نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (01)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    من هذا اليوم إنشاء الله تعالى سنبدأ بدراسة هذا الكتاب وهو شرح فصوص الحكم للقيصري, ولكنه قبل الدخول في بيان هذه المقدمة احتاج إلى بيان بعض الامور المرتبطة بهذا العلم, وليس أصل هذا العلم وإنما بخصوص صاحب هذا الكتاب وخصوص هذا الكتاب وهو فصوص الحكم, في المقدمة لابد أن تعلموا أن محي الدين بن العربي أو بن عربي على الخلاف الموجود, وأبين نكتة الاختلاف أيضاً الشيخ محي الدين حاول أن يجمع كل أفكاره في نظرية وحدة الوجود وما يترتب عليها من المسائل في هذا الكتاب الذي هو فصوص الحكم واصل هذا الكتاب كما تعلمون قائم على أساس رؤيا كما هو يدعيها, هو في هذا الكتاب الذي قلنا للاخوة يحاولوا أن يحصلوا على هذه النسخة وهي (شرح فصوص الحكم) بتحقيق شيخنا الاستاذ آية الله شيخ حسن زاده آملي, هناك في الجزء الأول صفحة(189) هذه عبارته, يقول: أما بعد فاني رأيت رسول الله ’في مبشرة, هذه من العبارات المأخوذة  من الرسول الأعظم  ’ عندما كان يأتي إلى المسجد في الصباح يقول هل من مبشرات , أريتها في العشر الآخر من المحرم سنة سبع وعشرين وست مئة بمحروسة دمشق وبيديه  ’كتاب فقال لي هذا كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الامر منا كما أمرنا فحققت الأمنية وأخلصت النية وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي رسول الله   ’من غير زيادة ولا نقصان,هذا هو أصل الكتاب  بغض النظر انه كيف يمكن الاعتماد على الرؤيا أو لا يمكن  هذه أبحاث مفصلة سوف يأتي الحديث عنها إنشاء الله تعالى بعد ذلك, فيما يتعلق بشخصية محي الدين وتاريخ حياته, وسيرته الذاتية وبعض أفكاره, بنحو الاجمال والخلاصة يمكن لمن يراجعون الفارسية,وسمعت انه ترجمت إلى اللغة العربية بعض أجزائه, دائرة المعارف بزرك إسلامي, في هذا الكتاب صفحة مئتين وستة وعشرين  يوجد هناك بحث مفصل عن ابن عربي, يقول>أبو عبد الله محي الدين محمد بن علي بن محمد بن العربي الحاتمي, المتولد سنة خمسمائة وستين معروف بشيخ اكبر انديشمند, عارف صوفي بزرك جهان إسلام, وي أي هو في المشرق يُسمى بابن عربي, وليس بابن العربي, لماذا؟

    يقول حتى لا يشتبه مع ابي بكر ابن العربي الذي هو قاضي ومحدث وفقيه وأندلسي إلى آخره.

    في دائرة المعارف الموجودة يوجد بحث مفصل,طبعا تعرفون في هذه الطبعة يمكن يكون كتاب مستقل للاخوة الذين يطالعون, من صفحة 226 إلى صفحة 286 , تقريبا ستين صفحة يوجد بحث مفصل عن محي الدين وأفكاره وعن نظريته وعن منهجه الذي يتبعه في بيان مثل هذه المسائل, الاخوة الذين لديهم وقت إذا لا يريدون أن يقرأوا دورات مفصلة عن شخصية محي الدين وآرائه وأفكاره, في هذه الستين صفحه, كل ما يحتاج إليه الطالب أو يحتاج إليه المثقف لفهم محي الدين ومبانيه, موجودة في هذه الستين صفحه, فمناسب جدا مراجعتها في الجزء الرابع ص 226.

    طبعا فيما يتعلق في شخصية محي الدين توجد أبحاث كثيرة وكتب كتب كثيرة أنا اليوم أحاول أن اقرأ نصين نص من احد علماء الأزهر أو احد علماء مصر (عثمان يحيى) ونص آخر من( الشيخ المطهري) رحمة الله عليه في حواشيه في شرح مبسوط المنظومة لتقفوا على الصورة, وأتذكر في أول مباحث تمهيد القواعد أنا هذه النقطة أشرت إليها وبينتها للاخوة, قلت بأنه هذه الكتب وهذه المباني نحن هنا بصدد تقريرها, وليس بالضرورة قبولها أو رفضها, مسألة القبول والرفض مسألة أخرى الآن بصدد تقرير وبيان هذه النظريات وهذه الأفكار التي جاءت في هذه المدرسة المعروفة بالمدرسة العرفانية أو المدرسة الصوفية, أنا اقرأ نصين في هذا المجال, النص الأول ورد في المقدمات (نص النصوص في شرح فصوص الحكم) للسيد حيدر الآملي, هذه الكتب التي أنا أشير إليها, الاخوة إذا كان بإمكانهم يقتنون هذه الكتب لأنه واقعا هذه الكتب هي المصادر الأصلية, وعندما اقول مصادر أصلية بتوجيهات اساتذتنا, أمثال الشيخ حسن زاده, أمثال جوادي, وآخرين من الذين حضرنا عندهم كانوا يركزون على هذه الكتب, هذا الكتاب الذي هو للسيد (حيدر الآملي) الذي هو غير (جامع الأسرار) للسيد حيدر الآملي, هو المقدمات من كتاب نص النصوص في شرح فصوص الحكم الذي هو للسيد حيدر الآملي, والذي فيه تحقيقات من (هلي كوربن) و(عثمان إسماعيل يحيى) ومجموعة من الأساتذة, في مقدمة ذلك الكتاب حتى أبين لكم أهمية فصوص الحكم أقف قليلا عند المقدمة ولو لصفحة صفحتين حتى تعرفون ما هو دور هذا الكتاب وآثره في تاريخ الفكر الديني وفي تاريخ الإسلام عموما مذ وجد والى يومنا هذا.

    يقول: أن كتاب فصوص الحكم للشيخ الاكبر, هذه تبدأ من صفحة 6 في المقدمة, للشيخ الاكبر محي الدين بن العربي ( ابن عربي) على النكتة التي اشرنا إليها, على صغر حجمه وبراءة موضوعه نال ما لم ينله اثر آخر في التاريخ العربي الإسلامي من الاهتمام, وعندما اقول الاهتمام ليس بالضرورة القبول أو الاعم من القبول والرفض, التعديل والتجريح, من شرح وتعليق وتعديل, فشروحه المعروفة الآن لدينا المحفوظة  نسخها في خزائن دور الكتب, طبعا هو يقول: لم أتتبع كاملا هذا التتبع الناقص أوصلني إلى هنا, فشروحه المعروفة, المخزونة, المحفوفة في دور الكتب شرقا وغربا والمكتوبة بسائر لغات الثقافة الاسلامية عربية, فارسية, تركية وغيرها, تقول انه هذه الشروح والتعليقات في الوقت الحاضر تجاوزت المئة وعشرين شرحا وتعليقا, الآن انتم ابحثوا في تفسير القرآن لتروا إلى هل عندنا مئة وعشرين تفسير على القرآن أو ليس عندنا؟

    البعض يقول: قد بلغت مثلا مئة وخمسين إلى مئتين تفسير للقرآن, فإذا عرفنا أن كتاب الله العظيم شروحه وتفاسيره بلغت مئتين, عندما تبلغ الشروح والتعليقات على كتاب فصوص الحكم ما يتجاوز المئة والعشرين وذلك بالتتبع الناقص يتضح أهمية هذا الأثر والدور المحوري الذي لعبه في تاريخ الفكر الإسلامي عموما, وليس بالضرورة القبول, وإنما أريد أن أبين أن الذي يريد أن يعرف جذور الفكر الإسلامي والمدارس الموجودة لا يمكنه أن يتجاوز هذا الكتاب على صغر حجمه, وكذلك بالشأن بالقياس إلى كتب النقد ورسائل الدفاع الذي كان الفصوص ومؤلفه هدفا مباشرا لها, هذا على مستوى الشروح والتعليقات وكذا, أما الفتاوى الدينية بالنسبة إلى هذا الكتاب والآراء العلمية الصادرة من كبار الفقهاء, والمؤرخين والمفسرين, وعلماء الكلام, وعلما الحديث في البيئة الاسلامية, التفتوا جيدا إلى هذه العبارة هذه لم تصدر من عالم شيعي حتى يضعوا أمامها علامة استفهام, وخاصة عند أهل السنة.

    إذن: تبين أن الحمل على الأشد على محي الدين من أين جاءت؟ كيف تريد أن تقرأها هذه, أنا لا اعلم, تقراها قراءة ايجابية أو قراءة سلبية باعتبار انه كان يجدون في أفكار هذه الرجل اتجاهات شيعية فالحملة كان شديدة من الاتجاه الآخر, هذه القراءة الايجابية, أو تقرأها قراءة سلبية ذاك حديث آخر, ولكنه هذه عبارة عثمان يحيى الذي هو من المحققين في هذا المجال.

    قال: وخاصة عند أهل السنة ابتداء من القرن السابع الهجري وفي مختلف الأمصار والأقطار في العالم الإسلامي, فهي حقا تفوق الإحصاء والتعداد, وقد تتبعنا ما حشده مؤرخ مصر ومحققها الناقد إلى أن يقول: التي تلتقي كلها حول كتاب الفصوص وحول شخصية صاحبه فألفيناها تزيد على مئة وثلاثين فتوى صدرت في المسألة, إذا وجدت انت في بعض أوساطنا تجد فتوى أو فتوتين تصدر في هذا الرجل على مر التاريخ إلى الآن صادرة في حقه 130 فتوى وفي الاعم الاغلب هي بصدد الجرح وان كانت بعض هذه الفتاوى بصدد التعديل, وذلك فقط في مدى قرنين ونصف أو ما يزيد على ذلك قليلا, ومجموعة هذه المصادر العلمية والوثائق الدينية من شروح وتعليقات وفتاوى وآراء تشكل فعلا في زمانه, الذي هو قبل أربعين خمسين سنة, تشكل فعلا مكتبة ضخمة ومستقلة تضم مئات من المجلدات حول هذا الكتاب لا يتجاوز الذي, إذا يطبع بشكل مستقل لا يتجاوز كراس في نفسه ليس أكثر, وتمثل جانبا فريدا وأصيلاً في تاريخ الحضارة الاسلامية, ويتجلى اثر ذلك كله في ميدانين اثنين: في حقول التفكير الفلسفي أو بتعبير أدق: التفكير الديني عموما, يعني أنت لن تجد حقلا من حقول المعرفة الدينية الا ومحي الدين حاضر هناك إيجاباً أو سلبا, عند ذلك هل يمكنك أن تقرا علم الكلام من غير أن تقف على مباني الوحدة الشخصية للوجود, فالبناء إيجاباً وليس بالضرورة رفضا, يمكن أن تقرأ الفلسفة من غير أن تقف مباني الوحدة الشخصية للوجود, أو مباني محي الدين, يمكن أن تقرأ الفقه والأصول والمعارف والقران من غير أن تقف.

    قال: ففي الميدان الأول, ثم يبدأ من ص16 شروح فصوص الحكم على مدى القرون, يبدأ السابع الهجري, في القرن الثامن الهجري, في القرن التاسع الهجري, في القرن العاشر الهجري, الحادي عشر الهجري, الثاني عشر, الثالث عشر, الرابع عشر, ثم يأتي إلى شروح مجهولة التاريخ ويعد من هذه الشروح 112 شرح, ثم يأتي إلى مختصراتها يبدأ من113مختصرات الفصوص وشروحها من 113 إلى125 , ثم يبدأ يبين الرد على كتاب الفصوص وعلى صاحب الفصوص محي الدين فيبدأ من 126 إلى 161, يعني بحدود 35 شرح للرد على الفصوص, ثم يبدأ الدفاع عن كتاب الفصوص من 162 إلى 195, وثلاثة وثلاثين شرح أيضاً للدفاع عن كتاب الفصوص

    ثم بعد ذلك يبدأ بالفتاوى الدينية وآراء العلماء في كتاب الفصوص وصاحبه, فيبدأ بفتاوى وآراء التجري, والتكفير, والتفسيق, وانه إذا لم يكن هذا كافر فلا يوجد عندنا كافر على وجه الارض, بهذه العبارات والعناوين تبدأ من رقم (1) بحسب القرون إلى رقم(138) التي هي تبين كفر, وفسق, وتدمير, ومميت الدين, إلى آخره من العبارات, ثم يبدأ من وفتاوى آراء التعديل يبدأ من القرن السابع الهجري يبدأ من (139) إلى (171), هذا مختصر نستطيع من خلاله أن نمر على أهمية هذا الكتاب, ولا أريد أن اعبر عن عظمة هذا الكتاب حتى لا يقولون أن السيد يقول هذا الكتاب عظيم.

    اقول: أهمية هذا الكتاب الذي اخذ هذه المساحة الواسعة من الفكر الديني في مختلف مجالات المعرفة مذ وجد والى يومنا هذا والقافلة لم تنتهي بعد, الآن هو في صفحه7 يرجع

    يقول: عندما نأتي إلى هذا اللون من المعرفة الذي أسس له في كتاب الفصوص وفي غير كتاب الفصوص,

    يقول: ظهر هناك قول جديد ونمط جديد من التفكير الديني الفلسفي في الإسلام, وذلك ابتداء من أواسط القرن السابع الهجري بكل دقة, كما يستطيع هذا المؤرخ نفسه إذا رأى في الوقت ذاته أن يرقب تماما مدى سيطرة هذا اللون الجديد من التفكير على الجماعة الاسلامية, يعني على الأمة الاسلامية مذ وجد والى يومك هذا, علم أو يعلم شعر أو لم يشعر, ولكنه في كثير من الأحيان يردد كلمات الشيخ ولكن من غير أن يعلم أن جذور هذه الكلمات من أين جاءت .

    يقول: ومقدار عمقه وشيوعه في أوساطها العلمية والأدبية على الرغم من تعدد المجتمع الإسلامي واختلافه في فرقه, ومذاهبه, ومشاربه, وهذا النمط الجديد من التفكير الديني ينفرد بخصائصه الواضحة ويستقل بملامحه المعينة التي تميزه بالكلية عندما كان سائدا قبل ذلك.

    إذن: نستطيع أن نجعل ظهور هذا الكتاب وظهور هذا الفكر مفصلا يفصل مرحلتين من مراحل تطور الفكر الديني عموما بمختلف مجالاته ومعارفه, في العالم الإسلامي الذي تميزه بالكلية عن ما كان سائد في العالم الإسلامي من فلسفة يونانية أو فكر اعتزالي و اشعري, غير أن هذا اللون المبتكر من التفكير يتسق أكثر فأكثر مع بشائر الفكر العرفانية التي انبثقت أزهارها إلى أن يأتي ويصل هذا من ناحية ومن ناحية يشير إلى أسفه.

    يقول: يقول ولا باس أن نعبر عن مزيد أسفنا لان هذه الظاهرة المهمة في تاريخ الفلسفة عموما وفي تاريخ الفلسفة الاسلامية على الخصوص, لم تحظى من قبل مؤرخي الفكر البشري من مسلمين وغير مسلمين ما تستحقه من عناية, ودراسة وبحث, ونقد,

    وأنا بودي أن الاخوة يرجعون إلى الكتاب, لا أريد أن اقول أن مؤرخ الحركات الإصلاحية في الإسلام ومعه علماء النفس والاجتماع الدينين سيجدون أنفسهم إمام اعقد مشكلة للتفكير الديني واغرب صورة له وسيرون بأم أعينهم اخطر مأساة للتجربة الروحية, لأنه تجربة بهذه المستوى بدل أن تنقد نقدا علميا تعاملوا معها تعامل فقهي, تعامل فتوائي, تعامل حلال وحرام, طبعا لا اقول دائما لأنه في بعض الأحيان تعاملوا تعاملا علميا لا تعاملا فقهيا فقط

    إذن: هذا الكتاب واقعا بشذرات ولو لعشرين دقيقة ليس أكثر, أنا أتصور أن الاخوة وقفوا على أهمية وعظمة هذا الكتاب هذا من جهة, هذه العبارة لمن كانت؟ لعثمان يحيى.

    أما تعالوا معنا إلى الشيخ المطهري  &, أنا انقل هذه العبارة من شروح فلسفية في شرح المنظومة التي هي للشيخ المطهري, التي هي مطبوعة لاحد المترجمين في بيروت, المترجم غير مكتوب, هناك في الجزء الأول ص132, هذه عبارته:

    أولا مقدمة يذكر, يقول: أن العرفان في الواقع الإيراني والفارسي إنما بلغ أوجه على يدي الشيخ المولوي والشيخ المولوي إنما هو تلميذ لصدر الدين القونوي وصدر الدين القونوي إنما هو ربيب محي الدين, ثم يأتي إلى شخصية محي الدين, شخصية محي الدين,يقول: من هو صدر الدين يقف على صدر الدين, يقال: أن أصله صدر الدين القونوي المعروف أن أصله من قونيه, هذه عبارة الشيخ المطهري, انه من قونيه أو من مكان آخر, هل هو من أهل ذلك البلد أم لا, المهم انه ليس إيراني هذه واحدة, ليس إيرانياً على كل حال, مثل محي الدين فهو غير إيراني بل عربي.

    إذن أولاً: أن هذا العرفاني الموجود في أوساط المسلمين ليس فارسي بل جذوره عربية لأنه واحدة من الاتهامات من بعض الناس, الذين واقعا أنا كل ما استطيع أن اقول: أن الإنسان يشفق عليهم, عندما يأتون إلى هذه المعارف التي تذكر في الخط العرفاني, يقول هذه من دخول الفكر الإيراني على معارف أهل البيت, وهذه موجودة حتى عند من نعرفهم, نعرف منهم كثيرا في كتابتهم في منابرهم في مكان آخر, هذه المقولة أريد أثبتها مقدمة, أن الفكر العرفاني وان نظرية وحدة الوجود وما تبع هذه النظرية وتأثيرات على مختلف معارف الدين هذه أصولها عربية, وليست جذورها إيرانية فارسية.

    يقول: مثل محي الدين فهو غير إيراني بل عربي, ومحي الدين هو من أولاد حاتم الطائي, ليس فقط من أولاد حاتم الطائي, وإنما لعله أساساً لم يصل إلى المشرق, وإنما كان يعيش أما في الأندلس وأما في الشام وأما في هذه المناطق, يعني أساساً لم يزر إيران حتى نقول تأثر بالفكر الإيراني, وهو طائي أندلسي, فطائي يعني انه عربي الأصل وأندلسي يعني انه كان مقيما بالأندلس, وكانت أكثر حياته في المشرق الإسلامي وقليلا كان في المغرب الإسلامي, ومحي الدين, هذه عبارات الشيخ مطهري, وتلك عبارات عثمان يحيى الذي هو من مدرسة قم, وهذا من مدرسة أهل البيت.

    يقول: ومحي الدين أعجوبة عظيمة, طبعا أنا راجعت النص الفارسي رأيت ترجمته دقيقة, لأنه بعض الترجمات ليست دقيقة ولكنه هذه الترجمة ترجمة دقيقة, وهي مطابقة للأصل الفارسي الذي يوجد عندي.

    قال: ومحي الدين أعجوبة عظيمة وكذلك الملا صدرا, وأنا لا ادري لما يذكر ملا صدرا لأنه حديثنا عن محي الدين, وكذلك الملا صدرا, ومحي الدين مثل كل واحد من النوابغ, التفتوا إلى النكتة التي يشير إليها, يقول: عادة النوابغ عادة لا تستطيع أن تجعلهم في قالب فكري معين, نحن الآن عندما نأتي إلى العلماء إلى الأشخاص إلى بعض المفكرين إلى بعض الكتاب, إلى بعض الفقهاء, إلى بعض الأصوليين, عنده قالب معين اطر معينه يتحرك بها, يوجد مجموعة من النوابغ هؤلاء لا تستطيع أن تجعلهم في دائرة معينة, في إطار معين, في خطوط معينة, لا تستطيع أن تقول هكذا يفكر وهكذا يقول, مرة يصعد صعودا يصل إلى الملا الأعلى ومرة ينزل نزولا ينتهي به إلى الحضيض, لماذا؟ لا نعلم, طبعا مثل هؤلاء لايصبحون مراجع, لأنه المرجع لابد أن يكون لديه خطوط واضحة وأفكار واضحة.

    قال: مثل كل واحد لا مجال لان يقال في حقه الا انه عجيب, ولا يمكن قول أي شيء آخر, واغلب هؤلاء الأشخاص لا يمكن حصرهم في أي قالب, فتارة تراهم في أوج الأوج وأخرى في حضيض, ولذا نرى آراء الناس فيهم متناقضة ولم يقع خلاف في شخص مثلما اختلف في محي الدين, التفتوا إلى العبارة هذا الاختلاف, أن يعده البعض قطب الأولياء وخاتم الولاية المقيدة وليست المطلقة وان كان هو ينسب لنفسه خاتم الولاية المطلقة, قطب الأولياء ومن جهة أخرى انه مميت الدين وانه قطب الكفر, واقعا انه النسبة 180 درجة فرق, ولذا نرى أن آراء الناس فيهم متناقضة, ولم يقع خلاف في شخص مثلما اختلف في محي الدين, فعده البعض من أولياء الله وإنسانا كاملا والقطب الاكبر, وبعض اعتبره كافرا مرتدا وهذا هو حال كلامه, هذا ليس شخصيته بهذا الشكل كلماته أيضاً أما فيها أبحاث في أعلى درجات التوحيد, وفيها أبحاث أخرى واقعا لا يمكن توجيها بأي شكل من الاشكال, فبعض كلامه الذي سمع منه من أحط الكلام  وبعضه من اسماه, والملا صدرا, الآن يظهر لماذا أشار إليه ملا صدرا, والملا صدرا لم يتواضع للأحد مثل ما تواضع له, يعني واقعا عندما يأتي ذكر محي الدين انت لن تجد في الاسفار من أوله إلى آخره مكان يناقش محي الدين آبداً, يتواضع واقعا يتواضع, هذا الإنسان عندما يأتي إلى بن سينا, يقول وقد تبلد ذهنه في كذا موضع, يعبر عن ابن سينا انه تبلد ذهنه, ولكن عندما يأتي إلى محي الدين فهو تلميذ صغير إمام محي الدين التفت لي جيدا.

    يقول: وملا صدرا لم يتواضع لاحد مثلما تواضع له, وأمثال ابي علي هم لا شي في مقابل محي الدين, أمثال أبو علي بن سينا هم لا شي في مقابل محي الدين, التفت إلى عبارة خبير متخصص مثل السيد الطباطبائي& هذه عبارته: والعلامة الطباطبائي هذه المطهري ينقلها عن أستاذه الطباطبائي

    يقول: والعلامة الطباطبائي مثلا يعتقد انه لم يتمكن احد أن يكتب في الإسلام سطرا مثل ما كتبه محي الدين, سطر واحد لم يكتبوا, مات هذا الرجل, هذه العبارة الثانية, طبعا يوجد بحث آخر وهو البحث المرتبط بأنه هل من أتباع مدرسة أهل البيت أو ليس من أتباع مدرسة أهل البيت, الآن القضية أوسع من ذلك, لأنه الذين ناصروه من المدرستين والذين خالفوه من المدرستين, القضية ليست قضية طائفية حتى نبحث انه لماذا هذه الطائفة قالت في حقه كذا ولماذا ذاك المذهب قال في حقه كذا, انت عندما تأتي أتباعه تجد من أتباعه يوجد أعلام من الفريقين, ومن الاتجاهين, و المدرستين, وعندما تأتي إلى خصومه والى مخالفيه والى من يتكلمون عنه بسلبيه أيضاً هم من الفريقين والمدرستين لا من مدرسة دون أخرى.

    إذن: القضية أوسع واشمل من قضية انه من أتباع مدرسة أهل البيت أو من غير أتباع مدرسة أهل البيت, الآن افترضوا انه من أتباع مدرسة أهل البيت, هل أن كل أتباع مدرسة أهل البيت قبلوه, يعني ليس حاله كحال الشيخ الطوسي, الشيخ الطوسي الآن كل أتباع مدرسة أهل البيت هل يشكون في جلالة قدره, وعلمه, وإيمانه وتأسيسه لمباني المذهب؟

    لا يشكون, ولكن عندما تأتي القضية إلى محي الدين ليس الامر كذلك, لايوجد موضع اتفاق حتى على فرض تشيعه وكذلك على فرض تسننه, فان الذين قالوا بتسننه  ليس معناه أنهم كلهم وافقوا على أفكاره, أيضاً يوجد اتجاهان في قبوله وعدم قبوله.

    هذا القدر كافي فيما يتعلق في أهمية هذا الكتاب والوقوف على معرفة بعض النقط المرتبطة بهذا الكتاب.

    أما فيما يتعلق في داود القيصري, داود القيصري طبعا كما تعلمون بأنه هذا الشرح الذي نريد أن نقرأه هو الشرح المرتبط بالشيخ داود القيصري, داود القيصري, يوجد كتاب مطبوع بعنوان الرسائل, أنا لايوجد عندي نسخته ولكن بعض الاخوة احضر لي صورته, ولا ادري هو مطبوع في إيران أو غير مطبوع, وهو تحت عنوان الرسائل, جمعت في هذا الكتاب كل الرسائل المنسوبة للشيخ محمود القيصري, مطبوع جيد, المهم هذا الموجود عندي, هناك في مقدمة الكتاب يوجد ترجمه عن داود القيصري.

    يقول: هو داود بن محمود بن محمد الرومي القيصري, اجمع للذين ترجموا للقيصري على اسمه هذا كما اجمعوا على انه ينعت ويلقب بشرف الدين والقيصري, نسبة إلى مدينة قيصرية بالأناضول التي ولد فيها وتضاف أحياناً نسبة أخرى إلى هذه النسبة, هذا فيما يتعلق بولادته, يقول: وبعد إتمام تحصيله في قيصريه ذهب القيصري إلى مصر للاختصاص في العلوم الدينية, وأقام في القاهرة مدة ثلاث أو أربع سنوات مشتغلا بالدراسة والبحث ثم التقى داوود القيصري المتصوف المشهور بعبد الرزاق بن كمال الدين القاساني أو القاشاني, أو الكاشاني, المهم هل هي كاشان أو قاسان على الخلاف المشهور في عبد الرزاق الكاشاني الذي سنة وفاته 730 من الهجرة وبعنايته سلك إلى علم التصوف كما ذكر القيصري نفسه, هذه إنشاء الله في المقدمة عندما نأتي إلى مقدمة القيصري هو يشير إلى هذه النكتة, ويشكر الله أن الله سبحانه وتعالى هيأ له أستاذاً في التصوف كعبد الرزاق القاساني أو الكاشاني, بعض المصادر التاريخية تذكر أنه كان تلميذا عند العالم والمتصوف المشهور صدر الدين القونوي أيضاً, ولكن هو يشكك في هذه النسبة, يقول: باعتبار أن عمره لا ينسجم عمره مع حياة وزمن صدر الدين القونوي.

    بعد ذلك يأتي يقول: مكانته العلمية وتأثيره, وهذه نقطة مهمة, لأنه نريد نقف على شرح القيصري والا شروح متعددة موجودة, يقول: نقرأ في المصادر التي بأيدينا, أن داود القيصري تفقه في العلوم العقلية والدينية على ائمة العلماء, إلى أن يقول بلا شك انه عالم كبير, ومتصوف كامل, وفيلسوف مدقق, وهو من اوائل كبار المفكرين, إلى أن يقول: يرجع الفضل إلى داود القيصري بغير منازع في إرساء التطور الفلسفي لمذهب وحدة الوجود.

    إذن: تبين أن المحاولة الاولى لتأسيس وحدة الوجود على أسس عقلانية فلسفية قام بها القيصري, وهذا إنشاء ما سوف نقف عليه في المقدمة, في مقدمة القيصر لهذا الكتاب, ويعتبر من أفضل عرض هذا المذهب مذهب وحدة الوجود على أساس فلسفي متميزا من بقية شرحه بشكل واضح, ولا شك في أن شرح القيصري لفصوص الحكم يعد الينبوع الثاني بعد فصوص الحكم نفسها, لكل المتصوفين بعده, الذين كتبوا عليه شروح وحواشي وتعليقات وهو بين أهل هذا المذهب, يعني مذهب وحدة الوجود الذي أقامه على أسس عقلانية كالباقلاني والغزالي في مدرسة الأشاعرة.

    إذن: إلى هنا اتضح لنا

    أولا: أهمية الكتاب وهو فصوص الحكم, واتضح لنا لماذا نختار هذا الشرح من بين الشروح, ولماذا أن الأعلام من اساتذتنا يختارون هذا المتن لدراسة فصوص الحكم من خلاله والا توجد شروح أخرى, إلى أن يقول: واستفاد الكثيرون من مفكري الأتراك والعجم والعرب من داوود القيصري, وأنهم قد اقتبسوا فصولا طويلة من مؤلفاته في كتبهم, ونقلوا عنه كثر أقوال وآراء وعلقوا عليها أهمية كبيرة ويأتي على رأس هؤلاء المفكرين, يذكر مجموعة من المفكرين الكبار الذين يقول هؤلاء من الأتراك ثم يقول وحيدر بن علي العلوي الآملي, وملا صدرا دين الشيرازي, وميرداماد, وحاجي ملا هادي السبزاوري, والمحقق اللاهيجي, وأغا محمد رضا قمشئي, والجامي من العجم,من الإيرانين, هؤلاء الذين أيضاً وقفوا على مباني القيصري, وعبد الغني النابلسي, وبهاء الدين العاملي, وشمس الدين محمد بن نصر, والشيخ عبد القادر الجزائري من العرب, ولا يزال تأثير داوود القيصري على المفكرين المسلمين مستمرا إلى يومنا هذا, والدليل هذا المجلس إلى يومك هذا تجد أن هذا النص الذي كتب قبل قرون إلى الآن يعد من أفضل النصوص ومن أفضل الشروح والمتون لفهم نظرية الشيخ محي الدين والنتائج المترتبة على ذلك, ثم بعد ذلك يدخل في مؤلفات داود القيصري, يقول: هذه المؤلفات تنقسم إلى قسمين, ومن أهم مؤلفاته شرحه لفصوص الحكم, أتصور أن هذا القدر كافي للوقوف على أهمية متن الكتاب الذي هو فصوص الحكم وأهمية شرح هذا الكتاب الذي هو شرح القيصري, وبالإضافة إلى بعض النكات الأخرى التي اشرنا إليها, هذه أتصور كانت مقدمة كافية حتى في الغد ندخل أصل المقدمة.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2017/02/18
    • مرات التنزيل : 4585

  • جديد المرئيات