع أنت أن لا تذنب، لو كنت مجبر كما يقول بعض الاشاعرة، نعم صحيح، ولكنك مختار، {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.

    إذن في النظام الأحسن وجود المرض ضروري، ولكنه أنت اذهب ومرّض نفسك أو يجب عليك أن تحافظ على صحتك؟ أيهما، نعم أنا أيضاً أقول: بأنه وجود المرض في هذا العالم، وإلاّ بينك وبين الله كثير من خواص الأشياء، كثير من العلوم الطبية والمعارف المرتبطة بها، لو لم تكن الأمراض لاكتشفت وكمل الإنسان بها أو لم يكل الإنسان بها؟ لم يكمل، ولكن هذا لا يعني أنت أصبح مريض، أنت لابُدّ أن تبقى سالما ولابد أن تحافظ على صحتك.

    تتذكرون تلك القضية التي بأنه كان يأخذ قرط الطفلة في كربلاء وهو يبكي، قالت له أنت تسرقني فعلى ماذا تبكي؟ قال: لها أنا أعلم أنت ماذا، أنت بنت رسول الله، أنت من عائلة الحسين، فقالت له: إذن لماذا تبكي؟ قال: لها لأنك من عائلة الحسين ×، فلماذا تسرقني؟ فقال لها: إذا ما سرقتك أنا فسوف يسرقك غيري.

    أي بشر أنت؟ تكليفك مرتبط بتكليف الآخرين، فليسرق الآخر ويتحمل العقاب، أنت لماذا تتحمل العقاب؟ إذا أنا لا أبيع الخمر فغيري يبيعه، دعه يبيع الخمر ويذهب إلى نار جهنم، هل الله جعلك فداء لغيرك؟ من قال: لك أنت تذنب؟ قالوا لك أنت تذنب أم لا تذنب؟ لا تذنب، الآخرين يريدون أن يذنبون فليذنبوا باختيارهم.

    ولذا نحن فيما سبق ميّزنا بين القضية الحقيقة، والنظام الأحسن والرؤية الكونية، بين القضية الخارجية الشخصية، قلنا لا تنافي بينهما، القضية الحقيقة والرؤية الكونية الذنب فيها ضروري، العقاب فيها ضروري، نار جهنم فيها ضروري، ولكن هذا لا يستلزم أن يكون الذنب منك ضروري، أو المعصية مني ضرورية، لا ملازمة بينهما، لا أعلم هل اتضح هذا المعنى؟

    قال: (فالحكمة الإلهية اقتضت ظهور المخالفة من الإنسان) يعني هذه الإرادة الأزلية اقتضت أن يكون هناك إنسان، وهذا الإنسان فيه قابيلة أن يطيع وقابلية أن يعصي، وأن المعصية ليست تبقى فقط في عالم الاستعداد والقابلية، وإنما تخرج إلى الخارج وتكون فعلية (لتظهر) لماذا اقتضت الحكمة الإلهية منه ذلك؟

    يقول: (لتظهر منه الرحمة والغفران) وإلاّ يلزم أن تكون هذه الاسماء الإلهية معطلة، لها أثر أو ليس لها أثر؟ ليس لها أثر: (الحكمة الإلهية اقتضت ظهور المخالفة من الإنسان لتظهر منه) أي من الله، لا من المخالفة (لتظهر منه الرحمة والغفران، كما جاء في الحديث القدسي: >لو لم تذنبوا لذهبت بكم وخلقت خلقا يذنبون ويستغفرون <) حتى يظهر مقتضى اسمي الغفار، التواب العفو الغفور، ولكن هذا بنحو القضية الكلية الحقيقية العامة، وليس بنحو القضية الشخصية لتقول إذن الله أراد الذنب مني.

    بعبارة أخرى: الله أراد الذنب في هذا العالم، ولكنه لم يرد الذنب من زيد، لو كان يريد الذنب من زيد لمت تخلفت إرادته وكان مجبورا، ولكنه أراد الذنب في هذا العالم، ولذا إذا تتذكرون هذا البحث وقفنا عنده، قلنا الله سبحانه وتعالى أراد في هذا العالم حسينا× وأراد من يقتل الحسين، أما من يكون حسينا ومن يكون قاتل الحسين؟ هذا تابع لأي شيء؟ هذا تابع لاختيار الإنسان، ومن الأزل هو يعلم، ومن الأزل يعلم من يريد أن يكون حسينا حتى لو لم يعطه أي امكانات، ومن يريد أن يكون يزيدا، حتى لو هيئ له إمكانات الحسين×، فماذا فعل قال: {فسنيسره لليسرى} ذاك ماذا نفعل له {فسنيسره للعسرى} هذا هيأنا علمنا منه، أنه يريد كذا هيأنا له المقدمات، {لو علم فيهم خيرا لأسمعهم} جيد الآن أنت أتم الحجة يقول: {ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} ولو حتى لو اسمعهم وانكشفت لهم الحقائق.

    يا إخواني هذه بدايتكم ببراكات أهل البيت ^، بهداية الله ولكن هذه الهداية لي ولك فقط الآن؟ يعني هذه الهداية والعناية بخلقه، فقط الآن موجودة أم في زمن الرسول’ أيضاً كانت موجودة؟ يا أخي هؤلاء عاشوا عشرات السنين مع رسول الله’، سنين عاشوا مع رسول الله ’، واثر فيهم أم لا؟ وأنا وأنت بعد ألف وأربع مائة سنة اهدينا، هذه العناية التي فينا واهتدينا، موجودة في ذلك الزمان أم غير موجودة؟ حكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد، قاعدة اللطف واحدة، عناية الله واحدة، ولكن ما أثرت فيهم، بعد رسول الله’ ما أثرت، رسول الله’ بكل آثاره الوضعية والتكوينية، أثر أم لم يؤثر؟ لم يؤثر.

    إذن التفتوا إلي جيدا هذه القضية قضية كلية يشير إليها يقول >وخلقت خلقا يذنبون ويستغفرون< انظروا وخلقت خلقا يعني خلقا آخر، لابُدّ أن يقوم، لأن مقتضى الاسماء الإلهية وجود الذنب في هذا العالم، وجود سفك الدماء في هذا العالم، وجود الإفساد في هذا العالم، لا وجود الإفساد من زيد في هذا العالم.

    (وأيضاً) دعوا اذهناكم هنا، هذه جملتين هذه السطرين ،فيهما مطلب عميق في الإرادة الإلهية، أنا بودي الإخوة يلتفتون إليه (وأيضاً المخالفة للأمر في الظاهر إنما هي للانقياد بمقتضى الإرادة في الباطن) يقول هذا الإنسان الذي يخالف، دع ذهنك هنا، هذا الإنسان زيد الذي يخالف بحسب الظاهر أنه يخالف الإرادة الإلهية، ولكنه بحسب الباطن هو يوافق الإرادة الإلهية ومنقاد إليها، فهو يطبق الإرادة الإلهية، هو معذب أم لا؟ وبحسب القاعدة يعذب أم لا؟ لا يعذب، لماذا؟ لأنه قام بتطبيق الإرادة الإلهية، فلماذا يقال له، وليس فقط هذا كل من يذنب، كل من يذنب بمقتضى القاعدة الأولى وهي: ضرورة وجود الذنب في هذا العالم، إذن هو عندما يذنب يطبق مقتضى الحكمة الإلهية، إذن ينبغي أن يعذب أو لا؟

    (احد الحاضرين):…..

    ج/ نعم أنه يعذب هذه كيف نحلها؟ ليس فقط لالالا، أبداً ضمن الحكمة الإلهية، نعم صحيح بحسب تعبيرنا افترض، ولكنه هو يطبق الإرادة الإلهية، فهو لم يفعل شيء خلاف الإرادة الإلهية.

    يقول: (وأيضاً المخالفة للأمر في الظاهر إنما هي للانقياد بمقتضى الإرادة في الباطن، إذ كل يعمل بمقتضى الاسم الذي هو ربه فهو في عين الطاعة لربه عند الاتيان بالمعصية) انظروا هذه الكلمات المتشابهة الموجودة كلمات العرفاء، والآن لو يأتي شخص وينظر إلى هذين السطرين ويصنع منها قطعة كبيرة، وينشرها ويقول انظروا هؤلاء العرفاء، يقول أنت، ماذا، التفت جيدا (فهو في عين الطاعة لربه عند الاتيان بالمعصية) أحسنت هذه كفرياتهم.

    إذن إبليس عندما خالف في عين الطاعة لربه، لماذا؟ لأنه مظهر المضل، ومن اسماء الله تعالى {يهدي من يشاء ويضل من يشاء} من الذي نفّذ هذه {ويضل} وظهر بها؟ إذن في عين الطاعة لربه، إذن ينبغي أن يعاقب {عليك لعنتي إلى يوم الدين} بينك وبين الله هذا إنصاف أصلا، هذه كيف نعالجها؟

    الجواب: هذه الجملة أنا اعتبرها من متشابهات هذا الكتاب، هذا ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول المطلب الذي تقدم، إخوان التفتوا، يريد أن يقول بنحو كلي هذا الآن قام بتنفيذ الإرادة الإلهية، ولكن بنحو جزئي هل يوجد شخص قال: له لزيد بالخصوص نفذ الإرادة الإلهية، إذا نظرنا إلى النظام بنحو كلي، من يعصي يكون مصداقا للإرادة الكلية، ولكن هل يوجد أمر من الله له بالخصوص أن نفذ هذا الأمر أو لا يوجد؟ بل يوجد نهي له؟ أيهما؟

    إذن هنا لا يتكلم عن القضية الجزئية، بل هو يتكلم عن القضية الكلية، يعني يقول: من يعصي، سؤال: من يعصي هل يوجد من قال: له اعصي أم قالوا له لا تعصي؟ الله قال: لزيد اعصي، نعم في النظام الأحسن قال: اعصي، أم زيد فماذا قالو له؟ قالو له اعصي أو لا تعصي؟

    الآن إذا هو شاء المعصية، فهو يطبق الإرادة الكلية، ولكنه بعد مشيئته هو للمعصية، وإلاّ أن لم يشأ المعصية، هل يقال له اعصي؟ لا أعلم هل استطعت أن أوصل الفكرة أم لا؟

    (احد الحاضرين):…..

    ج/ نعم؟ دعنا نفهم العبارة شيخنا، وبعد ذلك اسمع الرواية، الآن دعنا أنا والعبارة.

    الله سبحانه وتعالى جعل في هذا النظام الأحسن ضرورة المعصية، وعين اشخاصها أم لم يعينهم؟ فمن شاء المعصية هو الله يهيئ له مقدمات المعصية أم لا؟ نعم يقدمها، فإذا عصى صار مصداقا للإرادة الإلهية، ولكنه لم يقل لزيد اعصي حتى تطبق إرادتي أبداً، قال: له الآن أنا عرضت، أنا أريد، الآن تعالوا طبقوه في الجانب الآخر حتى يكون اوضح، قال: أنا أريد موجودا يطلع أول الذي يطلع أول فيكم اعطيه كذا واعطيه كذا، واجعله واسطة الفيض، واجعله كذا واجعله كذا، ولكنه جاء وجعل يده على زيد وقال له أنت صير أول؟ قال: من أراد أن يكون أولا، إرادتي متعلقة بمن أراد أن يكون أولا، أن افعل له كذا وكذا وكذا وكذا، وفي المقام هكذا أيضاً، لم يقل يا زيد اعصي، بل قال: من عصى فقد نفذ الإرادة الكلية في النظام الأحسن، أما زيد اعصي أو لا تعصي؟ لا تعصي.

    وهنا على هذا لا أساس، على هذا البيان الذي ذكرته، توجد إرادتان للحق، دعوا اذهانكم هنا، هذا الكلام غير موجود في العبارة، مع الأسف لكنه يقينا هو ملتفت إليها وتحتاج إلى بيان، توجد إرادتان للحق:

    1- إرادة متبوعة، وهي ضرورة وجود المعصية في هذا العالم، هذه الإرادة من الحق سبحانه وتعالى إرادة متبوعة، يعني أراد أن توجد معصية، فإرادته تابعة أم متبوعة؟ متبوعة، يريد وجود معصية.

    2- أما في زيد إذا أراد المعصية، الله أيضاً يريد منه، لأنه {وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله} ولكن هذه بالنسبة إلى زيد، إرادته متبوعة أم إرادته تابعة؟ في زيد إرادته متبوعة أم إرادته تابعة؟ إذا تتذكرون في أبحاث سابقة وقفنا مفصلا، قلنا على نحو القضية الشخصية إرادة الله تابعة، يعني ماذا؟ يعني إذا علم انك تريد الطاعة أراد منك طاعته، وإذا علم منك انك تريد المعصية، فماذا يريد منك؟ المعصية لأنه {وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله} لأن هذا النظام التكويني بغير إرادة الله تعالى لا يقع أي شيء تكوينا، ولكن بالنسبة إلى المختار، إرادة الله التكوينية تابعة أم متبوعة؟ مع أنه تشريعا نهاك وقال لك لا تفعل، ولكن إذا شئت أن تفعل أنا أيضاً أشاء أن تفعل، {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء} متى يمدهم؟ إذا شئت، أما إذا لم تشأ أيضاً يمد؟ أبداً، إذا شئت المعصية، شاء الله لك ذلك تكوينا، مع أنه قد نهاك عنه تشريعا وأنت كنت قادرا على عدم الفعل، مختار، إذا شاء الطاعة شاء الله له الطاعة، مع انك كنت قادرا على المعصية.

    إذن هنا عندما يقول: (بمقتضى الإرادة في الباطن) أي إرادة هذه؟ هذه الإرادة الكلية، هذه الإرادة المتبوعة، وليست الإرادة التابعة، وهذه تنافي اختيار العبد، وإن إرادة الله تابعة أو لا تنافي؟ لا منافاة، لأنه تلك بنحو القضية الكلية وهذه بنحو القضية الجزئية، لا أعلم هل استطعت أن أوصل العبارة والمطلب؟

    نقرأ العبارة وبعد ذلك نستمع تقول يوجد تخصيص، (وأيضاً المخالفة للأمر في الظاهر إنما هو للانقياد بمقتضى الإرادة في الباطن) أي إرادة؟ هذه الإرادة الكلية التابعة، وهذا يستلزم الجبر في زيد أم لا يستلزم؟ لا يستلزم لأنه هذا ضمن النظام الأحسن، نعم إذا أنت شئت أن تكون مصداقا لها، عند ذلك أنا أيضاً أريد أن تكون هذه الإرادة، هذه غير الإرادة الأولى، هذه الإرادة الثانية تابعة والإرادة الأولى متبوعة، (بمقتضى الإرادة في الباطن، إذ كلٌ يعمل بمقتضى الاسم الذي هو ربه فهو في عين الطاعة لربه عند الاتيان بالمعصية وإن كان مخالفا للأمر في الصورة).

    العبارة متشابهة جدا، لأنه يوجد فيها خلط بين الإرادة المتبوعة والإرادة التابعة، اتضح المطلب هنا أم لا؟

    هذه من المتشابهات قلت لكم، أعيد هذه الجملة من متشابهات هذا المطلب، وهو أنه (إذ كل يعمل بمقتضى الاسم الذي هو ربه) هذه غير مرتبطة بالإرادة الأولى، بل هي مرتبطة بالإرادة الثانية التابعة (فهو في عين الطاعة) إلاّ أن نحملها كلها على الكلية، يعني (فهو في عين الطاعة) يعني بنحو القضية الكلية، إذا حملناها لا، تبقى هذه الجملة صحيحة (فهو في عين الطاعة لربه عند الاتيان بالمعصية، وإن كان مخالفا للأمر في الصورة) هذه كلها نحملها على القضية الكلية على الرؤية الكونية، على الحالة العامة، لا على الحالة الجزئية، أما إذا حملناها على الحالة الجزئية، يعني وضعنا يدنا على زيدٍ، نقول هنا توجد إرادتان:

    1- إرادة متبوعة، وهي أنه ينفذ إرادة المعصية لله.

    2- ولكن توجد إرادة أخرى لله تابعة، وهي أنه هو شاء أن يطبق هذه الإرادة، وإلاّ لو لم يشأ، لما فرض الله عليه أن يطبق تلك الإرادة على نفسه.

    لا ادري واضح المطلب؟ الآن تفضلوا ما هي الروايات المخصصة؟

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ لا ذلك بحث آخر لا علاقة له هنا، الآن نتكلم في الارادة التكوينية ضمن النظام الأحسن، هذا بحثه سوف يأتي بعد سطرين إذا تنتظرون يأتيكم، لا هذا يأتي الآن انظروا يقول: (وأيضاً الذنب يقتضي الانكسار والافتقار إلى الرحمة والرجاء في المغفرة وعدم المغالبة ليقتضي العجب والأنانية وهو كقوله >لو لم تذنبوا<) إلى آخره، هذا بحث يأتي الآن عندنا غير هذا البحث، نحن الآن نتكلم في هذا البحث وهو:

    (أن الله اقتضت إرادته العامة الكلية في النظام الأحسن أن يوجد عاصٍ، هذه الإرادة تتخلف أم لا؟) لا تتخلف، لأنه {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} فلابد من وجود معصية في هذا العالم حتى يكون نظام أحسن، حتى لا يكون في الامكان أبدع مما كان، هذه انتهينا منها.

    الآن أنا عندما أقوم بالمعصية، هذه ليست ضمن تطبيق تلك الإرادة، نعم إذا أردت المعصيةَ عند ذلك أنفذ الإرادة، ولكن إذا أردت، الله أيضاً له إرادة ولكنها الإرادة التابعة لا الإرادة المتبوعة، بالنسبة إلى زيد توجد إرادتان إرادة عامة غير مرتبطة بزيد، وإرادة خاصة بزيد أن أراد المعصية، فإذا أراد المعصية، أراد الله له المعصية، فإذا عصى، ولكنه إذا عصى بمقتضى الإرادة الأولى أم بمقتضى الإرادة الثانية؟ بمقتضى الإرادة، فإذا عصى عند ذلك صار مصداقا لتنفيذ الأمر الإلهي الذي هو أولا، واضح هذا صار إن شاء الله أم لا؟

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ تفضلوا، عبّروا عنه ليس لنا في ذلك مشكلة في الاصطلاح، عبر عنها بالإرادة المرتبطة بالقضية العامة أو القضية الحقيقية، والإرادة المرتبطة بزيد من الناس، الإرادة الشخصية، أو الإرادة الخارجية.

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ جيد لماذا؟ تارة لم أقتنع لأني لم أر طيف البارحة، ونحن لا نستطيع أن، وتارة أنه تقول عقلي لا يتحمل ذلك على ما يقوله العرف، وهذا لا علاقة لنا به، وتارة تقول للأسباب التالية: أولا ثانيا ثالثا، لم اقتنع لأنه هذا باطل، تقول ما اقتنعت، لماذا؟

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ جيد أحسنت، من هنا لا، من الإنسان، نحن عندنا في الخارج إنسان؟ في الخارج عندنا إنسان، لا لا ليس من الأشخاص، ما أراد من الأشخاص، بل أراد من الإنسان الذي بما هو إنسان، أما من الأفراد لم يرد، نعم أراد من، اسمعني، أراد من الأفراد بنحو القضية البدلية، قال: واحد منكم بالضرورة لابُدّ أن يعصي، ولكن يعصي بإرادته أم إذا أراد المعصية؟ إذا كان يقول: واحد منكم لابُدّ أن يعصي بإرادته بالضرورة، واحد منكم نحن نقول له هذا الواحد المسكين ماذا يقول، ولكن إذا قال: لابُدّ واحد منكم يعصي إذا أراد المعصية، فهنا يؤاخذ أم لا؟ يؤاخذ، لماذا؟ لأنه هذا أنت أردت المعصية، وإلاّ فلا ترد المعصية.

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ أقول حقق أمنية الله، أنا أيضاً أقول، انظروا الآن أنتم تلتفتون إلى أنه نفس الكلام الذي أنا بيّنته مضطر إلى أن أكرره، حقق أمنية الله بلا إرادته أو مع إرادته؟ جيد جدا.

    إذن ارتفعت المشكلة أحسنتم، أنت اخترت المعصية، وكان بإمكانك أن لا تختار، لأنه لم يقل لك احد (يا آغاي جعفري) حقق الإرادة.

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ أقول جيد جدا ولكن انظروا إلى أمنية الله سبحانه وتعالى، فقط أمنيته البعد السلبي، أو أمنيته البعد الايجابي أيضاً؟ لماذا الله تعالى؟ جزاك الله خيرا، التفتوا إلي، إذا كانت الأمنية محقق بلا إرادة، كما هناك لا تستحق العقوبة هناك أيضاً لا تستحق الثواب، لماذا؟ لأنك فعلت هذا الفعل بأمر ماذا؟ يعني نظرية الجبر تكون، وانتهت القضية، مع انك في طرف الثواب، تقول لا الوعد الإلهي، كيف صار الوعد الإلهي، وعندما تأتي إلى طرف المعصية تقول لا، هو في النظام الأحسن قال: لابُدّ من المعصية، ولكنه في النظام الأحسن قال: طاعة أيضاً، فأنت لو في الطرفين تنظر اليهما، فكما لا تستحق العقوبة لا تستحق الثواب، مع أنك لا تلتزم، أو من أول الأمر قل الإنسان مختار أم لا؟ ليس بمختار هذه نظرية الجبرية، أما أنه بعد أن قبلت الله سبحانه وتعالى يقول أنا في النظام الأحسن عندي طاعة وعندي معصية، وكلاهما التفتوا لي، وكلاهما أعلم أنه يتحقق بالضرورة، إلهي تعلم أنه يتحقق بالضرورة يعني أنت عينت من للطاعة ومن للمعصية؟ يقول لالالا، لعلمي أن هذا يطيع وأن ذاك يعصي.

    بعبارة أخرى: دع ذهنك هنا، أبدل العبارة، أنا أتأخر باعتبار إنكم تعلمون إن هذه من أعقد المسائل الموجود في الفعل الإنسان هي مسالة الاختيار، بعبارة أخرى إن الله سبحانه وتعالى يقول: أنا خلقت هذا العالم، وهذا العالم فيه طاعة وفيه معصية، أما من يملئ هذا الإناء ومن يملئ هذا الإناء؟ تركته لمن؟ أنا عينته لو تركته لكم؟ انتهت القضية، فإذا تركه لنا فإذن أنت تستطيع أن تملئ الطاعة وتذهب إلى الجنة، وتستطيع أن تملئ المعصية بإذن الله تعالى وتذهب إلى النار إن شاء الله، وهذه إن شاء الله ليست بمعنى الدعاء، بل بمعنى أنه مرتبط بإرادة الله، نعم.

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ نعم، أقول: هذا فرض غير واقعي، نعم ممكن، هذا ممكن، الفرض ممكن، ولكنه ممكن نظري لا ممكن وقوعي، يعني لو مثل ما قال، لو أحب الجميع عليا× ماذا يكون؟ الله يخلق النار أم لا؟ لما خلق، ولكن بحسب علمه الأزلي وضمن النظام الأحسن، الجميع يحب عليا× أم لا؟ وعليه فيخلق النار، أقول: هذه القضية مثل {لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا} لا توجد مشكلة أنت افرض قضية شرطية اصنعوا، أنا التزم بأنه أساساً هذه الأمور كلها غير موجودة، ولكن هذه قضية شرطية واقعية أم لا؟ غير واقعية.

    (احد الحاضرين):…….

    ج/ أقول لا توجد مشكلة وأنا اقبل الفرض، أنا أيضاً ابحث وأقول من قبيل {لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا} هذه القضية صادقة أم لا؟ واقعة؟ أحسنتم أنت عندما تقول لي لو أن الجميع أطاع الله تعالى فلا معصية، أقول نعم نعم هذه القضية صادقة، لو الجميع أطاع الله لا نار ولا معصية، وكل هذا صحيح، ولكن هذه القضية صادقة ولا يؤثر أنها واقعة أو غير واقعة، غير واقعة، أحسنتم، أنا لا أخالف صدق القضية، أقول نعم هذه القضية صادقة، ولكن البحث الآن في القضية الفرضية أم في القضية الواقعية، في القضية الخارجي، الآن خارجا ماذا حدث؟ ومن هذه القضايا الشرطية يوجد الكثير، كما قرأت هذه الرواية: >لو أن الجميع أحب عليا الله لم يخلق النار< وهذه القضية صادقة، ولكنها غير واقعة.

    إذن الله سبحانه وتعالى من الأول قال: جعلت إناءين جعلت طريقين، طريق الطاعة وطريق المعصية، نعم أنت من حقك من أول الأمر أن تسأله: إلهي من أول الأمر ما كان جعلت لنا إلاّ طريق الطاعة، فلماذا أتيت بطريق المعصية حتى البعض يدخل النار؟

    الجواب: يقول عندي آلاف العوالم ليس فيها إلاّ الطاعة، وأردت عالما فيه طاعة ومعصية، وهذا ضمن النظام الأحسن، أنا ولماً، لو لم يكن اسمائه لما ظهرت النظام الأحسن لما كمل إلى آخره، أنت من حقك أن تسال.

    التفتوا لي جيدا، إذا تتذكرون هذا في بحث الشرور نحن أيضاً اجبنا عنه هكذا: قلنا الله سبحانه وتعالى ما يقدر أن يقول، هذه النار كم تحرق من الناس وكم تصنع معلولين لا ان من أو ل الأمر ما كان خلق النار، وإذا ما خلق النار فهذا عالم ناقص، ونفس الكلام قوله أين؟ في الماء، هذه الفيضانات التي تحدث وهذه السيول التي تحدث والبيوت التي تهدم، ومن أول الأمر ما كان يخلق شر الماء، وكذلك هذه العواصف التي تحدث في الهواء هل تعلم ماذا تفعل؟

    يعني بعبارة أخرى لم يخلق الدنيا، دنيا يعني ماذا؟ يعني هذه، وهذه أحسن نظام في الدنيا، وأحسن من هذا لا يمكن لبرهان عقلي ذكر في محله، أليس كذلك، إذن هذا العالم هو أحسن عالم، فأنت بين اثنين :

    1- إما أن لا يخلق، ويلزم خلاف الاسماء، ويلزم نقص العالم، إنّاً ولماً.

    2- وإما أن يخلق.

    يأتي السؤال: خلقه وعيّن من يملئ هذا ويملئ ذاك أو لم يعين؟ لا، لم يعين، وإنما ترك الأمر إلى {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، من شاء فليكن موسى، ومن شاء فليكن فرعون، ومن شاء فليكن محمد ’، ومن شاء فليكن هو يقابله، من شاء فليكن عليا ×، ومن شاء من يقابله، من شاء فليكن حسين× ومن شاء فليقابله.

    انظروا الآن الإنسان كثير من الأشياء يريد, كثير من الأشياء يريد بأنه هذا اليوم، أنا كان عندي صديق يأتيني إلى البيت عندنا بواري الماء عندما تخرب أخابره يأتيني, (كلام أحد الحضور) دقيقة واحدة اتركوه إلى غد.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/10/31
    • مرات التنزيل : 2130

  • جديد المرئيات