نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (114)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: ولا يقدر على حق معرفته تعالى ولا على معرفة نفسه فإنه لو عرف نفسه لعرف ربه لأن ذاته عين الذات الإلهية, كان الكلام في أنه لا يمكن لأحد أن يقف على معرفة الله سبحانه وتعالى إلا من وراء حجاب تعينه ووعائه الوجودي, وحيث أن كل الأوعية وكل الأناة الوجودية دون وجود الحق سبحانه وتعالى, إذا لا يمكن لأحد أن يعرف الحق تعالى كما يعرف هو نفسه, وهذا هو الأصل الذي أشار إليه

    قال: لأن الشيء لا يدرك غيره إلا بحسب ما فيه من ذلك الغير, وحيث أن إنائه تعينه آنيته وجوده هذه الدائرة أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها, إذا يعرف الله سبحانه وتعالى بقدره لا بقدر الحق, ما عرفناك حق معرفتك, وهذا بطبيعة الحال إذا لم تكن المعرفة كما هي عليها في الواقع العبادة أيضا لا يمكن أن تكون كما ينبغي, المطلب الجديد الذي يشير إليه, طبعا هذا المعنى كما أشرنا إليه بالأمس أن السيد الإمام قدس الله نفسه لا يخفى على الأخوة هذا الأصل أصل عام لا فرق فيه بين الصادر الأول وغير الصادر الأول, الجميع محكوم بهذا الحكم, وهو أنه لا يمكن أن يعرف الله إلا من وراء تعينه, الآن سواء كان الصادر الأول أو كان الصادر الأخير, سواء كان الحقيقة المحمدية أو غير الحقيقة المحمدية, نعم أن الأواني الوجودية والتعينات الوجودية مختلفة فسعت وضيقا فبطبيعة الحال أن المعرفة الإلهية سوف تختلف سعتا وضيقا, لا يشك أحد في معرفة الصادر الأول بالحق سبحانه وتعالى لا يمكن أن يدانيها أي معرفة أخرى, هذا مما لا ريب فيه, ولكنه هذه إذا قيست إلى ما دونها من المعرفة, أما إذا قيست إلى حق المعرفة فهي دون ماذا؟ دون حق المعرفة, كما أشرت في حواشي السيد الإمام قدس الله نفسه في تعليقاته على شرح فصوص الحكم, هناك توجد عنده حاشيتان, الحاشية الأولى وردة في صفحة سبعين والحاشية الثانية وردة في صفحة واحد وسبعين:

    أما الحاشية الأولى: يقول أي العالم لم كان كذا فإذا كان لم كان بين لطيف هو مقام روحاني وكثيف هو مقام جسمانيته, باعتبار أن العالم قال ما هو؟ فالعالم بين لطيف وكثيف, قال: فهو حجاب على نفسه التي هي عينه ماذا؟ الثابت, باعتبار أن هذا التعين مبدئه أين؟ موجود في العين الثابت,  هذا المقدار من التعين والآنية, فإذا كان هو حجاب نفسه وذاته فلا يدرك نفسه فضلا عن إدراك الحق, فلا يدرك الحق نحو إدراك الحق لنفسه, فإنه يدرك الحق من وراء الحجب, بل يدرك نفسه أيضا من وراء ماذا؟ من وراء الحجاب, لماذا؟ باعتبار أنه يدرك نفسه وهو في حجاب أو ليس في حجاب؟ هو في حجاب إذا يدرك نفسه بهذا القدر, فلا يمكن أن يدرك نفسه كما يدركه الحق,  شو نحن الآن صار عندنا المطلب الثاني, إذا الآن الإنسان لا يستطيع أن يعرف الله ويدرك الحق تعالى كما يدرك هو ماذا؟ نفسه تعالى.سؤال هل يستطيع أن يدرك نفسه كما يدركه الحق أو لا يستطيع؟ الجواب أيضا لا يستطيع, يحول بين المرء وقلبه, يعني هو أقرب إلينا من أنفسنا ماذا؟  لأنفسنا, ما معنى الأقربية, خب مو قرب مكاني هنا هُنا بعد فيها الأعرفية هنا فيها الأعلمية هنا فيها إلى ما شاء, ولذا نحن قلنا في محل إذا تتذكرون في نهاية الحكمة قلنا ذوات الأشياء لا تعرف إلا ماذا؟ إلا بأسبابها, يعني إذا أراد الإنسان أن يقف على شيء على ما هو عليه, من أين لابد أن يمر إليه؟ مو أني, لابد أن يمر إليه لميً من خلال سببه وعلته, وهذا هو المعنى الذي يشير إليه,

    قال: لا يقدر على حق معرفته ولا يقدر على معرفة نفسه, يعني على حق معرفة نفسه أيضا لا يستطيع الإنسان, وإنما إذا أراد أن يعرف,  يعني بعبارة أخرى العلة تعرف معلولها أكثر من من معرفة المعلول بنفسه, لا أدري أنتم ترون حتى في الاستعمال العرفية بعض الأحيان نستعملها نحن, أنت إذا أبنك زين واقف على حركاته وسكناته وفهمه ودرسه يعني واقعا مارس وأيه مو تاركه هكذا, بعض الأحيان ماذا تقول له؟ يقول له أعرفك يقول له بابا لا أنا زين أعرفك, أعرفك أفضل من نفسك هو كذلك, يعني هذا الإنسان لأنه مو ناضج بعض الأحيان تصدر منه أفعال حركات سكنات هو لا يدري منشأها ولكن أنت تدري منشأها ماذا؟ من أين يصدر هذا, هذه إشارة إلى هذه النقطة, ولا على معرفة نفسه يعني ولا يقدر على حق معرفة نفسه كما لا يقدر على حق معرفة الحق سبحانه وتعالى, تقول هو يعلم بوجوده علما حضوريا, أقول نعم هو يعلم بنفسه علما حضوريا ذوقيا شهوديا بقدره لا بقدر معرفة الحق له.

    قال: ثم حاشية أخرى يقول: أي لما كان الإنسان عين الحجاب على نفسه وهو دائما في حجاب تعينه ونفسيته فلا يدرك الحق من غير حجاب ولو عرف نفسه عرف ربه من وراء حجاب نفسه, هذا واضح ليس به إشكال والإنسان الكامل, سؤال الكامل كيف يعرف الحق سبحانه وتعالى؟ يقول أيضا كذلك, وهو يعرف الحق من وراء ماذا؟ من وراء تعينه ومن وراء ذاته, هذا التعين لا يزول, لأن هذا التعين مو تعين اعتباري تعين وجودي تعين تكويني في نظام الوجود؟  قال: والإنسان الكامل المطلع على حقائق الأسماء في الحضرة الواحدية, يطلع عليها من وراء حجاب عينه الثابتة, فلا يزال الإنسان في حجاب عينه لا يرفع ذلك الحجاب, فلا يدرك مدرك إلا نفسه, فعرفان النفس عين عرفان الرب إلى أخره..

    جيد الآن نرجع إلى العبارة قال: أي فلا يزال العالم في حجاب لا يرفع, يعني لا يمكن أن يرفع مستحيل أن يرفع, لأن هذه درجته ماذا؟ درجته الوجودية, هذه درجة تعينه وآنيته, بمعنى أنه محجوب عن الحق بانيته وتعينه وعلى هذا الأساس فلا يقدر على حق معرفته ولا على معرفة ماذا؟ نفسه, فإنه لو عرف نفسه لعرف ماذا؟ ربه, يقول هذا الإنسان لو أستطاع أن يعرف نفسه على ما هو عليه النفس, لعرف ماذا؟ لعرف الرب, ولكن يستطيع أن يعرف نفسه على ما هو عليه النفس أو لا يستطيع؟ لا يستطيع لماذا؟ باعتبار أن درجته الوجودية بهذا القدر لا يمكن أن يعرفها على ما هي عليها, فإنه لو عرف نفسه لعرف ربه, لأن ذاته هذه من العبارة الموهمة أخواني ذكرنا مرارا أنه في كلمات العرفاء توجد بعض العبارات توهم مثل هذه المسائل, قال: لأن ذاته يعني ذات الإنسان عين ماذا؟ عين الذات الإلهية, ما هو مراده من الذات الإلهية؟ أخواني الأعزاء مراده من الذات الإلهية مو الذات التي لا خبر عنها, لأنه هو في صفحة236 إذا تتذكرون تعالوا معنا قال: في صفحة236 قال: وأما الذات الإلهية فحار فيه جميع الأنبياء والأولياء كما قال ما عرفناك حق معرفتك, وما عبدناك حق ماذا؟ عبادتك, بعد ما هو مراده من الذات؟ مراده من الذات يعني الوجود المنبسط, مراده من الذات يعني وجه الله, مو مراده من الذات يعني ألا بشرط ماذا؟  ألا بشرط ألمقسمي, وإلا ذاك لا أسمي ولا خبر ولا نعتي ولا وصفي ولا معرفته, كيف تكون ذات الممكن عين ذات ماذا؟ ألا بشرط ألمقسمي, بعد ما هو مرادهم أن ذاته عين ذات الواجب؟ بعد باعتبار القائلين بالوحدة الشخصية, الوحدة الشخصية بعد الوجود متعدد أو الوجود واحد؟ خب الوجود واحدٌ, ولكن وحدت الوجود تنافي تكثره بحسب التعينات أو لا ينافي؟ كما قلنا بالنسبة للأسماء الإلهية, قلنا أن الأسماء الإلهية متكثرة حقيقة, الاسم ما هو؟ الذات مع صفة من الصفات الذي هو تعين من التعينات, هؤلاء يعتقدون كل نظام الوجود هو ذات واحدة وهذه تعينات,

    قال: لأن ذاته عين الذات الإلهية وما فاز بها بهذه المعرفة إلا الإنسان الكامل, هنا يبقى سؤال مراده بهذه المعرفة أي معرفة؟ هنا يوجد احتمالين:

    الاحتمال الأول: وما فاز بهذه المعرفة يعني معرفة النفس, لو عرف نفسه لعرف ماذا؟ ربه, يقول أن الإنسان لو عرف نفسه لعرف ربه, يقول ولكل لا يستطيع أن يعرف نفسه إذا لا يستطيع أن يعرف ربه, إلا الإنسان الكامل فإنه عرف نفسه فقد عرف ماذا؟ ربه.هذا احتمال.

    احتمال ثاني يحتمله في الحاشية: يقول وما فاز بهذه المعرفة أي معرفة؟ أن ذاته عين الذات الإلهية, تعالوا معي إلى الحاشية, أي معرفة أن ذات الحق ذاته وأصله وذاته ضل لمن؟  للحق, والظل غير مباين لظل ومعرفة الظل من حيث أنه ظل بحسب الحقيقة لا يمكن إلا بمعرفة ذ الظل بحسب الحقيقة, ولكن هذا الاحتمال الثاني بعيد جداً, إنما الكلام أين؟ في معرفة النفس, خب هذا الكلام صحيح أو لا, وما فاز بها بهذه المعرفة يعني من عرف نفسه فقد عرف ربه, ونحن قلنا قبل قليل يمكن لأحد أن يعرف نفسه كاملا حتى يستطيع أن يعرف الرب كاملا؟ قلنا لا يمكن,  إذا هذه العبارة لابد أن توجه بهذا الشكل, يقال وما فاز بالمعرفة الأعلائية النفس إلا من؟ إلا الإنسان الكامل, ولذا وردت إذا صحت هذه النصوص التي تقول يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا, خب ما معنى هذا؟ من جهتين أن النبي يقول: ما عرفناك حق معرفتك, ومن جهة يقول ماذا؟ ما عرف الله إلا أنا وأنت, ما هو الجمع بينهما؟ الجمع أن تلك التي تنفي يعني حق المعرفة يعني الاقتناء وهذا غير ممكن, هذه التي تثبت يعني ما يمكن من المعرفة وصل إليها الإنسان ماذا؟ الإنسان الكامل, بعد لا توجد فوق هذه الدرجة درجة من درجات المعرفة الإمكانية والإنسان الكامل ماذا؟ لم يصل إليها, ولكن مع كل هذه الدرجات هو يعلم أنه هذه حق معرفته أو ليست حق معرفته؟ ليست حق معرفته, يعني مع أنه ليس وراء عبادان القرية, وأنه وصل إلى قاب قوسين أو أدنى, مع هذا كله يعلم أن هذه هي درجة معرفة الحق أو أنها فوقها؟ لا ولكن توجد هناك درجات فوقها ولكن تلك الدرجات ممكنة للممكن أو غير ممكن؟ غير ممكنة للممكن,

    قال: وما فاز بهذه المعرفة إلا الإنسان الكامل يعني هو الذي وصل إلى هذه الدرجة الأعلائية لذلك صار الإنسان الكامل سيد العالم وخليفة على ماذا؟ على العالم.جيد.

    تعالوا معنا أيضا إلى المتن مرة أخرى, قال: فلا يزال في حجاب لا يرفع مع علمه, التفتوا جيدا قد يقول قائل خب إذا كان في حجاب خب لا يستطيع أن يعرف الحق, يقول لا يستطيع أن يعرف يستطيع أن يميز, صحيح لا يعرف حقيقة الغني, ولكن يعرف أنه يوجد غني وأنه ماذا؟ وهو فقير,  انظروا الآن لو أنت تسأل فد طالب عادي الذي يعرف فد شيء قليل, تقول له فلان عبقري فلان فيلسوف فلان فقيه, تقول له أنت أعلم أو هو؟ أصل لا يوجد قياس بيني وبينه, تقول له ما هو الذي يعرفه وأنت لا تعرفه؟ يقول لا أدري, ولكن يقين عندي أنه ماذا؟ إذا مسائلة أنه أعلم منه هذه واضحة عنده, أما متعلق الأعلمية حقيقتها ما هي؟ يعرف أو لا يعرف, إذا هذا الإنسان صحيح في حجاب, ولكن هذا الحجاب يمنعه أن يعرف أنه فقير والحق غني أو لا يمنعه؟ لا يمنعه, هذا الاستدراك بهذه الجهة: قال: مع علمه مع كونه في حجاب ولكن هذا الحجاب لا يمنعه من العلم بأنه متميز عن الحق وأن الحق غني وهو ماذا؟ وهو فقير, قال: مع علمه هذا العالم, الآن هذا أعم من العالم الكبير والعالم الإنساني, مع علمه بأنه متميز عن موجده بماذا متميز عنه؟ فد غني أنا أصغر منه, فد عالم أن أصغر منه, فد قادر أنا لا لا, متميز عنه بافتقاره, ذاك غني وهذا فقير, ذاك عالم وهذا جاهل, ذاك قادر وهذا ماذا؟ عاجز, وهكذا ما أدري واضح هذه بافتقاره؟ قال: أي لا يزال العالم في الحجاب مع علم العالم بأنه متميز عن موجده لماذا هذا العلم ما هو منشئه؟ من أين علم أنه؟ قال: بسبب افتقاره إليه أي إلى الموجد, والعلم بامتياز الشيء عن غيره يوجب العلم ماذا؟ بهما يعني يعلم هذا شيء وذاك شيء أخر, هذا فقير وذاك غني, فالعالم ُعالمٌ بالحق من حيث أنه غني وواجب بالذات وهو ماذا؟ وهو فقير محتاج إلى واجب الغني, وهذا كما أشرنا من العبارات القيمة التي تثبت أن القائلين بنظرية الوحدة الشخصية لا يقولون بأن الحق والخلق شيء ماذا؟ واحد, إذن إذا قالوا بالإتحاد إذا قالوا بالوحدة إذا قالوا بالفناء إذا إذا كل ما قالوه ماذا؟ هذا ليس معناه أنه انعدام التمييز بين الخالق وبين المخلوق, انعدم التمييز بين الحق وبين الخلق, انعدام الكثرة وأنه ليس في الداري غيره ديار لا أبداً ليس كذلك, هذه من محكمات كلماتهم لابد أن يلتفت إليها, فإذا وجدنا فيما سبق, قال: لأنه أن ذاته عين ذات الإلهية مباشرة لابد أن نفهم تلك العبارة ضمن هذا الأصل المحكم في كلمات هؤلاء, إذا هنا إذا يسمحوا لنا الأخوة أريد أن أقف عند مطلبين:

    المطلب الأول: وهو أن الإنسان, الذي هو نهاية المطلب الأول, أن الإنسان بلغ ما بلغ من المقامات لا يمكن أن يرفع عنه تعينه وانيته, لأنه قد يتبادر إلى ذهن أحد الآن هذا المطلب الأول  أتركوه الآن دعوني أبين هذه النقطة الأولى أولاً, إذا هذا الأصل إخواني الأعزاء أحفظوه أي أصل؟ وهو أنه إذا وجدتم في كلماتهم متشابهات ظاهرها وحدت الخالق والمخلوق, ظاهرها وحدت الحق والخلق, ظاهرها وحدت الغني والفقير, ظاهرها هذه العبارات من أين أتت؟ جاءت من عبارات الإتحاد, جاءت من عبارات الفناء, جاءت من عبارات الوحدة الشخصية, جاءت من عبارات ليس في الداري غيره, هذه العبارات كلها توهم إذا لا يوجد إلا من؟ إلا هو سبحانه وتعالى, بعد أنا منو,  هذه ينبغي أنه بمحكمات كلماتهم هذه إن صح التعبير متشابهات كلامهم لابد من إرجاعها إلى ماذا؟ إلى محكمات كلامهم, لماذا؟ بأي قرينة؟ التفتوا جيدا هؤلاء العرفاء هم الذين يقولون, أريد أن أقول الآن أريد أن أقرءا العبارة, يقولون نحن إذا صرنا في عالم العلم الحصولي فالأصل هو القواعد العقلية, العقل هو الأصل, فإذا كان العقل هو الأصل فاجعلوا العقل دائما قرينة لبيه متصلة اسألوا العقل هل يمكن أن يكون الفقير عين الغني أو لا يمكن؟ هل يمكن أن يكون الممكن عين الواجب أو لا يمكن؟ لا يمكن, هذه كلها لا يمكن لا يمكن, فإذا وجدتم في ظواهر كلاماتنا مظاهره إتحاد الغني والفقير, أو إتحاد الممكن والواجب, أو إتحاد أو وحدتهما أو إتحادهما أو الفناء فيهما إذا بالقرينة العقلية اللبية المتصلة لابد أن تقولون أن مراده من الإتحاد والفناء والوحدة معنى ماذا؟ لا تسلموا به هذه القواعد العقلية, لا أدري واضح هذا المعنى, هذا المعنى بشكل واضح وصريح يشير إليه واحد من أساتذة هذا الفن وهو الميرزا أبو الحسن الشعراني في شرحه تعليقاته على شرح أصول الروضة للملا محمد المازندراني هناك في الجزء التاسع صفحة 401 عبارات مفصلة عنده وأنا لا يسع الوقت أن أقرءاها يقول:  ليس المراد ما يفيده ظاهره لأن العبارة إذا دلت على معنى مستحيلا لا يليق أن يتفوها المتكلم بها أو كان في عباراته وكلاماته ما ينافيه فلا بد أن يكون مراده بالعبارة الأولى معنى غير مستحيل تصح العبارة عنه بتلك العبارة, وإتحاد الاثنين مستحيل, خصوص إذا كانت منو؟ واجب وممكن, غني وفقير, وإتحاد الاثنين معنى مستحيل لا يمكن أن يلتزم به عاقل, وقد حك ابن سينا عن عوام الصوفية وأبطل القول به في النمط السابع من الإشارات وصرح أعاظم الصوفية وعلمائهم بأن مرادهم بالإتحاد ليس ما يتبادر إلى أذهان الأكثرين,

    وفي كلام محي الدين ابن عربي وهو من أشد المصرين على الاتحاد تصريحات كثيرة بتحقق الكثرة في التعينات أي الممكنات, فتجعل قرينة على أن مراده بالاتحاد غير ما توهمه عوام ماذا؟  الصوفية, ممزوج مع الحكم بالتعدد, ثم ينقل مجموعة من الكلمات في الفصل الإبراهيمي وغير الفص الإبراهيمي ومن هذه العبارات ماذا؟ هذه العبارة التي هنا التي قال: مع علمه بأنه متميز عن موجده ماذا؟ بافتقاره, ومن العبارات التي ينقلها قال: فالحكم لك بلا شك في وجود الحق وذلك لأن وجود الحق من حيث هو هو واحد لا تعدد فيه, فالتعدد والتنوع والاختلاف من أحكام مرآي الأعيان, إذا يعتقد بأن أن التعدد موجود في محل أخر, ثم يذكر مجموعة من العبارات,

    يقول خب سؤال: إذا كان الأمر كذلك هؤلاء لماذا عبروا إتحاد عبروا فناء عبروا ما كانوا يعبرون به حتى لا تصير عندنا هذه المشكلة؟ يقول الحق معهم, نحن نريد مجموعة من المعاني عندنا والألفاظ نريد لها ألفاظ, تعالوا جزأكم الله خير في اللغة العربية أعطونا فد لفظ غير هذه الألفاظ لا يوجد بها هذه المشكلة, يقول أساسا أن الواضع للغة العربية عموما الواضع عندما وضع الألفاظ وضعها للمصاديق المادية والجسمانية, طبعا هذا بحث موكل إلى فقه اللغة, وهو أن الوضع من هو؟ وهو هل أن الواضع هو الله التي هي بعض النظريات؟ أو أن الواضع هو الإنسان وهذا الإنسان نبي؟ أو الواضع كما في زماننا؟ الآن كما يضعون مصطلحات ومفردات,  مولانا الآن في كل بلد من الدول العربية في مصر موجود في إيران موجود في كل البلدان موجودة, هذه اللجان العلمية تضع ماذا؟ المصطلحات, وعموما عندما تضع الاصطلاحات تضعها لأي مصاديق؟ لمصاديقها المتعارفة خب هذه جيدة, هذه المعاني التي نحن نتكلم عنها, وهي معاني غيبية روحانية معنوية, أصلا مرتبط بعالم الشهادة والمادة أو مو مرتبطة؟ بعد مباشرة بمجرد تسمع إتحاد أين ذهنك يروح؟ الجسماني, مجرد تسمع الفناء ذهنك وين يروح؟ هذه مشكلتنا مو مشكلة ذلك المعنى, ولذا في أخر المطاف هذه عبارته, بقول بل هي معاني لم توضع لها كلمات خاصة بها, ونحن لا يوجد عندنا غير هذه اللغة العربية نريد أن نستعملها, فعدما بمجرد نستعمل الإتحاد أنت ذهنك وين يروح؟ إتحاد جسمي, نستعمل الاتصال ذهنك وين يروح؟ ذهنك يروح اتصال باتصال بشيء أخر, نستعمل الفناء ذهنك وين يروح؟ لذوبان, أنا ماذا أفعل؟ يقول لم توضع لها في اللغة كلمات خاصة فيه لا يتبادر منه إلا المعنى العلي, فاستعير لفظ يدل على معنى أقرب إليه, كالفناء والاتحاد والمحو والوصول ونحو ذلك, نحن هذه الألفاظ نستعملها ولكنه دائما بجنبها دائما أنت تلتفت, هم القرائن اللفظية المتصلة والمنفصلة, وهم القرائن اللبية العقلية ماذا؟  المتصلة دائما أنت لابد أن تترك في ذهنك هذا, هذه قاعدة أحفظوها في علم العرفان النظري هذا أولاً, ويترتب على ذلك.

    خب جيد جدا أنتم قلتم ما دام في حجاب الإنسان أو العالم لا يزال في حجاب لا يرفع, يعني حتى في حال الفناء؟ وفي حال الفناء يوجد حجاب أو لا يوجد حجاب؟ أصلا هو صار عين الحق, صار الحق ماذا؟ عينه وبصره, الآن أما قرب النوافل وأما قرب الفرائض, الجواب أخواني الأعزاء في حال الفناء التعين لا يزول, الالتفات إلى التعين يزول, ما أدري واضح أو لا, إذا لزم من الفناء أصل التعين ثبوتا وواقعا, هذا معناه أن الشيء بعد موجود أو غير موجود؟ غير موجود, صار الله بعد أصلا لا يوجد إتحاد لا يوجد فناء, هذا زوال هذا انعدام مع أن هؤلاء يصرحون أن الفناء انعدام وزوال أو كمال؟ الزوال كمال أو نقص؟ نقص, فإذا صرح هؤلاء الأعلام في موارد متعددة لعله من تلك الموارد التي في ذهني, وحدة من الموارد التي قال الفناء ليس انعداما, صفحة168 فقال تشتمل على الواصلين من السالكين عند فنائهم فيه وبقائهم به, وليس المراد بالفناء هنا انعدام عين العبد, أصل هذا مو كمال نحن في العبد نريد أن نوصل الإنسان إلى أعلى درجات الكمال,  بل المراد منه فناء الجهة البشرية في الجهة ماذا؟ الربانية, بعد تقدم بحثه مفصل في أقسام الفناء إذا تتذكرون فناء الذاتي وفناء ألصفاتي وفناء ألأفعالي, إذا أخواني الأعزاء الفناء ليس هو انعدام وزوال التعين وإلا كان نقصا كان انعداما, الفناء هو ماذا؟ هو عدم الالتفات إلى تعينه وإلى إنائه وآنيته, وهذا المعنى تعالوا معنا إلى الحاشية رقم7صفحة293قال: أي فلا يزال العالم في حجاب أي في حجاب تعينه, وآنيته عن إدراك الحق لا يرفع ذلك الحجاب عنه, يعني لا يزول ذلك التعين عنه, بحيث لم يصر مانعا له عن الشهود ولم يبقى له حكم فيه, بمعنى أنه لا يبقى أي حكما للتعين لا يبقى التعين ويبقى ماذا؟ حكم التعين أيضا, لا يزول, بعد ماذا يزول؟ لا يلتفت إليه, هو لا يلتفت,  التفاته يكون ماذا؟ إلى الحق, لذا قال: فإنه وإن أمكن أن يرتفع تعينه, ولكن عن ماذا؟ عن نظر شهودي, لكن لا يكون حكمه باقيا فيه, ويكون الشهود بحسبه, بحسب تعينه وإنائه, لا بحسب ما هو المشهود فلا يرتفع الحجاب بالكلية, هذا المعنى الذي أشار إليه هنا بشكل واضح ودقيق أشار إليه الملا صدرا الجزء الأول في صفحة115, قال: لا يمكن للمعلولات مشاهدة ذاته إلا من وراء حجاب أو حجب, هناك عندنا حاشية قلنا من وراء حجاب يعني الصادر الأول من وراء حجب يعني غير الصادر الأول, حتى المعلول الأول فهو أيضا لا يشاهد ذات الحق إلا بواسطة عين وجوده ومشاهدة نفس ذاته, يعني من حجابه من دائرة وجوده يشاهد الحق فيكون شهود الحق الأول له من جهة شهود ذاته وبحسب وعائه الوجودي, لا بحسب ما هو المشهود وهو الحق تعالى, هنا مباشرة يلتفت يقول إذا ماذا تقول في الفناء؟ قال: وهذا لا ينافي الفناء الذي ادعوه, لماذا لا ينافي الفناء؟ فقال: فإنه إنما يحصل الفناء بترك الالتفات إلى الذات, والإقبال بكلية الذات إلى الحق سبحانه وتعالى, فلا يزال العالم هذه بعد انظروا العبارات بعد هذه نص عبارات المتن والشرح معا, فلا يزال العالم في حجاب تعينه وآنيته عن إدراك الحق لا يرتفع ذلك الحجاب عنه الآن التفتوا جيدا ترى مو بالضرورة هذه أمامك كتاب القيصري بدأ ينقل عنه لا لا أبداً أنا لا أوافق على هذا أبداً, ولكن هذا الرجل هل قد مطالب العرفاء بالنسبة إليه صارت ملكة هذه عباراتهم أيضا محفوظة ماذا؟ في لا شعور أصلا موجودات كلهم يقررهم ولكن هي نفس عبارات القيصري أو نفس عبارات محي الدين, مو أنه واضع أمامه فد عشر كتب من هنا عبارة ومن هنا عبارة يكتبها هنا, هذا غير ممكن, ولكن لأنه يعيش مطالب العرفاء كلمات العرفاء بالنسبة إليه ملكة هكذا تصير, يقول بحيث لم يصر مانعا عن الشهود ولم يبقى له حكم, لا أبداً أبدا الفناء لا يرفع حكما ماذا؟ حكم صاحب تلك الدرجة, وإن أمكن أن يرفع تعينه عن نظر شهوده لكن يكون حكمه ماذا؟ باقية, حكم التعين باقية, يعني ماذا؟ يعني محال أنه يزول محال أن يدرك الحق على ما هو عليه أبداً, كما إذا استغرقت في مشاهدة وجهك في المرأة ويكون في المرأة هذه عبارة السبزواري في الحاشية, يقول أنت بعد الأحيان تنظر إلى المرأة بالنحو الذي كأنك تلتفت إلى المرأة أو لا تلتفت, ولذا لو كان فيها نقاط سوداء نظيفة مو نظيفة وسألوك بعد ذلك هذه المرأة كانت ثقيلة أو مو ثقيلة ماذا تقول؟ تقول والله لم التفت, يقول أنت ما الذي كنت تعاين بها؟  تقول لا هذه كانت بالنسبة إلي ما فيه ينظر؟ ما به ينظر, الإنسان يحزن ولكن في بعض الأحيان يصل إلى مثل هذا المقام وكون المرآة عكس بلحاظ وجهك لا تلتفت إلى اللون ولكنه باق في الواقع كما قيل.

    قال: فلما كان العالم انتهى إلى هنا بحثنا, بحث أخر, الآن هذه العبارة اللاحقة الاستثناء والاستدراك ما هو منشأه, يقول هذا الاستدراك دعونا نقرا هذا الاستدراك ما هو؟ يقول لا حظ له في الوجوب الذاتي الذي هو وجود الحق, هذا ما هو منشأ الاستدراك, يقول منشأ الاستدراك احتمالان: أنه لما قال أنه لما  خلق ادم على صورته أو لما خلق الإنسان على صورة الرحمن,  فأوجده كان هو متصفاً, بالظاهر والباطن فأوجده كذا كان متصفا بالرضا والغضب, خب الوجود الذاتي مشمول أن الإنسان خلق على كذا؟ يقول لا هذا مستثنى, وهذا تقدم البحث عنه فيما سبق أنه في صفحة276هذا المعنى استثناه ونحن كان عندنا كلام مفصل معه هناك بعد لا نعيد, ولذا كان العالم مفتقر إلى الحق ومتصف بالإمكان استدرك بقوله يعني الممكن لا يمكنه أن يقف على ماذا؟ الوجوب الذاتي, ولكن لاحظ له أي للممكن أو للفقير في الوجوب الذاتي وفي وجوب الحق هذا إما هذا استدراك من هذا أو استدراك من قوله فاوجد العالم عالم الغيب والشهادة, لندرك الباطن بغيبنا والظاهر بشهادتنا أي العالم متصف بصفات الحق إلا صفة ماذا؟ وإذا تتذكرون قلنا أن هذا أيضا يجري في العلم ويجري أيضا في الحياة, إلا بالوجوب الذاتي الذي لوجود الحق فلا يدركه يعني العبد لا يستطيع أن يدرك ماذا؟ هذه الصفة التي إذا تتذكرون نحن احتملنا أن المراد من الوجوب الذاتي يعني الأسماء المستأثرة قلنا إذا كان هذا بلي لا يمكن لأحد أن يدركه, لا ذوقا ولا حصولا, لا بالعلم الحصولي يمكن اصطياده ما عندنا مفهوم له, ولا بالعلم الشهودي لأنه من الأسماء المستأثرة لا يوجد له مظهر, هذا المعنى إذا كان المراد صحيح بلي, قال: فلا يدركه يعني الوجوب الذاتي أبدا أي فلا يدرك العالم الحق أبداً من حيث وجوبه الذاتي لأن المدرك هذه القاعدة بينها فيما سبق, لأن المدرك ما يدرك شيء بالذوقي والوجدان إلا بما في المدركِ ماذا؟ إلا بالمدركَ وليس له أي للمدرك حظ في الوجوب الذاتي إذا فلا نسبة بينهما, فلا يزال الحق من هذه الحيثية أي حيثية؟  حيثية الوجوب الذاتي, أي من حيث الوجوب الذاتي غير معلوم  علم ذوق وشهود لأنه لا قدم للحادث في ذلك أي في الوجوب الذاتي, هنا يأتي سؤال وإنما قيد بقوله, لماذا الماتن قال علم ذوق وشهود؟ قال باعتبار أن العلم الحصولي قد يدركه وجوب الذاتي, وإنما قيد بقوله علم ذوق وشهود لأن الذوق والشهود يقتضي اتصاف الذائق بما يذوقه حالاً, هذه قاعدة هذه القاعدة بعد افصلها إنشاء الله في حديث غد أنه هؤلاء يقولون نحن عندنا علوم ذوقية, خب من لا علم له باصطلاحات القوم يقول بابا هؤلاء كل حكايتهم استحساني يتصور مراد من الذوقيات شنو؟ هذا الذي يستحسن فد شيء يقول كل أصل ما فيه, لا يعلم مرادهم من الذوق ما يذاق كيف أنت تتذوق الطعام, ذاك مذاقه ماذا؟ علميا, الذوق يعني الوجدان يعني العلم الشهودي يعني حصول نفس الشيء, لا حصول ماذا؟ مفهوم وصورة الشيء.بحثه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2016/12/31
    • مرات التنزيل : 1592

  • جديد المرئيات