نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (104)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: (وليس ذلك الفارق الا افتقارنا اليه في الوجود وتوقف وجودنا عليه لامكننا وغناه عن مثل ما افتقرنا اليه، وانما حصل الفارق في افتقارنا وغناه، لأن غيرهما ايضا عائد اليهما سواء كان وجوديا أو عدميا )….

    كان الكلام في انه ما هي النسبة، اولا انه اثبت ان هناك كثرة وفارقا وتميزا وغيرية بين الخالق والمخلوق خلافا لما يتهم به اصحاب نظرية الوحدة الشخصية، حيث قيل فيهم انهم لا يؤمنون بالكثرة، هنا واضح من هذه الكلمات انهم يؤمنون بالكثرة ويؤمنون بالغيرية ويؤمنون بوجود الفارق بين الخالق والمخلوق، ولكن لو سألنا ما هو هذا الفارق؟ قالوا ان هذا الفارق هو انه هناك غني وهناك مفتقر إلى هذا الغني، لا ان الفارق بينهما غني وفقير، لا وانما كما بيّنا بالامس هناك غني ومفتقر إلى هذا الغني.

    من هنا يأتي هذا التساؤل وهو: ما هو هي النسبة الموجودة بين هذين الطرفين، يعني الغني والمفتقر اليه، المفتقر إلى الغني، قالوا في محله ان النسبة اما ان تكون، أو بعبارة اخرى التقابل اما ان يكون تقابلا تضايفيا، أو تضاديا، أو عدم وملكةاو تناقض، واتصور هذا المعنى الاخوة درسوه في نهاية الحكمة في صفحة (145) الفصل الخامس من المرحلة السابعة في الغيرية واقسامها.

    هناك قال: [والتقابل ينقسم إلى اربعة اقسام وهي والاصوب في ضبط الاقسام ان يقال: اما واما ] يخرجه بنحو ان يكون بين منفصلات حقيقية فتنتج هذه الاقسام الاربعة، من هنا طرح هذا السؤال كما طرحنا بالامس، وهو انه ما هي اذن العلاقة بين هذين الغيرين، يعني الواجب والممكن الغني والمفتقر اليه من الواضح، انه لا يعقل ان تكون الغيرية بينهما والتقابل بينهما، تقابل التضاد، لأنه من الواضح ان المتضادين احدهما يدفع الاخر، لا مولانا ليس فقط غير الاخر، ذاك التخالف، احدهما يدفع الاخر، يعني اذا كان هذا الجسم ابيض يدفع ان يكون اسود لا غير الاخر، والا الآن تعالوا إلى التمر فان سواده وحلاوته احدهما غير الاخر، ولكن يدفع الآخر ما لا يدفع الخر؟ لا تمر اسود وحلو.

    اذن الغيرية التقابلية في المتضادين احدهما يدفع الآخر يمنع الآخر في المتضايفين ماذا؟ احدهما يكافئ الاخر، والمتضايفان كما قراتم متكافئان قوة وفعلا وجودا وعدما إلى غير ذلك، بعد ماذا يوجد عندنا؟ عندنا الملكة وعدمها الملكة وعدمها وعندنا المتناقضان، صار واضح أم لا؟

    الان ناتي إلى هذه الاقسام الاربعة نطبقها على الغني والمفتقر اليه متضادان مستحيل، يعني الله سبحانه وتعالى يدفع الممكن أو الممكن يدفع الواجب، لا هذا يدفع ذاك ولا ذاك يدفع هذا، محال اصلا هذا، التضاد غير معقول، امران وجوديان يستحيل تعاقبهما إلى آخر الذي يذكروه في التضاد، متضايفان محال لأنه لانهما غير متكافئان، وهذا بحثه سياتي ان شاء الله تعالى.

    اذن يرجع إلى ماذا ؟اما نقيضان واما ملكة وعدم، ملكة وعدم أو نقيضان في النتيجة انا اصير امر وجودي أم امر دعمي؟ انتم تقولون امر عدمي وهذا خلاف الوجودان خلاف البرهان خلاف الشرائع خلاف الثواب والعقاب، خلاف كل شيء، اذا انا كنت امرا عدميا، الآن بعد لا فرق بين ان اكون امرا عدميا مثل العمى الذي هو عدم ملكة أو اكون مثل العدم المطلق بالنتيجة انا امر عدمي، ويكون في علمكم جملة من الاعلام لا اريد ان اذكر اسماء، جملة من الاعلام صرحوا اساسا يستحيل ان يكون عدم وملكة، لماذا؟ لأن العدم والملكة ماذا؟ يعني من شأنه ان يبصر ولا يبصر، الممكن ليس فيه شأنية الوجود متساوي النسبة إلى الوجود والعدم، أين توجد فيه شانية، اذن ينحصر الامر في ماذا؟ بالنقيضين، اذن الله موجود والممكنات معدومة، تقول له زيد وبكر وعمر وسماء؟ فيقول: كثانية ما يراه الاحول انتهت القضية، كيف مخرجهم من هذا البيان؟

    الجواب: اخواني الاعزاء المخرج منه ان هؤلاء مع الاسف الشديد بحسب فهمي لا اقل القاصر، ان هؤلاء لو كانوا قد جاءوا إلى نفس تعريف التقابل وعرفوا المقسم لهذه الاقسام الاربعة لوجدوا بان القسم الذي تحته هذه الاقسام الاربعة اساسا يشمل المقام أم يشمل المقام؟ لا يشمل المقام، كيف؟ دعوا اذهانكم هنا.

    اذا تتذكرون نحن في المنطق كيف دخلنا إلى البحث؟ قلنا ان من عوارض الكثرة الغيرية، اذا كانت هناك كثرة يعني يعني توجد غيرية، هذه مقدمة، وكل غيرين متقابلين؟

    الجواب: كلا.

    ولذا هم قالوا وتنقسم الغيرية إلى ذاتية والى غير ذاتية، في المنطق هذا تتذكرونه ان شاء الله ان الغيرية بعبارة واضحة بين الواجب والممكن ثبت التقابل أم ثبتت الغيرية؟ الغيرية احسنتم، وكل غيرية يعني تقابل، لا فان الغيرية قد تكون تقابلية وقد تكون غير تقابلية، هذا الذي يعبر عنه ذاتية وغير ذاتية يعني الغيرية قد تكون تقابلية وقد تكون غيرية، ولكن متقابلة أو غير متقابلة؟ غير متقابلة.

    ولذا انا الآن ضربت مثال، قلت بين الحلاوة وبين السواد توجد غيرية أم لا؟ ولكن متقابلان؟ لا، اذن ليس كل غيرية يعني تقابل، بل الغيرية منقسمة إلى ذاتية يعني تقابلية، يعني احدهما يقابل الاخر، يعني احدهما يجتمع مع الآخر أم لا يجتمع؟ لا يجتمع، هذه الغيرية الذاتية أو التقابلية، والثاني ماذا؟ الغيرية ولكن غير الذاتية، يعني ماذا؟ يعني غير التقابلية، يعني توجد غيرية، ولكن متقابلان أم ليسا متقابلين؟ ليسا متقابلين، لا اعلم واضح هذا المعنى، فمن يريد ان يطبق هذه الاقسام الاربعة وهي التضايف والتضاد والتناقض والعدم والملكة، لابد في الرتبة السابقة ان يثبت ان الغيرية بين الواجب والممكن غيرية تقابلية ذاتية ثم يقول: أي واحد من هذه الاقسام، وهذا ثبت إلى الآن أو لم يثبت؟ لم يثبت، كل الذي اثبتناه الغنى والفقر، وبين الغنى والفقر وماذا يوجد؟ غيرية، اما هذه الغيرية هل هي بنحو التقابل فتكون تضاد تضايف عدم ملكةتناقض، أو لا تكون بنحو التقابل، فتنطبق عليها احد الاقسام الاربعة، تكون مصداقا أو لا تكون مصداقا؟ لا تكون مصداقا، ونحن في تمهيد القواعد ماذا قلنا ان الغيرية دائما تقابلية، أم على قسمين :

    1- تقابلية.

    2- واحاطية.

    التمايز غيرية يعني، تتذكرون في تمهيد القواعد قلنا ان التمايز على نحوين:

    1- تمايز تقابلي

    2- وتمايز احاطي

    والتمايز التقابلي اما واما واما واما، اما التمايز الاحاطي هل ينطبق عليه احكام التمايز التقابلي أو لا ينطبق؟ لا ينطبق، لذا في تمهيد القواعد لابن تركة هناك في صفحة (240) بحسب طبعة شيخنا الاستاذ حسن زادة هناك قال: [وهي ان التعين انما يتصور على وجهين :

    1- اما على سبيل التقابل

    2- أو على سبيل الاحاطة

    لو كان عندك عام وخاص عندك كل وجزء، الكل والجزء واحد أم اثنان؟ اثنينية، يعني غيرية لو وحدة؟ تمايز أم عدم تمايز؟ جيد، أي قسم من اقسام التمايز؟ تضاد أو تضايف أو عدم ملكة أو نقيضان؟ لماذا هذه احاطي هذا، وهذه المغالطة، لو انا اسال هكذا اقول بين الكل والجزء ما هي النسبة، تضاد أو تضايف أو عدم ملكة؟ الذي غير ملتفت يجد هذا حصر عقلي لابد ان لا يخرج عن احدها، لا يعلم ان مقسم التقابل ومقسم هذه الاربعة هو الغيرية التقابلية، ثبت العرش ثم انقش، ثبت ان الكل والجزء غيريتهما تقابلية ثم اسأل أي واحد منها، اما اذا ثبت ان التمايز ليس تقابلي بل تمايز ماذا؟ بنحو آخر سمه ما شئت.

    اذن لا معنى لأن تسال تضاد أو تضايف او، هذا من قبيل هذه المغالطة المشهورة وهو انه الديك وقف على الجدار فباض بيضة فهذه البيضة لنا أم لهم؟ الذي غير ملتفت يقول: لا هذه لصاحب الديك، اما الملتفت يقول: له أنت ثبت ان الديك يبيض ثم بعد ذلك نتشاجر البيضة لنا أم للجيران، انتم ثبتوا انكم عندكم سيادة واستقلالية          وحرية وبعد ذلك تشاجروا على مجالس المحافظات أو على مجلس النواب أو على شيء آخر.

    إذن التفتوا لي اخوان، المغالطة هنا هو ان التمايز موجود والغيرية محفوظة، ولكن ليس كل غيرية هي غيرية تقابلية حتى نسأل انه تضاد أو تضايف أو او إلى غير ذلك، وانما الغيرية التقابلية اما واما واما واما.

    ولذا هذا البحث السيد الطباطبائي & هو طرحه في موضع آخر، انا استفدته من هناك يقول: [ الموجود اما واحد واما كثير، أي نوع من انواع التقابل بينها؟ تضايف أو تضاد أو عدم ملكة أو نقيضان، ايها؟ بين الوحدة والكثرة، الست تقول الموجود اما واحدواما كثير، والاما كما يقولون ان التقسيم قاطع للشركة، يعني توجد غيرية، أي غيرية هذه ؟

    أقول أي قسم من اقسام التقابل؟ هذه مغالطة هنا، اولا لابد ان تسأل أي قسم من اقسام الغيرية فاذا ثبت انها تقابلية اسأل أي قسم من اقسام التقابل، لا اعلم واضح أم لا؟ السيد العلامة & هناك قال: اخواني الاعزاء بين الوحدة والكثرة اساسا غيرية تقابلية لا توجد، لأنه من اقسام الوجود هو.

    (احد الحاضرين ):…..

    ج/ نعم؟ هذ ما موجود شيء آخر.

    ولذا في صفحة حتى نتمم البحث في صفحة، خاتمة في صفحة (154) آخر الفصل، [والحق انه ليس من التقابل المصطلح في شيء ] يعني بين الوحدة والكثرة ماذا؟

    [لان قوام التقابل المصطلح بالغيرية الذاتية هي تطارد الشيئين وتدافعهما بذاتيهما، ومن المستحيل ان يرجع الاختلاف والتمانع الذاتي إلى الاتحاد والتالف، وبين الواجب والممكن يوجد] تمانع ذاتي؟ اصلا كيف يصدرالضد من الضد، النتيجة [ على ان واحدا من اقسام التقابل الاربعة بما لها من الخواص لا يقبل الانطباق على الواحد والكثير ]، الواحد والكثير متضادان لا، متضائفان لا، عدم وملكة لا، نقيضان لا.

    إذن أي نوع الجواب: هذا ليس من التقابل المصطلح، هذه ليست من الغيرية التي فيها تقابل ذاتي، هذه من الغيرية التي لا يوجد فيها ماذا؟ تقابل ذاتي لأن هذه القاعدة استفدت منها في المقام، نقول انه بين الواجب وبين الممكن، بين الغني وبين المفتقر اليه، ماذا يوجد؟ توجد غيرية أم لا توجد؟

    الجواب: نعم، ألف نعم توجد غيرية ولكن أي غيرية، غيرية تدافعية تقابلية أو غيرية غير تدافعية تالفية؟ احاطية بتعبيرهم؟ لا، غيرية احاطية فان كل ما للممكن موجود لواجب، وليس كلما للواجب موجود للممكن، وفي التمايز الاحاطي اخواني مرارا ذكرنا، ليس ان الاقل يتميز عن الاكثر، بل الاكثر يميز نفسه عن الاقل ليس فيه قدر ان يميز نفسه عن الاكثر لأنه محاط للاكثر، انا ليس عندي قدرة على ان اخرج عن محوطة دائرة وجود وقدرة وفعل ماذا الواجب سبحانه وتعالى.

    ولهذا تتذكرون تلك الرواية عن الامام السجاد قال: له لا توجد مشكلة تريد ان تعصي اذهب إلى مكان لا يراك، لا تاكل من رزقه، ثم اعصه ـ لاتوجد مشكلة اذا أنت قدرت ان تخرج عن ارادته عن قدرته عن مملكته عن وجوده عن احاطته، افعل ما تشاء هو ليس عنده عمل، ولكن أنت اين تعيش؟ أنت تعيش في دائرة في هذا الوجود في هذا الحصن الالهي الكبير، هذا الحصن العام لا الحصن الخاص، >كلمة لا اله الا الله حصني < هذا الحصن الخاص، والذي قوله انا الآن الحصن العام، الوجود العام، هذه الرحمة العامة {ورحمتي وسعت كل شيء}، وواضح صار هذا المعنى؟

    إذن هذا السؤال وهو انه أي نوع من انواع التقابل بين الغني والمفتقر اللاالغني؟ هذا السؤال فيه مغالطة، وهي انه لا علاقة بهذه الاقسام الاربعة بمسألة الغني والفقير، نعم، هذا الاستثنا احفظوه من باب، نعم بين الغني والفقير يوجد عدم وملكة، لا بين الغني والمفتقر اليه، ولعل المغالطة من اين نشأت؟

    من هنا بين الواجد والفاقد، الآن اما تناقض واما عدم ملكة، ولكن النسبة بين الممكن والواجب نسبة الفقير والغني أم نسبة الغني والمفتقر اليه؟ هؤلاء عندما جاءوا إلى الفقر والغنى وجدوه يدخل اين؟ في العدم والملكة أو في التناقض، صحيح؟ فتصوروا انه العلاقة بين الواجب والممكن كالعلاقة بين الغني والفقير، لا.

    ولذا بالامس اكدنا وعبارات المتن كثيرا تؤكد انه العلاقة ليست علاقة بين الغني والفقير، بل علاقة بين الغني والمفتقر إلى ذلك، نقرأ العبارة :

    جيد سؤال: أنت من أول الاسفار إلى آخر السفار تقول كل الصفات الثبوتية ترجع إلى الغنى، وكل الصفات السابية ترجع إلى الفقر والنقص، صحيح أم لا؟ قال: (وانما حصر الفارق) يعني في المتن (في افتقارنا وغناه) انظروا إلى العبارة كم هي دقيقة، يعني في افتقارنا اليه، لا في الفقر والغنى، بافتقارنا اليه وغناه، يقول: لماذا حصل الفارق هذا، وتوجد فوارق اخرى كثيرة، ذاك لا متناهي هذا متناهي، ذاك قائم بذاته، خمسين فرق يوجد ألف فرق يوجد، يقول: لا كل تلك الفروق مرجعها إلى هذا الفرق.

    ولذا القران الكريم ايضا وضع يده على ماذا؟ على هذا الفرق قال: {يا ايها الناس انتم الفقراء} والناس من باب المثال، باعتبار هو محل ابتلائنا، هو الذي يطغى هو الذي يتجبر، والا باقي الموجودات لا تطغى ولا تتجبر ولا تخرج عن حيطة ارادة ربها، انا وانت الذي ندعي {انا ربكم الاعلى} وكلا يدعي يكون في علمك، بعضهم يصرح، وبعضهم لا يصرح، الا من عصم الله الذي لا يدعي انا ربكم الاعلى، كل بحسبه على قدر دائرته.

    الان قد تكون الدائرة صغيرة وقد تكون الدائرة كبيرة، والا هذه الحالة الفرعونية، وهذه الظاهرة الفرعونية، تجدون القران اكد عليها لأنه هذه واحدة من مظاهر النفس الانسانية، لماذا؟ باعتبار ان الله خلق ادم على صورته، وعندما حلقه على صورته هذه الصورة الحقيقية ماذا فيها؟ فيها انا، فيها الله.

    اذن هذه ايضا موجودة، هذا الذي اراد من الانسان ان لا تظهر فيه وكماله في هذا اذا هذه لا يطغى عليها وكل النقص اين في هذا، ولذا قلنا مرارا بانه ابليس لم تكن مشكلته في انه لم يسجد، يوميا ملايين الناس يسجدون أم لا؟ لا يسجدون، لكن ابدا لم يقل احد منهم {وان عليك لعنتي إلى يوم الدين} ابدا ولم يقله الله لاحد هكذا ولكن لمن قال؟ لابليس، لماذا قال؟ مرارا قلنا لماذا قال: له؟ قال: لأنه ابليس لسان حاله حقيقة في واقعة قصة غير قصة ليس بمهم، قال: انا، هذا شخص يقف امام رب العالمين يقول: له انا؟

    ولذا انتم تجدون اهل البيت ^ في عموم خطاباتهم مع الله، ليس معنا، في عموم خطاباتهم هذه انا باي لغة موجودة؟ بلغة العجز الفقر الجهل الضعف الوهن >انا الذرة أو دونها< هكذا يتكلم، عند ذلك أنت تفهم بانه لماذا؟ لأنه كاملا اخذ العبرة والدرس ممن؟ من ابليس، لا، من ابليس ماخذ الدرس لأنه يعلم بانه هذه الانا الانانية امام الله اصلا تسقط الانسان عن كل شيء.

    لذا العرفاء واهل المعرفة واهل السلوك، يقولون الانسان اذا اراد ان يسلك إلى الله، واذا اراد ان يبعث هدية إلى الله، لابد ان يبعث هدية إلى الله التي هي ليست عند الله، وما الذي لا يوجد عند الله؟ فقر لا يوجد عنده، اذهب له وقل له انا فقير، يفرح بك >يا فاقد كل مفقود < الله كم هي جملة عظيمة هذه في الادعية، >يافاقد كل مفقود< كل مفقود أنت واجد له أم فاقد له؟ المفقود واجد له؟ فاقد للمفقود، يعني كل نقص أنت فاقده لا يوجد عندك، وانت ابعث بنقصك هدية له، فقد بعثت اليه شيء هو عنده أم لا؟ ليس له، فيعطيك في قباله، يجعلك سيد العالم، كما فعل باهل البيت ^، والنبي ’، هؤلاء ماذا فعلوا؟ هؤلاء بعثوا العبودية عند الله.

    ولذا قلت مرارا وتكرارا، ان أول مقال: عند الاولياء والاوصياء هو مقام ماذا؟ يعني من هنا يبدأون اتخذه عبدا ابراهيم ثم نبيا رسولا امام فلما جعله قال: له ماذا؟ {اني جاعلك للناس اماما} هذه الجملة هذا الغنى والفقر.

    (وانما حصر الفارق في افتقارنا وغانه، لأن غير الفقر والغنى ايضا عائد اليهما) سواء كان ذلك الغير وجودي أو عدمي كله اين يرجع؟ اذا وجودي يرجع إلى الغنى، واذا عدمي يرجع إلى الفقر والنقص.

    (فبهذا) هذه فبهذا لما بين، تفريع اخواني الاعزاء، لأنه قال: (الا افتقارنا) هذا تفريع انه يفرع، الآن وجه التفريع ما هو؟ وماذ يريد ان يقول: في التفريع يقول: وبهذا يتضح لكم ان كل ما يتصف به الفقير فالغني يتصف به أو غني عنه؟ غني عنه، عجيبة هذه، اذا صار هو غني، والباقي فقر فكل كمال في الفقير وصف له أو ليس وصفا له؟ ليس وصفا له، لأن هذا مربوط بالفقير وهو غني عنه، ويضرب مثال، انظروا إلى هذا المثال كم هو جميل ودقيق، ما هي افضل صفة لافضل مخلوق في عالم الامكان؟ هي الاولية.

    ولذا رسول الله ’ يفتخر بالاولية يقول: أول ما خلق من؟ هذه صفة كمال أم نقص؟ رسول الله ’يفتخر أم يذكر صفة نقص له؟ يفتخر انه أول موجد انا >اول ما خلق نور نبيكم< >اول ما خلق العقل < أول اول اول، هذه الأولية التي هي افضل كمال في عالم الامكان موجودة لله أم مسلوبة عنه؟ مسلوبة عنه، لماذا؟ باعتبار ان هذه الأولية معناها ماذا؟ مسبوقية بالعدم يعني لم اكن الله أول موجود اخرجه من كتم العدم إلى الوجود من هو؟ انا، والله متصف بهذا الوصف أم لا؟

    اذن هو الأول هذه صفة ايجاب للحق أم صفة سلب؟ يسلب عنه أم ينعت به، احسنتم؟ لالالا نحن نتكلم في هذا المعنى، والمعنى الآخر نعم، بنحو الاشتراك اللفظي، غير هذا المعنى نعم صحيح، ولكن هذه الأولية صفة سلب له أم صفة اثبات له؟ صفة سلب، اذا اردت ان اقرب المطلب إلى ذهن الاخوة >حسنات الابرار < ماذا تكون سيئات المقربين، ونحن افضل المقربين من هو عندنا، خاتم الانبياء واهل بيته ^ هنا حسنات المقربين تكون سيئات خالق المقربين، نواقص خالق المقربين، هذه اضيفوها يقينا ما كانت في معلوماتكم هذه اضيفوها إلى معلوماتكم ،حسنات الابرار سيئات القربين، الآن تعالة إلى حسانت ماذا؟ وافضل حسنات ماذا المقربين ما هي؟ الأولية أول ما خلق، هذه الأولية يوصف الواحب بها أو تسلب عنه، نعت ايجابي أم نعت سلبي؟ نعت سلبي.

    إذن وحسنات القربين نقائص عنمد خالق المقربين، لا اعلم واضح هذا المعنى؟

    ولذا انتم التفت إلى العبارة يقول: (فبهذا )هذا التفريع لماذا هذا التفريع؟ يقول: لأنه غني ولا معنى لأن يكون صوف من اوصاف افقر كمالا لمن للغني (فبهذا صح له الازل والقدم الذي اتفت عنه الاولية)، يقول: هو ازلي وابدي وقديم واول واخر، ولكن أول لا أول له مع انه أول ولكنه يسلب عنه الاولية، يعني اثبات الأولية شيء بمعنى فلهذا يكون الاشتراك اشتراك ماذا؟ اشتراك لفظي، اولية الصادر الأول واولية الحق تعالى، و هذا نفس المعنى الذي اشرنا اليه اذا تتذكرون قلنا ان الحق سبوح قدوس، ما معنى سبوح قدوس؟

    قلنا سبوح عن كل النقائص، وقدوس عن كل الكمالات الموجودة في الممكن اذا تتذكرون هذا المعنى بشكل واضح وصريح، اين اشرنا اليه؟ تتذكرون أم لا؟ في صفحة (257) اقل (والتسبيح اعم من التقديس والتقديس لأنه فلان والتقديس تنزيهها عنها وعن الكمالات اللازمة للاكوان) بينا هذا البحث مفصلا.

    قال: (انتفت عنه الأولية التي) الأولية ما هو معناها قال: (التي لها افتتاح الوجود عن عدم فلا تنسب اليه الأولية) هذه ال ألف واللام يا ألف ولام؟ العهدية، هذه الأولية التي تفتتح عن عدم (فلا تنسب اليه الأولية مع كونه هو الأول والاخر) اذن الأولية المتعارف عندنا نعت ايجابي أم نعت سلبي له؟ يسلب عنه تعالى.

    تعالوا معنا إلى صفحة (243) يقول: (والفرق بين ازلية الاعيان والارواح، وبين ازلية المبدع اياها، ان ازلية الحق تعالى نعت سلبي، ينفي الأولية بمعنى انفتاح الوجود عن العدم) لأنه عين الوجود اما (وازليتها دوام وجودها إلى غير ذلك) لا اعلم واضحة العبارة إلى هنا.

    يقول: (أي بسبب هذا الغنى) أي غنى؟ الذي هو غني والباقي مفتقر اليه (بسبب هذا الغنى صح له ان يكون ازليا وابديا وقديما في ذاته وصفاته، وانما وصف الازل والقدم بقوله) ماذا؟ قيده بهذا الازل (الذي انتفت عنه الأولية بمعنى افتتاح الوجود عن العدم ).

    اذن وجوده مسبوق بالعدم أم غير مسبوق؟ وهذه اهم صفة في الواجب مرارا ذكرنا انه >سبق العدم وجوده < اما بخلاف أي موجود آخر فهو مسبوق بماذا بمرتبة هو موجود أم معدوم؟ معدوم لا يمكن ذلك، قال: (لان الاعيان والارواح ايضا ازلية لكن ازليتهاوقدمها) العبارة فيها ما فيها، لا.

    تتذكرون نحن قلنا الارواح ليس قدمها زماني، بلحاظ وجودها المادي قدمها زماني، ولذا في صفحة ارجعوا مرة اخرى(242) قال: (واما حدوثه الزماني فلكون نشاته العنصرية مسبوقة بالعدم الزماني) المهم

    قال: (لا ذاتية وازلية في الحق ذاتية لغناه في وجوده عن غيره، فانتفت الأولية منه بمعنى افتتاح الوجود عند العدم، فلا تنسب اليه الأولية بهذه المعنى) باي معنى بالمعنى الذي تنسب إلى الاروح الصادر (كما تنسب إلى الارواح والاعيان كما قال: >اول ما خلق الله العقل أي أول ما افتتح من العدم إلى الوجودالعقل لكونه مسبوقا هذا العقل بالعدم الذاتي وان كان مسبوقا بالعدم، غير مسبوق بالعدم الزماني) فقط اقرأ لك جملة واحدة من كلام امير المؤمنين× حتى عند ذلك تتضح بان هؤلاء     اذا هذه المطالب لم يروها هناك كيف استطاعوا ان يتكلمون بها بهذا الشكل، واقعا كيف؟ لماذا غيرهم لم يستطع، ان يتكلم هكذا وهؤلاء حققوا هذه المطالب في عقيدتي هؤلاء بشكل آخر وصلت اليهم معارف، من جهة نهج البلاغة كانوا اهلا لهذه المعارف، والا نهج البلاغة مضى عليه ألف واربعمائة سنة، بيد العلماء الشيعة، لا، علملاء الشيعة، عندما يصل إلى هذه الجملة تجده يستطيع ان يميز بين نحوين من الأولية التي هي سلبية وايجابية أو لا يستطيع؟

    في الخطبة رقم (101) وهي احدى الخطب المشتملة على الملاحم يقول: >الحمد لله الأول قبل كل أول < وهذه ليست بمشكلة هذه تنسجم عمومي >والاخر بعد كل اخر< محل الشاهد هذه الجملة، دع ذهنك هنا >وباوليته وجب ان لا أول له < هم أول وهم ماذا؟ كيف أول ولا أول له؟ هذه الجملة اشرحها كيف؟

    الجواب: لا أول له المعنى الذي افتتاح أول بمعنى آخر >وباوليته< ليس باوليته يعني قال: هو أول كل شيء، وهذا الأول الذي قبله عدم ثم صار اول، هو أول الاول، هذه ليست مشكلة، لأنه هو قبله لا يوجد أول والا قبله يكون ماذا؟ قد يكون عدم، اذا كان أول فلماذا يصير أول يصير أول الأول الرسول يكون أول الثاني، ولكن اول، الأول من هو؟ ولكن هذا ليس معناه انه ايضا مسبوقا بالعدم.

    فإذن ما معنى هذه الجملة >وباوليته وجب ان لا أول له < يعني بالاولية التي هو بها يعني غير المسبوقة بالعدم، ثبت انه لا أول له الذي هو مسبوق بالعدم.

    (بل ينسب اليه الاولية، بل ينسب الأولية اليه بمعنى آخر) اذن الأولية بين الواجب والممكن بنحو الاشتراك اللفظي (بل ينسب الأولية إلى الواجب بمعنى آخر) ما معنى الاولي؟ (وهو كونه مبدأ كل شيء) واذا صار مسبوق بالعدم لا يمكنه ان يكون هو مبدأ كل شيء، لأنه اذا صار مسبوقا بالعدم هذا معناه انه يكون محدودا واذا صار محدودا صار ممكنا، لا يوجد طريق، هذا بيناه في أول الالهيات الجزء الخامس، قلنا الواجب لابد ان يكون لا متناهي، وبمجرد ان يكون متناهي ماذا يكون؟ محدود بالعدم مسبوق معدوم، فيكون متساوي النسبة في الوجود والعدم، برهانه هناك تقدم.

    قال: (وهو كونه مبدأ كل شيء) الاخرية ماذا يكون معناها؟ احسنتم منتهى ماذا؟ يعني المآل كله اليه كما كان المبدا منه {انا لله وانا اليه راجعون} هذه افتحوا شارحة (كما ان) هذه فقط لبيان معنى الاخرية اعتراضا، جملة اعتراضية (كما ان آخريته عبارة عن كونه منتهى كل شيء ومرجعه) ورجع ذلك الشيء، اغلقوا الشارحة.

    هناك معنى آخر للاولية (او كونه) يوجد احتمالين لكن الاحتمال الادق هذا الذي اقوله :

    الاحتمال الاول: نقراها (او كونِه) فيوكن عطفا على من؟

    (احد الحاضرين):…..

    ج/ لا فيكون عطف على (عن كونه) الذي هو معنى الاخرية، الم يقل عن كونه أو كونه، فاذا قلنا أو كونه معطوفة على كونه عن كونه فيصير معنى ثاني للاخرية، ولكنه الاحتمال الاقوى انه تقرأ أو كونُه فتكون عطفا على ماذا؟ وهو كونه، فيكون معنى ثانٍ للاولية.

    ولذا قلت هذه اجعلوها بين شارحتين، فالجملة هكذا تكون (بل ينسب الأولية اليه بمعنى آخر وهو كونُه مبدأ كل شيء، أو كونه) لا اعلم واضح أم لا؟ (او كونه في مقام احديته بحيث لا شيء معه كما قال: عليه السلام >كان الله ولم يكن معه شيء<) ما معنى الاول؟ يقول: معنى الأول يعني مبدأ كل شيء هذا الاحتمال الأول.

    المعنى الثاني للاول: لا شيء معه.

    الان لماذا فسره بالاحدية لأنه في الواحدية اسماء وصفات وأعيان موجودة إذن معه أو هناك شيء؟ معه شيء, ما أدري واضح صار هذا.

    كم بقي من الوقت (كلام أحد الحضور) هذا اتركوه توضيح يحتاج إلى غد.

     

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2016/12/14
    • مرات التنزيل : 2706

  • جديد المرئيات