بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال (واذا شهِدَنا أي الحق شهد نفسه أي ذاته، التي تعينت وظهرت في صورتنا )
قبل الدخول في بيان هذه الجملة، يوجد احتمال في هذا الاستثناء وهو الوجوب الذاتي الخاص، تعلمون بانه في موردين لا اقل استثنى ماذا؟ الوجوب الذاتي، في صفحة (276) قال (ماعدا الوجوب الذاتي فان ذلك لا يصح) وفي صفحة (279) (الا الوجوب الذاتي الخاص).
العبارة فيها تكلف، ولكنه اذا حملناها على هذا المعنى الاستثناء يكون تاما واشكالاتنا لا تكون واردة، اذا اراد منم الوجوب الذاتي الخاص الاسم المستأثر، فان الاسماء المستاثرة لها مظهر أم ليس لها مظهر؟ ليس لها مظهر، العلم له مظهر السمع البصر الحياة القدرة كل الاسماء الالهية لها مظاهر في افعاله سبحانه وتعالى ولها ظهور، الا الاسماء المستاثرة، أو بتعبير روايات الاسم الاعظم الا ذلك الحرف >وحرف استاثر به< ذاك بعد لا مظهر له.
اذن هذا الاستثناء يكون تاما، وان كان لعله بعض عبارات المتن لا تساعد على هذا الحمل، ولكنه تصحيحا للمتن.
نرجع إلى بحثنا، قال (فاذا شهدناه شهدنا نفوسنا) واضح، قلنا بانه في مقام الواحدية اذا استطاع الانسان ان يصل إلى مقام الواحدية في قوس الصعود، وشهد الحق هناك، شهود الحق في مقام الاسماء والصفات والاعيان هو شهود لنفسه، لأنه واحدة من تلك الاعيان عنه ماذا؟ عينه الثابتة، فاذا شهد الحق في تلك المرتبة فقد شهد ماذا؟ فقد شهد الشيء نفسه، هذه شهدنا نفوسنا، يعني على نحو الاستغراق، الآن قد يشهد فقط نفسه، واما ان يشهد نفسه ونفوس الاخرين، كما نحن نعتقده في الانسان الكامل، نعتقد في الخاتم في ائمة اهل البيت^، فانهم يشهدون الاعيان الثابتة لكل الحقائق الامكانية، والوجودات الامكانية، انما الكلام كل الكلام في الجملة الثانية (واذا شهِدَنا أي الحق شهد نفسه ).
مثاله الواضح قبل ان اشرح العبارة أو اطبق العبارة على الواجب، الانسان بيني وبين الله تارة يبدا يتأمل في معلومات نفسه، واخرى لا، عندما يؤلف مائة كتاب يطبع هذه الكتب امامه ثم يبدأ بتأملها، عندما يرى هذه الكتب ماذا يرى فيها؟ يرى نفسه فيها، ماذا يوجد في هذه الكتب؟ توجد فيها نفسه، ولكن توجد فيها نفسه بمرتبتها العالية أم بمرتبها النازلة؟ بمرتبتها النازلة، يعني يرى نفسه في مرتبة تجليه، اتصور الجملة واضحة ليس فيها مشكلة اساسية (واذا شهدنا الحق) شهدنا اين شهدنا؟ شهدنا في مرتبة المظهر في مرتبة التجلي، (واذا شهدنا الحق شهد نفسه) شهد نفسه في أي مرتبة؟ في مرتبة الفعل، أي شهد ذاته ولكن لا الذات اللا بشرط المقسمي، ولا مرتبة الاحدية التي لا يوجد فيها أي تعين، ولا في مرتبة الواحدية الي هي من الصقع الربوبي، وانما شهد ذاته اين ؟
شرحها مباشرة قال (التي تعينت وظهرت) اذن يتكلم هذا الشهود شهد نفسه في أي مرتبة؟ في مرتبة التعين اولا، فاذا صار تعين بعد ليست مرتبة اللا بشط المقسمي هي الذات، وليست مقام الاحدية، لانها يوجد فيها تعين أو لا تعين؟ قلنا تعينها ان لا تعين لها، هذا بيّناه فيما سبق تفصيلا صحيح ؟
وقد يقول قائل: شهدها في مرتبة الاعيان الثابتة الواحدية، الجملة (وظهرت) يقول لا ليس في هذه المرتبة لانها في مرتبة الظهور شيء (اذا شهد ذاته في مرتبة التعين والظهور) والظهور يعني المظهر يعني الفعل لا مقام الصقع الربوبي، لا اعلم واضحة العبارة كيف منظمة.
قال (أي اذا شهدنا شهد ذاته) ولكن الذات في أي مرتبة؟ (الذات التي تعينت والتي ظهرت) اين ظهرت؟ في المظاهر في صورتنا، {أنزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها} (او شهد نفسه فينا لكوننا مرآة لذاته) وهذا قلنا فيما سبق ايضا، قلنا بان المؤمن مرآة المؤمن، تعالوا معنا إلى صفحة (212-213) قال (لماذا شاء الحق ان ان يوجد الانسان الكامل) آخر العبارة، قال (ان يرى عينه في كون جامع يحصر الامر كله) الآن لماذا؟ قال في صفحة (216) آخر سطر (فان رؤية الشيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسه في امر آخر يكون له كالمرآة) الآن يرى نفسه ماذا؟ في المرآة، وفي بعض الاحيان واقعا الابتهاج الذي يحصل للانسان في ان يرى نفسه، من باب المثال والا الله اجل من هذا، انا من باب انه تقريب ذلك الامر المعرفة التوحيدية بهذا الامر الحسي، واقعا انه أنت تعلم ماذا تحمل من علم، ولكن هذا العلم عندما تراه مطبوع في مائة مجلد، والاخرون يقولون احسنت احسنت احسنت، هذه يحصل ابتهاج عند الانسان أم لا؟ مع انه هذا الابتهاج بالذات موجود عنده، كل هذا الذي موجود هنا عنده وزيادة عنده ،ولكن ذلك الابتهاج الذي عنده شيء، وهذا الابتهاج الذي يراه في مظهر خارجي في المرآة ماذا؟ شيء اخر.
ولهذا قال {تبارك الله احسن الخالقين} احسنتم وهو كذلك، وهذه هي مرآتية المؤمن للمؤمن يعني المؤمن الذي هو المظهر يرى ذاته في المؤمن الذي هو الظاهر، وايضا المؤمن الذي هو الظاهر يرى ذاته اين؟ في المظهر ولكن كل بحسبه، لا اعلم واضح هذا أم لا؟
ولذا اطمئنوا ان صاحب الاثر علاقته باثره ومحبته وعشقه وعنايته باثره لا تقاس به عناية ولا حب ولا عشق من أي شخص آخر لاثره ابدا، وانا اتصور مثالها الاضح اذا تريدون ان تنظروه، انظروا إلى اولادكم، خصوصا اذا كان الولد على سر ابيه واقعا يعني تلك المواصفات، يعني كان اسماعيل لابراهيم، انا لا اتصور مهما بلغ الانسان من حبه لاسماعيل ومن معرفته بكمالات اسماعيل، تكون له علاقة وحب وعشق كابراهيم لاسماعيل، هذا لم يكن، لماذا؟ باعتبار انه ذاك انا ارى الكمال احبه ايضا، ولكن هذا الكمال كمال اثري أو ليس اثري؟ ليس اثري.
ولهذا لا تحصل تلك العلاقة بلغت ما بلغت والنصوص التي انتم تنظرون اليها التي اساسا الرسول ’ عندما طائر وبالنسبة إلى فرخه قال الله سبحانه وتعالى اشد حبا، هذه اشارة إلى هذه، لا يوجد شيء جديد اخواني الاعزاء، والنصوص القرانية والروائية تؤيد هذه الحقيقة بشكل واضحوصريح.
قال (او شهد نفسه فينا لكوننا مرآة لذاته ومرآة لصفاته) اذن فينا مراد مراد منه ما هو؟ لا ذاته ولا صفاته، وانما المراد افعاله، التفتوا جيدا، هذه طريقة اخرى جيدة (لكوننا) لكوننا من هو؟ (كوننا مرآة لذاته وصفاته) ونحن من هو اذن؟ نحن لا ذاته ولا صفاته، اذن ماذا؟ افعاله، اذن (لكوننا) أي افعاله (مرآة لذاته وصفاته، فيرى الحق ذاته في افعاله.) نقطة.
(ولا شك انا كثيرون بالشخص والنوع) اخواني الاعزاء من أول البحث الذي بدأناه قال (خلق الله ادم على صورته) ثم دخل إلى مسألة انه فما من وصف، (فما وصفناه بوصف الا كنا نحن ذلك الوصف) بالامس اشرنا، هذه كلها فيها رائحة ويشم منها رائحة الاتحاد، من هنا مباشرة يرد ان يدفع الاتحاد، ويقول اذا قلنا اتحاد ليس معناه انه لا يوجد تمايز ولا توجد غيرية لا توجد كثرة، (ولا نشك انا كثيرون) هذا امر وجداني كما هو برهاني ايضا لا يتبادر ذهنك انا نقول واحدة شخصية يعني كثرة غير موجودة، يعني واقعا ظلم كبير ان نتهم العرفاء بانهم يقولون وحدة وكثرة غير موجودة (ولا نشك انا كثيرون) هذه العبارات اجعلوها في مكان حتى عندما يشكلون عليكم حتى تقولون لهم والله انهم لم يقولوا ذلك، اين يقولون لا اقل أنت هذه العبارات حافظهن فتقول لهم هو يصرح ويقول (ولا نشك انا كثيرون) وكثيرون بالشخص وبالنوع ايضا.
نعم الآن يبقى العلاقة بين هذه الوحدة أي نحو من انحاء العلاقة، هنا المشاؤون قالوا علاقة البينونة، هذا وجود في نفسه وهذا وجود في نفسه الكل يقولون هذا فقير ذاك غني، لا يوجد شك في ذلك، هذه مسألة واحد غني والباقي فقير هذه متفق عليه بين جميع الحكماء والعرفاء، نعم يقولون هذا وجود في نفسه، وهذا ايضا وجود في نفسه، له نفسية ولكنه قائم بالغير، على فرض قبلنا نظرية التشكيك، المشكك ماذا يقول؟ يقول لا، العلاقة ليس فيها نفسية وانما العلاق حرفية، العارف ماذا يقول؟ يقول لا وجود في نفسه ولا وجود في غيره بل هو شأن من الشؤون ولكن غيره، الآن أنت اذا ما استطعت ان تصور الشأن ما هو ليس بمهم، المعهم انه لا يثبت ان فعله عين ذاته، لا يقول ذلك، يقول فعله غيره، لا اعلم واضح ؟
اذن اخواني الاعزاء لا يوجد اتجاه لا عرفاني ولا حكمي والمتكلمين لا علاقة لنا بهم، لا يوجد اتجاه عرفاني ولا حكمي سواء كان حكمة متعالية أو حكمة مشائية أو حكمة كذا، الا وهم يعتقدون ان هناك وحدة وان هناك كثرة، انما الكلام كل الكلام في نحو ارتباط هذه الكثرة بهذه الوحدة لا اعلم واضح هذا المعنى.
الان نرجع إلى اصل المطلب، قال (ولا نشك انا كثيرون بالشخص والنوع) سؤال: هذه انا ضمير انا على من يعود؟ يقول يوجد احتمالان :
الاحتمال الأول: يرجع إلى الحادث يعني العالم، فاذا رجعنا انا إلى العالم والى الحادث طبيعي الحادث واجزاء العالم بعضها اختلافها شخصي، افراد نوع واحد، وبعضها اختلافها ماذا؟ نوعي انواع تحت جنس واحد، ولا يكون اختلاف جنسي، لأن الجنس لا وجود له في الخارج، واضح هذا المعنى؟ على هذا التصور المتن يكون واضح جدا انا كثيرون بالشخص الذي مرتبطين بنوع واحد، ونختلف بالنوع الذي نتفق في جنس واحد ،العبارة تكون واضحة، نقرأ العبارة.
قال (يجوز ان يكون انا عبارة عن لسان اهل العالم) يعني الحادث لأنه حديثنا كان في الحادث (أي اهل العالم كثيرون بالاشخاص في نوع واحد، والانواع في جنس واحد والانواع التي فيه) أي التي في العالم.
الاحتمال الثاني: اما، المشكلة من اين تبدأ، هذه الاحتمال الثاني، انا مراده الانسان، الآن فهمنا ان الانسان له كثرة شخصية، كثرة نوعية كيف تكون؟ في النتيجة الانسان نوع أم جنس؟ نوع، فالاختلاف ماذا يكون؟ فردي وصنفي أو نوعي؟ يقول إما صنفي واما شخصي فردي، اما في الانسان لا يمكن ان يكون الختلاف نوعي.
سؤال: الماتن ما هو مراده الأول أم الثاني؟ الشارح يقول احتمال قوي انه يريد الثاني، ولا يريد الأول، يريد بانه انا يعني الانسان، وليس مراده من انا يعني هل العالم، باي قرينة، التفتوا لي جيدا، باي قرينة؟ لأنه هو يقول (ويجوز ان يكون عبارة انا كثيرون) عبارة عن لسان من (عن لسان الافراد الانسانية، أي انا كثيرون بالشخص ).
الان اتركنا هذه بالنوع تفسير القيصري، دعوا ذهنكم هنا، بعد ذلك بسطر يقول (ويؤيد الثاني ما بعده ).
اذن هو يرى بان عبارة المتن تريد ان تشير إلى التفسير الأول أو التفسير الثاني؟ باي قرينة؟ يقول (ويؤيد الثاني ما بعده وهو) التفت اقرأ لك عبارات المتن (وانا وان كنا على حقيقة واحدة) هذه حقيقة واحدة اذا فسرناها بالتفسير الأول يعني حقيقة واحدة جنسية لها انواع، حقيقة واحدة نوعية لها افراد، ولكن عنده عبارة ذكرها بعد ذلك ماذا تقول؟ تقول تميزت الاشخاص بعضها عن بعض اذن لا يتكلم عن نواع جنس واحد، انما يتكلم عن افراد نوع واحد هذا الذي يقول ويؤيده، لا اعلم واضح صار التأييد أم لا ؟
يقول: بانه ظاهر العبارة انه لو كانت هكذا (ولا نشك انا كثيرون بالشخص والنوع وانا وان كنا على حقيقة واحدة) إلى هنا كنا نستطيع ان نقول ان الحقيقة الواحدة الجنس وتحتها انواع، النوع وتحتة اشخاص، العبارة خلاصتها هذه، ولكنه بعد ذلك ماذا قال؟ قال (تميزت هذه الحقيقة تميزت الاشخاص بعضها عن بعض) اذن يتكلم عن ماذا؟ بالنوع فقط يتكلم لا في الجنس، فهنا ترجع المشكلة، كيف الانسان نوع تحته انواع، هذا لا يمكن، الا ان ترفع اليد عندك عن المنطق الارسطي وعند ذلك تقول الانسان نوع أم ليس بنوع؟ ليس بنوع، بل هو جنس متوسط، وتحته انواع، اذا تريد ان تسير أنت والمنطق الارسطي هذه العبارة يمكن تصحيحها من الشيخ أم لايمكن؟ لا يمكن لأن افراد الانسانية يتميزون بالشخص، اما لا يتميزون بالنوع، هذا المنطق الاسطي، أو تقول لا، ان الشيخ الاكبر ابن عربي قائل ان افراد الانسان بعضهم يتميز عن بعض فرديا وشخصيا، وبعضهم يتميز عن بعض نوعيا، الآن تفهم نظرية ملا صدرا من اين ماخوذة التي تقول الانسان ليس نوع اخير بل هو جنس متوسط وتحته انواع، مبدأها من اين؟ ولكنه ليس كل شخص يقدر ان يستخرجها، لا تقل لي عجيب تبين ان ملا صدرا كل نظريته اما اخذها من هذا واما اخذها من ذاك واما سارقها من ذاك، لالالا، ابد امامك أنت القيصري هذه العبارة قدر ان يفهمها أم لم يقدر ان يفهمها؟ مع انه هو الشارح الأول للشيخ، ولكنه ما استطاع ان يفهما.
نعم، مباني الحكمة المتعالية عندما اسس ملا صدرا، نعم بيني وبين الله الشيخ ايضا واصل اليها وهو يقول بها، نعم ما استدل عليها ولكن ذكرها كفتوى، نعم اعطيت لملا صدرا هذه الهاضمة العلمية الجبارة من اخذته قال ماذا يريد ان يقول هذا؟ الآن أنت ترى كم تفسير القيصري نازل (تعبان) بتعبيرنا العراقي، نازلة درجته، لأنه على التفسير الأول، على التفسير الثاني كيف يكون تعدد نوعي ؟
التفت جيدا كيف يفسر التعدد النوعي، يقول (انا كثيرون بالشخص) وهذه واضحة، كثيرون بالانواع كيف يكون؟ يقول لأنه كل واحد منا مركب من جسم وروح، باب كل واحد مركب من جسم وروح هذا ما صار اختلاف نوعي.
انظروا هذا الذي يقوله جملة من اعلامنا انه الشارح القيصري في كثير من الاحيان لا يستطيع ان يحمل هذا الحمل الثقيل الذي في المتن، لا يستطيع ان يفهمه اصلا، يعني المتن اعلى من شرح القيصري بكثير.
ولذا لا تطمأنوا دائما كلما يقوله القيصري يعني قادر على ان يقول الحق والانصاف، لا ليس كذلك، نعم في الاعم الاغلب الحق والانصاف شارح المتن شرحا بمستوى المتن، ولكن جملة من الاحيان قادر على ذلك أم غير قادر؟ هذه واحد من مواردها، ما معنى التعدد النوعي في الانسان؟ يقول لأن كل واحد مركب من روح وجسم، فالافراد ايضا مركبين من روح وجسم، لماذا لم يكونوا نوعا؟ أنت كيف تميز لي بين التعدد الفردي والتعدد النوعي؟ يقول التعدد الفردي زيد وعمر وبكر، التعدد النوعي كل واحد منهم مركب من روح وجسم، وهنا ما حصل التعدد النوعي، كل الافراد، اذن كل فرد هو نوع وليس كذلك.
اذن على التفسير الثاني وهو التفسير الصحيح، بعد ما هو المشهور من ان الانسان نوع اخير وتحته اصناف وتحت الاصناف افراد، بعد هذا غير تام، وانما الصحيح كما اوضحناه مفصلا واستدللنا عليه مفصلا، في الجزء التاسع من الاسفار قلنا بان الانسان صحيح في هذه النشأة بحسب الظاهر نوع تحته افراد اما بحسب باطن نشأته وملكوته نوع أم جنس متوسط؟ ماذا؟ جنس متوسط، تحت انواع اربعة كلية، ما هي؟
1- الملكية، من المَلك.
2- والشيطانية.
3- والسبعية.
4- والبهيمية.
هذه الانواع الاربعة الكلية، ومن هنا أنت ارجع للروايات تجد انه بعض يحشر يوم القيامة على صورة ماذا؟ البهائم وبعضهم يحشر على صورة السباع، وبعضهم يحشر على كذا، وانظر إلى الروايات بعد في ذيل قوله تعالى {افواجا} تجد الروايات كثيرة من الفريقين، وهذه هي نظرية تجمع الاعمال صحيح بحسب الظاهر الآن يمشي على اثنين، ولكنه انسان وناطق، ولكنه مباشرة في الحشر الاكبر ماذا؟ وهنا افتح لي قوس، انا في الروايات لم اجد تجسم الاعمال موجود في البرزخ، ولم اجد احد يفرق بين البرزخ والحشر الاكبر، الروايات تثبت تجسم الاعمال اين؟ في الحشر الاكبر لا في البرزخ، والا لبرزخ تأتي تجده على حاله اما جالسين في قصور واما مسجون وفي عذاب، ولكن ظاهره على حاله، يعني عندما ترى زيد تقول هذا زيد، في الحشر الاكبر سوف يحشر على صورة تحسن عندها القردة والخنازير، هناك ذاك غير هذا، والدليل أو لماذا؟ باعتبار انه نشأة التكامل بعد غير منتهية، وهذا ايضا ان شاء الله تعالى نحن في هذا كتابنا مطارحات في العقيدة الذي للمعاد هناك بيّنا.
قلنا التكامل في البرزخ مستمر وغير منقطع، عجيب الله تعالى اعطى فرصة لعبده، الله رؤوف بعبده، سبعين سنة اعطاك فرصة هنا ثمانين سنة مائة سنة اخيرا أنت ماذا؟ اخيرا نحن استقمنا أم لا؟ (ملى بودن جه مشكل آدم شودن جه اشكل) شخص يصير عالم يقول مشكل، ولكنه يصير، اما يستقيم ويكون ادمي مشكل جدا، الله سبحانه وتعالى فتح له نافذة في عالم البرزخ، قال له مع ذلك أنت هنا لم تحسن مسيرتك، لعله اين يستقيم امرك، وذاك ايضا مفتوحا، بعضهم مئة سنة وبعضهم مئتين سنة وبعضهم مئة ألف سنة وبعضهم نصف مليار سنة، لأنه البرزخ من زمان لا اعلم من اين وسيستمر إلى قيام الحشر الاكبر إلى النفخ في الصور، ولكنه فقط به نقص أنت لا تستطيع ان تعمل شيء، لابد ان يأتيك المدد من اين من الدنيا، أنت لا تستطيع ان تعمل شيء، أنت لا تستطيع ان تذهب وتقرأ شيء وتصعد، أنت لا تقدر على تبديل المسير الذي أنت فيه، أنت لا تقدر على ان تنتقل من الكفر إلى الايمان، وهنا كان في اختيارك اما أنت هناك ابن صالح يدعو لك ينقلب حالك من حال إلى حال.
ولذا >اذا مات ابن ادم نقطع عمله الا من ثلاث < الا من خمس الا مو سبع، وهذه كلها مصاديق هذه الحصر الذي فيهما فقط من باب المثال، والروايات ايضا صريحة، انه عيسى× مر على كذا وجد قبرا يعذب فيه، السنة القادمة عندما مر وجد ذلك الانسان منعم، الهي ماذا حدث؟ قال نعم له ابن صالح فعل كذا، ولذا أنت ان شاء الله تعالى اللهم ارزقنا بحق محمد وآل محمد، يوميا جالس في قصورك ان شاء الله في البرزخ ويوم الساعة الرابعة عصرا أو الخامسة عصرا لا اعلم يقول ائتوني بحساباتي من البنوك، يأتون بحساباتك مليار حسنة دخله، خمس مائة مليون دخله الفين مليار حسنة دخلة، على الحسابات، وهناك بعد لا يوجد دولارات وغيرها، بل هناك نعم، لأن الحساب هناك بشكل اخر.
هو الحمد الله نحن في الدنيا والمال شيئا فشيئا يسقط اعتبارها ولابد ان نرجع إلى زامن المقايضة من النظرية الاقتصادية، الآن جملة من فلاسفة الاقتصاد يدعون إلى المقايضة حذف، لانهم يقولون ان المشكلة جاءت الينا من هذه العملة النقدية، فالمشكلة الاصلية في العالم هي النقود، فمشكلة النقود ترفع فتزول المشكلة الاقتصادية في العالم، المشكلة المالية في العالم الآن النقود، وهي المشكلة الربوية الاصلية، وهي ان النقد يولد نقدا هذه هي المشكلة الاصلية، وهذا أنت اذا لم تفهمه جيدا بالربا بالفقه تبقى تخبط ما تشاء، تقول اقرضك هذه مائة بمائة وعشرين، تقول له حرام ،>سبعين زنية بامه< يقول فلا داعي لأن اقرضك بل اقول ابيعك يقول لا اشكال في ذلك، تبين ان المشكلة كلها اين كانت باللفظ، قل اقرضت تصبح سبعين زنية، ولكن قل بعت، وهذه واقعا تجد عندما يطلع بعض على اقتصادنا أو على فقهنا في البعدالاقتصادي، يقولون تعبان هذا متخلف هذا، القضية الاقتصادية هي ليست لفظية قضايا واقعية، والربا الآن فعلا يعرفوه ما هو ؟
الربا هو التفتوا جيدا، الربا غير مرتبط باللفظ، الربا اذا النقد ولد نقدا بلا انتاج واقعي هذا يكون ربا، انتهى، الآن أنت سميه بيع سميه قرض بدل المعاملة أو النقود، اليس يقولون اذا كان النقد بنقد ايراني بعراقي فيه اشكال، اما دولار بدينار ليس فيه أي مشكلة واتفاق حتى الاقتصادي، لا اعلم ملتفت، الآن ارجع فتجد بحمد الله تعالى انه يوميا مليار حسنة ومليار، واعوذ بالله وفي المقابل ماذا؟ هو كان بعثه إلى سجن درجة حرارته مئة درجة، يقولون له جاء قرار لابد ان تنقل إلى سجن ذي حرارة مائتي درجة، على ماذا؟ أنت لا تعلم ماذا فعلت؟ خلفك لا تعلم هذه السنة السيئة التي اسستها ماذا تفعل بالبشرية؟ وينقلونه من ثقيلة إلى اثقل، ومن اثقل إلى اثقل.
ولذا واقعا افتحوا اعينكم اخواني الاعزاء، ان الحياة سوف لا تنتهي بهذه التمحيصة، افتحوا اعينكم، يعني هذا في كلا الاتجاهين هذا، لا تقل لي الآن سبعين سنة عشنا كذا نخلص، اين تخلص، بعد السبعين سنة هذه اعمالك سوف تجر عليك المآسي إلى يوم الحشر الاكبر، والان هناك أنت مشمول في الشفاعة أو غير مشمول بالشفاعة، الشفاعة غير موجودة في البرزخ، كما نصت الروايات على ذلك لا يوجد مجال ابدا، لا تخفيف فيها لا ابدا ابدا، فيها بعض التخفيفات الخاصة التي الآن ليس بحثها، على أي الاحوال نرجع إلى بحثنا.
قال (أي انا كثيرون بالشخص وبحسب الانواع التي فينا، لتركبنا من العالمين الروحاني والجسماني) قلنا بان هذا التفسير بعد لا يساعد لا يمكن ان يؤمن لنا المتن (ويؤيد التفسير الثاني ما بعده، وهو قوله وانا وان كنا على حقيقة واحدة، أي وان كان مشتملة على حقيقة نوعية) انظروا هنا بعد لم يقول نوعية وجنسية، لماذا؟ لأنه قال (ويؤيد الثاني) قال (وان كنا مشتملة على حقيقة نوعية هي) هذه الحقيقة النوعية (تجمعنا فنعلم قطعا ان ثمة فارقا) هناك كثرة اخواني كثرة بين الافراد، وكثرة، اذا كانت توجد كثرة بين الافراد، بينكم وبين الله، اذا كانت توجد كثرة بين افراد الممكنة فلا يوجد كثرة بين الواجب والممكن، الشيخ يثبت الكثرة بين الافراد مع انها جميعا ممكنة، يقول بوحدة الممكن والواجب؟ اصلا معقول هذا بعد ؟
اذن بالاولوية القطعية يرى كثرة بين ماذا وماذا، بين الخالق والمخلوق بين الواجب والممكن، قال (فنعلم قطعا ان ثمة فارقا به) أي بذلك الفارق (تميزت الاشخاص بعضها عن بعض، ولولا ذلك أي الفارق، ما كانت الكثرة في الواحد) الآن بعد أنت تعرف هذه عبارة [واحد في عين الكثرة وكثرة في عين الوحدة] الذي هي نظرية التشكيك الخاصي اصل عبارتها هنا، ولكن كما قلت مرة اخرى، صدر المتالهين حاول ان يؤسس ذلك فلسفيا ان يبرهن ذلك، الآن أنت قد لا توافق عليه، ذلك بحث آخر، هذه اضافته على هذه المعارف، نعم لا يقول احد انا لو اقرا هذه الوحدة في الكثرة كما قرأها عشرات الحكماء والعرفاء من بعد الشيخ، لكن ما استطاعوا ان يبنوا عليها نظرية الوحدة في الكثرة والتشكيك الخاصي الذي يقول به ملى صدرا، ملى صدرا استطاع ان يبني عليها.
قال (ما كانت الكثرة في الواحد، أي حاصلة ومتصورة في الكثرة وفي الواحد، فكذلك ايضا وان وصفنا أي الحق بما وصف به نفسه من جميع الوجوه) فلابد ماذا؟ فارق بين من ومن؟ بين الحق والخلق، بين الخالق والمخلوق، بين الواجب والممكن.
وبتعبير قراني بين الغني والفقير، يقول الآن هنا التفتوا إلى عبارته، يقول لما كان من كلماته السابقة يشم رائحة التشبيه الآن مباشرة دفع دخل مقدر ماذا يريد ان يفعل يريد ان ينزه (لما شبه في الأول اراد ان ينزه الحق هنا) ولذا هو غير قائل بالتشبيه التي هي نظرية التجسيم، ولا قائل بالتنزيه الصرف، الذي يجعل الله جالس فوق السلسلة فاذا كان له حاجة وغرض يحرك راس الحبل لماذا؟ لأنه تنزيه مطلق موجود هنا أم غير موجود؟ اذا قلنا تنزيه مطلق؟ بعد غير موجود هو موجود في المجرد فقط، بعد موجود هنا؟ بعد {وهو معكم} له معنى أم لا؟ لا معنى له، بعد >داخل في الأشياء لا بممازجة خارج عنها لا بمزايلة لها معنى أم لا معنى له؟ لا معنى له.
إذن لا هو قائل بالتشبيه المطلق ولا هو قائل بالتنزيه المطلق، ولعله هذا يرجع إلى الروايات التي اقلت >اخرجوه من حدي التشبيه والتعطيل وبعد ذلك تكلموا< لأنه أنت عندما تنزهه تعطل كل عمله فليس هو الفاعل، ولذا المعتزلة قالوااذا عدم يؤثر أم يؤثر ؟لايؤثر.
قال (اراد ان ينزه هنا ليجمع بين التنزيه والتشبيه على ما هو طريقة الانبياء وليس ذلك الفارق) ما هو الفرق بين الخالق والخلق بين الخالق والمخلوق بين الواجب والممكن، قال ليس الا في كلمة واحدة غناه هذه الجملة المعروفة وفقرنا، هذه خطأ هذه الجملة، لماذا؟ دع ذهنك هنا، تارة زيد غني وعمر فقير، ولكن هذا الفقير صحيح فقير، ولكنه فقير لزيد أم هو فقير؟ يمكن زيد يعطيه أو عمر يعطيه، ويمكن غير شخص يعطيه، اذن صحيح هذا فقير ولكن هذا لا يفتقر إلى هذا الغني.
إذن ليس غناه وفقرنا، لا ابدا، بل غناه وافتقارنا اليه، وليس غناه وافتقارنا، هذا هو الفارق، لا اعلم الفارق واضح أم لا؟ فرق كبير جدا، وليس الفرق هذا غني وهذا فقير، وهذا نفسه هذا ماذا؟ لا ليس كذلك، هذا غني وهذا ليس فقير، هذا مفتقر اليه يعني يوجد طريق لملئ فقره الا هذا أم لا يوجد طريق؟ لا الا هذا.
ولذا نظروا إلى العبارة كم هي دقيقة، حتى تعرفون بان عندما يدّعي بانه هذه انا رسول الله قالهن لي، واقعا بعض الاحيان تجد النصوص محسوبة مثل الرياضيات، لا يمكن لانسان متعارف في الوسط العلمي يتكلم بهذه اللغة.
قال (وليس ذلك الفارق الا افتقارنا اليه في الوجود) وليس غناه وفقرنا (وتوقف وجودنا عليه لامكاننا وغناه عن مثل ما افتقرنا اليه) انظروا ثلاث مرات يؤكد هذه الحقيقة.
(احد الحاضرين):….
ج/ لا اعلم من هي؟ لا توجد مشكلة، ولكن يريد ان يؤكد حقيقة واحدة، يريد ان يقول ليس فقط غني وفقير، يريد ان يقول ان هذا الفقير فقير مفتقر إلى من؟ انا ليس الآن هذه الجمل معنى واحد أو ثلاثة معاني، اريد ان اقول ثلاث مرات يقول ليس فقرنا، بل افتقارنا اليه، والان شيخ سعد قال غناه وفقرنا، وهذا اين متعارف، الله غني ونحن ماذا؟ لا، هو يقول هذا غير كافي لاثبات العلاقة، العلاقة بين الله وبين خلقه، ليس غنى وفقر، بل العلاقة هي علاقة الغني والفقير اليه، وفرق كبير بين الغى والفقر، وبين الغني والفقير اليه.
قال (الا افتقارنا اليه في الوجود، وتوقف وجودنا عليه، لامكاننا وغناه عن مثل ما افتقرنا اليه) هنا التفتوا لي جيدا، وهذا البحث كما تعلمون بحث قراني {يا ايها الناس انتم الفقراء إلى الله والله وهو الغني الحميد} فما هي العلاقة القائمة بين الغنى والفقر، مولانا مشكلة هنا :
1- انه علاقة المتضادين، هذين اثنين هما صحيح؟ ولا تخرج عن اقسام التقابل الاربعة :
1- اما متضادان.
2- أو متضائفان.
3- أو عدم وملكة.
4- أو نقيضان.
من الواضح انهما ليسا ضدين، والا كيف يعقل ان يصدر الضد من الضد، ومن الواضح انهما ليسا من المتضائفان، لأن هذا صادر من ذاك، والمتضائفان متكافئان، اذن العلاقة ماذا تكون؟ اما عدم ومكلة أو نقيضان إذن الممكن موجود أو معدوم؟ واويلاه إذن ما بقي شيء, هذه مشكلة عويصة إنشاء الله في غد.
والحمد لله رب العالمين