ومن هذا الصنف من يسأل لا للاستعجال ولا للإمكان وإنما يسأل امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله {ادعوني استجب لكم} فهو العبد المحض.
يتذكر الإخوة قلنا بأنه هذا البحث نظمه الماتن بهذا النحو وهو أنه:
أولاً: بين أقسام العطايا الإلهية وقال أنها تنقسم إلى ذاتية وإلى اسمائية.
ثم انتقل إلى بيان السائل وأقسام السائل, وقسم السائل إلى قسمين أساسيين:
القسم الأول: السائل اللفظي.
والقسم الثاني: السائل غير اللفظي.
لأنه بعد ذلك سيتضح بأن العطاء لا يكون إلا عن سؤال وطلب من السائل, نعم هذا السؤال قد يكون سؤالاً لفظياً قالياً مقالياً, وقد يكون السؤال سؤالاً حالياً أو استعدادياً.
أما القسم الأول, طبعاً وهذا البحث إذا يتذكر الإخوة تقدم في ص321 قال: كما أن منها ما يكون عن سؤال ومنها ما لا يكون عن سؤال, وهناك بينا المراد من السؤال يعني السؤال اللفظي وما لا يكون عن سؤال يعني ما لا يكون عن سؤال لفظي وإن كان هناك سؤال بحسب الحال أو الاستعداد.
ولذا التفت معنا, تعالوا معنا إلى ص328 يقول: وأما القسم الثاني, القسم الأول ما تقدم وهو ما يكون عن سؤال لفظي, هنا يقول: وأما القسم الثاني وهو قولنا ومنها ما لا يكون عن سؤال فالذي لا يكون عن سؤال فإنما أريد بالسؤال التلفظ به لا أنه لا يوجد سؤال في الواقع ونفس الأمر, ما أدري واضح هذا المعنى.
الآن عندما قال ما يكون عن سؤال قال: إما أن يكون عن سؤال لفظي في معين أو في غير معين, ثم انتقل إلى دواعي السؤال, قال: ما الذي يدعو أعم من أن يكون في معين أو غير معين, ما هو الداعي والباعث على السؤال, قال: والسائلون يعني الذين يبعثهم الداعي على السؤال صنفان: صنف باعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي, صنف باعثه على السؤال الإمكان والاحتياط, وصنف الذي هو الصنف الثالث وهو من؟ وهو الذي لا يوجد عنده باعث على السؤال لا الاستعجال ولا الإمكان والاحتمال وإنما الامتثال للأمر الإلهي, الآن لماذا لم يجعله في أصناف السائلين؟ قال: باعتبار أن السؤال عموما يريد تحقق المسئول عنه يريد تحقق المطلوب أما هذا الصنف الثالث فهل هي همته مصروفة لتحقق المسئول عنه أو غير منصرفة لهذه, لماذا؟ لأنه هو واقف على سر القدر, ويعلم بأنه يتحقق أو لا يتحقق, إذن عندما يعلم لماذا يسأل؟ يقول باعتبار أن الله سبحانه وتعالى أمره وهو عبد محض والعبد المحض يمتثل الأمر الإلهي والله قال {ادعوني استجب لكم}.
قال: والسائلون صنفان, بين الصنف الأول والصنف الثاني, ومن هذا الصنف ويا ليت عبر الشيخ ومن هذا القسم, لأنه نحن نتكلم في القسم الأول وفي القسم الثاني القسم الأول ما هو؟ السؤال اللفظي قال هؤلاء الذين يسألون لفظاً دواعيهم على ماذا؟ على ثلاثة أنحاء: إما للاستعجال إما للاحتمال إما للامتثال, ولكن عندما عبر ومن هذا الصنف أنت ذهنك قد يذهب إلى ما ذكره أخيراً التفت جيدا, قال: وصنف يعلمون من استعدادهم ما يقبلونه وهذا أتم ما يكون في معرفة الاستعداد في هذا الصنف ومن هذا الصنف, طيب مقتضى القاعدة أن هذا الصنف يعود على من؟ على هذا الأخير, مع أنه يعود على الأخير أو لا يعود عليه؟ لا يعود, ما أدري واضح أم لا.
ولذا تجد في الحاشية تعالوا معنا في الحاشية رقم3 التي ينقلها عن الجامي, يقول: أي أهل الحضور المذكورين أو من الصنف الثاني منهم, إما يرجعه إلى كل أهل الحضور أو يرجعه إلى القسم الثاني أو الصنف الثاني من أهل الحضور مع أنه لا هو راجع إلى أهل الحضور ولا إلى الصنف الثاني من أهل الحضور وإنما راجع إلى أصل المطلب وهو السائلون صنفان, ما أدري واضح أم لا, بقرينة ماذا؟ قال: ومن هذا الصنف من يسأل, إذن السؤال سؤال لفظي, لا للاستعجال الذي هو الصنف الأول, ولا للإمكان الذي هو الصنف الثاني, وإنما هو صنف ثالث.
ولذا لو عبر ومن هذا القسم أي قسم؟ الذي يسأل سؤالاً لفظياً, من يسأل لا للاستعجال ولا للإمكان وإنما يسأل للامتثال, وهذا المعنى بشكل واضح وصريح أشار إليه الكاشاني في شرحه ص118 عبارته هناك صريحة يقول: فإذا قال, ثم اقتضى قال, أي ومن القسم الأول, يفسر ومن هذا الصنف أي ومن القسم الأول, الذي عطائه عن السؤال صنف ثالث يسأل لا للاستعجال الطبيعي أي للعجلة التي هي مقتضى الطبيعة البشرية ولا للإمكان أي لأنه يمكن أن يكون المسئول موقوفا على سؤاله بأن الله علقه بسؤال فيكون مقدراً بل يسأل الله امتثالاً لأمره فإن العبد مأمور بالسؤال والدعاء كما قال تعالى {ادعوني استجب لكم} فغرض هذا العبد من السؤال ليس إلا ماذا؟ تحقق الامتثال والعبادة لا تحقق المسئول عنه وتحقق المطلوب, لا المسئول ولا الإجابة فهو عبد محض, هذا من قبيل واقعاً ينطبق عليه (عبدتك لأنك أهل للعبادة لا طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك) إذن على أي شيء أنت تعبد على ماذا تسأل؟ يقول: لأن الله يستحق أن يسأل يستحق أن يعبد وهو أمرني بالعبادة, جيد نقرأ العبارة.
قال: ومن هذا الصنف من يسأل لا للاستعجال المراد من الصنف كما قلنا يعني هذا القسم الأول في قبال القسم الثاني الذي لا يكون عن سؤال لفظي, من يسال يعني سؤالاً لفظياً لا للاستعجال ولا للإمكان وإنما يسأل امتثالا لأمر الله في قوله تعالى {ادعوني استجب لكم} فهو العبد المحض أي هو العبد التام في العبودية الممتثل لأوامره كلها من غير شوب من الحضوض, يعني ما يسأل من أجل أنه يحصل على شيء طمعا في جنة أو خلاص من نار أو.. أو أمراً دنيوياً وأمراً أخروياً أو مال أو رزق أو علم لا أبداً, من غير شوب من الحضوض لأنه بحضوره دائماً يعرف استعداده, يعني واقف على ماذا؟ على سر القدر واقف على عينه الثابتة, طيب إذا كان واقفا على العين الثابتة؟ طيب يعلم بأنه الآن وقت العطاء أو ليس وقت العطاء, طيب إذا لم يكن وقت العطاء له معنى لأن يسأل أو لا معنى لأن يسأل؟ نعم الذي لا يعلم بسر القدر قد يسأل احتمالاً ولكن هذا المفروض أنه ماذا؟ يعلم بسر القدر يعلم الوقت المعين للعطاء وعدم العطاء.
لأنه بحضوره دائماً لأنه من أهل الحضور الدائم, يعرف استعداده وما يفيض من الحق من التجليات بحسب استعداده عليه فيكون سؤاله لفظا إذن تبين أنه نتكلم في أي قسم؟ في السؤال اللفظي, فيكون سؤاله لفظاً امتثالاً لأمره تعالى كما مر, هذه كما مر أين إذا تتذكرون؟ قلنا في أول ص323 هناك قال: والسائلون بلسان القال مع صرف الهمة الذي قلنا بأنه كان ينبغي أن ذاك البحث أن يأتي به؟ يأتي به إلى هذا الموضع ولهذا هنا يقول كما مر.
طيب جيد جداً هذا سائل أصلاً أو ليس بسائل؟ يقول: الواقع إذا فسرنا السائل بما له همة في تحقق المطلوب والمسئول عنه هذا سائل أو ليس بسائل؟ ليس بسائل حقيقة ولكن إذا قلنا المراد من السائل كل من يسأل أعم من أن يكون له همة وغرض نهائي في تحقق المطلوب أو لا نعم هذا يعد سائلاً.
وليس لهذا الداعي ولهذا الصنف من السائل وهو الصنف الثالث, وليس لهذا الداعي همة متعلقة فيما يسال فيه يعني ليس غرضه من السؤال تحقق المسئول عنه, وإذا تتذكرون قلنا سائل ومسئول, السائل الإنسان, المسئول هو الله, والمطلوب هو المسئول عنه, فيما يسأل فيه من معين أو غير معين, هو في سؤاله لا يريد لا تحقق معين ولا تحقق غير معين, وإنما همته في امتثال أوامر سيده (إنما سألت لأنك أهل للسؤال والعبادة) لأنه منزهٌ عن طلب غير الحق, أصلاً هذا الإنسان يطلب أموراً غير الحق أو لا يطلب؟ أصلا له همة في غير الحق أو ليس؟ بعض الناس وهذه الجملة معروفة مولانا, تركوا الآخرة لأجل الدنيا, وبعضهم تركوا الدنيا لأجل الآخرة, وبعضهم تركوا الدنيا والآخرة لأجل من؟ لأجل الله, إذن هو لا عنده لا غرض دنيوي لا غرض أخروي عنده فضلا عن الغرض الدنيوي, إذن لا معنى لأن تكون همته منصرفة إلى أمر دنيوي أو أمر أخروي (لا طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك).
يقول: لأنه هذا السائل, طبعاً هذا والأوحدي هذا, هؤلاء المقربون واقعا, وإلا من يستطيع أن يعبد الله أو يسأل الله مثل هذا السؤال.
يقول: لأنه منزهٌ هذا السائل عن طلب غير الحق, هذا من بيان غير الحق, ما هو غير الحق؟ قال: من المطالب الدنياوية والأخراوية لا فرق لا يسأل مطالب أخراوية فضلاً عن مطالب دنياوية, بل نظره إلى الحق, بل نظره على الحق أيضاً صحيح الآن هذه حروف الجر ممكن أن تتبادل مواضعها ولكن بل نظره إلى الحق جمعاً في مقام وحدته وتفصيلاً في مقام مظاهره, إذا طلب شيئاً في مقام الجمع له نحو من السؤال, في مقام التفصيل التي هي المظاهر له نحو آخر من السؤال.
وهذا تابع لحال السائل تارة تغلب عليه حال الوحدة فيتكلم بكلام, وتارة يغلب عليه حالة الكثرة فيتكلم شيء آخر, إذا غلبت عليه حالة الوحدة ماذا يتكلم؟ (كلام أحد الحضور) لا لا (كلام أحد الحضور) نعم لا يوجد شيء أحسنت جزاك الله خيرا, إذا غلبت عليه الوحدة يقول أنا الأول أنا الآخر أنا الظاهر أنا الباطن, أما إذا غلبت عليه الكثرة ماذا يقول؟ (كلام أحد الحضور) بلي يقول خلافاً للفاضل المعاصر, يقول أنا العرش أنا الكرسي أنا اللوح أنا السموات أنا الأرض إلى آخره وهذه تقدمت كلمات القيصري في هذا بشكل تفصيلي ما أدري تتذكرون أم لا, أين ذكرنا هذه الإخوة يتذكرون لولا؟ تتذكرون لولا أخواننا؟ أبحثوا عنها وانظروا تجدوها لنا أم لا, ماذا لم يأتي بذهن أحد من الإخوة, معلوماتهم من هنا من هنا, في ص142 قال: ويؤيد ما ذكرنا قول أمير المؤمنين ولي الله في الأرضين قطب الموحدين في خطبة كان يخطبها للناس قال: أنا نقطة باء بسم الله أنا جنب الله الذي فرطتم فيه وأنا القلم وأنا اللوح المحفوظ وأنا العرش وأنا الكرسي وأنا السموات وأنا وأنا.. إلى غير ذلك, طبعاً هو هذه يعتبرها تجلي ارتفع عنه حكم الوحدة, لا هذا بعده كان في حكم المظاهر والتفصيل لأنه بعد ذلك يقول وارتفع عنه حكم تجلي الوحدة ورجع إلى عالم البشرية لا لا أبداً هو كان في حكم الكثرة هنا في حكم الكثرة, في حكم الوحدة وتجلي الوحدة عليه ماذا يقول؟ يقول: أنا الأول أنا الآخر أنا الظاهر أنا الباطن أنا الحي الذي لا أموت إلى آخره, التي هذه فيها مشاكلها في محلها, على أي الأحوال.
قال: الآن طيب هذا القسم الثالث أو الصنف الثالث من القسم الأول متى يسأل متى لا يسأل؟ يقول هذا هو وحالته, حالته بعض الأحيان تقتضي السؤال فيسال لا لتحقق المسئول فيه أبداً وإنما حاله يقتضي السؤال, وأخرى لا يقتضي السؤال فيسكت, يقول: فإذا اقتضى الحال يعني حال من؟ حال السائل, فإذا اقتضى الحال السؤال أي اللفظي يسأل عبودية وإذا اقتضى أي الحال التفويض والسكوت ماذا؟ سكت فقد ابتلي أيوب وغير أيوب من الأنبياء وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به, ثم اقتضى لهم الحال أي اقتضى حالهم في زمانهم آخر أن يسألوا رفع ذلك فسألوا فرفعه الله عنهم.
يقول انظروا الآن هؤلاء تطبيقاً أنه بعض يسأل وبعض لا يسأل لماذا؟ يقول وقت الذي لا يسأل لأنه يعلم أنه الآن وقت العطاء أو ليس وقت العطاء؟ فما يسأل يسكت, وقت العطاء أيضاً يسأل, فقد ابتلي وما سألوا لماذا لم يسألوا؟ لأنهم يعلمون بسر القدر وما سألوا رفع ما ابتلاهم الله به, ثم اقتضى كذلك في يعقوب الله سبحانه وتعالى عندما ابتلاه لا أنه أول ما ابتلاه قال ارفع عندي البلاء لا لا أبدا إلى أن علم وقت استجابة الدعاء ورفع البلاء.
ثم اقتضى لهم الحال أي اقتضى حالهم في زمان آخر أن يسألوا رفع ذلك فسألوا فرفعه الله عنهم, هذا إلى هنا انتهى المتن, هذا قوله ظاهر هذه من الشارح هذه ليست من المتن, ظاهر هذه من القيصري.
طيب تسأل أنت تسأل سؤال لفظي الآن التفتوا جيدا, تسألوا سؤالاً لفظياً الله يستجيب أو لا يستجيب؟ سؤال لفظي, الآن كان في معين أو في غير معين, أسأل إلهي أعطني علم أعطني دنيا أعطني آخرة أعطني توفيق أعطني صحة, الله يستجيب أو لا يستجيب؟ الجواب: مقتضى النص القرآن {ادعوني استجب لكم} إذن المفروض الإجابة موجودة, ولكنه الإجابة معناها تحقق المسئول عنه آن السؤال هذا معناه, أو لا ملازمة بينهما؟ يعني الآن جنابك أولاد ما عندك علم ما عندك مال ما عندك صحة ما عندك, عندما تسأل والآية تقول {ادعوني استجب لكم} هذا معناه أنه بمجرد أن تسأل يتحقق المسئول فيه والمسئول عنه؟ يقول: لا لا ملازمة لماذا؟ باعتبار أنه قد لا يكون تحققه في مصلحة من؟ في مصلحة العبد, أو متوقف على أسباب في ضمن النظام الأحسن وهذا الاسباب متحققة أو غير متحققة؟ غير متحققة, لأن {إنا كلا شيء خلقناه بقدر} له حساب له هندسة له نظام ليس هكذا, يا أخي أنت إذا أردت أن تحصل على حاجة في هذه الدنيا تقول له إلهي ماذا يكون في مصلحتي أعطني إياه, الدعاء في محله, ولكنه هذا الدعاء فقط أنت تدعوه أو ملايين الناس أيضاً يدعون ماذا؟ وإذا صار البناء أن يعطي الله سبحانه وتعالى كل أحد ما في مصلحته لوقع التزاحم العجيب في هذا العالم, فمقتضى النظام الأحسن هذا يعطيه ذاك ما يعطيه هذا في هذا الوقت يعطيه ذاك في غير هذا الوقت يعطيه و.. إلى غير ذلك ضمن ما يراه من النظام الأحسن.
ولذا قد يكون السؤال معجلاً ولكن الإجابة قد تكون معجلة أيضاً وقد تكون مؤجلة, في قضية موسى الله سبحانه وتعالى ماذا قال له؟ قال له {قد أجيبت دعوتكما} في من؟ في فرعون وملئه, ولكن متى استجاب نفس الآن؟ أبداً أبداً وإنما إلى أن توفرت الشرائط أغرق فرعون وملئه.
ولذا تعبيره التفتوا إلى العبارة يقول: والتعجيل بالمسئول فيه التعجيل مبتدأ والإبطاء معطوف على المبتدأ والتعجيل بالمسئول فيه والإبطاءُ إنما هو ماذا؟ للقدر المعين له عند الله سبحانه وتعالى {في كتاب الله لا يضل ولا ينسى} كتاب المحو والإثبات, كتاب له {إنا كل شيء خلقناه بقدر} أنت الآن لم تتزوج تقول له إلهي بعد شهرين أريد ابن, بلي الله سبحانه وتعالى بطرق غير متعارفة ممكن أن يعطيك طفل ولكنه هذه سنته أو ليست سنته؟ هذه ليست سنته وإذا فعل فلاستثناء للقاعدة خروج, فلهذا مراراً ذكرنا أن الإعجاز والتصرف التكويني على خلاف النظام المتعارف هذا خارج القاعدة استثناء من القاعدة, وأنت بلي يقول لك الله سبحانه وتعالى استجاب دعوتك, لكن استجاب دعوتك يعني ماذا؟ يعني إنشاء الله أهيأ لك بنت صالحة تتزوج وتتوفر الشرائط وأيضاً يعطيك ابن, إذن والتعجيل والإبطاء إنما هو للقدر المعين أي المسئول فيه عند الله تعالى, أي التعجيل في الإجابة والإبطاء فيها إنما هو للقدر أي لأجل القدر المعين وقته في علم الله وتقديره كذلك, أي في علم الله فقوله للقدر خبر للمبتدأ والإبطاء معطوف عليه والتعجيل ماذا؟ خبر للمبتدأ وهو ماذا؟ التعجيل.
الآن فإن وافق السؤال اللفظي, الوقت هذا كان وقته أصلاً في محله أنت أصلاً في نفس الآن الله سبحانه وتعالى أيضاً ماذا يفعل؟ أسرع في الإجابة, وأنت أيضاً تقول أنه أصلاً ما كنت أصدق اليوم الليلة رفعت يدي الله سبحانه وتعالى غد أعطاني, وأنا أتصور أن كل إنسان لو راجع نفسه {بل الإنسان على نفسه بصيرة} يجد أن بعض القضايا دعا الله فيها الله سبحانه وتعالى في نفس الآن استجاب له, وبعض الأحيان أيضاً ثلاثين سنة ماذا؟ يلح في السؤال وما يستجاب, هذا حينئذ تابع للنظام الأحسن وما توجد ضرورة أيضاً الله سبحانه وتعالى كل هذا النظام مولاناه يستثنيه ويعطيه لك إلا إذا اقتضت ضرورة النظام الأحسن عند ذلك يجعل معجزة أو كرامة أو خروج عن المتعارف.
فإن وافق السؤال الوقت أسرع بالإجابة ما معنى أسرع بالإجابة؟ أي حصول المسئول عنه, طبعاً المسئول يعني المسئول عنه, في الحال وإذا تأخر الوقت يعني لم يوافق السؤال الوقت, وإذا تأخر الوقت أي وقت حصول المسئول الآن إما أن يتأخر في الدنيا كالمطالب الدنياوية إذا تأخرت إجابتها, تطلب أنت علم بعد عشرين سنة يعطى, تطلب مال بعد كذا, {قد أجيبت دعوتكما} بالنسبة إلى يعقوب إلى إبراهيم كل هؤلاء دعوا الله ولكن الاستجابة كانت بعد ذلك.
بالنسبة إلى أهل البيت سلام الله عليهم, فيما يتعلق بقتلة الإمام الحسين ماذا قليل نحن وارد عندنا منهم أدعية على قتلة الإمام الحسين ماذا نفس اليوم صار, الآن بعضها صار بعد سنتين ثلاثة بعضها بعد خمسين سنة بعضها بعد مائة سنة وبعضها يكون في وقت ظهور الإمام الثاني عشر عليه أفضل الصلاة والسلام, طيب توجد استجابة للدعاء ولكن الاستجابة للدعاء قد يطابق السؤال الوقت وقد يتأخر.
يقول: كالمطالب الدنياوية إذا تأخرت إجابتها وإما في الآخرة كالمطالب الأخراوية تأخرت الإجابة أي المسئول فيه إلى حصول وقتها.
هنا يوجد عنده بحث قيم واقعاً يقول: لا الإجابة التي هي لبيك, يعني ماذا؟ يقول إخواني الأعزاء خلي ذهنك يمي في المتن, التفت, أولاً: أنت قد تدعو شخصا أصلاً لا يلتفت إليك ولا يسمعك يعني أنت تكلمت أو لا, لا يلتفت, وبعض الناس الله سبحانه وتعالى ماذا؟ هكذا, الله يسمع الجميع ولكنه لا للجميع {سميع الدعاء} ما هو الفرق بين سميع و{سميع الدعاء}؟ طيب الله سميع ماذا {سميع الدعاء} ماذا؟ الجواب: لا, فرق كثير بين أنه أنت تبدي تتكلم مع أستاذك يقول أسمعك قل ماذا تريد هذه أسمعك يعني أنا أبدي التفت إليك الآن ليس بالضرورة أنه أنت الذي قلته أنا أفعله أو لا أفعله, وتارةً أصلاً يلتفت إلى سؤالك أو ما يلتفت إلى سؤالك؟ أصلاً لا يسمعك أبداً يهملك أصلاً, ما أدري واضح.
سميع باعتبار أن الله سبحانه وتعالى هذا النظام كله يسمعه, لكنه {سميع الدعاء} يعني أنا التفت ماذا؟ لك, الآن ابدأ تكلم ماذا تريد الآن, الآن عندما تكلمت إما الذي أردته مطابق للوقت طيب ماذا مباشرة؟ يمد يده إلى جيبه ويعطيني, وإما يقول والله ليس في مصلحتك إنشاء الله في وقت آخر, صحيح, يقول أنا الذي أقول أن الإجابة تتأخر أو لا تتأخر مرادي تحقق المسئول عنه لا مراد قوله تعالى لبيك عبدي الآن قل لي ماذا تريد, وإلا هذه قل لي ماذا تريد, من الذي يسال الحق الله ماذا؟ يقل له لبيك, ما أدري أنت واجد بأنه تطرق الباب وافترض أن الذي داخل البيت يعلم بأنه من يطرق الباب, أصلاً يجيبك أو لا يجيبك؟ أصلا لا يجيبك, وتارةً يقول نعم سمعتك سوف أأتي, يأتي ويفتح لك الباب يسمع سؤالك, الآن قد ينفذ ما تسأل وقد لا ينفذ, يقول من يسأل الحق, التفت هذه قاعدة جيدة, التفتوا جيداً, مَن إذا دعاني, {إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب} التفت {أجيب دعوة الداعي} هذا تحصيل للحاصل, طيب إذا دعوة فهو يدعو أو لا يدعو؟ إذن لماذا يقول {دعوة الداعي} طيب هو عندما يقول دعوة فهو يدعو, يقول لا لأنه بعض الأحيان يلقلق لسانه ولكنه يطلب حقيقة أو لا يطلب حقيقة؟ لا ليس دعاء حقيقي دعاء مجازي لقلقة.
ولذا وأنا مراراً قلت بأنه الأم عندما تغضب على فلذة كبدها ماذا تفعل؟ تدعو, في نفس الآن أنت اسألها بمجرد أن تهدأ قل لها واقعا تقولين, تقول لا لا, لساني هكذا يقول, هذا لساني هكذا يقول يعني أنا أدعو جداً أو ما أدعو جداً؟ ما أدعو جداً, فلهذا الآية قيدت ماذا قالت؟ قالت {دعوة الداعي} يعني إذا كان يدعو جداً حقيقةً, طيب القيد الثاني ما هو؟ {إذا دعاني} طيب هو يدعو ماذا يعني {إذا دعاني} يقول لا لأنه قد يطرق باب غيري أنا إذا طرق بابي أقول له ماذا؟ أقول له لبيك, إذن حتى تسمع لبيك تحتاج إلى ماذا؟ إلى ركنين في باب الدعاء: الركن الأول: الدعاء حقيقةً, الركن الثاني: أن يكون المدعو من؟ هو الله, عند ذلك الله سبحانه وتعالى {سميع الدعاء} يستمع إليك يقول لبيك عبدي ولكنه الآن متى أستجب لك؟ إما استجب لك في الآن إما بعد عشر سنوات, إذا في الدنيا إذا لا في الآخرة, وإما إذا ليس في مصلحتك أو ما يصير لا في الدنيا ولا في الآخرة لا أقل أنقص من سيئاتك وإذا سيئات ما عندك أزود في حسناتك, إذن أي دعاء حقيقي له يبقى بلا جواب أو لا يبقى بلا جواب؟ لا أبداً.
قال: لا الإجابة التي هي لبيك من الله, هذه عامة هذه لا وقت لها, العبد بمجرد أن يقول إلهي ويسأل ويكون سؤالاً حقيقياً والمسئول هو الحق تعالى الله يقول له لبيك, الآن إما يتحقق المسئول عنه الآن أو في الاستقبال أو… إلى غير ذلك.
هذا إشارة إلى ما جاء في الحديث الصحيح (أن العبد إذا دعا ربه يقول الله) بهذين القيدين اللذين أشرنا إليهما (يقول الله لبيك يا عبدي) يقول في البحار الجزء 67 ص 280 الحديث العاشر بلي هذه المصدر صحيح أنا راجعت المصدر صحيح وقريب من هذا النص أيضاً موجود, في الحال من غير تأخر عن وقت الدعاء, يعني قوله تعالى (لبيك عبدي) هذا لا يتأخر, ومعنى لبيك من الله ليس إلا إجابة المسئول في الحال, ولكن هذا الذي سأله لعله ليس في مصلحته الآن يعطى, لكن ظهوره يعني ظهور المسئول عنه, لكن ظهوره موقف إلى الوقت المقدر له, بل الحق لا يلقي ما يلقي في قلب العبد الدعاء والطلب إلا إذا كان هناك يريد أن يجيب عبده.
طبعاً أرجع وأقول بالركنين: الركن الأول: طلب ماذا؟ حقيقي, الركن الثاني: أن المسئول من؟ هو الله سبحانه وتعالى35:05 المدعو هو الله سبحانه وتعالى, لذلك قال لا الإجابة التي هي لبيك من الله.
هذا تمام الكلام إخواني في القسم الأول, من كان القسم الأول؟ وهو الذي يسال سؤالاً لفظياً.
الآن ننتقل إلى القسم الثاني وهو الذي يسأل سؤالاً لا لفظياً لا لا يسأل العبارة هناك إذا تتذكرون ماذا كانت العبارة, قال: ومنها ما لا يكون عن سؤال, ظاهر التقسيم أن العطايا الإلهية بعضها عن سؤال وبعضها ليس عن سؤال, الآن لا يعمق المطلب يقول لا يكون عطاء إلا عن سؤال, ولكن السؤال إما يكون سؤال لفظي أو سؤال غير لفظي, ما أدري واضح المطلب.
قال: وأما القسم الثاني وهو قولنا, الآن لماذا هذه الجملة قالها الشيخ؟ باعتبار طالت المسافة القسم الأول كان له شرح كثير فلهذا اضطر أن يأت بين قوسين بين شارحتين, قال: وهو قولنا ومنها ما لا يكون عن سؤال فالذي لا يكون عن سؤال فإنما أريد بالسؤال ماذا؟ التلفظ به فإنه في نفس الأمر لابد من سؤال, هذه قاعدة لا يكون عطاءٌ إلا عن سؤال, الآن هذا السؤال إما لفظي وإما حالي وإما استعدادي.
الآن إخواني الأعزاء كم بحث يوجد عندنا هنا, أنا لم استبق الأبحاث ولكن فقط أذكر لكم عناوين الأبحاث التفتوا جيدا.
البحث الأول: ما هو الفرق بين الحال والاستعداد, يعني السؤال الحالي ما هو فرقه عن السؤال الاستعدادي.
البحث الثاني: ما هو الفرق بين السؤال اللفظي من جهة والسؤال غير اللفظي الأعم من الحال والاستعدادي من جهة أخرى.
البحث الثالث: ما هو التعريف الحالي والاستعدادي.
هذه ثلاثة أربعة أبحاث هو كلها سيبينها إخواني, ولذا إذا أنا هنا أردت أن أبحثها نظم المتن والشرح يتخلخل, لذا نحن الآن فقط ليكون في ذهن الإخوة نحن الآن نريد أن نبحث في هذه الأمور الثلاثة الأربعة.
أولاً: السؤال إما لفظي وإما حالي وإما استعدادي, ومن هنا السؤال اللفظي واضح لا يحتاج إلى بيان, يبقى ما هو السؤال الحالي وما هو السؤال الاستعدادي, ما هو الفرق بين السؤال الحالي والسؤال الاستعدادي, لا تعريفهما الفرق بينهما, التعريف غير الفرق, يعني نحن أولاً نعرف السؤال الحالي والسؤال الاستعدادي ثم نقول هل يوجد فرق بينهما أو لا يوجد فرق بينهما, وإذا كان هناك فرق فما هي الفروق.
ثم يبحث ما هو الفرق بين السؤال الحالي والاستعدادي من جهة والسؤال الاستعدادي, الآن على سبيل المثال: انظروا السؤال الحالي والاستعدادي لا يكون إلا مقيداً لانه الحال حال الإنسان عندما يسأل شيئا حاله يريد شيئا مطلق أم مقيد, طيب إذا جائع يعني ماذا يريد؟ رفع الجوع, إذا جاهل ماذا يريد؟ رفع الجهل, أليس هكذا, إذا فقير ماذا يريد؟ رفع الفقر, إذا مريض ماذا يريد؟ رفع المرض, إذن دائماً في الحال السؤال مقيد أم مطلق؟ مقيد, في الاستعداد أيضاً كذلك من هو هذا الذي استعداده مولانا ما لا يتناهى؟ طيب كل استعداداتنا محدودة ومقيدة, إذن عندما تأتي أنت إلى السؤال الحالي أو الاستعدادي دائما لا يكون إلا في معين أو غير معين؟ معين محدد مقيد مشروط, أما السؤال اللفظي نحن قسمناه قلنا إما معين وإما غير معين, ما أدري واضح أم لا, هذا فرق أساسي بين السؤال اللفظي وبين السؤال الحالي والاستعدادي, وتفاصيل من هذا القبيل تأتي إنشاء الله بعد ذلك.
سؤال الحال عادة الشخص يلتفت إليه هو يرى نفسه جائع يرى نفسه جاهل يرى نفسه مريض أما سؤال الاستعداد يلتفت إليه أو لا يلتفت إليه؟ استعداد إلا من اطلع على عينه الثابتة, فسؤال الحال قد يشعر به هو يشعر به الغير يشعر به هو, أما سؤال الاستعداد يلتفت إليه أو لا يلتفت؟
ولذا حاول البعض أن يطبق هذه الأقسام الثلاثة على هذه الآية المباركة وإن كان بعيد ولكنه إنشاء الله تعالى في وقته سأبين للإخوة قال تعالى {وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى} قالوا القول يعني السؤال اللفظي, والسر السؤال الحالي, والأخفى الذي أخفى حتى على نفسه السؤال الاستعدادي, هذه إنشاء الله عندما نصل إليها أبينها في محله.
قال: فإنه في نفس الأمر لابد من سؤال إما باللفظ أو بالحال أو بالاستعداد.
القسم الثاني: هو السؤال بلسان وهو السؤال الآن ما أدري هذه الواو لعلها زائدة, هو سؤال بلسان الحال والاستعداد, هنا لم يعرف الشارح ما هو سؤال الحال وما هو سؤال الاستعداد وإنما بينهما من خلال المثال والتمثيل أيضاً طريق من طرق التعريف كما قرأتم في علم المنطق, قال: سؤال الحال ما هو؟ قال: كقيام الفقير بين يدي الغني, أصلاً من وضعه عندما يقف أمامه الفقير يعني ماذا؟ الآن قد يقول أعطني وقد يكون هو وضعه ماذا؟ واضح, فلهذا تقول واضح أن هذا يريد واضح انتهى, قال: لطلب الدنيا, أو سؤال الحيوان أنت مولانا جالس على مائدة وترى بأنه هذا الحيوان القطة مثلاً على بعد مترين جالسة بشكل واضح أنها ماذا؟ ولكن لا جرأة لها لكي تتقدم هذا السؤال سؤال ماذا؟ سؤال الحال, هذه أيضاً التفتوا إليها, آثارها الوضعية عجيبة لا تقل بأنه أول ما رايتها حجارتين و.. إلا إذا كان مؤذي مضر ذاك بحث آخر تزاحم يصير, أما إذا ليس بمضر وليس بمؤذي حيوان ماذا تريد أنت منه, لأنه في بعض الأحيان يقول ما أدري من أين جاءت المصيبة ما أدري من أين جاءت, أي بلي واقعا لا تعلم بأنه من أين جاءتك, عمل أصلاً أنت في غنىً عنه حيوان مولانا يمشي وأنت تؤذيه على ماذا, طيب هذا يرفع يده إلى الدعاء إلى السماء اللهم سبحانه وتعالى مزاجه ذاك الوقت جيد … يطيح حظك مولانا لعشرة سنوات ما تدري من أين طاح حظك في هذه القضية, التفتوا إلى هذه القضايا التي هي واقعا هذه قضايا الذين يبحثون عن سلوك والذي عملهم فقه يقول هذا الكلام في الفقه لا يوجد ذاك بحث آخر هم أعرف ولكنه الذين يبحثون أهل سلوك أهل كذا هذه الأمور إخواني الأعزاء جداً مؤثرة.
وسؤال الحيوان ما يحتاج إليه لذلك قيل سؤال الحال أفصح من لسان المقال وقال الشاعر:
وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ سكوتي بيانٌ عندكم وخطاب
والسؤال بلسان الاستعداد, هذا إنشاء الله بيانه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.