بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قال: (بل ينسب الأولية اليه بمعنى آخر وهو كونه مبدأ كل شيء)
قلنا في البحث السابق انه بعد ان بيّن هذه المسألة بيانا يشم منه رائدة التشبيه، دخل في بحث آخر وهو التنزيه، حتى يكون الحق تعالى بين التشبيه والتنزيه، وهذا ما اشار اليه في آخر صفحة (281) قال: (لما شبه في الأول اراد ان ينزه هنا ).
يعني بعبارة اخرى: هو هنا بصدد بيان سبح قدوس، يعني التنزيه، وبيان الماتن بيان دقيق وعميق ايضا، بدأ في تنزيه الحق من افضل الكمالات الموجودة للممكن، فاذا كان الحق منزه عن اكمل كمالات الممكن فمن باب الاولوية القطعية انه منزه عن باقي الكمالات ما هي اكمل الكمالات الممكن؟ هي انه اول.
ولذا انتم تجدون واحدة من اهم مقامات الرسول الاعظم ’ انه ما هو؟ انه أول >اول ما خلق نور نبيكم< هذه من اهم كمالات الخاتم وهي الوساطة في الفيض والحق تعالى منزه عن هذا المعنى من الاولية، وهذا معنى قدوس اذا تتذكرون.
فيما سبق قلنا: ان الحق منزه عن كل النقائص، بل ومنزه عن كل الكمالات الممكنة والمحدودة الثابتة لمن؟ الثابتة للموجود الممكن والتي منها كمال الاولية، أول ما خلق نور نبيكم، ما هو المراد من الاولية؟
يعني انه أول موجود وجد بعد العدم، يعني أول موجود افتتح به الوجود بعد ان لم يكن موجودا.
ولذا عبارة المتن اذا تتذكرون، قال: (فبهذا صح له الازل والقدم ذلك الازل والقدم الذي انتفت عنه الأولية) يعني بذلك الازل والقدم تنتفي عنه الأولية أي اولية؟ ليس مطلق الاولية، بل الأولية الثابتة للممكن (التي لها افتتاح الوجود عن عدم، فلا تنسب اليه الأولية) اذا اردنا ان نعبر بالمعنى الامكاني، نعم تنسب اليه الأولية بالمعنى الواجبي، المعنى الامكاني الافتتاح من العدم، المعنى الواجبي هذا بحثه (بل ينسب اليه الأولية بمعنى آخر الذي هو الاشتراك اللفظي) واضح إلى هنا البحث.
قال: (بل ينسب اليه الأولية بمعنى آخر) الآن ما معنى الاولية؟ قال: (كونه مبدأ كل شيء) يعني كل شيء يبدأ منه، وليس معنى أول يعني مسبوق بالعدم، لا، لا علاقة لنا بمسبوق بالعدم أو لا، مبدأ كل شيء يعني هو الذي بدأ به، يعني {انا لله} هذا معنى للاولية، (او كونه في مقام احديته بحيث لا شيء معه)، ما معنى أول يعني لا شيء معه، وهذا تعبير لا شيء معه هذا لا تنسجم العبارة، لماذا؟ لأنه ليس كل مراتب الحق سبحانه وتعالى لا شيء معه، في الصقع الربوبي كل مراتب الحق لا شيء معه؟ اللا بشرط المقسمي اصلا ذاك لا بحث عنه لا شيء معه أو لا معه لا يمكن البحث عنه، اما في الاحدية معه شيء أم لا شيء معه؟ لا شيء معه، اما في الواحدية يوجد عمه شيء، ما هو؟ وهي الكثرة، الكثرة الاسمائية الكثرة الكثرة الاعيانية، الاعيان الثابتة ونحو ذلك.
إذن فسّر الاولية، اذا فسرنا الأولية بمعنى لا شيء معه لا ينطبق الا على مقام الاحدية، ولا ينطبق على مقام الواحدية، لا اعلم واضح هذا المعنى؟
قال: (او) هذا المعنى الآخر للاولية، لأن المعنى:
الأول للأولية: المبدا لكل شيء.
المعنى الثاني للأولية: الذي كلاهما صادق عليه تعالى، المعنى الثاني (او كونه في مقام احديته بحيث لا شيء معه، كما قال) انظروا هذه المعية، دعوا ذهنكم، هذه المعية يعني ان يكون معه اعم من ان يكون منه أو لا يكون منه، طبعا كله سوف يكون منه، ولكنه يوجد شيء معه شيء آخر، وان كان هذا الذي معه منشأه اين هو سبحانه وتعالى، قال: (كما قال: عليه السلام >كان الله ولم يكن معه شيء<).
هنا في الذيل بعد ذلك ينقل روايتين، وسوف نقرأهن بعد ذلك >كان الله ولم يكن معه شيء< التي وردت في توحيد الصدوق نقرأهن يقول: (وهذا المعنى) أي معنى؟ ليس المعنى الثاني اخواني، هذا المعنى يعني المعى الثاني من الاولية، وليس المعنى الثاني من الاولية، نحن ذكرنا ماذا؟ ذكرنا ان الأولية بالمعنى الامكاني، والاولية بالمعنى الواجبي، ثم فسرنا الأولية التي بالمعنى الواجبي بنحوين:
النحو الأول: مبدأ كل شيء.
النحو الثاني: ليس معه شيء.
هنا عندما يقول: (وهذا المعنى) مقصوده من هذا المعنى ما هو؟ مراده النحو الثاني من المعنى الثاني، أم مراده المعنى الثاني؟
الجواب: ان مراده المعنى الثاني، لا اعلم واضح أم لا؟
والشاهد عليه هذا: يقول: اذا قلنا وكونه مبدأ كل شيء، اذن معنى الآخر ماذا يكون؟ منتهى احسنتم، معنى الأول اذا كان مبدأ كل شيء، الآخر ماذا يكون؟ منتهى كل شيء، اذن الله هو الأول هو الاخر، يعني مبدأ كل شيء ومنتهى كل شيء.
سؤال: هذا مبدأ كل شيء ومنتهى كل شيء، يعني هذان امران وان الله مركب من شيء اسمه مبدأ كل شيء وشيء آخر سمه ماذا؟ هكذا؟ لا مولانا هذا باعتبار بالنسبة إلى الينا نبدا منه وننتهي اليه نقول أول واخر، والا الأول والاخر هناك ماذا؟ واحد أم اثنان؟ واحد شيء واحد.
ولذا هذه جملة معترضة، الآن كان ينبغي ان يأتي الآن بعد هذه الجملة بعد ذلك مرتبطة بالجملة السابقة، انظروا الكتاب الشرح بهذا الشكل صاير، يقول: (كما قال: >كان الله ولم يكن معه شيء<.
لذلك قال الجنيد عند سماعه لهذا الحديث والان كما قال، والان كما كان) هذه لذلك مرتبطة بجملة كان الله ولم يكن معه شيء هذه جملة وهذا المعنى شارحتين فقط يريد ان يؤيد ماذا؟ هذا المعنى الثاني للاولية الذي يرتبط بالواجب سبحانه وتعالى يقول: (وهذا المعنى يجتمع مع الاخرية) بكلا النحوين يجتمع مع الاخرية، وليس بالنحو الاول، هو مبدأ كل شيء ومنتهى كل شيء، يعني يفنى عنده كل شيء، والذي يفنى عنده كل شيء ما هو؟ مقام الاحدية.
إذن وهذا المعنى بكلا نحويه يمكن ان ينسجم مع معنى الاخرية، مع معنى الاخرية، الآن انا لا اشرحها كثير بحثه يأتي، هذه الجملة اتركوها انتم (وهذ المعنى) قال: (يجتمع مع الاخرية) اتركوها توضيحها اكثر سوف يأتي لاحقا، ولكنه تعالوا (لذلك قال: الجنيد عند سماعه لهذا الحديث والان كما كان، أي لم يتغير هذا المقام) أي مقام؟ >كان ولم يكن معه شيء< لا انه في زمان كان وبعد ذلك صار ماذا؟ لالا الآن ايضا ماذا؟ يعني مقام الاحدية الآن ايضا يوجد مع مقام الاحدية شيء أم لا يوجد؟ لا يوجد.
ولذا هذه كان زمانية أم منسلخة عن الزمان؟ اذا ولذا الجنيد اذا كان ملتفت لم يقل هذه الجملة، هو عندما سمع قوله كان الله ولم يكن معه شيء، تصور هذه كان زمانية فهذه كان فعل ماضي والان حاضر فالمستقبل كيف؟ الآن ايضا مثل ذلك، لا لا ابدا اذا فسرنا كان زمانية تحتاج إلى تتمة والان كما كان، اما اذا لم تكن كان زمانية فلا تحتاج إلى والان كما، مثل {وكان ربك غورا رحيما} وكان ربك غورا رحيما والان كيف؟
إذن هذه كان ليست زمان، هذه ليست زمانية وليست فعل ناقص، هذا من افعال الكينونة الوجودية، يعني تقول هذا الموجود هذه خصوصيته، هذه من افعال الكينونة اذا تتذكرون قرأتوها في محلها، قال: (والان أي لم يتغير هذا المقام عن حاله وان كان) هذا كله نحن مازلنا قلنا لكه (وهذا المعنى يجتمع مع الاخرية) معترضة وليست محل كلامنا فيها، بل كلامنا كله في قوله >كان الله ولم يكن معه شيء< يقول: (وان كان في مرتبة واحدية الحق معه اسماء وصفات واعيان ثابتة) ولكن هذه الاعيان الثابتة لمن؟ ليست الاكوان هناك موجودة، لا الاكوان مرتبطة خارج الصقع الربوبي، اعيان الثابتة للاكوان، نقطة.
(ويظهر هذا المقام) أي مقام؟ مقام الاحدية الذي كان الله ولم يكن معه شيء، الذي هو معنى النحو الثاني من المعنى الثاني، (ويظهر هذا المقام) القضية قضية كبروية حقيقية وليست شخصية، ليست انه القيصري وصل أم لم يصل، محيي الدين وصل أم لم يصل؟ فلان مدعي فلان بقال: أو دكان وصل أم لم يصل؟ ليس بحثنا ذاك، ذاك دليل خاص يعني المصداق.
يقول: (ويظهر هذا المقام للعارف عند التجلي الذاتي له) تتذكرون نحن كان عندنا فيما سبق:
1- تجليات ذاتية.
2- وتجليات اسمائية.
3- وتجليات صفاتية.
4- وتجليات افعالية.
قلنا التجلي الذاتي نتيجته ماذا؟ نتيجته انكشاف مقام الاحدية.
قال: (للعارف عند التجلي الذاتي له) فاذا كان هكذا العارف تجلّى الحق بذاته له، عند ذلك هذا العارف تقوم قيامته الكبرى، كم قيامة كان عندنا فيما سبق؟ ثلاثة خمسة اذا تتذكرون، كبرى صغرى كبرى صغرى، تتذكرون بعد، هذا البحث الاخوة ان شاء الله هناك تقدم في صفحة (152) تعالوا معنا إلى صفحة (152) هناك بين اقسام الساعة قال: (وكذلك للساعة انواع خمسة بعدد الحضرات الخمس وهي) إلى ان جاء في صفحة (152) في الدرس (147) قال: واخر سطر (وبازائه ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء في الله) لا حظ ليست في الفناء في الاسم الجزئي، بل في الاسم الاعظم (والبقاء به قبل وقوع حكم ذلك التجلي الذي هو للجميع على جميع الخلائق، ويسمى بالقيامة الكبرى) التي هي بالموت الاختياري، لا بالموت الاخترامي الطبيعي وتفصيله تقدم هناك.
قال: (لتقوم قيامته الكبرى فيفنى) هذا أي نعو من انواع الفناء، ننظر نستطيع ان نخرجه لكم ام؟ نعم أي نوع من انواع الفناء؟ الذي في ذهني صفحة (160) نعم تعالوا معنا إلى صفحة (160) وسط الصفحة قال: (وذلك قد يكون بزوال التعينات الخلقية، وفناء وجه العبودية في وجه الربوبية كانعدام تعين القطرات عند الوصول إلى البحر، وذوبان الجليد عند طلوع شمس الحقيقة) ثم تعال إلى صفحة (162) (وقد يكون باختفائها فيه كاختفاء الكواكب عند وجود الشمس، وقد يكون) آخر الصفحة (بتبديل الصفات البشرية بالصفات الالهية دون الذات فكلما).
إذا تتذكرون ذكرنا هناك ثلاثة انحاء من الفناء الذي عبر عنه:
1- الفناء الفعلي.
2- الفناء الوصفي أو الاسمي.
3- والفناء الذاتي.
لا اعلم واضح هذا المعنى، ولهذا لا نستطيع ان، هذه اهمية بحث المقدمات، لأن هذه كلها مبنية على تلك المقدمات التي اسسنا لها فيما سبق.
قال: (نعم لتقوم قيامته الكبرى فيفنى نفس العارف، ويفنى الخلق عند نظره) بعد يرى غير الحق أو لا يرى؟ هذه التي عبرنا عنها بوحدة الشهود، تتذكرون، وحدة الشهود التي هي غير وحدة الوجود (فيفنى ويفنى الخلق عند نظره، ثم يحصل له بعد المحو) ماذا يحصل؟ (الصحو، ثم يبقى ويشاهد) ماذا (يشاهد ربه) بماذا (بربه) لماذا؟ لأنه هذا متجاوز قرب النوافل إلى قرب الفرائض، فالعين عين إلهية (فيشاهد ربه بربه، رزقنا الله واياكم) جيد جدا، دعاء ودعاء في محله، ان شاء الله اذا لم نرزق في الدنيا، ان شاء الله نرزق اين؟ في البرزخ، في البرزخ مولانا، لأنه التكامل البرزخي له قيمة عالية؟ في البرزخ، واذا في البرزخ لم يعطونا ان شاء الله ببركة اهل البيت ^ وبشفاعتهم يرزقونا هذه المقامات اين؟ في الحشر الاكبر، إن شاء الله في الجنة في رفع الدرجات، لأن وحدة من اهم مصاديق الشفاعة يوم القيامة ليس فقط خروج من النار إلى الجنة وانما برفع درجات المؤمنين في الجنة، اهل البيت ^ هناك يستعملون الولاية التكوينية بشكل رسمي فيرفعون من يشاؤون، هنا اذ ما حصلت ان شاء الله بالبرزخ، واذا لم تكن في البرزخ ان شاء الله اين؟ في الجنة وفي الحشر الاكبر. نقطة
تعالوا معنا إلى الروايتين الواردة في المقام، أو الروايات الواردة:
الرواية الاولى: في توحيد الصدوق الباب الحادي عشر صفحة (136) الحديث الخامس، الرواية عن جابر عن ابي جعفر الباقر × قال: >ان الله تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره < كان الله ولم يكن معه احد، نورا لا ظلام فيه، وصادقا لا كذب فيه < وهذا يكشف لك عن ان وصف الصدق غير مرتبط بالاقوال فقط أو بالمفاهيم، وانما له مصاديق اوسع >وصادقا لا كذب فيه وعالما لا جهل فيه، وحياً لا موت فيه، وكذلك هو اليوم وكذلك لا يزال ابدا < هذه كان الله ولم يكن معه احد والان كما كان < هذه ثلاثتهن الامام ×، المضي والحال والاستقبال >وكذلك هو اليوم<ماذا؟ >وكذلك لا يزال ابدا <، هذه روية
الرواية الثانية: التي ينقلها عن عمار الصابي في الحاشية، وفي ذكر مجلس الرضا ×، استاذنا شيخ حسن زادة في الحاشية صفحة (282) فقال: عمران الصابي >اخبرني عن الكائن الاول< التفت جيدا، يعني الصادر الاول، الآن هذا على خلاف الاصطلاح الفلسفي، باعتبار ان الكائن لا يطلق الا على الموجودات المادية اما الموجودات غير المادية فلا يطلق عليها بحسب الاصطلاح الفلسفي كائنات وانما يعبر عنها بالمبدعات، ولكن الامام × غير ملزم باصطلاحات الفلاسفة، هو يتكلم كما يشاء نحن ملزمين باصطلاحاتهم، >اخبرني عن الكائن الاول، وعما خلق قال: سألت فافهم، اما الواحد فلم يزل واحدا < يعني الحق >كائننا لا شيء معه، بلا حدود ولا اعراض، ولا يزال كذلك < >كان الله ولم يكن معه شيء < والان ماذا؟ ولا يزال ليس معه شيء، دع ذهنك هنا، هؤلاء القائلين بدوام الفيض كيف يحلون هذه الرواية؟
العرفاء حلّوها من خلال مقام الاحدية وخلصوا، واما الذي لم يقول: بهذا التقسيم احدية وواحدية والى ما شاء الله، هذا ولم يكن معه شيء كيف يحلونها؟ ما هو حلها؟ كان الله ولم يكن معه شيء ولا يزال كذلك.
إذن هذه السماوات والارض والجنة والنار وانبياء ومرسلين وقوس نزول وصعود وملائكة ومقربين وانبياء وكروبيين، ماذا اذن؟ من هؤلاء؟ اذا الآن ليس معه شيء؟
يقولون: نعم، هذا لا يمنع دوام الفيض، التفتوا، هذا جواب الحكماء وليس جواب العرفاء، العرفاء قلت لكم حلوها هذه الرواية باي طريق؟ سجلهن هذه شيخ سعد ، هذه الروايات حلّها العرفاء قالوا في مقام الاحدية يوجد معه أم لا يوجد معه؟ كان والان ولا يزال، اما الحكماء ليس عندهم هذا التقسيم احدية وواحدية، بل عندهم الله وعندهم فعله، وكيف لم يكن معه شيء، يقولون الرواية عبرت معه ولم تقل منه، يعني في عرضه يوجد معه احد أم لا؟
الان في عرضه يوجد احد، والى مع ان الفيض من حيث الانتهاء منتهي أم لا؟ لا غير منتهي، ولكن معه أم منه؟ منه، الرواية لا تنفي منه؟ بل تنفي معه، والمعية ما هو معناها؟ يعني عرضية، لا اعلم استطعت ان اوصل المطلب أم لا؟ يعني أنت لو اشكلت على القائلين بدوام الفيض، هذه الروايات ما هو تفسيرها، فها تفسيرين: هذا التفسير الأول للحكماء، التفسير الآخر ذكره العرفاء، والعرفاء ذكروا تفسيرا آخر، الذي هو ذلك التفسير الخطر، يقول: نعم كل ما تتصوره معه وهم، لا شيء معه، هذا وهمك يتراءى لك انه ما؟ ليس في الدار غيره، لا يوجد شيء.
اذن زيد وعمر وبكر، يقول: تتوهم وجود زيد وعمر وسماء وارض، نعم يوم تقوم القيامة الكبرى ويحصل كذا ذلك الوقت تفهم انه أنت كان الذي تقوله معه أو منه ما هو {سراب بقيعة يحسبه الضمآن} ليس له واقع وهمي، كثانية ما يراه الاحول لا يوجد شيء، هذا تفسير وهو تفسير خطر جدا الالتزام به مشكل بل لا يمكن، ايات وروايات وظهورات ووجدانيات، وان كان يوجد القائل، بل القائلين كثيرن موجودين، اقوياء من الناحية الفلسفية، لا تتصورون، معاصرين وغير معاصرين انا ذاكر هذا المعنى مرارا يلتزمون بهذا يقول: كل شيء في الوجود هو وجود الحق وغير وجود الحق ليس عندنا.
هذا التفسير لا نوافق عليه خلاف الادلة العقلية القطعية، خلاف الأدلة والوجدانية، خلاف الوجدان خلاف الادلة النقلية القطعية، وانما يفسر باحد تفسيرين :
اما التفسير الأول للعرفاء وهو انه في مقام الاحدية لا يوجد معه احد.
واما تفسير الحكماء، انه معه لا يوجد، ولكن ماذا؟ ولذا انتم تجدون، مع علي × القران، الروايات ماذا تقول؟ >علي مع الحق والحق مع علي< ولكن القران عندما يأتي إلى الحق سبحانه وتعالى الله، لا يقول: الله ماذا؟ اما ان يقول: هو الحق واما ان يقول: منه، الحق منه، وليس الحق معه، لأن هذه لغة معه تعطي العرضية تعطي الاثنينية يشم منها رائحة الشرك، والله معه احد أو ليس معه شيء، لالا معه احد، ليس معه شيء، وضح هذا المعنى؟ ولكن توجد رواية، وهذه الرواية انا نقلتها في التوحيد وانا بودي ان انقلها للاخوة، القائلين بدوام الفيض واقعا هذه الروايات مشكلة، يلتزمون بدوام الفيض وان كان منه ويلتزمون ايضا بهذه الروايات، الرواية واردة في توحيد الصدوق الباب (29) صفحة (181) الحديث الثاني، بحسب هذه النسخة صفحة (181) في باب اسماء الله تعالى، والفرق بين معانيها وبين معاني اسماء المخلوقين.
انظر أولاً: انا بودي ان اشير للاخوة يلتفتون، انظروا من زمن الامام الرضا × ان البحث التوحيدي كان واصل إلى هذا العمق، ومع الاسف الشديد أنت عندما تنظر إلى حوزاتنا العلمية تجد بانه نحن كم متخلفين من الناحية الكلامية ومن معارف التوحيد عن زمان الامام الرضا ×، زمان الامام الرضا × متى كان يعني؟ يعني قبل (1250) سنة، صحيح أم لا؟ هذا الذي يكشف لك والله علماء هؤلاء يكتبون في علم الكلام، في التوحيد، و اهل البيت ما اعتنوا.
الآن انظروا هنا كيف معتنين، ويتكلم مع من؟ يتكلم مع الصبئي، يتكلم مع اليهودي، ويتكلم مع النصراني ووو، والى غير ذلك، ولذا واقعا قراءة دورة هذه في كلمات الامام الرضا × وموجودة عيون اخبار الرضا × وغيرها يكشف لك عن الجو العلمي العجيب والعميق الذي عاشه الامام الرضا ×، وما هو دوره في نشر معارف الدين الاساسية، يعني التوحيد الامامة، نحن اطول رواية عندنا في الامامة واردة ممن؟ واردة عن الامام الرضا×، اطول رواية، في حدود مائة واربعين وصف مذكور فيها للامام × الذي الاعلام يأتون عليها ويمرون عليها والرواية ضعيفة السند بالنابلسي أو بالطرابلسي والسلام عليكم ورحمة الله، مع انه كل مفردة من مفردات هذا الحديث هناك مئات الشواهد القرانية والروائية التي تثبتها، ولكنه بمجرد ان المجلسي قائل بان هذه الرواية ضعيفة خلص، انظروا إلى هذه الرواية التفتوا جيدا.
الرواية عن ابي الحسن الرضا × انه قال: >اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفة دلت العاقل على انه لا شيء قبله ولا شيء معه في ديمومته < دع ذهنك هنا >فقد بان لنا باقرار العامة< عامة العقلاء يعني >مع معجزة الصفة انه لا شيء قبل الله ولا شيء مع الله في بقائه < إلى هنا ليس محل شاهدي.
محل شاهدي من هذه الجملة، التفتوا بالدقة >وبطل قول من زعم انه كان قبله أو معه شيء < وذلك اذا كان قبله شيء، اذن قديم أم ليس بقديم؟ ليس بقديم واضح هذا، هذا اثبات انه ليس قبله شيء ليس فيها مشكلة، المشكلة معه، ليس معه الامام × يريد ان ينفي المعية بمعنى العرضية، لا المعية ولو ماذا؟ ولو منه، وهذا ينافي دوام الفيض، الامام ليس بصدد نفي المعية بالمعنى الذي ذكره الحكماء، ذاك الذي ذكره الحكماء معنى صحيح، ولا ينافي دوام الفيض الالهي، الامام من بيانه يريد ان ينفي المعية ولو كانت من الازلية منه تعالى، التفت إلى البرهان، قال: × >وذلك انه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز ان يكون خالقا له < والموجود ماذا يخلق منه، اذا افترضوا من الازل النار موجودة وحرارتها ملازمة معها وافترضوا ان هذا، هذه الحرارة في عرض النار أم من النار؟ من النار ولكن يمكن للنار ان تقول انا خلقتها؟ لماذا؟ لأنه هي موجودة وتخلق ماذا؟ تحصيل حاصل.
لذا الامام يقول: >لم يجز ان يكون خالقا له لأنه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه <.
ولذا نحن جئنا في بحث التوحيد قلنا هذه مسألة دوام الفيض واقعا على مستوى النصوص القضية صعبة جدا جدا، جدا صعبة، عل مستوى البرهان العقلي لابد ان نلتزم بدوام الفيض، لماذا؟ لأنه يوجد تغير بالذات أم لم يوجد؟ فلو لم يرد ثم ارد للزم التغير.
اذن مقتضى البرهان العقلي دوام الفيض الالهي [والفيض منه دائم متصل] وشواهد روائية ايضا عندنا >يا قديم الاحسان< نحن عندنا هذا المعنى احسانه قديم، صحيح أم لا؟ اما هذه الروايات ماذا نفعل بها، فكروا في هذه المسألة، لا اشكال من حيث الانتهاء، الفيض منقطع أو غير منقطع؟ غير منقطع، هذا البرهان، ليس فيه منافاة وليس فيه مشكلة، لأن الله سبحانه وتعالى من حيث الابتداء خلق، ولكنه ارادته متعلقة ببقائه إلى ما لا نهاية له ليس فيه مشكلة، انما المشكلة اذا كان من حيث الابتداء لا الابتداء الايجادي، هذه الرواية فكوا بها هذه الرواية فكروا بها، لأن انا بالنسبة لي يحاول البعض ان يحلها ولكنه محل تأمل.
الرواية فيها ذيل، وجدت واقعا اتأسف اذا لم اقرأ ذيلها، لأن الرواية تبدا من صفحة (181) إلى وسط صفحة (185) يعني رواية اربع صفحات كلها في اعمق المسائل التوحيد، ولكن مع الاسف الشديد نحن جئنا اوقاتنا كلها صرفناها اما على الفقه والاصول واما اشتغلنا على الكلام واما عملنا على الفلسفة بعيدة عن النصوص والا هذه ابحاث عقلية هذه، هذه ابحاث عقلية، هذه ابحاث عقائدية.
>ثم وصف الله نفسه سبحانه وتعالى باسماء دعا الخلق اذ خلقهم وتعبدهم وابتلاهم ان يدعوه بها < هو وصف نفسه التفت ظن والا من حقه، {سبحان الله عما يصفون} الا من وصلوا إلى ذلك المقام {الا عباد الله} وهذا الاستثناء متصل أم لا؟ ذاك بحث آخر، ولكنه ذاك والواصف الله أم واصف هؤلاء، واصلين إلى مقام الفناء.
اذن عندما يصفون هم يصفون أم الله الذي يصف؟ نعم هو الله يصف نفسه علة لسان من؟ على لسان عبده، وليس العبد ماذا؟ ذاك بحث عميق في هذه الاية المباركة، وايضا مع الاسف نمر عليها مرور هكذا كانه بقال: قالها، لا مولانا اهل، القران يتكلم اهل البيت ^ يتكلم، على أي الاحوال.
قال: × >فسمى نفسه سميعا بصيرا قادرا قائما ظاهرا باطنا لطيفا خبيرا قويا عزيزا حكيما عليما وما اشبهه هذه الاسماء، فلما رأى ذلك من اسائه الغالون المكذبون ،وقد سمعونا نحدث عن الله، انه لا شيء مثله ولا شيء من الخلق في حاله، قالوا اخبرونا اذ زعمتم انه لا مثل لله ولا شبه له، كيف شاركتموه في اسمائه الحسنى فتسميتم بها؟ < من جهة قتولون: تنزيه {ليس كمثله شيء} ومن جهة تقولون تشبيه، تقولون هو عالم انا ماذا؟ هو سميع انا ماذا؟ هو، هذا كيف حلوا لنا هذا؟ هنا الامام × في هذا النص اربع خمس صفحات يكون بصدد بيان هذه الحقيقة، كيف يعقل التشبيه في السماء والتنزيه في مصاديق هذه الاسماء، هنا بشكل واضح الامام × يميز بين الاشتراك المعنوي في المفاهيم، وبين الاختلاف المصداقي ماذا في المصداق؟
هذا الذي هو من اهم الابحاث الفلسفية عندنا، انه السيد الطباطبائي في نهاية الحكمة اذا تتذكرون قال: [لا مشارك له في شيء من المفايهم من حيث المصداق ] يعني من حيث المفهوم بما هو مفهوم يوجد اشتراك معنوي، اما عندما نأتي إلى المصاديق، قال: اضرب مثال واحد لأن الوقت لا يسع، قال: × >فان في ذلك < بعد ان ذكر الشبهة، انظروا الامام × كاملا فان قيل قلنا، هذا معناه انه ملتفت إلى زمانه انه اشكالات تطرح على مباحث عرفانية على مباحث توحيدية، على معارف توحيدية، والامام لا يقول: راسا هذا الله سبحانه وتعالى ما امركم بهذا، اذهب صلي ما تفعل بهذه الكلام، اذهب فتعلم الفقه ما تفعل بهذه؟ الامام× ثلاث أو اربع صفحات يجيب عن هذه الشبهة، يقو ل × >فان في ذلك دليلا على انكم مثله في حالاتها كلها أو في بعضها دون بعض، اذا جمعتكم الاسماء الطيبة< هذه الأسماء كلها جامعة بينكم وبين الخالق وبين المخلوق >قيل لهم < اذا قال: احد هكذا، بحث حوزوي (طلبكي) مولانا، بحث حوزة، فان قال: قائل جوابنا ماذا؟ >قيل لهم: ان الله تبارك وتعالى الزم العباد اسماء من اسمائه على اختلاف المعاني <.
الآن البعض من لا يلتفت إلى كل النصوص، يتصور اختلاف المعاني، يعني اشتراك ماذا؟ لفظي مع ان الامام × ابدا يقول: المعنى واحد، يعني المفهوم واحد، ومقصوده من المعنى هنا يعني ما يحكيه المفهوم لا نفس المفهوم، واذا تتذكرون نحن في الالهيات في الاسفار قلنا ان المعنى قد يطلق ويراد منه مالمفهوم، وقد يطلق ويراد منه محكي المفهوم، يعني المصداق، تتذكرون بعد هذا البحث مفصلا هناك، هنا مراده من المعاني ماذا ؟محكي، المحكيات يعني المصاديق، يقول: × >على اختلاف المعاني، وذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين.
والدليل على ذلك قول الناس، الجائز عندهم الشائع وهو الذي خاطب به الله الخلق وكلمهم بما يعقلون، ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا، وقد يقال: للرجل كلب وحمار وثور وعلقمة، وانما نسمي الله بالعالم < الآن الامام × دخل في ماذا؟ في التطبيق، >وانما نسمي الله بالعالم بغير علم حادث علم به الأشياء < اذن انا وانت عالم بعلم ماذا؟ بعلم حادث علم به الاشياء، اما هو عالم، هذا الاختلاف في معنى العلم أو الاختلاف في المصداق؟ واضح ان الامام × لا يتكلم عن مفهوم العلم.
ولذا ما قال: معنى العلم في الواجب كذا وفي الممكن أو في الحادث كذا >واستعان به على حفظ ما يستقبل ثم إلى اخره، كما نا رأينا علماء الخلق، انما سمّوا بالعلم لعلم حادث، اذ كانوا قبله جهلة، وربما فارقهم العلم بالاشياء فصاروا إلى الجهل، وانام سمي الله عالما لأنه لا يجهل شيئا، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العلم واختلف المعنى على ما رأيت < ثم الامام × كل هذه الاسماء التي ذكرها، هذه الاسماء كلها، ماهي؟ قرأناها ماذا؟ سميع وبصير وقادرا وقائم وظاهر وباطن ولطيف وخبير وقوي وعزيز وحكيم وعليم، مفردة مفردة يطبق القاعدة عليها، يقول: القدرة هناك مصداقها اين، والقدرة هنا ما هو مصداقها، الظاهر هناك المصداقه اين والظاهر هنا مصداقه، وبحث عرفاني من اعمق الأبحاث، ولكن بيني وبين الله انا لو أأتي في الحوزة واقول جعلنا درس في توحيد الصدوق، تقول نطالعه، هذه الشروح موجودة، اما عندما تقول له فصوص الحكم، يأتيك سعيا سيدنا تسمح لي احضر، والله هذه الامور انا كنت اريد ان اتكلم بهن في توحيد الصدوق، أردت ان اقولها في شرح اصول الكافي، ولكن يأتي أم لا يأتي؟ اما لو اردت ان اجعل تفسير ثم ابحث هذا البحث في علم الحق سبحانه وتعالى، لا يأتي، عندنا تفاسير متعددة، عندي مائة تفسير، التفسير يكون درس بينك بين الله؟
أما حلقة اولى، لو قال: لك شخص طالعتها، ماذا تقول له؟ لا هذا كتاب درس كيف يصح ذلك، اصول تطالعه لا ماذا تفعل، هذه المفارقة مع الاسف في حوزاتنا العلمية وهو انه استسهلت معارف القران استسهلت معارف اهل البيت ^.
ولذا ضاعت علينا الآن أنت لا شروح عندك للصحيفة السجادية، لا شروح عندك لتوحيد الصدوق، توحيد الصدوق مقصودي روايات اهل البيت ^، لا شروح عندك لاصول الكافي، بينك وبين الله (1200- 1250) سنة من علماء الشيعة كم شرح الأصول الكافي عندنا؟ خمسة عد لي ثلاثة اثنان، المازندراني وصدر المتألهين ليس شرح كامل إلى ان وصل إلى باب الحجة، ما ممكن، هذا ليس شرحا، لا يسمى شرح اصول الكافي، شرح اصول الكافي دورة كاملة اريد ان اطالع انا اثنين مولانا:
1- صالحي مازندراني.
2- مرآة العقول للمجلسي، وانت تعلم جيدا ان مرآة العقول للمجلسي، جمع من هذا ومن هذا ومن ذاك، والا فهو لا يوجد عنده شيء.
بينك وبين الله هذه اهمية اصول الكافي في ثقافتنا الدينية، اما كل واحد منا كم دورة كتاب الطهارة عنده في بيته، لا اتصور اقل من خمسين إلى مائة، يعني اذا تعدهن من زمان الشيخ الطوسي وابن ادريس والعلامة، اما اذا جئت إلى زماننا فتجد مامن مرجع الا وعنده دورة في اللباس المشكوك وكتاب الطهارة وكتاب النجاسة وكتاب الصوم، صح أم لا؟ انا اعطيك خمسين مصدر في كتاب الصوم، هذه اهل البييت ^، هذا الخط العام الذي وجهونا به؟
إذن اخواني الاعزاء نحن لم نقدر على تغيير الحوزة ولا نقدر ايضا، وانا اتأمل ان الحجة يأتي يبدلها والا انا لا اقدر، عرفت كيف، انتم لا اقل ابدأوا بهذا المسير ان شاء الله تكتبون شيئا في شرح اصول الكافي، أو شيئا تكتبون من الصحيفة السجادية، أو شيئا تكتبون من توحيد الصدوق، وفارغ في الحوزة، واطمئنوا يوجد عليه طلب، يعني توجد حاجة ولكن فاليكتب على الموازين.
ندعوا الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لخدمة معارف القرآن وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
والحمد لله رب العالمين