بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال (وذلك لأنه اتصف بالوجود، والاسماء والصفات لازمة للوجود فوجب أيضاً اتصافه بلوازم الوجود، والا لزم تخلف اللازم عن الملزوم).
في عبارة المتن ذكر بانه لما كان الحادث لذاته مستندا اليه تعالى، اذن اقتضى، ومقتضى هذا الاستناد ان يكون على صورة الحق سبحانه وتعالى، في كل اسم وصفة، يعني في كل اسم وصفة موجودة لمن؟ للحق تعالى، فاذا كان عالما فهذ الذي ظهر عنه أيضاً يتصف بانه عالم، إذا كان قادرا قادر واذا كان حيا حي وهكذا، الا الوجوب الذاتي فانه يتصف به الحق ولا يتصف به هذا المستند إلى الحق.
من هنا وقع الكلام بين الاعلام انه ما هو وجه هذا الاستثناء؟ من هنا شيخنا الاستاذ جوادي قال بانه هذا الاستثناء ليس للحصر وانما هو من باب المثال، وهذا معناه انه يسقط الاستثناء عن كونه استثناء، وظاهر العبارة ليس كذلك، ليس انه يريد ان يضرب مثال، ولكنه توجيها للعبارة، بخلاف السيد الامام+ في تعليقاته على شرح الفصوص.
قال لا فارق بين الوجوب الذاتي وبين غير الوجوب الذاتي بين الوجوب الذاتي وبين العلم بين الوجوب الذاتي وبين الحياة وهكذا، في الواقع بانه لابد ان ننظر ان الوجوب الذاتي، دعوا ذهنكم هنا، لأن ما أقول تترتب عليه قاعدة أصلية أو قاعدة أساسية، ان الوجوب الذاتي دعوا ذهنكم هنا، هل هو وصف للوجود بما هو وجود أو وصف لمرتبة من مراتب الوجود؟
فان ثبت ان الوجوب الذاتي، لا الوجوب، بل الوجوب الذاتي يعني الوجوب الازلي، الضرورة الأزلية الغنى بالذات، إذا كان وصفا للوجود بما هو وجود، فأينما تحقق الوجود فلابد أن يأتي وصفه، صحيح أم لا، أينما تحقق الوجود لابد ان يأتي الوصف اللازم له، أما إذا قلنا ماذا؟ ان الوجوب الذاتي ليس هو وصف للوجود بما هو وجود، وإنما هو حكم من أحكام مرتبة من مراتب الوجود، أساسا اتثناء؟؟؟؟ أيضاً لا يحتاج، لماذا ؟
باعتبار اننا بصدد الكلام في تلك الاسماء والصفات التي لا تختص بمرتبة، والا لو كانت مختصة بمرتبة توجد في الممكن أم لا توجد في الممكن؟ لا توجد في الممكن، لا اعلم واضحة هذه النقطة ؟
الآن نسأل المتن نسال الشيخ نقول له عندما تقول الوجوب الذاتي مرادك من الوجوب الذاتي الذي هو لازم لجميع المراتب ولازم للوجود بما هو وجود؟ أم مرادك من الوجوب الذاتي الذي هو مختص بمرتبة من مراتب الوجود، أي منهما؟ فان كان مرادك من الوجوب الذاتي يعني اللازم للوجود بما هو وجود، وهذا كما يوجد في الواجب يوجد أينما تحقق الوجود، اما إذا كان مقصودك ماذا؟ ان الوجوب الذاتي بما هو حكم من احكام مرتبة بعينها، نعم هذا يوجد في الممكن أم لا يوجد في الممكن؟ ولن هذا غير مختص بالوجوب الذاتي، العلم الذاتي أيضاً كذلك، العلم الذاتي يعني الذي هو عين الذات، وهو ازلي، وهو غير متناهي، وهو غني، وموجود في غيره أم ليس موجودا في غيره؟ غير موجود، واذا كان مقصودك العلم بما هو علم، يعني المشترك المعنوي، فهذا كما هو موجود في الواجب، موجود في الممكن، فأنت لماذا في الوجوب تأخذ وصفا مختص بمرتبة، ولكن تأتي في العلم تأخذ وصفا لا يختص بالمرتبة، هذا لا يوجد انسجام بينهما، لو في، الاستثناء متى يتم أخواني.
يعني إذا اخذ الجميع اما وصفا لجميع للوجود واما وصفا ماذا لمرتبة من الوجود، اما أحدهما وصف لمرتبة والباقي وصف للوجود هذا يوجد انسجام، يصح الاستثناء أم لا يصح؟ لا يصح الاستثناء، لا اعلم استطعت ان اوصل المطلب للأخوة ؟
انظروا أنت عندما تقول كل اسم وصفة الا الوجوب، أي اسم وصفة مقصودك؟ الذي هو لازم للوجود بما هو وجود؟ أو لمرتبة منه؟ إذا كان مقصوك لازم للوجود بما هو وجود، الا الوجوب الذاتي، فلا معنى للاستثناء لأن الوجوب الذاتي هو داخل في المستثنى منه أو غير داخل اصلا، لانا عندما نتكلم في الوجوب والوجوب مرتبط بمرتبة، واذا كان مقصودك كل اسم وصفة التي هي مرتبطة بمرتبة من مراتب الوجود، هذا كما لا يوجد الوجوب بالذاتي أيضاً لا يوجد العلم الذاتي، لا توجد الحياة الذاتية، لا توجد القدرة الذاتية، لا توجد الارادة الذاتية، كلها غير موجودة وليس فقط الوجوب الذاتي غير موجود.
ولذا انتم تتذكرون نحن كان عندنا بحث فيما سبق قلنا الله منزه سبوح قدوس، قلنا ما معناه؟ قلنا سبوح منزه عن النقائص، قدوس منزه عن كمالات الوجودات الامكانية، يعني العلم هناك غير العلم هنا، نعم بينهما اشتراك معنوي، ولكنه إذا نظرت إلى المرتبة فان المرتبة هناك شيء وهنا شيء آخر.
إذن فتحصل: هذا قوله (فيما ينسب اليه من كل شيء من اسم وصفة) أي اسم وصفة مقصوده؟ الذاتي أم الاعم؟ ان كان مرادك الذاتي، فكما لا ينسب الوجوب الذاتي لا ينسب العلم الذاتي ولا تنسب القدرة الذاتية ولا ولا، صحيح؟ واذا كان مرادك الاعم، يعني ما هو وصف والوجود، فلا معنى لأن يستثنى منه الوجوب الذاتي لأن الوجوب الذاتي هو وصف الوجود أم وصف مرتبة؟ فالاستثناء بغير محله، لا اعلم واضح اشكالنا على المتن؟
سؤال: كيف كان يصح، كان المفروض انه يقول هكذا: انه من كل شيء من اسم ومن صفة، والاستثناء لا يأتي، لماذا؟ لأنه مراد من الاسم والصفة ما هو لوازم الوجود بما هو وجود، ومن لوازم الوجود الوجوب أيضاً، ولذا الحكيم السبزواري ماذا قال؟ قال (ان الوجود كاشف الوجوب جا).
الآن أينما تحقق وجود، فكما فيه علم وقدرة وسمع وبصر، فيه ماذا؟ فيه وجوب، وضرورة، نعم قد يكون وجوبا بالذات كما في مرتبة الواجب، وقد يكون وجويا بالغير كما في مرتبة غير الواجب، وهذا في العلم أيضاً كذلك، أنت عندما تقول الله عالم والممكن أيضاً عالم والعلم مشترك معنوي، يوجد فرق بينها في المرتبة أم لا؟ نعم ذاك العلم واجب وهذا العلم ممكن، ذاك العلم غني وهذا العلم فقير، ذاك العلم بالذات وهذا العلم زائد وبالغير، كما الوجوب ذاك بالذات وهذا بالغير هناك العلم بالذات وهذا العلم بالغير.
إذن في كل الصور والحالات هذا الاستثناء في محله في محله أم في غير محله؟ في غير محله، ولذا السيد الإمام + لم يبين هذا البيان الفني الذي انا اشرت اليه، هذه عبارته: [وزان الوجوب وزان سائر الاسماء والصفات] لا فرق بين الاسماء وبين سائر الصفات الأخرى حتى يستثنى، هو لم يذكره بعنوان اشكال ولكنه واضح ان هذا دفع لكلام المتن.
[وزان الوجوب وزان سائر الاسماء والصفات، فالعالم واجب بوجوب علم ربه، كما انه حين بحياة ربه، عالم بعلم ربه، حي بحياة ربه، سميع بسمع ربه، كما انه واجب بوجوبه سبحانه وتعالى ] فما الفرق بين الاسماء والصفات وبين الوجوب بالذات؟ إذا نظرت إلى الوجوب بما هو مرتبط بمرتبة، فاعلم أيضاً له ارتباط بمرتبة، وذاك غير موجود في مكان آخر، إذا نظرت إلى الوجوب بما هو وجوب، يعني بما هو لازم للوجود، فكما هو موجود في الواجب موجود في غير الواجب.
إذن الاستثناء في محله أم في غير محله؟ في غير محله، ولذا قلت شيخنا الاستاذ شيخ جوادي يقول: لا، مقصوده بما عدا الوجوب الذاتي مثال، والا العلم كذلك، فالاستثناء ليس له معنى، نعم هذا الاستثناء لا معنى له.
الآن نرجع إلى اصل المطلب، البحث الاصلي الذي كنا فيه ما هو؟ قال إذا كان هناك استناد، يعني لما كان الحادث مستندا اليه تعالى، هذا الاستناد يقتضي ماذا؟ ان يكون الحادث على صورة الحق سبحانه وتعالى، هذا لم يبينه هو، هنا من قوله (وذلك) اذلة هذا البيان، لأنه العبارة قال (اقتضى الاستناد ان يكون الحادث على صورة الواجب) لماذا؟ قال (وذلك) :
الدليل الاول: دعوا اذهانكم هنا، هؤلاء يعتقدون ان الوجود بما هو وجود له مجموعة من اللوازم التي لا تنفك عنه، التفتوا اخواني، عندما نقول لوازم ليس مرادنا لازم وملزوم خارجي، مرادنا بحسب التحليل النفس الامري، والا بحسب الوجود الخارجي موجود بوجود واحد.
يقولون الوجود إذا تحقق في موضع له مجموعة من اللوازم، والوجود لا يكون الا حياً، الوجود لا يكون الا عالماً، الوجود لا يكون الا سميعا، هذه الكمالات الاصلية الكمالات الذاتية، هذه الصفات الذاتية للواجب سبحانه وتعالى، بأي برهان؟ العرفاء لا يذكرون برهان.
هنا يأتي صدر المتالهين يقول لابد إذا آمنا بأصالة الوجود والتشكيك في الوجود وببساطة الوجود، فينتج ماذا ؟انه كل ما كان هناك وجود، وكان الوجود عينه العلم والسمع والبصر، كلما تحقق الوجود في مكان آخر لابد ان يكون معه ماذا؟ العلم والسمع والبصر والحياة إلى آخره.
الآن هذا البرهان الفلسفي في محله تام أم غير تام؟ ذاك بحث فلسفي لأن لا نريد الدخول فيه، ولكنه الآن، انظروا الآن يدعي، يقول لأنه من هو؟ هذه الضمير انه من؟ (لانه) أي الحادث (اتصف بالوجود) إذن هؤلاء قائلون بأصالة الوجود أم بأصالة الماهية؟ بأصالة الوجود وان المجعول هو الوجود، قال (لان الحادث اتصف بالوجود) بعد؟ الآن إذا شأت اجعله قياس من الشكل الأول :
الحادث موجود، أو متصف بالوجود، هذه صغرى القياس.
وكل ما اتصف بالوجود متصف بلوازم والوجود، هذه الكبرى.
إذن الحادث متصف بلوازم الوجود.
لذا قال (لان الحادث اتصف بالوجود والاسماء والصفات لازمة للوجود) أي اسماء وصفات اخواني؟ التي هي للوجود بما هو وجود، يعني يعني الحياة العلم القدرة السمع والبصر التي عبر عنها بالصفات الذاتية للواجب، لأن المفروض ان والواجب ما هو وجود محض، وهذا الوجود المحض هذه الصفات تلازمه أو لا تلازمه؟ تلازمه، تلازمه بحسب التحليل والا واقعا بحسب الوجود هي عينه سبحانه وتعالى (فوجب أيضاً اتصاف الحادث بلوازم الوجود) ومنها الوجود احسنتم، ولكن ليس الوجوب بالذات، منها الوجوب، اما إذا قلت الا الوجوب بالذات، فايضا الا العلم بالذات كذلك، الا السمع بالذات، الا القدرة بالذات، كلها تستثنى لا فقط الوجوب بالذات يستثنى.
قال (والا) الآن لماذا يقول لابد ان يكون إذا كان متصفا الحادث بالوجود فهو متصف بلوازم الوجود، هنا يذكر قياس استثنائي، ويستدل على ذلك بقياس استثنائي، يقول والا لو اتصف الحادث بالوجود ولم يتصف بلوازم الوجود للزم انفكاك اللازم عن الملزوم والتالي باطل فالمقدم مثله، قال (والا لزم تخلف اللازم عن الملزوم) واضح هذا الدليل الأول.
الدليل الثاني: ان المعلول اثر من العلة، أو اثر العلة، هذا استدلال بقانون السنخية، وبتعبير القران الكريم استدلال بقانون المشاكلة، {قل كل يعمل على شاكلته} ومراد من السنخية اخواني الاعزاء ليس هو المشابهة، بل المراد من السنخية الشيء الذي صدر لابد ان يكون له حيثية في العلة على اساس تلك الحيثية صدر هذا، والا لو لم توجد أي حيثية في هذا الاثر موجودة اين في المؤثر لما كان هذا اثر ذلك المؤثر.
هذا الذي يعبرون عنه إذا لم تكن هناك سنخية للزم صدور كل شيء من كل شيء، المعلوم عندما يصدر من علة توجد ملازمة بين العلة والمعلول، يعني هذا المعلول يصدر من (الف) ولا يمكن ان يصدر من (باء)، لماذا يمكن ان يصدر من (ألف) ويمكن ان يصدر من (باء)؟ لأنه هنا توجد خصوصية ويوجد شيء في (الف) غير موجود في (باء)، والا إذا لم نحتج إلى الخصوصية، فلماذا يصدر من (ألف) ولا يصدر من (باء)؟ فلماذا إذا صدر من باء لا يصدر من جيم، إذن للزم ان يصدر، ثم لماذا يصدر هذا المعلول، لماذا لا يصدر معلول آخر ؟
إذن قانون العلية قائم على قانون وتحليل عقلي، يقول قائم على أساس السنخية، ما معنى السنخية، يعني توجد حيثية في العلة هي التي اقتضت صدور هذا المعلول دون غيره من المعاليل، وهنا يضرب مثال لطيف جدا، يقول انظر أنت إلى الاستدلالات العقلية، عندما تأتي إلى القياس من الشكل الأول، أو عندما تأتي إلى القياس عموما شكل أول أو ثاني لا يفرق، تجد انه عندما تضع يدك على نتيجة الدليل تجد انه هذه نتيجة الدليل هذه الموضوع والمحمول موجود في المقدمات أم غير موجود ؟
والا بينك وبين الله إذا المقدمات غير موجودة، إذا هذه النتيجة غير موجودة في المقدمات تعطي هذه النتيجة أم لا؟ لا تعطي هذه النتيجة، متى هذه المقدمات تعطي هذه النتيجة؟ إذا كانت هذه النتيجة مستبطنة اين؟ في المقدمات، هذه الخصوصيات الموجودة في النتيجة مستبطنة اين؟ في المقدمات، إذا لم تكن خصوصيات المعلول مستبطنة في باطن العلة، فلماذا يصدر منها هذا المعلول ولا يصدر منها معلول آخر؟ لا اعلم واضح ؟
وانا اتصور من هذا الباب ينفتح لنا انه الاستدلال من المعلول على العلة، يعني عندما نجد علمنا هنا نستدل انه لابد ان يكون عالما، عندما نجد حكمة هنا نستدل على ان يكون حكيما وهكذا، والا لو اغلق هذا الباب هل يوجد طريقا للمعرفة أم لا؟ لمعرفة الله سبحانه وتعالى؟ يغلق الطريق، لا اعلم واضح.
إذن الدليل الثاني الذي يقيمونه هنا هو (ولان المعلول اثر العلة، والاثار بذواتها وصفاتها) التفت جيدا (بذواتها) اذن الفقر هنا يكشف عن تحقق الغنى هناك، ولكن أي فقر هذا؟ ليس هو الفقر الصفاتي، بل الفقر الذاتي، هذا المكان الفقري الذي بالامس شرحناه مفصلا.
(والاثار بذواتها وصفاتها دلائل وعلامات) ان شأت فعبر بتعبير القران (آيات على صفات) يعني علامات على صفات (المؤثر وذات المؤثر، ولابد ان يكون في الدليل) المراد بالدليل هنا ليس هو الدليل المنطقي، يعني ما يدلك على الله (ولابد ان يكون في الدليل شيء من المدلول عليه) >داخل في الأشياء < في الأشياء، نعم لا كدخول شيء في شيء >لا بممازجة، وخارج عن الاشياء< التفت ولكن ليس كخروج شيء عن شيء، والا لو صار كخروج شيء عن شيء لما امكن ان تستدل بهذا على ذاك؛ ولذلك انا اعتقد ان أولئك الذي انكروا ضرورة السنخية بين العلة والمعلول واقعا لا اعلم ما هو في ذهنهم الشريف؛ لأن جملة من الاعلام ومنهم السيد الخوئي يقولون ان قانون السنخية انما هو في الفواعل الطبيعية، اما في الفواعل الاختيارية، لا لا ضرورة للسنخية.
لا اعلم إذا لم توجد سنخية، ولا خصوصية في العلة أدت إلى صدور هذا المعلول؟ فلماذا صدر هذا المعلول دون معلول آخر؟ ولماذا صار هذا معلول هذه العلة ولم يكن معلولا لعلة اخرى؟ هذا الترجيح بلا مرجح كيف نحله، في النتيجة نحن نجد بانه من الإنسان من المعصوم يصدر هذا الفعل ومن غير المعصوم من العاصي يصدر ماذا؟ لماذا؟ لماذا من هذا الواجب مالنا يصدر فعل، ولا يصدر منه فعل آخر؟ لماذا؟ هذه اللماذا كيف نحلها ؟
يعني لماذا ان ربنا لا يظلم لماذا؟ رأى رؤيا في الليل وقال لا اظلم؟ لماذا يقول {وما ربك بظلام للعبيد}؟ {وكان ربك} في القران كم مكان عندنا وما كان وما كان، وقلنا مرارا هذه مسلوخة عن الزمان يعني هذه الذات سنخ ذات هذا مقتضى ذاتها، وهذا ليس مقتضى ذاتها، هذا مقتضى ذاتها، وهذا ليس مقتضى ذاتها، لا تحل هذه الا بقانون السنخية، بقانون المشاكلة ان صح التعبير، وقلنا مرادنا من قانون السنخية ماذا؟ ليست المشابهة حتى تقول هناك يوجد وجوب وهنا غير موجود، وهناك غنى وهنا لا يوجد غنى بل يوجد فقر.
وهذه واحدة من الاشكالات انظروا السيد السبزواري & في أول تفسيره، انتم كيف تقولون بوجود السنخية، هناك يوجد غنى وهنا ماذا يوجد؟ المراد من السنخية ليس هو المشابهة حتى قول هناك يوجد غنى وهنا لا يوجد، المراد من السنخية تحقق خصوصية هذه الخصوصية تقتضي هذا الشيء، وخصوصية أخرى تقتضي شيئا آخر، لا اعلم واضح هذا المطلب الآن؟ جيد.
(ولابد ان يكون في الدليل شيء من المدلول) الآن شاهد وهذا الشاهد جيد (لذلك صار الدليل العقلي أيضاً مشتملا على النتيجة فان إحدى مقدمتي الدليل مشتملة على موضوع النتيجة والأخرى) هذا قياس من الشكل الأول، ولكنه يقول مطلق القياسات لا يفرق الحال سواء كان من الشكل الأول أو من الاشكال، سواء كان استثنائي أو اقتراني (والاخرى على محمولها) محمول النتيجة (والاوسط جامع بينهما) يعني أنت عندما تقول:
العالم حادث
وكل حادث يحتاج إلى محدث.
فالعالم يحتاج إلى محدث.
هذه العالم يحتاج إلى محدث إذا غير مستبطن في المقدمات، واقعا يمكن ان تلك المقدمات ان تعطي هذه النتيجة أم لا يمكن؟ إذن الاثر دائما مستبطن اين؟ في المؤثر، هذا الذي قرأتموه في النهاية وغيرها بنحو اعلى واشرف، لا يتبادر إلى ذهنك، عندما نقول مستبطن هناك يعني بحده الايجادي وبحده العدمي، واضح هذا صار أم لا؟ هذا الدليل الثاني.
الدليل الثالث: (ولأن العلة الغائية) يقول جيد الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء لأجل الإنسان {سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه} >خلقت كل شيء لاجلك< كما في الحديث القدسي >وخلقتك لاجلي< يعني خلقتك لاجلي ماذا يعني؟ يعني تأتي في البيت تغسل الأواني مثلا؟ لالا، خلقتك لاجلي، يعني أنت الذي فيك الصلاحية ان تصعد إلي، إلى القرب الالهي {اليه يصعد الكلم الطيب} أنت الذي فيه قابلية ان يكون {فدنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى} بماذا بأي طريق تستطيع ان تصع أنت الي؟ اصلا أنت إذا لا تعرفني تستطيع ان تصعد الي أم لا؟ اصلا إذا لا تعرفني كيف تقول اصعد اليك، لعلك تصعد إلى عدوي أنت؟ وما يدريك أنت، أنت إذا لم تعرفني تطرق بابي أم لا؟ >قال يا بن رسول الله الم يقل {ادعوني استجب لكم} ندعوا فلا يستجاب لنا؟ قال: لأنكم تدقون باب من لا تعرفون< أنت تطرق بابه أم تطرق باب غيره ؟
الله سبحانه وتعالى حكيم جدا، خلاف الادب ولكن اقوله (اهواي مؤدب) ماذا يريد فليطرق الباب، لا يقول على رأسك أضربك، تذهب إلى غيري ؟انا بعد لا اعطيك مرادك، تنتخب غيري؟ انا اعلمك؟ ابدا >يا من يعطي من سأله ومن لم يسأله ولم يعرفه< لا يعرفه ولكن ذلك كرمه يقول هذا عنده شبهة مصداقية ماذا نفعل له، التفتوا لي جيدا.
هذا هو كرمه، إذا الإنسان وصل إلى هذه المرحلة واقعا فليعلم انه فيه خلق أو اخلاق ماذا؟ >تخلقوا بأخلاق الله< ليس مهم عنده.
لا اريد ان آتي بالأسماء، القصة معروفة في طهران احد المراجع الاعلام الكبار تصدى للمرجعية، وبدأ يعطي رواتب، وفي عرضه كان أيضاً شخص آخر وأهل المرجعية وكتب رسالته العملية وأيامه الأولى لزم المرجعية وجاءت اليه الأموال أعطى راتب شهر شهرين ثلاثة ماذا حصل؟ خلصت الأموال راحت شهر اقترض شهرين اقترض ثلاثة اقرض، رأى ان القضية تتوقف ولم تسير على المرام فقال اقطعوا الراتب، فالاول سمع انه فلان، لا يعطي راتب، فبعث على المقسّم والعامل الذي يعطي الرواتب، قال له لماذا لا تعطون راتب؟ لا يأتي اليه شيء وفلان قال اقطعوا الراتب، قال له انظر من الآن فصاعدا شهرية تأخذ وتعطي لفلان كم شهريته، وليس من حقك ان تقوله، بل قل له مقلديك يأتون بالحقوق، واذا انا مت أي شيء تريد ان تفعل افعل، ما دمت حيا، يقول ولم يطلع حتى مات الثاني، عند ذلك عرفوا ان فلان كان يدفع الراتب.
هذا إذا كان يدعي شخص فيه اخلاص فيه أم ليس فيه إخلاص؟ والأمر إليكم، انا مرارا ذاكر هذه القضية، انظر هذا كتابك الذي يطلع باسمك إذا رأيت اسم غيرك على الكتاب تتأذى أم لا؟ إذا تتأذى فكنت تعمل لنفسك أم لله؟ اما إذا لم تتأذى وقلت كان همي انه هذه المعارف تنتشر، الحمد لله رب العالمين جاء شخص غيرنا ونشرها ،جزاه الله خيرا وفقه الله، ليس فقط هذا أي عمل آخر.
بتعبير أساتذتنا في الأخلاق كان يقول إذا جئت ورأيت شخص اخذ مكانك اذهب وصل ركعتين شكر، قل انه الله يعطي على قدر النية، وانا كانت نيتي ان اخدم، وهذا جاء وحمل المسؤولية الله أيضاً سوف يعطيني ثواب بعد ماذا تريد أنت؟ فلا تبدأ تحوك المؤامرة تلو المؤامرة له، ومع الأسف، وتوجد رواية أيضاً مع الاسف هذه الرواية انا نسيتها ولكن مضمونها >إن الله إذا علم من عبد حسن نية، أو علم من احد حسن نية، اكتنفه بعصمته <.
هذه الرواية من الروايات التي تثبت بانه العصمة محصورة في الائمة والأنبياء أم غير محصورة؟ غير محصورة، انظروا مصداق الرواية اين، وهذا الذي يكشف لك انه ترى بعض الناس بدأ ينتشر بدأ ينتشر، في البعد الايجابي لا البعد السلبي، والا هذا البعد السلبي كثيرين ينتشرون، فبدأ ينتشر، مقدمات لم يهيأ، ولكن كيف ينتشر وتتهيأ له المقدمات، اعلم انه يوجد شيء في حسن نيته، اخلاص ولو بدرجة من درجات الاخلاص موجودة عنده، ومن اجلها الله سبحانه وتعالى اكتنفه بها، نعم توجد عناية الهية هي التي تسيّر كل عمله.
ولهذا ابحثوا اخواني الاعزاء، ابحثوا عن ذيك، ان شاء الله ان هذا بحثه سيأتي في بحث >من عرف نفسه عرف فقد عرف ربه< من عرف نفسه جردها، من عرف نفسه اخلص، هذه الروايات كثيرة بهذا المضمون تعالوا اعملوا بهذا الاتجاه، والله دنيا وآخرة عندكم ليس فقط آخرة، اعملوا بهذا الاتجاه لا يهمكم ولو على الاقل انووا هذه النية، وهو انه هذه معارف القران هذه معارف أهل البيت ^ هذه المعارف التي اهل البيت اعطوا دماءهم مهجهم كل ما يملكون لأجل نشر هذه المعارف، والا >وبذل فيك مهجته< لماذا >ليستنقذ عبادك< مماذا؟ >من الجهالة والضلالة< هذه، هذا أنت قل بيني وبين الله، الله يهيأ لي واقعا ارفع هذه الظلامة عن معارف القران ومعارف أهل البيت ^، بأي طريق ولو لنفر أو ثنين أو ثلاثة أو لعشرة، ونحن لا نستطيع ان نصل يكون في علمك، بينك وبين الله لو انا في الشارع وشخص يلزمني ويقول لي سيدنا عضني اوصني، إذا ما كان لي مجلس فيه خمسة آلاف نفر بيني وبين الله اصعد منبر أم لا اصعد منبر؟ قول لا جاء جماعة مئة نفر من له خلك يصعد، ولكن أنت اذهب إلى تاريخ النبي ’ واهل البيت ^، في الشارع يلزمه شخص، جاء قروي يقول له عظني يا رسول الله، واكثر وصاياهم من هذه، يصعد منبر رسول الله؟ يصعد منبر؟ شخص جاء من القرية امي لا يعرف شيء، على أي الاحوال.
قال إذن اخواني الأعزاء ارجع إلى البحث، لا اعلم كيف صار هذا، ما كان بحثنا هذا، بحثنا ان شاء الله في مكان آخر.
الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء لأجل الإنسان وخلق الإنسان لاجله، يعني ماذا لاجله؟ للوصول إلى قربه، والقرب اليه فرع ماذا؟ فرع معرفته وكيف يعرفه؟
سؤال: به يعني ماذا؟ يعين يذهب فيدخل في بطن الله حتى يعرفه؟ يعني ماذا يعرفه به؟ ما معنى يعرفه، هذا ان اشاء الله بحثه سيأتي، بيني وبين الله السيد الطباطبائي يقول معرفة الله بالله، يعني معرفة النفس، يفسر معرفة الله بالله بمعرفة النفس، هي عين المعرفة هذه، ليس ان معرفة الله يعني أنت تذهب من هنا له كيف لا اعرفه، اعرف نفسي اعرفه.
سؤال: إذا انا فيّ لا يوجد اثر منه كيف بمعرفتي اعرفه؟ إذا كانت تمام البينونة بيني وبينه كيف بمعرفة نفسي اعرفه هو؟ صحيح أم لا؟ كيف بمعرفة الأشياء اعرف ماذا؟ {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسكم الا تبصرون} كيف بمعرفة الآفاق ومعرفة الأنفس اعرفه هو وليس فيّ وفي الآفاق اثر منه؟ اصلا يعقل هذا أم لا يعقل؟ لا يعقل.
ولذا عبارته يقول يوجد عندنا وقت، ولذا عبارته يقول (ولان العلة الغائية من ايجاد الحادث عرفان الموجد كما قال تعالى) توجد مقدمة مطوية {وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون}، وأنت هناك كنت تتكلم عن الحادث، هنا جن وانس، هذه اين المقدمة المطوية؟ المقدمة المطوية يقول كل الحوادث من اجل من؟ لأجل الإنسان، والإنسان لأجل العبادة، والعبادة بلا معرفة معقولة أو غير معقولة؟ غير معقولة.
ولذا قال (كما قال تعالى {وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون}، والعبادة تستلزم معرفة المعبود ولو بوجه) هذا الدليل العقلي، والدليل النقلي روايات وردت وهذه الروايات ينقله عن ابن عباس ورواية واردة عن الإمام السجاد × قال {ليعبدون} ماذا >ليعرفون< قال (مع ان ابن عباس فسرها هنا بالمعرفة) ثم يبين القاعدة يقول (ولا يعرف) فاعل يعرف الحادث (ولا يعرف الإنسان أو الحادث الشيء الا بما في الشيء من غيره) إذا في الشيء لا يوجد شيء من غيره وهو الموجود كيف بتوسط معرفة الشيء نعرف الموجود؟
لذا قال ’ حين سئل >بما عرفت الله قال: عرفت الأشياء بالله < أي عرفته به اولا ثم عرفت به غيره، هذا الذي بالأمس نحن اشرنا اليه >لا يعرف مخلوق مخلوقا الا بالله< لماذا؟ قلنا هذه لا تتم الا على مباني الحكمة المتعالية، التي آمنت بان الوجود الامكاني وجود ربطي عين الفقر، فإذا صار مقوم لا يمكن ان تعرف المتقوم من دون ان تعرف مقومات ذلك الشيء (ولما كان وجوده من غيره صار أيضاً وجوبه بغيره) وهذا بيانه تقدم (وغير الإنسان) مولانا نحن كان حديثنا في الحادث وأنت دفعة انتقلت إلى الإنسان ؟
يقول باعتبار أظهر المظاهر من هو؟ هو الإنسان (وغير الإنسان) دفع دخل (وغير الإنسان من موجودات وان كان متصفا بالوجود، لكن لا صلاحية له) أي غير الإنسان (بظهور جميع الكمالات فيه كما مر في أول هذا الفص, الفص الآدمي, أما وقوله لذاته هذه ضمير لذاته فيه احتمالات متعددة يأتي.
والحمد لله رب العالمين