نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية الإنسان الكامل (132)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وأهل الكشف والشهود يفرق بينهما عند حصول الفيض والتجلي ويعرف منبع فيضانه بميزانه الخاص له الحاصل من كشفه.

    تتذكرون فيما سبق قلنا بأنه العطاء الإلهي إما عطاءٌ ذاتي يعني من اسم من أسماء الذات وإما عطاءٌ اسمي يعني من اسم من أسماء الفعل.

    وبعبارة أخرى: أن العطاء إما عام وإما خاص.

    وبعبارة ثالثة: أن العطاء إما يبدأ من الفاعل ولا لون له, وإما يبدأ من الفاعل وهو متلون بلون خاص, فإذا كان لا لون له إذا لم يكن له لون فهو عطاءٌ ذاتي, وإذا كان له لون فهو عطاءٌ اسمي.

    جيد إلى هنا انتهى هذا البحث.

    الآن يأتي بحث آخر وهو أنه العارف كيف يميز أن هذا العطاء عطاءٌ ذاتي أو أن العطاء عطاءُ اسمي, يقول: هذا له ميزان ولكن ميزانه ليس من قبيل اجتماع النقيضين ممتنع التي هي موازين عامة, انظروا نحن عندما نأتي إلى الضوابط, الضوابط تختلف بعضها ضوابط عامة, وبعضها ضوابط خاصة, الضوابط العامة.

    الآن أضرب مثال حتى يقرب إلى الذهن من جهة لا من كل الجهات, انظروا الآن أنا أرى إنسان يضحك أقول ماذا؟ فرح مسرور, أراه يبكي, في المقابل أقول لابد عنده مشكلة, هذا بحسب الظاهر ميزان عام أنت اعرضه على أي إنسان لا فرق بين عربي وأعجمي وهندي وباكستاني أبداً هذا الضابط العام, ولكنه إذا أأتي إلى الشخص في بعض الأحيان قد يفرح للمشاكل التي وقعت على رأسه يقول وشر البلية ما يضحك, هذا هو لابد أن يقول لي بأن هذا ضحكي ضحك عن سرور أم ضحك عن بلية, هذا الميزان عام أم خاص؟ هذا خاص مربوط بي ووجداني لا ظاهري حتى يمكن أنه أجعل الميزان أنا وأقيس الأشياء أو أراه يبكي أنا لا أعلم أن هذا بكاءً حار إن صح التعبير أو بكاءٌ بارد, لعله بكاء السرور لا بكاء الحزن, صحيح هذا من يميزه أنه هذا بكاء السرور أو بكاء الحزن؟ أنت تستطيع هذا؟ (كلام أحد الحضور) لا لا هذا ميزانه الخاص به هو.

    العطايا الإلهية إخواني لا يوجد فيها ميزان عام بالنسبة إلى المتلقي لا بالنسبة إلى ماذا؟ قد أنا أقول بأن هذا ميزانه كذا بشكل ضوابط عامة ولكنه المتلقي أهل الذوق هو الذي يمز أنه هذا العطاء عطاء عام أم هذا العطاء عطاء خاص, الآن تقول لي يعني ماذا يعني ما هو فائدته عطاء عام كان أو عطاء خاص كان ما هو الفائدة؟ نعم الفرق جدا الفرق كبير, وهو أنه تارة تدري بأنه يعطيك درس خاص لخصوصية فيك, يعني إذا ألف نفر آخر يأتون ويوسطون أعطي درس يعطي درس أو لم يعطي درس؟ لم يعطي لكن يعطي لزيد, هذا العطاء عام أم خاص؟ هذا خاص, هذا معناه أنه أنا يوجد في القابل خصوصية لا توجد في الآخرين, أما إذا تدري بأن هذا الرجل أصلاً لم يحصل طلاب من الذي يذهب له يقول له درسني يقول له أجلس لأدرسك, هذا العطاء خاص أم عام يصير, له قيمة أو ليس له قيمة؟ لا لا قيمة, لأنه أنت لك خصوصية أو لا خصوصية لك؟ إذا كان العطاء عاماً طيب الله العطاء العام كما يعطي المؤمن يعطي لمن؟ يعطي الكافر, يعطي كما يعطي الذي يحبه يعطي الذي يبغضه, أما إذا صار العطاء عطاء خاصاً.

    إذن هذا يعطيه لكل أحد أو {بالمؤمنين رؤوف رحيم} أي منها؟ لا {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ذاك {أرسلناك رحمة للعالمين} عطاء عام يشمل هذا ويشمل هذا, أما عندما يقول {بالمؤمنين رؤوف رحيم} {وسعت رحمتي كل شيء فسأكتبها للذين يتقون} لا هذا أكتبها غير {وسعت رحمتي كل شيء} هذه إذا كانت عامة إذن المتلقي يشعر بأنه عنده خصوصية الله عنده عناية خاصة ويحبه أو لا يوجد؟ نعم يوجد الحب العام لكل فعله لان الله يحب فعله من أحب شيئاً أخب آثاره, هذا الحب العام, أما عندما يوجد حب خاص جدا فرق بأنه هذا الأثر الذي يأتيني من هذه العطية التي تأتيني عطية خاصة أو عطية عامة, ما أدري واضح لماذا نحتاج إلى التفريق أنها عطايا ذاتية أو عطايا اسمية.

    وأهل الكشف والشهود يفرق بينهما عند حصول الفيض والتجلي ويعرف هؤلاء يعرفون أو أهل الكشف, ويعرف منبع فيضان هذا الفيض والتجلي هذا العطاء, بميزانه لا الميزان العام ذاك الميزان العام قد لا ينطبق على المورد, بميزانه الخاص, يعني أنت قد تجده مبتلى تقول الله سبحانه وتعالى ماذا؟ (كلام أحد الحضور) هكذا تقول أنت, أما هو بميزانه الخاص يراه ابتلاء أو يراه نعمه؟ بالميزان الخاص قد يكون نعمة عليه.

    أنا ذكرت هناك للإخوة قلت بعض الإخوة والأصدقاء كانوا يقولون بأنه أنا أول عندما تذهب إلى الحج أول طلب الذي تطلبه الله ماذا؟ يعطي, فأنا أيضاً عندما ذهبت إلى هناك قلت ما أطلب إلا أن الله يزيد في مالي انتهى, إذا جاء المال فأنا ماذا؟ كل الخيرات أيضاً تأتيني كل ما أريد أن أفعل خيرات ابني أفعل إلى آخره, هو يقول لي هو هذا الشخص بعد ثلاثين عام يقول ما أدري كيف أتوب من تلك الدعوة لأنه الله سبحانه وتعالى الآن أعطاني من الأموال أنا ما أدري كم هي, ولكنه ما أستطيع أن أعطي حقوق, أنظر ليست مليارات بل عشرات المليارات لا يوجد عندي حيل بأنه هذه استخرجها .. ثم الناقل ثم يقول ذهبت ورأيت أنه عندي مال ولماذا لا أتزوج فواحدة واثنين وثلاثة وأربعة والآن مولانا أنا الآن نائم في المسجد انتهى .. انظروا التفتوا الآن هذا بالميزان العام لو ينظر ماذا يقول؟ يقول الله ما يوجد نعمة لم يعطها لهذا فيتصور أنها نعمة وفي الواقع هي نقمة.

    إذن إخواني الأعزاء هذا البحث لا تتصورونه بحث نظري أنه الآن ميزان عام أو ميزان خاص العرفاء خابصين نفسهم أنه منبع الفيض لا جدا له أثر مولانا أن هذا يعرف هذه الموازين, على أي الأحوال.

    قال: ويعرف منبع فيضانه بميزانه الخاص له, طيب هذا الميزان أيضاً من أين يحصل؟ يقول ليس هذا علم حصولي هذا الميزان, العلم الحاصل من أين هذا الميزان؟ من كشفه, هذا مرتبط بعالم الكشف, التفتوا لي جيدا.

    تعالوا معنا إلى ص127 كان عندنا الفصل السابع في مراتب الكشف وأنواعها إجمالا, هناك بينا بأنه أساساً المكاشف يستطيع أن يميز بأنه هذا الكشف شيطاني هذا الكشف ملكي هذا الكشف إلهي كله بميزانه الخاص له, بحثه التفصيلي تقدم هناك لا نعيده هنا.

    طيب ما هو المراد بأهل الذوق؟ هذا الذي مراراً شرحناه للإخوة؟ قلنا ليس المراد من الذوق هنا يعني الاستحسانات الذي يسموه كل كلام هؤلاء استحسانات ذوقية, نعم كل كلامهم ذوقيات لكن ليست استحسانات ذوقية, فرق يبن الاستحسانات وبين الذوق, الذوق يعني هذه المعارف هل علموها كمفهوم أو ذاقوها كحقيقة وجودية أي منهما؟ كما أنه جنابك تارة تعلم الحلاوة كمفهوم وتارة تذوق الحلاوة, إذن أهل الذوق يعني أولئك الذين ذاقوا هذه المعارف لا فهموا هذه المعارف, هؤلاء الذين وصلوا إلى حقيقة هذه المعارف لا أنهم علموا بها علماً حصولياً كصورة منعكسة في مرآة.

    قال: والمراد بأهل الذوق من يكون حكم تجلياته أولاً التفت جيداً من يكون حكم تجلياته يعني لابد أن يكون من أهل التجلي يعني من أهل من يظهر عليه كشفا الحقائق لا من يظهر عليه علماً وفهماً حصولياً, من يكون حكم تجلياته نازلاً من مقام روحه الذي هو مقام الإجمال إلى مقام قلبه الذي هو مقام التفصيل إلى مقام نفسه التي هي دون مقام القلب إلى مقام قواه التي هي دون مقام النفس, كأنه يجد ذلك حساً ذاك الذي ذاقه كالمحسوس يكون أمامه, كأنه يجد ذلك حساً فيدركه ذوقاً ليس قابل, فيدركه لا ذوق قابلٍ فيدركه ذوقاً يراه حساً فيدركه ذوقاً, بل أكثر من ذلك, التفتوا جيداً.

    يقول: إذا أردت أن تعرف هذا من أهل التجليات اطمأن بأنه هذه التجليات إذا كانت قد امتلأ وجوده بها تظهر على وجنات وجهه على حركاته على سكناته على كلامه, هذه عند ذلك انظروا إلى تلك الروايات التي أنه انظروا إلى الإنسان الذي يذكركم النظر إليه من؟ بالله سبحانه وتعالى, الآن ما أدري بعض الناس واقعاً عندما تنظر إليه تقول أعوذ بالله مع نفسك تقول أعوذ بالله عجيب وجه هذا, أنت في نفسك الآن ليس هو ليس مربوط بأنه حواجبه لطيفة أو ليست لطيفة عيونه كبيرة أو ليست كبيرة صغيرة ليس هذا, أصلاً أنت تشعر بأن هذا الوجه وجه ماذا؟ وجه شيطاني, وتنظر إلى وجه آخر أصلاً تقول سبحان الله ملك كريم, هذا الذي في القرآن الكريم بالنسبة إلى يوسف بمجرد أنه خرج عليهم قالوا هذا بشر أو ليس بشر؟ {حاشا أن يكون بشر} أبداً أصلاً ملامح أصلاً النور, عند ذلك اقرءوا الراويات الواردة بأنه الإمام الحسين × في ظهر العاشر من محرم عرفت كيف كلما كان يقترب من الشهادة ماذا كان؟ يزداد يتلألأ يشرق وجهه نوراً هذا القرب الإلهي هذا ليس فقط مسألة معنوية, نعم مسألة معنوية.

    طبعاً هذا المسائل بشكل واضح تنحل على مسألة جسمانية الحدوث وروحانية البقاء, وعلى مسألة الحركة الجوهرية واضحة لأن النفس والبدن ليسا شيئان النفس والبدن ما هما؟ حقيقة واحدة مرتبتها العالية مجردة مرتبتها الدانية مادية جسمانية, هذه إشارة إلى ذاك.

    قال: فيدركه ذوقاً بل يلوح ذلك من وجوههم, قال تعالى {تعرف في وجوههم نظرة النعيم} أنا نقلتها للإخوة هذه القضية, هناك شخص مدة يطلب لقاء مع السيد البروجرد& الآن هو أيضاً في ذهنه عندما يدخل على السيد البروجردي ويسلم عليه يقرأه آية التي تشير إلى عظمة السيد البروجردي وإلى ووضع في ذهنه بأنه مثلاً يقرأ له بأنه هذه المختصة بآية السجود وآية أنه نور (كلام أحد الحضور) بلي {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} وهكذا آية, فمولانا عندما دخل أخذته هيبة السيد البروجردي نسه الآية قال يعرف المجرمون بسيماهم.. سيماهم تصير فيها تداعي لأن تلك {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} وهذه أيضاً فيها ماذا؟ يعرف المجرمون.. بلي, لأنه في بعض الأحيان الله سبحانه وتعالى نعم بلي كم قلت يأخذ العبد بأعضائه, وشخص كان مدة مولانا يصنع سجادة بأدق معانيها قال هذه أفضل شيء أنا أحصل على هدية أنه هذه أهديها إلى من؟ إلى الملك, فإذا أهديت هكذا سجادة للملك عرفت كيف يقيناً الهدية التي يعطيني إياها جداً أوسع من قيمة لا أبيعها ولكنه هذه المدة كلها هو يحوك هذه السجادة ولكنه يقول يطلب من لسانه أحفظ رأسي هو يطلب من اللسان أحفظ رأسي, إلى أن أخذوه إلى الملك قالوا له جاؤوا لك بسجادة فنظر إلى السجادة واقعا انبهر بها وانعجب بها الملك قال في نظرك أنه هذه أين أضعها أنا؟ هذا المسكين لم يفكر على جواب على هكذا سؤال قال له بأنه عندما تموت يضعونها على تابوتك قال اقطعوا عنقه هذا متوقع أنه أنا أموت.. ثم قال لنفسه كم قلت لك أحفظ رأسي أحفظ رأسي, يؤخذ العبد بقواه بلسانه يؤخذ, على أي الأحوال.

    {تعرف في وجوههم نظرة النعيم} وهذه واقعاً ليست مرتبطة بالآخرة يكون في علمكم, نعم أهل الله عندما ينظرون يعرفون أن هذا من أهل النعيم ويعرفون ذاك من أهل الجحيم الآن لا على نحو الجزم ولكنه واقعاً يستطيعون التمييز, نعم المعصومون عليهم أفضل الصلاة والسلام الذين هم مقام الكُمل هؤلاء يوم القيامة على هذا الأساس يقول للجنة ماذا وللنار ماذا؟ فخذي, بلي على هذا, ويوم القيامة على هذا الأساس {يعرف المجرمون بسيماهم} أصلاً لا يحتاج هناك محكمة وكذا, {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} يعرفون كلا, هذه آية الأعراف {يعرفون كلاً} يعني هؤلاء وهؤلاء, {يعرفون كلاً بسيماهم} فلهذا يأمرون بهؤلاء إلى الجنة ويأمرون بهؤلاء إلى النار, على أي الأحوال.

    قال: {تعرف في وجوههم نظرة النعيم} ولكن هذا ليس مقام كل واحد هذا مقام الكُمل والأفراد, الكُمل يعني المكمَل المكمِل يعني واصل إلى مقام الكمال وأيضاً يكمل غيره وهذا ليس إلا المقربون يكون في علمك في القرآن الكريم اصطلاح الكُمل يعني المقربون, ولذا أنتم تجدون في سورة المطففين هناك تجد بشكل واضح وصريح هذا المعنى موجود, قال تعالى {كلا أن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويلٌ يومئذ للمكذبين} إلى أن تقول الآية {كلا إنهم يومئذ} ثم يقال {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين, وما أدراك ما عليون, كتاب مرقوم, يشهده} من {المقربون} كتاب الأبرار من الشاهد عليه من الذي يشهده ليس كل واحد, وهذا الذي نعبر عنه بالكامل المكمِل هذا الذي يستطيع وهذا الذي يمكن أن يكون مرشداً إذا وجدنا هكذا إنسان يعني ماذا؟ يعني يشهد كتاب نفسه {بل الإنسان على نفسه بصيرة} {اقرأ كتابك} إذا كان أحد يستطيع أن يقرأ كتابه كتاب نفسي ويشهده أحسن مما أنا أشهده عند ذلك أنا لابد أن أجلس أمامه خاضعاً وأسمع منه متعبداً انتهى, أنتم في المريدية تجدون شخص هكذا, إذا وجدتم بيني وبين الله أرشدونا إليه, ذهبت أنا وقلت لشيخ جوادي بأنه هذه تجربتك ستين سبعين ثمانين سنة لابد أن رأيت علماء كبار صغار كذا هؤلاء لم تجد شخص أهل سبحه أهل ذكر أهل كذا إذا واقعاً وجدت لا أقل نحن أيضاً دلينا نحن أيضاً نتعلم شيئا, 21:38 واقعاً وكان الشيخ فياضي كان في الجلسة عرفت كيف سكت سكت سكت ثم رفع رأسه قال لي لم يقل لي لم أجد أجابني بهذه الجملة, قال: (اكر شما هم كسي را بيدا كردي بما بكيد) إذا أنت أيضاً وجدت أحدا انطيني خبر, يعني يوجد أو لا يوجد؟ نعم القضية ليست هكذا كل شخص يأتي ويفتح دكان, قلت طيب ما هو الطريق للسلوك؟ كانت توجد باب وتوجد برده جاءت نسيم جاء ورفع البرده قال انتظر هذه النفحة, إذا تريد ولكنه ضع نفسك في معرض ماذا؟ نعم إذا أنت جالس في سبع غرف والنفحة جاءت إلى هنا طيب ما هي علاقتها بك مولانا, أنت أين لابد أن تضع نفسك؟ نعم في معرض النفحة, (إن لربكم نفحات ألا) أنت ضع نفسك في معرض, امتيه الطريق طيب أدري امتيه الطريق أين لابد أن تجلس تجلس على الشارع العام أم تبتعد نصف كيلو متر عن شارع العام؟ طيب إذا تبتعد طيب وإذا مر أحد يجدك أم لا؟ لم يجدك نعم أنت اجلس على الشارع العام عند ذلك إذا مر من يدلك على الطريق قل له أنا أضعت الطريق دلني على الطريق, على أي الأحوال.

    هذا مقام الكُمل والأفراد ولا يتجلى الحق بالاسماء الذاتية إلا لهم, الأسماء الذاتية يعني الأسماء العامة يعني الفيض فيض ماذا؟ عام لا فيض خاص ليست صغيرة بقدرك, وإنما الله سبحانه وتعالى هؤلاء يجعل على أيديهم فيضاً خاصاً بهم وبعائلتهم أو فيض إلهي على أيديهم يغطي البشرية يغطي العالم أي منهما؟ جداً فرق أنه أنت يعطوك شيء ويقول هذه لك وهذه لعائلتك, وبين أن يعطوك ويقولون لك لا هذه الحوزة كلها أنت أصلاً هذه البشرية كلها أنت, إذا من الذي يحتاج نبعثه أين؟ نبعثه إلى باب منزلك, الفرق كبير جداً.

    ولا يتجلى الحق بالأسماء الذاتية إلا لهم يعني بالأسماء العامة يعني الفيض العمومي يعني {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} ولا تجد في القرآن لأحد الله سبحانه وتعالى كثيرا ما سلم على الأنبياء ولكن لا يقول لأحد {سلام على نوح في العالمين} ابحث في القرآن, فليس كل واحد الله سبحانه وتعالى يعطيه {سلام على نوح} {وجعلها كلمة باقية في عقبها} عجيب, هذه لإبراهيم وليس لأي أحد يعطيه وإلا الله سبحانه وتعالى كثيرا بارك الأعقاب والأولاد والذرية ولكنه الذرية التي يخرج منها محمد وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام هذه ليست كل ذرية ليس لكل واحد يعطوها هذه, ماذا الله سبحانه وتعالى كل واحد يعطيه أنه من امرأة الله يخرج أحد عشر إمام, أحد عشر إمام الذين هم مركز العالم قطب عالم الإمكان لا الآن كانوا ومازالوا وإلى الأبد والأزل كله, من نسل من؟ من نسل هذه الطاهرة الميمونة المباركة, ماذا كل واحد الله سبحانه وتعالى يعطيه هذا, عمي أنت تتكلم بكلمة لا أنه ما تمشي للآخر أنت بعد سنتين تأتي وتقول (كلام أحد الحضور) تبدل رأيي ويومياً الرسالة العملية تبدل يوجد غير هذا, وشخص يقول كلام قبل ألفين سنة إلى يومك هذا أنت تستطيع أن تشكل عليها أو لا تستطيع؟ لم تستطع, هذا أي فيض, هذا أي علم هذا, إذا علوم متعارفة طيب نحن نرى العلوم المتعارفة اليوم نقولها له آراء بعدد ماذا؟ بعدد كتبه, أما كلمة يتكلم باه ملا صدرا قبل أربعمائة سنة إلى يومك هذا القطار واقف أم يمشي؟ هذا الرجل تكلم بكلمة إلى الآن كتبوا له مائة وأربعين شرح وإلى الآن ماذا؟ الآن بغض النظر الآن تقول صح أم خطأ بيني وبين الله هذه أمامك أنتم الذين حضرتم لا اقل أربع سنوات الآن نحن في خدمة هذا الكتاب, بينك وبين الله كم مورد وجدنا مخالف للظهورات القرآنية كم مورد وجدتم؟ هذا أي توفيق, هذا لم يعطى لأي أحد, ولذا هذه العطايا العامة قال: ولا يتجلى الحق بالأسماء الذاتية إلا لهم, جيد.

    إلى هنا انتهينا من المقام الأول من البحث, وهو تقسيم العطاء الإلهي بلحاظ المبدأ الفاعلي.

    طيب الآن أنتم تدرون أن هذا المبدأ الفاعلي جداً واضح أمامكم والمبدأ القابلي متفأيضاًن يعني عندما نقول فاعل يعني في قباله ماذا يوجد؟ وعندما نقول قابل يعني في قباله ماذا يوجد؟ فاعل, طيب الله سبحانه وتعالى هذه العطايا الذاتية أو الأسمائية على اختلافها سعة وضيقا لمن تعطى؟ لابد أن يوجد سؤال من هنا وإلا إذا لا يوجد سؤال هنا هذا العطاء ماذا جزافا يأتي؟ ما أدري واضح أم لا, يعني الله سبحانه وتعالى لماذا يعطي هنا عطاء ذاتيا وهنا يعطي عطاء اسميا لماذا هذا يجعله مظهر الاسم المحيي الذي الكل يترحمون عليه ويجعل هذا مظهر اسم المنتقم أو اسم المييت الذي إذا يريد أن يشبه واحد يقول مثل عزرائيل طيب ملك من المقربين لا لماذا أنت تقول, لكن باعتبار أنه بالنسبة إليه عزرائيل مظهر ماذا؟ مظهر الرحمة أو مظهر المنتقم, فيقول أصلاً تنظر إليه تقول مثل عزرائيل, طيب يعني ماذا؟ .. مع أنه عزرائيل طيب لماذا لم تقل مثل اسرافيل مثلاً, لماذا لم تقل مثل جبرائيل مثلاً, صحيح أم لا, إذن لماذا هذا يصير مظهر هذا الاسم ويعطى هذا العطاء وهذا يصير مظهر هذا الاسم ويعطى هذا العطاء؟ يقول: هذا تابع لمن؟ تابع لماذا؟ للسؤال.

    ومن هنا يدخل بحثا تفصيليا وهو من أفضل الأبحاث الذي أنا وأنت محتاجين إليه بأنه ماذا نسأل, كيف نسأل متى نسأل, شرائط السؤال, موانع السؤال هذه كلها, عند إذن بينك وبين الله يوجد واحد من عندنا لا يحتاج إلى هذا البحث؟ أساساً حياتنا قائمة {يسأله من في السماوات ومن في الأرض} أساساً حياتنا وجودنا كمالنا تامة ناقصة شرائطنا كلها قائمة على ماذا؟ {قل ما يعبأ بكم ربي لولا} دعائكم سؤالكم توسلكم رجائكم, صحيح أم لا, من هنا ندخل في بحث السؤال, أقسام السؤال, السؤال بالحال, السؤال بالاستعداد, السؤال بالقال, أقسام السؤال استعدادي و.. إلى ما شاء الله وهو من الأبحاث المفيدة العلمية والعملية التي فيها أبعاد تربوية وأخلاقية جميعاً, جيد.

    قال: كما أن منها أي من العطايا ما يكون عن سؤال أي لفظي, إذن الآن بدأ بتقسيم السؤال إلى سؤال لفظي, التقسيم الأول: السؤال إما لفظي وإما لا, هذا التقسيم الأول, والسؤال اللفظي إما سؤال في معين وإما سؤال في غير معين, السؤال المعين ماذا؟ يعني مطلوبك معين إلهي بيت ما عندي إلهي علم ما عندي, {وقل ربي زدني علما} هذا سؤال في معين تعين, وأخرى السؤال اللفظي هذا التقسيم كلامنا أين؟ في اللفظي, وأخرى أنه لا غير معين يعني ماذا؟ يعني إلهي أعطني ما فيه مصلحتي طيب هذا أعطني ما فيه مصلحتي يعني ماذا؟ المطلوب ما هو؟ تقول موكول إليه سبحانه وتعالى, إذن التقسيم الأول هو هذا التقسيم وهو: أن السؤال إما لفظي وإما غير لفظي الآن غير اللفظي ما هو أقسامه يأتي, أما السؤال اللفظي إما في معين وإما في غير معين.

    قال: كما أن منها أي من العطايا ما يكون عن سؤال أي لفظي في معين وعن سؤال في غير معين يقول شبه انقسام العطايا بالذاتية والأسمائية من جهة الفاعل بانقسام العطايا بالقسمين من جهة القابل يعني هذا الانقسام في العطايا منشأه ماذا؟ منشأه الانقسام في القابل, أحدهما لأنه أنت عندما تطلب معين يعني ماذا؟ عطاء اسمي هذا تريده انتهى, عندما تطلب غير معين يعني عطاء ما هو عطاء عام يعني تطلب معنىً عاماً.

    قال: احدهما ما يكون عن سؤال أي عن طلب العبد إما في أمر معين كطلب العلم واليقين أو غير معين كما يقول اللهم أعطني ما فيه مصلحتي فإنك أعلم بحالي وما فيه صلاحي, وثانيهما ما لا يكون عن سؤال يعني عن سؤال لفظي هذا هو التقسيم الأول, التقسيم الأول عن لفظي أو لا, واللفظي إما في معين أو غير معين, أما غير اللفظي ما هو؟ هذا بحثه بعد ذلك, ما أدري واضح أم لا.

    قال: وثانيهما قوله ومنها ما لا يكون عن سؤال أي عن سؤال لفظي فإن السؤال لابد منه, التفت, هذه قاعدة يؤسسها هنا في المقدمة كفتوى إلى أن يأتي, يقول أساساً عطاء بلا سؤال ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن {يسأله من في السموات ومن في الأرض} إذا لا يوجد سؤال فعطاء أيضاً لا معنى له, ولكن السؤال قسم واحد أم له أقسام؟ سؤال لفظي سؤال حالي سؤال استعدادي يعني بحسب استعدادك الله سبحانه وتعالى يعطي هذا بالعطاء العام, بحسب حالك يرى حالك منكسر رث الثياب الآن شخص لا يأتيك ويقول لك اعطني شيئا ولكن أنت عندما ترى حاله تقول هذا مستحق للعطاء وثالث يطلب منك يقول لك اعطني, الآن نحن كلامنا في اللفظي, اللفظي إما في معين وإما في غير معين.

    سواء كانت الأعطية ذاتية أو اسمائية يعني أن السؤال اللفظي معين أو غير معين أعم من أن يكون العطاء ذاتيا أو اسمائيا, الأعطية جمع عطاء كالأغطية جمع غطاء, ليست مثل تلك عطاء يعني غطاء لا لا هذه جمع غطاء.

    فالمعين مثل ماذا, فالمعين هذا كلام المتن, فالمعين كمن يقول يا ربي أعطني كذا يعين مالا ولدا زوجة بيتا إلى آخره, يا ربي أعطني كذا فيعين أمراً ما لا يخطر له سواه أي سوى ذلك الأمر, وغير المعين أنظروا إلى الآن نقرأ المعين كله باسم المفعول لا باسم الفاعل يعني ليس المعيِن, وغير المعيَن كمن يقول يا ربي أعطني ما تعلم فيه مصلحتي, جيد.

    طيب باعتبار أن الشيخ أيضاً لا أقل النبي ’ بحسب اعتقاده عندما أمره أنه أخرج بهذا الكتاب يظهر بأنه الرسول ’ عندما أعطاه الكتاب محرك أو غير محرك؟ غير محرك, فلهذا صارت المشكلة عندنا وهو أنه في النتيجة هذا معيَن أو معيِن؟ إذا كان محرك طيب ندري أن رسول الله قال له أنه هنا قل ماذا؟ قل معيَن وهناك قل معيِن تنتهي, ولكنه حيث أنه هؤلاء كلهم إخواني الذين لا أقل الكثير منهم لا أقل قال الشيخ هذا, مطمئنين بكلام الشيخ, ولذا عندما تأتي الكلمة يحتمل فيها الكلمات كما يحتمل احتمالات في نص صدر من معصوم لأنه في اعتقاده أن هذا النص صدر من مَن؟ (كلام أحد الحضور) من المعصوم بلي أحسنتم من الرسول ’ ولهذا ترونه يتعامل معه كما يتعامل مع النص الذي أنا أتعامل مع نهج البلاغة مثلاً إذا ثبت لي أن هذه الرواية عن أمير المؤمنين أو هذا النص وارد عن الإمام الصادق, أقول إذا كان هكذا يقول فهذا مقصوده وإذا كان هكذا يقول فهذا مقصوده.

    ولذا يقول: المعيَن مبني على هذا الأصل الموضوعي وهذا تابع لك مولانا, فإن قبلت الأصل الموضوعي واقعاً تتعامل معاه بهذا المنطق, إن لم تقبل تقول الآن بلا ضرورة بيني وبين الله هذه أبحاث تأخذ وقت بلا موجب لها لابد أن نرى أن القرائن تعين هذا أو تعين ذاك وتنتهي القضية والأمر سهل.

    المعيَن بفتح الياء أي فالسؤال المعين كسؤال من يقول يا ربي أعطني كذا, وبالكسر التي القراءة الثانية لهذه, يعني وغير المعيِن يعني لا يعين, وبالكسر على أنه اسم فاعل يقول هذا الكلام إذا قراناها باسم الفاعل لا يناسب ما ذكره في التقسيم لأنه هو في التقسيم ماذا يريد أن يقول؟ يقول المسئول إما معين أو غير معين, إذن لابد أن نقرأها باسم المفعول, إذن بحسب النظر إلى التقسيم معين وغير معين لابد أن يكون باسم المفعول ولكن بقرائن أخرى لابد أن نقرأها باسم الفاعل.

    وهو قوله يعني التقسيم ما هو؟ وهو قوله ما يكون عن سؤال في معين, وإن كان مناسبا يعني المعيِن هذه قرينة المعيِن تلك كانت قرينة التقسيم كان تقسيم أن تقرأ معيَن باسم المفعول أما قرينة أن تقرأ باسم الفاعل, وإن كان مناسباً لقوله كمن يقول ولا يحتاج إلى وإن كان, إذا قلنا كمن يقول إذن نتكلم عن القائل والقائل معيَن أو معيِن؟ القائل ماذا يفعل؟ يعين إذن عندما قال كمن يقول هذه قرينة على أنه يريد المعيِن لا المعيَن, هذه قرينة أنه تقرأ باسم الفاعل وإن كان مقتضى التقسيم أن يقرأ باسم المفعول.

    قرينة ثانية, يقول ولا يحتاج إلى تقدير يعني إذا قرأ باسم الفاعل إذن لا يحتاج إلى تقدير, وغير المعيَن كمن يقول غير المعيَن ماذا؟ يعني المسئول غير معين, ولا يحتاج إلى تقدير السؤال, إذا حمل على اسم المفعول يحتاج الكلام إلى تقدير السؤال فالمعين وغير المعين أي السؤال المعين وغير المعين والأمر سهل, جيد إلى السؤال أيضاً.

    من غير تعيين, هذا متن إخواني, من غير تعيين لكل جزء من لطيف وكثيف, طيب هذا غير المعين لا يعين, وماذا لا يعين؟ يقول ومن غير تعيين لكل جزء ذاتي من لطيف أو كثيف, عندما قلنا غير المعين يعني لا يقول أريد شيء مرتبط ببدني أريد شيئا مرتبط بروحي لأنه إذا طلب العلم هذا روح, أما إذا طلب أنه عيني مولانا لا تعمه هذا صار كثيف ذاك لطيف وهذا كثيف.

    يقول: من غير تعيين يعني بلا تعيين, بلا تعيين للأجزاء المنسوبة إلى الذات اللطيفة الروحانية كالروح والقلب والعقل وقواها, أو للأجزاء الكثيفة البدنية كالقلب المراد من هذا القلب قلب الطبيب قلب الصنوبري يعني, ذاك القلب يعني ماذا؟ ذاك القلب المعنوي, التفت, كالقلب والدماغ, انظروا في قبال القلب الأول ماذا وضع؟ القلب الثاني, يعني هذا الذي نحن يقول إذا, الحق والإنصاف أنت إذا تذهب إلى طبيب قلبي يقول لك قلبك تعبان أنت لا يذهب ذهنك إلى أنه المراد من القلب {إلا من أتى الله بقلب سليم} أصلاً يذهب ذهنك إلى هذا؟ لماذا لا يذهب ذهنك؟ لأنه تقول هذا يتكلم عما هو في دائرة عمله والذي هو في دائرة عمله ما هو؟ هذا القلب الصنوبري الذي يقع على يساري هذا هو, أما إذا ذهبت إلى إنسان عارف بالله عرفت كيف, واقعاً أهل تقوى أهل دين يقول واقعاً مريض أصلاً ولا يخطر على ذهنك أنه مريض يعني عندك أفلونزا الخنازير مثلاً مولانا.. أبداً أحسنتم ولا يأتي إلى ذهنك هذا المعنى, عندما تسمع منهم مريض أين يذهب ذهنك؟ يعني مريض معنوي.

    هنا أيضاً عندما يقول اللطيفة كالقلب المراد القلب المعنوي وعندما يقول الكثيفة البدنية كالقلب يريد القلب المادي والدماغ والعين, كما عين النبي ’ في دعائه قال (اللهم اجعل لي في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً) هذا إذا حملناه على المعاني المادية.

    طيب الآن نسخة أخرى توجد, كم بقي من الوقت (كلام أحد الحضور) جيد, نسخة أخرى موجودة, يقول: من غير تعيين لكل جزء هناك كانت النسخة الأولى ماذا؟ لكل جزء ذاتي من لطيف وكثيف, لا يقول توجد نسخة أخرى لكل جزء من ذاتي من لطيف وكثيف.

    إذن هذه القراءة الثانية أو النسخة الثانية أولاً فيها إضافة كلمة من, وثانياً ذاتي ليست مشددة وإنما هي غير مشددة.

    الآن ما هو الاختلاف بين النسختين, هذا بحثه سيأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/01/28
    • مرات التنزيل : 1901

  • جديد المرئيات